ماهي الأسباب التي تقف خلف عدم تسليم فرنسا للإرهابي القبائلي "فرحات مهني" إلى الجزائر؟

[الزمزوم]

ماهي الأسباب التي تقف خلف عدم تسليم فرنسا للإرهابي القبائلي "فرحات مهني" إلى الجزائر؟

فرنسا ترفض تسليم المغني القبائلي "فرحات مهني" رئيس حكومة القبائل المؤقتة في المنفى فرنسا تحديداً، ورئيس التنظيم الإرهابي "ماك" بحسب قوائم الإرهاب في الجزائر إلى الحكومة الجزائرية وهذا لعدة أسباب منها:

1/ أن المغني القبائلي "فرحات مهني" رئيس التنظيم الإرهابي (ماك) لقي ضمانات كبيرة من الكيان الصهيوني، الذي يتحالف معه في هذه الأثناء بعدم تسليمه للجزائر مهما كانت كانت حدة الضغوط والإكراهات، ويظهر دور الكيان الصهيوني معلماً في هذا الموضوع بشكل غير مباشر، متمثل في اللوبي الفرنسي الصهيوني السياسي والاقتصادي، وفي داخل أروقة السلطة من خلال الضغط على حكومة "إيمانويل ماكرون" بعدم الإقدام على هذه الخطوة أبداً.

2/ أن المغني القبائلي "فرحات مهني" رئيس التنظيم الإرهابي (ماك) يقف إلى جانبه بقوة وحزم قل نظيرهما اليمين المتطرف في فرنسا، والذي يقف موقفاً متشدداً في علاقته مع الجزائر، إلى جانب الحركى ممن هو الآن في الحكومة الفرنسية (وزير الداخلية) وهو من أصول جزائرية ابن حركي.

3/ أن المغني القبائلي "فرحات مهني" رئيس التنظيم الإرهابي (ماك) هو الآن عملياً ضمن قائمة الحركى، في السجلات الرسمية الفرنسية وبالتالي فإنه تسري عليه قوانين فرنسا المتعلقة بهذه الفئة، فهو يحمل جنسية فرنسية وجنسية إسرائيلية، وقوانين فرنسا لا تسمح بتسليم الحركى تحت أي ظرف كان، وهو يتمتع بحقوق مدنية، وسياسية كما هو الحال بالنسبة للحركى أعلى بكثير من حقوق المواطنين الفرنسيين غير مولودين في فرنسا (أقصد المهاجرين) ولكن أقل من حقوق الفرنسيين الأصليين (البيض/ أو من اليمين المتطرف).

4/ أن المغني القبائلي "فرحات مهني" رئيس التنظيم الإرهابي (ماك) يبقى ورقة ضغط رابحة بالنسبة لفرنسا، سواء هذه الحكومة أو أي حكومة قادمة، وبخاصة الحكومة العنصرية لليمين المتطرف في حال فوزه في الإنتخابات المقبلة، والتي من المحتمل أن ينجح في الرئاسيات القادمة، وهذا الأخير (اليمين المتطرف الفرنسي) مُتشدد كثيراً مع الجزائر في الكثير من القضايا، منها ملف الذاكرة وقضية الإستعمار في الجزائر، إلى جانب ذلك فهو مُتحالف بشكل غير مسبوق مع كيان عنصري آخر هو الكيان الصهيوني، لذلك من المرجح أن تكون هذه الورقة ورقة أخرى للضغط على الجزائر، في ملف الهجرة غير شرعية وفي موضوع الإسلام فوبيا باعتبار الجزائر دولة إسلامية تنتمي للعالم الإسلامي، وأغلبية أئمة الجالية المسلمة في فرنسا يتم استقدامها من الجزائر.

5/ الأخطر من كل ذلك أن المغني القبائلي "فرحات مهني" رئيس تنظيم (الماك)الإرهابي يبقى رمزاً (مناضل كبيرة في سبيل القضية الأمازيغية) لجزء كبير من سكان منطقة القبائل وبخاصة الشباب الجديد إن لم يكن كُلهم (ليس لدينا احصاءات)، وكما تعرفون فإن فرنسا دأبت منذ دخولها إلى الجزائر على استغلال هذه المنطقة (التباينات العرقية)، وخلقت هذه الإثنية ليس البربرية ولكن القبائل واللغة الأمازيغية في ما يُعرف بالمسألة الأمازيغية، واحتضنت رموز هذه المنطقة من السياسيين والمُسيسين، وعاملتهم بصورة مختلفة عن كل شعوب منطقة إفريقيا من مُستعمراتها السابقة، واختطفتهم ثقافياً وفكرياً، وإيديولوجياً أحياناً أخرى، واليوم تعمل على اختطافهم دينياً بنشر المسيحية في تلك المنطقة بشكل كبير وواسع تحت ذريعة حقوق الإنسان والحريات، وبعد الذي ذكرناه ولم نذكره ففرنسا ليست مُستعدة لأن تفقد منطقة القبائل بسبب تسليم المغني القبائلي "فرحات منهي" رئيس التنظيم الإرهابي في الجزائر (ماك)، لأن تسليمه إلى السلطات الجزائرية سيفقدها السيطرة على نخب ومُسيسي تلك المنطقة إلى الأبد، وسيُغضب ساكنة تلك المنطقة على الأقل المُتطرفين الهوياتيين منهم على فرنسا، وهذا الذي لا تريده فرنسا، فهي ليست مُستعدة لتسليم شخص يقول أن المنطقة التي ينحدر منها هي آخر ما تبقى (قلاع) لفرنسا في إفريقيا، وأن المحافظة عليها سيضمن لفرنسا بقاءها في المنطقة وفي القارة ككل على كل المستويات.

بقلم: الزمزوم