🕋☼◄[[ ملف خاص بفتاوى الحج ... ]]►☼ 🕋 - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > المنتدى الإسلامي للنّساء > فقه المرأة المسلمة

فقه المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنّة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

🕋☼◄[[ ملف خاص بفتاوى الحج ... ]]►☼ 🕋

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-17, 11:19   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي


°°((حكم الأضحية وهل المضحي يأكل من أضحيته؟ ومما تكون الأضحية؟))°°
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -

-الأضاحي سنة، وقد ضحى النبي – صلى الله عليه وسلم – في سنواته في المدينة – صلى الله عليه وسلم – كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين، يذبح أحدهما عن محمد وآل محمد يعني أهله، ويذبح الثاني عن من وحد الله من أمته، وفي رواية عن من لم يضح من أمته، فالضحية سنة مشروعة مع القدرة، يأكل الإنسان منها ويطعم، يأكل منها ما تيسر ويطعم الجيران والفقراء، كما قال تعالى (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) ويجتهد في الشيء الطيب من الإبل والغنم والبقر والضحايا من هذه الأنعام والبقر خاصة، والبدن السبع والبقرة عن سبعة والشاة عن الرجل وأهل بيته الواحدة وعن الرجل وأهل بيته، ولو كانوا كثير، يذبحها الرجل عن زوجته وأولاده ووالديه ونحو ذلك، تجزئ عن الرجل وأهل بيته كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا ذبحها أكل وأطعم، أكل هو وأهل بيته، وأطعم الفقراء وأهدى منها إلى من يشاء من جيرانه وأحبابه، وإذا دخل شهر ذي الحجة وهو يعزم عن الضحية لم يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي، خاصة هو أما أهله فلا حرج عليهم، لكن هو الذي يدفع الدراهم من ماله للضحية هو الذي لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - (إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً) وفي لفظ: (ولا من بشرته شيئاً) لا من الشعر ولا من الظفر ولا من الجلد والبشرة حتى يضحي إلا الحاج والمعتمر في عشر ذي الحجة فلا حرج أن يحلق في عمرته أو يقصر، وهكذا في الحج يوم العيد يحلق أو يقصر بعد الرمي هذا ليس بمنهي عنه بل مأمور به لا بد منه غير داخل في النهي.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز-رحمه الله-









 


آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2018-08-09 في 23:49.
رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:19   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

°°((مسألة فيمن أمسى يوم النحر ولم يطف))°°
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
-كثر الكلام حول مسألة هل يَحل من رمى جمرة العقبة دون أن يطوف طواف الإفاضة يوم النحر مع أنه ورد هناك بعض الأحاديث التي تدل على أنه لا يحل، ومنها حديث في معاني الآثار على شرط الشيخين وسنده صحيح، فالمطلوب هو التفصيل في هذه المسألة مع الأدلة والتوضيح حتى يكون المسلم على بينة من أمره؟[1]
-إذا رمى جمرة العقبة وحلق أو قصر حلَّ التحلل الأول ويبقى عليه الطواف، فإن طاف يوم العيد هذا أفضل، و إن لم يطف يوم العيد ولم يتيسر له طواف العيد طاف في الأيام التي بعد العيد وحلّه تام وليس عليه أن يعيد الإحرام.
-وأما الحديث الذي أشار إليه فهو موجود في أبي داود وهو ضعيف الإسناد وليس بصحيح، وأما الذي في (شرح معاني الآثار) فلم نطلع عليه، ولو صح فهو شاذ مخالف للأدلة الشرعية التي استقام عليها الجمهور وساروا عليها.
-فالحاصل أن هذا الحديث ليس بصحيح وما يدَّعي في (شرح معاني الآثار) إن صح فهو شاذ ومخالف للأحاديث الصحيحة.
- فهو شبه إجماع من أهل العلم أنه إذا حل تم حله ما يعود محرماً بعد ما حل.

[1] من أسئلة الحج، الشريط الثاني.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -


















رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:21   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

°°((مسألة في التكبير يوم العيد وأيام التشريق))°°
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
-هل الزيادة في التكبير الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً ثابت وصحيح؟[1]
-ثابت رواه مسلم في الصحيح.[2]
[1] من أسئلة حج عام 1415هـ، الشريط رقم 49/6.

[2] أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة برقم 943.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -











رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:21   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

°°((إشكال في حديث الحج عرفة، وحديث تعدل حجة معي))°°
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
-قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن العمرة في رمضان تعدل حجة معي"، ثم قال في حديث آخر بأن "الحج هو عرفة"، فما هو الفرق بين الأول والثاني؟
-فضل العمرة في رمضان هذا معروف، العمرة في رمضان تعدل حجة، وفي رواية: "حجة معي".
- فهذا فيه فضل عظيم من اعتمر في رمضان، وأما أن الحج عرفة، يعني أن من لم يقف بعرفة ماله حج، يعني معظم الحج عرفة، فالذي يحج ولكن لا يقف بعرفة ما له حج لا بد من الوقوف بعرفة، يعني معظم الحج وركنه الأعظم عرفة، فلو أنه رمى الجمار وبقي في منى وأتى مزدلفة ما له حج، إلا إذا وقف بعرفة يوم عرفة، أو ليلة النحر -ما له حج إلا بعرفة- فلو أنه ترك الوقوف بعرفة ليلاً ونهاراً فلا حج له. جزاكم الله خيراً.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:22   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

°°((التنديد بأعداء الإسلام في الحج ليس من الحج))°°
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-

تلكم الشعارات التي يوم بها بعض الحجاج المنتسبين إلى إيران، ومما ارتكبوه -كما أشرتم وتفضلتم- سد الطرقات، وحرق السيارات وما إلى ذلك، بل لقد أدى بهم الحال إلى جلب المتفجرات ضمن أمتعتهم، لعل لسماحتكم توجيه للمسلمين عموماً إذا ما لاحظوا شيئاً من ذلك كيف يتصرفون؟
-نشرنا في ما مضى في موسم الحج الماضي عام (1407 هـ) قرار مجلس هيئة كبار العلماء بالتنديد بهذا الأمر وإنكار، وأن مجلس ......... هذا ويرى أنه باطل، ونرى أن على الدولة منع ذلك منعاً باتاً لما فيه من التشويش وإيذاء المسلمين، وهكذا المسلمون في كل مكان في الهند وباكستان في أندونسيا وفي مصر وفي أفريقيا وفي كل مكان أعلنوا تنديدهم بهذا العمل، وإنكارهم لهذا العمل، وأنه منكر، وأن الواجب تركه والحذر منه، وأن الواجب على الدولة منع ذلك، وأن الدول الإسلامية تؤيدها فيما ذهبت إليه من القضاء على هذا المنكر، والحرص على تأمين الحجيج ودفع الأذى عنهم، سواء من الشيعة أو من غير الشيعة، هذا هو واجب الدولة، أن تحرص على أمن الحجيج وأن يؤدوا مناسكهم بطمأنينة وأمن وعافية، وأن تأخذ على أيدي السفهاء من الشيعة وغير الشيعة، وتمنعهم من الباطل ومن الأذى ومن المسيرات، وإذا كان هناك تفجيرات صار أمره أكبر وأخطر، ولكن الدولة وفقها الله قد تسامحت كثيراً فيما مضى، وأن الواجب عليها ألا تتسامح بهذا؛ لأن هذا خطره عظيم، وقد وجد في كثير من الأشياء التي .......... أشياء من المتفجرات قد ....... في الدولة ......... عام 1406هـ، لعلهم يرجعون عن هذا العمل ويتركون ما يؤذي المسلمين ويؤذي الحجيج ولكنهم لم ينفع فيهم هذا الصفحـ وهذا الستر، وهذا العمل الطيب، حتى وقع ما وقع في عام 1407هـ. المقصود ما وجد منهم من المتفجرات في عام 1406هـ، في جملة ما معهم من الأثاث الذي حملوه، فأن هذا لا شك أنه يدل على خبث شديد وفساد كبير ونيات فاسدة، وقصد سيء للحجيج وإيذائهم نسأل الله السلامة. -ولهذا وجب على الدولة أن تنكر هذا وأن تمنع هذا منعاً باتاً، والحقائب يجب أن تفتش، حقائبهم وحقائب غيرهم، لأن الحقائب قد يكون فيها من المتفجرات ومن الأذى مايضر المسلمين، كما وقع في عام 1406هـ، فالدولة وفقها الله واجب عليها أن تحرص على أمن الحجيج، وأمن الحرمين بكل وسيلة ممكنة، لازم من التفتيش عند نزولهم من الطائرات أو من الباخرات أو السفن أو السيارات يجب التفتيش حتى يحصل الأمن والسلامة أن شاء الله للمسلمين.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:24   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

فضل العشر من ذي الحجة
للشيخ الفوزان -حفظه الله-
-الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله نبينا محمد، وعلى اله، وأصحابه أجمعين أما بعد :
-فإننا على أبواب أيام مباركة، هي أيام عشر ذي الحجة التي فضلها الله سبحانه وتعالى، وأودع فيها من الخيرات الشيء الكثير لعباده، ولاشك أن حياة المسلم كلها خير إذا اغتنمها في عبادة الله والعمل الصالح، وكلها خير من حين يبلغ سن الرشد إلى يتوفاه الله، إذا وفقه الله لاغتنام أيام حياته في الأعمال الصالحة التي يعمر بها آخرته، فمن حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته، ووجد ما قدمه مدخرا عند الله عز وجل ومضاعفاً، ومن ضيع ديناه ضاعت آخرته، خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، فكل حياة المسلم خير، و لكن من فضل الله عز وجل أن جعل أوقاتاً فضلها غيرها من الأيام، ليزداد فيها المسلم أعمالا صالحة، ويحصل على أجور مضاعفة، فهناك شهر رمضان المبارك، وما فيه من الخيرات، والأعمال الصالحة والمضاعفة للأجور، وفي شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر.
-وهناك هذه العشر، عشر ذي الحجة التي اقسم الله جل وعلا في محكم التنزيل، وقال سبحانه وتعالى :{وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، هذه الليالي العشر هي عشر ذي الحجة على المشهور عند أهل العلم، والله اقسم بها لشرفها وفضلها، لأنه سبحانه وتعالى يقسم بما يشاء من خلقه، ولا يقسم الا بشئ له شأن، يلفت العباد إليه، وهو أقسم بهذه لشرفها وفضلها، لأجل أن يتنبه العباد لها، وقيل أنها هي العشر التي أيضا أكملها الله لموسى -عليه السلام-:{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}، قالوا والله اعلم هذه العشر هي عشر ذي الحجة، و قال الله سبحانه وتعالى فيها:{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ}، الأيام المعلومات، وأما الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى واذكروا الله في أيام معدودات فهي أيام التشريق، في أيام معلومات، يذكروا اسم الله في أيام معلومات، وسيأتي ما يقال من الذكر في هذه الأيام، ومن فضائل هذه العشر أنها تشتمل على يوم عرفة، اليوم التاسع منها، الذي قال -صلى الله عليه وسلم- فيه، في صيامه: “أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية، والسنة المستقبلة“، وفيه أداء الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، هذا اليوم العظيم الذي يجتمع فيه المسلون من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد، هو صعيد عرفة، ليوأدوا الركن الأعظم من أركان حجهم في هذا اليوم، والذي اخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله ينزل في عشيته إلى سماء الدنيا فيباهي الملائكة بأهل عرفة، فيقول: “انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أتوني من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، أشهدكم أني قد غفرت لهم“، وفي اليوم العاشر من هذه العشر يوم الحج الأكبر، وهو يوم عيد النحر الذي يؤدي المسلمون فيه مناسك الحج من طواف وسعي وذبح للهدي وحلق أو تقصير، هذه المناسك الأربعة يبدأ أداؤها في هذا اليوم، ولذلك سمى الله هذا اليوم يوم الحج الأكبر، لأنه تؤدي فيه معظم مناسك الحج، وهناك الحج الأصغر وهو العمرة، فهذا اليوم اختصه الله سبحانه وتعالى بهذا الفضل، فالحجاج يؤدون فيه المناسك، وغير الحجاج يصلون صلاة العيد، وفيه الأضاحي، يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى، فهذه العشر المباركة تشتمل على هذه الفضائل، قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، الحديث الذي رواه البخاري وغيره، قال: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من الأيام العشر” – يعني عشر ذي الحجة –قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: “ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشي“، فهذه الأيام العشر يكون العمل فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، حتى الجهاد في سبيل الله، الذي هو أفضل الأعمال، العمل في هذه العشر خير من الجهاد في سبيل الله، إلا من استثناه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء.

فهذه الأيام لها فضائل عظيمة، ويشرع فيها أعمال كثيرة:

-صيام هذه الأيام ويستحب صيامها، صيام تسعة أيام لغير الحجاج، وأما الحجاج فلا يصومون اليوم التاسع، لأجل أن يتقووا على الوقوف بعرفة، وأما غير الحجاج فصيام هذا اليوم في حقهم يكفر الله به السنة الماضية والسنة الآتية، وهذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى، وفي حديث حفصة: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم هذه العشرة)، رواه أبو داود وغيره بسند لا بأس به، وأما ما قالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يصم هذه العشر)، هذا نفي، وحفصة إثبات، حديثها فيه إثبات والمثبت مقدم على النافي، فحفصة أثبتت أن رسول الله يصوم، وعائشة نفت وهذا في حدود علمها -رضي الله عنها-، فتكون حفصة علمت شيئاً لم تعلمه عائشة.
-ومن الأعمال التي تؤدى في هذه الأيام العشر التكبير، ويبدأ من أول دخول الشهر، حينما يثبت دخول الشهر يبدأ التكبير في أيام هذه العشر ولياليها، ويكثر المسلم من التكبير فيقول :الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، ولله الحمد، يكرر هذا ويرفع به صوته، كان الصحابة يرفون أصواتهم بالتكبير في هذه الأيام العشر، وهذه ما اختصت به هذه الأيام العشر، ويسمي هذا بالتكبير المطلق بالليل والنهار.
-وكذلك يشرع في هذه العشر الإكثار من الطاعات من صدقات على المحتاجين، وصدقات في سبيل الله، وكذلك من صلوات النوافل في غير أوقات النهي، ولاسيما صلاة الليل، وكذلك لا يفتر المسلم عن ذكر الله فيها بتلاوة القران والتسبيح والتهليل، فيشغل هذا الوقت بالطاعات القولية، والطاعات الفعلية، يغتنمها ويكتسب ما فيها من خير فلا تضيع عليه، يكون فيها صائما في النهار، وقائما في الليل، وتاليا للقران، مكبرا ومهللا ومسبحا، فيشغل لسانه بذكر الله، ويشغل بدنه بالصيام والقيام، وهذا خير كثير في هذه الأيام العشر التي العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، وان كان العمل الصالح محبوبا عند الله جلا وعلا في سائر الأوقات، ولكن الله يفضل بعض مخلوقاته على بعض، ففضل هذه العشر على غيرها من أيام الزمان، وكذلك مما يشرع في هذه العشر أن من أراد إن يضحي عن نفسه، أو عن نفسه وغيره، فانه إذا دخل في العشر لا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره شيئا حتى يذبح أضحيته، لان النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك في الحديث الصحيح.
-يشرع في يوم النحر ذبح الهدي أو الأضاحي، والهدي سواء كان هديا واجبا للنسك كهدي التمتع والقران، أو كان هديا مستحبا يهديه المسلم إلي بيت الله العتيق، تقربا إلي الله سبحانه وتعالى، فأول ما يبدأ، أول يوم يبدأ فيه الذبح يوم العيد، هذا بالنسبة للحجاج، وأما بالنسبة لغير الحجاج فيذبحون الأضاحي، تقربا إلي الله سبحانه وتعالى، وسنة نبوية سنها أبونا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وأحياها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، والأضحية قربان عظيم يتقرب بها المسلم إلى الله ويرى بعض العلماء وجوبها، الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- يرى أن ذبح الأضحية واجب على الموسر، وأما جمهور أهل العلم فيرون انه سنة مؤكدة، وليس بواجب؛ وعلى كل حال فذبح الأضاحي والهدي في هذا اليوم وما بعده يدل على فضل هذا اليوم؛ قالوا: وهو المراد بقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، صل صلاة العيد، وأنحر هديك، وأنحر أضحيتك في هذا اليوم، فهذا اليوم كما أسلفنا تؤدى فيه مناسك الحج، طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمرة، جمرة العقبة، وذبح الهدي بالنسبة للحجاج وبالنسبة لغير الحجاج ذبح الأضاحي، ومن فضل الله سبحانه انه مدد أيام الذبح إلى ثلاثة أيام بعد العيد، فأيام الذبح أربعة أيام، يوم العيد وثلاثة أيام بعده، قال -صلى الله عليه وسلم- أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فهذه عشر مباركة، تقدم على المسلمين بخيراتها وبركاتها من الله، على المسلمين من حجاج، وغير حجاج، وفيها هذه الأعمال الجليلة، وبالنسبة للهدي والأضاحي فلها أحكام ذكرها أهل العلم من ناحية السن، ومن ناحية السلامة من العيوب، ففي الأضاحي والهدي لا يجزي إلا ما بلغ السن المحددة شرعاً، فالضأن يجزء فيه بان ستة أشهر، والماعز ما تم له سنة، والبقر ما تم له سنتان، والإبل ما تم له خمس سنين، هذا من حيث السن في الأضاحي وفي الهدي، وكذلك في العقيقة أيضا لابد أن العقيقة ينطبق عليها ما ينطبق على الهدي و الأضحية، كذلك السلامة من العيوب، من العور والعرج والمرض والهزال ونقص الخلقة بقطع أو بتر أو غير ذلك، فتكون سليمة من العيوب التي تنقصها من غيرها، وأما ما يفعل بلحم الهدي، لحم الأضاحي:{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}، {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}، ويستحب أن يقسمها ثلاثة أقسام، ثلاثة أثلاث: ثلث يأكله هو وأهل بيته، وثلث يتصدق به على المحتاجين، وثلث يهديه لأصدقائه وجيرانه، مع العلم بأنه لا يجوز أن يبيع منها شيئا، لا يجوز إن يبيع منها شيئا حتى الجلد لا يبيعه، وكذلك لا يعطي الجزار أجرته من لحم الهدي والأضاحي، بل يتركها لما شرع الله سبحانه وتعالى من الأكل منها، والتصدق والإهداء، وهذه شعائر قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، ومنها الهدي والأضاحي، بأن يقدم لها من أنفس ما يجده، ومن أطيب ما يجده،لأنها شعيرة وتقرب إلى الله، قال الله جلا وعلا:{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}، المدار على النيات، ولكن مع هذا فلا يقدم شيئا مستنقصاً، أو قليل النفع، ولا يقدم شيئا من كسب حرام، قال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله طيب ولا يقبل الا طيبا“، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}، الخبيث: هو الردي، المراد هنا الردي، لا تتصدق بالردي من الطعام من الملابس، من سائر ما ينتفع به، لا تقدم الردي، ولا تتصدق من كسب حرام، بل تصدق من كسب طيب، لان الله سبحانه طيب لا يقبل إلا طيب، والطيبات لله سبحانه وتعالى.
-الحاصل، أن هذه العشر المباركة لها شأن عظيم، فينبغي للمسلم أن يستقبلها بالبشر والفرح والسرور بمقدمها، وان يستغلها فيما شرع الله فيها، حتى تكون كسبا له عند الله سبحانه وتعالى، يجده يوم يقدم على الله سبحانه وتعالى، وكما ذكرنا أن كل حياة المسلم فيها خير إذا استغلها في طاعة الله، ولكن تخصص الأيام والأوقات التي فضلها الله سبحانه وتعالى بمزيد اهتمام، ومزيد اجتهاد، ولكن مع الأسف أن كثير من الناس تمر عليهم أعمارهم، وتمر عليه الأيام الفاضلة، والأوقات الشريفة، ولا يستفيدون منها، تذهب عليهم سدى، وقد لا يكفي إنهم لا يستفيدون منها، بل يستغلونها في الحرام والمعاصي والسيئات، خصوصا في هذا الزمان الذي فشت فيه الشواغل والملهيات من وسائل الإعلام، والبث الفضائي، والانترنت، والأسواق، والعمل في التجارة، أو العمل في الوظائف، أو غير ذلك، و هذا وان كان انه مطلوب من المسلم انه يطلب الرزق، ولكن لا يشغله ذلك عن اغتنام هذه المواسم، فيجمع بين طلب الرزق وبين اغتنام هذه المواسم، والله جلا وعلا لم يمنعنا من العمل للدنيا ما نحتاج إليه، ولكنه نهانا أن ننشغل بالدنيا عن الآخرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، قال سبحانه : {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ}، ابتغوا عند الله الرزق واعبدوه، فلا تنساق مع طلب الرزق وتترك العبادة، أو تنساق مع العبادة وتترك طلب الرزق فتكون عالة على غيرك، بل اجمع بين هذا، وهذا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،ولما ذكر المساجد وعمارة المساجد قال:{يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ}، فالمسلم يجمع بين الأمرين بين طلب الرزق في وقته، وأداء العبادة في وقتها، في حين أن العبادة تعين على طلب الرزق: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}، {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، فالمسلم لا يضيع دينه، كذلك لا يضيع دنياه، وإنما يجمع بين مصالح دينه ودنياه، هذا هو المسلم، فكيف إذا ضيع وقته في اللهو واللعب، وتتبع المسلسلات، التمثيليات، والفضائيات، والأغاني، والنوادي الرياضية، والمباريات، يضيع وقته في هذه الأمور، والعجيب انه لا يمل، لا يمل من السهر، لا يمل من التعب مع هذه الأمور التي هي في مضرته، لا يتعب، بينما يتعب من الطاعة والعبادة، إلا من رحم الله سبحانه وتعالى.
الحاصل، أن المسلم يتنبه لنفسه ويتنبه لأوقات الفضائل، قبل أن يقول: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، قبل أن يواجه ما ذكره الله وتعالى عن أصحاب النار، إذا القوا فيها، قالوا ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل، قال الله جلا وعلا: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير}، فمن ضيع وقته وحياته فهذا مصيره، ولا حول وقوة إلا بالله.
-فلنتنبه لأنفسنا، وننبه غيرنا ولنحفظ وقتنا ولنغتنم أوقات الفضائل قبل فواتها، فان ذلك هو رأس المال الذي تخرج به من هذه الدنيا :

إذا أنت لم ترحل بزاد من التــقى * ولاقيت يوم العرض من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثلـــــه * وانك لم ترصد كما كان ارصــدا

-لابد من هذا المصير، إذا لم تقدم لآخرتك فلابد أن تندم في حين لا ينفع الندم، فعلينا أن نتنبه وننبه إخواننا، ونعظم هذه الأيام بطاعة الله سبحانه وتعالى، ونصونها عن الضياع، ونصونها على ان نشغلها بشئ يضرنا ونأثم به.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل النافع، انه سميع قريب مجيب، وصلى الله علي نبينا محمد، وعلى اله، وأصحابه أجمعين.









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:26   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

- سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: قلتـم إن مصلى العيد تشرع فيه تحية المسجد، فإذا كان المصلى خارج البلد ولم يسور فهل تشرع فيه تحية المسجد كذلك؟ وهل ينكر على من ترك التحية؟
-فأجاب فضيلته بقوله: مصلى العيد يشرع فيه تحية المسجد كغيره من المساجد، إذا دخل فيه الإنسان لا يجلس حتى يصلي ركعتين، وإن كان خارج القرية؛ لأنه مسجد سواء سُور أو لم يُسور، والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، «منع النساء الحيض أن يدخلن المصلى»، وهذا يدل على أنه له حكم المسجد.
-ولا ينكر على من ترك التحية؛ لأن بعض العلماء قالوا لا تحية له، ولكن القول الراجح أنه يصلى فيه؛ لأن له تحية.

* * *

5731 - سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل يعـد مصلى العيد مسجد فتسن له تحية المسجد؟ وهل يتنفل بغير تحية المسجد؟
-فأجاب فضيلته بقوله: نعم مصلى العيد مسجد، ولهذا منع الرسول عليه الصلاة والسلام الحيض أن يمكثن فيه، وأمرهن باعتزاله، فعلى هذا إذا دخله الإنسان فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، ولكن لا يتنفل بغيرها، لا قبل الصلاة، ولا بعدها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل قبلها ولا بعدها لكن تحية المسجد لها سبب.

* * *

6731 - سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: إذا جـاء الإنسان يوم العيد والإمام يخطب فهل يجلس أو يقضي صلاة العيد؟
-فأجاب فضيلته بقوله: إذا جاء الإنسان يوم العيد والإمام يخطب فقد انتهت الصلاة كما هو معلوم، ولكن لا يجلس حتى يصلي ركعتين تحية للمسجد، فإن فقهاء الحنابلة ـ رحمهم الله ـ نصوا على أن مصلى العيد مسجد حكمه حكم المساجد ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحيض أن تعتزله، وهذا يدل على أن حكم حكم المساجد، وبناء عليه فإنه إذا دخله الإنسان لا يجلس حتى يصلي ركعتين تحية المسجد.
-أما قضاء صلاة العيد إذا فاتت فقد اختلف فيها أهل العلم.
-فمنهم من قال: إنها تقضى على صفتها.
-ومنهم من قال: إنها لا تقضى.
-والقائلون بأنها لا تقضى يقولون: لأنها صلاة شرعت على وجه الاجتماع فلا تقضى إذا فاتت كصلاة الجمعة، لكن صلاة الجمعة يجب أن يصلي الإنسان بدلها صلاة الظهر؛ لأنها فريضة الوقت، أما صلاة العيد فليس لها بدل، فإذا فاتت مع الإمام فإنه لا يشرع قضاؤها، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وهو عندي أصوب من القول بالقضاء، والله أعلم.

* * *

7731 - سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل تقضى صلاة العيد إذا فاتت الإنسان؟
-فأجاب فضيلته بقوله: الصحيح أنها لا تقضى، وأن من فاتته صلاة العيد سقطت عنه، بخلاف الجمعة، فإن الجمعة إذا فاتت الإنسان صلى الظهر، والفرق بينهما أن صلاة الظهر فرض الوقت، فإذا لم يتمكن الإنسان من صلاة الجمعة وجب أن يصلي الظهر، بخلاف العيد فإن العيد صلاة اجتماع إن أدرك الإنسان فيها الاجتماع وإلا سقطت عنه.

* * *

8731سئـل فضيلـة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: إذا دخل المصلي لصلاة العيد وكان الإمام قد انتهى من الركعة الأولى كيف يقضيها؟
-فأجاب فضيلته بقوله: يقضيها إذا سلم الإمام بصفتها، أي يقضيها بتكبيرها.

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين : المجلد السادس عشر



















رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:29   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

°°((ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى))°°
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-

أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى, ما معنى هذا -يا شيخ-؟
-
معنى هذا النهي عن صومها، النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صوم أيام التشريق، بعث مناد في الناس ألا تصام، لأنها أيام أكل وشرب وذكر، الناس يأكلون ويشربون ويتقربون إلى الله بالذبائح بالهدي والضحايا، فيأكلون ويشربون، ما هي بأيام صوم، لا صوم فريضة ولا صوم نافلة، بل الواجب الفطر، في يوم العيد وأربعة أيام يجب إفطارها، فهي أيام أكل وشرب وذكر، إلا ما لم يستطع الهدي هدي التمتع فإنه له أن يصوم الثلاثة الأيام خاصة من الناس، لما ثبت في البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عائشة وابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لم يجد الهدي، الحديث رواه البخاري في الصحيح، من حديث عائشة وابن عمر، ومعنى لم يرخص، يعني لم يرخص النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذا قال: لم يرخص، أو رخص أو أمرنا، هذا المراد به النبي -صلى الله عليه و سلم-، هكذا قال أهل العلم، لأن الرسول هو الآمر الناهي المرخص -عليه الصلاة والسلام-، فإذا قال: لم يرخص، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم لم يرخص لأحد أن يصوم أيام التشريق إلا من عجز عن الهدي فله أن يصوم الثلاثة، إذا لم يصمها قبل الحج، إذا لم يصمها قبل عرفة فله أن يصومها؟؟؟ وله أن يؤخرها.
-أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم سماحة الشيخ.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -









رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:39   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

°°((حكم صوم يوم عرفة لمن عليه قضاء))°°
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -
هل يجوز صوم يوم عرفة وقد يوجد أيام قضاء من رمضان؟
-الحاج لا يصوم عرفة، الواجب عليه أن يفطر في يوم عرفة، أما غير الحجاج فيستحب لهم صيامه فهو يوم فضيل، صيامه يكفر السنة التي قبله والتي بعده، وفيه خير عظيم لكن الحجاج لا يصومون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف في عرفة مفطراً ونهى عن الصوم فيها أما غير الحاج فلا بأس أن يصوم، لكن إذا كان عليه صوم قضاء يبدأ بالقضاء وإذا صام يوم عرفة عن القضاء وأيام التسع عن القضاء فهو حسن.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -











رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:40   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

°°((كيفية التهاني بعيد الأضحى المبارك))°°
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -

ما صيغة تهاني عيد الأضحى المبارك، وقد عرفنا أنه في عيد الفطر يقول الناس لبعضهم: تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، فماذا نقول في عيد الأضحى؟
-ليس لهذا صيغة معروفة، فإذا دعا له قال: تقبل الله منا ومنك، أو عيدكم مبارك، أو العيد مبارك، أو جعل الله عيدكم مبارك، سواء كان عيد الأضحى، أو عيد الفطر، كله واحد، وهكذا في الحج، حجك مقبول، تقبل الله منك، عمرة مقبولة تقبل الله منك، كل هذا وأشباهه كافي؛ لأنه ليس له صيغة معروفة، أما أعياد المشركين، والنصارى فلا يجوز تهنئتهم بها، ولا مشاركتهم بها، فإذا كنت في محل في عيد للكفار، نصارى، أو غيرهم، فليس لك أن تهنئهم فيه، ولا أن تشاركهم فيه ولا أن تحضرهم، لما فيه من التشبه بهم، ولما فيه من إظهار الرضا بعيدهم الباطل، فليس للمسلمين إلا عيدان، عيد النحر وعيد الفطر، وتسمى أيام الحج عيداً، يوم عرفة، وأيام التشريق تسمى عيداً للمسلمين، لأنها تتكرر بينهم، ويعبدون الله فيها، أما أعياد المشركين من النصارى وغيرهم فلا يجوز حضورها ولا التهنئة بها، ولا بيع البطاقات بها، كل هذا منكر لا يجوز، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:41   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

-سئل شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (2/228) : هَلْ التَّهْنِئَةُ فِي الْعِيدِ وَمَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ : " عِيدُك مُبَارَكٌ " وَمَا أَشْبَهَهُ , هَلْ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ , أَمْ لا ؟ وَإِذَا كَانَ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ , فَمَا الَّذِي يُقَالُ ؟
-فأجاب :
-"أَمَّا التَّهْنِئَةُ يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إذَا لَقِيَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ , وَأَحَالَهُ اللَّهُ عَلَيْك , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا قَدْ رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ وَرَخَّصَ فِيهِ , الأَئِمَّةُ , كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ . لَكِنْ قَالَ أَحْمَدُ : أَنَا لا أَبْتَدِئُ أَحَدًا , فَإِنْ ابْتَدَأَنِي أَحَدٌ أَجَبْته , وَذَلِكَ لأَنَّ جَوَابَ التَّحِيَّةِ وَاجِبٌ , وَأَمَّا الابْتِدَاءُ بِالتَّهْنِئَةِ فَلَيْسَ سُنَّةً مَأْمُورًا بِهَا , وَلا هُوَ أَيْضًا مَا نُهِيَ عَنْهُ , فَمَنْ فَعَلَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ , وَمَنْ تَرَكَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" اهـ .
-ويقول العلامة السعدي – رحمه الله – مبيناً هذا الأصل في جواب له عن حكم التهاني في المناسبات - كما في ( الفتاوى ) في المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي (348) :
" هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع ، وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز ، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع ، أو تضمن مفسدة شرعية ، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع ، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره . -فهذه الصور المسؤول عنها ما أشبهها من هذا القبيل ، فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها ، وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها ، بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهد .


-وسئـل الشيخ ابن عثيمين : ما حكـم التهنئة بالعيد ؟ وهل لها صيغة معينة ؟
فأجاب :
"التهنئة بالعيد جائزة ، وليس لها تهنئة مخصوصة ، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً" اهـ .
وقال أيضاً :

"التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم ، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الاغ¤ن من الأمور العادية التي اعتادها الناس ، يهنىء بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام" اهـ .
-وسئـل رحمه الله تعالى : ما حكـم المصافحة ، والمعانقة والتهنئة بعد صلاة العيد ؟

فأجاب :
"هذه الأشياء لا بأس بها ؛ لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل ، وإنما يتخذونها على سبيل العادة ، والإكرام والاحترام ، ومادامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن الأصل فيها الإباحة" اهـ
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/208-210) .











آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2018-08-09 في 23:51.
رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 11:51   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي


°°((أثر عبادة الحج والعمرة في وقاية النفس وتطهيرها من الذنوب - عموم ومستثنيات- ))°°
لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله-

-الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على من أرْسلَه الله رحمةً للعالمينَ، وعلى آلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يومِ الدِّينِ، أمَّا بعدُ:
-فمِنْ رحمةِ الله تعالى بعبادِه أن شرعَ لهم من العباداتِ ما يَقيهم ويَصونُهم شرَّ الوقوعِ في المعاصي والذّنوبِ وما يُعالجهم بها ويُطهّرهم إذا وقعوا فيها، فالصّلاةُ تقي صاحبَها من الفحشاءِ والمنكرِ، ومن الجزعِ عند الضَّرَّاءِ والمصائبِ، ومن الشُّحِّ عند السَّرَّاءِ والإنعامِ ونحو ذلك، ممَّا بيَّنه اللهُ تعالى في قولِه: ï´؟إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِï´¾ [العنكبوت: ظ¤ظ¥]، وقال تعالى: ï´؟إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعًا. إِلاَّ الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ. وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِï´¾ [المعارج: ظ،ظ©-ظ¢ظ¥]، فالموصوفون بها إذا مسَّهم الخيرُ شكروا اللهَ وأنفقوا ممَّا خَوَّلهم، وإذا مسَّهم الشّرُّ صبروا واحتسبُوا.
-كما أنَّ الصّلاةَ يمحو اللهُ بها الخطايا ويطهّر بها من الذّنوبِ، وقد صحَّ عن النّبيّ صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وسلَّم أنَّه قال: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟» قَالُوا: «لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ»، قَالَ: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بهنَّ الخَطَايَا»(ظ،)، وَقَالَ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم -أيضًا-: «الصَّلَوَاتُ الخمْسُ وَالجُمُعَةُ إِلى الجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ»(ظ¢)، وقال -أيضًا-: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(ظ£)، وقال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -أيضًا-: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(ظ¤).
-وعبادةُ الزّكاةِ وقايةٌ من الشُّحِّ والبُخلِ تَنقُل صاحبَها إلى زمرةِ الكرماءِ، وتُزكِّي أخلاقَه كما في آيةِ المعارجِ السّابقةِ، وتشرحُ صدْرَه وتجعلُ صاحبَها من المستحقِّينَ لرحمةِ اللهِ، قَال تَعَالى: ï´؟وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُï´¾ [التوبة: ظ§ظ،]، وتَقِيهِ -أيضًا- منْ أسبابِ ضيقِ الرِّزقِ ومنْعِ القَطْرِ، ففي الحديثِ: «لَمْ يَمْنَعْ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالهمْ إِلاَّ مُنِعُوا القَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ البَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا»(ظ¥)، وهيَ -مِنْ جِهةٍ أُخرى- تُطَهِّرُ الذّنوبَ والخطايا لمن وقعَ فيها، وفي حديثِ معاذِ بْنِ جبلٍ رضي الله عنهُ أنَّ النّبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّمَ قالَ: «..وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ»(ظ¦)، وزَكَاةُ الفِطرِ تُطهِّر مَنْ وَجَبتْ عليه بعد شهرِ الصَّومِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفَثِ، فعنِ ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ طُهْرَةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ»(ظ§) .
-وكذلكَ عبادةُ الصّومِ فإنّها تقِي المؤمنَ من المعاصِي وتصرفُه عن الشّهواتِ، وتَسُدُّ عنْهُ منافِذَ السُّوءِ والشّرِّ، وتمنعُه من الوقوعِ في المخالفةِ لقولِه تعالى: ï´؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَï´¾ [البقرة: ظ،ظ¨ظ£]، فالصّومُ موجِبٌ لتقوى اللهِ في القلوبِ وإضعافِ الجوارحِ عن الشّهواتِ وإماتتِها، إذْ كُلَّمَا يَقِلُّ الأكلُ تضعفُ الشّهوةُ، وتَقِلُّ -على إثْرِها- المعاصِي والذّنوبُ، قال صلَّى الله عليهِ وآله وسلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(ظ¨) فهوَ علاجٌ واقٍ بالطّبِّ النّبويِّ لمنْ خشيَ الوقوعَ في مُهلكاتِ شهواتِ البطنِ والفرْجِ وغيرِهما، ودِرْعٌ منيعٌ من النَّارِ، قَالَ النّبيُّ صلَّى الله عليهِ وآلهِ وسلَّمَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِن النَّارِ»(ظ©)، وقد جاءَ في التّعبيرِ النّبويِّ عن وقايةِ صومِ رمضانَ من الشّرورِ والآثامِ بفتحِ سُبُلِ الخيرِ وإغلاقِ سُبلِ الشرِّ والغوايةِ، فقالَ صلَّى الله عليه وآلهِ وسلَّمَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشّيَاطِينُ»(ظ،ظ*)، كما تُخَلِّصُ عبادةُ الصّومِ صاحبَها من الذّنوبِ بتكفيرِها عليه وحصولِ المغفرةِ له، ويدلُّ عليه قولُه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «...وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ»(ظ،ظ،)، وقولُه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(ظ،ظ¢).
-هذَا، ولا تخرجُ عبادةُ الحجِّ والعُمرةِ عن سائرِ العباداتِ في الوقايةِ مِنْ شرِّ الوقوعِ في المعاصِي وتطهيرِ النّفسِ منها وقايةً وعلاجًا -كما سيأتي في مضمونِ الكلمةِ- غيرَ أنَّ الأمرَ الذي يدعُو إلى تجليةِ القولِ فيه هو أنَّ مَحْوَ أثرِ المعصيةِ من النّفسِ بعدَ الوقوعِ فيها بالعملِ الصّالِحِ أو بالعباداتِ السّالفةِ البيانِ بخاصةٍ الحجّ والعمرة، هل يتحقَّقُ بهما التّطهيرُ الجزئيُّ، أي: لصغائرِ الذّنوبِ فقط أمْ الأمرُ يعدُو إلى كبائرِ الذّنوبِ فيحصُل بهما التّطهيرُ الكلّيُّ؟
-فتقريرُ القضيّةِ وبيانُ متعلّقاتِها تتجلَّى علَى الوجهِ التَّالي:
-لا خلافَ بينَ العلماءِ في أنَّ صغائرَ الذّنوبِ تُكفَّر بعبادةِ الحجِّ ويحصلُ بها الغفرانُ(ظ،ظ£)، غيرَ أنَّ العلماءَ يختلفون في تكفيرِ كبائرِ الذّنوبِ بالحجِّ، وما عليهِ أهلُ التّحقيقِ أنَّ الحجَّ مكفِّرٌ للذّنوبِ جميعًا صغيرِها وكبيرِها، لقولِه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في فضلِ الحجِّ المبرورِ من حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه: «مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»(ظ،ظ¤)، فالحديث دلَّ -بظاهرِهِ- على أنَّ مَنِ استوْفَى أحكامَ الحجِّ، ووقعتْ أعمالُه على وَفْقِ مطلبِ الشّرعِ، ولم يُخالطْه شيءٌ منَ الإثم والفُسوقِ رجعَ نقيًّا من ذنوبهِ كيومَ ولدتْهُ أمُّه، ويؤكِّد هذا المعنى حديثُ عمرِو بْنِ العاصِ -رضيَ الله عَنهُ- قالَ: لَمَّا جَعَلَ اللهُ الإِسْلاَمَ في قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: «ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ»، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قَالَ: «فَقَبَضْتُ يَدِي»، قَالَ: «مَالَكَ يَا عَمْرُو!؟»، قَالَ: قُلْتُ: «أَرَدتُ أَنْ أَشْتَرِطَ»، قَالَ: «تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟»، قُلْتُ: «أَنْ يُغْفَرَ لِي»، قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا؟ وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟»(ظ،ظ¥) والحديثُ يفيدُ «عِظَمَ موقعِ الإسلامِ والهجرةِ والحجِّ، وأنَّ كلَّ واحدٍ منهَا يهدِمُ ما كانَ قبلهُ من المعاصِي»(ظ،ظ¦)، من غيرِ تفريقٍ بينَ صغائرِهَا وكبائرِهَا، قَال ابنُ حَجَرٍ -رحمهُ الله- في تعليقِهِ علَى حديثِ أبي هريرةَ رضيَ الله عنهُ: «فإنَّ ظاهرَهُ غُفرانُ الصّغائرِ والكبائرِ والتَّبعَاتِ»(ظ،ظ§).
-قُلْتُ: فإنَّ عُمومَ ظاهرِه غيرُ مقصودٍ مطلقًا، وإنَّما يتناولُ الصغائرَ والكبائرَ من حُقوقِ الله تعالى المتعلِّقةِ باجتنابِ رُكوبِ المحارمِ كالزِّنَا، والسّرقةِ، وشربِ الخمرِ، والقَذْفِ، والكذبِ، ونحو ذلكَ، أمَّا حُقوقُ الله التي تُشْغَلُ بها ذمَّةُ المكلَّفِ كالكفَّاراتِ والنّذورِ وقضاءِ الصّلاةِ والصّومِ، فإنّها تبقَى قائمةً ولا تبرأُ ذمَّتُه منها، ولا تَسقطُ بحالٍ إلاَّ بعدَ القيامِ بها أداءً أو قضاءً على وَفْقِ المطلوبِ شَرْعًا، أوْ عندَ حَالةِ عدمِ القُدرةِ على امتثَالِ الأمرِ بها أو العجزِ عَنْ أدائِهَا.
ويُستثنى –أيضًا- منَ العمومِ السّابقِ مَا يتعلَّقُ بحقوقِ العبادِ من التّبِعَاتِ الجنائيّةِ والماليّةِ وغيرِهما، فإنَّ الحجَّ لا يُكفِّرها، وإنّما يتوقَّفُ الإبراءُ منها على إرضاءِ أصحابِها بالتّسديدِ أوِ التّنازُلِ أوِ العفوِ، سواءً حصلَ في الدّنيا، أو في الآخرةِ على ما صحَّ في حديثِ «المفْلِسِ» الذي رواه أبو هريرةَ رضي الله عنهُ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليهِ وآلهِ وسلَّمَ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا المُفْلِسُ؟» قَالُوا: «المُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ» فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»(ظ،ظ¨)، قال ابنُ تيميّةَ -رحمه الله- في معرِضِ بيانِ حديثِ عمرِو بْنِ العاصِ رضيَ الله عنهُ: «فعُلم أنَّه عَنى بذلكَ أنَّه يهدمُ الآثامَ والذّنوبَ التي سَأَلَ عَمْرٌو مغفرتها، ولم يَجْرِ للحُدودِ ذِكْرٌ، وهيَ لا تسقطُ بهذه الأشياءِ بالاتّفاقِ»(ظ،ظ©)، وقال الملا القاري: «وأمَّا حقوقُ العبادِ فلا تسقُطُ بالحجِّ والهجرةِ إجماعًا»(ظ¢ظ*)، وقال المباركفوريُّ في شرحِه لحديثِ عمرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنهُ: «أيْ: يهدمُ من الخطايَا المتعلِّقَةِ بحقِّ الله لا التّبعاتِ، وتُكفَّرُ الكبائرُ التي بين العبدِ ومولاهُ، لا المظالِمُ بين العبادِ وحُقوقُ الآدميينَ، قيلَ: وعليه الإجماعُ، وإنّما حملُوا الحديثَ في الحجِّ والهجرةِ على ما عدَا حقوقَ العبادِ والمظالِمَ لَمّا عرفُوا ذلكَ من أُصولِ الدّينِ، فردُّوا المجمَلَ إلى المفصَّلِ، وعليهِ اتّفاقُ الشّارحينَ»(ظ¢ظ،).
-قُلْتُ: والحديثُ -أيضًا- إنّما يتناوَلُ كلَّ ما يدخلُ تحتَ المشيئةِ، ويُستثنى الشّركُ لأنَّه لا تَنفعُ الأعمالُ الصّالحةُ معَ وجودِهِ والتّلبُّسِ بهِ، لقولِه تَعالى ï´؟إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُï´¾ [النساء: ظ¤ظ¨]، وسيأتي المزيدُ في بيانِهِ.
-هذَا، وقد ذهبَ جمهورُ العلماءِ إلى اختصاصِ المكفِّراتِ بالصّغائرِ من الذّنوبِ دُون الكبائرِ وبه قالَ ابنُ عبدِ البرِّ(ظ¢ظ¢)، وابنُ العربيِّ(ظ¢ظ£)، والنّووِيُّ، وقالَ: «هو مذهبُ أهلِ السّنّةِ وأنَّ الكبائرَ إنّما تكفِّرها التّوبةُ ورحمةُ اللهِ وفضلُه»(ظ¢ظ¤)، ونقلَ الملا القارِي في مَعرِضِ شرحِهِ لحديثِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ مرفوعًا «رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» الإجماعَ على ذلكَ، فقال: «اعلمْ أنَّ ظاهِرَ الحديثِ يُفيدُ غُفرانَ الصّغائرِ والكبائرِ السّابقةِ، لكنّ الإجماعَ أنَّ المكفِّراتِ مختصَّةٌ بالصغائرِ منَ السّيّئاتِ التي لا تكونُ متعلِّقةً بحقوقِ العبادِ من التّبِعَاتِ، فإنَّه يتوقّفُ على إرضائِهم، مع أنَّ مَا عَدَا الشّركَ تحتَ المشيئةِ»(ظ¢ظ¥).
-قلت: ودعوَى الإجماعِ تحتاجُ إلى إثباتٍ وهو متعذِّرٌ، والحاملُ على تخصيصِهِ بالصّغائرِ دونَ الكبائرِ هو قولُه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ(ظ¢ظ¦)»(ظ¢ظ§)، ويمكنُ دفعُ التّعارضِ بحملِ مقتضَى قولِه: «إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ» علَى معنى أنَّه لا اجتنابَ للكبائرِ إلاَّ بفعلِ الفرائضِ منَ الصَّلواتِ والجمعةِ ورمضانَ، فمَن لم يفعلْها لم يكنْ مُجْتنبًا للكبائرِ، لأنَّ تَرْكَها مِنَ الكبائرِ، فوقفَ تكفيرُ الذُّنوبِ صغيرِها وكبيرِها عَلَى فعلِها(ظ¢ظ¨)،كمَا تَوقّفَ تكفيرُ الذّنوبِ في الحجِّ على تركِ الرّفثِ والفُسوقِ.
-هذا، ولا تختلف العمرةُ عن الحجِّ في تطهيرِ النّفسِ من الخطايا والمعاصي، فإنَّ من أدَّى العمرةَ مخلصًا لله تعالى يُريدُ وجْهَه الكريمَ على الوجهِ المَرْضِيِّ شرعًا، خاليًا من الرّفَثِ والفُسوقِ، فإنَّه ينالُ بها جَزاءَ الحجِّ من غُفرانِ الذّنوبِ، وحطِّ الخطايا، ونفيِ الفقرِ، وجزاءِ الجنَّةِ، وقد صحَّ في النّصوصِ الحديثيّةِ ما يُفيدُ عمومَ حُصولِ الجزاءِ للحجِّ والعمرةِ في قولِه صلَّى الله عليهِ وآله وَسَلَّم: «مَنْ أَتَى هَذَا البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»(ظ¢ظ©)، وهو يشمَلُ الحجَّ والعُمرةَ، وقد أخرجه الدّارقطنيُّ بلفظِ: «مَنْ حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ يَرْجِعُ كَهَيْئَةِ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»(ظ£ظ*)، والحديثُ وإن ضعَّف الحافظُ ابنُ حجرٍ -رحمه الله- إسنادَه(ظ£ظ،) فقد صحَّ عنه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنَّه قال: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ»(ظ£ظ¢)، وقال -أيضًا-: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ دُونَ الجَنَّةِ»(ظ£ظ£).
-وفي معرضِ الإشادةِ بخصائصِ البلدِ الحرامِ، قال ابنُ القيّمِ -رحمه الله-: «وجعلَ قصْدَه مكفِّرًا لما سلَفَ من الذّنوبِ، ماحيًا للأوزارِ حاطًّا للخطايَا»، واستدلَّ له بالأحاديثِ السّالفةِ البيانِ ثمَّ قال: «فلو لم يكنِ البلدُ الأمينُ خيرَ بلادهِ وأحبَّها إليهِ، ومختارَه من بلادِهِ، لما جعلَ عَرَصاتِها مناسكَ لعبادِهِ، فَرَضَ عليهم قصْدَهَا، وجعلَ ذلكَ مِنْ آكَدِ فروضِ الإسلامِ، وأَقْسمَ بهِ في كتابِهِ العزيزِ في موضعينِ منْهُ، فقالَ تعالى: ï´؟وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِï´¾ [التين: ظ£]، وقال تعالى: ï´؟لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِï´¾ [البلد: ظ،]، وليسَ عَلَى وجْهِ الأرضِ موضعٌ يُشْرَعُ تقبيلُهُ واستلامُه، وتُحَطُّ الأوْزارُ والخطايَا فيهِ غير الحجَرِ الأسودِ والرّكنِ اليمانيّ، وثبتَ عَنِ النّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنَّ الصّلاةَ في المسجدِ الحرامِ بمائةِ ألفِ صلاةٍ..»(ظ£ظ¤).
-كما أنَّ نصوصَ الشّرعِ العامّةِ تقضِي بانتفاءِ التّفريقِ -مِنْ حيثُ هَدْمُ الذّنوبِ والآثامِ، وحصولُ الأجرِ والثّوابِ- بينَ حجَّةِ الإسلامِ وحجَّةِ التّطوُّعِ، كما لم تُمَيِّزْ بينَ حجَّةِ المرْءِ عن نفسِهِ أصالةً أو بالنّيابةِ عنْ غيرِهِ، فإنّها أعمالٌ معدودةٌ من الصّالحاتِ، وفعلُها مِن الخيراتِ، والسّيّئاتُ تُغْفَرُ بها مُطلقًا إلاَّ مَا أُورِدَ من اسْتثناءٍ، غيرَ أنَّ الذّنْبَ العظيمَ قد يحتاجُ إلى حسنةٍ عظيمةٍ لتكفيرِها، وذلكَ لعمومِ قولِه تعالى: ï´؟إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِï´¾ [هود: ظ،ظ،ظ¤]، وقولِه تعالى: ï´؟وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَى. جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىï´¾ [طه: ظ§ظ¥-ظ§ظ¨].
-وألفاظُ الحديثِ كقولِه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ» أوْ «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ»، وألفاظُ الأحاديثِ الأخرى: «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ» تؤكِّد أنَّ هدْمَ الذّنوبِ ليس قاصرًا على حجَّةِ الإسلامِ ولا على تأديتِها بالأصالةِ، بل فضْلُ اللهِ ورحمتُه أوسعُ من هذَا، بل تشمَلُ صِحَّةَ حجِّ المرتدِّ عن دينِه إذا تاب واستقام على أصحِّ قولَيِ العلماءِ، ولا يلزمُه القضاءُ بعدَ توبتِه، وهُو مذْهَبُ الشّافعيّةِ(ظ£ظ¥) والحنابلةِ(ظ£ظ¦) خلافًا لمن يرَى أنَّ حَجَّه باطلٌ وتلزمُه الإعادةُ بعدَ توبتِه، وهُو مذهبُ الحنفيّةِ(ظ£ظ§) والمالكيّةِ(ظ£ظ¨)، وسببُ اختلافِهِم يرْجِعُ إلى اختلافهم في أثرِ الرّدَّةِ في فسادِ العملِ، فإنَّ الحنفيّةَ والمالكيّةَ يروْنَ أنَّ مجرَّدَ الرّدَّةِ يُوجبُ إحباطَ العملِ وفسادَهُ، ويحتجُّونَ بقولِهِ تعالى: ï´؟وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُï´¾ [المائدة: ظ¥]، وقولِهِ تعالى: ï´؟وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَا كَانُوا يَعْمَلُونَï´¾ [الأنعام: ظ¨ظ¨].
-والحبوطُ: هُو الفسادُ، ومعنى هذا أنَّ عملَه يبطُلُ بالرِّدَّةِ وتلزمُه الإعادةُ إن تابَ.
-أمَّا عَلى وَفْقِ المذهبِ الرّاجحِ، فإنَّ الوفاةَ على الرِّدَّةِ شرطٌ في حُبوطِ العملِ لقولِهِ تعالى: ï´؟وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَï´¾ [البقرة: ظ¢ظ،ظ§]، فإن تَابَ ورجعَ إلى الإسلامِ فلا إعادةَ عليهِ، ويصحُّ عملُه السّابقُ مجرَّدًا عن الثّوابِ حملاً للمطلقِ على المقيَّدِ.
-وينبغِي أنْ يُعْلَمَ أنَّ دُخولَ الكافرِ في الإسلامِ الذي امتنَّ اللهُ به على عبادهِ المسلمين يَهدِم كلَّ سَيِّئةٍ قبلَه لقولِه تعالى: ï´؟قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغَفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَï´¾ [الأنفال: ظ£ظ¨]، ولحديثِ عمرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنه المتقدِّمِ وفيهِ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ»، وإنْ بقيَ على كفرِهِ فإنَّه يُؤاخَذُ بأَسْوَإِ أعمالِه لقولِه تعالى: ï´؟فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَï´¾ [فصّلت: ظ¢ظ§]، ويُفْسِدُ كُفْرُهُ كلَّ حسنةٍ ويُبْطِلُها، ولا تُغني عنه أعمالُه الخيِّرةُ شيئًا يومَ القيامةِ لقولِهِ تعالى: ï´؟وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنثُورًاï´¾ [الفرقان:ظ¢ظ£]، ولقولِهِ تعالى: ï´؟وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الحِسَابِï´¾ [النور: ظ£ظ©]، ويُجزَى الكافرُ بعملِه الصّالِحِ في الدّنيا لقولِه صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بها فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بها فِي الآخِرَةِ، وَأَمَّا الكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا للهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بها»(ظ£ظ©).
-والكافرُ يتفاوتُ عذابُه بحسَبِ كِبَرِ السّيّئةِ وعددِهَا، وليس بالنّظرِ إلى الحسنةِ؛ لأنَّها لا تُحْسَبُ عليه من جُملةِ السّيّئاتِ.
-وفي وزنِ أعمالِ الكفَّارِ خلافٌ مَبْنيٌّ على مسألةِ مخاطبةِ الكفَّارِ بفروعِ الشّريعةِ، والرّاجِحُ أنّهم يُحاسَبونَ حسابَ تقريرٍ؛ لأنّهم ليسَتْ لهم حسناتٌ، فيُوقَفُون على أعمالِهم وسيّئاتِهم، يُقَرَّرُونَ بها، قال تعالى: ï´؟إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الحِسَابِï´¾ [ص: ظ¢ظ¦]، إذِ الكافِرُ لا تنفعُهُ حسناتُه، وإنْ وُزِنَتْ فإنّما تُوزَن قطعًا للحُجَّةِ، إلاَّ إذَا تابَ الكافرُ قبلَ موتِهِ وأَسْلَم لله تعالى فإنَّهُ تنفعُهُ حسناتُه قبل الإسلامِ وبعدَهُ -فضلاً من الله ورحمةً- قال تعالى: ï´؟إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًاï´¾ [الفرقان: ظ§ظ*]، وفي حديثِ حكيمِ بنِ حِزامٍ رضي الله عنهُ أنّه سألَ النّبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّمَ فَقَالَ: «أَيْ رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ أَوْ صِلَةِ رَحِمٍ أَفِيهَا أَجْرٌ؟» فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ»(ظ¤ظ*).
هذا، وحقيقٌ بالتّنبيهِ أنَّ المسلمَ لا ينبغي عليهِ أن يتهاونَ في فعلِ الصّغائرِ والاستمرار عليهَا، بلْهَ الكبائرَ اتِّكالاً على ثوابِ الحجِّ أو العمرةِ أو أيِّ عملٍ صالِحٍ لخطورةِ ارتكابِ الصّغائرِ والإصرارِ عليها، ويدلُّ عليه حديثُ سهلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قالَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى حَمَلُوا مَا أَنْضَجُوا بِهِ خُبْزَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُنُوبِ مَتَّى يُؤْخَذْ بها صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ»(ظ¤ظ،)، وحديثُ عبدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أنَّ النّبيَّ صلَّى الله عليهِ وآلهِ وسلَّمَ قالَ: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ، وَيْلٌ لأَقْمَاعِ القَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِّرِّينَ الذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»(ظ¤ظ¢)، وحديثُ أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةً سَوْدَاءَ في قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ مِنْهَا، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يُغَلَّفَ بها قَلْبُهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الذِي ذَكَرَ الله في كِتَابِهِ: ï´؟كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَï´¾ [المطففين:ظ،ظ¤]»(ظ¤ظ£).
-والمعلومُ أنَّ ظاهرَ الحسناتِ لا يُغْني عن حقيقةِ التّوبةِ والاستغفارِ، وتوهُّمُ ذلك يُؤدِّي بطريقٍ أو بآخَرَ إلى فسادٍ من جهةِ العملِ والمعتقَدِ، حيثُ يجعلُ التّوهّمُ المصِرَّ مستخفًّا بذنوبِهِ ومستصغِرًا لها، فيُزكِّي نفْسَه بالاتِّكالِ على حسناتِهِ، ويأْمنُ مكْرَ الله بالإصرارِ على ذنبهِ، الأمرُ الذي يجرُّه إلى إسقاطِ فرضِ التّوبةِ والاستغفارِ عن نفسِه، وذلكَ معدودٌ من أعظمِ الكبائرِ، وهو من الخطورةِ بمكانٍ بتركهِ لتقوَى الله تعالى، ولا يخفَى أنَّ من الصّفاتِ اللاّزمةِ للمتّقين أن لا يُصرُّوا على ذنبِهم، وأنْ يتوبوا ويستغفِرُوا، وهو ظاهرٌ من نصوصِ الشّريعةِ، قال تعالى: ï´؟وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ. أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِن رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَï´¾ [آل عمران: ظ،ظ£ظ£-ظ،ظ£ظ¦].
-وأخيرًا، فإنَّ التَّجَرُّدَ لمحضِ الخيرِ والطّاعةِ، والسّلامةَ من الآثامِ وركوبِ المحارمِ، والعصمةَ من الخطايا ليسَ شأنَ الآدميِّ الذي هو بطبعِهِ خطّاءٌ غيرُ معصومٍ، مجبولٌ على الاستعدادِ للتّفكيرِ في الذّنوبِ والوقوعِ في المعاصي، وغالبًا ما ينتابُه الضّعفُ عن مقاومةِ عواملِ الشّهوةِ والغضبِ التي تُخْرِجُه عن حدودِ محارمِ ما رسمه الشّرعُ بالتّسلُّطِ عليهِ واحتوائِه، الأمرُ الذي يُوقعُه في شباكِ الشّيطانِ وشراكهِ من المخالفةِ والعصيانِ.
-وقدْ جعلَ الله له مخرجًا بالتّوبةِ والعملِ الصّالحِ، فالتّوبةُ علاجٌ لأمراضِ النّفوسِ وسيّئّاتِ الأعمالِ، وحاجةُ العبدِ إليها ضروريّةٌ في أوَّلِ أمرِه وآخرِه، إذ هي بدايةُ العبدِ ونهايتُه، فلا يُفارقُها العبدُ السّالكُ ولا يزالُ فيها إلى المماتِ، وقد علَّق اللهُ تعالى الفلاحَ بالتّوبةِ فقال عزَّ وجَلَّ: ï´؟وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَï´¾ [النور: ظ£ظ،]، والعملُ الصّالِِحُ لا يُنافي وجوبَ التّوبةِ في محوِ أثرِ الخطايا والذّنوبِ عن النّفسِ بعد وقوعِها؛ لأنَّ التّوبةَ تكونُ بالقلبِ واللّسانِ والجوارحِ.

-والاستكثارُ من الحسناتِ والعملِ الصّالحِ لا يعارضُها؛ لأنَّه ضربٌ من ضروبِ التّوبةِ، لذلك ينبغي للمؤمن أن يحملَ نفْسَه على نيّةِ التّوبةِ عند القيامِ بالعملِ الصّالحِ وإتيانِ الحسناتِ، وهو ظاهرٌ من قولِه تعالى: ï´؟فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌï´¾ [المائدة: ظ£ظ©]، وقولِه تعالى: ï´؟إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًاï´¾ [الفرقان: ظ§ظ*]، وقولِه تعالى: ï´؟إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌï´¾ [آل عمران: ظ¨ظ©] [النور: ظ¥]، وقولِه تعالى: ï´؟إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُï´¾ [البقرة: ظ،ظ¦ظ*]، وقد جاءَ تأكيدُ اللهِ في محبّتِهِ لعبادِه المسارعينَ إليهِ بالتّوبةِ والعملِ الصّالحِ في قولهِ عزَّ وجلَّ: ï´؟إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَï´¾ [البقرة: ظ¢ظ¢ظ¢]، وفي قولِه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخطَّائِينَ التَوَّابُّونَ»(ظ¤ظ¤).
-واللهَ نسأل أن يرزقَنا توبةً صادقةً، وإنابةً خالصةً، وعملاً صالحًا، ومغفرةً منه ورضوانًا، إنّه سميع قريبٌ مجيبٌ.
-وآخرُ دعوانَا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وإخوانهِ إلى يومِ الدِّينِ، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في ظ،ظ¢ من ذي القعدة ظ،ظ¤ظ£ظ*ﻫ
الموافـق ï»ں: ظ£ظ* أكـتوبر ظ¢ظ*ظ*ظ©م
(ظ،) أخرجه البخاريّ في «الصّلاة»، باب «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَةٌ»: (ظ،/ ظ،ظ£ظ¤)، ومسلم في «المساجد ومواضع الصّلاة»: (ظ،/ ظ£ظ*ظ*)، رقم: (ظ¦ظ¦ظ§)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ¢) أخرجه أحمد: (ظ¢/ ظ£ظ¥ظ©)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه مسلم كتاب «الطّهارة»: (ظ،/ ظ،ظ¢ظ¥) بلفظ: «الصَّلاَةُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ». وانظر: «السّلسلة الصّحيحة» للألبانيّ: (ظ§/ ظ©ظ¥ظ¥).
(ظ£) أخرجه البخاريّ في «الإيمان»، باب تطوّع قيام رمضان من الإيمان: (ظ،/ ظ،ظ¥)، ومسلم في «صلاة المسافرين وقصرها»: (ظ،/ ظ£ظ¤ظ£)، رقم: (ظ§ظ¥ظ©)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ¤) أخرجه البخاريّ في «الصّوم»، باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونيّة: (ظ،/ ظ¤ظ¥ظ¥)، ومسلم (ظ،/ ظ£ظ¤ظ£)، رقم: (ظ§ظ¦ظ*)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ¥) أخرجه ابن ماجه في «الفتن»، باب العقوبات: (ظ¤ظ*ظ،ظ©)، والطّبرانيّ في «المعجم الكبير»: (ظ،ظ¢/ ظ¤ظ¤ظ¦)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. والحديث حسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة»: (ظ،/ ظ¢ظ،ظ¦).
(ظ¦) أخرجه التّرمذيّ في «الصّلاة»، باب ما ذكر في فضل الصّلاة: (ظ¦ظ،ظ¤)، ، وأحمد: (ظ£/ ظ£ظ©ظ©)، من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه، ومن حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أخرجه التّرمذيّ في «الإيمان»، باب ما جاء في حرمة الصّلاة: (ظ¢ظ¦ظ،ظ¦)، وأحمد: (ظ¥/ ظ¢ظ،ظ£)، والحديث صحَّحه الألبانيّ في «الإرواء»: (ظ¢/ ظ،ظ£ظ¨).
(ظ§) أخرجه أبو داود في «الزّكاة»، باب زكاة الفطر: (ظ،ظ¦ظ*ظ©)، وابن ماجه كتاب «الزّكاة»، باب صدقة الفطر: (ظ،ظ¨ظ¢ظ§)، والبيهقيّ في «السّنن الكبرى»: (ظ¤/ ظ،ظ¦ظ¢)، من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما. والحديث حَسَّنه الألبانيّ في «الإرواء»: (ظ£/ ظ£ظ£ظ¢).
(ظ¨) أخرجه البخاريّ في «الصّوم»، باب الصّوم لمن خاف على نفسه العزوبة: (ظ،/ ظ¤ظ¥ظ¦)، ومسلم كتاب «النّكاح»: (ظ،/ ظ¦ظ£ظ*)، رقم: (ظ،ظ¤ظ*ظ*)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(ظ©) أخرجه أحمد: (ظ¢/ ظ¤ظ*ظ¢)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحسّنه الهيثميّ في «مجمع الزّوائد»: (ظ£/ ظ¤ظ،ظ¨)، والألبانيّ في «صحيح التّرغيب والتّرهيب»: (ظ،/ ظ¢ظ£ظ§).
(ظ،ظ*) أخرجه البخاريّ في «الصّوم» باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان: (ظ،/ ظ¤ظ¥ظ¥)، ومسلم كتاب «الصّيام»: (ظ،/ ظ¤ظ¨ظ،)، رقم: (ظ،ظ*ظ§ظ©)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ،ظ،) أخرجه مسلم في «الطّهارة»: (ظ،/ ظ،ظ¢ظ¥)، رقم: (ظ¢ظ£ظ£)، وأحمد: (ظ¢/ ظ¤ظ*ظ*)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ،ظ¢) تقدّم تخريجه، انظر الهامش رقم: (ظ£).
(ظ،ظ£) انظر «مرقاة المفاتيح» للملا القاري: (ظ¥/ ظ£ظ¨ظ¢).
(ظ،ظ¤) أخرجه البخاريّ في «الحجّ» باب فضل الحجّ المبرور: (ظ£ظ¦ظ¨)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ،ظ¥) أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة: (ظ،/ ظ¦ظ¦)، رقم: (ظ،ظ¢ظ،)، وابن خزيمة في «صحيحه»: (ظ،/ ظ¦ظ¦)، من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(ظ،ظ¦) «شرح مسلم» للنّووي: (ظ¢/ ظ،ظ£ظ¨).
(ظ،ظ§) «فتح الباري» لابن حجر: (ظ£/ ظ£ظ¨ظ£).
(ظ،ظ¨) أخرجه مسلم في «البرّ والصّلة والآداب»: (ظ¢/ ظ،ظ¢ظ*ظ*)، رقم: (ظ¢ظ¥ظ¨ظ،)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ،ظ©) «الصّارم المسلول» لابن تيميّة: (ظ¤ظ¦ظ¤).
(ظ¢ظ*) «مرقاة المفاتيح» للملا القاري: (ظ،/ ظ،ظ©ظ*).
(ظ¢ظ،) «مرعاة المفاتيح» للمباركفوري: (ظ،/ ظ©ظ¨).
(ظ¢ظ¢) «التّمهيد» لابن عبد البرّ: (ظ¤/ ظ¤ظ¨).
(ظ¢ظ£) «المسالك» لابن العربيّ: (ظ¤/ ظ£ظ¤ظ£).
(ظ¢ظ¤) «شرح مسلم» للنّوويّ: (ظ£/ ظ،ظ،ظ¢).
(ظ¢ظ¥) «مرقاة المفاتيح» للملا القاري: (ظ¥/ ظ£ظ¨ظ¢).
(ظ¢ظ¦) سبق تخريجه، انظر الهامش رقم: (ظ،ظ،).
(ظ¢ظ§) انظر «المسالك» لابن العربيّ: (ظ¤/ ظ£ظ¤ظ£).
(ظ¢ظ¨) أثار بعضهم إشكالاً في الجمع بين الآية والحديث من ناحية أنَّ الصغائر تكفَّر باجتناب الكبائر بنصِّ قوله تعالى: ï´؟إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْï´¾ [النساء: ظ£ظ،]، فإذا حصل ذلك بالاجتناب فما الذي تكفّره الصّلوات الخمس ونحوها؟
وقد أجيب: بأنَّ مراد الله في الآية السّابقة الاجتناب الكلّيّ طول العمر من وقت الإيمان والتّكليف إلى الموت، وأنّ الحديث عنى بالاجتناب الجزئيَّ، فالتكفير بينهما للذّنوب إنّما يقع إذا ما اجتنبت في ذلك اليوم. [انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (ظ¢/ ظ،ظ¢)].
(ظ¢ظ©) أخرجه مسلم في «الحجّ»: (ظ،/ ظ¦ظ،ظ£)، رقم: (ظ،ظ£ظ¥ظ*)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ£ظ*) أخرجه الدّارقطنيّ في «سننه»: (ظ¢/ ظ¢ظ¨ظ¤)، رقم: (ظ¢ظ،ظ£)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ£ظ،) «فتح الباري» لابن حجر: (ظ£/ ظ£ظ¨ظ¢).
(ظ£ظ¢) أخرجه البخاريّ في «الحجّ»، باب وجوب العمرة وفضلها: (ظ،/ ظ¤ظ¢ظ¥)، ومسلم في «الحجّ»: (ظ،/ ظ¦ظ،ظ£)، رقم: (ظ،ظ£ظ¤ظ©)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(ظ£ظ£) أخرجه التِّرمذي في «الحجّ»، باب ما جاء في ثواب الحجِّ والعمرة: (ظ¨ظ،ظ*)، والنَّسائيّ في «الحجّ»، باب فضل المتابعة بين الحجِّ والعمرة: (ظ¢ظ¦ظ£ظ،)، وأحمد: (ظ،/ ظ£ظ¨ظ§)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صحّحه أحمد شاكر في تحقيقه ï»ں «مسند أحمد»: (ظ¥/ ظ¢ظ¤ظ¤)، وحسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة»: (ظ£/ ظ،ظ©ظ§).
(ظ£ظ¤) «زاد المعاد» لابن القيّم: (ظ،/ ظ¤ظ§).
(ظ£ظ¥) انظر «الحاوي» للماورديّ: (ظ¤/ ظ¢ظ¤ظ§)، و«المجموع» للنّوويّ: (ظ£/ ظ¥).
(ظ£ظ¦) انظر «شرح العمدة» لابن تيميّة: (ظ،/ ظ£ظ§).
(ظ£ظ§) انظر «المبسوط» للسّرخسيّ: (ظ¢/ ظ،ظ§ظ¥).
(ظ£ظ¨) انظر «أضواء البيان» للشّنقيطيّ: (ظ،/ ظ£ظ¢ظ©، ظ£/ ظ£ظ¦ظ¢).
(ظ£ظ©) أخرجه مسلم في «صفة القيامة والجنّة والنّار»: (ظ،/ ظ،ظ¢ظ©ظ¢)، رقم: (ظ،ظ¨ظ*ظ¨)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(ظ¤ظ*) أخرجه البخاريّ في «الزّكاة»، باب من تصدّق في الشّرك ثمّ أسلم: (ظ،/ ظ£ظ¤ظ¥)، ومسلم في «الإيمان»: (ظ،/ ظ¦ظ§)، رقم: (ظ،ظ¢ظ£)، من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه.
(ظ¤ظ،) أخرجه أحمد: (ظ¥/ ظ£ظ£ظ،)، والطّبرانيّ في «المعجم الكبير» (ظ¦/ ظ،ظ¦ظ¥)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة»: (ظ،/ ظ§ظ¤ظ¤).
(ظ¤ظ¢) أخرجه البخاريّ في «الأدب المفرد»: (ظ،/ ظ،ظ£ظ¨)، وأحمد: (ظ¢/ ظ،ظ¦ظ¥)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. والحديث صحّحه أحمد شاكر في تحقيقه ï»ں «مسند أحمد»: (ظ،ظ*/ ظ¥ظ¢)، الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة»: (ظ،/ ظ¨ظ§ظ*).
(ظ¤ظ£) أخرجه التّرمذي كتاب «تفسير القرآن»، باب ومن سورة ï´؟وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَï´¾: (ظ£ظ£ظ£ظ¤)، وابن ماجه في «الزّهد»، باب ذكر الذّنوب: (ظ¤ظ¢ظ¤ظ¤)، وأحمد: (ظ¢/ ظ¢ظ©ظ§)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألبانيّ في «صحيح الجامع»: (ظ،ظ¦ظ§ظ*).
(ظ¤ظ¤) أخرجه التّرمذيّ في «صفة القيامة والرّقائق والورع» (ظ¢ظ¤ظ©ظ©)، وابن ماجه في «الزّهد»، باب ذكر التّوبة (ظ¤ظ¢ظ¥ظ،)، وأحمد (ظ،ظ¢ظ©ظ¨ظ£)، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (ظ¤ظ£ظ©ظ،).
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزمحمد علي فركوس -حفظه الله -

















آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2018-08-09 في 23:54.
رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 15:45   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
أم الشَّيماء
❄ سوار الوقار لحرفٍ مِدرار❄
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي أم فاطمة على هذا الملف الشامل الكامل ، والله أفدتنا جميعا ، سأجعله مرجعا لي وسأدلّ مرشدة مسجدنا عليه بحول الله سيفيدها حتما أثناء إعدادها للدروس التي تلقيها علينا خلال هذه الأيام .
جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك وأجزل لك عليه المثوبة والعطاء










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-17, 21:12   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الشَّيماء مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي أم فاطمة على هذا الملف الشامل الكامل ، والله أفدتنا جميعا ، سأجعله مرجعا لي وسأدلّ مرشدة مسجدنا عليه بحول الله سيفيدها حتما أثناء إعدادها للدروس التي تلقيها علينا خلال هذه الأيام .
جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك وأجزل لك عليه المثوبة والعطاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله أخيتي أم الشيماء ، عسى الله أن ينفع به الاخوات .
آمين......واياك أخية .










رد مع اقتباس
قديم 2016-08-19, 21:49   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

°°((بيت تهوي إليه الأفئدة))°°

للإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-
-قال الإمام ابن قيم الجوزية – رحمة الله تعالى عليه – : [ ” اختار ” سبحانه وتعالى من الأماكن والبلاد خيرها وأشرفها، وهي البلد الحرام، فإنه سبحانه وتعالى اختاره لنبيه صلى الله عليه وسلم، وجعله مناسك لعباده، وأوجب عليهم الإتيان إليه من القُرْب والبُعْد من كل فجّ عميق، فلا يدخلونه إلا متواضعين متخشعين متذللين كاشفي رؤوسهم متجردين عن لباس أهل الدنيا، وجَعَلَه حَرَماً آمنا لا يُسفك فيه دم، ولا تُعَضَدُ به شجرة، ولا يُنَفَّر له صيد، ولا يُختلى خلاه (1) ، ولا تُلتقط لُقَطَتُه للتمليك بل للتعريف ليس إلا، وجعل قصده مكفرا لما سلف من الذنوب، ماحيا للأوزار، حاطا للخطايا، كما في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» ، ولم يرض لقاصده من الثواب دون الجنة، ففي السنن من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة» (2) .
-وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» .
-فلو لم يكن البلد الأمين خير بلاده، وأحبها إليه، ومختاره من البلاد؛ لما جعل عرصاتها مناسك لعباده فَرَضَ عليهم قصدها، وجعل ذلك من آكد فروض الإسلام، وأقسم به في كتابه العزيز في موضعين منه فقال تعالى: {وهذا البلد الأمين} [التين: 3] ، وقال تعالى: {لا أقسم بهذا البلد } [البلد: 1] ، وليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها والطواف بالبيت الذي فيها غيرها، وليس على وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه، وتحط الخطايا والأوزار فيه غير الحجر الأسود، والركن اليماني.
-وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، ففي سنن النسائي و المسند بإسناد صحيح عن عبد الله بن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة» ورواه ابن حبان في صحيحه وهذا صريح في أن المسجد الحرام أفضل بقاع الأرض على الإطلاق، ولذلك كان شد الرحال إليه فرضا، ولغيره مما يستحب ولا يجب، وفي المسند والترمذي والنسائي عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على راحلته بالحَزْوَرَة (3) من مكة يقول: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» (4) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
-بل ومن خصائصها كونها قبلة لأهل الأرض كلهم، فليس على وجه الأرض قبلة غيرها.
ومن خواصها أيضا أنه يحرم استقبالها واستدبارها عند قضاء الحاجة دون سائر بقاع الأرض.
وأصح المذاهب في هذه المسألة: أنه لا فرق في ذلك بين الفضاء والبنيان لبضعة عشر دليلا قد ذكرت في غير هذا الموضع، وليس مع المفرق ما يقاومها البتة مع تناقضهم في مقدار الفضاء والبنيان، وليس هذا موضع استيفاء الحجاج من الطرفين.
ومن خواصها أيضا أن المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض، كما في الصحيحين عن أبي ذر قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض؟ فقال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال أربعون عاما» وقد أشكل هذا الحديث على من لم يعرف المراد به فقال: معلوم أن سليمان بن داود هو الذي بنى المسجد الأقصى، وبينه وبين إبراهيم أكثر من ألف عام، وهذا من جهل هذا القائل، فإن سليمان إنما كان له من المسجد الأقصى تجديده لا تأسيسه، والذي أسسه هو يعقوب بن إسحاق صلى الله عليهما وآلهما وسلم بعد بناء إبراهيم الكعبة بهذا المقدار.
ومما يدل على تفضيلها أن الله تعالى أخبر أنها أمُّ القرى، فالقرى كلها تبع لها وفرع عليها، وهي أصل القرى، فيجب ألا يكون لها في القرى عديل، فهي كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفاتحة أنها أم القرآن، ولهذا لم يكن لها في الكتب الإلهية عديل.
ومن خصائصها أنها لا يجوز دخولها لغير أصحاب الحوائج المتكررة إلا بإحرام، وهذه خاصية لا يشاركها فيها شيء من البلاد، وهذه المسألة تلقاها الناس عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقد روي عن ابن عباس بإسناد لا يحتج به مرفوعا «لا يدخل أحد مكة إلا بإحرام، من أهلها ومن غير أهلها» ذكره أبو أحمد بن عدي، ولكن الحجاج بن أرطاة في الطريق، وآخر قبله من الضعفاء.
-وللفقهاء في المسألة ثلاثة أقوال: النفي، والإثبات، والفرق بين من هو داخل المواقيت ومن هو قبلها، فمن قبلها لا يجاوزها إلا بإحرام، ومن هو داخلها فحكمه حكم أهل مكة، وهو قول أبي حنيفة، والقولان الأولان للشافعي وأحمد.
-ومن خواصه أنه يعاقب فيه على الهم بالسيئات وإن لم يفعلها، قال تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} [الحج: 25] فتأمل كيف عدى فعل الإرادة هاهنا بالباء، ولا يقال: أردت بكذا إلا لما ضمن معنى فعل ” هم ” فإنه يقال: هممت بكذا، فتوعد من هم بأن يظلم فيه بأن يذيقه العذاب الأليم.
-ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها سيئة، لكن سيئة كبيرة جزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات، والله أعلم.
-وقد ظهر سر هذا التفضيل والاختصاص في انجذاب الأفئدة وهوى القلوب وانعطافها ومحبتها لهذا البلد الأمين، فجذبه للقلوب أعظم من جذب المغناطيس للحديد، فهو الأولى بقول القائل:

مَحَاسِنُهُ هَيُولَى كل حُسْن … ومغناطيس أفئدة الرجال (5)

- ولهذا أخبر سبحانه أنه مثابة للناس، أي: يثوبون إليه على تعاقب الأعوام من جميع الأقطار، ولا يقضون منه وطرا، بل كلما ازدادوا له زيارة ازدادوا له اشتياقا.

لا يرجع الطرف عنها حين ينظرها … حتى يعود إليها الطرف مشتاقا

-فلله كم لها من قتيل وسليب وجريح، وكم أنفق في حبها من الأموال والأرواح، ورضي المحب بمفارقة فلذ الأكباد، والأهل والأحباب والأوطان، مقدما بين يديه أنواع المخاوف والمتآلف والمعاطف والمشاق، وهو يستلذ ذلك كله ويستطيبه ويراه -لو ظهر سلطان المحبة في قلبه- أطيب من نعم المتحلية وترفهم ولذاتهم.

وليس محبا من يعد شقاءه … عذابا إذا ما كان يرضى حبيبه
وهذا كله سر إضافته إليه سبحانه وتعالى بقوله: {وطهر بيتي} [الحج: 26] فاقتضت هذه الإضافة الخاصة من هذا الإجلال والتعظيم والمحبة ما اقتضته، كما اقتضت إضافته لعبده ورسوله إلى نفسه ما اقتضته من ذلك، وكذلك إضافته عباده المؤمنين إليه كستهم من الجلال والمحبة والوقار ما كستهم، فكل ما أضافه الرب تعالى إلى نفسه فله من المزية والاختصاص على غيره ما أوجب له الاصطفاء والاجتباء، ثم يكسوه بهذه الإضافة تفضيلا آخر، وتخصيصا وجلالة زائدا على ما كان له قبل الإضافة].
انتهى

(1) / لا يعضد شجره : لا يقطع ، و الخلا : النبات الرطب ، واختلاؤه : قطعه . (2) / رواه الترمذي (810) و قال : ( حديث حسن صحيح ) و كذا صححه الألباني في صحيح الترمذي . (3) / اسم لمكان في مكة المكرمة . (4) / سنن الترمذي (3925) و رواه غيره ، و صححه الألباني . (5) / الهيولى : مادة الشيء التي يصنع منها ، كالخشب للكرسي ، و الحديد للمسمار ، و القطن للملابس القطنية .
[ المصدر : زاد المعاد في هدي خير العباد ، للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ، من صفحة (47) ]









آخر تعديل أم فاطمة السلفية 2018-08-10 في 00:04.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc