صورة عن ضحالة خطاب المعارضة.

[الحاج بوكليبات]

صورة عن ضحالة خطاب المعارضة.

الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي صرح بأن الإسلاميين أوصوا بذبح الخائنة.

يفهم من كلام الدكتور سعيد سعدي أن نساء الجزائر [خائنات]
سعدي يرى نساء الجزائر خائنات وينتظرهن الذبح في حالة فوز الإسلاميين الإخوان.

"سعيد سعدي قالكم : راكم قاع خائنات".
و"عبد الرزاق مقري والإسلاميين أوصوا بذبحكم".

وبالتالي وكأنه يقول: يا الخائنات وأنتن أكثرية ... "ما تفوطوش" على الإسلاميين لأنهم قالوا أنهم سيذبحونكم بسبب فعلتكم تلك.

وهكذا استطاع الدكتور الجهبذ سعيد سعدي قطع الطريق على الإخوان المسلمين وذلك من امكانية فوزهم بالتشريعيات المزمع تنظيمها يوم 12 جوان 2021 من خلال تخويف النساء الجزائريات من اللواتي يتمتعن بحق التصويت واللواتي يرى هُن هذا السياسي بأنهن [خائنات] حسب ما جاء في تصريحه ويكون بذلك قد حرم الإسلاميين من كتلة كبيرة ناخبة ووازنة سيكون لها فصل الخطاب في تلك الإنتخابات.

ونسي الدكتور أنه أهان المرأة الجزائرية بهذا التصريح الذي حاول أن يصوره وكأنه دفاعاً عنهن من الإسلاميين الإخوان، فهو في النهاية أراد تخويف النساء اللواتي عددهن ضعف الرجال في الجزائر ويمتلكن كتلة انتخابية معتبرة من التصويت للإسلاميين الإخوان ولكنه في نفس الوقت أهان المرأة الجزائرية ... هذا الديمقراطي الذي يدعي الدفاع عن حرية المرأة ظهر من خلال تصريحه هذا أنه أضر بالمرأة الجزائرية لأن كلامه لم يكن حقيقياً ولكن كان يحاول من خلاله استغلال المرأة لإلحاق الهزيمة بأعدائه أو لنقول منافسيه السياسيين.

بعد هذا التصريح البهلوني والشطح والردح من أشباه المعارضة في الجزائر أدعو المرأة الجزائرية الأصيلة "الفحلة" لأعطاء صوتها للوطنيين أحزاباً أو قوائم حرة الذين كرموها على مدار ستين سنة، ولم يمسوها بسوء بل أتاحوا لها في الدولة الوطنية التي انطلقت شعلتها في 54 والتي تأسست في 62 فرصاً كبيرة في شتى المجالات آخرها المناصفة بينها وبين أخيها الرجل في البرلمان والمؤسسات التشريعية.

أعتقد والله أعلم أن هذا الكلام يشي بأشياء من ضمنها أن الأحزاب اللائكية الجهوية مثل: حزب العمال وحزب الأرسيدي وحزب الأف أف أس الذي لم يفصح بعد عن موقفه من المشاركة أو عدم المشاركة في التشريعيات القادمة إضافة إلى الشخصيات أمثال: السياسي كريم طابو ومصطفى بوشاشي وسمير بلعربي وفضيل بومالة وسعد بوعقبة وفلول "الفيس" المحل وحركة رشاد ورشيد نكاز وزبيدة عسول ...إلخ سيدخلون الإنتخابات بقوائم حرة خفية وسرية [غير معروف الجهات التابعة لها والتي تمثلها] تتكون من جزء من شباب الحراك من مناصري كل طرف من هؤلاء، ويبقى عدم الإعلان عن التعاطي مع المسار الدستوري تمليه حاجتين: أولاً، هم لا يريدون خسارة ما يسمى بشعبيتهم في وسط من تبقى في الحراك والظهور بأنهم معهم ولن يتخلوا عنهم ولن يستسلموا للمسار الدستوري، وثانيا، الأمل في أن عدم إظهار وإعلان مشاركتهم في المسار الدستوري الذي تترجمه في هذه الأثناء الإنتخابات التشريعية هو أملهم في حدوث تغير ما على مستوى ما تبقى من حراك، فإذا عاد الحراك عادوا إليه وإذا بقي على حاله ضعيفاً مترهلاً فإنهم سيواصلون الإستمرار في المشاركة في الإنتخابات التشريعية بقوائم حرة دون عناوين أو دون تحديد الجهات التابعة لها كما فعل السياسي كريم طابو في التشريعيات الماضية عندما رُفض اعتماد حزبه.

وأعتقد والله أعلم أن أحزاب الموالاة المغضوب عليها من الشعب ستدخل عبر بوابتين: الأولى، عن طريق أحزابها وبخاصة الأحزاب التقليدية، والثانية، عن طريق القوائم الحرة بشخصيات مستقلة غير متحزبة، ولا بأس بعد ذلك وعند انتهاء من العملية الإنتخابية من تنقل الأحرار إلى تلك الأحزاب إذا دعت الضرورة إلى ذلك وكانت الظروف مهيئة وإلا ستبقى هذه الأحزاب تعمل بهؤلاء النواب دون أن تعلن عن توجهاتهم السياسية التي تميل لها، وخاصة أنه ليس في قانون الإنتخابات الجديد ما يمنع تنقل الأحرار نحو الأحزاب [التجوال السياسي].

وأعتقد والله أعلم أن الأحزاب الإسلامية رغم اختلافها وعدم دخولها في قوائم مشتركة نتيجة الصراع على الزعامة وعلى من يمثل التيار الإسلامي [الإخوان] في الجزائر سيعمدون للاعتماد على القوائم الحرة بشخصيات غير محسوبة عليهم قد يكونون من الوطنيين أو العلمانيين أو حتى رجال المال والأعمال وغير المسيسين والمستقلين وفي نهاية الإنتخابات التشريعية وعند دخولهم البرلمان سيعملون على ضمهم لأحزابهم وكُتلهم إذا كانت الظروف مواتية أو أنهم سيخدمون بهم دون اشعار الآخرين بأنهم يعملون لصالحهم.

وأعتقد والله أعلم أن بقايا حزب "الفيس" المحل وكذلك أنصار وأتباع العصابة وأنصار الرئيس السابق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة ممن لم يتورطوا في شبهات فساد ولم يُستوزروا أو ممن لم يحملوا حقائب ولم يتقلدوا مقاليد المسؤولية سواء الذين سلط الإعلام عليهم الضوء أو ممن لم يسلط الإعلام عليهم الضوء سيكون لهم قوائمهم الحرة وسيدخلون معترك الإنتخابات بعد استيفاء الشروط القانونية وإذا ما أعطاهم الشعب سيكونون رقماً صعباً في تشكيلة البرلمان والسلطة الجديدة [الحكومة] ناهيك عن حزب الإدارة والأوليغارشيا الذي سيدخل بفرسانه من خارج عالم البزنس والمال وسيقفون هؤلاء المنتخبين معهم لدعم حزب الإدارة والأوليغارشيا تحت قبة البرلمان القادم.


دون أن ننسى أن المجتمع المدني سيكون حاضراً بقوة وتبقى الكلمة الأولى والأخيرة للشعب، والذي يعطيه الشعب "بالبركة عليه" والله يكون في عونه.

بقلم: الحاج بوكليبات

[الحاج بوكليبات]

.............................