"تطويـر الذَّات في فنِّ التَّعامل مع الآباء والأمَّهات" - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

"تطويـر الذَّات في فنِّ التَّعامل مع الآباء والأمَّهات"

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-27, 08:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










M001 "تطويـر الذَّات في فنِّ التَّعامل مع الآباء والأمَّهات"



من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى البر بالوالدين؛ لأن الوالدين

هما سبب وجود الأبناء في الحياة وهما سبب سعادتهم بفضل الله عز وجل، وإذا سلطنا الضوء
على شيء فِعلهما نجد أن الأم قضت لياااالٍ تقوم على رعاية فلذة كبدها الذي لا يملك من
أمره شيئًا، ونجد الأب قد شقي في الحياة لكسب الرزق وجمع المال من أجل إطعام الأبناء وكسوتهم وتعليمهم ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم، والله عز وجل جعل طاعتهما بعد الإيمان
به سبحانه في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} [الإسراء: 23]

والديك والديك حين تصبح وحين تمسي، هنيئًا لمن أصبح وأمسى بارًّا بوالديه،روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما من مسلم له أبوان، فيصبح وهو محسن إليهما إلا فتح له بابان من الجنة، ولا يمسي وهو محسن إليهما إلا فتح له بابان من الجنة، ولا سخط عليه واحد منهما فرضي الله عز وجل عنه حتى يرضى" [رواه البيهقي]
لم يزل حبهما نبضًا تردده شراييني
قال أبو فراس الحمداني وهو يمجِّد والديه: "أسرة المرء والداه وفيما بين حضنيهما الحياةُ تطيب، فإذا ما طواهما الموت عنه فهو في النَّاس أجنبيٌ غريب"
واعلم أنه من ذاق لذة بر الوالدين ولو للحظة لن يرضى بمرارة الوالدين ولو لمرة، مضت أيامهما وانقضى شبابهما وبدا مشيبهما، وقفا على عتبة الدنيا وهم ينتظران منك قلبًا رقيقًا، فأيُّ قلبٍ ذاك الذي تعامل به والديك؟
لا تقول أنا لستُ عاق، نعم لست عاق ولكنك أيضًا [لست بارَّا]



دعني أحدثك عن -شيء- من البر في حياتهما رضي الله عنهم جميعًا:
هذا رجل لا يصعد إلى الطابق الأعلى إذا كانت أمه في الطابق الأسفل، يقول: كيف أصعد على طابق وأمي تحتي؟
وذاك رجل لا يأكل مع أمه في صحن واحد، فيُسأل: لم يا فلان لا تأكل مع أمك في صحن واحد؟
فيقول:أخاف أن تمتد يدي إلى لقمة وأمي تنظر إليها، أخاف أن ءاكل لقمة وأمي قد اشتهتها. وروي أنَّ رجلًا جاء فاستأذنَه في الجهادِ فقال:إني أريدُ أنْ أجاهدَ معكَ، فقال رسول الله صلى اللهُ تعالَى عليه وسلم: ألكَ أبَوانِ ؟ قال: نعم، قال : كيف تركتَهُما؟ فقال: تركتُهما وهما يبكيانِ، فقال: ارجِعْ إليهما وأضحِكهُما كما أبكيتَهُما" [خلاصة البدر المنير، صحيح: (2 /366)]



إكسر نفسك من الآن، اجبرها على الذل والخضوع لوالديك، من الآن لا تدعهم يذهبوا للنوم إلا وقد طبعت قبلاتك على أيديهم، أعلم أنك قد تستحي وتقول هم لا يحبون ذلك، بل لأنك لم تتعود فقط على هذا، إذًا هي مسألة تعوُّد فقط ومرة فالثَّانية لن يكون هناك أي حرج بإذن الله.
وعند العودة دومًا تلقي السلام والاطمئنان عليهم تأكد أنهم يسعدان بأي شيء وإن كان بسيطًا فهم أكثر من أحبَّانا بصدق، اذكر دومًا فضلهما عليك وذكِّرهم بمواقف لطيفة حدثت سالفًا لعلك تدخلين السرور عليهما ولا مانع من إرسال رسالة ولو شهرية بالجوَّال تدخل السرور ان كنت بعيدا عليها ، امحي هذا الخجل تمامًا وسيصبح ذلك جزء أساسي من حياتك بإذن الله.

تذكر دومًا تجديد نيَّتُك خالصة لوجه الله وبعد ذلك برًا بهما وإدخال السرور على قلبيهما ويكفيك امتثالًا لأمر الله عز وجل ونحن لا نريد سوى رضاااه ورضاه سبحانه من رضى الوالدين.
واجعل الدعاء مصاحبًا لك في كل وقت وحين أن يعينك الله على برهما في الدنيا وبعد موتهما
وتوكل ثم توكل ثم توكل على الله عز وجل وارمي توكلك عليه ولن يضيعك أبدًاااا سبحانه وتعالى
واشكره سبحانه على أي شيء أو تحول يحدث وكل نعمه فهو من منَّ عليك بها ووفقك إليها وأن ووضع الحب والودّ في قلب والديك فكل شيء بحوله وقوَّته وليس بحولك وقوتك.
ولنحمد الله دومًا أن وضع في قلوب أبوينا حنانًا ارتشفناه
أسأل الله عز وجل أن يعينني وإيَّاكنَّ على بر والدينا ما حيينا وأن يحفظهم لنا ويبارك فيهم جميعًا.











 


رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 09:44   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي



الحمد لله الذي خلق الإنسان من نطفة وطوره، وفي أحسن صورة أبدعه وجمله؛ وبالوالدين أوصاه وحذره .
والصلاة والسلام على من جاء بالتطوير ،وحرر الذوات من التصغير والتحقير.
نبه على إمكانية التغيير والتحسين في أكثر من مناسبة ؛من أشهرها وأوضحها قوله صلى الله عليه وسلم: إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم".


أما بعد ...
فإن المسلم إذا تأمل كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في الحث على بر الوالدين وشدة العناية بحقهما ؛ثم نظر بعد ذلك في حال غالب المسلمين مع والديهم وشدة التقصير في حقهما مع شدة الأمر ببرهما دعاه ذلك للخوف الشديد والحزن العظيم، كيف قابلنا هذا الحث الأكيد بالإعراض الشديد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن منطلق الدعوة إلى التذكير بحق الوالدين والدعوة إلى برهما كتبت هذا الكتاب.
وليعذرني كل أب ولتعذرني كل أم إن لم يريا في كتابي وفاء لحقهما !
ولعل ما يريحني ويسليني أنه لا وفاء لحقهما وإن عظم العطاء إلا في حالة
واحدة خصها صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيعتقه".
وقد كانت هذا الحقيقة راسخة في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ؛فهذا رجل محرم قادم من بلاد بعيدة وقد جعل ظهره رحلاً لأمه مرة لحملها ومرة لقضاء حاجتها حتى قضت نسكها وأدت فرضها فيلاقي الصحابي الجليل ابن عمر ويقص عليه قصته ويخبره خبره ؛ويسأله هل وفّى حقها وبلغ الغاية في برها، وهو لا يشك في ذلك؟
فكانت الإجابة التي لم تُمحى على مر السنين وطول الزمان !
قال : لا والذي نفسي بيده ،ولا بزفرة من زفراتها.


وليعذرني كل ابن ولتعذرني كل بنت إن رأيا في كلامي قسوة وشدة فالكلام عن الوالدين سبب الوجود ووصية رب المعبود.
وليقبل أبوي العزيزين هذه الهدية عسى ربي أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسناتهما فحبهما دعاني للكتابة، ونصحهما بعد فضل ربي دلني على طريق الهداية ،ودعاؤهما بعد رحمة ربي أرجى آمالي لحسن العاقبة وجميل النهاية.
اللهم اغفر ما وقع فيها من خطأ وتقصير، وأقبل ما جاء فيها من نصح وتذكير.
اللهم اجعلها من الزاد الباقي، ولا تجعلها كنصيحة الشارب للساقي.
اللهم اجعلها خالصة فنرقى، ولا تجعلها مشوبة فنشقى.
اللهم ألن بها قلوب على الآباء والأمهات قاسية.
,،
ربي لا حول ولا قوة لي إلا بك،فلا اعتماد لي إلا عليك ولا ناصر لي سواك
أنت ربي وحسبي ،فأول حول وقوة أبرأ إليك منها حولي وقوتي .
فلا تكلني إلى نفسي إلهي أبدا ولا إلى أحد من خلقك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: أبو عبدالرحمن مصلح زويد العتيبي











رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 09:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي


تمهيد:
بحسب علمي واطلاعي المتواضع ؛فإني لم أطلع على من تكلم عن تطوير الذات في فن التعامل مع
الوالدين، هناك من تكلم عن تطوير الذات في التعامل بين الزوجين وعن تطوير الذات في التعامل مع الأبناء، وعن تطوير الذات في التعامل مع الناس عموماً.
صحيح أن الكتابة عن فضل بر الوالدين وحرمت عقوقهما كثيرة مستفيضة .
لكن أن يُكتب عن إطار عام للتعامل مع الوالدين فلم أطلع على شيء من ذلك ؛ولا أعلم سبب لإغفال الكتابة في هذا الجانب الهام ؛فقد يرى بعض الناس وضوح هذا الجانب فلا داعي للكتابة فيه.
وقد حاولت جاهداً أن أقدم شيئاً نافعاً،وبذلت في ذلك وسعي مُستعيناً بربي متوكلاً عليه، فرسمت للموضوع إطارًا عامًا في ذهني انطلقت في الكتابة منه .
وكان مما حفزني على الكتابة رؤيتي الدائمة لوالدي حفظهما الله وعجزي عن بلوغ غاية البر التي أرجو مهما بذلت، واعترافي كغيري بالتقصير في هذا الحق العظيم.
فقلت لعل هذا الكتاب الذي أقدمه وسيلة من وسائل برهما.
ولما كانت مشاغل القراء كثيرة ؛وقل من يجد وقتاً كافياً للقراءة في هذا
الزمان حرصت على عدم الإطالة ولو رمتها لخرج الكتاب في ضعف حجمه الحالي على أقل تقدير.

وقد جعلت هذا الكتاب بعد المقدمة والتمهيد على التقسيم التالي:
مبحث هام: لماذا نطور ذواتنا في تعاملنا مع آبائنا وأمهاتنا.
الفصل الأول: عشر وقفات قبل الانطلاقة.
الفصلالثاني:القواعد المُثلى للتعامل مع الوالدين بالحُسنى.
الفصل الثالث: وصايا في فن التعامل مع الوالدين، وفيه مبحثان:
1- المبحث الأول: وصايا في فن التعامل مع الوالدين في حياتهما.
2- المبحث الثاني: وصايا في فن التعامل مع الوالدين بعد موتهما.
الفصل الرابع: عوائق في طريق البر، وفيه مبحثان:
1- المبحث الأول: عوائق من صنع الوالدين.
2- المبحث الثاني: عوائق من صنع الأولاد.
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجد القارئ الكريم في هذا الكتاب عوناً له على بر والديه،
ودليلًا واضحاً سهلاً في حسن التعامل معهما، والحمدلله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً والصلاة
والسلام على النبي المختار وآله وصحبه الطاهرين الأبرار والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المعاد.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 09:47   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي


مبحث هام!
. لماذا نطور ذواتنا في تعاملنا مع آبائنا وأمهاتنا؟
إذا أردت أن تطور ذاتك في مجال معين فلن يتم لك ذلك بصورة صحيحة إلا بعد خطوتين هامتين:
الخطوة الأولى:أن تعترف أن لديك قصور في هذا المجال ؛فإذا لم يكن لديك قصور في هذا المجال أو لم تعترف به
فلن تحقق الفائدة المرجوة من أي برنامج تلتحق به أو أي كتاب تقرأه فيه.
الخطوة الثانية:أن يكون هذا المجال له أهمية في حياتك سواء دينية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غير ذلك ؛وأن ترجو أن يعود عليك بالنفع.

فعندما يتم الإعلان مثلاً عن دورة للمعلمين في فن التعامل مع الطلاب فإنه من غير المُجدي أن يلتحق بهذه الدورة فني سيارات.
فهذا الفني سوف يصرف وقتاً ومالاً وجهداً في أمر أهميته محدودة في حياته فهو يتعامل مع السيارات غالب يومه وليس مع الطلاب؛ فالأنفع له أن يحضر دورات في مجال عمله.وعلى هذا المثال فقط.
إذا كان الأمر كذلك فهل نحن بحاجة لتطوير ذواتنا في تعاملنا مع آبائنا وأمهاتنا ؟
من منا ليس لديه تقصير في تعامله مع والديه !
ومن منا يقول أن حسن تعامله مع والديه ليس له أهمية في حياته ولا يعود عليه بالنفع !

أخي الكريم: إذا كنت لا تعرف قدر والديك فأسأل من فقد والديه !
وإذا جهلت عقوبة عقوقهما ؛فانظر في حال ومآل من عقهما !
وإذا سئمت من مرضهما وكثرة مطالبهما ؛فاعلم أنك كما تدين تدان !
وإذا كان والديك من أهل المعاصي ؛فقد كان إبراهيم الخليل باراً بوالده زعيم الكفر !
وإذا كنت تريد الجنة وتسعى لها ؛فقد قال صلى الله عليه وسلم: "الزم رجلها فثم الجنة".
وإذا كنت تشتاق إلى الجهاد في سبيل الله وبذل الروح رخيصة فيه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ففيهما فجاهد".
وإذا كنت تريد برهما ولا تحسن ذلك ؛فإني أقدم لك هذا الكتاب(تطوير الذات في فن التعامل مع الآباء والأمهات) عسى أن تجد فيه معيناً ودليلاً ..،











رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 09:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي


الفصل الأول: عشر وقفات قبل الانطلاقة!
الوقفة الأولى: الأم والأب
الأم والأب: وصية الرب ومعنى الحب.
الأم والأب: تحقق الأحلام وذهاب الآلام.
الأم والأب: حقيقة التضحيات وصدق النيات.
دموع الحزن والألم كلها مرة، لكن أمرها على الإطلاق دمعة أم أو أب بسبب عقوق أولادهما.
منظر الكآبة على الوجوه لا يُطاق وترحم منه جميع الوجوه، فكيف به على الوجوه الرحيمة، وجوه الآباء والأمهات!
,,
قد تجد إنسان يعطيك من ماله أو وقته أو جاهه؛ أما أن تجد إنسان يعطيك كل وقته ويأخذ من صحته لصحتك ويهدم حياته ليبني حياتك، فلا أتصور أن تجد غيرهما !
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
كل من يبذل يريد أن يأخذ إلا هما، فإنهما يبذلان ولا يأخذان، فلذلك كثيراً ما يُنسيان !

قارن بصدق:
كم صرف عليك والديك من وقت وجهد وكم صرفت عليهما أنت ؟
كم تعبا لترتاح وكم تعبت ليرتاحا ؟
كم حزنا لتسعد وكم حزنت ليسعدا ؟
كم سهرا لتنام وكم سهرت ليناما ؟
تخفق في دراستك فتتقطع قلوبهما !
تتأخر في العودة إلى البيت فيجن جنونهما !
يتخاصمان يتشاجران والسبب أنت !
يفرحان ويحزنان والسبب أنت !
بل يموتان ويدفنان والسبب أنت !

فتعال أخي الكريم وأختي الكريمة لنخوض البحار العميقة عسى أن نُنقذ غريق أو غريقة ...
تعالا فلن أطلب منكما المحال ...
تعالا سأهدي لكما الإطار فارسما الصورة !
تعالا لنستدرك ما فات قبل أن تنقطع الأصوات !
تعالا إن لم تعملا بكل ما في الكتاب فطبقا منه وصية أو وصيتين أو استفيدا من فائدة أو فائدتين أو قفا على
وقفة من الوقفات .
تعالا من هنا ننطلق وفي ظل عرش الرحمن بإذنه نلتقي.











رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 09:49   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة الثانية: العزم على التغيير

مشكلة بعض الناس أنه يظن أن تغير الحال من المحال، فإذا أساء تعامله مع والديه في بداية حياته أو في موقف من المواقف ظن أنه لا يمكن أن يُعدل سلوكه ويحسن تصرفاته ؛يظن أنه ولد ليكون عاقاً ،يظن أن حياته مع
والديه قائمة على العقوق ،والشيطان يُزين له هذه الوساوس والخطرات ،حتى تصبح هذه الوساوس في قلبه حقائق لا تقبل التغيير ولا التبديل ؛بل ولا حتى التأمل والتفكير.
إن العقوق ذنب من الذنوب متى تاب منه العبد تاب الله عليه وبدل سيئاته حسناته، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏}.
إن العقوق طريق من الطرق السريعة والمختصرة لولوج النار .بل إنه من أسهل الوسائل للحرمان من التوفيق في الدنيا وتعسر الأمور وضيق الصدور إن لم يكن أسهلها على الاطلاق.
فيا من ضل الطريق وسار بغير دليل أقول لك من قلب مشفق عليك قف !
قف ... فبداية هذا الطريق الآم وهموم وأحزان !
قف ... فنهاية هذا الطريق نيران وسلاسل وأغلال !
قف ... فالأمر اليوم إليك تسير حيث تشاء ؛أما غداً فلا يُدرى ألك أم عليك !
قف ... أرجوك قف !
بدّل ذلك الوجه العابس في وجوه الشيخين الكبيرين بوجه مبتسم ضاحك .
بدّل تلك النظرات المحرقة الحادة بنظرات مشفقة عاطفة !
بدّل ذلك التعالي والإعجاب بالرأي دون رأيهما بالسمع والطاعة والاستنصاح والاسترشاد بشورهما .
بدّل ذلك الانشغال بغيرهما بالانشغال بهما .
اليوم غيّر وليس غداً !
اليوم أقدم ولا تحجم !
صدقني ستسابقك دموعك أن تأخرت عن السير في هذا الطريق .
ولكن لا تحزن أن تأخرت؛ بل احمد الله أن سرت يوم تخلف غيرك .
إن لم يكن لديك همة عالية وعزيمة صادقة فاتك من النجاح بقدر ما فات من همتك وعزيمتك .
ومتى كنت صادقاً عازماً؛ فقد جاء في الحديث القدسي: "وَإِنْ تَقَرَّبَ إلي شبرا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إلي
ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إليه بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" متفق عليه.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 09:53   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة الثالثة: إذا عزمت فتوكل على الله
التوكل على الله مفتاح النجاح وعنوان الفلاح.
التوكل على الله ضمان الوصول بأسهل الحلول .
التوكل على الله باختصار سعادة الدارين .
إذا عزمت أخي الكريم على التغيير؛ فأول الخطوات أن تتوكل على الله وتدعوه وترجوه أن يعينك ويسددك
ويهديك ويوفقك ؛قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
آل عمران .
وقال تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} النمل .
وقال تعالى: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حيثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} الطلاق .
قال ابن القيم رحمه الله: (والتوكل معنى يلتئم من أصلين من الثقة والاعتماد وهو حقيقة {إياك نعبد وإياك نستعين} .
,,
ثم إن بر الوالدين مثل أي عمل آخر مالم نتوكل على الله في إنجازه ؛فلن يتحقق لنا ذلك وإن عظم البذل وكبر العطاء.
ستقف في طريقك في بداية كل انتقال من شر إلى خير عوائق، هذه العوائق تبدأ كبيرة ثم لا تزال تصغر حتى تمر عليك بدون أن تشعر بها.
وذلك ابتلاء من الله سبحانه حتى يتبين الصادق من غيره .
قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} آل عمران .
...
فالعوائق في طريق الخير والإصلاح سنة كونية .فلا تعجز ولا تضجر بل اصبر واحتسب.
فقد لا يعينك والديك على برهما فتوكل على الله ولا تجعل هذا الأمر عائقاً لك.
وقد تقف زوجتك أو زوجك وأبنائك في طريق البر فتوكل على الله ولا تطعهم.
فلا نجاة ولا فلاح لغير المتوكلين العاملين جعلنا الله وإياك منها.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:02   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة الرابعة:بعض ما جاء في الأمر ببرهما
أولاً: الآيات:
قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا
تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} الإسراء:
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإنْسانَ بوالدَيْه حُسْنًا وَإنْ جاهَداكَ لتُشْركَ بي ما لَيْسَ لَكَ به علْم فَلا تُطعْهُما إلَيَّ
مَرْجعُكُمْ فَأُنَبّئُكُمْ بما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} العنكبوت:
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ
إِلَيَّ الْمَصِيرُ} لقمان:
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} الأحقاف: 15
,

ثانيًا: الأحاديث:
عن عبد اللَّهِ بن مسعود قال سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ قال: (الصَّلَاةُ على وَقْتِهَا قلت ثُمَّ أَيٌّ قال ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قلت ثُمَّ أَيٌّ قال ثُمَّ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ قال حدثني بِهِنَّ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي) متفق عليه.
وعن أبي هُرَيْرَةَ قال جاء رَجُلٌ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: من أَحَقُّ الناس بِحُسْنِ صَحَابَتِي قال: (أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أَبُوكَ) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ قِيلَ من يا رَسُولَ اللَّهِ قال من أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أو كِلَيْهِمَا ثُمَّ لم يَدْخُلْ الْجَنَّةَ) رواه مسلم.
عنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ قال: (أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أُبَايِعُكَ على الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الْأَجْرَ من اللَّهِ ؛قال فَهَلْ من وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ ؟قال: نعم بَلْ كلاهما ؛قال: فتبتغ الْأَجْرَ من اللَّهِ ؛قال: نعم ،قال: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا) متفق عليه واللفظ لمسلم.
..









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:04   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة الخامسة: كم غير الدعاء إني لأعجب أشد العجب من تقصير كثير من المسلمين في جانب الدعاء
بالرغم من كثرة الآيات والأحاديث الدالة على فضيلته وأهميته ،وبالرغم من سهولته وإمكانيته في كل زمان ومكان ، ومما يزيد العجب حاجتنا له أشد الحاجة في كل أمورنا وشئون حياتنا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام" صححه الألباني.
فسبحان الله ما هذا العجز الذي يعيشه الكثير منا، تجده مهموماً مغموماً فيعجز أن يسأل ربه أن يزيل عنه هذه الهموم والغموم.
تجده معسراً مديناً فيعجز أن يسأل ربه أن يقضي دينه ويُبدل إعساره يساراً.
تجده عاقاً ضالاً فيعجز أن يسأل ربه أن يجعله باراً مهدياً .
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد: وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد وكلشر فأصله خذلانه لعبده وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله نفسك وأن الخذلان أن يخلي بينك وبين نفسك فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ومتى أضله عن المفتاح بقى باب الخير مرتجا دونه .
,،
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فان الإجابة معه
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك فالله سبحانه أحكم
الحاكمين وأعلم العالمين يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به والخذلان في مواضعه اللائقة به هو العليم الحكيم وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامة بالشكر وصدق الافتقار والدعاء) انتهى كلامه رحمه الله.
,..









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:05   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة السادسة: لا تصاحب عاقًّا
قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا} الفرقان: – .
وعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الرَّجُلُ على دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أحدكم من يُخَالِلُ))
رواه أبو داود وحسنه الألباني في السلسة الصحيحة.
والعقوق معد كالجرب والعياذ بالله ؛وليس أضر على الإنسان في تعامله مع والديه من صاحب عاق.
,,
فإنه كلما أراد أن يتوب وندم على تفريطه في حق والديه ،نظر إلى هذا الصاحب فوجده على حاله في عقوقه لوالديه آثر البقاء معه في سفينة العقوق الغارقة ولا محالة.
بل إن الصاحب العاق لا يزال بالرجل البار حتى يصيره عاقاً ،يسير معه في نفس طريقه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبالمقابل فإن الصاحب البار لا يزال بصاحبه المقصر في حق والديه حتى يصيره باراً بإذن الله.
ثم ما هو الخير وما الفائدة المرجوة من أصحاب العقوق ؟
إن أصحاب العقوق – والعياذ بالله – تنكروا وجحدوا أعظم الحقوق
وقصروا في أدائها وهي حقوق والديهم ؛فهل ينتظر منهم أن يكون أوفياء مع غيرهم ؟
هم جحدوا الحق الواضح كالشمس فلم يذكروه ولم يشكروه !
فهل تظن أخي الكريم أن يذكروا لك حقاً أو يحفظوا لك عهداً .
هيهات هيهات فقد خانوا عهد ربهم في وصيته لهم بوالديهم ،ونسوا ما سبق من إحسان والديهم وعطفهم وفضلهم .
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه لابن مهران: لا تصحبن عاقاً فإنه لن يقبلك وقد عق والديه.
فإياك ثم إياك واحذر ثم احذر أن تصاحب عاقاً.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه.....................فكل قرين بالمقارن يقتدي









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:06   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة السابعة: تخيل حياتك بدونهما
. يندم كثير من الأبناء عند موت أحد والديه ؛إذا كان مقصراً في حقه ويـتألم ويتحسر على ذلك دائماً .
وكأنه لم يكن يعلم أن الموت مصير لا بد منه له ولوالديه وللناس جميعاً قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} الأنبياء: .
وفي الواقع أن كل ابن يتألم لفقد والديه باراً كان أم عاقًا.
,, فالابن البار يتألم تألم الصالحين رغبة في التزود من الخير ،فقد كان في كل يوم يحصل حسنات عظيمة وأجور كبيرة من خلال تعامله مع والديه .
،، وأما الابن العاق فيتألم أن فوت على نفسه فرصة لا تتكرر ؛
فإذا ماتت أمه فمن أين يأتي بأم يبرها !
وإن مات أبوه فأنى له أب يبره !
...
فإذا كانت هذه النتيجة وهذه النهاية معلومة لنا مسبقاً، فهل ننتظر حتى تقع ثم بعد ذلك نتحسر تحسر العاقين
ونتألم تألم الخائبين؟
,,
لاحظ هذا الأمر في حياة والديك ؛قل في نفسك سأفقدهما أو يفقدونني في يوم ما ، الله أعلم بأجله ! تلطف معهما وأحسن صحبتهما ؛فوالله إنها أيام قلائل لا تساوي دمعة من دموعهما أو حسرة يتحسرانها .
عن عَلْقَمَةَ عن عبد اللَّهِ قال نَامَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على حَصِيرٍ فَقَامَ وقد أَثَّرَ في جَنْبِهِ فَقُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ لو اتَّخَذْنَا لك وِطَاءً فقال: "ما لي وما لِلدُّنْيَا ما أنا في الدُّنْيَا إلا كَرَاكِبٍ أستظل تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ
رَاحَ وَتَرَكَهَا" رواه الترمذي وصححه الألباني.
إلى هذا الحد هي قصيرة يارسول الله .
تأمل قوله بأبي هو وأمي: "إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها".
فإذا كان أخي الحبيب هذا قدر الدنيا كاملة، فما مقدار حياتك ووالديك فيها؟ ...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:09   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة الثامنة: ناداه قلب الأم
أغرى امرئ يوماً غـــلاماً جــــاهلاً
بنقـوده كي مـا ينـال به ضرر
قـال ائتني بفؤاد أمـــك يا فتـــــى
ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأغمــد خنجراً في صــدرها
والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فــــرط سرعته هــــــوى
فتدحرج القلب المقطع إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معـــــفّـــر
ولدي حبيبي هل أصـــــــــابك من ضرر ؟
فكأن هذا الصوت رغــم حــنوه
غضب السماء على الغـــــلام قد انـهمر
فارتـد نحــو القـلب يـغسله بما
لم يأتها أحد سواه من البشر
واستـل خنجـــره ليطــعن نفسه
طعناً فيبقى عبرة لمن اعتبر
ويقـــول يــا قلب انتقـم مني ولا
تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناداه قلــب الأم كــف يداً ولا
تـــــذبـح فؤادي مــــــــــرتين على الأثــــــر
قلت: الأبيات السابقة تحكي قصة قلب أم واحدة، وفي الحقيقة أن هذه القصة ليست قصة أم واحدة ؛بل جميع الأمهات يعشن حياتهن كاملة بهذا الشعور العظيم والحب العميم لأولادهم من ذكور وإناث .
وإذا كانت هذه الأبيات تروي قصة قتل ابن لأم والعياذ بالله !
فإن كل عقوق مهما صغر هو طعن في قلب الأم والأب.
وكل أم وأب مهما بلغ عقوق أولادهم لهما ؛فإنهما يحرصان أشد الحرص
على أن لا يعلم أحد عن ذلك ؛حفظاً لمشاعر أولادهم وحتى لا يتسببون
في كره الناس لهم ؛فإن كل القلوب تكره عاق والديه كرهاً عظيماً .
وأتركك أخي الحبيب مع القصيدة التالية لتقرأ بنفسك كيف هو شعور الأمهات والآباء تجاه العاق من أولادهم ،وهي وإن كانت بالعامية إلا أن القصد الاعتبار والاتعاظ ،فلا يثرب علينا أحد بإيرادها فقد رسمت هذه القصيدة من وجهة نظري وإن لم أكن شاعراً لوحة جميلة عن قلب رحيم حمل في أحشائه الحُب وصبر على الأذى وستر الخطأ وهجر القريب والبعيد من أجل حبيب جاحد هو بضعة منها أخذ من دمها ولحمها
وشاركها مأكلها ومشربها ؛لكنه.....ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم :
ويوم انشدوني عن دموعي وأنـا أمـك
جاوبتهـم وأبعدتهـم عـن طـواريـك
مابغى أجرحك في كلمة تزيـد همـك
مابغى أقول إن السبـب مـن تجافيـك
يومٍ لمست الصدر في يـوم ضمـك
نسيت أنا اللي حولـي وقلـتِ أبكيـك
مدري أنت عايش وارتجي لمس جسمك
أو ميـتٍ وأقـــــــول يرحمـك والـيـك
يامـا سِهـرت وزاد غمّـي لغـمـــك
ما ارتـــاح ليـن تهتنـي فـي ليــاليــــك
ويامـا ايـلا طوّلـت نومـك أشمـك
وأتاكـد إنـك عايـشٍ لـي وأرجّيـــــــك
وياما ازعلوا منـي خوالـك وعمـك
وياما هجرت اقرب قريبٍ ضحك فيـك
يا مـا ذرف دمعـي إذا سـال دمـك
بـراءة الأطفـال مـاهـي بتنهـيـك
وياما انتظرتك عند بابـي وأنـا أمـك
وأقـول فيـه يـومٍ تجينـي وأحييـك
أخـاف مـن يومٍ يجينـي يغمّـــــك
ويجيك علمـي مـع عزيـزٍ يعزّيـك
أنـا علـى الله داخلـه ثــمّ لـمّـــك
ارحـم قليـبٍ تالـي الليـل يشكيـك
فكر بمن هي صابها الضيـم وظلمـك
واذكر حشا ضمّك وعسـر المساليـك
ودي أشوفـك قبـل يومـي ويومـك
لــو مــرةٍ بالـعـــــــامِ الله يخلـــيـك
مابيـك تقطعنـي إذا أمـري يهـمــك
بقعد معك واضحك واسولف وأحاكيـك
ياوليـدي اذكـر كلمـةٍ قـال فـمـك
لا قلـت كلمـة يـوه قلبـي يلبـيـك
واذكر زمانـا بـه فراشـي بجنبـــك
وإذا شكيـت تقـول يمـه وأسلّـيـك
ولاشتـد مابـك فـوق كتفـي أزمّـك
ما ارتاح لحظـة ليـن ربـي يعافيـك
والختمِ لا جتك الرسالـة وأنـا أمـك
يُما تجـي وألا أنـا ازحـف وأجيـك
ثم بعد أن قرأ الابن هذه القصيدة ،وبعد مرور الأيام كتب رده بمداد حبره دمه ،كتبها وعبراته تسابق عباراته ،فكانت قصيدة بحجم منزلة هذه الأم العظيمة ؛لكنها كانت وللأسف الشديد بعد موتها.
يمه أنا شفت الرسالــــة وهليت
دمعي على خدي وزادت همومي
ضاقت بي الدنيا واستاحش البيت
وضاقت على جسمي وساع الهدومي
ما فكرت نفس الردى لا ولا أوحيت
كلمة نصوح جاب عنك العلومي
يقول أمك عايشه جسمها ميت
تعجز عن الوقفه ليا جت تقومي
نسيت كم ليلة في حضنها تبيـــــــــت
ومن ثديها الطاهر طعامك ترومي
ما همها الأوجاع يوم إنك ألفيــــــــت
مـــــع مخرج ضيق ورحم ظلومي
وكتوفها لك مركب إن طحت وأعييت
ما يركد الخاطر لين إنك تقومي
تبـــيك في عز وراحــــات بالــبيت
لو داسوا العالم عليها القدومي
خف من ولي العرش يومك تناسيت
وإبليس حط بوسط قلبك سهومي
حزنه عليك يفتت الكبد تفـــــتيت
ما تسمعه تقول بزحف وأقــومي
يا ليت أشوفك وأسعد القلب يا ليت
وأجلس معاك لو كان حقي مهضومي
هذا كلامك يمه بقلبي أوحيت
أثري بسبب هجرك شقي محرومي
ما ينفع الليل لو الليل صليــــــــت
لو الدهر كله أزكي وأصــــومي
ما ينفعن لو طعت ربي وسمـــــيت
وبريت وحقك بوسط قلبي معدومي
من أول عايش وفي داخلي ميـــــت
أحسب حياتي عز واثري مـــحرومي
لا منهم جابوا لي اسمك توذيــــت
ألـف بالموضوع لحـــد يلومـــــــي
وأفتح كتاب الله وأقراه وإن جيت
عند آية الأف العظيمة أحومـــــــي
ومن يوم جاني عيال بالأم حسيت
يا ليت مثلي كل عاصــي يقــــومي
تايب وباعلن توبتي لحامي البيت
وارجيه يغفر ما مضى من جــرومي
حق الأميمة ما أعده لو أحصيت
من قام به يلقى السعادة تـــــدومي
وإن كان جاء تفريط في شمعة البيت
ترى العقوبـة نحس دايــم وشؤمي
يمة أنا جيتك وللراس وطيت
أطلبك عارف إن قلبك رحــومي
جيت أشيل هموم ما شالها هيت
موجود بين الناس كأني معدومي
أنا سجين الضيق شـــبيه بالميت
أبيـع نفسي لجــل ترضين دومــي
أنا أعترف وأصيح للعالم أخطيت
يوم إني بهجرك عاقدت العزومي
تمت وبأصـلي على ذايع الصيت
رسولنا صفوة رجال قرومــــي
خاطرة: هل ينتظر كل واحد منا أن يعيش تجربة مؤلمة حزينة مثل هذه التجربة؟
هل يريد كل واحد منا أن يجرب العقوق وآثاره؟
أخي الحبيب: فكر ثم تب ثم أحسن؛ فإن الله غفور رحيم.









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:10   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة التاسعة:إذا لم تجرب ستجرب
لا يشعر كثير من الأبناء والبنات بما يعانيه والديهم من معاناة في تربيتهم ومحبتهم حتى يجربوا هم نفس المعاناة ؛وذلك عندما يرزقون بأولاد .
فتجد كثير منهم يُكثر بعد ذلك من قول رحم الله أبي كم عانى في تربيتنا ورحم الله أمي كم تعبت كي نرتاح! يظن البعض أن تصرفات والديهم معهم بقصد التحكم فيهم والحد من حرياتهم والتدخل في جميع شئون حياتهم.
وبعد أن تمضي سنين العمر يتأكد أولئك الأبناء أن جميع تصرفات والديهم إنما كانت بقصد الإصلاح وجلب النفع والخير لهم ؛ولكن للأسف قد يكون ذلك بعد وفاة والديهم !
,,
أخي الكريم: ليس في الحياة متسع لكل شخص أن يعيش كل تجربة تمر به كاملة ثم بعد ذلك يستنتج منها نتائج ليعمل بها !
فإذا كان الأمر كذلك فهل يتخذ الإنسان قرارات عشوائية قد تؤثر على حياته أم ماذا يفعل ؟
الحل هو الاستفادة من تجارب الآخرين .
فبهذه الطريقة تزيد في عقلك وفي عمرك أيضاً وتختصر المسافات وتستطيع أن تتخذ قرارات ناجحة وذلك عندما تبدأ من حيث انتهى الآخرون .
ومن أمثلة ذلك تلقي العلم عن المشايخ والعلماء وعدم الاقتصار على ما في بطون الكتب .
ومن أهم فوائد هذه الطريقة في الحقيقة الاستفادة من تجربة أولئك العلماء الذين عاشوا حياتهم وميزوا بين النافع والضار والمهم والأهم .
فيختصر الطالب بهذه الطريقة طريقاً طويلاً مجهداً سار فيه غيره ويحصل على خلاصته في وقت قصير وجهد يسير.
وكذلك في التعامل مع الوالدين استفد من تجربة غيرك، فعندما ترى عاقاً يندب حظه ويبكي بدل الدمع دماً على ما فرط في حق والديه ؛فهل من الحكمة أن تسير في هذا الطريق لتذوق هذا الألم وتذرف تلك الدموع.
وعندما ترى باراً بوالديه يحقق النجاح تلو النجاح ،ويعترف بأن من أعظم أسباب نجاحه هو بره بوالديه .
فعندما ترى هذا التجربة وتقف عليها بنفسك ثم تشك في نتائجها وتخلط بين البر والعقوق، فأنت تحتاج إلى عمر طويل لتتأكد من كل تجربة بنفسك وأنى لك هذا العمر !
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:12   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة العاشرة: أتعبت الأبناء بعدك يا كلاب !
ذهب كلاب بن أمية في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المدينة فأقام بها مدة ثم لقي ذات يوم طلحة والزبير رضي الله عنهما فسألهما أي الأعمال أفضل ؟ فقالا الجهاد ؛فسأل عمر رضي الله عنه فأغزاه في جيش وكان أبوه قد كبر وضعف فلما طالت غيبته قال:
لمن شيخان قد نشدا كلابا كتاب الله لو قبل الكتابا
أناديه فيُعرض في إبــاء فلا وأبي كلاب ما أصابا
أتاه مهاجران تكنــفاه ففارق شيخه خطأ وخابا
تركت أبـاك مرعشة يداه وأمك ما تسيغ لها شرابا
وإنك والتماس الأجر بعدي كباغي الماء يتبع السرابـا
فبلغت أبياته عمر رضي الله عنه فلم يردد كلاباً ؛ وطال مقامه فخلط جزعاً عليه ، ثم إنه أتاه يوماً وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله المهاجرون والأنصار فوقف عليه وأنشأ يقول :
أعاذل قد عذلت بغير قدر ولا تدرين عاذل ما ألاقي
فإما كنت عاذلتي فـردي كلابا إذ تـــوجـه للعراق
ولم أقض اللبانة من كلاب غداة غد وآذن بالفــراق
فتى الفتيان في يسر وعسر شديد الركن في يوم التلاقي
ولا أبيك ما باليت وجدي ولا شفقي عليك ولا اشتياقي
وإبقائي عليك إذا شتونـا وضمك تحت نحري واعتناقي
فلو فلق الفؤاد شديد وجد لهم سواد قـــلبي بانفلاق
سأستعدي على الفاروق رباً لـه دفــع الحجيج إلى سياق
وأدعو الله مجتهداً عليــه ببطن الأخشبين إلى دفـــاق
إن الفاروق لم يردد كلابــاً إلى شيخين هامهــما زواق
,, فبكى عمر رضي الله عنه وأمر برد كلاب إلى المدينة؛ فلما قدم دخل إليه فقال ما بلغ من برك بأبيك ؟ فقال كنت أوثره وأكفيه أمره ،وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له أغزر ناقة في إبله وأسمنها ،فأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم أحتلب له فأسقيه . فبعث عمر رضي الله عنه إلى أبيه من جاء به وأدخله ؛وقد ضعف بصره وانحنى فقال يا أبا كلاب كيف أنت ؟ فقال كما ترى يا أمير المؤمنين !
فقال هل من حاجة ؟
فقال كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت فبكى عمر وقال ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى .
،، ثم أمر كلاباً أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث إلى أبيه ففعل
فناوله عمر الإناء وقال دونك يا أبا كلاب فلما أخذه وأدناه إلى فمه قال
لعمر الله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة كلاب من هذا الإناء !
فبكى عمر وقال هذا كلاب حاضر عندك فنهض إليه وقبله وجعل عمر يبكي ومن حضره فقال لكلاب ألزم أبويك وأمر له بعطائه وأمره بالانصراف فلزمهما إلى أن ماتا .
فرحم الله الفاروق ورضي عنه ،ورحم كلاباً وأبيه وأمه .
قد أتعبت الأبناء بعدك يا كلاب !
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:12   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي


الفصل الثاني
القواعد المُثلى للتعامل مع الوالدين بالحُسنى
القاعدة الأولى: اعلم يقيناً أن بر الوالدين من أعظم وأيسر وأقرب الطرق الموصلة لرضا الرحمنوالفوز بالجنة .
توضيح القاعدة:رضا الله والفوز بالجنة الهدف الأسمى لكل مسلم عاش أو يعيش على هذه الأرض.
كل مؤمن صادق يبذل من وقته وجهده وماله ليفوز بالأمرين العظيمين رضا الله والفوز بالجنة.
يقوم ليالي الشتاء ويصوم أيام الهواجر ...
يطلب العلم ويحفظ القرآن ...
يُنفق ماله ويُحسن إلى الناس...
يصبر على الأذى ولا يؤذي المسلمين...
بل يذهب للجهاد في سبيل الله بنفسه وماله ولا يرجع من ذلك بشيء...
كل هذه الأعمال العظيمة وغيرها ليفوز برضا الله وجنته وينجو من عذابه وعقوبته !
,,
تخيل أنك سرت لمسافة مائة كيلو لشراء غرض ما، مع أنه بالقرب من بيتك متجر يبيع أجود من هذا الغرض
وبسعر أقل !
ألا تتألم لذلك عندما تعلم به !
الوالدان يعيشان معنا بالقرب منا ،نستطيع برهما والإحسان إليهما بجهد أقل من قيامنا ببعض الأعمال الصالحة؛
لكن الكثير منا يغفل عن هذا الجانب وللأسف .
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِمْتُ فرأيتني في الْجَنَّةِ فَسَمِعْتُ صَوْتَ قارئ يَقْرَأُ فقلت من هذا فَقَالُوا هذا حَارِثَةُ بن النُّعْمَانِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ الْبِرُّ كَذَلِكَ الْبِرُّ وكان أَبَرَّ الناس بِأُمِّهِ"

رواه الإمام أحمد في المسند وصححه الحاكم والذهبي.
وعن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو قال جاء رَجُلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يَسْتَأْذِنُهُ في الْجِهَادِ فقال: "أَحَيٌّ وَالِدَاكَ قال نعم قال فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ"
متفق عليه.
قال الإمام النووي رحمه الله: "هذا كله دليل لعظم فضيلة برهما وأنه آكد من الجهاد".
عن مُعَاوِيَةَ بن جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ قال أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ: "إني كنت أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ قال وَيْحَكَ أحيه أُمُّكَ قلت نعم قال ارْجِعْ فَبَرَّهَا ثُمَّ أَتَيْتُهُ من الْجَانِبِ الْآخَرِ فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ إني كنت أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ قال وَيْحَكَ أحيه أُمُّكَ قلت نعم يا رَسُولَ اللَّهِ قال فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا ثُمَّ أَتَيْتُهُ من أَمَامِهِ فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ إني كنت أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ قال وَيْحَكَ أحية أُمُّكَ قلت نعم يا رَسُولَ اللَّهِ قال وَيْحَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ"

رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وعن عبد اللَّهِ بن مسعود قال سَأَلْتُ النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ قال: "الصَّلَاةُ على وَقْتِهَا قلت ثُمَّ أَيٌّ قال ثم بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قلت ثُمَّ أَيٌّ قال الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ حدثني بِهِنَّ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي"
متفق عليه.
وهذه الأحاديث تدل دلالة صريحة على عظم منزلة البر وأنه من أقرب الطرق الموصلة إلى رضا الرحمن والجنة .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
"تطويـر, اللثام, الذَّات, التَّعامل, فنِّ, والأمَّهات"


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc