قيم المواطنة و قيم الديمقراطية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قيم المواطنة و قيم الديمقراطية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-10-16, 21:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قيم المواطنة و قيم الديمقراطية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم إخوتي

إن من البلايا التي ابتليت بها أمة الإسلام تقليد الغرب في كل شيئ حتى في أنظمتهم و قوانينهم فهجر أكثرنا الحكم بكتاب الله و سنة رسوله
صلى الله عليه و سلم حكاما و محكومين و ذلك بسبب الإعجاب بالغرب و الزهد في الإسلام و منهجه.

وعليه صار دستورنا و قوانينا منبثقة من قيم تسمى المبادئ الدستورية أو القوانين الجمهورية أو قواعد الديمقراطية و المقصود بها مجموعة
من المبادئ و الأصول اتي وضعها فلاسفة الغرب على مدار عدة قرون و شهدت تعديلات عديدة حتى وصلت لشكلها الحالي و من أبرز هذه
المبادئ:

*الشعب مصدر السلطات أي الحكم للشعب
*حرية الرأي و التعبير للمواطن
*الحقوق و الحريات العامة
*المساواة بين جميع المواطنين دون تفرقة على اساس الرأي او العرق أو الجنس أو الجهة...
*حرية العقيدة و حرية الفكر
*تحكيم الأغلبية.
*الحق في التعددية.

إن المتأمل لهذه القيم يجد أن بعضها موافق للإسلام و لكن كثيرا منها مضاد له بل هو مضاد لشهادة ألا إله إلا الله
مثلا الحق في التعليم أو الصحة موافق للإسلام عموما
أما حرية التعبير فإن مجالها في الديمقراطية يكاد يكون بلا حدود فيمكن للمواطن مثلا أن ينكر صحيح البخاري أو ان يعتبر أن الصحابة
كانوا فساق أو ان يستحل ماهو معلوم تحريمه بالضرورة مثل الخمر أو الربا او القمار. أو يتاول صفات الله تعالى او ينفيها.
وهذه قصة صبيغ مع عمر بن الخطاب تبين كيف تعامل أمير المؤمنين مع من تجاوز حدود الإسلام في مجال الراي
هي ما رواه يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن صبيغًا التميمي أتى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قوله: وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا قال: هي الرياح، ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما قلته، قال: فأخبرني عن فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا قال: هي السحاب، ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا قال: الملائكة ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا قال: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله ما قلته.
قال: ثم أَمَرَ به فضُرب مائة سوط، ثم جعله في بيت، حتى إذا برأ دعا به، ثم ضربه مائة سوط أخرى، ثم حمله على قتب، وكتب إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-: أن حَرِّمْ عليه مجالسة الناس، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- فحلف بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجده شيئا، فكتب إلى عمر يخبره، فكتب إليه ما إخاله إلا قد صدق، خَلِّ بينه وبين مجالسة الناس.
فالإمام عمر -رضي الله عنه- ضرب صبيغًا ؛ لأنه فهم من سؤالاته أنه يريد التعنت والعناد والاعتراض.
ومثل ذلك الحق في المظاهرات و الإضرابات لقوله صلى الله عليه و سلم ( اسمع وأطع ، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) مسلم
و لما في ذلك من الفتن و الشر.
و كذلك نسبة الحكم للشعب و إعطائه ما لا يليق إلا لله
قال تعالى (والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب )( 41 ) الرعد
و قوله تعالى { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله } 105 النساء
و قوله تعالى (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) 40 يوسف
و قوله تعالى ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ) 59 يونس
و قوله تعالى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)[المائدة: 44]
و قوله تعالى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[المائدة: 45]
و قوله تعالى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[المائدة: 47]
وقال الله تعالى: وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً {الكهف:26}
و عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ. قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وقال ابن القاسم في حاشيته على كتاب التوحيد: دلت على أن من أطاع غير الله في تحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحله فقد اتخذه ربا ومعبودا، وجعله لله شريكا، وذلك ينافي التوحيد، فكل معبود رب، وكل مطاع ومتبع على غير ما شرعه الله ورسوله فقد اتخذه المطيع ربا ومعبودا، والرب هو المعبود، ولا يطلق معرفا إلا على الله تعالى، قال تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} وهذا وجه مطابقة الآية للترجمة.
وحتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس له تحليل شيئ او تحريمه بل هو مبلغ لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) التحريم 1
فمنح هذا الحق للشعب أو لنواب الشعب هو من باب إتخاذهم أربابا من دون الله
وهناك شبه كثيرة يأتي بها المنحرفون ليستجيزوا النظام الديمقراطي نناقشها إن شاء الله لاحقا.

و هذه خطبة ماتعة للشيخ عمرو عبد اللطيف حول هذا الموضوع

https://www.dztu.be/watch?v=6HJh20EjJcA

الشيخ يفصل في مسالة الديمقراطية من الدقبقة 33

يتبع إن شاء الله









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-10-16, 23:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

ولكن ..من يضع نظام الحكم في دولنا المسلمة ..الشعوب أم الحكام ؟
طبعا الحكام ..فهذا يختار نظام ملكي والآخر نظام جمهوري وكل ذلك لاأصل له في الإسلام ...والشعوب لارأي لها في ذلك ..
فهل نفهم أن مقالتكم هذه موجهة للحكام ؟؟؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-16, 23:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كل من الشعوب و الحكام يضع الأنظمة و راجع عدد المشاركين في الإستفتاءات المتعددة على الدستور و في الإنتخابات التشريعية على مدار
تاريخ الجزائر و غير الجزائر .
و أهل السنة ينهون عن المنكر سواء فعله الحكام أم المحكومين دون تحريض على حاكم.
و ياليتك ترد على الادلة التي ذكرتها من آيات و احاديث دون اللف و الدوران و أخذ النقاش إلى جوانب لا طائل منها.
و الحكم الملكي ثابت من فعل معاوية بن أبي سفيان و فعل عمر بن عبد العزيز طالما اقتضت مصلحة المسلمين ذلك.










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 08:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العضوالجزائري مشاهدة المشاركة
كل من الشعوب و الحكام يضع الأنظمة و راجع عدد المشاركين في الإستفتاءات المتعددة على الدستور و في الإنتخابات التشريعية على مدار
تاريخ الجزائر و غير الجزائر .
و أهل السنة ينهون عن المنكر سواء فعله الحكام أم المحكومين دون تحريض على حاكم.
و ياليتك ترد على الادلة التي ذكرتها من آيات و احاديث دون اللف و الدوران و أخذ النقاش إلى جوانب لا طائل منها.
و الحكم الملكي ثابت من فعل معاوية بن أبي سفيان و فعل عمر بن عبد العزيز طالما اقتضت مصلحة المسلمين ذلك.
أية أدلة ؟؟؟
ماحاجتك لعبارة ساقطة مبناها اللف والدوران ؟ هل تراني هنا ألاعبك ؟ اتق الله ..ولاتقل جزافا ما لاحاجة لقوله هو بالأصل كان تدخلي قصيرا ..فأين لففت ودرت .أي تدن هذا في الأخذ والرد .عجبا لك ..
سيكون لي عودة ..فانتظر ني ..
أخبرني مفاد قولك قبل ذلك ..ما قصدك بأن الحكم الملكي ثابت من فعل معاوية ؟ هل تقصد أن مافعله معاوية هو سنة على المسلمين اتباعها ؟؟؟؟
دعك من عمر بن عبد العزيز الراشد الخامس فهو لم يكن طالب حكم وقد وجد نفسه مجبرا على تقلده .؟ أنتظرجوابك ..عن السؤال التالي ..هل ما فعله معاوية سنة يجب اتباعها وهو ما أردت قوله .؟
وأستدرك ..قولك أن الشعوب هي من تختار حكامها .فيه حيدة .ومغالطة فالصبي يعرف قبل الكبير أن لاحاكم يختاره الشعب في بلاد المسلمين .ومانراه يحدث من انتخابات هنا وهناك فهو من قبيلالمسرحيات اذا استثنينا لبنان من ببين دول المسلمين ..وعليه ..فخطابك حتما يتناول الحكام ..مهما حاولت تبرئته من ذلك .









آخر تعديل رَكان 2016-10-17 في 08:30.
رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 17:58   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في الحقيقة أنت لم تفهم كلامي لأنك تعيش في واد و نحن نعيش في واد.
نحن ديننا قال الله قال الرسول قال الصحابة. و الحكم بما انزل الله واجب على الحكام و المحكومين على حد السواء
فالمواطن الذي ينتمي لحزب أو طريقة صوفية أو جماعة خارجية لم يحكم بما أنزل الله
و المواطن الذي يرى حرية الرأي كما هي في الديمقرطية أي تقريبا بلا سقف كذلك .فلو أنتج فلم يتناول مثلا عثمان بن عفان بالطعن و التجريح
يقال لك أن هذه حرية راي و إبداع و المواطنون كثير منهم يؤمن بذلك و الدولة لم تفرض عليهم الإيمان بذلك و كذلك المواطن الذي يرسل ابنته إلى
الشارع كاسية عارية فهو لم يحكم بما انزل الله إذ أن حكم الله هو ( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)
وهكذا كل قيمة او مبدأ آمن به المواطن و هو ضد لكلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم فهو حكم بغير ما أنزل الله .
و أما أن الموضوع هو للحكام فسبق و أن اجبتك على هذا و لن أعيد الكلام.
و أما سنة معاوية رضي الله عنه فقد فعلها بسند من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و ليست عن رأي محض فالصحابة أزهد في الدنيا من أن يحرصوا
على توريثها لابنائهم فقد قال عليه الصلاة و السلام (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً) روي بعدة ألفاظ عن أحمد و غيره
فعلم معاوية رضي الله عنه أنها كائنة ملكا لا محالة فولى ابنه العهد و لو تركها شورى لاختلف الناس و سفكت الكثير من الدماء ثم إن الدماء سفكت بعدها
بقليل ففعل معاوية كان لمصلحة الناس و كذلك فعل عمر بن عبد العزيز .
و أما طريقة اختيار الحاكم فأنا تكلمت عن الإستفتاء على الدستور و الإنتخابت التشريعية لان الدستور و التشريع يحمل القيم المضادة للتوحيد التي
أتكلم عنها في موضوعي و لو فرضنا ان الشعب اختار رئيس البلاد بشفافية كما تريدون انتم فهو لا يملك الخروج عن قواعد الديمقراطية فلا يستطيع إذن
الحكم بالإسلام أبدا.
[]










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 18:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
نواصل ان شاء الله مناقشة القيم التي حكم بها الغرب نفسه و استوردنها لبلادنا دون بصيرة فمن القيم
المعروفة في النظام الديمقراطي ما يسمى بالحرية الشخصية و هي الحق في اتخاذ قرار أو فعل خيار ما دون
ضغط أو جبر أو إكراه خارجي و يدخل ضمن ذلك حرية الراي و اللباس و العلاقة الإجتماعية بمافي ذلك العلاقات بين
الذكور و الإناث .
و من الواضح لكل طالب علم شرعي درس طرفا من عقيدة الإسلام أن هذا المبدا مصادم للإسلام إذ يقول الله تعالى مثلا
{ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة} أي ذنباً عظيماً، { وساء سبيلا} فحرم كل اسبابه و مقدماته فلا حرية لأحد في فعلهابما في ذلك
المكالمات الهاتفية و عبر الفيسبوك و الصور و الأفلام و المسلسلات و غير ذلك
و قال تعالى
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) 23 الإسراء فلا حرية لأحد في معصية والديه و لو في أصغر الامور و لو أمرك
والديك ان تخرج من مالك لوجب عليك ذلك. (انت و مالك لأبيك)
خلافا لنظام الغرب إذ لا سلطة للوالدين على أبنائهما وفساد العلاقة هناك بين الآباء والأبناء اشهر من أن نتكلم عليها.
و قوله صلى الله عليه و سلم لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخاري.
فلا حرية لأحد في مخالفة هذا الامر
قال تعالى { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} 65 النساء










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 18:31   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فتوى الشيخ الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

المكرم فضيلة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما قول فضيلتكم في الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية؟ وهو الفكر الذي يدعو إلى الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي، فيساوي بين المسلم والكافر بدعوى التعددية، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية التي لا تخضع لقيود الشريعة كما زعموا، ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه؛ كالأحكام المتعلقة بالمرأة، أو بالعلاقة مع الكفار، أو بإنكار المنكر، أو أحكام الجهاد .. الخ الأحكام التي يرى فيها مناقضة لليبرالية. وهل يجوز للمسلم أن يقولانا مسلم ليبرالي) ؟ وما نصيحتكم له ولأمثاله؟

(محبكم سليمان الخراشي)

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد : فان المسلم هو المسلم لله بالتوحيد المنقاد له بالطاعة المبرئ من الشرك وأهله. فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي هذا متمرد على شرع الله يريد حكم الجاهلية وحكم الطاغوت فلا يكون مسلماً والذي ينكر ما علم من الدين بالضرورة من الفرق بين المسلم والكافر ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة وينكر الأحكام الشرعية من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشروعية الجهاد في سبيل الله. هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام، نسال الله العافية.

والذي يقول: (انه مسلم ليبرالي) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذكر فعليه أن يتوب إلى الله من هذه الأفكار ليكون مسلماً حقا.

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

*










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 18:35   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فتوى العلامة الألباني

قال العلامة الألباني: ((المشاركة في الانتخابات هو ركون إلى الذين ظلموا ذلك بأن نظام البرلمانات ونظام الانتخابات يعتقد ـ حسب ما أعلم ـ كل مسلم عنده شيء من الثقافة الإسلامية الصحيحة أن نظام الانتخابات ونظام البرلمانات ليس نظاما إسلاميا))

· وقال: ((ولكن شتَّان بين ذلك الحكم الذي كان يحكم بمذهب من مذاهب المسلمين الذي أقيم على رأي أحد المجتهدين الموثوق بعلمهم، وبين هذه البرلمانات القائمة على النظم الكافرة التي لا تؤمن بالله ورسوله بل هم أوّل من يشملهم مثل قوله تبارك وتعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَايُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾[التوبة:29]، فيا عجبا لمسلمين يريدون أن ينتموا إلى برلمان يحكمون بقانون هؤلاء الذين أُمرنا بقتالهم، فشتان إذا بين هذا النظام الذي يحكم البرلمان والمتبرلمين ـ إذا صح التعبير ـ وبين مجلس الشورى الإسلامي))

·وقال: ((أما البرلمان فيشترك فيه ما هبّ ودبّ من المسلمين، بل ومن المشركين بل ومن الملحدين، لأن البرلمان قائم على الانتخابات، والانتخابات يرشح فيها من شاء نفسه من الرجال بل وأخيرا من النساء أيضا من المسلمين من الكافرين من المسلمات من الكافرات، فشتان بين مجلس الشورى في الإسلام، وبين ما يسمى اليوم بالبرلمان))

·وقال: ((أن هذه الانتخابات والبرلمانات ليست إسلامية وأنني لا أنصح مسلما أن يرشح نفسه لأن يكون نائبا في هذا البرلمان لأنه لا يستطيع أن يعمل شيئا أبدا للإسلام، بل سيجرفه التيار)) (1)

·وقال: _: (ألفت النظر أن من الخطأ الاستدلال بشرائع من كانوا قبلنا، في الأمس القريب كنا نتكلم الانتخابات، وأنها ليست شرعية، وتورط بعض الجماعات الإسلامية في الدخول في البرلمانات القائمة على الحكم بغير ما أنزل الله، فأحد الجالسين طرح إشكال يشبه إشكالك، فيقول هذا يوسف عليه السلام قال: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (يوسف:55)، فإذاً هو كان حكاماً تحت سلطة حاكم وثني هو العزيز، فلماذا لا يجوز أن يدخل المسلمون البرلمانات هذه؟

أنا كان جوابي من ناحيتين أو أكثر:

الناحية الأولى: أن يوسف عليه السلام لم يدخل ولم يصل إلى ذاك المقام السامي بطريقة انتخابات غير مشروعة، وإنما الله عز وجل بحكمته البالغة ابتلاه بامرأة العزيز ووقع بينها وبينه ولا أقول بينه وبينها ما وقع، وكان من آثار ذلك أن ألقي في السجن، وكان من تفاصيل مكثه في السجن قصته مع الرجلين، أخيراً أحدهما قتل والآخر صار ساقياً للملك، وكما تعلمون رأى الملك تلك الرؤية، {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي في رُؤْيَايَ إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ، قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ، وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ، يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا في سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} (يوسف:43 - 46)، نقل فتوى هذه إلى الملك أعجبه وقال: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي، قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (يوسف:55)، فيوسف عليه السلام ما سلك طريقاً ليصل إلى هدف وإلى مكان رفيع، ولا خطر في باله هذا الشيء، وإنما ربنا عز وجل قدر عليه هذه الحوادث المتعددة الأشكال حتى استطاع الملك بنفسه وجعله وزيراً على دولته فأخذ يحكم بشريعته بوحي ربه وليس بشريعة الكافر، هذا من جانب.

أما نحن اليوم فنطرق أبواباً شركية، أبواباً وثنية كفرية، حاشا ليوسف عليه السلام أن تخطر في باله أن يطرقها فضلاً عن أن يطرقها عملياً، الانتخابات كما تعلمون تتناسب مع النظم الكافرة التي ليس فيها مؤمن وكافر، الناس كلهم سواء عندهم، وليس فيهم رجل وامرأة، فللمرأة من الحق مثل ما للرجل إلى آخره، وعلى هذا فالانتخابات حينما تفتح أبوابها يدخل ويرشح نفسه فيها المؤمن والكافر، والرجل والمرأة، والصالح والطالح، وبالنتيجة ما ينتخب إلا شرار الخلق عادة، نحن هذا يناسبنا أن نسلك هذا الطريق الكافر، ونحتج على ذلك بمثل قصة يوسف عليه السلام وشتان ما بينها وبين واقع حياتنا الانتخابية اليوم . . .)(2)

***********
(1)سلسلةالهدى والنور – 660: (من الفتوى 1 إلى 5): حكم الإنتخابات ودخول البرلمان

(2)موسوعة الألباني في العقيدة" [الشاملة] (ج 9 / ص (621 - 623










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 18:37   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال العلامة ابن عثيمين (الذين يدعون الديمقراطية في البلاد الغربية وغيرها لا يفعلون هذا وهم كاذبون حتى انتخاباتهم كلها مبنية على التزوير والكذب ولا يبالون أبدا إلا بأهوائهم فقط الدين الإسلامي متى اتفق أهل الحل والعقد على مبايعة الإمام فهو الإمام شاء الناس أم أبوا فالأمر كله لأهل الحل والعقد ولوجعل الأمر لعامة الناس حتى للصغار والكبار والعجائز والشيوخ وحتى من ليس له رأي ويحتاج أن يولى عليه ما بقى للناس إمام لأنهم لابد أن يختلفوا )). (3)

·وقال (هؤلاء إذا ماتوا من غير بيعة فإنهم يموتون ميتة جاهلية ـ والعياذ بالله ـ؛ لأن عمل المسلمين منذ أزمنة متطاولة على أن من استولى على ناحية من النواحي، وصار له الكلمة العليا فيها، فهو إمام فيها، وقد نص على ذلك العلماء مثل صاحب سبل السلام وقال: إن هذا لا يمكن الآن تحقيقه، وهذا هو الواقع الآن، فالبلاد التي في ناحية واحدة تجدهم يجعلون انتخابات ويحصل صراع على السلطة ورشاوى وبيع للذمم إلى غير ذلك، فإذا كان أهل البلد الواحد لا يستطيعون أن يولوا عليهم واحداً إلا بمثل هذه الانتخابات المزيفة فكيف بالمسلمين عموماً؟!! هذا لا يمكن.))(4)

*************
(3)شرح رياض الصالحين حديث رقم 1835

(4الشرح الممتع(8/10)










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 19:11   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فتوى الشيخ العباد

قال العلامة عبد المحسن العباد (الوصول إلى السلطة في الديمقراطية المزعومة ينبني عل التحزب فيترشح من كل حزب واحد منهم ثم يكون التصويت من كل من أراد من الشعب لمن شاء من المترشحين وعند تمييز الأصوات يقدم من كثرت أصوات منتخبيه وهذه الطريقة التي استوردها بعض المسلمين من أعدائهم مخالفة للإسلام من وجوه،بناؤها على التحزب...التشريع فيها لفئة معينة...الوصول إلى السلطة فيها بكثرة الناخبين كيف كانوا...الحرص الشديد فيها على السلطة...بناؤها على الحرية المطلقة في الرأي ولو كانت إلحادا وانحلالا...المساواة المطلقة فيها بين الرجال والنساء...تحررالمرأة فيها من أسباب الفضيلة وانغماسها في الرذيلة...)) (5)

****
5 من كتاب "العدل في الشريعة الاسلامية وليس في الديمقراطية المزعومة" للشيخ العباد.










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 21:16   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العضوالجزائري مشاهدة المشاركة
في الحقيقة أنت لم تفهم كلامي لأنك تعيش في واد و نحن نعيش في واد.
نحن ديننا قال الله قال الرسول قال الصحابة. و الحكم بما انزل الله واجب على الحكام و المحكومين على حد السواء
.
[]

أنتم تعيشون في واد وأنا اعيش في واد آخر ..
أنتم دينكم قال الله قال الرسول قال الصحابة .فكيف يكون دين من كان في واد آخر الذي هو أنا ؟ سيكون دينه ليس كلام الله ولاكلام الرسول ولاكلام الصحابة ..بل كلام المفكر فلان والفيلسوف علان ..ونظريات فلتان ..
أنت كفرتني يا رجل ...
سيبوء بها أحدنا ..لاحول ولاقوة الا بالله العظيم ..









رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 21:28   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم أكفرك فلا تقولني ما لم أقل و لا تدعي المظلومية. قلت لك تعيش في واد لأنني جئتك بكلام الله
و كلام رسول الله و سنة الخلفاء الراشدين لكنك تعاند و تتكلم عن أمور ليست رئيسية في البحث
و لم تفهم من كلامي إلا انه موجه للحكام.
الموضوع عبارة عن بحث مسائل
هل حرية الرأي من الإسلام؟
هل الحكم للشعب من الإسلام؟
هل تعدد الأحزاب من الإسلام؟
هذا هو البحث فلماذا نناقش أمور أخرى. وهذه الأمور يؤمن بها اليوم الحكام و المحكومين إلا من رحم ربي
فلا فائدة من التفريق بينهم










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-17, 22:14   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

نحن نقول قال الله قال الرسول ..ليس لأحد احتكارها لنفسه ..لأنه بفعل ذلك سيجعل غيره في واد من لايقول بقال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم ..فأية نتيجة تصل اليها ؟؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2016-10-18, 12:25   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العضوالجزائري مشاهدة المشاركة
[size="5"
و أما سنة معاوية رضي الله عنه فقد فعلها بسند من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و ليست عن رأي محض فالصحابة أزهد في الدنيا من أن يحرصوا
على توريثها لابنائهم فقد قال عليه الصلاة و السلام (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً) روي بعدة ألفاظ عن أحمد و غيره
فعلم معاوية رضي الله عنه أنها كائنة ملكا لا محالة فولى ابنه العهد و لو تركها شورى لاختلف الناس و سفكت الكثير من الدماء ثم إن الدماء سفكت بعدها
بقليل ففعل معاوية كان لمصلحة الناس .[/size]
[]
السلام عليكم ..
من أين أتيت بهذا الكلام ..؟
إن كان صنيعتك ..فسأعلق عليه لاحقا وإن كان لغيرك ..فهات مصدرك ...









رد مع اقتباس
قديم 2016-10-18, 19:27   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و عليك السلام
معاوية رضي الله عنه فعلها بسند من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم درءا للمفسدة. نعم و إليك ما يلي

هذه كلمات معاوية، رضي الله عنه، تتدل على أن دافعه في اتخاذ مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العام وليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله : اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد؛ لما رأيت من فضله ، فبلغه ما أملت وأعنه ، وإن كانت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك .

( تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – (ص169) و خطط الشام لمحمد كرد علي (1/137) .

يقول ابن خلدون: والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه - وحينئذ من بني أمية - ثم يضيف قائلاً: وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك ، وحضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب منه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، وعدالتهم مانعة منه . المقدمة لابن خلدون (ص210-211) .

ويقول في موضع آخر: عهد معاوية إلى يزيد ، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ، مع أن ظنهم كان به صالحاً ، ولا يرتاب أحد في ذلك ، ولا يظن بمعاوية غيره ، فلم يكن ليعهد إليه ، وهو يعتقد ما كان عليه من الفسق ، حاشا لله لمعاوية من ذلك . المقدمة (ص206) .

وقال : ” ( … ) فإنهم ( الخلفاء الراشين ) كانوا على حين لم تحدث طبيعة الملك ، وكان الوازع دينيا ، فعند كل أحد وازع من نفسه ، فعهدوا إلى من يرتضيه الدين فقط وآثروه على غيره ، ( … ) وأما من بعدهم من لدن معاوية فكانت العصبية قد أشرفت على غايتها من الملك والوازع الديني قد ضعف واحتيج إلى الوازع السلطاني والعصباني . فلو عهد إلى غير من ترتضيه العصبية لردت ذلك العهد وانتقض أمره سريعا وصارت الجماعة إلى الفرقة والاختلاف ” ( 1/357 – فصل : ولاية العهد )

واستدل ابن خلدون على ضعف الوازع الديني حينها بهذا الأثر ” سأل رجل عليا رضي الله عنه : ما بال المسلمين اختلفوا عليك ، ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر ، فقال : لأن أبا بكر وعمر كانا واليين على مثلي وأنا اليوم وال على مثلك ، يشير إلى وازع الدين ” ( السابق )

قال ابن كثير في البداية و النهاية
وقد كان معاوية لما صالح الحسن عهد للحسن بالأمر من بعده، فلما مات الحسن قوي أمر يزيد عند معاوية، ورأى أنه لذلك أهلًا، وذاك من شدة محبة الوالد لولده، ولما كان يتوسم فيه من النجابة الدنيوية، وسيما أولاد الملوك ومعرفتهم بالحروب وترتيب الملك والقيام بأبهته، وكان ظن أن لا يقوم أحد من أبناء الصحابة في هذا المعنى، ولهذا قال لعبد الله بن عمر فيما خاطبه به: إني خفت أن أذر الرعية من بعدي كالغنم المطيرة ليس لها راع، فقال له ابن عمر: إذا بايعه الناس كلهم بايعته، ولو كان عبدًا مجدع الأطراف.
وقد عاتب معاوية في ولايته يزيد -سعيد بن عثمان بن عفان، وطلب منه أن يوليه مكانه، وقال له سعيد فيما قال: إن أبي لم يزل معتنيًا بك حتى بلغت ذروة المجد والشرف، وقد قدمت ولدك علي، وأنا خير منه أبًا وأمًّا ونفسًا.
فقال له: أما ما ذكرت من إحسان أبيك إلي، فإنه أمر لا ينكر، وأما كون أبيك خير من أبيه فحق، وأمك قرشية وأمه كلبية، فهي خير منها، وأما كونك خيرًا منه فوالله لو ملئت إلى الغوطة رجالًا مثلك لكان يزيد أحب إلي منكم كلكم.
وروينا عن معاوية أنه قال يومًا في خطبته: اللهم إن كنت تعلم أني وليته لأنه فيما أراه أهل لذلك فأتمم له ما وليته، وإن كنت وليته لأني أحبه، فلا تتمم له ما وليته.

قال ابن حجر. في فتح الباري
وكان رأي معاوية في الخلافة تقديم الفاضل في القوة والرأي والمعرفة على الفاضل في السبق إلى الإسلام والدين والعبادة، فلهذا أطلق أنه أحق، ورأى ابن عمر بخلاف ذلك، وأنه لا يبايع المفضول إلا إذا خشي الفتنة، ولهذا بايع بعد ذلك معاوية ثم ابنه يزيد، ونهى بنيه عن نقض بيعته، كما سيأتي في الفتن، وبايع بعد ذلك لعبد الملك بن مروان

يقول ابن العربي. في العواصم من القواصم ص 231
وروى البخاري أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده وقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ((ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة)) وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن نبايع رجلًا على بيع الله ورسوله ثم ننصب له القتال، وإني لا أعلم أحدًا منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر إلا كنت الفيصل بيني وبينه.
فانظروا معشر المسلمين إلى ما روى البخاري في الصحيح، وإلى ما سبق ذكرنا له من رواية بعضهم أن عبد الله بن عمر لم يبايع، وان معاوية كذب، وقال قد بايع، وتقدم إلى حرسه يأمره بضرب عنقه إن كذبه، وهو قد قال في رواية البخاري: "قد بايعناه على بيع الله ورسوله" وما بينهما من التعارض، وخذوا لأنفسكم بالأرجح في طلب السلامة، والخلاص بين الصحابة والتابعين، فلا تكونوا، ولم تشاهدوهم- وقد عصمكم الله من فتنتهم- ممن دخل بلسانه في دمائهم، فيلغ فيها ولوغ الكلب بقية الدم على الأرض بعد رفع الفريسة بلحمها، ولم يعلق الكلب منها إلا بقية دم سقط على الأرض.
وروى الثبت العدل عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر قال: قال ابن عمر حين بويع يزيد: إن كان خيرًا رضينا، وإن كان شرًّا صبرنا.
وثبت عن حميد بن عبد الرحمن قال: دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين استخلف يزيد بن معاوية فقال: تقولون: إن يزيد بن معاوية ليس بخير أمة محمد، ولا أفقهها فيها فقهًا، ولا أعظمها فيها شرفًا. وأنا أقول ذلك، ولكن والله لأن تجتمع أمة محمد أحب إلى من أن تفترق. أرأيتم بابًا دخل فيه أمة محمد ووسعهم، أكان بعجز عن رجل واحد لو كان دخل فيه؟ قلنا: لا. قال: أرأيتم لو أن أمة محمد قال كل رجل منهم لا أريق دم أخي، ولا آخذ ماله، أكان هذا يسعهم؟ قلنا: نعم. قال: فذلك ما أقول لكم. ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ((لا يأتيك من الحياء إلا خير)).
فهذه الأخبار الصحاح كلها تعطيك أن ابن عمر كان مسلمًا في إمرة يزيد، وأنه بايع وعقد له والتزم ما التزم الناس، ودخل فيما دخل فيه المسلمون، وحرم على نفسه، ومن إليه بعد ذلك أن يخرج على هذا أو ينقضه.
وظهر لك أن قول من قال: إن معاوية كذب في قوله: "بايع ابن عمر" ولم يبايع، وان ابن عمر وأصحابه سئلوا فقالوا: "لم نبايع" فقد كذب.
وقد صدق البخاري في روايته قول معاوية على المنبر أن ابن عمر قد بايع، بإقرار ابن عمر ذلك، وتسليمه له وتماديه عليه.


قال الحافظ عبد الغني المقدسي " خلافته صحيحة ، بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ابن عمر " وقد ثبت في صحيح البخاري (7111) أن ابن عمر بايع يزيد ؛ فعَنْ نَافِعٍ قَالَ : " لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ فَقَالَ : " إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ وَلَا بَايَعَ فِي هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا كَانَتْ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ "










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc