بسم الله الرحمان الرحيم أمّا بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الإجابة على السؤال السّابق والذي هو موضوع المنشور كالآتي بإذن الله تعالى :
ف/ي عدد أصحاب الكهف :
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ((سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا))
الرّاجح من أقوال أهل العلم و كذا قول بن العباس رضي الله عنه أنّ قول الله في : رَجْمًا بِالْغَيْبِ ..أتى بعد ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ ، في حين قوله تعالى وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ أتى بعد قوله تعالى : رَجْمًا بِالْغَيْبِ..وهذا ما استدل به المفسّرون ومنهم ابن العباس في ذكر الله تعالى لعدد الفتية بالعدد سبعة..فالله تعالى حكى عنهم ثلاثة أقوال، حقق القولين بـ : رَجْمًا بِالْغَيْبِ وسكت عن الثالث، فدل على صحته؛ إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما.
وبعدها أتبع قوله تعالى بـ : قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ.. وهنا قال ابن العباس رضي الله عنه وأنا من بين أولئك ،لا سيما وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم في رواية دعا له بقول : اللهم علّمه التأويل، وأنه حبر الأمة ،وأنه ترجمان القرآن
عن ابن عباس قال: أنا من القليل، كانوا سبعة. : قال ابن كثير
**والله تعالى أعلى وأعلم **
أمّـــا ..ف/ي سبب ذكر الله تعالى كلب أصحاب الكهف في القرآن فإنّـــه :
يقول أهل العلم أنّ العبد لمّا يجالس ويصاحب الصالحين فإن صلاحهم يُأثر في جليسهم لماذا ؟
ذلك إن صحبت الأخيار ارتقيت بهم إلى الله، وإن صحبت الأشرار هووا بك إلى الهلاك، فالصاحب ساحب، والصاحب هوية لك،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((لو بقيتم على الحال التي أنتم بها عندي، لصافحتكم الملائكة، ولزارتكم في بيوتكم)) في هذا دلالة على مجالستهم لنبيهم .
جاء في الحديث الطويل في فضل مجالس الذكر « فتقول الملائكة: يا رب! إن فيهم فلاناً ليس منهم، إنما جاء لحاجة، فيقول الله للملائكة: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم » [متفق عليه] لا يحرم من الفضل وإن جاء لحاجة، ما دام جلس مع الأخيار فلا بد أن يناله نصيب.
قومٌ يذكرون الله فيناديهم المنادي من السماء: ( قوموا مغفوراً لكم ) ،فما أعظم النعمة بالجلوس معهم إذا كانوا سيقومون وقد غُفِر لهم؟!
في ذلك ما حدّث به النبي صلى الله عليه وسلم عن المؤمنين بعد اجتيازهم للصراط: فقال«حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحدٍ بأشدَ مُناشَدَةً لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويُصلون ويحُجون! فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتُحَرَّم صورهم على النار، فيخرجون خلقًا كثيرًا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه» رواه مسلم في الإيمان (302).
ومن هذا المنطلق قال أهل العلم صلاح الفتية أثر على جليسهم وصاحبهم حتى وهو كلب حيوان ، لكن ذُكر بفضل صلاح جُلساءه ..
****والله تعالى وأعلم****
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.