القزم وحسناء القصر ** قصة المسابقة ** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القزم وحسناء القصر ** قصة المسابقة **

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-15, 05:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زايد 2000
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي القزم وحسناء القصر ** قصة المسابقة **

القزم وحسناء القصر









 


قديم 2010-03-15, 05:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زايد 2000
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

(( القزم وحسناء القصر ))




كانت ليلة عاصفة ممطرة ورائحة الطين تغمر الأجواء في هذه الغابة الجبلية النائية .

كان الحطاب الفقير يجلس متوترا تحت الأمطار علي كرسيه الخشبي خارج كوخه المتواضع ,انه اليوم الذي كان يترقبه بفارغ الصبر ..... يوم ميلاد طفله الذي كان ينتظره منذ سنوات .

كان يدعو ربه طوال هذه السنين ان يرزقه طفلا من زوجته
, كم كان يعذبه ان يستيقظ ليلا علي سماع نحيب زوجته في الفراش , حزينة انها لم تنجب له طفلا يحمل اسمه ويشد أزرهما .. طفل يواسيهما ويؤنس وحدتهما ويملأ حياتهما البائسة بالبهجة والسرور.

ومرت سنين زواجهما حاملين في قلبيهما مشاعر اليأس والرجاء


وصبرا .. وصبرا ... وصبرا

كان كل املهما ان يجنيا من رياض الصبر ازهار السكينة والطمأنينة .


والان وبعد كل هذه السنين ... لم يخيب الله رجائهما لقد اتي اليوم الموعود !!

اليوم الذي عاشا من اجله سنين

انتفض واقفا والسعادة تغمر وجه عندما سمع بكاء المولود يأتي من داخل الكوخ

ارتجف قلبه بين ضلوعه وارتعدت فرائصه وانهمر دمعه سخينا علي خديه مختلطا بقطرات المطر.

انتظر دقائق مرت عليه كالساعات كالجمرات منتظرا البشارة السعيدة

خرجت القابلة مرتبكة وقالت له بكلمات مبعثرة وهي ناظرة للأرض وتتحاشي وجهه ((مبارك ..لقد رزقك الله بولد)) !

فجأة سمع زوجته تصرخ صرخة مريعة من الغرفة حينها هرعت القابلة منصرفة خارج الكوخ

دخل الحطاب الفقير الكوخ مرتاعا ..وجد زوجته تبكي بحرقة وبجوارها طفلهما المنتظر

نظر الي الطفل وهاله ما رأي !!

كان المولود مشوه الوجه شديد القبح ,مقوس الأرجل,كبير الرأس لم يري في حياته مولودا بهذه الخلقة !!

كم كانت صدمته كبيرة ولكنه بعد دقائق من الذهول تمالك اعصابه وقال لزوجته

(( انه ابننا ورزقنا الله به بعد طول انتظار
فلنحمد الله علي النعمة وانه استجاب لدعائنا بعد كل هذه السنين , هذه هدية الله لنا ومن نكون لكي لا نقبل بها ))

ردت زوجته بكلمات مرتجفة وسط دموعها الغزيرة

(( الحمد لله علي نعمته , اللهم احفظه لي وباركلي فيه واحرسه من عيون الناس ))

مرت الايام والسنوات وكبر الطفل وكان كلما يكبر يزاد قبحا ودمامة والغريب انهما لاحظا ان الطفل ينمو ببطيء شديد , من الواضح انه سيصير قزما !!

تخلصت الأم من المراية الوحيدة التي بالكوخ الفقير.. كانت حريصة أتم الحرص علي ان لا يشاهد طفلها وجهه فيها ولو عن طريق الصدفة , ونذرت نذرا علي نفسها انه يستحيل ان يعرف طفلها حقيقة أنه قزم دميم .

وقالت لزوجها

((الحمد لله اننا نسكن في هذه الغابة النائية ... لن يري الناس طفلنا ابدا ولن نجعله يخرج لبحر الحياة الهادر المتلاطم الأمواج , أخاف علي وحيدي من قلوب كالحجارة نزعت منها الرحمة , لا أريد ابدا ان أري صغيري المسكين يقاسي العذاب والشقاء ))




اثنا عشر عاما و لم يكن للطفل القزم ملاذا أو مكانا غير الكوخ والغابة

كان جل اصدقائه هم حيوانات وطيور الغابة

وكان ذكيا يصنع من اعواد القصب البري مزمارا يعزف عليه أعذب الألحان ....حتي البلبل الذي يغني في الليل حتي ينحني القمر ليسمعه كان يصمت ليسمع عزفه الشجي !!



وكان يحب العصافير الصغيرة كثيرا وشديد الرفق بها حتي في فصل الشتاء القاسي الذي تصير الأرض فيه اكثر صلابة من الحديد وتكثر فيه الثلوج ويندر الغذاء وتتجول فيه الذئاب الشرسة عبر الغابة بحثا عن طعام لم يكن لينسي !

لا بد أن ينزل الي الغابة مرتديا معطفه الصغير حاملا معه كيسه الأسود الكبير مليئا بفتات الخبز والحب ليرمي منه للعصافير والطيور التي تكاد تتجمد من البرد!!

كان مرهف الحس جدا .. ويعتبر نفسه مسئولا عن كل طيور الغابة .. وكانت أجمل لحظاته عندما تتجمع العصافير الصغيرة وتأكل الحب من كفي يديه ويضحك كثيرا حتي تدمع عيناه عندما تدغدغ نقرات العصافير أصابع يده الصغيرة !!


ليست العصافير فقط , بل كان كثيرا ما ينكمش علي نفسه داخل جذع شجرة البلوط القديمة ليطعم السناجب البندق الذي تحبه !!


ولكنه كان يتأخر كثيرا في العودة الي الكوخ ودائما يجد أمه علي الباب قلقة علي غيابه تلومه قليلا علي التأخير..لكنه بمجرد ان يجري نحوها فاتحا ذراعيه القصيريتين, سرعان ما تهش له وتأخذه بين أحضانها
وعند العشاء دائما ما تطعمه بيديها ثم تسأله
((من هو أجمل طفل في الدنيا ؟؟))

يرد الطفل ويقول.. أنا !!


تبتسم وتسأله ثانية ((من هو ألطف طفل في الدنيا ؟؟))

فيرد الطفل فرحا.. أنا !!



تضحك وتسأله مرة أخري
((من هو أفضل من يرقص ويركض علي عشب الغابة؟؟))
فيضحك الطفل ويتواثب ويرقص ويصفق حولها ويقول


أنا .. أنا .. أناااا !!


وعندما يأتي المساء ويداعب النعاس جفنيه كانت أمه تحمله وتضعه لينام علي سريره الصغير !!

وذات يوم خرج الطفل ليلعب في الغابة وأخذ يجري وراء أحد الجنادب.. لكنه توغل كثيرا كثيرا ..أكثر من كل مرة وفقدت أقدامه الطريق وتشابهت في عينه كل الأشجار .. لم يستطع المسكين العودة للكوخ

واخذ ينادي بأعلي صوته (( أمي.. أين انتي يا أمي !! ))



وسأل كل العصافير والسناجب ولم يلق منهم جوابا !!

حينها تواري خلف شجرة وأخذ يجهش بالبكاء
وكان هناك اثنان من الصيادين يصطادا في الغابة فسمعا بكائه وأقبلا نحو مصدر الصوت وحين لمحه الأول جفل وقال

(( ما هذا الكائن البشع.. انه شيطان الغابة !! ))



رد الثاني ((لا.. لا انه بشري مثلنا ..ولكنه قزم قبيح المنظر لا اكثر فلنأخذه معنا الي المدينة ونعرضه في حفل عيد ميلاد ابنة الحاكم ان الحاكم شديد السخاء وسيجزل لنا العطاء ))



واقترب الأول من الطفل وهو يحاول كبح نظرات الاشمئزاز من عينيه ((مابك ايها الطفل الصغير؟؟ هل تهت في الغابة؟؟ تعال معنا وسنرجعك الي والديك ))
فسر الطفل كثيرا ومسح دموعه وهرول اليهما فاتحا ذراعيه القصيرتين كعادته لم يكن يعلم ابدا ماذا يخبيء القدر له ..











موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
المسابقة, القسم, القصر, وحسناء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc