قصر مزعوم و قرصنة بلا دليل..كيف تحاول أمريكا صناعة ثورة ملونة في روسيا.

[الزمزوم]

قصر مزعوم و قرصنة بلا دليل..كيف تحاول أمريكا صناعة ثورة ملونة في روسيا.

حكاية القصر:
على فرض أن قصة القصر التي زُعم أنه ملكٌ لـ بوتين حتى يتم اثبات صفة الفساد لديه أنها صحيحة.
فكيف حصل "ألكسي نافالني" أو أنصاره في بلد مغلق ومُتكتم ومضبوط جداً على هذا التسريب؟
الجواب هو في هذه الاحتمالات:
الأول، أن الذي زود "نافالني" أو أنصاره بصور القصر يكونوا قد التقطوه عبر الأقمار الاصطناعية وأرسلوا صور عن القصر دون أن يكون بوتين ظاهراً فيه في أي مساحة من ذلك المكان، لا صورة جامدة ولا دماً ولا لاحماً ولو في زيارة تفقدية لمتابعة سير تقدم المشروع كما يفعل الرؤساء أو الملاك الخواص، فالذي إلتقط الصور المزعومة هذه في أثناء البناء أو بعد الانتهاء من الأشغال لا بد وأنه كانت له القدرة في إلتقاط صور أخرى لزيارة يتيمة لصاحب القصر أو لأعوانه، وهذه لعمري نقطة ضعف صدق ومصداقية الشريط.
الثاني، وهو اختراق لعملاء "السي آي آي" بالتعاون مع الليبيراليين الروس وبعض الأوليغارشيا التي تزعجهم سياسة بوتين فاخترقوا حواسيب أكدت على ملكية الرجل لهذا القصر وبعد ما تأكدوا من ذلك الأمر أرسلوا بطائرات بدون طيار بصورة سرية في اختراق خطير للدولة الروسية، لكن الصورة المقدمة تبين أن القصر خالٍ وفارغ ليس به حراسة وهو قصر الرئيس سواء في مرحلة بنائه أو بعد الانتهاء من الأشغال، وهو إذا كان لــ بوتين ونحن نعرف الرجل جيداً فهو رئيس لأكبر وأعظم دولة وخريج مدرسة المخابرات العريقة "الكي جي بي" ذائعة الصيت فهل هناك قصر بلا صافرات إنذار وأجهزة انذار مبكر أو كاميرات رقابة حتى بعد الانتهاء من الأشغال فيه، لا يمكن تصور قصر بهذا الحجم والفخامة وهم يزعمون أنه ملك الرئيس [خاص] وليس من أملاك الدولة بلا حراسة ولا أجهزة إنذار ولا كاميرات رقابة حتى لو كان في فترة انتهاء الأشغال، إذا سلمنا فرضاً أن مجموعة من الهواة استطاعوا اختراق رجال الأمن وكل التحصينات المحيطة بقصر الرئيس فهذا يشير إلى أن روسيا من الضعف بمكان أن ترسل أمريكا طائرة مسيرة بها قنابل لتردي رئيس روسيا قتيلاً على الفور ولا حاجة لها بعد ذلك إلى حرب عالمية ثالثة، هذا ضحك على العقول والله.
الثالث، وهذا هو المرجح وأن هناك خيانة في دخل الدائرة المقربة من بوتين، هذا على فرض أن الكلام الذي قاله " نافلني" وأتباعه صحيح وأن القصر مُلكٌ لرئيس روسيا، وأن هذه الدائرة تريد التخلص من بوتين وهو اليوم على أعتاب 68 سنة من عمره، وبخاصة أن القصر صُور من الخارج ومن الداخل، كما لا ننسى أن العرافة المشهورة "بابا فانغا" تنبأت بتعرض بوتين لمحاولة اغتيال في هذه السنة أي سنة 2021، ولكن إذا كان القصر لــ بوتين فلماذا لم تُوجد صورة يتيمة لبوتين أو لأحد من عائلته معلقة على أحد الجدران في قاعة الضيافة أو في غرفة النوم، فقد تجولت كاميرا التصوير في كل شبر من القصر لكننا لم نرى صورة واحدة من صور بوتين صاحب القصر أو لأحد من أسرته أو أقربائه.
والرابع، أن القصر أُلتقط بشكل عشوائي فاختير بتلك الفخمة وقد يكون لأي شخصية أوليغارشية روسية وتم نسبته بعد ذلك لــ بوتين وهذا أمر مُرجح ونقول هذا الكلام في حالة ما إذا كان القصر حقيقة لا يمتلكه بوتين، وهذا الذي يُفسر عدم وجود أي صورة لصاحب القصر ولا لأحد من عائلته أو أسرته ممن يعتز بهم مُعلقة على أحد جدران ذلك القصر الطويل العريض، ولا حتى للحراس أو صافرات وأجهزة الإنذار ففي النهاية سواء في فترة البناء أو بعد الانتهاء من البناء فهذا قصر أعظم رئيس دولة في العالم وإلا فإن هناك من يريد أن يعبث بعقولنا ويستغبينا لتمرير رسالة كاذبة يريدنا أن نصدقها.

حكاية القرصنة:
الصين أو روسيا يقال أنها كانت وراء القرصنة الأخيرة في الولايات المتحدة قبيل تنصيب "بايدن" السؤال هو: لماذا لا تُقدم هاتين الدولتين على تسريب ولو 1 بالمئة من الفساد الموجود في الولايات المتحدة وفي داخل نخبتها السياسية والحاكمة ولو عن طريق وسطاء مُتسلسلين بحيث يصعب كشف ما قدم التسريبات عن تلك النخبة الفاسدة الحاكمة في أمريكا.
أم أن النخب الحاكمة في الولايات المتحدة ملائكة أطهار؟
يبقى شيء واحد وأنه إذا لم يتم نشر بعض التسريبات مما قيل أنه قرصنة ضخمة طالت الولايات المتحدة، فإن الاحتمال الأول والأخير بعد ذلك وأنه لا بد أن الكيان الصهيوني هو من يقف وراءها ونحن نقول ذلك لأن هذا الكيان له القدرة على فعلها نتيجة الإمكانيات الجبارة التي يملكها هذا الأخير في هذا الميدان والمفاتيح التي قدمتها أمريكا لولوج هذا الحليف والعبث بأي شيء يريده فيها أي في الانترنت، ولأن الكيان الصهيوني محصن فلو فعلها فإن أمريكا لن تعاقبه أبداً، لأنها لو تعاقبه فكأنها تعاقب وتجلد نفسها.
أما الاحتمال الثاني أن القرصنة تمت من الداخل بواسطة عملاء أمريكان من "السي آي آي" لاتهام "ترامب" بالفشل في حماية أمريكا للاطاحة به و إهانته واخراجه من الباب الضيق باعتباره رئيساً ليس حريصاً على مصلحة الأمريكيين ومتهاون في حماية الأمن القومي لأمريكا وحتى يمكن بعد ذلك إلصاق التهمة بالروس أو الصينين بذريعة القرصة لفعلٍ لم يفعله أي من هذين الطرفين.
أما الاحتمال الثالث، وهو احتمال ضعيف أنه لم تحدث قرصنة وأن ما حصل هو مسرحية وتمثيلية سياسية من نسج خيال العقلية الأمريكية التي تعيش على فكر المؤامرة لتصديرها إلى الداخل الأمريكي من أجل الإلهاء عن مشاكل الداخل وهموم الخارج وأن أمريكا مُستهدفة وذلك لتحقيق أهداف انتخابية سياسية وأخرى جيوسياسية بفرض عقوبات على طرف من الأطراف إما الصيني أو الروسي وقد وقع الاختيار على روسيا ولكن إذا حققت العقوبات نتائج من روسيا فإنه من الممكن بعد سنوات توجيه الاتهام إلى الصين بنفس التهمة هذه بعد أن تخرج لنا "السي آي آي" بكذبة جديدة لتعتذر لنا وتقول أنها أخطأت في المرة السابقة باتهام الروس بعملية القرصنة ويتم توظيف ملف القرصنة هذا لضرب عصفور ثاني بخاصة إذا كانت الصين في تلك الأثناء تُشكل خطراً اقتصادياً أو عسكرياً أو جيوسياسياً داهماً على الولايات المتحدة الأمريكية.

بقلم: الزمزوم رئيس حزب روسيا الجزائر [P R A] "قيد التأسيس".



معلومات قد تفيدك:
ألكسي نافالني
ولد في 4 يونيو 1976 في منطقة "بايتن" بالعاصمة الروسية موسكو.
بعد تخرجه من الثانوية قرر دراسة القانون.
في سنة 1998 تخرج من جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو.
في سنة 2000 حصل على منحة جامعية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليكمل دراسته في جامعة "ييل الأمريكية"، وفي 2010 أصبح زائراً في نفس الجامعة "ييل الأمريكية".
بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية عمل كمحامي وبعد ذلك اشتغل معارضاً للنظام في روسيا.
المصدر: مواقع إلكترونية + موقع BBC

[الزمزوم]

عميل الغرب "ألكسي نافالني" بات يشكل خطراً داهماً وجودياً على روسيا استقلالاً وسيادة وقراراً مستقل.

تحييد العميل مع العقوبات مهما كانت كبيرة وقاسية مع بقاء روسيا حرة مستقلة أفضل من بقاء العميل مع خسارة روسيا لسيادتها واستقلالها وتبعيتها بعد ذلك وتحولها إلى دمية في يد الغرب
على يد من سيُسقط نظامها بمساعدة أمريكا والغرب لخدمة أمريكا والغرب بعد ذلك والذي نعني به ههنا "نافالني".

لا يوجد نموذج ناجح في الانتصار على عقوبات أمريكا والغرب الاقتصادية مثل: إيران.
ولا يوجد نموذج ناجح في الإنتصار على احتلال أمريكا والغرب وقوتها العسكرية الهائلة مثل: أفغانستان.
وشتان بين أفغانستان وإيران وروسيا أو الصين إذا دخلتا في حرب اقتصادية أو عسكرية مع أمريكا
والغرب.
ويجب ألا نننسى أن أمريكا والمنظومة الغربية 2021 ليست أمريكا والغرب في 1945 أو في السبعينيات أو في الثمانينيات أو في التسعينيات أو في الفترة الأولى من مراحل العولمة والأحادية القطبية.
الزمن تغير ... وتغيرت معه الكثير من الأشياء والأمور ...
مجرد رأي