تصنيع السكر المكرر
يُصنع السكر عن طريق عصر قصب السكر، الشوندر السكري، أو الذرة، ثم معالجتها كيميائياً. وفي تصنيعه يتعرض النبات للغسيل والتنظيف ثم يُعصر بطريقة معقدة، وتُزال منه "الشوائب" بالكلس والحرارة، أو كبريتات وكربونات الكالسيوم.
يساعد التبخير والتكثيف على تركيز العصير، بعدها تتم بلورته في أوعية مفرغة مع إضافة "كحول مُمَثْيَل" (وهو كحول إيتيلي تمّت إضافة مواد سامة جداً له، مثل الميتانول، إيزوبروبانول، ميتيل إيتيل كيتون، ديناتونيوم، وحتى غازولين الطيارات أحياناً، هذا الكحول المُمَثْيَل يُلوّن عادة بالأزرق ويُستخدم غالباً كوقود احتراق وكمذيب كيماوي!!)،
وإضافة الغليسيرين.
يدخل بعدها المزيج إلى جهاز طرد مركزي لفصل السائل منه (دبس السكر)، وتُجفف المادة الكثيفة بعدها بالحرارة ثم تُطحن.
القيمة الغذائية للسكر المكرر
يتكون السكر المكرر من غلوكوز وفروكتوز بشكل نقي (اجتماعهما معاً يُسمى سكروز). الغلوكوز يُستخدم في الخلايا من أجل الطاقة، ويمكنه أن ينعش روح أحدٍ ما إذا كان يشعر بالكسل أو ثِقل الحركة... معطياً حلاوة لذيذة للحياة.
كما يمكنه أن يهدّئ النوبات، ويحرر الألم ويزيد طاقة الجسم.
عندما يزيد استهلاكه، يسبب آثاراً معاكسة تماماً!!!!!!
السكر المكرر وطاقة الجسم
يحترق السكر في الجسم مثل احتراق البنزين في النار: يشتعل بسرعة، بلهب ساطع، ثم ينطفئ بسرعة.... فإذاً ماذا يحرق؟؟؟
الخلايا والأنسجة هي المادة الحافزة لاشتعال السكر…
والسكر له تأثيران، أولاً يحترق بحرارة عالية وقوة وسرعة... ترتفع حرارة الجسم فتندفع كمية كبيرة من الطاقة إلى الرأس والقسم الأعلى من الجسم.... تتهيّج الأعصاب... وتندفع المعادن والفيتامينات والأنزيمات للمساعدة على أكسدة الغلوكوز.... يخفق القلب بسرعة أكبر، ونتنفس بسرعة أيضاً.
بعد هضم السكر، يظهر تأثيره الثاني وهو البرودة والخمول.
يخمد الوعي وتنام الأعصاب، تنخفض كمية المعادن والفيتامينات وعوامل الطاقة.
ويسبب السكر حالة حمضية في الدم، مما يسبب مناعة ضعيفة للجسم.
الآثار الخطيرة للسكر المكرر
عندما يطرأ أي اختلال في جسمنا، فإن الغدد الكظرية تُطلق صرخة استغاثة: "قاتل أو اهرب".... وعندما ترتفع أو تنخفض نسبة السكر في الدم فإنها تعمل بجهد كبير، وهذا ما يحصل عندما نستهلك أي شكل من أشكال السكر المكرر.
هذا يعني فشلاً كلوياً، وانخفاضاً شديداً في حرارة وطاقة الجسم.
يؤدي هذا إلى تدهور وانحلال بطيء، وإمكانية كبيرة للإصابة بالأمراض الفطرية الغازِيَة.
الخمائر والفطريات تحب السكر، لذلك فإن الفائض عن حاجة خلايانا يتجه إلى الخمائر التي يمكنها أن تنمو وتخرج عن السيطرة في قناة الهضم، وتنتشر في كل أجهزة الجسم.
عندما تتناول هذا السكر النقي المكرر فإن جسمك يستهلك مخزونه من الفيتامينات والمعادن لهضمه، ويتم سحب الكالسيوم تدريجياً من العظام والأسنان مسبباً ترقق العظام وتسوس الأسنان.... ويسبب زيادة إفراز الحموضة في المعدة فتظهر القرحة بعد فترة...
السكر المكرر يُمتص ويدخل إلى الدم بسرعة، فيؤدي استهلاكه المتكرر إلى تعب البنكرياس والغدد الكظرية نتيجة تشوش مستويات السكر في الدم، وهذا التعب أساس مرض السكري.
زيادة استهلاك السكريات والحلويات والمشروبات الغازية تزيد من الدهون المختزنة في البطن والأوراك والصدر ثم القلب والكليتين، مما يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية متعددة...
إضافة إلى أن السكر يسبب الإدمان، لأن طاقة جزيئته تماثل طاقة الكوكايين المخدر.
ومن بين آثار السكر الأخرى باختصار:
تشوش الفكر، تقلّب المزاج، كسل الطحال، Add, Adhd، الغازات، الانتفاخ، التشنجات، الإسهال أو الإمساك، العقم، الضعف الجنسي، أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السّمنة، هشاشة وترقق العظام، السرطان، التهاب المفاصل، تسوس الأسنان، مشاكل ما قبل الطمث، ومشاكل سكر الدم.
بدائل السكر المكرر
إن أفضل مصدر للسكريات هو السكر المركب الموجود في الحبوب... والسكاكر المتعددة في الخضار والفواكة الطبيعية الكاملة كما هي...
عندما نستهلك السكر الطبيعي بأشكاله، يتحول بالمضغ وعملية الهضم إلى سكر مناسب لجسمنا، يعطينا الطاقة اللازمة والحيوية، إضافة إلى المواد المرافقة معه والتي توازن عملية هضمه.
المحلّيات الصناعية كالأسبارتام سامة وسيئة جداً... كما أن السكر البني أو الأسمر ليس بديلاً جيداً أبداً... فهو سكر أبيض أضيف إليه قليل من دبس السكر، فبقي خالياً من الألياف، وبقيت المواد الكيميائية المضافة.
بدائل التحلية الأفضل هي المحليات الطبيعية، كدبس العنب والخرنوب والتمر ودبس الرز والشعير، إضافة للفواكة المجففة بطرق طبيعية.
التعلق النفسي بالسكر المكرر
بالإضافة إلى أن السكر يسبب الإدمان، لأن طاقة جزيئته تماثل طاقة الكوكايين المخدر.... نجد رغبة شديدة للحلويات والسكاكر عند معظم الناس....
من أسبابها الهامة، عدم التوازن في الطعام بين الذكر والأنثى، فالإكثار من الملح واللحوم مثلاً يزيد اشتهاء الجسم للحلويات.
ومن الأمور الهامة جداً جداً، التعلّق النفسي بالسكر:
يأتي هذا التعلّق من أيام الطفولة الأولى، عندما تبدأ الأم والأهل بمكافأة الطفل بالسكاكر.... قم بهذا العمل، اسمع الكلام، وسأعطيك قطعة شوكولا، وسأشتري لك البوظة.
هذا الطفل سيحمل معه هذا الشعور طيلة حياته.... وعندما يكبر سيبدأ هو بمكافأة نفسه بنفسه، ويدلل نفسه بأنواع السكاكر والحلويات الشهية...
لذلك تجد أن الطعم الحلو هو الطعم الأكثر طلباً وإمتاعاً... حتى أن اللغة تأثرت:
عندما ترى صديقك يرتدي قميصاً "جميلاً"، راقب نفسك عندما تقول له:
ما هذا القميص الحلو؟؟؟!! ما هذه السيارة الحلوة !!!!
الحياة حلوة بس نفهمها...!