مفهوم التطرف - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مفهوم التطرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-08-18, 14:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بن بوزيد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي مفهوم التطرف

مفهوم التطرف
1- التطرّف لغة:
جاء في أغلب معاجم اللغة العربية بأن التطرف هو من "تطرف الشيء أي صار طرف"([1]).
والتطرف أيضا من "طرفت الناقة أي رعت أطراف المرعى ولم يختلط بالنوق"([2])
وتطرف على القوم أي أغار، وتطرف الشيء صيرورته لأن يكون طرفا، وتطرفت الشمس أي دنت للغروب[3]، وقد قيل في هذا المعنى: دنا وقرن الشمس قد تطرف([4]).
وذهب ابن فارس في نفس المعنى إلى القول بان التطرف من طرف الشيء والثوب والحائط، وقولهم عين مطروفة من هذا وذلك أن يصيبهما طرف الشيء ثوب أو غيره، فتغرورق، ويستعار ذلك حتى يقال طرفها الحزن، ويقال الحزن ، ويقال أيضا ناقة طرفة ترعى أطراف المرعى ولا تختلط بالنوق([5]).
من خلال هذه التعاريف اللّغوية الموجزة لمصطلح التطرف يبدو جليا للعيان أنها كلما تشترك في إضفاء مغزى واحد للتطرُّف، وهو أنه النزوع أو الميل نحو أحد الطرفين وعدم ملازمة الاعتدال والوسطية بالنسبة للأشياء أو الأماكن.
2- التطرّف اصطلاحا:
إن مفهوم التطرف كظاهرة ايديولوجية عالمية بمختلف باختلاف الفكر أو المنبع الثقافي والفكري الذي ينشأ ويتجذر بداخله، وبالتالي فقبل المؤمن في تحديد المفهوم من الناحية الاصطلاحية كان لابد من الإشارة إلى أن الحد المقصود أو المراد ضبطه في هذا البحث هو التطرف كمفهوم ديني شائع في الدعوة الإسلامية، حيث فسر التطرف على أنه
"اتخاذ الفرد موقفا متشددا يتسم بالقطيعة في استجاباته للمواقف الاجتماعي التي تهمه والموجودة في بيئته التي يعيش فيها وقد يكون التطرف إيجابيا في القبول التام أو سلبيا في اتجاه الرفض التام"([6]).
فالتطرف إذا هو الغلو في عقيدة أو فكرة أو مذهب أو غيره يختص به دين أو جماعة أو حزب([7]).
كما يذهب بعض الدرسين إلى القول بأن التطرف يتأتى بالعمق، والتعمق في الدين مذموم ومكروه... ولكن كيف يكون التعمق في الدين مكروها، قال ابن منظور: المتعمق هو المبالغ في الأمر المتشدد فيه الذي يطلب أقصى غاياته([8]).
فالتطرف إذا هو المبالغة والتشدد في الأخذ بتعاليم الإسلام وحدوده وأحكامه وسننه بما يخرج المرء عن جادة الاعتدال ويوقعه في الإفراط أو التفريط، وهذا هو التطرف الديني في أخطر أشكاله([9]).

وعرف التطرف أيضا بأنه مجاوزة الحد المشروع في أحد من الأمور بأن يزاد فيه أو ينقص عن الحالة التي شرع عليها ولا يدخل في التطرف طلب الكمال في العبادة إذا لم يجاوز فإنه من الأمور المحمودة ([10]).
ويكون التطرف تارة بمجاوزة الحد في الإفراط والاشطاط وتارة بتجاوز الحد في الترك والتفريط،
تجاوزوا الحد في اتباع الحق ولا تطروا من أمرتم بتعظيمه فترفعوه في منزلة النبوة إلى مقام الألوهية كما فعلتم بالمسيح حتى جعلتموه إلها من دون الله([11]).
والتطرف مصطلح قد شاع واشتهر كثيرا نظرا لتناوله وتداوله في وسائل الإعلام المختلفة، وهو يعني مجاوزة حد الاعتدال والميل والانحراف أو الزيادة أو المبالغة في أمور الدين وإدخال ما ليس من الدين فيكون هذا بمثابة تجاوز الحدود المشروعة، فالتطرف في العبادة غلو وتشدد وتعسف وميل عن المطلوب، والتشدد في المعاملات هو انحراف بها عن المعروف عرفا والمشروع شرعا([12]).
التطرف يفيد الذهاب بتلك الفكرة أو ذلك السلوك إلى الحد الأقصى وما ينطوي عليه ذلك بالضرورة لناحية الارتباط بين السلوك والقيم([13]).
"إنّ التطرف ليس من الدين وإنما هو تأله على الدِّين" فهو الخروج عن الوسطية والاعتدال إلى الغلو والتنطع والتشدُّد"([14]).
إنّ هذه المصطلحات كلها تأتي في نفس سياق مصطلح التطرُّف كان علينا التوضيح والتمييز بينها كل على حدى حتى يتبين لنا المقصود بكل مصطلح من خلال ما سنتناوله في المطلب الثاني، حتى تتّضح الرؤية ويزول الغموض وتختفي الشبهات.


[1] - ابن منظور: لسان العرب، دار المعارف، القاهرة، د ت، د ط، ص: 2659.
[2] - الفيروز أبادي: القاموس المحيط، دار الحديث، القاهرة، 2008، ص: 1001.
[3] - الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس، ج20، مطبعة حكومة الكويت، ط2، 1983، ص: 87.
[4] - المصدر نفسه، ص: 89.
[5] - ابن فارس: معجم مقاييس اللغة، ج3، دار الفكر للطباعة والنشر، القاهرة، ص: 446.
[6] - محمد ياسر خوجة: التطرف الديني ومظاهره الفكرية والسلوكية، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، مصر، د ت، ص:03.
[7] - مالك مصطفى وهبي: ظاهرة التكفير في الفكر الإسلامي، دار الهادي، بيروت، ط1، 2007، ص:83.
[8] - حسين احمد الحسن: العقل الإسلامي بين سياط التكفير وسبات التفكير، مؤسسة دار الكتاب الاسلامي، القاهرة، ط1، 2006، ص85.
[9] - المرجع نفسه، ص: 86.
[10] - الصادق عبد الرحمان الغرياني: الغلو في الدين ظواهر من غلو التطرف وغلو التصوف، دار السلام للطباعة والنشر، القاهرة، ط2، 2004، ص:11.
[11] - سورة المائدة: الآية 77، أنظر تفسير ابن كثير، ج1، ص: 598.
[12] - عبد الحي غرب عبد العال: التطرف والغلو وأثر ذلك على المجتمعات، المؤتمر العلمي حول دور العلماء في الوقاية من الإرهاب والتطرف، السعودية، 2015، ص: 04.
[13] - عزمي بشارة: فيما يسمى بالتطرف، سياسة عربية، عدد 14، ماي 2015، ص: 06.
[14] - محمود كيبشانة: التطرف بين الدين والتدين، مجلة ذوات، عدد6، القاهرة، 2015، ص: 36.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc