رسمت نهاية ابني ~~ ضمن مسابقة القصة~~~ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رسمت نهاية ابني ~~ ضمن مسابقة القصة~~~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-04-15, 15:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
روح القلم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية روح القلم
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










New1 رسمت نهاية ابني ~~ ضمن مسابقة القصة~~~

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أعتقد أنني أخر مشاركة في هذه المسابقة و قد إخترت قصة من سلستي التي كنت قد نشرت بعض القصص منها في منتدى أخر وعنوانها
رسمت نهاية ابني
أرجو لكم الإستماع عند قرأتها


في ربيع عام 2004 ليس من الغريب أن يكون هذا الربيع جميلا على مدينة تدعى بمدينة الورود ، فقد كان جوها الرائع الممزوج بطبيعة البديعة سبحان من أبدع في خلقه يأخذك إلى عالم أخر بسحر الأبصار بروعته و يدخل الراحة و البهجة إلى النفس حتى أن كل صباح عند سيري إلى الجامعة ألحظ على محيا المارة الابتسامة و هم في سيرهم إلى مشاغلهم ليسوا لأنهم يعرفونني فيتبسمون لي و إنما تلك البيئة الهادئة الوديعة قد طبعت عليهم مشاهد السرور في حياتهم فأدامها الله عليهم
في إحدى تلك الأيام دعاني فيها أحد أصدقائي و هو أستاذة بالكلية العلوم الزراعية التي أدرسه فيها و يدعى الأستاذ أمجد لمرافقته إلى المقبرة فلم أعرض عن ذلك و ذهبنا إلى مقصده و نحن في الطريق راودني سؤال كان يفترض بي أن أطرحه عليه منذ أن طلب مني مرافقته و لكني ترددت في ذلك بسبب إحساس داهمني و أنا انظر إليه و عينيه على الطريق ، فأمهلت نفسي عن طرحه إلى أن نصل إلى المقبرة ، و عند وصولنا و طول الطريق لم ينطق أمجد بكلمة لا أدري فقد تسللت إليه حالة من السكون المتبوعة بالقلق الذي بدا على وجهه و قد لاحت ملامحه إلى الشحوب و التعب مع أن ذلك اليوم كان يوم عطلة لكنني عندما كنت أراقبه أحسست أنه يفكر و كأنه يسترجع بعضا من الذكريات الأليمة و هذا ما جعله متعبا و مرهقا وهذا ما زاد من فضولي لمعرفة القصة التي تخفيها هذه الملامح الحزينة ...
و صلنا إلى المقبرة و ترجلنا من السيارة و أخذنا خطانا نحو بابها و ما إن اقتربنا من الباب و كان أمجد يسبقني في سير حتى توقف و أخذ يتنفس بأنفاس ظننت أن روحه ستفارق جسده لقوتها و صعوبتها ....
ثم تابع المسير بخطوات هادئة و هو يلقي ببصره يمينا و يسارا و كأنه يطارد شبحا من أشباح الموتى لتلك المقبرة و ظللت أنا في صمتي و لم أرد أن أقطع عليه تلك الحالة التي كان عليها أمجد مع أنه قد صعب عليا و أردت أن أخفف عنه قليلا من الحزن الذي في داخلة لكني للأسف لم أفهم أصل ذلك الحزن حقيقةً....
تابعنا السير بعد عدت توقفات لأمجد حتى و صلنا إلى القبر المنشود و اقترب أمجد منه و فتح كفيه و هما بقراءة الفاتحة و فعلة مثلما فعل و عيناي على حجر الشاهد للقبر و أخذت أتتبع ببصري و أقرأ المكتوب و إذ به المتوفي يكون من عائلة أمجد لكن سنه يبدو صغيرا من 1997م إلى 2003م ، هو طفل صغير قد بلغ ستة سنوات من العمر ، و أنا لازلت أتأمل و أسأل نفسي من يكون يا ترى هذا الطفل ؟ و حتى أن أمجد لم يحدثني عنه و صحيح أن صداقتنا جديدة و تقارب هذه سنة الوفاة لكنه لم يخبرني عن أمر هذا الطفل مطلقا ، حينها فقط أردت أن أسأله لكني فُجأة ُ بأمجد قد سبقني بالإجابة قبل طرحي للسؤال عليه و أخذ يروي لي القصة قائلا :
أعذرني يا روح لأنني لم أخبرك بهذا الأمر من قبل و أعدك أنني سأجعلك تقاسمني حزني في هذا اليوم فربما تهون عليا بعضا منه و أعلم أنه لا يهون عذبي هذا إلا الله سبحانه و تعالى و أعلم أن الموت علينا حق و قد يأتوننا بهذا الحق في أي وقت و أي مكان و بأي طريقة أيضا .....
عند أخر كلمة ينطق به أمجد انهمرت دموعه بشدة فجعلني ذلك أفزع للأمر و أخذت أخفف من حزنه و سألته ما بك يا أمجد؟ أرجوك تمالك نفسك فرد عليا يقول
أنه ابني يا روح ...هذا القبر لابني محمد
حقيقةً صدمت حين سمعت ذلك و قلت
أبنك ؟ لكن كيف مات ؟
فرد أمجد في حزن يعتصر قلبه :أجل ابني يا روح ...
أتسألني ابني كيف مات ؟
! بل قولي كيف قتلته ؟
و هو يتكلم بتلك الطريقة أحسست حينها أنه قد فقدا صوابه فأخذت أهزه من كتفيه عله يفيق من هذه الحالة و يعي ما يقوله و صرخت في وجهه قائلا : ماذا دهاك ؟ ماذا حدث لك؟ كف عن هذه التافهات يا رجل لا يوجد أحد في الدنيا يقوم بقتل أبنه الذي يحبه ، و أنت نفسك قلت أن الموت حق علينا إذاً كيف لك أن تصف نفسك بأنك قاتل ابنك ؟
فاشتد بكاءه و أخذ يصرخ في وجهي قائلا : أنت لا تعلم شيء أنت لا تعلم شيء .. و ألم به هيجنا من الغضب أدركت حينها أن ذلك الهدوء الذي كان في السيارة ما هو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة و ثورة الغضب التي اجتاحته الآن ، ثم قام بتراجع إلى الوراء ليسترجع بعضا من هدوءه بعد ذلك الصراخ و هو يحاول بأنفاسه المبعثرة أن يروي لي ما حدث مع ابنه قائلا:
اسمع ما سأقوله لك : في نفس هذا الربيع و في نفس هذا اليوم بذات خرجت فيه أنا و ابني في رحلة قنص في إحدى الغابات الكبرى الغير محمية .... ذلك الصباح الأسود قد اقترحت عليه المجيء معي لكنه كان يمتنع و أمه أيضا رفضت ذهابه لكنني أجبرته على ذلك و كأنني قد رسمت مسارا لنهاية حياته .....
ثم توقف هنيهةً لأن الدموع قد أوقفت حركة لسانه من شدة حرارتها و حرقت ذلك الأمر في قلبه ثم أكمل قائلا :
و قد أعددت عدتي من بندقية الصيد و لوازمها و انطلقنا بالسيارة ، و نحن على الطريق سرعان ما تغير رأيه في عدم رغبته بالذهب و أخذ ينشد على مسامعي الأناشيد التي تعلمها بالمدرسة الابتدائية و قد كان يدرس في الصف الأول ....
كان يروي أمجد قصة ابنه بحزن شديد و كانت دموعه تروي خدوده الجافة المشققة بغزارة كبيرة ... كنت أصغي له و قد عما الحزن المكان و كأن الطبيعة في ذلك اليوم كانت مجرد مشهداً مسرحيا و نحن على خشبته و قد أسدلت ستائر السرور و سحر الطبيعة الجميلة و تحول المكان إلى جو كئيب تملؤه ألوان موحشة و طبيعة الحزن و التعاسة و قد تسللت إلى جسدي بعض من همسات التأثر الشديد و هو يكمل كلامه بالقول :
أخذنا نشق طريقنا مشيا على الأقدام إلى عمقٍ ليس بالكثير في الغابة التي كانت تضاريسها تمتاز بالوعورة للمرتفعات الكثيرة و المنحدرات الوعرة و كثافة الأشجار بها .
بدأت بحثي عن بعض الأرانب و قد أخذنا معنا الكلب بوبي في هذه الجولة و بينما كنت أسير لمحت أرنبين فأخذت بندقيتي و صوبة ماسورتها نحوهما وتريثت قليلا ثم أطلقة النار فأصبت واحدةً فقط و قام الكلب بالركض نحو الأرنب المصاب و تبعه ابني و أما أنا فأكملت مسيري إلى الأرنب الآخر الذي فرّ خوفا من المكان بعد سماعه لصوت إطلاق النار ، و في هذه الأثناء ربما ابتعدت عن ابني الذي تركته ورائي و رحت أبحث عن صيد جديد لكنني أطلت فيه وعندما لم أجد شيء قررت العودة أدراجي ثم أنني لم اسمع صوت ابني الذي لم يفارقني أبداً و هو يستمتع مع الكلب بوبي بالرحلة ، و عندَ وصولي إلي مكان الأرانب الأول لم أجد وابني بالمكان و سمعت صوت الكلب و هو ينبح كأن شيء قد حصل و فأسرعت نحو صوت النباح وإذ بي أجد الكلب قرب منحدر فاقتربت من المكان و أخذت أنظر في الأسفـل فإذ بي أجد.......
لم يستطع أمجد الكلام فقد كانت دموعه تعبر عن كل ما سيقوله و قد فهمت ما حصل دون أن يكمل ما كان سيفرغه فما كان لي إلا الاقتراب إليه و فتحت له ذراعي و احتضنته و هو أيضا كأنه احتاج إلى من يحمل معه هذا الهم و رما نفسه عليا يقول لقد وجدته ابني ...ابني قد سقط في منحدر ....
يا الهي ...أنا السبب في موته أنا الذي أجبرته على المجيء معي من دون رغبته و في الأخير تركته و هو صغير وغفلة عنه فسقط في المنحدر ... كان جسده الصغير بين الصخور
و الدماء قد غطت براءة وجهه الطفولي ...
آه يا الهي سامحني ...أرجوك اغفر لي هذا الذي اقترفته في حق ابني ... أنا قاتل ابني آآه
ثم فجأة أحس بدوار شديد و فقد توازنه لكنني أسندته و أجلسته على الأرض لأنه ما عادت قدماه تستطيع حمله و قلت في لهجة من الخوف : أمجد هل أنت بخير ؟
بماذا تشعر ؟
لكن أمجد لازال يتحسر على فقدان ولده و هو يقول لي : لقد مرت أربع سنوات عن الحادث و لازلت لا أصدق أن ابني قد مات و دفنته بيدي هاتين ، دفنت قلبه الصغير تحت التراب ....آه يا الهي لم يعد لي في هذه الحياة شيء يسعدني بعد موته ، قد أصبحت هذه الدنيا أكثر همي بعد رحيله ....
لم يعد هناك من يقضني كل صباح و يقبلني و يقول لي صباح الخير يا بابا ...آه آه صوته الحنون مازال يرن في أذني أنه أمر صعب جدا ، أرجوك يا الهي ارحمني من هذا العذاب ....
أتعلم يا روح كل يوم و عند كل شروق الشمس و غروبها و عند كل شيء في هذه الدنيا يذكرني به ، المدرسة ، السيارة ، غرفته ، حتى الطريق الذي كنت أتخذه في سيري معه إلى المدرسة كل شيء يذكرني به ، تصور حتى أنه عند سماعي لأسم أي شخص يكون شبيها باسم ابني أتذكره و أبكي و أحزن ، شبحه يلاحقني دائما بين عيناي لا يختفي ....
آآه قد اسودت الدنيا في وجه و أصبحت أعيشها جسدا بلا روح و خاصة بعد أن تركتني أمه متهمةً إياي بأنني المذنب و المتسبب في موت ابننا و كأنه كان ابنها هي لوحدها ، كل العالم تخلى عني لكن هذا لا يوهمني ....
أتعلم يا روح قد أصبحت أدعو الله أن يعجل في أخذ أمانته لكي أرى ابني مجددا و لأطلب منه أن يسامحني لأن موته بهذه الطريقة قد شكل لي نقطة سوداء في حياتي و لا أستطيع نسيانها أبداً ..........
كان منظر أمجد محزنا جدا و قد أخذت أدعي أمامه التماسك و القوة إلا أنني لم أفلح و استسلمت للبكاء عند سماعي لكلامه هذا ، فليس من السهل نسيان حادثةٍ كهذه كما أنه ليس من العدل القول أن الزمن كفيل بأن يكون جزءاً من العلاج بل الحقيقة أن الزمن قد يكون
كجرعات من الألم نتجرعها كل يوم عندما نعيش على واقع صدمة مفزعة و ذكريات مفجعة كهذه ، قد أصبحت نارا لا تنطفئ و جرحا لا يندمل و دموعا لا تجف .... فكيف يكون من السهل نسيان يا ترى ؟


تقبلوا قلمي









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-04-15, 19:51   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
لوز رشيد
مراقب منتديات انشغالات الأسرة التّربويّة
 
الصورة الرمزية لوز رشيد
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

المعذرة لأن أجل المسابقة انتهى بالأمس و بدأ العد التنازلي لاختيار الفائزين










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-20, 01:01   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ومع ذلك ..فهي رائعة
بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-04-20, 13:56   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
روح القلم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية روح القلم
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقةً لست قلقة بشأن المسابقة و الامر عادي جدا
المهم عندي أنكم إستمتعتم بقراءة القصة
و ربما تكون هاته أخرى ما أضعه هنا من القصص
لأن هناك من يحتكرني من المنتديات ههههههه
شكرا للمروركم جميعا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مسابقة, القصة~~~, ابني, رسلة, نهاية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc