الأخلاق جمع خُلُق، " و الخُلُق في اللغة هو الطبع والسجية ؛ وفي اصطلاح العلماء، كما يعرِّفه الغزالي – عبارة عن هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلاً وشرعاً ، سميت تلك الهيئة خُلُقاً حسنا ً، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة خلقاً سيئاً "
و يمكن أيضاً تعريف الأخلاق بأنها "مجموعة من المعاني والصفات المستقرة في النفس وفي ضوئها وميزانها يَحسُن الفعل في نظر الإنسان أو يقبُح، ومن ثم يُقدم عليه أو يُحجم عنه"
وهناك جانبان للأخلاق:
الأول :يتضمن القدرة على تمييز الحق من الباطل ، والخير من الشر ،واللائق من غير اللائق
أما الثاني: فينطوي على الالتزام بعمل كل ما هو حق وخير و لائق.
والأخلاق مفهوم عملي تطبيقي،أي أنها ليس مجرد فكرة للتفكير فيها أو الجدال حولها .
وتختلف الأخلاق عن القيم في أن الأولى تهتم بسلوك الإنسان الخَلوق وتصرفاته ، بينما تهتم الثانية بالمعتقدات والاتجاهات المختلفة التي تحدد كيف يتصرف الإنسان فعلاً
أهمية الأخلاق
" للأخلاق أهمية بالغة لما لها من تأثير كبير في سلوك الإنسان وما يصدر عنه، بل نستطيع أن نقول: إن سلوك الإنسان موافق لما هو مستقر في نفسه من معان وصفات، وما أصدق كلمة الإمام الغزالي إذ يقول في إحيائه "فان كل صفة تظهر في القلب يظهر أثرها على الجوارح حتى لا تتحرك إلا على وفقها لا محالة" ؛ فأفعال الإنسان، إذن موصولة دائما بما في نفسه من معان وصفات صلة فروع الشجرة بأصولها المغيبة في التراب!!!
ومعنى ذلك أن صلاح أفعال الإنسان يكون بصلاح أخلاقه، لأن الفرع بأصله، فإذا صلح الأصل صلح الفرع، وإذا فسد الأصل فسد الفرع ، كما قال تعالى :ï´؟ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونًَï´¾ [الأعراف: 58]. ولهذا كان النهج السديد في إصلاح الناس وتقويم سلوكهم وتيسير سبل الحياة الطيبة لهم .