|
قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
عشر ذي الحجة وشيء من فضائلها وأحكامها وآدابها
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-09-04, 11:29 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
عشر ذي الحجة وشيء من فضائلها وأحكامها وآدابها
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..أمَّا بعد.. فإنَّ اللهَ- عز وجل- شرَّع لعباده مواسمَ الخيرات، ويَسَّرَ لهم طُرُقَ الطَّاعات؛ فعلى العباد أن يغتنموا هذه المواسم ليحقِّقوا أعلى الدرجات. وإنَّ من المواسم العظيمة التي حثَّ اللهُ عبادَه على اغتنامها أيَّام عشر ذي الحجة، وقد دلَّت الأدلة– كما سيأتي إن شاء الله– على أنَّ هذه الأيَّامَ أفضلُ أيَّام العام، وقد اجتمع فيها عبادات عظيمة وطاعات جليلة. * * *
|
||||
2015-09-04, 11:33 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
فضائل عشر ذي الحجة الأدلَّةُ الدَّالَّةُ على فضل عشر ذي الحجّة تنقسم إلى قسمين:الأول: ما ورد في فضلها جميعا. والثاني: ما ورد في فضل بعض أيامها. فأمَّا القسم الأول- وهو ما ورد في فضلها جميعا- فمنه: 1- قولُه تعالى: }وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ{ [الفجر: 1، 2]. والمقصود باللَّيالي العشر: العشر الأول من ذي الحجة؛ كما ثبت ذلك عن ابن عبَّاس- رضي الله عنهما- وعكرمة، وجاء هذا عن عبد الله بن الزُّبَير ومسروق بن الأجدع ومجاهد والضَّحَّاك وغيرهم، وهو قول أكثر أهل العلم. قال الإمام ابن جرير الطَّبريّ في «تفسيره» (30/168): (اختلف أهل التَّأويل في هذه اللَّيالي العشر؛ أيّ ليال هي؟ فقال بعضهم: هي ليالي عشر ذي الحجة. ثنا ابن بشَّار ثنا ابن أبي عديّ وعبد الوهاب ومحمد بن جعفر عن عوف عن زرارة عن ابن عباس قال: هي ليالي العشر الأول من ذي الحجّة).اهـ. ورواه أيضاً بإسناد آخر فقال: حدَّثني يعقوب ثنا ابن علية أنا عوف به ([1]). ثم قال: (حدَّثني يونس، أنا ابن وهب، أخبرني عمر بن قيس عن محمد بن المرتفع عن عبد الله بن الزُّبَير: }وَلَيَالٍ عَشْرٍ{: أوَّلُ ذي الحجّة إلى يوم النَّحْر)([2]).اهـ. ورواه أيضاً عن مسروق([3]) وعكرمة ومجاهد([4]) وقتادة والضَّحَّاك. ثم قال: (حدثني يونس أنا ابن وهب قال: قال ابنُ زيد في قوله تعالى: }وَلَيَالٍ عَشْرٍ{ قال: أول ذي الحجة، وقال: هي عشر المحرم من أوله). ثم قال: (والصواب من القول في ذلك عندنا أنَّها عشر الأضحى؛ لإجماع الحجَّة من أهل التَّأويل عليه، وأن عبد الله بن أبي زياد القطواني حدَّثني قال: حدثني زيد بن حباب قال: أخبرني عياش بن عقبة قال: حدثني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «}وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ{ [الفجر: 1، 2] قال: عشر الأضحى»). اهـ. قلت: حديث جابر رواه الإمام أحمد (3/327) عن زيد بن الحباب به. ورواه النسائي في «السنن الكبرى» (4086، 11907) عن محمد بن رافع و (11608) عبدة بن عبد الله كلاهما عن زيد بن الحباب به. ورواه ابن أبي حاتم– كما في «تفسير ابن كثير» (4/505)– من طريقه. قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (4/505): (وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن في رفعه نكارة، والله أعلم).اهـ. وقال رحمه الله في تفسير الآية الكريمة: (والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف...). ([1]) قد روى ابن جرير هذا القول عن ابن عباس من ثلاثة طرق عنه، وبعضها صحيح؛ أحدها هذا، وهو من طريق أربعة كلهم من الثقات المشاهير – وهم: ابن أبي عدي وعبد الوهاب ومحمد بن جعفر وابن علية – عن عوف – وهو ابن أبي جميلة الأعرابي – قال: حدثنا زرارة بن أوفى قال: قال ابن عباس: ... فذكره. والتصريح بالتحديث إنما وقع في رواية ابن علية دون باقي الروايات، وابن علية من كبار الحفاظ. ([2]) هذا الإسناد لا يصح، عمر بن قيس الأقرب أنَّه المكِّيّ المعروف بسندل؛ فقد ذكر في ترجمته أن ابن وهب يروي عنه وشيخه أيضًا مكي، وهذا يؤيد كون عمر بن قيس هو المكي المعروف بسندل، وهو متروك، أما محمد بن المرتفع فهو القرشي العبدري، وثَّقَه الإمام أحمد، وقال: روى عنه ابن جريح وابن عيينة. وقال ابن سعد: ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حبان في (الثقات)، وذكره البخاري في (التاريخ الكبير) وقال: (سمع ابن الزبير). ([3]) أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) (8120) عن معمر عن الأعمش عن أبي الضحى قال: سئل مسروق عن الفجر وليال عشر قال: هي أفضل أيام السنة. قلت: وهذا إسناده لا بأس به. ورواه ابن جرير الطبري في (التفسير) (30/169): حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا ابن ثور عن معمر عن أبي إسحاق عن مسروق... فذكره. قلت: وهذا إما أن يكون اختلاف على معمر، فإن كان كذلك فالإسناد الأول هو الأصح؛ لأن عبد الرزاق أثبت الناس في معمر أو من أثبتهم فيه. وإما أن يكون لمعمر في هذا الخبر إسنادان. ([4]) قال ابن جرير: (حدثنا ابن عبد الأعلى ثنا ابن ثور عن معمر عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال: ليس عمل في ليال من ليالي السنة أفضل منه في ليالي العشر، وهي عشر موسى التي أتمها الله له). اهـ. هذا الإسناد فيه ضعف من أجل يزيد بن أبي زياد، فإنه لا يحتج به، ولكن يتسامح في مثل هذا، وما جاء عن رسول الله r في هذا فيه الغنية والكفاية. |
|||
2015-09-04, 11:35 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
ثم ذكر حديث ابن عباس، ثم قال: (وقيل: المراد بذلك العشر الأول من المحرم، حكاه أبو جعفر ابن جرير ولم يعزه إلى أحد ([1])، وقد روى أبو كدينة عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس: }وَلَيَالٍ عَشْرٍ{: قال: هو العشر الأول من رمضان. والصَّحيحُ القولُ الأوَّل). اهـ. |
|||
2015-09-04, 11:37 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
وأخرجه الطَّحاويُّ في «المشكل» (2970) قال: حدَّثَنا عليُّ بن شيبة فال: حدَّثنا يزيد بن هارون قال: حدَّثنا أصبغ بن زيد الورَّاق قال: حدَّثَنا القاسم بن أبي أيُّوب عن سعيد بن جبير، أنَّه كان يحدِّث عن ابن عبَّاس عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم... وذكر الحديث. |
|||
2015-09-04, 11:40 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
حديث آخر (حديث عبد الله بن عمرو): |
|||
2015-09-04, 11:42 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
قال ابن رجب في «اللطائف» (468): (وهذا كلُّه يدلُّ على أنَّ عشر ذي الحجَّة أفضل من غيره من الأيَّام من غير استثناء؛ هذا في أيَّامه؛ فأمَّا لياليه فمن المتأخرين مَن زَعَمَ أنَّ ليالي عشر رمضان أفضل من لياليه؛ لاشتمالها على ليلة القدر، وهذا بعيد جدًّا). اهـ. |
|||
2015-09-04, 11:44 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
وأمَّا القسمُ الثَّاني- وهو ما جاء في فضل بعض أيامها، فمن ذلك: |
|||
2015-09-04, 11:45 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
2- وممَّا جاء في فضل بعض أيَّامها أيضًا على وجه الخصوص ما جاء عند أبي داود (2419) والنَّسائيّ (3004)، وصحَّحَه التِّرمذيُّ (773) وابن خزيمة (2100) وابنُ حبَّان (3603) والحاكم (1/600) من حديث موسى بن عليّ عن أبيه عن عقبة بن عامر؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام». ولا يخفى أنَّ أيَّامَ الأعياد أيامٌ معظَّمةٌ، ومن أعظم هذه الأيَّام يوم عرفة، وفضله ومكانته معلومة، وغير ذلك من الأدلَّة التي تدلُّ على فضل هذه الأيام إمَّا بعمومها أو خصوص بعضها. * * * |
|||
2015-09-04, 11:48 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
فصل اعلم- وفَّقَكَ الله- أنَّ العبادات التي تشرع في هذه الأيام تنقسم إلى قسمين:في العبادات والسُّنن والآداب المتعلِّقة بالعشر الأول: عبادات خاصَّة لا تشرَّع إلَّا في هذه الأيَّام؛ كالحجِّ والأضحية والتَّكبير ([1]). الثاني: عبادات مشروعة في هذه الأيَّام وفي غيرها. * * * فأمَّا القسم الأول- وهو العبادات الخاصَّة التي لا تشرع إلا في هذه الأيام- فمنها: 1- الحجُّ؛ والأمر فيه معلوم، ولا تخفى النُّصوص الكثيرة التي تبيِّن فضلَ هذه العبادة ومكانتَها؛ ومن ذلك: - ما رواه البخاريُّ (1449) ومسلم (1350) من حديث أبي حازم عن أبي هريرة قال: سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «من حَجَّ للهَ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم وَلَدَتْه أمًّه». - وما رواه البخاريُّ (1683) ومسلم (1349) أيضًا من حديث أبي صالح السّمان عن أبي هريرة، أنَّ رسولَ الله قال: «العمرةُ إلى العمرة كفَّارة لما بينهما، والحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّة». وفي الحجِّ من العبادات الجليلة والمواقف العظيمة الشَّيءُ الكثير من الوقوف بعرفة، ويوم عرفة من أعظم الأيَّام عند الله- عز وجل- وموقفُه من أعظم المواقف، والمشعر الحرام، والطواف، والسَّعي، ورمي الجمار، والمبيت بمنى، والتَّلبية، وغير ذلك من العبادات العظيمة ([2]). * * * 2- الأضحية؛ وهي من سنَّة أبينا إبراهيم عليه السلام، كما قال- عزَّ وجلَّ: }وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ{، وقد أمر نبيُّنا صلى الله عليه وسلم باتِّباع ملَّته عليه السلام.وقال تعالى: }وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ * وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ{ [الحج: 27-37]. قال ابنُ كثير في تفسير هذه الآيات: (يقول تعالى: هذا }وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ{ أي: أوامره }فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ{؛ ومن ذلك تعظيم الهدايا والبدن؛ كما قال الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: تعظيمُها: استسمانُها واستحسانُها. وقال ابن أبي حاتم: حدَّثَنا أبو سعيد الأشجّ، حدَّثنا حفص بن غياث، عن ابن أبي ليلى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس: }ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ{ قال: الاستسمان، والاستحسان، والاستعظام. وقال أبو أمامة بن سهل: كنَّا نسمِّن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمِّنون. رواه البخاريُّ. اهـ. وروى البخاريُّ (5553) من حديث شعبة عن عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين. قال أنس: وأنا أضحِّي بكبشين. وفي رواية (5229) من حديث أيوب عن أبي قلابة عن أنس أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم انكفأ إلى كبشين أقرنين أملحين فذبحهما فرأيتُه واضعًا قدمَه على صفاحهما، يسمِّي ويكبِّر، فذبحهما بيده. ورواه مسلم (1966) أيضاً من طريق أبي عوانة عن قتادة عن أنس بنحوه. حكم الأضحية: الأضحية عبادة من أفضل العبادات وأعظم القُرُبات التي يتقرَّب بها العبدُ إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، وقد اختلف أهلُ العلم في حكمها على قولين:([1]) والمقصود بذلك هو رفع الصوت به وتأكيد المداومة عليه، ومن المعلوم أن هذا لا يكون إلا في عشر الأضحى وأيام التشريق، وفي الفطر من رمضان حتى تصلى العيد. ([2]) والكلام عن الحج يحتاج إلى كتاب مستقل. |
|||
2015-09-04, 11:52 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
القول الأول: وجوبها؛ وهو مذهب أبي حنيفة، وقول في مذهب الإمام أحمد، وقول في مذهب الإمام مالك، وهو اختيار أبي العباس ابن تيمية. |
|||
2015-09-04, 11:56 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
الأضحية عنه وعن أهل بيته: روى الإمام مالك في «الموطَّأ» (2/486) والتِّرمذيُّ في «جامعه» (1505)– واللفظ له– من حديث عطاء بن يسار قال: سألتُ أبا أيُّوب الأنصاريّ: كيف كانت الضَّحايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان الرجلُ يضحِّي بالشَّاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطمعون، حتى تباهى النَّاسُ فصارت كما ترى.وقال التِّرمذيُّ: (حسن صحيح). وأنا أذهبُ إلى ما ذهب إليه التِّرمذيُّ؛ فالسُّنَّةُ في ذلك أنَّ أهلَ البيت الواحد تكفيهم أضحية واحدة، ولو أرادوا أن يزيدوا فهذا أفضل وأحسن، وسبق في حديث أنس أنّه صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بكبشين. وإذا تيسَّر للإنسان أن يذبح خارجَ بلده بالإضافة إلى ذبحه في بلده فهذا حسن جدًّا. ولا يخفى ما تَمُرُّ به بعض بلاد المسلمين من حاجة شديدة وفقر مدقَع؛ فعلى المسلم أن لا ينسى إخوانَه من مساعدتهم بما ييسِّره الله له؛ فإنَّ في هذا الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى. ما يَجب على مَن أرادَ أن يُضَحِّي: والمقصود بالبشرة: اللَّحم اليابس الذي قد يكون في نهاية الأظافر، أو في أسفل القدم. وذهب الإمامُ أحمد إلى وجوب الامتناع من هذه الأمور، كما هو ظاهر حديث أمِّ سَلَمَة، وذهب الجمهور إلى الكراهية فقط. والقول الأوَّلُ هو الأرجح؛ بدليل أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، والأصل في النَّهي التَّحريم. والإنسان الذي يريد أن يضحِّيَ هو الذي يجب عليه الامتناع، وأمَّا إذا أشرك أهلُ بيته معه فلا يَلزمهم الامتناع. وكذلك لو وَكَّلَ غيرَه في التَّضحية عنه؛ فالوكيل لا يلزمه عدمُ الأخذ من هذه الأشياء؛ لأنَّه وكيلٌ، وأما الإنسان الذي وَكَّلَ فهو الذي يجب عليه الامتناع. ولمن أراد أن يضحِّي أن يَمْتَشط وأن يمسَّ الطِّيب، وإنَّما يمنع من هذه الأشياء الثَّلاثة فقط. ومما يدلُّ على أنَّ الامتشاطَ ليس بممنوع منه مَن أراد أن يُضَحِّي: ما رواه البخاريُّ في «صحيحه» (310) من حديث عروة؛ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعائشة وهي محرمة: «انقضي رأسَك وامتشطي». والإحرامُ أشدُّ ممَّن أراد أن يضحِّي، والمحرم تحرم عليه هذه الأشياء أشدّ من الإنسان الذي يريد أن يضحّي، ومع ذلك قال: «انقضي رأسك وامتشطي». وقت ذبح الأضحية: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أول ما يَبدأ به يوم العيد بعد الصَّلاة النَّحر؛ ففي «الصَّحيحين» (البخاري/ 922، مسلم/ 1961) من طريق الشّعبيّ عن البراء قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أوَّلَ ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلِّي، ثم نرجع فننحر؛ فمن فعل ذلك فقد أصاب سنَّتَنا، ومن نَحَرَ قبل الصَّلاة فإنَّما هو لحم قدَّمه لأهله ليس من النُّسُك في شيء».* * * |
|||
2015-09-04, 12:13 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2015-09-04, 15:31 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
بارك الله فيك اخي الكريم على النشر |
|||
2015-09-04, 15:47 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2015-09-04, 17:47 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
رأيتُ الله أكبر كلِّ شيء وقال عمر بن الخطَّاب: قول العبد: "الله أكبر" خيرٌ من الدُّنيا وما فيها ([3]).محاولة وأكثرهم جنوداً ويُحكى عن بعض السَّلَف أنَّ هذه الآيةَ هي خاتمة «التَّوراة». ومن عظمة هذا الذِّكر أنَّ الصَّلاةَ تفتتح به، وأنَّ النِّداءَ إليها يفتتح بها ويختتَم بها، كما أنَّ الصَّلاةَ في نهايتها يكون الاستغفار والتَّهليل والتَّسبيح والتَّحميد والتَّكبير. وفي «الصَّحيحين» (البخاريّ/ 806، مسلم/ 583) من حديث ابن عبَّاس أنَّه قال: كنتُ أعرف انقضاءَ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتَّكبير. والطَّوافُ بالبيت يُفْتَتَحُ بالتَّكبير ورمي الجمار، السُّنَّةُ فيه التَّكبيرُ مع كلِّ جمرة، وعند الصَّفا- وكذلك المروة- يُفْتَتَحُ الدُّعاء بالتَّكبير ثلاثاً، وعند الذَّبح تقول: بسم الله، والله أكبر. وقد جاء في «صحيح مسلم» (2173) من حديث هلال بن يساف عن الرَّبيع بن عميلة عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. لا يَضُرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ». ولو فَقه المسلمون معنى هذه العبادة وعملوا بمقتضاها لاستقامت أحوالُهم ديناً ودنيا، وأولى وأخرى؛ وذلك عندما يعلم المسلمُ حقيقةَ أنَّ الله أكبرُ من كلِّ شيء؛ فإنَّه سوف يلتزم بأوامره ويَجتنب نواهيه، ويعبده حقَّ عبادته، ويتوكَّل عليه، ولا يخشى فيه لومةَ لائم. ([1]) ينظر: (لطائف المعارف) (ص: 471). ([2]) قال ابنُ رجب في (الفتح) (9/8): (وأمَّا ما ذكره البخاريُّ عن ابن عمر وأبي هريرة فهو من رواية سلَّام بن المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، أنَّ ابنَ عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السُّوق يُكَبِّران، لا يخرجان إلَّا لذلك. خرَّجه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب (الشَّافي)، وأبو بكر المروزيّ القاضي في كتاب (العيدين). ورواه عفَّان: نا سلام أبو المنذر... فذكره. ولفظه: (كان أبو هريرة وابن عمر يأتيان السوق أيام العشر، فيكبران ويكبر الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك). اهـ. وينظر: (اللطائف) (ص:475). قلت: وهذا إسناد حسن، رجالُه ثقات سوى سلَّام؛ وهو ابن سليمان المزنيّ المقرئ النَّحويّ الكوفيّ، مختلَفٌ فيه، والرَّاجحُ أنَّه لا بأس به، وقد أنكر عليه شيء يتعلَّق بالقراءة، قال أبو داود: (ليس به بأس، أنكر عليه حديث داود عن عامر في القراءة). ([3]) ينظر: (الجامع لأحكام القرآن) للقرطبي (10/345). |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحدث, فضائلها, وآدابها, وأحكامها, نسيم |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc