الـعـقـائـد الـبـاردة : جـدل الـسـلـفـيـة والأشـاعـرة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الـعـقـائـد الـبـاردة : جـدل الـسـلـفـيـة والأشـاعـرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-09-12, 13:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










M001 الـعـقـائـد الـبـاردة : جـدل الـسـلـفـيـة والأشـاعـرة


في الوقت الذي كان فيه محمد الفاتح يحشو مدافعه بالبارود ليدك على البيزنطيين حصون القسطنطينية، كان علماؤها ومفكروها داخل المدينة منهمكين في نقاش حار عن جنس الملائكة هل هم ذكران أم إناث وعن حجم إبليس هل هو تسعه غرفة أم دار ؟ وهل يسوع المسيح في أصله بشر أم إله أم مزيج منهما؟! دكَّ الفاتحُ أسوار المدينة وأوطأ قوائم فرسه قلب المدينة وقتل الإمبراطور البيزنطي، لكن المعلومة المهمة التي لم ينقلها لنا المؤرخون: هل انتهى القوم إلى نتيجة وحُسم الخلاف في تلك المسائل "المصيرية" أم بقيت معلّقة ؟

تلك هي العقيدة الباردة التي لم تحمل المعتنقين لتلك العقائد أن يدفعوا عن مدينتهم أو يصونوا حريمهم من الأسر والسبي.

ترن في ذهني هذه القصة وأنا أتابع الجدل القائم حول مؤتمر الشيشان الذي ذهبت إليه علماء العالم الإسلامي ليكونوا فيه ضيوفًا على بوتين الذي يدك طيرانه حلبًا وجاراتها ليحرروا لنا مفهوم السنة و الجماعة.

وهل تركت لنا عمائم بشار والسيسي التي تصدرت المؤتمر جماعة؟ لقد كان ضيوف المؤتمر أقعد الناس عن نصرة شعوبهم حين خرجت تطلب التحرر من الطغيان و البطش والتفوا حول أرباب الاستبداد خاذلين للأمة.

في الطرف الآخر انتفض علماء الخليج من السلفية بعد تصدير بيان المؤتمر باستبعادهم من مفهوم السنة والجماعة منددين بصدع كلمة المسلمين وتفريق الشمل، والطريف أن أعلام السلفية في الخليج كانوا قد حسموا هذه المسألة منذ زمن فأخرجوا الأشاعرة والماتريدية من مسمى أهل السنة لتتفرد به السلفية.

هذه العقائد الباردة التي تعلمناها على طريقة الجدل البارد، حيثُ نشأت سلفيًا ثم درست عقيدة الأشاعرة لاحقًا فكنا نتناقش عن الصفات الفعلية لله عز وجل، ونقضي ساعاتٍ من الليل في جدل ومراء هل نزول الله عز وجل في حديث "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر" نزول حقيقي أم مجازي، فيرهقنا الكلام فننام ولا يقوم أحدُ منا ليصلي ركعات يدعو فيها الله ويستقبل عرضه المغري.

ما زال الأشاعرة والسلفية إلى اليوم يتناقشون في استواء الله عز وجل على العرش هل هو على الحقيقة أم المجاز، ولما اهتزت العروش الأرضية سارع كثير من الأشاعرة في تثبيتها و انفردت السلفية في الخليج بالدعاء بدوامها لأصحابها والتعوذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن حقيقة كانت أو مجازًا في خيالاتهم.

لقد كانت هذه العقائد الباردة مرنة للغاية في أيد معتنقيها الجبناء، فمن هرب من التأويل في الصفات أغرق في تأويل خيانات المستبدين و جرائمهم بحق المسلمين، وعاد أصحاب التأويل في الشام ومصر يتمسكون بنصوص الطاعة آخذين بحرفيتها.

يحسُن عند هؤلاء العلماء الباردين أن يستمر مثل هذا الجدل فبه يحتفظون بمكانتهم ويستخدمون ما يحسنونه من الثرثرة، وحين تدق ساعة الحقيقة وتسطع شمس المبادئ، يعودون إلى كهوفهم ويتركون العامة لمصائرها.

ألا فليعلم أصحاب العمائم: ما لم تكن أشعريتكم كأشعرية العز بن عبدالسلام مع المستبدين، وأشعرية صلاح الدين مع الصليبيين، أو سلفية ابن تيمية في جهاده، وسلفية الذهبي في إنصافه. فاعلموا أن عقيدتكم الباردة تسرُ اليهودي الغاصب، والصليبي المستعمر.



عـن // عبد القدوس الهاشمي








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-09-12, 20:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










B9 صوفية ( بوتين ) وسلفية (السيسي وحفتر)

صوفية ( بوتين ) وسلفية (السيسي وحفتر)


اربع على نفسك..
لا تنزعج!

إياك أن يسبق إلى لسانك دون تفكير "أفنجعل المسلمين كالمجرمين، مالكم كيف تحكمون"؟!.

لا تتردد في أن الإضافة تفيد التعريف نحويا، كما أنها تحصل بأدنى سبب منطقيا، فكيف إذا كانت كاشفة لأزمة!.

تدري أن لكل فكر مدعيا، وأفعاله تصدقه أو تكذبه، لذلك قال الصوفي الصادق البوصيري:
والدعاوى ما لم تقيموا عليها *** بيناتٍ أبناؤها أدعياء

الصوفية زهد وتقشف وتحنث وتبتل وترق في مدارج السالكين، ذلك تعريف، أو قل توصيف من بطون الكتب، وليس شرطا أن يطابق الوقائع أو يصدق المدعين.

كما أن السلفية منهج يقوم على التجديد في مفهومه الواسع بالرجوع إلى الوحي علما وعملا، وتجاوز التقليد والركون والركود إلى آفاق السلف فهما وسمتا.
وبين النهجين آصرة تقوى وتضعف منذ قرون الإسلام الأولى.

فالتصوف شكل حالة ثقافية مبكرة في حركة الإسلام واستطاع مع مرو الزمن أن يتحول إلى حالة اجتماعية أو لنقل "حركة اجتماعية" بمنطق علم الاجتماع الحديث. ففي قرن التدوين تلازم التصوف والحديث، فمنذ أن كتب الحارث المحاسبي (المتوفى 243) رسالة المسترشدين أيام تدوين العلوم الإسلامية، برز الخلاف بين بعض الصوفية وبعض أهل الحديث وأهل الفقه، مجسدا في موقف الإمام أحمد بن حنبل من الحارث وحوارييه، وظلت حالة التلاقي أو التلاغي تتجدد أو تنحسر حال أي شد فكري في أي مجتمع.

لكن الحنبلية ستحتضن الصوفية ممثلة في عبد القادر الجيلاني، ثم في كتابات ابن القيم، ورغم تضرر شيخه ابن تيمية منهم، فقد أثنى على شيوخ من القوم وافقهم هديا ونهجا ولم يجد في سلوكهم غضاضة لديه.

كما مثلت السلفية عبر التاريخ حالة من الدفع المستمر عن الأمة فكرا وأرضا، والدعوة لتجديد الدين فهما وتطبيقا.

وكان في بعض الصوفية بعض تعلق بالسلفية والعكس، وهو أمر يبحثه المتخصصون في أبواب العقائد والفقه والسلوك وليس مجال حديثنا.

لا علينا..
لننظر في واقع الحال تصديقا أو تكذيبا، فالقانون كما الفقه يعلمنا أن الوقائع لا تنحصر، وأن مسعى الاجتهاد الصحيح القويم هو تنزيل القاعدة أو النص على الواقعة أو الوقائع المتجددة.

الأمر في التصوف أصعب لأنه بحث عن مطابقة الهوى وكل الخطرات للشرع في كل جزئياته فضلا عن أساسياته.

لننظر في واقع الحال تصديقا ومطابقة أو تكذيبا ومباينة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد أصدقاء إسرائيل الصادقين، وهو من تولى قمع أشواق الجمهوريات الإسلامية في القوقاز للاستقلال ودمر الشيشان على رؤوس أهلها وترك غروزني أثرا بعد عين.

بعد اندلاع الثورة السورية هب بوتين مع حلفائه من شيعة إيران لنصرة النظام السوري فدك المدن على رؤوس صوفييها من جميع طرقهم ومسلميها من جميع مذاهبهم، وشرد وقتل أطفالهم ورجالهم ونساءهم.

قبل أيام عقد مؤتمر قيل إنه للصوفية هناك في غروزني عند أبي رغال المتصوف لا الصوفي، وحضره منهم شيخ الأزهر ومفتي مصر السابق وغيرهما من أصحاب الذكر.

هذا الرجل متصوف على ما يبدو، فقد تجمع لديه بعض المتصوفين مؤتمرين، وفعل الحال المعاين يفيد بأنه متصوف من لبس الصوف في برد تلك البلاد، وزاهد من الزهد في العلاقة الإيجابية بالمسلمين وزاهد في حياتهم وأرواحهم.

ويبدو أن من حضروا إليه مهطعين، زاهدون أيضا في التعاطف مع السوريين الصوفيين وغيرهم، فهم معه في فعلته لا بدليل لازم الحضور ائتمارا، بل لأنهم لم يتكلموا عما يحدث بل أثنوا على جهود بوتين وشدوا على يديه معتبرين منهجه صحيحا في "مكافحة الإرهاب".

كما أن هؤلاء زهدة في التعاطف مع ضحايا الاستبداد، ومتحنثون عن أي موقف عام ينصف الناس، وهم يترقون كذلك في مدارج المناهضين لأي عزة، منافحين عن كل ركون وركود، فهم مع سياسة "التسكين" لأن صاحبه يقتل مستسلما، ومع "الترشيد" لأنه يعني قبول القتل دون عنف، تقسيطا كان أو بالبراميل وطائرات الروس أو غير ذلك، المهم أن لا يشغل الناس عن التسكين والترشيد.

فلنقبل إذن أن بوتين متصوف، ونرحب بذلك ونكل القوم من متصوفة لا شك فيهم إلى فعلهم وما صدر قطعا عنهم في حال من العقل والصحو، لم تلتبس بسكر ولا محو.

معذرة..
ما علاقة ذلك بصاحبنا حفتر؟

لنتذكر أن ضابط القذافي المهزوم أواسط الثمانينيات في تشاد، والمهاجر إلى رحاب الاستخبارات الأميركية عاد مع نذر الثورة على القذافي ساعيا لخلافته.

وكانت فرقة الجامية المتسلفة ضد الثورة على القذافي لأنه ولي أمر، ثم جاء هذا الضابط محاولا الانقلاب على نظام انتخبه الناس، ففشل، فخاض حربا بدعوى مواجهة الإرهاب لم تلبث أن استقطبت جاميين، فأعلنوا وجوب القتال معه لا لأنه متغلب واجب الطاعة، ولا باعتباره إماما اتفقت عليه الجماعة، بل لأن سلفي بمفهوم الزمن.

حفتر سلفي لأنه يريد العودة بليبيا إلى نهج سلفه القذافي، يفوض في أسمائه وصفاته بل يمررها على الحقيقة، فهو يرى الانقلاب ثورة اقتداء بسلفه واتباعا لمنهجه، ويرى الديمقراطية وخيار الشعب تدجينا وخيانة.

عد القوم انقلاب حفتر على شرعية الثورة الديمقراطية "درءا لمفسدة مذهب ضال هو الديمقراطية، وجلبا لمصلحة سلفية قريبة المنبع". فحملوا أسلحتهم دفاعا عن المنهج في وجه بدعة تجعل أمر الناس شورى بينهم، بآلية صناديق الاقتراع لا صناديق الموتى والسلاح.

لما انقلب السيسي على رئيس منتخب أيده متصوفة مصر وقطاع من متسلفيها، فهو الآخر منتصر لسلف قريب عند هؤلاء، ويستحق التأييد ضد من جاءت بهم بدعة صناديق الاقتراع "فمذهب السيف مذهب قديم"، وهي مقولة تقتضي الخضوع لحَمَلَته في فهمهم، لا حمْله لإحقاق الحق. وهكذا فنازلة السيسي متطابقة مع نازلة حفتر وتستوجبان الحكم نفسه.

لا علينا من كل ذلك..
نحن العامة رأينا كيف اجتمع متصوفة عند بوتين، وخلعوا عليه جبة الصوفية وعمة الأشعرية، كما رأينا انضواء متسلفة مصريين وليبيين من مذهب الجامي تحت لواءي حفتر والسيسي، فالنوازل تتشابه والقاعدة لديهم أن من له "سلف قريب" أولى من غيره ولو كان مؤمنا معروف الإيمان.

لا علينا..
فما زال يساريونا ينافحون عن أن سقوط الاتحاد السوفياتي لا يعني فشل الفكرة الشيوعية، وما زال ليبراليونا يقصرون ليبراليتهم على السلوك الاجتماعي، وينأون بها عن الحرية السياسية وحوكمة السلطة وقواعد حرية السوق المنافية للاحتكار والاستبداد.
والطرفان يتهماننا بالقصور العقلي والتكلس الفكري وعدم استيعاب مقتضيات حركة التاريخ.

علينا إذن من باب المماثلة أن نقبل متصوفة في صف بوتين، ومتسلفة في جيش حفتر، بل أن نقبل صوفية الأول وسلفية الثاني، وعندها لن نغضب لأن مؤتمر الأول يجزئ أهل السنة، وأن جماعة الثاني تقسم الجماعة، فمرحبا ببوتين متصوفا وبحفتر متسلفا.

محمد المختار الخليل
إعلامي عربي موريتاني









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-12, 22:18   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










B9 أهل السنة والجماعة وألاعيب السياسة والسياسيين

أهل السنة والجماعة وألاعيب السياسة والسياسيين

قبل أيام قليلة انعقد مؤتمر فقهي بالعاصمة الشيشانية غروزني ضم شخصيات دينية وعلمية من بلدان مختلفة من العالم الإسلامي، من بينها شيخ الأزهر والمفتي السوري أحمد حسون ومفتي مصر السابق علي جمعة، وبعض الشخصيات الصوفية المعروفة مثل علي الجفري وغيره، وكان ذلك برعاية الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف.

إلى الآن يبدو الخبر عاديا لا يثير انتباها خاصا، فليس هذا بالمؤتمر الأول أو الأخير الذي ينعقد داخل العالم الإسلامي وخارجه حول مسائل دينية وفقهية.

ما هو استثنائي ويحتاج إلى التوقف، هو تجرؤ الحاضرين على تحديد مفهوم أهل السنة والجماعة وحصره في "الأشاعرة والماتوريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية".

المضحك أن هذا التعريف معني بالنفي أكثر مما هو معني بالإثبات، أي بتحديد من يقع خارج دائرة أهل السنة والجماعة أكثر ممن يقع داخلها. طبعا لم يترك نص البيان الختامي مجالا لتأويل من نُظم الحدث وحُشد الجمع بغية استبعادهم وإخراجهم من الملة، فلم يتوان عن ذكرهم جهرة: السلفية والوهابية والإخوان.

عملية تعريف أهل السنة والجماعة التي استغرقت عقودا متتالية من الزمن في سياق التاريخ الإسلامي، ضبطها فقهاء غروزني الأفذاذ في ندوة حوارية لم تتجاوز يومين.

جاء التعريف استبعاديا وضيقا حتى بالمقاييس الفقهية التقليدية، قبل أن نتحدث عن المستجدات الفكرية والمذهبية الحاصلة في العالم الإسلامي اليوم، التي تتجاوز حدود المذاهب الكلامية والفقهية القديمة.

من ذلك مثلا أن تصنيف غروزني الغريب، لم يُدخل حتى أهل المعتزلة في العقيدة والمذهب الظاهري لابن حزم ضمن دائرة أهل السنة والجماعة.

أما المدارس الفكرية الحديثة، فلا أثر لها في هذا التصنيف، لأن أغلب حضور المؤتمر جزء من صراعات الماضي وعلاقتهم بالعصر لا تتجاوز معرفتهم بأسماء الرؤساء والملوك والأمراء، الذين يدعون لهم على منابر المساجد في مصر أو الأردن أو الإمارات العربية وموسكو وغيرها.

من الواضح أن هذا الانخراط في لعبة رسم الحدود مدفوع بأجندات ومصالح سياسية أكثر مما هو محكوم بنوازع دينية وعلمية.

جلّ المعممين الذين حضروا وأصدروا البيان يخشون "أعرافهم" السياسيين الذين كلفوهم بعقد هذا المؤتمر أكثر مما يخشون الله عز وجل، وهم في أغلبهم موظفون دينيون يتقاضون رواتب وامتيازات من الحكومات التي يمثلونها، ويسيل لعابهم للظفر بامتيازات وأعطيات تغدقها عليهم الجهات الخليجية الممولة.

اليوم باتت هذه الأطراف ترعى هيئات ومؤسسات علمية فقهية، ليس بغرض إحياء جذوة العلوم الإسلامية ولا خدمة الإسلام والمسلمين، ولكن بهدف وحيد هو منازعة دول وتيارات سياسية تناصبها العداء في المنطقة.

فلنفكَّ الشفرة السياسية ونجلي ما خفي من حسابات هذا المؤتمر. ليس سرا أن هناك محاور صراع سياسي في المنطقة حول ملفات وقضايا سياسية كبرى، أُريد لهذا المؤتمر أن يلبسها لبوسا دينيا فقهيا زائفا.

هكذا، تقاطعت أجندات الروس والإماراتين في إخراج الوهابيين والسلفيين من دائرة أهل السنة والجماعة.

الروس يواجهون منذ بداية تفكك الاتحاد السوفياتي نوعا من التمرد الإسلامي السني بمسحة جهادية سلفية، فكان الرد بإخراج السلفيين والوهابية من أهل السنة والجماعة.

أما الإمارات العربية التي تخوض حربا باردة ضد السعودية وأخرى ساخنة ضد التيارات الإسلامية مشرقا ومغربا، فقد سعت إلى النيل من خصومها السعوديين "الوهابيين" والإخوان المسلمين بإلقائهم خارج سياج أهل السنة والجماعة.

الحقيقة أن لا السعودية ولا الإخوان يمثلان مذهبا كلاميا أو فقهيا خاصا حتى يتم تصنيفهم داخل أو خارج أهل السنة، فالوهابية ليست إلا تعبيرة حنبلية متأخرة تميل نحو التضييق والتشدد. أما الإخوان ففيهم الحنفي والمالكي والحنبلي والشافعي، وفيهم الماتوريدي والمعتزلي، وفيهم من لا يؤمن بالحدود الفقهية والكلامية أصلا.

ليس سرا أيضا أن الإمارات العربية وروسيا والكثير من الدول الغربية باتت تعمل على إحياء النزاع التاريخي بين السلفية والصوفية؛ لغايات وأهداف سياسية محددة، ليس حبا في الصوفية وزهادها في الدنيا بل تعلقا بأهداف دنيوية محضة.

لا شك أن المنهج السلفي في شكله النصي المتشدد يمثل مشكلة دينية وسياسية من جهة نزوعه التكفيري والاستبعادي. كما أن بعض الاتجاهات الصوفية لا تقل تطرفا بإمعانها في الأغنوصية التي تنحو إلى تذويب المعنى الديني في الجانب الذوقي الباطني والشطحات الروحية المنفلتة.

رغم ذلك، تبقى هذه الإتجاهات داخل دائرة أهل السنة والجماعة، وفق القاعدة المذهبية المعروفة أن "لا يُكفَّرَ أحد من أهل القبلة".

هنا يجب التنبيه إلى أن السلفية مدارسُ واتجاهات مختلفة منها المتشدد في نصيّته (السلفية العلمية)، ومنها التجديدي الداعي لإعمال العقل والاجتهاد في النص، كسلفية محمد عبده المعاصرة ورشيد رضا وجمال الدين الأفغاني والطاهر بن عاشور وعلال الفاسي.

الأمر ذاته ينسحب على الصوفية التي تشمل فيما تشمل تصوف الحلاج والسهروردي وابن عربي وتصوف الغزالي، وتتراوح بين التصوف الفلسفي والتصوف الخرافي الشعبي المقترن بالتمسح بالأولياء والأضرحة والدجل والشعوذة.

إن مفهوم السنة والجماعة تاريخي مركب، ورغم أنه استخدم في فجر الإسلام خلال ما عرف بالفتنة الكبرى، إلا أنه لم يستقر على هيئته الواضحة والمحددة إلا في أواسط القرن الحادي عشر1054م بعد سقوط الدولة البويهية على يد السلاجقة، وانتشار المدارس النظامية في كبرى الحواضر الإسلامية، للتمايز عن الشيعة التي بدأت تسميتها بعد مقتل علي بن أبي طالب على يد الخوارج.

وإذا كان مفهوم أهل السنة والجماعة قد تشكل في تمايز عن مفهوم التشيع والتيارات الشيعية، فلا يجب الانخراط مجددا في صراعات الماضي وقضاياه. نعم هناك مشاكل حقيقية اليوم مع إيران الشيعية وهذه يجب معالجتها بأدوات وآليات سياسية.

لا ينبغي الرد على النزعة الاستبعادية وحتى التكفيرية لبعض الاتجاهات السنية بنزعة تكفيرية واستبعادية مقابِلة، ومن ذلك لعبة النفي المتبادل بين الصوفية والسلفية. كل مسلم اعترف بأصول الإسلام وكلياته المتعارف عليها التي هي محل إجماع المسلمين واعتبر نفسه من أهل السنة والجماعة فهو منهم.

قطعا هناك مشكلة عميقة في الوهابية تكمن في اهتمامها بوحدة النصوص أكثر من وحدة الأمة، وفي رغبتها في الاستئثار بالساحة السنية وتقديم نفسها على أنها هي وحدَها القراءة الصحيحة والسليمة للإسلام. بالرغم من ذلك، تبقى الوهابية إحدى مكونات الساحة السنية الواسعة، ولا يمكن الرد على توجهاتها الإقصائية بإقصاء مضاد.

الأحرى والأولى البحث عن الجامع المشترك بين أهل السنة والجماعة ومعالجة الخلافات الدينية والفقهية مع المذاهب الأخرى بأدوات علمية متينة، بعيدا عن ألاعيب السياسة وحيل السياسيين.

منقول عن // سمية الغنوشي









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-14, 18:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

ماجاء في هذا المؤتمر المشبوه هو ردة فعل لتطرف حقيقي يعاني منه العالم الاسلامي فضحية هذا المؤتمر المشبوه هم اؤلئك الذين سخروا اقلامهم والسنتهم لاخراج اغلب امة الاسلام من دائرة الاسلام ولذلك فلجزاء من جنس العمل ومن اراد البحث عن الاسلام الحقيقي فليرجع الى عصر ما قبل هذه التسميات كلها الى العصر الذي لم يكن اسما معروفا توصف به جماعة او فرقة الا الاسلام واقصد بالخص هنا العمل والتطبيق لا الاسماء والمسميات فمن كان مسلما اسما ورسما نظريا وتطبيقيا فهو المسلم الكلمل وينقص منه كلما ابتعد عن المظهر والمخبر سواء بسواء










رد مع اقتباس
قديم 2016-09-23, 20:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ستريت جورنال: لماذا استبعدت الصوفية السعودية من أهل السنة؟


نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا للصحافي ياروسلاف تورفيموف، يتحدث فيه عما أسماه "حرمان السعودية"، في إشارة إلى مؤتمر "أهل السنة والجماعة"، الذي عقد في غروزني، عاصمة الشيشان، الشهر الماضي، ودعي إليه شيخ الأزهر، وجماعات تمثل الصوفية.

ويقول الكاتب إن المؤتمر الدولي، الذي انعقد تحت رعاية رئيس الشيشان رمضان قديروف، استبعد السعودية، ما يشي بحدوث صدع جديد داخل أهل السنة في العالم، مشيرا إلى أن الصراعات السياسية في الشرق الأوسط بين القوى السنية والمعسكر الشيعي تطورت إلى حروب دينية.

ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن النزاع العقدي داخل التيار السني أدى إلى حدوث صدع سياسي جديد، لافتا إلى أن العامل الذي تسبب به هو مؤتمر مغمور في جمهورية الشيشان التابعة لروسيا الفيدرالية.

وتذكر الصحيفة أن رمضان قديروف، الذي انتخب مرة أخرى بنسبة 98%، هو من أتباع الصوفية، التي ظلت منذ القرن الثامن عشر متعارضة مع الوهابية.

ويعلق تورفيموف قائلا إن "قديروف، وهو متمرد إسلامي سابق، ويعرف بولائه الشديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستخدامه (إنستغرام)، للحصول على مساعدة المواطنين في البحث عن قطة ضالة، لا يعد مرجعية في الشؤون الإسلامية، ولا حتى خارج الشيشان على الأقل، لكنه تشجع من خلال التأثير الجديد لروسيا في الشرق الأوسط، بعد عام من التدخل في سوريا بالتحالف مع إيران، واستطاع أن يدعو شخصيات مهمة من العالم الإسلامي إلى غروزني في آب/ أغسطس، وعقد المؤتمر بالتعاون مع مؤسسة إسلامية في الإمارات، وحضره شيخ الأزهر ومستشارون للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعالم يمني مؤثر، وهو الحبيب علي الجفري، ومفتي سوريا من بين آخرين، ولم تكن مهمته أقل طموحا من تحديد من هو المؤهل لكي يكون من الجماعة السنية".

ويلفت التقرير إلى أن المؤتمر لم يوجه دعوة للعلماء السعوديين الذين وصفوا بالوهابيين للمشاركة، ولا لممثلين عن التيار السلفي في العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن الشيشان تفرض حظرا على السلفية، وتقوم بسجن من تقول إنهم "يصلون بطريقة خاطئة".

وتجد الصحيفة أنه "ليس غريبا أن يقوم مؤتمر غروزني في بيانه النهائي بتعريف السنة أو جماعة أهل السنة بأنهم أتباع المدارس الفقهية الأربع، وأثنى على الممارسات الصوفية، ما يشي بأن السلفية والوهابية بالضرورة هما خارج هذا التعريف".

ويذكر الكاتب أنه عندما بدأت أخبار المؤتمر ترشح في الشرق الأوسط، وتبين أن فيه محاولة لاستبعاد السعودية، خادمة الحرمين الشريفين وملايين من السلفيين في العالم، بدأت الاحتجاجات.

وينوه التقرير إلى أن خطاب المؤتمر يشبه الخطاب الذي استخدمته إيران في السابق لنزع الشرعية عن السعودية، وأشار إلى مقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف هذا الشهر في صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي صور أزمة الشرق الأوسط بأنها معركة بين "الوهابيين والتيار الرئيس في الإسلام"، لافتا إلى أن الرد السعودي على المؤتمر تمثل بقيام عدد من العلماء والناشطين السعوديين بنقد المؤتمر على مواقع التواصل الاجتماعي ،والتعبير عن غضبهم.

وتنقل الصحيفة عن البروفيسور صالح الختلان من جامعة الملك سعود في الرياض، قوله: "على المستوى العام، فإن السعوديين شعروا بالغضب، واعتقدوا أن هناك مؤامرة ضدهم من المحور الروسي الصوفي، وعبروا عن مخاوفهم وغضبهم"، مشيرة إلى أن السعوديين لم يكونوا الوحيدين الذين عبروا عن غضبهم من مؤتمر غروزني، بل إن الإخوان المسلمين عبروا عن أسى عميق من التجمع في الشيشان، واتهموا من شاركوا فيه بزرع نار الفرقة بين المسلمين حول العالم.

ويورد تورفيموف نفلا عن الخبير حسن حسن، من معهد التحرير في واشنطن، قوله: "لم ينظر للمؤتمر على أنه تجمع للمعتدلين ضد السلفيين، بل نظر إليه على أنه تجمع لداعمي للسيسي والإمارات، وذهابهم إلى روسيا، في وقت يتم فيه قصف المدنيين السوريين، ما ترك أثرا سيئا، ونظر إليهم على أنهم خونة، باعوا القضية".

ويرى الكاتب أن "استلهام تنظيم الدولة بعضا من أفكار محمد عبد الوهاب لا يعني بالضرورة أن التفكير الوهابي متشدد وراديكالي، فقد شجب السلفيون والشيعة والصوفية العنف".

ويفيد التقرير بأن السلفية السعودية تؤكد ضرورة طاعة ولي الأمر، وتحظر أي مشاركة في الجهاد إلا بأمر من الحاكم الشرعي، لافتا إلى أن معظم السلفيين ينتمون للتيار المسالم، ويتجنبون النشاط السياسي، ويتبعدون عن العنف.

وتذهب الصحيفة إلى أنه في المقابل، فإن الصوفية لم تكن دائما تعنى بالتربية الروحية، حيث إن الحركة الجهادية ضد المستعمرين الأوروبيين قادها شيوخ الطرق الصوفية، بالإضافة إلى أن الجماعات المتمردة في العراق اليوم تضم جيش الطريقة النقشبندية.

وبحسب تورفيموف، فإن مفتي الشيشان، والد قديروف، أصدر فتوى للجهاد ضد الروس في تسعينيات القرن الماضي، وقاد بنفسه مجموعة من المقاتلين في تلك الحرب، لافتا إلى أنه في الشيشان اليوم تقوم الدولة بتأكيد الالتزام الديني ومراقبته، حيث يفرض على المرأة ارتداء الحجاب في المكاتب الحكومية، ويمنع بيع الكحول.

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول المحاضر في الدراسات السياسية والأمنية في جامعة إكستر عمر عاشور: "ما يجعل الجماعات الصوفية تبدو معتدلة اليوم هي أنها تفضل الوضع القائم، لكن فكرة أنهم معتدلون أكثر من السلفيين تبدو سخيفة، فكلاهما قمعيون وغير ليبراليين، وعلى نحو ما معادين للديمقراطية".









رد مع اقتباس
قديم 2016-09-23, 20:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
adziri
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

الـعـقـائـد الـبـاردة : جـدل الـسـلـفـيـة والأشـاعـرة

اخي الاستاذ العثماني
لن يتساوى المجموع او الكل او الامة الغالبة بالجزء شرعيا ورياضيا عقليا ومنطقيا
الاشاعرة الماتوردية هم امة الاسلام وهم امة السلف في الاتباع
بالاضافة الى اهل الحديث المنزهة المفوضة في الاعتقاد
اما المجموعات الضارة وانا افضل ان اسميها الفيروسات اليهودية الاختراقية قديما وحديثاالمشبهة المجسمة الحشوية
كالسالمية والكرامية والتيمية والوهابية..فهذه مجموعات مجهرية وجراثيم مكروسكوبية
لولى الاحتلال الداخلي من طغات ظلمة واستعمار خارجي مدعم لها
والمال الوفير وبعض مسرحيات العالمية كالجهاد الافغاني
ماكان سمع بهم احد
والسؤال المطروح اين ذهب الشاب الامرد المستوي الجالس في الفوق الذي ترك مقدار اربع اصابع لمخلوق ما يجسه بجنبه
ويحذث صوت اطيطي عند احتكاكه بالكرسي
ياسلام على صوت واحتكاك

قسم العقيدة و التوحيد أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

اذاعرفت اين ذهب تعرف انه ليس هناك صراع بين الامة الغالبة والفيروسات والمكروبات المجهرية
وانما الاعداء اليهود وغيرهم من الصهاينة يتربصون بنا قديما وحديثا فقط










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc