أفيدوني من فضلكم. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الطّلبات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أفيدوني من فضلكم.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-13, 10:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
bouagal3001
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي أفيدوني من فضلكم.

طلب مساعدة حول موضوع بلاغة الخطاب وشعريته...









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 16:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










B9 بلاغة الخطاب وشعريّته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنّى أن يفيدك هذا الموضوع:
ــــ
تنشأ بلاغة الخطاب وشعريته ، مع نشوء الخطاب الأدبي ذاته ، و يمكن العثور على الإرهاصات الأولى لذلك من خلال النظرة إلى الشعرية نفسها عربية كانت أو غربية ، من خلال الشعر الجاهلي أو ملحمة هوميروس مثلا، ولا يمكن العثور على الشعرية لمحض الصدفة ،فالخطاب الأدبي يوجد ليدل على كلام يبحث عن اللذة ويثير إهتمام المتلقي ،فيكون بذلك مصيره الخلود وبناءا على ذلك يتميز الخطاب الأدبي عن الكلام العادي .
هذا الخطاب لم يكن موحدا منذ نشأته ، سواء من حيث الغاية أو الشكل بيد أنه إتخد منحيين مختلفين:

- منحى التفسير أو النظرية ومجال ذلك البلاغة.
- منحى تكون فيه الأمور أكثر تعقيدا ،بحيث نجد موضوعا من إنشاء الخطاب الذي يصفه وهو الشعرية .


ولعل الحديث عن بلاغة الخطاب وشعريته بين التراث والمعاصرة ، ليس بالأمر الهين ،ذلك أن هذا العمل يلزمنا أن نجري مسحا شاملا ،لأهم الجهود التي عرفتها الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية العربية والغربية منذ نشأتها ،ذلك حتى يتأسس بحثنا على أدلة وبراهين نصية ،وإن كان هذا الأمر يتعذر حاليا ، فإن هذا العمل سيتأسس على ما توفر بين أيدينا من مؤلفات حول الموضوع .


بادئا لا بد من الإشارة إلى أن الشعرية في تحول مستمر ،وتلك هي أفضل علامات تحولها نفسه1 هذا ما كتبه طودوروف في مقدمة كتابه عن الشعرية ، ولم يختلف عنه أدونيس في كتابه الشعرية العربية إذ رأى أن الشعرية العربية والنقد الشعري العربي كان على خصائص الشفوية الجاهلية ،إذ تولدت عن ذلك معايير وقواعد لا تزال مهيمنة ليس على الكتابة الشعرية وحدها ،وإنما أيضا على المقاربة الدوقية والفكرية والمعرفية المتصلة بالشعر وقضاياه.2


إن الشعرية كما هي في نقدنا القديم إنما تحاول الكشف عن السر في ذلك السحر الأخاذ الذي تكتسبه اللغة الشعرية ،وكان جهابذة الكلام من العرب القدامى قد خاضوا خوضا في مسألة اللفظ والمعنى بناءا على تصور ثنائي لماهية الكلام الشعري ، ويكفينا تعريف قدامة بن جعفر للشعر: "قول موزون مقفى يدل على معنى"3، بل ذهبوا إلى أقصى حد فرتبوا مراتب اللفظ بين الحسن والقبح ،ومراتب المعنى بين الابتكار والإبتدال ،وهذا مايطلعنا به ابن قتيبة في مقدمة كتاب الشعر والشعراء ،يقول " تدبرت الشعر فوجدته أربعة أضرب ،ضرب حسن لفظه وجاد معناه...وضرب منه حسن لفظه وحلا، فإذا فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى ...وضرب منه جاد معناه ، وقصرت ألفاظ..."4.


ولم يكن يعني قدامة بن جعفر وابن قتيبة من علاقة اللفظ بالمعنى إلا صحة الدلالة إن على الحقيقة وإن على المجاز لأنهما كان يريان صلة الشعر بما تقره قواعد اللغة وتتيحه البلاغة من حالات العدول والانحراف ، ولم يحتفل هؤلاء كثيرا بموسيقى الشعر ، وهو الأمر الذي خلق تيارا تجاوز ثنائية اللفظ والمعنى كقول ابن الأثير في المتنبي واختصاصه والإبداع في وصف مواقف القتال...."... إذا خاض في وصف معركة ، كان لسانه أمضى نصالها وأشجع من أبطالها ، وقامت أقواله للسامع ،مقام أفعالها ،حتى نظن الفريقين قد تقابلا والسلاحين قد تواصلا"5.


ولا شك أن استنباط الخليل للأوزان الشعرية وتقليدها عمل إبداعي لا يكشف عن حسه الموسيقي الأصيل وحسب بل عن قدرة تحليلية باهرة ،في كتاب" الموسيقى الكبير " للفارابي نجد ما يؤيد ذلك ،إذ يعرض الفارابي للعلاقة الجوهرية بين الشعر والوزن بشكل نظري دقيق.


يرى الفارابي أن الشعر والموسيقى يرجعان إلى جنس واحد وهو التأليف والوزن والمناسبة بين الحركة والسكون ،لكن بينهما فرق ،هو أن الشعر يختص بترتيب الكلمات في معانيها على نظم موزون مع مراعاة قواعد النحو في اللغة، وأن الموسيقى تختص بمزاحفة أجزاء الكلام الموزون ،وإرساله أصواتا على نسب مؤتلفة بالكمية والكيفية في طرائف تتحكم بأسلوب التلحين...".


لقد تأسست النظرة إلى الصناعة الشعرية العربية على ما أملته الشفوية الجاهلية خاصة في القرون الأولى ،وهي نظرة ترى إلى القصيدة بوصفها نداء واستجابة ،جدل، دعوى متبادلة بين أنا الشاعر ونحن الجماعة 6 ومن هنا لافرق بين الشعر والحياة.


وتترسخ شعرية الإيقاع في الرؤية إلى النص كإنتاج لإيقاع الذات الكاتبة ،بما هو متعدد ولا نهائي 7 وهو الأمر الذي تنبهت إليه الشعرية الغربية ،فبول فاليري الشاعر الفرنسي يرى" القصيد ذلك التردد الطويل بين الصوت والمعنى" 8 وقد تنبه دي سوسير إلى تواتر فارق لعدد من الوحدات الصوتية في النصوص الشعرية ، وكان لأبحاثه تأثيرا كبيرا في تجديد الفهم لعمل اللغة في الشعر ،ليأتي بعده رومان جاكبسون وقد هيأه.


لذلك تبحره في علم الأصوات ووظائفها وشغفه بالشعر للبسط في هذا الأمر وهذا ما سنتناوله لاحقا بالبحث .


ويرجع الفضل إلى كانط في تحويل الشعرية العربية في فترتها الشفوية من شعرية الفحولة (الأصمعي –الجمحي-) إلى شعرية البيان، ومهمة هذه الشعرية البحث عن القواعد التي تتيح الجودة أو الحسن في الكلام ،أي البحث في الوظيفة البلاغية .


والشعرية عند الجاحظ ليست في المعنى وإنما في اللفظ: "المعاني مطروحة الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج، وفي صحة الطبع، وجودة السبك ،فإنما الشعر صناعة وضرب من الصبغ وجنس من التصوير" 9 فالجاحظ يحدد ماهية الشعر من خلال تركيزه على الشكل فماهية الشعر تكمن في ترتيب المعاني ونظمها وجودة سبكها ، والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها الناس قاطبة باختلافهم ،وهذه العملية البلاغية لا يمكن إدراكها إلا من خلال فهم عملية التواصل التي هي المؤلف (ضرب من الصناعة) والمتلقي والنص والمقام ،وقد هدف الجاحظ إلى البحث عن شعرية البيان من خلال كليات نابعة من خارج الخطاب إلى إنتاج كليات منبثقة من داخل الخطاب نفسه ،باعتباره خطابا يهدف إلى الإفصاح بأفضل أسلوب وتتعدى وظيفة الخطاب عند الجاحظ إلى أنظمة سميائية ورمزية أخرى كالسكوت والإشارة..."10.


وكانت الدراسات الخاصة بالشعر تنمو إلى جانب الدراسة الخاصة بالنص القرآني مثلما فعل الجاحظ وأبو عبيدة في مجاز القرآني ،وابن قتيبة ومشكل القرآن ....وكل هؤلاء عملوا على المقارنة بين الخطاب القرآني والشعر وقد مهدت هذه الدراسات لحركية الإبداع العربي ونقلها من الشفوية إلى شعرية الكتابة ،خصوصا الصولي في دفاعه عن طريقة أبي تمام الشعرية ،الطريقة التي خالفت نهج القدامى ،أي في ابتكار أبي تمام لمعاني لم يعرفها العرب القدامى .


وأما الجرجاني فيرى أن شعرية النص تكمن في النظم يقول: " فالألفاظ تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة ومن حيث هي كلمة مفردة ،إنما تتبث لها الفضيلة وخلافها في ملائمة معناها لمعنى التي تليها ،أو ما أشبه ذلك مما لا تعلق له بصريح اللفظ فأنت لا تجد أحدا يقول : هذه اللفظ فصيحة إلا هو يعتبر مكانها من النظم وحسن ملائمة معناها معاني جاراتها...."11


ويمثل الجرجاني نقطة الذروة في الحديث عن نظرية النظم العربية ،ولم تأت أراؤه حول النظم من العدم بل كانت تتويجا لاجتهادات البلاغيين والنحاة من قبله ،بيد أنه استطاع بعبقرية فدة أن يوحد بين النظرية التطبيق من خلال تحليله للآية الكريمة " وقيل يا أرض أبلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين " سورة هود الآية 44. 12.


ويصدق على النظم الشعري عند عبد القاهر الجرجاني تعريف جان كوهن للشعر بأنه " ليس التعبير الأمين عن عالم غير عادي ،إنما هو التعبير الغير عادي عن عالم عادي " هذا يعني أن عبد القاهر قد إهتم خلافا لنقاد البيان قبله بالشعر أكثر من الشاعر وبالخطاب أكثر من المخاطب وانه تجاوز مرحلة البحث عن الأصول الأدبية 13.


وتأسست شعرية أرسطو على الشعرين الملحمي والدرامي وربطه بين الشعر والمحاكاة يقول أرسطو:" وبين هذه الفنون فارق ثالث يتوقف على أسلوب المحاكاة للموضوع إذ يمكن بنفس الوسائل ولنفس الموضوعات أن نحاكي عن طريق القصص" إما أن نقض على لسان شخص آخر كما يفعل هوميروس أو يحكي المرء عن نفسه أو يحاكي الأشخاص وهم يفعلون".


وكان بن سينا قد تنبه لهذا التصنيف للشعر وانعكاسه على الشعرية العربية فقال في نهاية تلخيصه لكتاب أرسطو " هذا هو تلخيص القدر الذي وجد في هذه البلاد منه من كتاب الشعر للمعلم الأول وقد بقي منه شطر صالح ولا يبعد أن نجتهد نحن فنبتدع في علم الشعر المطلق وفي علم الشعر بحسب عادة هذا الزمان بأن الشعر العربي يختلف عن الشعر اليوناني زمانيا وبالتالي فلا تنطبق عليه مقولاته وتقسيماته.


ونجد تأويلا لقول ابن سينا في المنهاج لحازم القرطاجني يقول: " مدار جل أشعارهم خرافات كانوا يصنعونها يفرضون فيها وجود أشياء وصور لم تقع في الوجود ويجعلون أحاديثهم أمثالا..."15 .
وقد انصب اهتمام القرطاجني في منهاجه على الأدبية التي تكمن في البلاغة وهي علم الأدب الذي يقوم على الوظيفة التخييلية، أي شعرية القصيدة العربية قائمة في مفهوم التخيل القانون الشعري ، مؤخرا الوزن والقافية ، وأما الصورة الشعرية فهي الوحدة الأساسية التي تشكل تخيلا ،وقاعدتها الانزياح والإيحائية ،وكلما كانت أبعد عن أفق انتظار المتلقي ،إلا وحققت المفاجئة الأسلوبية الجمالية .


إن البلاغة العربية كانت موحدة في البيان (الجاحظ) الذي أسس لما يسمى ببلاغة الكلام ،في حين أخد الجرجاني يؤسس لم يمكن تسميته ب " بلاغة الصمت"


وأما ابن المعتز فقد أسس لبلاغة البديع وقدامة لبلاغة النقد والفصاحة عند ابن سنان والصناعة عند العسكري ولم يطرأ عليها أي تقسيم إلا مع السكاكي الذي رأى أن البلاغة هي "مفتاح العلوم ونقطة التقائها ،وتشمل المنطق والنحو والصرف والعروض والبلاغة بمعناها الخاص يقول" وقد ضمنت كتابي هذا من أنواع الأدب دون أنواع اللغة ،ما رأيته لا بد منه ،وهي عدة أنواع متآخدة فأودعته علم الصرف ...وعلم النحو...وعلم المعاني...ورأيت صاحب النظم يفتقر إلى علمي العروض والقوافي...ولخصت الكتاب حسب مقتضى المقام16 .


صفوة القول حول بلاغة الخطاب وشعريته عند العرب ،أن جهود العلماء ارتبطت بتفسير الخطاب الشعري والقرآن والقول البليغ عموما ،وصارت فيما بعد آلة لإنتاج الخطاب


ومثل قدامة بن جعفر جسرا واصلا بين البلاغة والشعرية وهذا ما رفضه أرسطو وآمنت به البلاغة العربية ضمنيا منذ الجاحظ ،كما كان الاهتمام بالبنية الصوتية باعتبار أنها تجعل الشعر شعرا ،وهذا ما أكد عليه الشكلانيون الروس ،جان كوهين ولوتمان مثلا.


كم نسجت البلاغة الجرجانية علاقة وطيدة مع الدرس اللغوي الحديث ، حيث نعثر فيها على وشائج تربطها بالنحو التوليدي و نظرية أفعال الكلام انطلاقا من اهتمام نظرية النظم بالدلالة و علاقتها بالترتيب و التداول و مراعاة الجانب التداولي للغة الأدبية هو المرمى الذي سعى إلى تجسيده السكاكي في مفتاحه و توج هذه الجهود القرطاجني و اهتمامه بشعرية القصيدة العربية من خلال مفهوم التخييل .


ورغم ذلك فالبحوث البلاغية العربية القديمة في علم المعاني تقوم في غالب الأحوال بإبراز ترابط العلاقات السببية بين وحدتين من القول ، و ذلك عند تحليل مشكلات الفصل والوصل ...دون أن يشمل نصا تاما باستثناء حالتين يحددها الجرجاني كما سبق الذكر و القرطاجني في تحليله لأجزاء القصيدة ، وتسميته لكل قسم منها فصلا،وقد طبق تصوراته على قصيدة المتنبى.


أغالب فيك الشوق و الشوق أغلب..........


و أخذت بحوث البلاغة الجديدة تنمو منذ نهاية عقد الخمسينات حتى الآن عبر ثلاثة أفاق متجاورة ومتتالية و إن كانت متباينة و هي:


- البلاغة الجديدة : مصطلح ظهر سنة 1958 في عنوان كتاب لبيرلمان"perélman" تحت اسم مقال في البرهان ، في محاولة لإعادة تأسيس البرهان أو المحاجة الإستدلالية من خلال الإهتمام بالأشكال البلاغية كأدوات للإقناع .

-البلاغة الجديدة التي نشأت في منتصف الستينات في حضن البنيوية النقدية و يمثله جماعة من البلاغيين معظمهم في فرنسا مثل " جيرار جينيت" و جون كوهين" و "طودووف" .
- البلاغة الجديدة الثالثة ،وتعتمد في تحليل الخطاب على السيميولوجيا و التداولية .وهو الإتجاه الذي تحول إليه تودوروف ، الذي اعترف بأن السيميولوجيا يمكن أن تفهم بأنها بلاغة معاصرة.


و قد أعلنت هذه البلاغة القطيعة مع البلاغة القديمة ، واحتفظت منها فقط بفكرة المستمعين لأن غياب القراء يجعل الكاتب يظن بأنه وحده في العالم .وهؤلاء البلاغيون يقومون بتحليل مستويات التعبير اللغوي من محاور لفظية و تركيبية و دلالية .......17 وبذلك أضحى الخطاب البلاغي يتجه لأن يكتسب طبيعة كلية شاملة يتجاوز الصيغة الجزئية التي غلبت عليه ، إنه يتجه ليصبح طريقة في التناول و منهجا للتحليل العلمي دون الإعتماد على مصادرات و معايير مسبقة مما جعله هيكلا متناميا .


إذا كان التجديد المبدع في الخطاب الأدبي لا يتجلى في الوحدات الصغرى ، إنما في الأبنية الشكلية للنص ، فإن الخطاب البلاغي يندرج بدوره في منظومة معرفية تدعوه لأن يستثمر الخطابات العلمية المجاورة ، فالتقدم الذي أحرزته علوم اللغة و نظريات الجمال و الألسنية و الأسلوبية يصب في بؤرة الخطاب البلاغي الجديد ، و يشكل مقولاته بطريقة توصف بأنها،عبر تخصصية 18.


و شهدت بحوث الشعرية "Poetique " نموا متزايدا في العقود الاخيرة ترتب على طبيعة التحولات في نظريات اللغة من ناحية ، مما جعل بعض الباحثين يسم الشعرية الحديثة بأنها لغوية ، و على تضافر الأفكار الجمالية المنبثقة من التجربة الخصبة للمذاهب الأدبية و المناهج البحثية الحديثة من ناحية أخرى ، و لهذا يبدوا سياق الحديث عن الشعرية و علم الجمال موضوعا لا كاد ينقطع ، ومن ثم فإن اسهام الشعرية في تشكيل بلاغة الخطاب الأدبي يعد جوهريا 19.


و تتحدد الشعرية من حيث هي علم الأدب ، و هي في ذلك مغايرة للفاعلية التأويلية للأعمال الفردية التي لها سمة الأدب و لكنها ليست بعلم ، وفي الوقت نفسه ، مغايرة للعلوم الأخرى مثل علم النفس و علم الإجتماع ، مادامت قد جعلت الأدب نفسه موضوعا للمعرفة بينما كان يعتبر في السابق تجليا من جملة تجليات النفس أو المجتمع.


بقول "جاكبسون:" ليس موضوع العمل الأدبي هو الأدب إنما القيمة الأدبية أي ما يجعل من عمل معين عملا أدبيا ، إن المظاهر الأشد أدبية في الأدب ، و التي ينفرد بامتلاكها هي التي تكون موضوع الشعرية ، إن استقلالية الشعرية رهينة بقيام الأدب بذاته .إن الشعرية مدعوة إذن إلى القيام بدور انتقالي بارز، فتكون بذلك قد استعملت كاشفا للخطابات 20.


و قدمت بحوث الشعرية عند " جاكبسون" للباحثين أداة تحليلية تقرب نظرية الوظيفة الشعرية من استراتيجيات الخطاب الخاصة بالأدب ، فالوظيفة الشعرية عنده تتميز كما هو متداول بكثرة عن طريق العلاقة بين المحورين الأساسين في الخطاب وهما محور الإختيار والتركيب" و عمليات اللغة تتمثل في التداخل بين هذين المحورين" فعلى المحور الأول و هو التركيبي تقوم علاقات التجاور، وبالتالي تلك العمليات ذات الطابع التأليفي ، و على المحور الثاني و هو الإستبدالي تنمو العمليات ذات الأساس التشبيهي و هي المكونة لجميع التنظيمات الإختيارية ، و صياغة أي رسالة تنبئ على لعبة هذين المحورين ، و خاصية الوظيفة الشعرية حينئذ هي الإخلال بهذه العلاقة بوضع أحد المحورين فوق الآخر 21.


و يخص جاكبسون حركة النص في نظرية الإتصال و عناصرها الستة تغطي كافة وظائف اللغة بما فيها الوظيفة الأدبية.

و الذي يهمنا هنا هو الوظيفة الأدبية و ذلك حين يصبح القول اللغوي أدبا و النص يوجد هويته بواسطة شفرته أسلوبه 22.


لقد أصبحت الشعرية شيئا فشيئا ، بحثا عن استراتيجيات اللغة و الأدب ، رهاناتهما و نظرياتهما ، بسبب تأثير نظرية اللغة و علم الإجتماع الشعرية ، يقول بورديو:" أعتقد أن المواقف الأكثر انتاجية على الصعيد العلمي ، تكون غالبا الأكثر مجازفة و الأبعد عن الإحتمال 23.


و الملاحظ على الشعرية الروسية أنها امتدت إلى إمتدادين أولها إهتم بالبيئة المجردة للشعرية أي على الإحتمال ومثل هذا تودوروف.


وشعرية ثانية مثلها جيرار جينيت الأقرب إلى البلاغة وتجعل الصدارة للغة و افتقرت بذلك إلى نظرية الذات الكاتبة والقارئة و كأنها مطابقة للبلاغة الأرسطية 24.


جماعة القول أن البلاغة و الشعرية عربية كانت أو غربية قد بلغت درجاتها القصوى وأبعادا باهرة في القراءة وتفسير الخطاب الأدبي ، إلا أن هذه الجهود لم تصل بعد إلى الكلمة الفصل حول المكامن الدقيقة التي تحقق جمالية الخطاب الأدبي ، فالبلاغة لا تزعم حق استنفاذ الجوانب المتصلة بالنص الأدبي و إنما تحاول تكوين معرفة موضوعية عنه ، لذلك اتخذت الشعرية محور دراستها خصائص اللغة الأدبية ، باعتبارها ملتقى نظريات الخطاب المعاصر، رغم ذلك فالشعرية لازالت بعد لم تصل إلى بلوغ المأرب المتوخى منها فيرى تودوروف أن الشعرية مدعوة إلى القيام بدور انتقالي باعتبارها كاشفا للخطابات، بيد أن نتائجها الحالية تدعوها لأن تقدم نفسها قربانا على مذبح المعرفة " وقد يعزى ذلك إلى انتقاص غالبية الحركات الشعرية في القرن العشرين من قيمة الإيقاع من جهة وقد أعلن بارث أن ثمة بعدا للنص أسماه بـ"الهزة" لا يمكن للتحليل أن يتناولها لذلك تبقى الشعرية شأنها شأن البلاغة لبنة لبناء تصور لحقيقة الجمال الأدبي و محاولة لكشف أسراره و هي تحتاج إلى لبنات جديدة حتى يتم البناء الذي يرسخ حقيقة الظاهرة الأدبية و يستخلص أسرار جمالها وخلودها.









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 17:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
bouagal3001
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكورة وجزاك الله عنا ألف خيرا وجعلك نبراسا للأجيال القادمة فقط أختي الكريمة هل يمكن إفادتي بقائمة المصادر والمراجع التي تم الاستفادة منها في هذا البحث ليكون بحثا أكاديميا على أكمل وجه.....










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 21:56   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Dimna
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

Bonne chance










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-18, 17:16   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
حـبـيـبو عـبـدو السوفي
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية حـبـيـبو عـبـدو السوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الله يوفقكم لما يحبه ويرضاه









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أفيدوني, فضلكم.


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc