موضوع مميز درس: التوحيد و آثاره في استقرار النفس الإنسانية-السنة الثانية ثانوي- - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

درس: التوحيد و آثاره في استقرار النفس الإنسانية-السنة الثانية ثانوي-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-25, 15:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي درس: التوحيد و آثاره في استقرار النفس الإنسانية-السنة الثانية ثانوي-

هذا الموضوع شاركته في المنتدى منذقرابة عامين
وبعد مدة عدت وحذفته -دون أن اطلع عليه- مخافة أن أكون وضعت فيه ما لا يصح.
.. فلما عدت اليوم لأرشيف مواضيعي وجدته
فألفيته موضوعا نافعا يتناول أمرا عظيما هو سبب وجودنا في هذا العالم
إليكُموه إخوتي أخواتي ..-مع بعض التلخيص لكون الموضوع الأول طويلا -





تناولنا في مادة العلوم الإسلامية درسا هاما جدا و قيما بعنوان التوحيد و آثاره في استقرار النفس الإنسانية


و يتناول هذا الدرس عقيدة التوحيد من حيث شمولها لجميع نواحي الحياة
وأثر فهم هذه الشمولية في سلوك المسلم في شتى جوانب حياته،
مع ذكر الفوائد التي يجنيها الموحد بتوحيده،
وبعض النماذج التي توضح زعزعة مفاهيم العقيدة الصحيحة في نفوس كثير من الناس
نتيجة لعدم فهم أن كلمة التوحيد منهج حياة
.
.
.

أعظم سلاح يتسلح به المسلم هو سلاح العقيدة الصحيحة، المستمدة من الكتاب والسنة، وما عليه سلف هذه الأمة
فأصل ما تزكو به القلوب والأرواح هو التوحيد وهو أساس الإسلام


فلنتعرف على التوحيد أولا
**تعريفه **
**أنواعه**
** نماذج من تزعزع العقيدة في النفوس**
**آثاره على النفس الإنسانية **


على بركة الله نبدأ
1- تعريف التوحيد :
1. لغة : مصدر وحد يوحد أي جعل الشيء واحدا.
2. شرعا : إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من عبادة و الاعتقاد أنه واحد في ذاته وصفاته و أفعاله

2ـ انواع التوحيد:
للتوحيد ثلاثة انواع:

أ- توحيد الربوبية: ومعناه الايمان بأن الله هو الخالق والرازق والمحيي والمميت والمدبر لكل ما يحدث في هذا الكون قال تعالى" ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين" وهذا الايمان وحده لايكفي حتى يتبع بالعمل.

ب- توحيد الالوهية: ومعناه إفراد الله بالعبادة وعدم اشراك غيره فكل أعمال الإنسان ينبغي ان تكون خالصة لله قال تعالى" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين

ج- توحيد الله في اسمائه وصفاته: ويكون ذلك باثبات الاسماء والصفات التي وصف وسمى الله بها نفسه في القرآن او نبيه في الاحاديث الصحيحةمن غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل قال تعالى" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"




نماذج من تزعزع العقيدة في النفوس:

*-الحلف بغير الله، والتوسل والاستعانة بالمخلوقين دون الله.
*-الاحتكام إلى الأعراف، والعادات، والتقاليد، وتقديمها على حكم الله ورسوله عند بعض الناس.
*-تقديم القرابين، والنذور، والهدايا للمزارات والقبور، وتعظيمها.
*-التشبه بالكافرين في أخلاقهم، وعاداتهم السيئة، وموالاتهم .
*-لجوء الناس، وتعلقهم عند الشدائد بالأسباب المادية فقط من دون الله عز وجل .
*-انتشار السحرة، والمشعوذين، والكهان، والعرافين، والتمائم، والرقى غير الشرعية .
*-ادعاء علم الغيب في قراءة الكف، والفنجان، والتنجيم، وعالم الأبراج التي تملأ صفحات بعض المجلات اليوم، والإذاعات .
*-الاحتفالات بالمناسبات الدينية المبتدعة: كالإسراء والمعراج، والهجرة النبوية، وبدعة المولد وغيرها مما لا أصل له في الشرع .
*-الاستهزاء بالدين، والسخرية بأهله، والاستهانة بحرماته، و الإدعاء أنه تأخر ورجعية، ووصف أهله بالتطرف والتشدد.
*-التمسك بأقوال الرجال، حتى أصبحت تفوق الكتاب والسنة عند كثير من الناس وللأسف.
*-ضعف اليقين بالله ودخول اليأس والقنوط لقلوب كثير من المسلمين.
*-الخوف والرعب من المخلوقين عند حدوث الفتن والمصائب .
*-مما ابتلي به المسلمون اليوم نظرة الناس المادية للحياة: تحصيل اللذات والشهوات.
*-تعليق أهداف الأمة، واهتماماتها بأشياء لا قيمة لها كاللهو، والغناء والمتعة الحرام،


هذه بعض مظاهر زعزعة التوحيد في قلوب الناس، وتناقصه؛ ولهذا غفل كثير من الناس عن آثار التوحيد، وعن حقيقته، بل جهل كثير من المسلمين هذه الآثار، فأصبح يردد:' لا إله إلا الله' في اليوم عشرات المرات لكن ربما ليس لـ' لا إله إلا الله' أثر في حياته، مع أنه مسلم، ويردد: لا إله إلا الله


فالمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها؛ والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو إفراد الله بالتعلق، والكفر بما يعبد من دون الله، والبراءة منه؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لما قال لهم: [قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ] قالوا- كما أخبر الحق عز وجل عنهم-:} أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ[5] {“سورة ص” فالعجب ممن هو من أهل الإسلام، ولايعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار؟!


والناس يتفاوتون في التوحيد ويتفاوتون في فهم معنى هذه الكلمة
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:' فإن المسلمين- وإن اشتركوا في الإقرار بها فهم- متفاضلون في تحقيقها تفاضلاً لا نقدر أن نضبطه'“ الفتاوى”


آثار التوحيد على النفس الانسانية:


أولًا: تحقيق معرفة الله سبحانه وتعالى:
وهي من أعظم الآثار، وكيف تعرف ذلك؟ قال ابن

القيم:' ولهذه المعرفة بابان واسعان، الأول: التفكر والتأمل في آيات القرآن كلها . والثاني:
الفقه في معاني أسمائه الحسنى، وجلالها وكمالها، وتفرده بذلك...'“ بتصرف من الفوائد” .
فالفقه في معاني أسماء الله وصفاته ومقتضياتها وآثارها وما تدل عليه من الجلال والكمال أقرب طريق لمعرفة الله. وكما قيل:'من كان بالله أعرف كان لله أخوف'.


ثانياً: راحة النفس الموحدة واطمئنانها وسعادتها:
فهي لا تقبل الأوامر إلا من واحد، ولا تمتثل للنواهي إلا من واحد، ولذلك ترتاح النفس وتطمئن ويسكن القلب، ويهدأ. قال ابن القيم رحمه الله: 'وكما أن السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا كما قال تعالى:} لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ...[22] {“سورة الأنبياء” فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى؛ فسد فساداً لا يرجى صلاحه إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه، ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده، الذي يحبه ويرجوه، ويخافه ويتوكل عليه، وينيب إليه'“ الفوائد”.

العبادة:'
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأفعال الظاهرة والباطنة' فكل فعل، وكل قول، وكل حركة، وكل سكون في حياتك هي عبادة لله، بشرط أن يحبها الله ويرضاها، وأن تكون خالصة لله، وكما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ، فإذا اتضح الهدف للمسلم ارتاح قلبه، واطمأنت نفسه، وشعر بالسعادة؛ لأنه يعيش من أجل هدفٍ سامٍ، وغاية واضحة، ومبدأ عظيم هو رضا الله.

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ] رواه مسلم. إذاً: وأنت تقضي شهوتك تؤجر عليها.

الهم..المرض..التعب
يؤجر عليها المسلم الموحد الصادق إذا كانت في رضا الله عز وجل، ألم يقل الحبيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ] رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد.'
وديننا شامل لجميع مناحي الحياة والإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك.. تسليم واستسلام لله تعالى في كل شئون حياتنا لاحرية لك إلا في حدود الشريعة لا حرية لك بلباسك، ولا بقولك، ولا ببيعك، ولا بشرائك، ولا بذهابك، ولا بمجيئك إلا بهذه الحدود.



ثالثًا: تواضع النفس الموحدة وخوفها وانكسارها لخالقها وافتقارها إليه:
لشعورها أنها في حاجة إليه في كل لحظة؛ فهو مالكها، ومدبرها، وهذا مما يزيد العبد افتقاراً والتجاء إليه عز وجل، ويزيده ترفعاً عن المخلوقين وما في أيديهم، فالمخلوق ضعيف، فقير، عاجز أمام قدرة الحق عز وجل


رابعاً:اليقين والثقة بالله عز وجل:
فصاحب التوحيد على يقين من ربه، مصدق بآياته، مؤمن بوعده ووعيده كأنه يراه رأي العين، فهو واثق بالله، متوكل عليه، راض بقضائه وقدره، محتسب الأجر والثواب منه. والنفس الموحدة تمتلئ بالطمأنينة والسكينة حتى في أشد المواقف وأصعبها، ألم نقرأ في القرآن:} الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[82]{ “سورة الأنعام”


خامساً: تفريج الكربات:
وقصة يونس عليه السلام من الأدلة على ذلك، قال تعالى:} وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ { بماذا نادى.. بماذا استغاث؟ بكلمة التوحيد




سادسا: الحزم والجد في الأمور:
فإن الموحد جاد حازم؛ لأنه عرف هدفه، وعرف لماذا خُلِق، وما المطلوب منه، وهو توحيد الله عز وجل والدعوة إليه؛ فلذلك حرص على عمره، فاستغل كل ساعة في عمره، فلا يفوت فرصة للعمل الصالح، ولا يفوت شيئًا فيه رجاء الله، ولا يرى موقع الإثم إلا وابتعد عنه خوفاً من العقاب؛ لأنه يعلم أن من أسس التوحيد: الإيمان بالبعث والجزاء على الأعمال، والله عز وجل يقول:} وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ[132]{ “سورة الأنعام”



سابعاً:التوحيد هو الذي يحرر النفوس من رق المخلوقين:
ومن التعلق بهم، وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم، وهذا والله هو العز الحقيقي، والشرف العالي، فيكون بذلك متألهاً، متعبداً لله، فما يرجو سواه، ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلا إليه، ولا يتوكل إلا عليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.


ثامناً:التوحيد يسهل على النفوس فعل الخيرات وترك المنكرات:
المخلص في توحيده تخف عليه الطاعات؛ لما يرجوه من الثواب ويهون عليه ترك المنكرات، وما تهواه نفسه من المعاصي؛ لما يخشى من سخط الله، وأليم عقابه . وكلما حقق العبد الإخلاص في قول:' لا إله إلا الله' صرف عنه الكثير من الذنوب والمعاصي، ألم يقل الحق عز وجل:} كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ[24] {“سورة يوسف” فعلل صرف السوء والفحشاء عنه بأنه} مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {

تاسعاً:التوحيد ينير القلب:
ويشرح الصدر ويجعل للحياة معنى وحلاوة بل إن' لا إله إلا الله' إذا خرجت من قلبٍ صادق؛ تقلب الحياة رأساً على عقب،فهذا بلال عبد حبشي ليس له من الأمر شيء فأصبح بـ 'لا إله إلا الله' المؤذن الأول، ورجل من أهل الجنة، وسيد من سادات الإسلام،


عاشراً:التوحيد يحفظ هذه النفوس:
ماحفظت دماؤنا وأعراضنا وأموالنا إلا بكلمة التوحيد'لا إله إلا الله' قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ] رواه مسلم وأحمد.


الحادي عشر: الإنصاف وتربية النفس على العدل:
فمن أظلم الظلم أن يكون الله هو الذي أوجد؛ فأحسن الخلق، وينعم ويحسن الإنعام، ويتفضل سبحانه بكل شيء} وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ[18]{ “سورة النحل” ثم بعد ذلك كله نقابل ذلك بالنكران والجحود، فنجعل له نداً نمتثل لأمره ونحبه من دون الله، بل نخافه من دون الله ونرجوه، بل ربما صرف له شيء من العبادة من دون الله أليس هذا هو الظلم العظيم؟ فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! ولذلك كان أعظم ذنب عصي الله به هو الشرك بالله }يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[13]{

الثاني عشر: زوال الحيرة والتردد عند الإنسان:
فكلما كان الإنسان موحداً، مخلصاً لله، منيباً إليه؛ كان أكثر اطمئناناً، وراحة، وسعادة. وكلما كان الإنسان بعيداً عن الله كان أكثر حيرة وضلالاً وتردداً، واقرأ إن شئت قول الحق عز وجل:} قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ[71]{ “سورة الأنعام”


الثالث عشر: جمع كلمة المسلمين الموحدين وتوحيد صفوفهم :
جمع الله بالتوحيد القلوب المشتتة، والأهواء المتفرقة، فما اتحد المسلمون، وما اجتمعت كلمتهم إلا بالتوحيد..وما تفرقوا واختلفوا إلا لبعدهم والله عنه؛ فربهم واحد، ودينهم واحد، ونبيهم واحد، وقبلتهم واحدة، ودعوتهم واحدة، هي:' لا إله إلا الله' .. أهل التوحيد لا يختلفون في أصول الدين وقواعد الاعتقاد، يرون السمع والطاعة لولاة أمورهم بالمعروف مالم يأمروا بمعصية، ولا يجوز الخروج عليهم- وإن جاروا- إلا أن يرى منهم كفر بواح، عليه من الله برهان.. أهل التوحيد تتفق في الغالب وجهات نظرهم، وردود أفعالهم مهما تباعدت الأمصار والآثار، فالمصدر واحد.


الرابع عشر:جود نفوس الموحدين بالمال والنفس في سبيل الله ونصرة دينه:
فأمة التوحيد أمة قوية، تبذل كل غال ونفيس من أجل دينها وعقيدتها وتثبيت دعائمه، غير مبالية بما يصيبها في سبيل ذلك، يقول عز وجل:} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ[15] {“سورة الحجرات”، لم يدخلهم شك، ولا خوف، ولا يأس، ولا قنوط في حقيقة توحيدهم وعقيدتهم، بل في حقيقة نصرة الله لهم



الخامس عشر: شعور النفس الموحدة بمعية الله عز وجل:
قال ابن القيم:'فإن قُلْتَ: بأي شيء أستعين على التجرد من الطمع ومن الفزع؟ قُلْتُ: بالتوحيد، والتوكل على الله، والثقة بالله، وعلمك بأنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يذهب بالسيئات إلا هو، وأن الأمر كله لله ليس لأحد مع الله شيء '“الفوائد”

السادس عشر: العلم والبصيرة:
فمن عرف التوحيد وحقيقته؛ عرف عكسه من الشرك وحقائقه وأباطيله، بل عرف احتيالات أهل الشرك ومكرهم، فيجزم الموحد بكفرهم، وعداوتهم. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ] رواه مسلم وأحمد. فلا يكفي لعصمة دم المسلم أن يقول: لا إله إلا الله، بل لا بد أن يضيف إليها: الكفر بما يعبد من دون الله، فإن لم يكفر بما يعبد من دون الله؛ لم يحرم دمه وماله، ومن الآثار محبة أهل الإيمان وموالاتهم وبغض المشركين ومعاداتهم .


قال ابن تيمية رحمه الله:
(وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله)


و أخيرا أتمنى انكم استفدتم من الموضوع

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يجعل العلم حجة لنا لا حجة علينا، وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين؛ فهو حسبنا ونعم الوكيل.
جزاكم الله خيرا على حسن المتابعة و بورك فيكم


إنتهى








 


آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-12-03 في 19:28.
رد مع اقتباس
قديم 2015-11-26, 20:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

التوحيد سبب لنيل شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: قِيل يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ أَسْعدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيامَةِ؟ قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يا أبا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ، لِـمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلى الحديثِ، أَسْعدُ النَّاسِ بِشَفَاعِتي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَال: لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ خَالصًا مِنْ قَلْبِه أو نَفْسِه».










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-26, 21:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو فاروق
عضو متألق
 
الصورة الرمزية أبو فاروق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-29, 15:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
raouf200
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووور










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-02, 20:43   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا جميعا









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-02, 21:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
sidali75
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-03, 07:05   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sidali75 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم
وفيكم بارك الله وجزاكم خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-03, 10:08   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمته وبركاته
نفع الله بكم
انما سألناكم وغيركم لنتعلم من اسلوبكم ونقف على مدى علمكم ..









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-03, 10:32   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عبد القادر الطالب
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما شاء الله
جازاك الله خير الجزاء
على كل ما تقدمه لنا من مواضيع قيمة
وجعلها الله في ميزان حسناتك
موضوع رائع ومميز وفيه من الفوائد الكثير
بارك الله لكم وتقبل الله منا ومنكم










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-03, 13:06   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الباسط آل القاضي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمته وبركاته
نفع الله بكم
انما سألناكم وغيركم لنتعلم من اسلوبكم ونقف على مدى علمكم ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين وإياكم
نرجو الاكتفاء بالمتابعة أو النقاش واتركوا غيره فهذا ليس مما يحمد عليه المرء









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-03, 13:07   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر الطالب مشاهدة المشاركة
ما شاء الله
جازاك الله خير الجزاء
على كل ما تقدمه لنا من مواضيع قيمة
وجعلها الله في ميزان حسناتك
موضوع رائع ومميز وفيه من الفوائد الكثير
بارك الله لكم وتقبل الله منا ومنكم


آمين وإياكم جزاكم الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-03, 14:32   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

نِعم الدرس و الموعظة
جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2015-12-03, 14:44   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر الى الله السُّلمي مشاهدة المشاركة
نِعم الدرس و الموعظة
جزاك الله خيرا

آمين وإياكم
بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-04, 17:22   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
صبرينة السلفية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-12-07, 19:47   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

ما شاء الله و بارك الله فيك
هل يدرس هذا في الجزائر أعني التوحيد بانواعه,,,,,,في المدارس الحكومية










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مباره, التوحيد, الإنسانية, النفس, استقرار, درس:


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc