بارك الله فيك على الموضوع. أريد أن أتدخل في قضية معجزة القرأن. لماذا المعجزة المصدقة لمنهج الرسول عليه السلام هي القرأن؟
كما نعلم أن لكل رسول معجزة مصدقة لمنهجه, وعلى قوم كل رسول أن يشاهدوا المعجزة لتقع عليهم الحجة. وبما أن الرسل السابقة بعثوا كل لقومه معين وزمن معين فتكفي له معجزة حسية مرتبطة بزمان ومكان ويشاهدها قومه. أما الرسالة الأخيرة خالدة وعامة أي لباقي الأزمنة والناس إلى يوم القيامة, إذا هي بحاجة لمعجزة خالدة. والمعجزة الحسية لا تليق بها إذ لا يمكن جعلها حجة على اللاحقين إلا على من عاصرها وشاهدها.
أما معجزة القرأن: باختصار هو يحمل كل أوجه الإعجاز, كما نعلم أن الله عز وجل أعجز كل قوم فيما برعوا فيه فقوم فرعون برعوا في السحر فأعجزهم الله عز وجل في عصى موسى وقوم عيسى برعوا في الطب في ذلك الوقت فأعجزهم بإحياء الموتى وإبصار العمي. أما العرب خاصة قريش فبرعوا في اللغة وبلغو القمة وقدسوا الشعر وعلقوه في أقدس مكان - الكعبة الشريفة - حتى أن بيت شعري يرفع أو يذل قوم أو قبيلة. فجاء محمد عليه الصلاة والسلام بمعجزة في الشيئ الذي أتقنوه وبلغو القمة فيه الا وهي اللغة العربية حتى تحداهم بإتيان أية واحدة تشبهه في الفصاحة والبلاغة والتحدي قائم إلى يوم الدين والعجيب أن هذا التحدي موجه لنا في هذا العصر والعصور الأتية رغم ما وصلنا إليه من الإكتشافات والتقدم العلمي إلا أن القرأن يتحدانا ليس فقط في الجانب اللغوي بل في شتى الجوانب الإعجازية والتي لم نتلمس فيها إلا القليل و لم ولن نحيط بها كلها من إعجاز علمي لغوي تاريخي والعددي والذي بين أن كل حرف معجزة ليس فقط الكلمة إذ يستحيل تبديل أو إضافة أو إسقاط حرف واحد في القرأن وصياغته وفق معادلة رياضية. وأن القرأن نص من عند الله نصا وصياغتا ورسما وهذا ما يميز القرأن عن باقي الكتب السماوية ولهذا لم يتحدى الله البشرية بأي نص إلا القرأن .والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.