هناك فرق كبير بين وظيفة اï»»علام ورسالته الهادفة والمطلوبة والتي يجب ان تبقى اهم ركائز العمل البشري من خلال تكنولوجيا العصر لتأصيل وتوثيق اï»»نتماء اï»»نساني … وبين ما يُضخُ من انتاجات عبر الشاشات الصغيرة من تحريفٍ وتدجينٍ وحتى تهجينٍ للانسان وتوهينٍ ï»»هم وسائل التوعية العابرة الى كل البيوت، محولة اهم معلم ثقافي الى حلبة تنافس وسباق نحو السقوط واï»»نحدار اللامهني.
وقبل استعراضي لما اود ان اتحدث عنه يهمني ان يفهم القارئ، انني لم ادعِ انه بامكاني التغيير وايجاد البدائل والحلول بمفردي .ولكن ليكن كلامي في قراءة المسار الاعلامي وخاصة منه التلفزيوني عبر ما بات يسمى او يُعرف بتلفزيون الواقع او المعولم .ليكن كلامي بمثابة وضع اï»»صبع على جرح الحقيقة لربما يقدمُ نقدي ورأيي المتواضعان خطوة باتجاه تصويب وتصحيح المسار.
نعم ايها اï»»عزاء، إن ما يتراءى لنا من انتاجات تلفزيونية قد وصل الى مرحلة الخطر التعبوي ï»»جيالنا ومجتمعاتنا على اختلاف طقوسها واعمارها الزمنية، لما يحمل هذا التدفق غير البريء من اï»»نتاج تحت مسمى الحداثة والمواكبة من عناوين واهية وهدامة يُراد منها اجتياح مجتمعنا وتفريغه من مضمونه القيمي والاخلاقي، وتسخيفنا له انسجاما مع الهجمة المدروسة التي بُنيت عليها خطة التغريب والتقسيم والتجهيل للمنطقة والمجتمعات العقائدية والرافضة لكل انواع التطويع والاستسلام .. وصوï»» الى تجويف كل مرتكزات قوتنا المستندة الى مفاهيم القيم والاخلاق والتراث العريق ï»»يصال اجيالنا الى منحدر الضياع والسذاجة والتخبط والتفلت وحشرهم في موقع المتلقي والطوعي، وليس المرسل والمؤثر.
واذا ما استعرضنا بعضا من تلك البرامج نرى احد امرين، اï»»ول: التقصد الممنهج في التعمية وعدم احترام وعينا وكي عقولنا بما يقومون به من تقديم وانتاج، والثاني: العفوية القاتلة المتكافئة على استجهال النفس والفهم للرسالة الاعلامية المقدسة .. وفي كلا اï»»مرين كارثة مهنية كمن يضع السم في العسل والنتيجة ايهامنا بحلاوته. وموتنا في متابعته.
وما يُعرض منذ فترة من برامج تسخيفية وتتفيهية مضحكة لهي في الحقيقة مبكية ï»»نها تحمل ورقة نعي العقول والوعي لدى اï»»جيال. وما يُعرض ايضا من مسلسلات درامية مدبلجة كانت او صناعة وطنية، لهي أقرب في التوصيف الى السيف ذي الحدين ،وكلاهما جارح ومؤذ وربما قاتل .. وهذا ينطبق ايضا على ما يسمى «بالتوك شو» السياسي الذي بات يجتر اï»»سماء كجمال الهجن يستعرضها رغم معرفته بان اكثرها يحمل من صفة محلل وباحث وكاتب وما الى ذلك اï»»سم وهو في الحقيقة متطاول على التحليل والبحث ومصادرٌ للاسماء ذات القيمة الحقيقية التي نجلها ونحترمها.
ومسعى هذه الشاشات فقط للحشو الهوائي وتكثيف ساعات البث لتبرير وجودها على هذا الفضاء الصناعي.
ايها اï»»عزاء، ان كلامي هذا يحمل كل الحرص على اعلام نريده قوة لنا وسندا أصيلا لثقافاتنا من اعلامية ما زالت في اولى خطواتها ولكنني طامحة للوصول الى محتوى المهنة الشريفة والمقدسة آمنت بان الاعلام مسار واجب بقيمه ومبادئه ورسالته.
لذا اعتبر مقالتي دعوة لكل الزملاء الذين يحملون ذات الهم المهني والخوف من تكنولوجيا الاعلام ان تأخذ باجيالنا الى الضياع، دعوة لكل قلم حر ومنبر جريء ومسؤول ان يكون بالمرصاد، نقدا وتوصيفا وتدليلا على مواطن الخطر وبالمرصاد لكل انواع التدمير المبتكر والممنهج لعقولنا وï»»جيالنا ومجتمعاتنا التي نحرص دائما على حثها للمواكبة والتطور الصحيحين ولنبق وعينا بمستوى قيمنا التي وهبنا الله اياها وزينها بالأخلاق الحميدة والعلم النير لما فيه مصلحة امتنا وانساننا .. مع احترامي وتقديري للجميع.
man9oooooooooool
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2019-10-31, 19:28
مساعدة في كتابة مقال
العرض العادي
