العالم سلك منهج المبتدعه في مسأله ما ليس بمبتدع - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العالم سلك منهج المبتدعه في مسأله ما ليس بمبتدع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-02, 11:59   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضني28 مشاهدة المشاركة
توجد منتديات سلفية عديدة ، توجهي إليها وابتعدي عن هذا المنتدى الجزائري رجاء
من ذكرت من ( العلماء) لا علاقة لهم لا بالعلم ولا بالواقع
ماالفائدة من كل مانقلت؟؟؟؟

الإسلام دين واقع و العلماء هم أعلم الناس








 


قديم 2014-11-02, 12:15   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضني28 مشاهدة المشاركة
الاسلام دين الرحمة والرسول الكريم رسول الرحمة
80 بالمئة من فتاوى ابن تيمية فيها الجذر (قتل) وهي مصدر الاجرام في عصرنا ...فهل لفتاواه علاقة بالرحمة أو الاسلام أصلا...هي آراؤه لا أكثر
وما معنى شيخ الاسلام؟؟؟؟ هل في الاسلام رهبانية؟
شيخ الإسلام اين تيمية هو بحر من العلوم ما سمي شيخا للإسلام إلا لأنه كات شيخا في كل العلوم
منهج أهل السنة هو اتباع الدليل فالعلماء يحتج لهم ولا يحتج بهم
أما الإجرام فمصدره التطرف و الفهم الخاطىء للنصوص و تأويل الفتاوى و لادخل للعلماء في هدا









قديم 2014-11-03, 23:49   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
الأرض المقدسة
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضني28 مشاهدة المشاركة
الاسلام دين الرحمة والرسول الكريم رسول الرحمة
80 بالمئة من فتاوى ابن تيمية فيها الجذر (قتل) وهي مصدر الاجرام في عصرنا ...فهل لفتاواه علاقة بالرحمة أو الاسلام أصلا...هي آراؤه لا أكثر
وما معنى شيخ الاسلام؟؟؟؟ هل في الاسلام رهبانية؟
أنا أشك انك لم تقرأ لابن تيمية الذي تتهمه - ظلما- كتابا واحدا









قديم 2014-11-25, 18:54   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
نجاة17
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الله يبارك فيك










قديم 2014-12-12, 15:04   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمي عائشة قدوتي مشاهدة المشاركة
شيخ الإسلام اين تيمية هو بحر من العلوم ما سمي شيخا للإسلام إلا لأنه كات شيخا في كل العلوم
منهج أهل السنة هو اتباع الدليل فالعلماء يحتج لهم ولا يحتج بهم
أما الإجرام فمصدره التطرف و الفهم الخاطىء للنصوص و تأويل الفتاوى و لادخل للعلماء في هدا

جزاكم الله خيراً


نعم إنه شيخ الإسلام حقا، وإمام المسلمين صدقا

أفنى حياته -رحمه الله- خدمة لدين الله

كان رحيما بالمخالفين، شديدا على المعاندين
جابَهَ جحافل المبتدعة ولم ينثني

قَوَّالاً للحق لا يخشى في الله لومة لائم

رحمه الله رحمة واسعة

وأسكنه عالي الجنان نُزُلا

جنات الفردوس الأعلى لا يبغي عنها حِولا









قديم 2014-12-12, 15:07   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي



كم لشيخ الإسلام من الأعداء، وقد كانت لهم الصولة والجولة والدولة ؟

أين ذكرهم في الورى ؟
أين المناؤين لدعوته الحَقَّة؛ دعوة الأنبياء ؟

(هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً)


؟

شيخ الإسلام سطع نجمه في حياته وبعد مماته
وخصومه المتزلفون بالوشايات من عبيد سلاطين الجور قد أفل بصيص نورهم


( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ )




مات قوم وقد ماتت مكارمهم * ومات قوم وهم بين الناس أحياء










قديم 2014-12-12, 15:15   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي



صورة من الـمُثُل العُليا عن شيخ الإسلام- رحمه الله -

في معاملته ورحمته بشانئيه ومعانديه ومخالفيه فيمن ضربوه والأكثر من ذلك فيمن أفتوا بقتله





موقفه لما قام عليه بعض مقلدة أهل البدع وضربوه وآذوه:


"... رحل فيما بلغني إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة فقال له إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ
وَتَفَرَّدُوا بِهِ وَضَرَبُوهُ


فقال حسبنا الله ونعم الوكيل وكان بعض أصحاب الشيخ (ابن تيمية) جالسا عند شرف الدين قال فقمت من عنده وجئت إلى مصر
فوجدت خلقا كثيرا من الحسينية وغيرها رجالا وفرسانا يسألون عن الشيخ (ابن تيمية) فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحر
واجتمع عنده جماعة وتتابع الناس وقال له بعضهم:
يا سيدي قد جاء خلق من الحسينية ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا .
فقال لهم الشيخ (ابن تيمية): لأي شيء ؟ قال: لأجلك !
فقال لهم: هذا ما يحق
فقالوا: نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس
فقال لهم: هذا ما يحل
قالوا: فهذا الذي قد فعلوه معك يحل، هذا شيء لا نصبر عليه ولا بد أن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا .
والشيخ ينهاهم ويزجرهم فلما أكثروا في القول
قال لهم: إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله فإن كان الحق لي فهم في حل منه وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني ولا تستفتوني
فافعلوا ما شئتم وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء
قالوا: فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم
قال: هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه
قالوا: فتكون أنت على الباطل وهم على الحق ، فإذا كنت تقول إنهم مأجورين فاسمع منهم ووافقهم على قولهم
فقال لهم: ما الأمر كما تزعمون فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين ففعلوا ذلك باجتهادهم والمجتهد المخطئ له أجر"

(
العقود الدرية
ص 302)









قديم 2014-12-12, 15:18   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي





قال بعض أصحاب شيخ الإسلام-رحمه الله-:


"وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية -رحمه الله- يذكر أن السلطان لما جلسا (يعني السلطان وشيخ الإسلام) بالشباك
أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم
قال: ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير
فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك
أمَّا أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم
قال فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول- بعد ذلك-:
ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا"



(العقود الدرية ص 298)









قديم 2015-10-21, 14:47   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه رفقا اهل السنة باهل السنة




فيما يتعلَّق بالتجريح والتحذير ينبغي مراعاة ما يلي:


1. أن يتقي الله من أشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم والتحذير منهم، فينشغل بالبحث عن عيوبه للتخلص منها بدلاً من الاشتغال بعيوب الآخرين، ويحافظ على الإبقاء على حسناته فلا يضيق بها ذرعاً، فيوزعها على من ابتلي بتجريحهم والنيل منهم، وهو أحوج من غيره على تلك الحسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


2. أن يشغل نفسه بدلاً من التجريح والتحذير بتحصيل العلم النافع، والجد والاجتهاد فيه ليستفيد ويفيد، وينتفع وينفع، فمن الخير للإنسان أن يشتغل بالعلم تعلماً وتعليماً ودعوة وتأليفاً، إذا تمكن من ذلك ليكون من أهل البناء، وألا يشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم من أهل السنة، وقطع الطريق الموصلة إلى الاستفادة منهم، فيكون من أهل الهدم، ومثل هذا المشتغل بالتجريح لا يخلف بعده إذا مات علماً يُنتفع به، ولا يفقد الناس بموته عالماً ينفعهم، بل بموته يسلمون من شره.


3. أن ينصرف الطلبة من أهل السنة في كل مكان إلى الاشتغال بالعلم، بقراءة الكتب المفيدة وسماع الأشرطة لعلماء أهل السنة مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، بدلاً من انشغالهم بالاتصال بفلان أو فلان، سائلين: ( ما رأيك في فلان أو فلان؟ )، (وماذا تقول في قول فلان في فلان، وقول فلان في فلان ).


4. عند سؤال طلبة العلم عن حال أشخاص من المشتغلين بالعلم، ينبغي رجوعهم إلى رئاسة الإفتاء بالرياض للسؤال عنهم، وهل يرجع إليهم في الفتوى وأخذ العلم عنهم أو لا؟ ومن كان عنده علم بأحوال أشخاص معينين يمكنه أن يكتب إلى رئاسة الإفتاء ببيان ما يعلمه عنهم للنظر في ذلك، وليكون صدور التجريح والتحذير إذا صدر يكون من جهة يعتمد عليها في الفتوى وفي بيان من يؤخذ عنه العلم ويرجع إليه في الفتوى، ولا شك أن الجهة التي يرجع إليها للإفتاء في المسائل هي التي ينبغي الرجوع إليها في معرفة من يُستفتى ويؤخذ عنه العلم، وألا يجعل أحد نفسه مرجعاً في مثل هذه المهمات؛ فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.










قديم 2015-10-21, 14:56   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

“جماعة التبديع وليـدَةُ جماعة التكفير وَ شقيقتُها في سوء الخلق
وسوء الديانة وسوء الأدَب ،
يَدَعُونَ أهل الأوتان ويَقتُلون أهل الإسلام ،
وإن كانت الخوارج تُباشر هذا بالسيف ،
هؤلاء يُبَاشرُونه باللسان ,
جماعة التكفير أنجبَتْ جماعة سيئة تدّعِي أنّها وَرِعة
وتُبَدِّع كل أو جلّ المسلمين ،
وهم في ظنّ أنفسهم الفرقة الناجية !”.
وقال حفظه الله :
“قوم استحوذَ عليهم الشيطان وألبسهم لباس
-أضلّهم به- ألبسهم لباس أنّهم علماء الجرح والتعديل،
ألبسهم هذا اللباس
فوسموا أنفسهم أنهم علماء للجرح والتعديل ،
وتراهم شباب أحداث صغار ،
أمس كانوا تاركي الصلاة ،
تَرَى أمس كان تاركاً للصلاة !،
لبس لباس أنه من علماء الجرح والتعديل فاستجاز به الاغتياب ،
استجاز به الطعن في العلماء الكبار والصغار ،
ساء خلقه بهذا اللباس الذي ألبسه الشيطان إياه
وزين له الشيطان سوء عمله “.
وقال حفظه الله :
“همّهم الأكبر -لا كثّر الله سوادَهم ولا بوركَ في جمعهم- ،
لا يُبينون معتقدا صحيحا في النصارى ،
ولا في الشباب الذين يلحدون في الجامعات
ولا في العلمانيين ولا في اللبراليين ولا يُقدِّمون نصيحة للطائفين بالقبور
وإنما همهم يقف أمام شيخ ويسمع ،
ليس هناك شيخ معصوم يا أخي ،
ولا بشر معصوم ،
إلاّ رسل الله الكرام فيما يُبلغون من شرع الله عز وجل ،
فيقفون يستمعون،
إن زلّ لسانه بكلمة تركوا كل الحسنات وأخذوا الكلمة ،
وبدأوا ينسجون عليها الأناسيج،
يقصّون الأول والآخر
كالذي يقصّ ” ويل للمصلين ” يَقصُّ ما قبلها وما بعدها
ويقول لك أنظر يقول : ” ويل للمصلين ” !، يا أخي حرام عليك !
فهي جماعة وليدة لجماعة التكفير ، هي جماعة التبديع
التي استجاز شبابها – لا كثر الله سوادهم –
استجازوا أن يجرحوا عرض كل عالم ،
وكأن شياطين الإنس والجن سخّروهم لهذا .
وتُبَدِّع كل أو جلّ المسلمين ،
وهم في ظنّ أنفسهم الفرقة الناجية !”.
الشيخ مصطفى العدوي



يقال أغلب أتباع منهج التبديع و التجريح ينتشرون خاصة في الجزائر و ليبيا و هذا جلي من خلال استقراء الواقع و الله أعلم
لكن هناك العديد من المشايخ و طلبة العلم المعتدلين و هم يردون على هذا الغلو ..
جنبنا الله و جميع المسلمين الفتن










قديم 2015-10-28, 11:36   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
hakeems
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك و أحسن إليك ..










قديم 2015-10-28, 16:59   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظ الله في (الحث على اتباع السنة)
بدعة امتحان الناس بالأشخاص
ومن البدع المنكرة ما حدث في هذا الزمان من امتحان بعض من أهل السنَّة بعضاً بأشخاص، سواء كان الباعث على الامتحان الجفاء في شخص يُمتحن به، أو كان الباعث عليه الإطراء لشخص آخر، وإذا كانت نتيجة الامتحان الموافقة لِمَا أراده الممتحِن ظفر بالترحيب والمدح والثناء، وإلاَّ كان حظّه التجريح والتبديع والهجر والتحذير، وهذه نقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية في أوَّلها التبديع في الامتحان بأشخاص للجفاء فيهم، وفي آخرها التبديع في الامتحان بأشخاص آخرين لإطرائهم، قال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى (3/413 ـ 414) في كلام له عن يزيد بن معاوية: (( والصواب هو ما عليه الأئمَّة، من أنَّه لا يُخَصُّ بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم، لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ * قال: (أوَّل جيش يغزو القسطنطينيَّة مغفورٌ له)، وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به؛ فإنَّ هذا من البدع المخالفة لأهل السنَّة والجماعة )).
وقال (3/415): (( وكذلك التفريق بين الأمَّة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله * )).
وقال (20/164): (( وليس لأحد أن ينصب للأمَّة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويُوالي ويُعادي عليها غير النَّبيِّ *، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويُعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمَّة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويُعادون )).
وقال (28/15 ـ 16): (( فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعيًّا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنباً شرعيًّا لم يجز أن يُعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البرِّ والتقوى، كما قال الله تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ والعدوان } )).
ولو ساغ امتحان الناس بشخص في هذا الزمان لمعرفة مَن يكون من أهل السنَّة أو غيرهم بهذا الامتحان، لكان الأحقَّ والأولى بذلك شيخ الإسلام ومفتي الدنيا وإمام أهل السنَّة في زمانه شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المتوفى في 27 من شهر المحرم عام 1420هـ، رحمه الله وغفر له وأجزل له المثوبة، الذي عرفه الخاصُّ والعام بسعة علمه وكثرة نفعه وصدقه ورِفقه وشفقته وحرصه على هداية الناس وتسديدهم، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً؛ فقد كان ذا منهج فذٍّ في الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، يتَّسم بالرِّفق واللِّين في نصحه وردوده الكثيرة على غيره، منهج سديد يقوِّم أهلَ السنَّة ولا يُقاومهم، وينهض بهم ولا يُناهضهم، ويَسْمو بهم ولا يسِمُهم، منهج يجمع ولا يُفرِّق، ويلمُّ ولا يمزِّق، ويُسدِّد ولا يبدد، ويُيسِّر ولا يُعسِّر، وما أحوج المشتغلين بالعلم وطلبته إلى سلوك هذا المسلك القويم والمنهج العظيم؛ لِمَا فيه من جلب الخير للمسلمين ودفع الضَّرر عنهم.
والواجب على الأتباع والمتبوعين الذين وقعوا في ذلك الامتحان أن يتخلَّصوا من هذا المسلك الذي فرَّق أهلَ السنَّة وعادى بعضُهم بعضاً بسببه، وذلك بأن يترك الأتباعُ الامتحان وكلَّ ما يترتَّب عليه من بُغض وهجر وتقاطع، وأن يكونوا إخوةً متآلفين متعاونين على البرِّ والتقوى، وأن يتبرَّأ المتبوعون من هذه الطريقة التي توبعوا عليها، ويُعلنوا براءتَهم منها ومِن عمل مَن يقع فيها، وبذلك يسلم الأتباع من هذا البلاء والمتبوعون من تبعة التسبُّب بهذا الامتحان وما يترتَّبُ عليه من أضرار تعود عليهم وعلى غيرهم.










قديم 2015-10-28, 17:03   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
أمي عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم المشايخ الذين فُتِنُوا بغُلاة الجرح والتبديع




بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال: شيخنا، أحسن الله إليكم ، هناك مشايخ عندهم العلم الشرعي ، فمنهم المفتي في بيته ومكتبته، ومنهم المدرس في الجامعة، ومنهم الخطيب في المسجد، ولكنهم دخلوا في فتنة الغلو في التجريح والتبديع والهجر لإخوانهم من العلماء وطلاب العلم من أهل السنة والجماعة السلفيين ، فهل نطلب العلم عند هؤلاء أم نمتنع من ذلك؟


الجواب : الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد.....
فإن الله تعالى هو الحكم العدل وأمرنا بالعدل حتى مع المخالفين، ونهى عن الظلم، فقال تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) [ المائدة 8] ومعنى الآية : لا يحملنكم بُغْضُ قوم على ترك العدل فيهم بل استعملوا العدل في كل أحد صَدِيقا كان أو عدوا ، (تفسير ابن كثير) . ومن منهج أهل السنة والجماعة أن المسلم يُحَبُّ بقدر ما معه من إيمان وطاعة، ويُبْغَضُ بقدر ما معه من معصية، ولا يجوز بُغْضُهُ كَبُغض الكفار الذين لا يجوز حبهم مطلقا .
إن هؤلاء المشايخ المذكورين وإن كانوا يظلمون إخوانهم من أهل السنة والجماعة، فنحن نستعمل معهم العدل مع أنهم يُحَذِّرُونَ الناسَ -خاصة الشباب المتعطش للعلم- يُحَذِّرون من أهل العلم مطلقا وبدون تفصيل (أي: أهل العلم الذين لا يخضعون لأحكامهم الجائرة) حتى لو كان المُحَذَّرُ منه يدعو إلى التوحيد والسُّنَّة، ويُحَذِّرُ من الشرك والبدعة، فإن الغُلاة يُحَذِّرُونَ الناس من الاستماع إليهم حتى لو كانوا يُعَلِّمُونَ الناس أحكام الوضوء والصلاة!! وفي المقابل لا يقوم أكثر أولائك المشائخ المُحَذِّرين بالبديل بأن يُعَلِّموا الناس إلا قليلا خاصة في المجالس الخاصة، والشبهة التي سقط فيها أولئك المشائخ -عفا الله عنهم- أنهم عَمَدُوا إلى نصوص وكلمات جاءت عن سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى في التحذير من الاستماع إلى المخالفين لأصول السنة (وهم المبتدعة الحقيقيون كالخوارج، والمرجئة، والرافضة، والمعتزلة، وغيرهم) فجعلوها في إخوانهم الموافقين لهم في أصول السنة لكنهم اختلفوا معهم في بعض الاجتهادات التي يجوز الاختلاف فيها، كالحكم بوجوب هجر شخص من عدمه، أو إنشاء جمعية خيرية، أو الترحم على بعض المخطئين من الكُتّابِ والمؤلفين، ونحو ذلك مما يسع فيه الخلاف. فوقع لأولائك ما وقع للخوارج الذين قال فيهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" رواه البخاري تعليقا قبل الحديث (6930) ووصله الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار، وسنده صحيح، كما قال الحافظ ابن حجر، رحمه الله تعالى.
وقد حَذّرَ الشيخ العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى من هذا المنهج المُفَرِّق لأهل الحق، فإنه في جلسة له مع بعض هؤلاء سألهم قائلا : لو أن أحد المخالفين لنا كتب رسالة جَمَعَ فيها أحاديث من صحيح البخاري، أفيجوز أن نقرأها ونوصي الناس بها؟ فقال أولئك الغلاة: لا يجوز، لأن في ذلك تزكية لذلك المخالف. فقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : هذا الذي كُنت أخشاه، وهذا هو التشدد والغلو الذي يؤدي إلى الهلاك. اهـ إذن فإن الخلاف الواقع اليوم بين السلفيين مَرَدُّهُ في الغالب إلى مثل هذه الأمور كما ذكر الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى في رسالته القيمة : رفقا أهل السنة بأهل السنة .
والآن أجيب على سؤالك يا أخي وأقول : إذا كان أولئك المشائخ المفتُونون بالغُلاة يستفاد منهم العلم النافع المستقى من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح فاستفد منهم، ولكن لا تأخذ منهم أحكامهم الظالمة على إخوانهم من أهل السنة والجماعة، فإذا أخذ أحدهم يتكلم في ذلك فانْشَغِلْ عنه بذكر الله تعالى، أو مراجعة دروسك حتى يقضي كلامه، واحذر أن تكون نَمَّامًا تنقل الكلام إلى المتكلم فيه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا يدخل الجنة نمّام» رواه مسلم (105)، ولا تنشر ذلك الكلام السيئ بين الناس بأي وسيلة، واجعله يدخل من أُذُنٍ ويخرج من أخرى. وأما إذا كان أولائك المشايخ لا عمل لهم إلا التحذير من إخوانهم ونشر عيوبهم، فأنصحك أن لا تحضر مجالسهم، واستبدل بها مجالس أخرى فيها الخير والسُّنَّة. وهذه الطريقة فيها العدل حتى مع المخالفين.
فإن قال قائل: كيف يشتبه مثل هذا الأمر على أولائك المشايخ وفيهم من تَصِفهم بأنهم من فقهاء الجزائر؟ والجواب: أوّلًا: إنها فتنة لَبَّس بها الغلاة عليهم لأنهم تساهلوا في الاستماع إليهم، وهذا برهان على أن لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لا عصمة إلا لإجماع أهل السّنّة والجماعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة، ويَدُ الله مع الجماعة، رواه الترمذي (2167) وصححه الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مابعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضّه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضّه عليه، والمعصوم من عصمه الله» رواه البخاري (7198).
-ثانيًا: هؤلاء المشايخ فُتِنوا بكلمات بعض العلماء الاجتهادية التي يَجوز لغيرهم مخالفتهم فيها، فجعلوها أصُولًا وعَقَدوا عليها الولاء والبَرَاء، فإذا اجتهد ذلك العالم فبدّع شخصًا ثم أَمَرَ بترك قراءة كُتبه، وبهجر مجالسه ودروسه جعلوا ذلك ميزانًا يَزِنون به الناسَ، مع أن ذلك الشخص المُحَذَّرُ منه هو أصْلًا من أهل السُّنّة وما يزال كذلك، لأنه لم يتفق علماء السُّنّة على إخراجه من السُّنّة، والمنهج الصحيح في هذه المسألة: أن نجتنب خطأه وأن نُحَذِّرَ من خطأه، وتُحفَظ كرامة ذلك السُّنِيِّ المخطئ، ولا يجوز لنا أن نفترق بسببه إلى أحزاب وشِيَع يُبدِّع بعضنا بعضًا، ويهجُر بعضنا بعضًا. بل نُثني على المُحِقِّ، ونستغفر للمخطئ. ثالثًا: ثمّ إن الرّجُل من أهل العلم قد يكون فيه الخوف على مكانته، فيخضع لمن هو أدنى منه اتقاء غُلُوِّه وتنطّعه، وهذا لا يعني إعفاءه عن المسؤولية، (خاصّة إذا سُئِل عن بعض أهل العلم فيُحيلهم إلى من لا يُحسن ذلك، بحُجّة أنه مُزَكَّى من جهة مُعَيَّنَة!!) وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: السُّكوت عن الحق أخفّ من الكلام بالباطل. فأنصح هؤلاء المشايخ أن يتقوا الله وأن يقولوا قولا سديدًا، وأن لا ينسوا أن الله هو النّاصر، وليتذكّروا أن الأتباع لن ينفعوهم إلا بشيء قد كتبه الله لهم، ولن يضروهم إلا بشيء قد كتبه الله عليهم، فلا يخشوا أصحاب الغُلُوّ، لأنهم متناقضون، فهُم في كل يوم يُسقط بعضهم بعضا، ويجرحون اليوم من كان من دُعاتهم وخطبائهم بالأمس بأحكام ظالمة، ويحذّرون منه، كما أنبِّه أولائك المشايخ أنه قد يأتي الدور عليهم!! وليتعلّموا أن هناك مندسّين يعملون لجهات مشبوهة كالروافض، والصوفية، والذين يتبعون الشهوات من عُصاة المسلمين، كما أن هناك جهات كافرة خاصّة اليهود يعملون لضرب السلفيين ببعضهم، وإشغالهم عن دعوة الناس إلى الإسلام بالمفهوم الصحيح، لأن القوة الحقيقية التي تُخيف جبابرة الأرض هي الدعوة السلفية. فلذلك نرى قلّة توبة الشباب في هذه الأيام، وانتشار الفكر الرافضي، والغلو الصوفي، والتنصير، بل حتى القاديانية بين الناس، وانتشار الحيرة والاضطراب بين المسلمين، وإن من بعض النتائج السيّئة لذلك الغلو أنك أصبحت تَرى الشيخ من أهل السّنّة يُدَرِّسُ الناس في المسجد، وأنّ أهل الغُلُوّ واقفون خارج المسجد بمظهرهم السُّنِيّ ، بحجة أن ذلك الشيخ جرّحه العلماء!! لكن لا يعرفون من هم العلماء؟ وهل الجارحون له، هم من الغلاة أم من المعتدلين؟ ولماذا جُرِّح ذلك الشيخ؟ وهل حُذِّر منه مطلقًا؟ أمْ في بعض كلامه؟ ثم هل أولائك المحذِّرون قالوا للشباب: قِفوا في الشوارع ولا تدخلوا المسجد؟ إلى غير ذلك من الفوضى المصحوبة بقلّة الأدب والاحترام، فتجرّأ الصغير على الكبير، والجاهل على أهل العلم!! ولقد كان هؤلاء المشايخ المفتونين بأهل الغلو سببًا في تقليل أهل السُّنّة، فقَلَّلُوا القليل، وقد قال الإمام سفيان الثوري، رحمه الله تعالى: استوصوا بأهل السُّنّة خيرًا فإنهم غرباء. رواه اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السُّنّة والجماعة. وقال أيوب السختياني رحمه الله تعالى: إذا سمعتُ بِرَجُل من أهل السُّنّة مات، فكأنما سقط عضْوٌ من أعضائي. رواه اللالكائي. وقال الثوري رحمه الله تعالى: إذا كنتَ بالمشرق وسمعتَ بِرَجُل من أهل السُّنّة في المغرب فابعث إليه بالسلام، فإن أهل السُّنّة اليوم قليل» اهـ سبحان الله! فماذا نقول نحن اليوم في زماننا في القرن الخامس عشر الهِجْري؟ ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/249): أنّ الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى لمّا رأى ذهاب العلماء، حَزِنَ، ولم يفرح لتفرّده بالفتوى، وقال:
خلتِ الديّارُ فسُدتُ غيرَ مُسَوَّدِ --- ومن الشقاء تفرّدي بالسؤدد
أما هؤلاء المشايخ المفتنون فإنهم يَصُدُّون الشباب عن الاستفادة من إخوانهم الذين لا يتكلمون فيما يزيد الفتنة بل يُعلِّمون الناس القرآن الكريم وتفسيره، والسّنّة وعلومها، والتوحيد الخالص، والنهي عن الشِّرك والبدعة، ويَدْعُون إلى الأخلاق الحسنة، فنرى أولائك المشايخ المفتونين يحرِمون الشباب المساكِين من ذلك الخير، بكلمات عامّة فيقولون: فُلان نصحناه ولكنه لم يقبل النّصيحة، فلان لا ننصح به، فلان فيه دَخَن، إلى آخره. ثم يبقى أولائك الشباب في حيْرة واضطراب، خاصة إذا أرادوا العلم لم يجدوه عند أكثر أولائك المشايخ المفتونين، أو يوجد عندهم العلم ، لكن تبليغ العلم كلّه لا يقوم به إلا جيوش من أهل العلم، فأين هذه الجيوش؟ والواقع أنه لا توجد إلا شموع قليلة في أرض بلادِنا الواسعة؟!! فمثلا عندي بعض الرسائل وفقني الله لكتابتها، وبعض الدروس ألقيها في أمور العقيدة والعبادات والأخلاق، والمعاملات، كما يوجد لغيري من أهل العلم في بلادنا نشاط في الدروس المفيدة، والمطويات النافعة، والكتب القيّمة، فيقوم بعض أولائك المشايخ المفتونين بالتحذير العام، كما أنهم لم يرضوا بأن أكتب في مجلةٍ لهم –والطلب جاء منهم ولكنهم امتنعوا- لأنني لم أوافقهم على حُكمهم على بعض الدعاة السلفيين بما حَكَمُوا عليه، مع أن الموضوع الذي أرسلتُه إليهم لنشره كان عنوانه: فضائل التوحيد!! بل إن بعض الكاتبين معهم لمّا استشهد بكلام لأبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى، مما وافق فيه الحق، امتنعوا من نشره في نشرتهم!! إن هذا نوع من التحزّب للآراء والاجتهادات من بعض السلفيين، كما تحزّب بعضُ السلفيين في هذا العصر تحزّبًا سياسيا!!بل إن بعض إخواننا المتخصّصين يقوم بالرّد على المنصِّرين بكُتب ودروس ومحاضرات وجدال ومناقشات، فيقوم بعض أولائك المشايخ المفتونين ويُحذِّرون من ذلك الأخ الذي يُعتبر أحمد ديدات الجزائر، فيا للعجب أين العقول؟ وأين البصيرة؟ إن هؤلاء المفتونين قد أراحوا المنصِّرين حيث أبعدوا الناس عن ذلك الشيخ النشيط في الدعوة إلى الإسلام. كما قام بعض الغلاة بالتحذير من شيخ فاضل هَزَمَ بحواره كثيرًا من الشيعة والرافضة. ففرح رؤوس الرافضة بذلك التحذير وقالوا لأتباعهم: لا تنخدعوا بذلك الشيخ فهو ليس ثقة عند أهل السُّنّة! فيا سبحان الله ! ماذا يفعل الغُلو بأصحابه! أفيقوا أفيقوا، يا مشايخ، ولا تُشمِتوا بنا الأعداء، ولا تكونوا مغاليق للخير، ومفاتيح للشرّ. فأسأل الله لنا ولهم الهداية، وما ذكرتُ هذا الأمر إلا لإزالة اللبس عن بعض إخواننا الطيّبين أصحاب القلوب الرّحيمة، الذين يُحزنهم هذا التّفرق، ويقلقهم هذا التّشرذم، أما غيرهم فلا طمع في انتفاعهم، خاصة من كان العِلْمُ عنده وسيلة للتنافس على كثرة الأتباع واحتقار من لم يكن له من الأشياع، هداهم الله إلى صراطه المستقيم، إنه على كل شي قدير، (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم موّدة والله قدير والله غفور رحيم) [الممتحنة:7].
إني أنصح هؤلاء المشايخ أنه يجب عليهم: إذا ظهر بينهم صاحب عِلم على منهج السُّنّة، ومُصَدِّق لما معهم أن ينصروه، فَهُمْ ورثة الأنبياء الذين قال الله تعالى فيهم (وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مُصدِّق لِمَا معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلك إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين(81) فمن تولى بعد ذلك فأولائك هم الفاسقون) [آل عمران:81-82].
فاتقوا الله أيها الدّعاة إلى الحق، وارجعوا إلى فهوم أئمّتنا الكبار أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح العثيمين، رحمهم الله تعالى، ومن يسير على نهجهم أمثال الشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ عبد الله العبيلان، وغيرهم، واجعلوا منهجهم ميزانا تَزِنون به كلام غيرهم من العلماء، خاصّة في كيفية التعامل مع المخالفين، وفي الموقف الصحيح منهم. هذا، ولأخينا الشيخ محمد حاج عيسى الجزائري رسالتان قيّمتان جمع فيهما كلام أولائك العلماء فأنصح بقراءتهما والسير على ما فيهما من وسطية واعتدال: 1- نصيحة الشيخ ابن باز لأهل الغُلُوّ في التجريح. 2- منهج العلامة الألباني في مسائل التبديع والتعامل مع المخالفين.
كما أنصح بقراءة رسالة الشيخ عبد المحسن العبّاد، رِفْقا أهل السُّنّة بأهل السُّنّة. ورسالة الشيخ إبراهيم الرحيلي: نصيحة للشباب [مطبوعة في بلادنا الجزائر حفظها الله]. وقد حذّر علماؤنا في هذا العصر من أخطاء بعض الدعاة فلم ينصدع صف السلفيين، مثل تحذير الشيخ الألباني من عبد الرحيم الطحان، وعبد الرحمن عبد الخالق، وبعد ذلك التحذير ازداد السلفيون تمسّكا بالسّنّة ولم ينقسموا إلى أحزاب وفِرَق، فدلّ ذلك على قوة منهج علمائنا الأئمة الذين ينظرون إلى الأمور نظرة شاملة، ويعرفون كيف يُنزلون نصوص الوحي، وكلمات سلفنا الصالح تنزيلا لا يُحدث الفتنة والبلبلة، بخلاف الذين غَلَوا حيث يكون تحذيرهم سببا لتفرّق السلفيين، حتى صار السلفي إذا التقى بأخيه يتساءل هل هو من الغلاة أمْ من المعتدلين؟ فالحلُّ لهذه المعضلة –كما قلت مرارا- أن نرجع إلى المنهج الذي سار عليه أئمتنا الكبار في هذا العصر، ومن لا يزال على طريقهم يسير، وأمّا المشايخ الذين فُتِنوا بأهل الغلو، فَنَزِنُ أحكامهم بميزان المعتدلين، فإن وافقوهم وإلا تركنا كلام الغلاة ومن اغترّ بهم، ومن الأدلة على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم :«إنها ستكون فتنة»، قالوا: وكيف نصنع يا رسول الله؟ قال: «ترجعون إلى أمركم الأول» رواه الطبراني في الأوسط، بإسناد صحيح. قال العلماء: كُلَّمَا حَدَثَتْ فتنة، فعلى المسلمين أن يرجِعوا إلى حالة العافية التي كانت قبل الفتنة، فبذلك يخرجون من الفتنة إن شاء الله تعالى.
سؤال أخير -يا شيخ لو سمحتم-: ماذا يلاحظ أولائك المشايخ عليكم؟
الجواب: هي حظوظ النّفس، والحسد من بعضهم نسأل الله تعالى أن يحْفظنا جميعًا من سوء الأخلاق، وقد كتبتُ نصائح للتخلُّص من ذلك –بتوفيق الله- في رسالتي: توجيه النّظر بأحكام اللباس والزِّينة والنّظر. ثم كما قلتُ لكم –سابقا- هي أمور اجتهادية مما يَسَع فيها الخلاف، مِثل الحُكم على مخطئ ما، هل صار مبتَدِعًا أمْ لا؟ وهَلْ يجُوز إلقاء محاضرات عند بعض جماعات الدعوة المخالفة لكثير من السُّنّة؟ والحُكم بتكفير مسلم مُعيّن، أو عدم تكفيره! مِثل سبُّ الله أو سبّ الدِّين، فإني أقول بأنه كُفر أكبر مُخْرِج من المِلّة، وليس هو كُفر دون كُفر، وكذلك الساحر كافر، لكن الحكم على هؤلاء عَيْنًا بالكفر فهو مما اختلف فيه علماء السُّنّة، إلا من كان كفره بالتّكذيب مثل المرتد إلى النصرانية فهذا يَكفُر عينًا ولو فعل ذلك من أجل الدنيا، ونحو غير ذلك من المسائل، وقد حمل الحسدُ بعض أولائك المشايخ أن يقول: أنني لا أكفِّر النصارى!! فأقول له اتق الله (سَتُكْتَبُ شهَادتهم ويُسألون) [الزخرف:19]، بل قد قال لي: بَلَغَنَا أنك تُجيزُ الرِّبَا!! فقلتُ له: هذا كَذِبٌ، بل عندي فتاوى في عدم جواز العمل في مؤسّسات الرٍّبا ولو حارسًا أو مُنَظِّفًا، فقال لي: وما يُدريني أنك صادق!! فقلتُ له: سبحان الله! تُصَدِّقُ من بلّغكَ وتُكَذِّبُني وأنا أَمَامَكَ؟ أسأل الله لك الهداية، عليكَ أن تَفرحَ بوجود من يدعو إلى السُّنّة، لأنك مهما كنتَ في العلم فلن تستطيع القيام بالإسلام وحدك، وأقول لك: كما تَدينُ تُدان، والأيام دُوَل، وانتظر سهام الليل،
أتهزأ بالدّعــاء وتـــــزدريـــه *** وما تدري ما يَفعل الــدعاء
سهـــام الليل لا تخطي ولــكن *** لهــا أمَـــدٌ وللأمد انقضـاء
وها نحن نَرَى أهل الغُلُوُّ يُسْقِطُ بعضهم بعضا مع مرور الأيام، وسيأتي دورك إلا أن تتوب إلى الله تعالى، وتستسمح ممن تظلمهم (إرضاء للبطانة)، فتُحذِّر منهم، وتُحذِّر ممّن لا يُحذَّرُ منهم، واعتبر بما جَرَى للتلميذ الجارح الذي كان يعتبره أصحابُه نقّادًا فَذًّا، اعتبر كيف ذاب واضمحلّ بسبب ظُلمه، قال الله تعالى: (ولا يحيقُ المكرُ السيِّءُ إلا بأهلِه) [فاطر:43]، ارجع إلى الرُّشد فما زال هناك فُسحة قبل فوات الأوان!!
أسأل الله تعالى، أن يعيذنا من الفِتَن ومُضِلّات الفِتَن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيب. والحمد لله على كُلِّ حالٍ.
سؤال: لو أفدتمونا بِمَ يَخْرُجُ الرَّجُلُ من السُّنَّة إلى البدعة؟
الجواب: -أوَّلًا: قال الإمام أحمد، رحمه الله تعالى: إنَّ إخراج الرّجُل من السُّنّة أَمْرٌ شديد.
-ثانيًا: يَخرج إذا خالف منهج أهلِ السُّنّة في أمرٍ كُلّيٍّ وقاعدة كليّة، كما ذكر الأئمة ومنهم ابن تيمية، والشاطبي رحمهم الله تعالى، مثل كون ذلك الرّجُل لا يدعو إلى التّوحيد بل يحارب من يدعو إلى ذلك، ولا يُحَذِّر من البدع، بل يمنع التّحذير منها، أو يرى الخروج على الحاكم المسلم الظالم، أو لا يرى الصلاة خلف الأئمة الذين هم تحت إمارة الحاكم الظالم، ونحو ذلك.
ثالثا: إذن لا يكون خروج الرَّجُل من السُّنّة لكثرة الأخطاء والمخالفات وإنما بالضابط السابق ولو وقع في مخالفة واحدة، وهذا مثل تكفير المسلم لا يكون بكثرة المعاصي أو قِلَّتِها، وإنما بالضابط الذي حدّده علماء السٌّنّة . فمن لم يسِر على ضوء تلك الضوابط والقواعد وقع في الاضطراب والحيرة والتناقض. وقد وقع في ذلك غلاة الجرح والتبديع، فإن منهم من يقول فيّ: أنني قد وقعت في خمس عشرة مخالفة، لذلك فإنهم وضعوني في صفوف المبتدعة، وأنا أقول: إنه لابدّ أن تصدر منِّي أخطاء في أقوالي وكُتُبي، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: هذه كُتُبي أقدِّمها للناس، ولابدّ أن يكون فيها أخطاء، أبَى اللهُ أن يتِم إلا كتابه» اهـ فأخطائي ليست خمس عشرة فقط بل قد تكون أكثر، ولكن السؤال المُهم: هل تلك الأخطاء تُخرجني من منهج السُّنّة؟ الجواب: الذي أعتقده أنها لا تُخرجني إن شاء الله تعالى، هذا إذا سلّمتُ بما هو خطأ يقينًا، وليس ما يراه غيري خطأ، وهو ليس كذلك في الواقع. ثم لماذا لا يقوم أولائك الناقدون بتقديم النصيحة لي ولو كتابة، فإن منهم من يُصدر أحكاما مسبقة ويقول: إنه لا فائدة من الحوار معه، وأقول: لقد أخطأتَ في حكمك، فأنا أَقْبَلُ الحوار، وأقول كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رحم الله امرءًا أهْدَى إليَّ عيوبي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن مرآة المؤمن» رواه أبو داود (4918)، وهو حديث حسن.
فهل إذا نظرتُ في المرآة وأصلحتُ عَيْبًا لي أغضب وأُكسِّر المرآة؟ بالعكس أُسَرُّ بذلك، هذا إذا لم يكن في المِرآة عيب، وإلا فنُصلح المِرآة أَوَّلًا ثم ننظر منها إلى عيوبِنا، فيا أيها المشايخ كونوا كما قال الحَسن البصري رحمه الله تعالى: المؤمن يستر وينصح، وأعيذكم بالله أن تكونوا كما قال الحسن رحمه الله تعالى: والمنافق ينشر ويفضح.
-وقد ذكر الأئمة المحققون أمثال ابن تيمية، والشاطبي، وغيرهما أنّ مَنْ فَرَّقَ أهل السُّنّة والجماعة السلفيين إلى طائفتين أو أكثر فقد وقع في الاختلاف المذموم، وينطبق عليه قول الله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) [الأنفال:46] وقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا) [آل عمران:103].
-ولمعرفة ما يسوغ فيه الخلاف وما لا يسوغ، ننظر إلى هدي السلف الصالح رحمهم الله تعالى: فما اختلفوا فيه بينهم (وليس مع غيرهم من الفِرَق الضّالّة)، فهو من المسائل الاجتهادية، وما لم يختلف فيه السّلف فيما بينهم فلا يجوز لمن بعدهم فيه الخلاف.
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) الحديث رواه مسلم.
ولمَّا سُجن الإمام ابن تيمية مع أخيه الشرف عبد الله، ابتهل عبد الله، ودعا الله على من سجنوهم، فمنعه الشيخ ابن تيمية وقال له: بل قُل: «اللهم هب لهم نورًا يهتدون به إلى الحق» اهـ. فأقول: اللهم هب لي ولهم نورًا نهتدي به إلى الحق.
أسأل الله تعالى أن يحفظ أهل السُّنّة، وأن يرفع شأنهم. (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غِلًّا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم) [الحشر:10].


كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري: 23 رجب 1433هـ الموافق لـ 13 جوان 2012م










قديم 2015-10-31, 13:53   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
nassroben
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية nassroben
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا لك اخي في الله جعلها في ميزان حسناتك ..










قديم 2015-10-31, 20:57   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ..
لم يحدث وأن سبق وتابعت موضوعا بكل ما لحقه من مشاركات ..وفعلتها اليوم ...
ألا بارك المولى فيك يا من كانت أمنا عائشة قدوتها ..
رحم الله من أفدتنا بعلمهم من العلماء وقد أفضوا الى ربهم نسأله عز وجل أن يجعل قبورهم من رياض الجنة وأن يتجاوز عنهم ويغفر زلاتهم يا أرحم الراحمين . ..وحفظ ورعى من كان على قيد الحياة فبقية من السلف هم ..وركائز ودعائم الدين في زمن كثر كثرت المعاول لأجل هدمه ..سواء كانوا ممن يعتقدون صونه أو من كفرة المشرق والمغرب ..
فبمثل ما قدمت أيتها الأخت المسلمة ..يكون من ورائه خير كثير ..وقد ينحو غيرك نحوك لتعطيل عجلة الشر الساحقة الماحقة القاذفة بخيرة شباب أمتنا الى حضيض التطاحن والتقاتل فليس يبدا القتل والتنكيل الا بكلمة ....اللهم احفظ أمتنا من أن تتحول أقوال بعضهم اليوم الى فِعال غدا ...










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
مسلمه, منهج, المبتدعه, العالم, بمبتدع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc