بسم الله وكفي والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد إبن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين أما بعـد. أيها الاحبة
أيها الاحبة أخوكم المهذب يحييكم بتحية الإسلام ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وغفرانه ورضوانه،وبعد ذلك يتشارك معكم في طرح موضوع ، لايقل أهمية عن غيره من المواضيع، حيث نجد الناس صرعى في غماره ، فمنهم من عرف ونجا ومنهم من خاب ووقع في المحضور، وبالتالي أصبح من الخاسرين ،وحتى لا أطيل عليكم ، اليوم سنتشارك بالحديث عن الخوف ، وما مدى تأثيره في الحياة البشرية .
إخواني أخواتي ، إذا ما أردنا إعطاء مفهوم عام للخوف ، فإننا نجده ذالك الاحساس الرهيب الذي يدخل على الفؤاد، فيتأثر الجسد ، وتصيبه قشعريرة وقد يتخلل هذا الاحساس الغريب بعض النوابات لذوي القلوب الضعيفة ، ولأصحاب الشخصيات المهتزة ، فتأثر على الجسد بصدمات ، على مستـــــوى المخ أو الأعضاء، وقد يحدث على إثرها الموت المفاجئ الذي يسمى بالسكتة القلبية.........(هذا التعريف خاص بالمهذب وليس منقول عن أحد).
ومع أن الناس يعيشون هذا الخوف في حياتهم اليومية ، ومن أمثلة ذلك ، الخوف من الحيوانات المفترسة، والخوف من العدو المستعمر، وخوف الضعيف من القوي وغيرها ، لكن الأسمى والأفضل ، هو الخوف من الجليل ، المولى القدير ، لأن فيها لذة وتقوى ، وحب للخالق ، و توبة وندامة وعودة العاصي إلى طريق الصواب ومنه تستبدل كل سييئاته حسنات ،كما جاء بالآية الكريمة ( 70) من سورة ( الفرقان) بعد بسم الله الرحمن الرحيم (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) صدق الله العظيم ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس حسن بخلق" ) رواه الترمذي.
ودوام ذلك الخوف ، يؤدي الى الطمع في المغفرة والنيل بجنة عرضها كعرض السماوات والأر ض.
كما قال المولى عز وجل بالآية ( 133) بسورة (آل عمران ) ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) صدق الله العظيم.
نعم أيها الأحبة هذا هو الخوف الذي يسعد به الانسان،ولايسأم منه المؤمن ، ولا يصاب على إثره بأذى ، في جسده، بل تصبح روحه حرة طليقة تسبح في السعادة والنعمة والراحة النفسية، التي قال عليها التابعي إبراهيم بن أدهم الإمام الزاهد ، أنه ذات يوم قال لبعض
أصحابه ً: " لو عَلِم الملوكُ وأبناءُ الملوك ما نحن فيه - أي من السعادة والسرور - لجالدونا عليه بالسيوف ).
لا الخوف من العباد ، لقوله صلى الله عليه وسلم بالحديث المروى من طرف الشيخان البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة لبشر في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف ).
كما أن الخوف من المخلوقات لا يولد الا خوفا أكبر منه ،حيث يصبح الإنسان دائما خائفا يترقب الناس ، ويحسب أي فعل سيصيبه ، أما الخوف من الخالق ، فانه يجعل هذا المؤمن محبا لكل شيئ خلقه الله ولا يؤذي أحدا ويحب الخير لكل المخلوقات حتى الشجر والحجر.
وهذا الخوف من عناصر التقوى ، حيث سؤل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن التقوى فقال: (التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل).
إخواني أخواتي ما أحوجنا لهذا الخوف الذي يكسبنا التقوى، ويرتقي بنا الى طاعة المولى عز وجل ، ونعز به ولا نذل ، ومن دعائم الاسلام التقوى ومن عناصر التقوى الخوف من الله، فاللهم ألهمنا خوفا منك يقربنا لطاعتك وعملا متقبلا يكسبنا رضاك ورحمة منك تدخلنا جنتك ، اللهم آمين.
والسلام من أخيكم المهذب كتب الموضوع يوم 2015/05/17.