حروب أمريكا من أجل الغاز والكيان الصهيوني متواصلة

[سندباد علي بابا]

حروب أمريكا من أجل الغاز والكيان الصهيوني متواصلة
حرب أو لعبة التنازلات بين البلاد والمغرب لأمريكا وأوروبا والغرب للفوز بالصحراء الغربية متواصلة.
الخلاف بين البلاد والمغرب حول تقرير مصير الشعب الصحراوي في الصحراء الغربية دام أكثر 40 سنة.
المغرب في سبيل تحقيق الفوز بقضية الصحراء قدم تنازلات منها:
1/ التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل تغريده الرئيس الأمريكي الأسبق "دونالد ترامب" والتي اعترف فيها للمغرب باحتلاله للصحراء الغربية.
2/ التنازل على جيبي "سبتة" و"مليلية" لصالح إسبانيا مقابل قبول إسبانيا لمبدأ الحكم الذاتي الذي يعني بقبول الأمر الواقع (بدعم من أمريكا والكيان الصهيوني وجزء غير هين من الغرب إلى جانب دول الخليج) الذي يفرضه نظام المخزن على المجتمع الدولي وأن الصحراء الغربية "مغربية".
3/ حاجة أوروبا لغاز ونفط نيجيريا عبر الأنابيب بعد سعي هذه القارة للتخلي على النفط والغاز الروسي بسبب ما تقوله أمريكا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لحماية سكان الدونباس (السبب الحقيقي تدمير روسيا وظهر ذلك جليا بحرب أمريكا على خط غاز روسيا نوردم ستريم 2 المتجه نحو ألمانيا وهو سعي لإضعاف ألمانيا اقتصاديا)، فاحتلال الجيش المغربي لمعبر الكركرات وهو منطقة منزوعة السلاح على الحدود الموريتانية بتخطيط أمريكي غربي لفتح ثغرة لأنبوب نيجيريا الصحراء الغربية المغرب أوروبا الذي كان يعتبر عقبة سياسية وقانونية وجغرافية أمام رغبة تحقيق هذا المشروع الغربي الأمريكي الإمبريالي في المنطقة لأنه يتجاوز حق الشعب الصحراوي الشرعي والأممي في حق تقرير المصير وفق القانون الدولي ولوائح الأمم المتحدة وقرارات محكمة العدل الدولية، دفع نظام المخزن لاستثمار تلك الحاجة لشرعنة احتلاله للصحراء الغربية والفوز بها على حساب الشرعية الدولية وذلك ببعثه لمشروع أنبوب غاز ونفط: نيجيريا+المغرب (+الصحراء الغربي المحتلة)+أوروبا.
البلاد في سبيل تحقيق الفوز بقضية الصحراء الغربية يسعى لتقديم التنازلات التالية:
1 / الاستعداد للارتماء في الحضن الغربي الأمريكي الأوروبي، فأنبوب الغاز والنفط: نيجيريا+البلاد+أوروبا يشترط الولاء لأمريكا والغرب، لذلك حاول هذا الغرب وأمريكا استغلال واستثمار أحداث 22 فيفري 2019 لإسقاط النظام والمجيء بنظام موالي للغرب وأمريكا وأوروبا.
2 / تحول البلاد من مُورّد وُمنتج ومصدر للنفط والغاز وأحد مؤسسي منظمة الأوبيك إلى بلد عبور "ترونزيت"، وهذا يضعف مكانة ودور البلاد كدولة طاقوية (الوضع شبيه بأنبوب غاز: قطر+سوريا+تركيا+أوروبا الذي سعت الولايات المتحدة وأوروبا لتحقيقه إثر أحداث مايسمى بثورة سوريا سنة 2011 بهدف الاستغناء عن النفط والغاز الروسي وقطع الطريق أمام أنبوب الغاز الإيراني نحو أوروبا عبر سوريا، فـــ قطر وتركيا دعمت ما يسمى ثورة الشعب السوري ضد النظام خدمة لمصالحها الاقتصادية ولمخططات أمريكا والغرب والسعودية قدمت الدعم لما يسمى بالثورة السورية لضرب إيران ومنع أن تحوز إيران على مكانة في موضوع تصدير الغاز نحو أوروبا بعد تخلي هذه الأخيرة عن الوقود الأحفوري وبخاصة النفط بسبب ما يسمى التغير المناخي.
3 / قبول مشروع نقل الغاز والنفط: نيجيريا+ النيجر+ البلاد+ أوروبا سيضر بروسيا، وسيدعم عقوبات وحصار وحظر الغرب وأوروبا وأمريكا للنفط والغاز الروسي بل وتحقيق أمل تخلي هؤلاء عن مصادر الطاقة الروسية باعتبار روسيا شريك وصديق للبلاد، فهل البلاد مستعدة للتخلي عن روسيا باسم مصلحة ومصالح الأمة؟.
4 / عبور خطوط أنابيب غاز ونفط نيجيريا نحو أوروبا عبر أراضي البلاد سيوفر كميات من غاز ونفط نيجيريا للبلاد (نضوب غاز ونفط البلاد) ومداخيل مالية (عبور الأنبوب عبر أراضي البلاد) ولكنه سيرهن البلد أو الأراضي التي تمر منها تلك الأنابيب في الداخل البلاد لأوروبا وأمريكا وللغرب، فأي شيء يصيب ذلك الأنبوب الأوروبي الغربي فإنه سيشكل تهديداً لاستقلال وسيادة البلاد.
ستكشف الأيام المقبلة أن وقوف الغرب وأوروبا وأمريكا مع المغرب في قضية الصحراء الغربية لم يكن دافعها وصول غاز ونفط نيجيريا إلى أوروبا عبر الصحراء الغربية والمغرب لإلحاق الهزيمة بالروس والصين (التخلي عن الغاز والنفط الروسي) فقط، بل مسار التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني هو هدف لا يقل أهمية عن الأول، لأن أصل وجود الكيان الصهيوني وزرعه في الجسم العربي هو تلبية لمصالح الغرب المفترس وأمريكا ومن أهم هده المصالح ضمان تدفق الطاقة والثروات العربية لمصانع الدول الغربية المفترسة.
فكيف تسعى أمريكا لبناء خط أنبوب الغاز نيجيريا النيجر البلاد وفي أجندتها المستقبلية رؤية 2030 التخلي نهائيا عن الطاقة الأحفورية واستبدالها بالطاقة الخضراء، أما ما يحصل اليوم من تهافت على الطاقة الأحفورية فرضها الارتباك الحاصل في المخطط بسبب أحداث أوكرانيا.
يجب التذكير أن أوكرانيا استطاعت أن تساوم الكل بقطعها الغاز الروسي الذي يمر عبر أراضيها المتجه نحو أوروبا ولكن لم تكن لتتخذ هذا القرار إلا بأمر وموافقة من أمريكا وأوروبا نفسها رغم أن ذلك الإجراء يضر بمصالح أوروبا ولكن لأن الهدف النهائي وقف مداخيل روسيا من الغاز والتي يصرفها الزعيم فلاديمير بوتين على العملية العسكرية الخاصة في الدونباس ومن ثمة إلحاق الهزيمة بالروس فلا بأس بذلك، ولو تخيلت النخب في البلاد أن ذلك يمكن أن يحدث عندنا بمعنى اتخاذ نموذج فولودمير زلينسكي إذا ما وقعت خلافات لأي سبب من الأسباب بين البلاد من جهة وأوروبا وأمريكا من جهة ثانية فإنها ستكون واهمة لأن مثل ذلك القرار أي التلويح بورقة أنابيب الغاز تلك لو حدث فيجب أن تقف وراءه بلد بحجم الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي تدعمه وتسانده وترافقه على طول حتى تحقيق الأهداف المرجوة منه.
السلام عليكم..