أنبوب غاز نيجيريا.. الأنبوب اللغم

[سندباد علي بابا]

أنبوب غاز نيجيريا.. الأنبوب اللغم

إن تبني مشروع أنبوب الغاز نيجيريا النيجر البلاد نحو أوروبا على المدى المنظور يبدو مفيداً كما تسوق له نخب فرنسا والاستعمار القديم والحديث في منطقتنا، وذلك بسبب حاجة أوروبا الملحة الآن وفي هذا الوقت بالذات لهذا المورد الاستراتيجي وذلك للتخلص من الغاز الروسي الذي يعتقد الغرب (أوروبا) أنه يشكل تبعية اقتصادية له لروسيا، فروسيا دولة عظمى ومستقلة وسيدة حالها ليس كحال الدول من العالم الثالث التي تمتلك هذا المورد والتي يمكن التحكم بها، فخطوط الغاز لديها تضمن لأوروبا تدفقه طوال الوقت من بلدان المنبع الضعيفة والمتخلفة ولا تمتلك الاستقلال والسيادة ولا القرار حتى لو سقفوا لها أسعاره أو تم تأميمه لصالح الشركات البترولية والمصنعة للغاز المتعددة الجنسيات التابعة للبلدان الغربية بعكس الوضع فيما يتعلق بروسيا، كما وأن هذه الدول من العالم الثالث فاقدة للإمكانيات التقنية في تسيير هذا القطاع (تصنيع: قطع الغيار، التوربينات، المصفاة..)، إلى جانب تبعيتها الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية للدول الاستعمارية القديمة من أوروبا مثل: فرنسا، بريطانيا، اسبانيا، البرتغال، ايطاليا، بلجيكا، هولندا...إلخ، إضافة إلى الاستعمار المعاصر أمريكا والكيان الصهيوني الذي هو اليوم في حالة انقضاض على القارة السمراء عسكريا ومخابراتيا واقتصاديا وأمنيا وثقافيا ودينيا... وجغرافيا أي سيطرته على الأرض الإفريقية أي وجود قواعد للدول الأوروبية والأمريكية وحلف الناتو وعناصر مخابرات ومليشيات صهيونية في القارة السمراء... والمنطقة العربية والإسلامية.
على المدى البعيد، فإن المشروع سيكون ضارا وذلك من خلال:
1/ ستفقد البلاد مكانتها كمورد كبير ومؤسس لمنظمة " الأوبيك" في شمال إفريقيا للطاقة "البترول" و"الغاز" لأوروبا في ظل حديث عن نضوب لهذا المورد بسبب الطلب و الاستهلاك الداخلي الكبير وعدم تجديد الآبار القديمة.
2/ ستكبر مكانة نيجيريا على كل الأصعدة على حساب البلاد في هذا المجال، وسيزداد التنافس في من يكون القوة الإقليمية الكبرى في منطقتنا هذه التي تحوز على ثقة الدول الكبرى (أمريكا وأوروبا) في الإقليم و في إفريقيا وسيتسع التنافس وتنضم قوى جديدة لساحة المعركة إلى جانب البلاد و المغرب ومصر هاهي نيجيريا تطرح نفسها كأكبر مورد للغاز نحو أوروبا الأمر الذي سينعكس إيجابيا عسكريا وسياسيا وأمنيا على هذا البلد الإفريقي تحديداً ودون سواه وعلى حساب المتنافسين الآخرين فيما لو تم ونجح هذا المشروع... يجب أن ندكر اقتصاد المعرفة مرتبط بخواريزمية تعداد السكان ونيجيريا تحوز على 200 مليون نسمة وفي غضون الثلاث عقود القادمة سيصل إلى حدود 500 إلى 700 مليون نسمة، والحرب البيولوجية الحالية كوفيد 19 تستهدف هدا الأمر بالتحديد.
3/ بعدما كانت دولة مصدرة للطاقة ستتحول البلاد إلى منطقة عبور للطاقة "ترونسيت" فقط .
4/ ستكون هناك ضغوط (تدخل في شؤون البلاد ظاهرها تقني لكن باطنها سياسي) لتأمين الأنابيب الناقلة للغاز والبترول النيجيري والتي ستكون ملكا لأوروبا والبلاد تتحول إلى حارس لهذه الأنابيب.
5/ ستتعامل أوروبا مع بلد المنبع وليس بلد العبور وستكون الأهمية والمفاوضات مع بلد المنبع وليس بلد العبور وستكون القيمة والمكانة الكبيرة لبلد المنبع وليس بلد العبور.
6/ عند تجسد المشروع سيكون بمقدور أوروبا التخلي عن غاز البلاد لأي سبب من الأسباب: ارتباطاتها وعلاقتها الخارجية، موقفها من القضايا الدولية العادلة، موضوع الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وبخاصة الأقليات الجسدية مثل: المثليين، أو موضوع: المرأة، الدين: المساواة في المواريث... وستكون البلاد غير قادرة على التصرف والضغط من خلال التلويح بورقة أنابيب الغاز المارة بترابها لأنها حينها أي أنبوب الغاز سيرتبط بالاقتصاد العالمي وبأوروبا وأي تهديد له أو المساومة به سيكون تهديد لاقتصاد العالم وأوروبا وهذا الكلام هو الذي سيعلنه الغرب وأوروبا في حالة اضطراب العلاقة بين البلاد وهذه البلدان.
7/ هذا الخط الطاقوي يستهدف روسيا على المدى القريب ويستهدف البلاد على المدى البعيد ومن على شاكلتها، كما كانت ورقة التغير المناخي التي "خلقتها" أمريكا بواسطة غاز "الكيمتريل" الذي تنفثه محركات طائرات الركاب التي تجوب المحيطات على اليابسة هنا وهناك.
8/ البلاد لن تجني ثمناً كبيراً من عبور هذا الأنبوب أكثر من المداخيل التي يوفرها لها بترولها وغازها عبر أنابيبها الخاصة بها المتجهة نحو أوروبا.
السلام عليكم

* هده وجهة نظر فقط
* هدا الكلام ليس المقصود به معاداة بلدي أو الوقوف ضد قرارها الرسمي بتبني مشروع أنبوب نيجيريا البلاد.. بل نحن نقدم أفكار يمكن تكون صحيحة ويمكن تكون خاطئة
* حتى فيما يتعلق بأنبوب نيجيريا المغرب... الدي يقال أنه سينتهي بين 2047 و2050 هو مشروع فاشل لأسباب تمويلية وطبيعية متعلقة بالتضاريس وأمنية الحروب الأهلية والإرهاب والانقلابات العسكرية... وسياسية متمثلة في تغير القيادات ومبدئية متعلقة بطبيعة القارة السمراء ومنطقة غرب إفريقيا.