عصر صدر الإسلام -من ظهور الإسلام إلى سنة 41 ه
تمهيد: ظهور الإسلام في جزيرة العرب فشغل أهلها في أثناء حياة الرسول –ص-ومعظم الخلفاء الراشدين بالفتوح والجهاد والأسفار .وجاء الإسلام بالقرآن والحديث ،فأخذ بمجامع قلوبهم واستقر في المكان الأول من أذهانهم ، وغير من عاداتهم وأخلاقهم وسائر أحوالهم ،فظهر أثر ذلك في علومهم و آدابهم.
1-التغير الذي أحدثه الإسلام في العرب: كان العرب في الجاهلية يتقاضون بالعصبية و يتفاخرون بالأنساب، فلما جاء الإسلام أحدث تغيرا جذريا في حياتهم..وفي جملة ما بذله من أحوالهم أنه جمع كلمتهم وصاروا يدا واحدة على اختلاف أنسابهم و مواطنهم وقد أكد الرسول –صلى الله عليه وسلم-في حجة الوداع "أيها الناس إن ربكم واحد وان أباكم واحد كلكم لأدم وأدم من تراب "و"أكرمكم عند الله أتقاكم ""ليس لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"..اقتدى الصحابة برسولهم و من بينهم عمر بن الخطاب الفاروق وقولته المشهورة "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"..
2- تأثير الإسلام في الأدب واللغة : أ- النثر: كان ظهور الإسلام ايدان بانقلاب أدبي ورفع منزلة النثر خاصة الخطابة التي صارت في المقام الأول لحاجة الناس إليه في العبادات و الغزوات وقد زادها الإسلام بلاغة استمدها أصحابها من اقتباسهم من معاني القرآن وتقليدهم لأسلوبه.
ب- الشعر : الظروف أسهمت في تراجع بعض الأغراض الشعرية التي تتناقض مع مضامين وقيم الدين الجديد واقتصر دور الشعر الدفاع عن الإسلام وقد برز شعراء من بينهم حسان بن ثابت وكعب بن زهير اللذين شجعهم الرسول على توظيف الشعر في خدمة الدعوة