|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الرد على شبهة: أهل السنة السلفيون يطعنون في الدعاة ويمدحون الأمراء
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2009-03-31, 15:54 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الرد على شبهة: أهل السنة السلفيون يطعنون في الدعاة ويمدحون الأمراء
الرد على شبهة: أهل السنة السلفيون يطعنون في الدعاة ويمدحون الأمراء
|
||||
2009-03-31, 15:57 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
ثانيا:ما قصدكم بمقولة(السلفيون يمدحون الأمراء)؟!فإن كان قصدكم أنهم يسيرون على نهج السلف من الطاعة لهم في المعروف والدعاء لهم بالخير وإبراز محاسنهم وكتم عيوبهم والنصح لهم في السر دون العلن وعدم إعانتهم على ظلمهم فإن هذا من محاسنهم لأنهم يسيرون وفق السلف في ذلك فهل تنكرون نهج السلف؟!
أما إن كان قصدكم بأنهم يطيعونهم في المعصية ويعينونهم على ظلمهم ويفتون حسب هواهم فهذا الكذب الصراح والبهت الوقاح . قال الشيخ ابن باز رحمه الله"قال - رحمه الله - ( فتاواه 8/202 ) : « . . . فإذا أمروا بمعصيةٍ فلا يُطاعون في المعصية ؛ لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها . . . » انتهى . وقال الشيخ العثيمين رحمه الله - ( شرح رياض الصالحين 3/333 ، ط الوطن ) : « ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقاً ! لا . إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المُعيّن الذي هو معصية لله , أما ما سوى ذلك فإنه تجب طاعته » انتهى . ولكن القوم-أعني المفترين-يرمون أهل السنة به لأن موقفهم من الحاكم المتلبس بالظلم أو الفسق موافق للنصوص الشرعية وماعليه عمل السلف الصالح من عدم الخروج عليه وإثارة الفتن والقلاقل في أوساط المجتمعات لأنهم-أي أهل السنة والجماعة السلفيين-لا يكفرونه بل يرون السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة الصادقة وفق هدي السلف. بينما أهل البدع من أصحاب الحركات المشبوهة يكفرون الحكام قاطبة من غير تفصيل. ثالثا: بعد أن فصلنا الكلام في مفهوم الطعن وكذا مفهوم القدح قد يقول قائلهم: ولماذا تحذرون من أهل البدع وتردون عليهم ولا تحذرون من الحكام ولا تبينون أخطاءهم والجواب على السؤال من وجهين: الوجه الأول: الجواب بديهي وهو أن منهج أهل السنة الذي تدل عليه الأدلة - كما سيتبين- أنَّهم فِي حق الحكام الفساق والمبتدعة يقيمون ما أوجب الله عليهم من السمع والطاعة وجمع الناس عليهم والنصح لَهم، فليس من منهجهم الرد عليهم أمام الناس فِي غيبتهم بِخلاف المبتدعة والضُّلال والمخطئين من المصلحين والدعاة، فإن المنهج فِي حقهم كمـا هو منهج السلف ودلَّت عليه النصوص هو الرد عليهم حَتَّى يحذر الناس خطأهم-كما سيتبين-. وإليك أخي القار ئ منهج أهل السنة في التعامل مع كلا الطرفين: أولا: منهج أهل السنة في التعامل مع الحكام المخطئين والفسقة والظالمين: 1-عدم الخروج عليهم إلا في حالة الكفر البواح :أخرج الشيخان في «صحيحيهما» من حديث عبادة بن الصامت قال: دَعَانَا النَّبِيُّ ص؛ فَبَايَعْنَاهُ؛ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا ... أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ)) 2-طاعتهم في المعروف :أخرج الآجري بإسناد صحيح عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر بن الخطاب: لعلك أن تخلف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشياً، وإن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر منقصة في دنياك فقل: سمعاً وطاعة دمي دون ديني . وفي رواية أخرى: وإن ظلمك فاصبر . فهذا إمام ظالم يأخذ الأموال ويضرب ويدعو لما فيه منقصة الدين، ومع ذلك أمرنا بالصبر والسمع والطاعة له في غير ما حرم الله . كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة )). ب ) عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعنّ يداً من طاعة)) رواه مسلم. وهذا نص صريح وجوب الطاعة على الحاكم الفاسق لأنه أمرنا بكره المعصية وعدم نزع اليد من طاعة الله . 3- أن أمر الجهاد مناط بولاة الأمر لا بغيرهم، فلا يشرع الجهاد إلا بإذنهم، ويدل لذلك ما يلي: أ – ما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر، وإن يأمر بغيره كان عليه منه)) فهذا خبر بمعنى الأمر وهو نص في المسألة . قال ابن حجر فتح الباري (6/ 136): لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويكف أذى بعضهم عن بعض، والمراد بالإمام كل قائم بأمور الناس ا.هـ. ب- ما روى الشيخان أن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال(( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم )) فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ، قال( فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك)) وجه الدلالة: أنه مأمور بالتزام جماعة المسلمين وإمامهم وألا يفارقهم. 4- جمع الناس عليهم وإبراز محاسنهم وعدم سبهم بما فيهم فضلاً عما ليس فيهم وما لم يتثبت عنهم، ويدل على هذا ما يلي: أ – كل دليل دال على السمع والطاعة لهم وذلك لأنهم يأمرون بجمع الناس عليهم وعدم سبهم. ب- كل دليل دال على حرمة الخروج ؛ لأن سبهم يؤدي إلى الخروج عليهم فإن كل خروج فعلي مسبوق بخروج قولي. ج- أخرج الترمذي عن زياد بن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق- فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبو بكرة: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( من أهان السلطان في الأرض أهانه الله)) ا.هـ حسنه الإمام الألباني. وإليك بعض أقوال السلف في هذه المسألة التي نحن بصددها:أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: آمر إمامي بالمعروف ؟ قال ابن عباس: إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه ، ولا تغتب إمامك . وهذا الأثر الثابت عن ابن عباس صريح في كيفية نصح الولاة وعدم غيبتهم . وأخرج ابن عبدالبر في التمهيد عن أبي إسحاق السبيعي أنه قال: ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره. وثبت فيما أخرج ابن زنجويه عن أبي مجلز أنه قال: سب الإمام الحالقة، لا أقول: حالقة الشعر ولكن حالقة الدين. وأخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (281)، عن أبي اليمان الهوزني، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه -، قال : (( إياكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة )) قيل : يا أبا الدرداء ! فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب ؟ قال : (( اصبروا ،فإن الله إذا رأي ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت )) 5-النصح لهم في السر والتعاون معهم في الخير:عن عياض ابن غنم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((( من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدي الذي عليه له )). قال ابن النحاس في كتابه (( تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين، وتحذير السالكين من أفعال الهالكين )) (157) (( ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رأس الأشهاد بل يود لو كلمة سراً ونصه خفية من غير ثالث لها )) ا هـ. وإليك كلاماً مفيداً لمجموعة من أئمة الدعوة منهم الشيخ محمد بن إبراهيم وسعد بن عتيق – رحمهم الله رحمة واسعة – قالوا في الدرر السنية ط5 (9/119) : وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر، والخروج من الإسلام، فالواجب فيها: مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا غلط فاحش، وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا، كما يعرف ذلك من نور الله قلبه، وعرف طريقة السلف الصالح وأئمة الدين ا.هـ وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – في الدرر السنية ط5 (9/121): والجامع لهذا كله: أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية ما يشترف أحد، فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية، فإن لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهراً، إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق، واستلحق عليه ولا وافق، فيرفع الأمر إلينا خفية ا.هـ 6-الدعاء لهم بالخير والتوفيق: وقد بين علماء السنة أن من معتقدهم ومنهجهم الدعاء للسلطان، فمن أراد النجاة فليسلك سبيلهم فلا طريق موصل إلى الله إلا سبيلهم، قال أبو عثمان الصابوني: ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح، وبسط العدل في الرعية . وقال الإمام البربهاري في شرح السنة: فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نؤمر أن ندعو عليهم، وإن ظلموا وجاروا؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين ا.هـ وقال أبو بكر الإسماعيلي في كتابه اعتقاد أهل السنة: ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إلى العدل ا.هـ هذا مختصر منهج أهل السنة في التعامل مع الحكام فلا يسعك إلا ما وسعهم. ثانيا:منهج أهل السنة في التعامل مع أهل الأهواء والبدع: 1-التحذير منهم:فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الخوارج وسماهم بكلاب النار وحذر من القدرية وسماهم مجوس هذه الأمة و عن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم -( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم )) (9). وعن عائشة – رضي الله عنها – قالـت: (( تـلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - هذه الآية{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغـاء تأويلـه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنـا به كل من عنـد ربنا وما يذكر إلا أولو الألبـاب}() آل عمران : 7 .)، قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منـه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم (10) ). وهذا ابن عمر - رضي الله عنه - حين سئل عن القدرية قال: (( فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني )) (11). وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (( لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب )) (12). وعن عطـاء - رحمه الله- قـال: أتيت ابن عباس-رضي الله عنهما- وهو ينـزع في زمزم قد ابتلت أسافل ثيابه فقلت: قد تُكلم في القدر. قال: أوَ قد فعلوها؟. فقلت: نعم. قال( فوالله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم{ ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر }، أولئك شرار هذه الأمة، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصـلوا على موتاهـم، إن أريتني أحدهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين))(13). ). والنبي - صلى الله عليه وسلم- هو الذي شرع لأمته التحذير من أهل البـدع بأعيانهم، فقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى ذي الخويصرة بقوله( إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، فيقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّـة … )) الحـديث (14))، ففي قوله ( هذا ) تعيين له وتحذير منه بعينـه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم )) (15)) . وهذا إمام أهل السنّة أحمد بن حنبـل - رحمه الله - جاء عنه التحذير مـن أهل البدع بأسمائهم في كثير من أقواله وما ذلك إلا نصيحة لدين الله، قال ابن الجوزي - رحمه الله -: (( وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه محمول على النصيحة للدين )) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص: 253 ) . 2-عدم مطالعة كتبهم:بل قـد نقل بعض الأئمة الإجماع على ترك النظر في كتب أهل البدع، ولم يقولوا خذ الحق واترك الباطل. كما قال الإمام ابن خزيمة – رحمه الله – ( ت: 311 ) لما سئل عن الكلام في الأسماء والصفات فقال: " بدعة ابتدعوها، لم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب وأئمة الدين، مثل مالك، وسفيان، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحـاق، ويحيى بن يحيى، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى، وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، وأبي يوسف: يتكلمون في ذلك، وينهون عن الخوض فيه، ويدلّون أصحابهم على الكتاب والسنّة، فإياك والخوض فيه والنظر في كتبهم بحال "(16). قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: " سلام بن أبي مطيـع من الثقات، حدثنا عنه ابن مهدي، ثم قال أبي: كان أبو عوانة وضع كتاباً فيه معايب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه بلايا، فجـاء سلام بن أبي مطيع فقال: يا أبا عوانة، أعطني ذاك الكتاب فأعطاه، فأخذه سلام فأحرقه. قـال أبي: وكـان سلام من أصحاب أيوب وكان رجلاً صالحاً "(17). وقال الإمام مالك – رحمه الله -: " لا تجوز الإجـارات في شيء من كتـب الأهـواء والبدع والتنجيم"(18). وقال أبو محمد ابن أبي حاتم: " وسمعت أبي وأبا زرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، يغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكران وضع الكتب برأي في غير آثـار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين، ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداً "(19). 4-عدم ذكر محاسنهم:وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من أهل الأهواء دون التفات إلى محاسنهم، لأن محاسنهم مرجوحة، وخطرهم أشد وأعظم من المصلحة المرجوة من محاسنهم كما تقدم في حديث ةعائشة رضي الله عنها وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم )) (). ومعلوم أن أهل البدع لا يخلون من محاسن، فلم يلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، ولم يذكرها، ولم يقل: استفيدوا من محاسنهم، وأشيدوا بذكرها. وقال الحافظ ابن رجب أيضا رحمه الله في "شرح علل الترمذي " : "قال ابن أبي الدنيا: نا أبو صالح المروزي: سمعت رافع بن أشرس، قال: كان يقال: "من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه ". وأنا أقول: من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه ". قال المحقق: "قال الكنكوهي في " الكوكب الدري " (1/ 347): إنه صاحب بدعة، لا ينبغي أن يأخذ العلماء منه، ولا أن يتركوا العامة يسألون عنه ويجلسون إليه، فلما كان كذلك، لا يتحدث عنه أحد فيموت ذكره، ولا يشتهر أمره، فعلم أن العلماء يجوز لهم بل يجب أن يظهروا للناس عيبه ويمنعوهم عن الأخذ عنه ". قلت:فيتلخص من هذا أن الفرق بين الدعاة المخطئين والحكام المخطئين من وجهين: ا- أن الحكام - وإن كانوا فساقًا- فقد أُمرنا بِجمع الناس عليهم، بخلاف الدعاة المخطئين فإنا أُمرنا بالرد عليهم ليحذر الناس خطأهم. 2- أن السكوت عن أخطاء الدعاة الشرعية يُصيِّرها دينًا عند الناس، لكونِهم يتكلمون باسم الدين ويصدقهم الناس، بخلاف أخطاء الحكام، أما الرد على الحكام بذكر مساويهم دون حسناتِهم فيسبب مفاسد منع منها الشرع، ومنها بغض الناس للسلطان وافتياتُهم عليه. وهذا الأثر السديد قد بين البيان الشافي بحمد الله: أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب (( الصمت وآداب اللسان )) (291) ، وابن الأعرابي في (( معجمه )) (292) ،وأبو نعيم في (( الحلية )) (293) عن زائدة بن قدامة، قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائماً أنال من السلطان ؟ قال : لا قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟ قال : (( نعم )) . وبهذا يتبين الفرق بين نهج أهل السنة في التعامل مع الحكام المخطئين والفسقة والظالمين وبين نهج أهل السنة في التعامل مع أهل الأعواء والبدع لكن الحزبيين قد ناقضوا نهج أهل السنة بالكلية فتراهم مع أهل البدع والأهواء متميعين بل ويأصلون الأصول تلوى الأصول للدفاع عنهم كدعوى الموازنة بين الحسنات والسيئات ودعوى حمل المجمل على المفصل وغيرها من الأصول الهدامة والباطلة رغم أتنهم لا يعملون بهذه الأصول اتجاه أهل السنة السلفيين بل يحاربونهم ويبدعونهم ويكفرونهم ولا إله إلا الله وفي المقابل تجد ديدنهم الطعن في الحكام وسبهم ولعنهم وتكفيرهم والإشتغال بذلك بل ويوالون ويعادون على هذا كذلك فاللهم رحماك. الوجه الثاني: إن أهل البدع المعطلين لأسماء الله تعالى وصفات كماله والطاعنين في السنة وأهلها والمفتخرين بالحضارة الغربية كالإخوان المسلمين والأشاعرة والصوفية وغيرهم أشد خطرا من ظلم الحكام وتعسفهم وذلك لأن الحكام عطلوا الأوامر والنواهي وأما الأشاعرة وأصحاب العقائد المنحرفة عطلوا عقائد بأكملها كأسماء الله وصفاته فتعطيل الأصل أشد من تعطيل الفرع التابع له ألا وهو ما يسمى عندهم بالحاكمية . قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان(إن تحكيم الشرعية وإقامة الحدود وإقامة الدولة الإسلامية واجتناب المحرمات وفعل الواجبات كل هذه من حقوق التوحيد ومكملاته وهي تابعة له فكيف يعنى بالتابع ويهمل الأصل)). أخرج الإمام أحمد في مسنده(4/382) من طريق سيعد جهمان قال(أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة فسلمت عليه. قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان. قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزراقة. قال : لعن الله الأزراقة، لعن الله الأزراقة، حدثنا رسول الله ( أنهم كلاب النار. قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم، قال : فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال : ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، عليك باسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك، فائته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه )). وعليه فالرد على دعاة الخروج و الإعتزال ونفاة الأسماء والصفات مقدم على انتقاد الحكام والسلاطين. فليكن طلاب العلم على بيبنة من هذا الأمر ولا يمشوا وراء شنار الحزبيين المغفلين ولا يغتروا بخمج وزبالات فكرهم وبخرفيج عيشهم إن نهايتهم إلى قل وانقطاع والعاقبة للمتقين واربط نفسك يا طالب الحق بالعلماء الربانيين السلفيين الأقحاح ودع عنك شقاشق أتابع أبي مرة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. |
|||
2009-03-31, 15:58 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
------------------- |
|||
2009-05-27, 17:53 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
ألا تستحي من نفسك أخ جمال: |
|||
2009-05-27, 20:23 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
بارك الله فيــــك أخي جمال ونفع بك وبعلمك .. |
|||
2009-05-27, 20:41 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
جزاك الله خيرا اخي الكريم |
|||
2009-05-30, 17:40 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
((الوجه الثاني: إن أهل البدع المعطلين لأسماء الله تعالى وصفات كماله والطاعنين في السنة وأهلها والمفتخرين بالحضارة الغربية كالإخوان المسلمين والأشاعرة والصوفية وغيرهم أشد خطرا من ظلم الحكام وتعسفهم ))
للعلم : أن الإنسان كلما ارتقى كانت نظرته أرحب وأوسع . لا عليك لقد أخطأت الطريق. |
|||
2010-10-07, 19:39 | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
اقتباس:
كلامك جميل ومنطقك قوي وارى انك تحاجج بدليل انا وقع في نفسي اشكال ارجو مساعدتي ان كان الخروج على الحاكم لا يجوز لماذا خرج اهل الحجاز على خليفة المسلمين العثماني وهولم يخرج على الاسلام قيد انملة وقد تعاونو مع لورنس العرب والحكومة البريطانية ووعدتهم بالاستقلال وقاتلوه حتى كونوا لانفسهم دولة والله من وراء القصد |
||||
2010-10-08, 11:37 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
بارك الله فيكم على هذا النقل الطيب |
|||
2010-10-08, 23:59 | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
اقتباس:
حياك الله أخي الحبيب. لعل هذا المقال يفي بالغرض: https://saaid.net/monawein/sh/5.htm |
||||
2010-10-10, 22:55 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
كلامك جميل جدا اخي جمال ، وقد بان لي من خلال كلامك بعض ما كان ملتبسا، أدلة واضحة مفحِمة لا يردها إلا متعنت فأسأل الله له الهداية. |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc