موضوع مميز الببليوجرافيا او علم الكتاب - الصفحة 5 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الببليوجرافيا او علم الكتاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-09-14, 23:02   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post التكشيف والاستخلاص فى المكتبات ومراكز مصادر التعلم - احمد يوسف حافظ احمد -

أهمية المستخلصات (9) :
يعتبر الاستخلاص وسيلة هامة من وسائل استرجاع المعلومات ووسيلة من وسائل الاتصال بين مصادر المعلومات الأولية والمستفيدين لأهميته في توفير وقت المستفيد واطلاعه على كل ما هو جديد في حقل تخصصه من معلومات سواء كانت على شكل كتب او بحوث او وثائق او دوريات .
أن الغرض الرئيسي للمستخلص هو عدم أضاعة وقت الباحث وذلك بأن يقدم أليه المعلومات الموجزة والمركزة والشاملة في الوقت نفسه والتي يحتاج أليها في مجال بحثه او دراسته بدلا من الرجوع إلى الوثائق الأصلية التي تمثل المصادر الرئيسية لهذه المعلومات والأفكار المستخلصة . كذلك فان المستخلص الجيد يمكن المستفيد من الحكم على مدى علاقة الوثيقة بموضوع تخصصه او اهتمامه .
كما يمكن لدوريات المستخلصات التي تقوم بتلخيص البحوث وتجميعها تحت مداخل مناسبة أن تتيح للباحثين القدرة على ملاحقة التطور دون تبديد للوقت والجهد .
ويحدد الدكتور/ حشمت قاسم المجالات التالية للإفادة من المستخلصات وهي (10) :
1- الإحاطة الجارية : حيث تستخدم المستخلصات كبدائل للوثائق الأصلية في متابعة المتخصصين لما يصدر من إنتاج فكري في مجال اهتماماتهم .
2- الاقتصاد في وقت القراءة : يمكن للمستخلصات أن توفر للقارئ حوالي تسعة أعشار الوقت اللازم لقراءة الوثائق الأصلية . كما أنها تكفل للقارئ الارتفاع بمستوى تمثل واستيعاب ما يقرأ إضافة إلى أنها وسيلة أفضل من غيرها لأغراض وضع محتوى النصوص في حيز التنفيذ .
3- الاقتصاد في تكاليف البحث : الإحاطة الجارية الواعية أهم ضمانات تجنب تكرار البحوث . وطالما كانت المستخلصات تخدم أهداف الإحاطة الجارية وتؤدي إلى الاقتصاد في وقت القراءة فأنها تؤدي حتما إلى الاقتصاد في تكاليف البحث .
4- تيسير الانتفاع : تعد المستخلصات الجيدة من أفضل الوسائل المساعدة للمستفيد في انتقاء الوثائق ذات العلاقة باهتماماته وهي بهذا تتفوق على العناوين والمداخل الكشفية في قدرتها على معاونة الباحث في أنتقاء القراءات المناسبة .
5- المساعدة في تخطي الحواجز اللغوية : هناك حوالي سبعون لغة تستخدم في نشر الإنتاج الفكري في العلوم والتكنولوجيا . أن التشتت اللغوي هذا يجعل من الصعب على الباحث العلمي متابعة ما ينشر في مجال اهتمامه لعدم أجادته اللغات التي تنشر بها تلك البحوث . ومن الممكن التخفيف من حدة هذه المشكلة بتوفير المستخلصات بإحدى اللغات واسعة الانتشار.
6- تيسير بحث الإنتاج الفكري : نظرا لضخامة الإنتاج الفكري من البحوث والدراسات والتقارير الفنية …الخ أصبحت الحاجة ماسة إلى توافر المستخلصات للمساعدة في أجراء ما يسمى بالبحث الراجع للإنتاج الفكري . فبدون المستخلصات المكشفة يمكن أن يكون بحث الإنتاج الفكري المتاح والمحظور على السواء أمرا مستحيلا .
7- الارتقاء بمستوى كفاءة التكشيف : لاشك انه من الممكن تكشيف المستخلصات بشكل أسرع بكثير من تكشيف الوثائق الأصلية . كما أن اعتماد المستخلصات في التكشيف يؤدي إلى الارتفاع بمعدل التكشيف بمقدار يتراوح بين الضعف والأربعة أضعاف . ويؤدي ذلك إلى الاقتصاد في الوقت والجهد والتكاليف دون تضحية تذكر في نوعية الكشافات الناتجة.
8- المساهمة في أعداد المراجعات العلمية : يؤدي الاعتماد على المستخلصات في أعداد الببليوغرافيات والمراجعات العلمية ( Reviews ) إلى التغلب على الصعوبات الناجمة عن ضخامة كم الإنتاج الفكري والتشتت اللغوي لهذا الإنتاج وعدم إمكان الحصول على بعض الوثائق والمستخلصات وحدات مناسبة يمكن الاعتماد عليها في تنظيم كتابة المراجعات وتجميع الببليوغرافيات . هذا بالإضافة إلى أن الحصول على البيانات من المستخلصات للأعتماد عليها في المراجعات العلمية عادة ما يكون أيسر وأكثر كفاءة بكثير من الحصول عليها من المقالات الأصلية .

يتبع ....









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:03   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post التكشيف والاستخلاص فى المكتبات ومراكز مصادر التعلم - احمد يوسف حافظ احمد -

أنواع المستخلصات :
هناك أكثر من أساس واحد لتصنيف المستخلصات إلى فئات ، فمن الممكن تقسيمها وفقا للغرض من أعدادها إلى مستخلصات إعلامية Informative Abstracts ومستخلصات كشفية او وصفية Indicative or Descriptive Abstracts ومستخلصات نقدية Critical Abstracts ويحتوي المستخلص الإعلامي على الأفكار الرئيسية للوثيقة المعروضة بشكل موجز في حين يدرج المستخلص الوصفي أهم الأفكار فقط .
وكذلك يمكن تصنيف المستخلصات وفقا لطريقة أعدادها إلى مستخلصات موحدة الشكل Formatted Abastracts ومستخلصات تلغرافية Telegraphic Abstracts وأقتباسات Extracts وكذلك يمكن تقسيمها وفقا للقائمين بأعدادها إلى مستخلصات المؤلفين ومستخلصات المختصين الموضوعيين ومستخلصات المستخلصين المحترفين .
وتؤكد المواصفة القياسية العربية رقم ( 425-1984 ) على وجوب كون المستخلص إعلاميا بقدر ما يسمح به نوع الوثيقة وأسلوبها ، أي أنه يجب أن يعرض أكبر قدر ممكن من المعلومات الكمية والنوعية المضمنة في الوثيقة . أن المستخلصات الإعلامية مفضلة بصورة خاصة للنصوص التي تصف عملا تجريبا والوثائق المكرسة لموضوع واحد .
وعلى الرغم من تعدد أسس التقسيم والتصنيف يمكننا أن نحدد الأنواع الرئيسية للمستخلصات بآلاتي (11) :
1- المستخلصات الإعلامية ( Informative Abstracts ):
المستخلص الإعلامي هو المستخلص الذي يتضمن المعلومات الكمية والنوعية المضمنة في الوثيقة ، أي انه تكثيف واضح للأفكار الأساسية والنتائج في الوثيقة الأصل . يكون المستخلص الإعلامي عادة ما بين ( 100-250 ) كلمة إذا أستخلص ورقة مؤتمر او مقال دورية . ولكنه قد يصل إلى (500 ) كلمة إذا كان خاصا بتقرير مطول او رسالة جامعية . وهذا النوع هو أكثر أنواع المستخلصات قيمة إذا توافرت الإمكانات اللازمة لأعداده ، لأنه يوفر وسيلة لتقييم صلة الوثيقة ويمكن من الاختيار او الرفض ، وكذلك يكون بديلا للوثيقة المستخلصة عندما يكون مختصر لها كافيا للباحث .
2- المستخلصات الدلالية ( Indicative Abstracts ) :
المستخلص الدلالي يشير إلى محتوى الوثيقة ويتضمن بيانات عامة حولها ، ولا يحاول الخوض في المحتوى الفعلي لها كما يفعل المستخلص الإعلامي . ومن هذا المنطلق يفيد كوسيلة للاختيار ولكنه لا يصلح بديلا للوثيقة . ويعتبر أعداده أكثر سهولة من أعداد المستخلص الإعلامي ، وبالتالي يتم ذلك بسهولة وسرعة لا يتطلب خبرة موضوعية من جانب كاتب المستخلص . ولهذا فان هذا النوع هو الأكثر انتشارا. ويطلق عليه أحيانا اسم المستخلص الوصفي .
3- المستخلصات الدلالية الإعلامية ( Indicative-Informative Abstracts )
يكون المستخلص الدلالي الإعلامي مستخلصا دلاليا في بعض أجزائه وأعلاميا في الأجزاء الأخرى . يركن إلى هذا النوع عادة إذا كان الجزء الإعلامي يخص اهتمامات القراء . الذين تعد لهم الخدمة بينما يغطي الجزء الدلالي منه ما هو خارج نطاق هذه الاهتمامات . ويتم ذلك إذا كان المستخلص من النوع الموجه نحو الغرض . أي انه ينحرف موضوعيا نحو اهتمامات القراء لكن بعض أنواع المستخلصات تكون موجهة نحو التخصص ، أي أنها تخدم حاجات تخصص معين ( مثل الكيمياء ، الهندسة ) بدون التكيف حسب حاجات واهتمامات فئات معينة من القراء .
4- المستخلصات النقدية ( Citical Abstracts ) :
المستخلص النقدي يصف المحتوى الموضوعي للوثيقة ويقيمه مع أسلوب عرضه . أي انه مستخلص تقييمي ، إذ يعبر كاتب الموضوع عن رأيه في العمل ، كما قد يقارنه مع عمل او أعمال أخرى . ولهذا يكون كاتب المستخلص عادة خبيرا في موضوع المستخلص مما جعل هذا النوع من المستخلصات غير شائع . كما انه يكون عادة طويلا .
5- المستخلصات المصغرة ( Mini Abstracts ) :
يطلق على هذا النوع عدة أسماء حسب شكله ، ومن ذلك ما يلي :
الكلمات المفتاحية : وهي مصطلحات تخصص للتكشيف تمثل محتوى الوثيقة الموضوعي . وهي أقرب إلى التكشيف بالكلمات المفتاحية منها للاستخلاص .
المستخلصات البرقية ( Telegraphic Abstracts ) : وهي أشباه جمل قصيرة تمثل محتوى الوثيقة الموضوعي .
المستخلصات القصيرة : وهي تشتمل عادة على جملة او جملتين تمثل محتوى الوثيقة الموضوعي . ومن هذا النوع ما يسمى مستخلصات النقاط الهامة ( Highlight Abstracts ) وهي المستخلصات المصممة لجلب انتباه القارئ للوثيقة ، ويكون عادة في بداية الوثيقة او في ثناياها . كما قد تكون توسيعا لقائمة محتوياتها .
6- المستخلصات الإحصائية او العددية او المجدولة ( Statistical , Numerical or Tabular Abstracts ) :
هذا النوع وسيلة لتلخيص البيانات الرقمية التي تكون عادة في شكل جداول وهو مفيد بشكل فعال لأنواع معينة من البيانات الاقتصادية والاجتماعية والسوقية . كما أن هناك نوعا مشابها لا يخص البيانات العددية وحدها بل يكون تلخيصا للمحتوى الموضوعي في شكل جدولي . ويطلق على النوع الأخير اسم " المستخلص المهيكل " ( Structured Abstract ) ولأعداده يتم أعداد جدول تترجم أعمدته الجوانب التي يجب أن تلخص من الوثيقة ، حيث يستطيع كاتب المستخلص أن يبحث عنها في الوثيقة ويدونها في الجدول مع قيم ملائمة تخصص حسب الموضوع . وهو مفيد لاستخلاص الوثائق التي تكون العناصر الرئيسية فيها متشابهة .

يتبع ....










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:05   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post التكشيف والاستخلاص فى المكتبات ومراكز مصادر التعلم - احمد يوسف حافظ احمد -

مواصفات المستخلص الجيد :
يجب أن يتسم المستخلص الجيد بالمواصفات التالية :
1- أن المستخلص الجيد يجب أن يمكن القراء من تحديد المحتوى الأساسي للوثيقة بسرعة ودقة ومن تقرير مدى صلة الوثيقة بأهتماماتهم ومن ثم مدى الحاجة لقراءة الوثيقة كاملة .
2- يجب أن يحصل القراء الذين تمثل الوثيقة اهتماما هامشيا بالنسبة لهم على معلومات كافية من المستخلص مما يجعل قراءتهم للوثيقة بكاملها غير ضرورية .
3- الكمال والضبط والطول : لما كان من الواجب أن يكون المستخلص مفهوما للقارئ دون الحاجة للرجوع إلى الوثيقة الأصلية فيجب أن يكون تاما في ذاته ، وان يستبقي المعلومات والأسلوب الأساسيين للوثيقة الأصلية ، وان يكون مختصرا قدر الإمكان مع تحقيق المتطلبات بالنسبة للمحتوى ولكن لا يكون غامضا او مبهما . ولا يتضمن معلومات او ادعاءات غير موجودة في الوثيقة نفسها .
4- الأسلوب : يجب أن يبدأ المستخلص بجملة موضوعية تكون بيانا جوهريا عن الموضوع الرئيسي للوثيقة . آلا إذا كان هذا مبينا بوضوح في عنوان الوثيقة الذي يسبق المستخلص .
ومن المواصفات الأخرى التي يمكن الإشارة لها في هذا المقام . أن المستخلص الجيد ينبغي أن يغطي الجوانب التالية في الوثيقة :
1- الهدف Purpose : لابد أن يذكر في المستخلص أهداف ومرامي الباحث او الأسباب التي حدت به إلى لكتابة المقال , ويدخل هذا العنصر في كل من المستخلصات الإعلامية والكشفية على السواء .
2- المنهج Method : ويقصد بالمنهج هنا النص على الأساليب التي أعتمدها الباحث في تحقيق الهدف المحدد للبحث .
3- النتائج Results : وهي قائمة بأهم النتائج التي توصل أليها البحث .
4- الاستنتاجات Conclusions : ويقصد بها القرارات التي أنتهى أليها الباحث في تفسير ما أنتهى اليه من نتائج او مدى أهمية هذه النتائج .
5- المحتويات المتخصصة Specialized *******s : هناك بعض المجالات الموضوعية التي تتطلب اشتمال المستخلص على المعلومات المتخصصة .
خطوات أعداد المستخلص :
أن ابرز الخطوات التي تمر بها عملية أعداد المستخلص يمكن أدراجها ضمن الخطوات الثلاثة التالية :
1- قراءة الوثيقة (12) :
الخطوة الأولى في أعداد المستخلص هي قراءة الوثيقة الأصلية كاملة لتكوين صورة واضحة متكاملة عن محتوياتها , ومن الضروري للقائم بالاستخلاص أن يسجل بعض النقاط او الملاحظات أثناء هذه القراءة الأولى للوثيقة .
2- كتابة مسودة المستخلص :
يشرع المستخلص بعد الانتهاء من قراءة الوثيقة في أعداد مسودة للمستخلص اعتمادا على ما سجله من ملاحظات أثناء القراءة .
3- المراجعة والتحرير :
على المستخلص بمجرد الانتهاء من المسودة الأولى مراجعة النص الناتج للتأكد من دقته فيما يتعلق باستعمال علامات الترقيم والنحو والهجاء فضلا عن الاطمئنان إلى تمثيله للوثيقة المستخلصة والتزامه بالقواعد والتعليمات التي ينبغي مراعاتها كافة . وبتحرير هذه المسودة وتدقيقها يتم أعداد النسخة النهائية للمستخلص في صورته الكاملة .

قنوات بث المستخلصات :
يقصد بقنوات بث المستخلصات الوسائط والأشكال التي تقدم بها المستخلصات للمستفيدين . وتتوقف طريقة البث على الهدف من أعداد المستخلصات واحتمالات الإفادة منها . ونعرض في هذا المبحث بإيجاز لأهم سبل بث المستخلصات مع الاهتمام بوجه خاص بالنشرات الإعلامية المحلية او الداخلية ، ودوريات المستخلصات الوطنية وخدمات الاستخلاص العالمية (13) .
1- النشرات الإعلامية الداخلية :
تقوم كثير من الهيئات بأصدار نشرات استخلاص داخلية تغطي الإنتاج الفكري الحديث بهدف إحاطة العاملين بها بالتطورات الجارية في مجالات اهتمامهم . ونظرا لما ينطوي عليه إصدار مثل هذه النشرات من وقت وجهد وتكاليف فأنه لابد من مراعاة أقصى درجات الحرص في التخطيط لها . ولكي تكون مثل هذه النشرات قادرة على تحقيق الهدف منها فأنها ينبغي أن تتسم بالسرعة والفورية فضلا عن الإخراج المقبول والوضوح والقابلية للقراءة والقدرة على جذب أنتباه المستفيدين المحتملين بوجه عام … ولكي تكون النشرة الإعلامية قادرة على اجتذاب المستفيدين فأنها ينبغي أيضا أن تركز على تلك الموضوعات والوثائق التي تحظى بالاهتمام في الوسط المستهدف ، ذلك لأن اتساع التغطية بلا وعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة التكاليف وتبديد وقت كل من المسئولين عن النشرة والمستفيدين منها .
2- دوريات المستخلصات الوطنية :
لقد أشار المؤتمر الدولي للاستخلاص في العلوم الذي عقد في باريس عام 1949م إلى أن اليونسكو تؤيد فكرة تشكيل لجان دائمة للاستخلاص على المستوى الوطني او الاقليمي ، حيث تتركز مهام هذه اللجان في دراسة مشكلات الاستخلاص للأرتفاع بمستوى الخدمة وان تعمل على استخلاص الوثائق العلمية التي تنشر في الدول او الأقاليم المعنية ، وذلك على أساس منهجي سليم يكفل التعريف بهذا الإنتاج على المستوى العالمي ، وذلك بصرف النظر عن لغات هذا الإنتاج ومجالاته الموضوعية (14) .
وكانت مصر من بين الدول التي استجابت لهذه الدعوة ، حيث بدأ قسم الوثائق والمخابرات العلمية في المركز القومي للبحوث ( والذي تحول ألان إلى المركز القومي للأعلام والتوثيق ) ، بدأ في عام 1955م إصدار نشرة مستخلصات إقليمية بعنوان :
Abstracts of Scientific and Technical Papers Published In Egypt and Papers Received from Afghanistan , Cyprus , Iran , Iraq , Jordan , Lepanon , Pakistan , Saudi Arabia , Sudan and Syria .

وكانت هذه النشرة تهدف إلى التعريف بما يصدر من إنتاج فكري في العلوم في تلك الدول . وكانت الإنكليزية هي اللغة الأساسية في صياغة المستخلصات . وكانت هذه النشرة تصدر شهريا آلا انه لم يكتب لها الاستمرار . وفي عام 1971م حلت محلها نشرة وطنية مصرية بعنوان U.A.R Science Abstracts صدرت شهريا عن المركز القومي للأعلام والتوثيق بالقاهرة . آلا أنها لم يكتب لها الاستمرار أيضا (15) .
وفي عام 1973م بدأ المركز القومي للأعلام والتوثيق في مصر بالتعاون مع كل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واتحاد الجامعات العربية ومكتب اليونسكو للعلوم في الدول العربية إصدار نشرة مستخلصات قومية جديدة في العلوم بعنوان Arab Science Abstracts وكانت هذه النشرة تصدر مرتين في العام . وبالإضافة إلى تأخر نشرها حيث لم تصدر مستخلصات عام 1970م آلا في عام 1973م فأن تغطية هذه النشرة للإنتاج الفكري في العلوم كانت تغطية هيكلية لا اكثر حيث لم تتجاوز تغطية المجلد الأول أكثر من 24% من مجموع الدوريات العلمية العربية الجارية عام 1970م .
3- خدمات الاستخلاص العالمية :
تهدف هذه الخدمات إلى تغطية الإنتاج الفكري العالمي بكل أشكاله ولغاته ومنابعه في الحدود الموضوعية التي تضعها كل خدمة لنفسها . وليس من الضروري أن تصدر هذه الخدمات عن منظمات عالمية ، حيث أثبتت بعض الهيئات القومية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قدرتها على العمل على هذا النطاق .
والطباعة ليست هي السبيل الوحيد لبث هذه الخدمات العالمية . فهناك بعض الخدمات التي تبث مستخلصاتها على بطاقات كما هو الحال مثلا Training Abstracts التي تصدر على بطاقات 4×6 بوصة و Publications Abstracts التي تصدر عن الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين في بطاقات يمكن انتزاعها من النشرة وكذلك الحال أيضا بالنسبة لكل من Building Science Abstracts و Water Resources Abstracts التي يمكن تقطيع صفحاتها إلى بطاقات تشمل كل بطاقة على مستخلص مستقل .
هذا ومن الجدير بالذكر أن معظم خدمات الاستخلاص الرئيسية قد أصبح من الممكن الحصول عليها في شكل قابل للقراءة بواسطة الحاسوب ومن خلال شبكة الإنترنت Intrenet كما أصبحت ألان تتشكل مراصد معلومات يمكن التعامل معها لأغراض الاسترجاع على الخط المباشر .
استخدام الحاسوب في الاستخلاص

توطئة داخلية : بدأ الاهتمام بالاستخلاص الآلي في مطلع خمسينيات القرن الحالي متأثرا بأتجاهين أساسيين هما تقنيات الحاسوب والترجمة الآلية . فبمجرد أن تبين انه بإمكان الحواسيب معالجة الرموز الهجائية والرقمية على السواء تفتحت مجالات جديدة لأستخدام هذه الأجهزة في معالجة النصوص . فبالإضافة إلى الترجمة الآلية بدأ الاهتمام باستخدام الحواسيب في الاستخلاص الآلي والتكشيف الآلي وتضيف الوثائق آليا . وكان السؤال الذي يواجه الباحثين في هذا المجال هو : إذا كان بالإمكان استخدام الحاسوب في ترجمة وثيقة من لغة إلى أخرى فهل يمكن استخدامه في أعداد ملخص للوثيقة بالآلة نفسها ؟ . وربما كان لون H.P. Luhn ) ) في مقدمة من شغلهم البحث عن الإجابة لهذا السؤال . وفي عام 1958م نشر بحثا يصف فيه طريقة لأعداد المستخلصات الآليا . ويمثل هذا البحث وغيره من جهود لون في مجال استرجاع المعلومات الأساس الذي بنيت عليه الجهود اللاحقة في هذا الميدان (16) .
ماهية الاستخلاص الآلي :
الفكرة الأساسية التي يبنى عليها الاستخلاص الآلي هي أن بعض الجمل التي تشتمل عليها الوثيقة عادة ما تكون غنية بما فيه الكفاية بالكلمات التي تتكرر في ثنايا الوثيقة بشكل يجعل هذه الجمل قادرة على إحاطة القارئ بموضوع الوثيقة كما يفعل المستخلص تماما . وكما يمكن أن نتصور فأن إحصاء عدد مرات تواتر الكلمات في النص ربما كان أيسر ما يمكن أجراؤه بواسطة الحاسوب في معالجة النصوص . كما أن التقاط الجمل المحملة أكثر من غيرها بالكلمات التي تتردد أكثر من غيرها آمر على نفس القدر من البساطة .


يتبع .....










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:07   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post التكشيف والاستخلاص فى المكتبات ومراكز مصادر التعلم - احمد يوسف حافظ احمد -

خطوات أعداد المستخلص الآلي :
يمر أعداد المستخلص الآلي وفقا لبرنامج لون بالخطوات التالية :
1- يقوم برنامج الحاسوب بتحليل النص بشكل يكفل تحديد معالم الكلمات والجمل وجعلها قابلة للمزيد من عمليات التجهيز عند الطلب .
2- مضاهاة كلمات النص بقائمة الكلمات العامة التي لا تحمل آية دلالة موضوعية كأدوات العطف وحروف الجر والأفعال المساعدة …الخ ، والآمر باستبعادها .
3- ترتيب الكلمات الأخرى ذات الدلالة الموضوعية هجائيا بحيث ترصد حالات ورودها .
4- أجراء عدد من العمليات الإحصائية وتشمل :
أ‌- تجميع كل الكلمات ذات الجذع المشترك لضمان معاملة الأشكال المختلفة للكلمة كوحدة واحدة .
ب‌- ترتيب الكلمات تنازليا وفقا لتواتر ورودها .
ج_ تحديد عدد كلمات الجملة ومتوسط عدد مرات ورود الكلمة .
5- إرجاع الكلمات التي تتردد بكثافة إلى جملها الأصلية وتحديد مواضعها .
6- تحديد مدى التقارب بين الكلمات التي تتردد بكثافة للتعرف على ارتباطاتها النحوية .
7- إعطاء الجملة وزنا او قيمة مناظرة لمربع عدد الكلمات عالية التردد .
وبعد تحديد وزن او قيمة كل جملة ، ترتب الجمل تنازليا حيث يقع الاختبار على أعلاها قيمة لتكون المستخلص الآلي .
آلا أن الجمل الناتجة عن هذه العمليات قلما تبدو مترابطة متكاملة فيما بينها ، ولهذا يرى البعض أن الاستخلاص الآلي بالمصطلح للدلالة على النظام الذي أقترحه لون . وقد أدى ذلك إلى استعمال مصطلح (( الاقتباس الآلي Automatic Extract )) .
والهدف النهائي للبحث في الاستخلاص الآلي او الاقتباس الآلي هو تمكين الحاسوب من قراءة الوثيقة وصياغة مستخلص لها بالأسلوب النثري المألوف . آلا أن السبيل إلى تحقيق هذا الهدف يبدو محفوفا بالصعاب . ويجتذب هذا الموضوع اهتمام العديد من الباحثين .
وعادة ما يمر أعداد الاقتباسات بواسطة الحاسوب بالخطوات التالية (17):
1- تحويل الوثيقة إلى شكل قابل للقراءة بواسطة الحاسوب .
2- وضع معايير عملية للحكم على (( أهمية )) او (( مدى تمثيل )) الكلمات والجمل .
3- تحليل نص الوثيقة بحساب مدى الأهمية او معدلات التمثيل الخاصة بالكلمات والجمل ، ثم التقاط مجموعة الجمل التي تمثل الاقتباس .
4- إخراج الاقتباس وطباعته .

هوامش ومصادر الفصل الثامن :

1- عمر أحمد الهمشري وربحي مصطفى عليان . المرجع في علم المكتبات والمعلومات .- عمان : دار الشروق ، 1997 ، ص 325 .
2- Rowley , Jennifer . Abstracting and indexing .- London : Clive Bingley , 1982 , P. 32 .

3- المعالجة الفنية للمعلومات : الفهرسة ، التصنيف ، التوثيق ، التكشيف ، الأرشيف / أعداد مجموعة من المكتبين .- عمان : جمعية المكتبات الأردنية ، 1985 ، ص 107 132 .
4- حشمت قاسم . دراسات في علم المعلومات .- القاهرة : مكتبة غريب ، 1984 ، ص 107-132 .
5- حشمت قاسم . خدمات المعلومات ، حقوقها وأشكالها .- القاهرة : مكتبة غريب ، 1984 ، ص 182-186 .
6- محمود أحمد أتيم . التحليل الموضوعي للوثائق : الفهرسة الموضوعية والتكشيف والاستخلاص والنشاطات الملازمة للفهرسة والتحليل الموضوعي .- عمان : مؤسسة عبد الحميد شومان ، 1997 ، ص 172 .
7- حشمت قاسم . خدمات المعلومات .. ( مصدر سابق ص188-191 ) .
8- محمود أحمد أتيم . التحليل الموضوعي للوثائق ( مصدر سابق ص 219 ) .
9- Borko , Harold and Charles L. Bernier . Abstracting concepts and methods .- New York : Acadimic press , 1975 , P. 43 .

10- حشمت قاسم . خدمات المعلومات ( مصدر سابق ص 211 ) .
11- فرد ريك ديلفرد لانكستر . مبادئ التكشيف الموضوعي والاستخلاص : دليل عملي / ترجمة محمود أحمد أتيم .- تونس : مركز التوثيق والمعلومات ، 1990 ، ص 73-74 .
12- محمود أحمد أتيم . التحليل الموضوعي للوثائق ( مصدر سابق ص 403 ) .
13- Maizell , R. E. ; Julian F. S. and Singer T. E. R. Abstracting Scientific and technical literature ; an introductory guide and text for Scientists , abstractors and management .- New York : inter science , 1971 . P.64 .

14- Dutta S. Abstracting Problems in developing counties , UNESCO Bulletin for Libraries , Vol. 22 , No. 5 , P.P. 247-268 .










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:21   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post خدمة الإحاطة الجارية

[left][/left

خدمة الإحاطة الجارية
الإحاطة الجارية مصطلح جديد نسبياً لأنشطة مألوفة في خدمات المكتبات ومراكز المعلومات .
مفهوم الإحاطة الجارية : هي عملية استعراض الوثائق والمصادر المختلفة المتوفرة حديثاً في المكتبات ومراكز المعلومات ، واختيار المواد وثيقة الصلة باحتياجات باحث ، أو مستفيد أو مجموعة من المستفيدين ، وتسجيلها من أجل إعلامهم ( إحاطتهم علماً ) بالطرق المناسبة عن توفرها لدى المكتبة ، أو مراكز المعلومات .ويمكن القول بأن خدمة الإحاطة الجارية تأتي من حاجة الباحثين إلى ملاحقة آخر التطورات الجارية في مجال الاهتمام أو التخصص وخاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا .
إجراءات خدمة الإحاطة الجارية :
1- إشعار المستفيدين وإعلامهم بالمواد التي تهمهم بالطرق المناسبة .
2- استعراض الوثائق والمصادر التي تصل للمكتبة ومراكز المعلومات وتصفحها .
3- اختيار المواد التي تناسب احتياجات المستفيدين .
طرق تقديم خدمات الإحاطة الجارية :
هناك طرق وأساليب يمكن للمكتبات ومراكز المعلومات اتباعها من أجل تقديم خدمات الإحاطة الجارية بفاعلية أهميها :
1- نشرة المعلومات أو النشرة الإعلامية أو صحيفة المكتبة وهي من أكثر الطرق استخداماً في توصيل المعلومات لمجتمع المستفيدين ، وقد تصدر بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري ... الخ
2- نشرة الإضافات الجديدة : وهي نشرة دورية منتظمة او غير منتظمة تضم قائمة بالمصادر والمواد التي وصلت حديثاً وخلال فترة زمنية محددة .
3- الاتصال الهاتفي والزيارات الشخصية للباحثين ؛ لإعلامهم بكل ما هو جديد في المكتبة أو مراكز المعلومات من مصادر وأنشطة ... وغيرها .
4- لوحة الإعلانات والعرض ، لعرض الكتب والدوريات الجديدة .
5- تنظيم معارض والوثائق المختلفة .
6- الاشتراك في خدمات مركزية للمعلومات ، سواء كانت يدوية أو آليه ( البث الانتقائي ) وتعتبر خدمة البث الانتقائي للمعلومات من أهم خدمات الإحاطة الجارية ، وأكثر أساليبها فاعلية . وتهدف هذه الخدمة إلى إبقاء الباحث أو المستفيد متمشياً مع آخر التطورات والانجازات في حقل تخصصه ، واهتماماته الموضوعية التي يحددها هو بنفسه ويعد لها بين الحين والآخر . إن ما يميز خدمة البث الانتقائي للمعلومات عن خدمة الإحاطة الجارية هو ضرورة استخدام الحاسوب لتقديمها ؛ وذلك بسبب انفجار المعلومات وعدم إمكانية السيطرة عليها يدوياً دون الاستفادة من إمكانيات الحاسوب في مجال تخزين واسترجاع وبث المعلومات المتوفرة في مكتبة معينة أو عدة مكتبات .
مصدر المقآلـه










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:23   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post خدمة البث الإنتقائي

خدمة البث الإنتقائي
البث الانتقائي للمعلومات:
هي معلومات منتقاة تخدم شريحة معينه من المستفيدين تعكس اهتماماتهم . وتهدف إلى تزويد كل مستفيد بصفة دوريه أسبوعيا أو كل نصف شهر بالمعلومات أو السياسات التي تدخل ضمن نطاق اهتمامه دون السؤال من جانبه .
ويتطلب مثل هذه الخدمات الخطوات التمهيدية التالية :
1- إجراء مسح شامل لأعضاء المستفيدين .
2- تحديد مجالات اهتمام كل منهم بدقة مع تحديد اولويات اهتمامات كل مستفيد .
3- إعداد استمارات اهتمامات لكل عضو تتضمن وصف الاهتمامات بواسطة مجموعه من المصطلحات المحددة والمستخدمة .
4- مضاهاة استمارة اهتمامات كل مستفيد بالإضافات الدورية إلى رصيد استرجاع المعلومات .
ومن الواضح أنه كلما ازداد عدد المستفيدين وتشبعت مجالات اهتماماتهم من ناحية وكلما ازداد أيضا من ناحية أخرى حجم المعلومات المضافة دوريا إلى قاعدة البيانات بالمكتبة أصبحت الحاجة ملحة إلى إدخال المعالجة الآلية للمعلومات باستخدام الحاسب الإلكتروني لإنجاز الخدمة بكفاءة أعلى من حيث دقة الاسترجاع وسرعته .
و تعتبر خدمة البث الانتقائي للمعلومات أهم خدمات الإحاطة الجارية ، وأكثر أساليبها فعالية . وتهدف إلى إبقاء الباحث أو المستفيد متمشياً مع آخر التطورات والإنجازات في حقل تخصصه واهتماماته الموضوعية التي يحددها بنفسه ويعدلها بين الحين والآخر . أما ما يميز خدمة البث الانتقائي للمعلومات عن خدمة الإحاطة الجارية فهو ضرورة استخدام الحاسوب لتقدمها ، وذلك بسبب انفجار المعلومات وعدم إمكانية السيطرة عليها يدويا دون الاستفادة من إمكانيات الحاسوب في مجال تخزين واسترجاع وبث المعلومات .
ويتطلب نظام البث الانتقائي للمعلومات المكونات الرئيسية التالية :
1- ملفات المستفيدين : أو الباحثين ، وتضم معلومات كافية عن المستفيد مثل الاسم الكامل والعنوان والدرجة العلمية والوظيفة والتخصص واللغة أو اللغات التي يجيدها والاهتمامات العلمية ومشاريع البحوث والدراسات التي يقوم بها ، ويمكن للمستفيد أن يقدم قائمة برؤوس الموضوعات أو الواصفات التي تقع ضمن اهتماماته .
2- ملف الوثائق : ويحتوي على معلومات ببليوجرافية كاملة عن الوثائق التي تدخل الى النظام ، بالاضافة إلى واصفات أو مصطلحات تعكس موضوعاتها وتستخدم في استرجاعها .
3- المطابقة : وتتم بمقارنة المصطلحات أو الواصفات التي اختارها المستفيد وتهمه وتلك التي أخذت من ا لوثائق أو وجدت فيها . وهنا تتم عملية مطابقة ملف المستفيدين مع ملف الوثائق التي تهم ذلك المستفيد بعينه . وتجري هذه العملية آليا ليتم تحقيق عنصري الدقة والسرعة في العملية .
4- الإعلام : ويعني إخبار المستفيد بوجود وثائق مطابقة لاحتياجاته وميوله واهتماماته وتخصصه ، ويتم ذلك بالهاتف أو بالبريد . ويمكن أن ترسل الوثائق نفسها صور عنها أو بيانات ببليوجرافية عنها .
5- تحديث الملفات : وتعني إبقاء ملفات المستفيدين وملفات الوثائق محدثة عن طريق الإضافة أو التعديل أو الحذف . وهذه توفر ميزة المرونة للنظام وتسمح للمستفيد أن يعدل في ملف اهتماماته وحاجاته .










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:26   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post خدمة الإحاطة الجارية

اعداد
دينا عبد الفتاح عبد الفتاح ناصف
طالبة بالفرقة الرابعة بقسم مكتبات جامعة المنوفية

خدمة الاحاطة الجارية
خدمات المعلومات على الإنترنت

بما أن الإنترنت هي شبكة كونية توفر إمكانات هائلة في مجالات بث المعلومات وتبادلها على نطاق العالم ، فإن هناك العديد من خدمات المعلومات التي يستطيع رواد المكتبات الإفادة منها عبر الإنترنت .*1
و لكن من أهم الخدمات المعلومات الذى سوف نستعرضها وهى خدمة الاحاطة الجارية حيث تعتبر هذه الخدمة يمكن أن تقدم فى شكل التقليدى و أيضا يمكن أن تقدم فى الشكل الالكترونى واكن الآن أصبحت تقدم فى الشكل الالكترونى أكثر و ذلك بسبب الكم الهائل من الانتاج الفكرى المنشور و عدم السيطرة عليها ، كما أنها تعتبر من الخدمات العامة أوالمباشرة

تعريف خدمة الاحاطة الجارية
فتعني [ الإحاطة الجارية ] بمفردها معرفة التطورات الحديثة عن أي فرع من فروع المعرفة خاصة ما يهم منها مستفيدين لهم اهتماماتهم بهذه التطورات
أما خدمة الإحاطة الجارية فهي نظام لاستعراض المواد الثقافية المتوفرة حديثا واختيار المواد وثيقة الصلة باحتياجات فرد او مجموعة وتسجيل هذه المواد لغرض أشعار هؤلاء المستفيدين الذين ترتبط هذه المواد باحتياجاته *2
كما يمكن تعريفها أيضا :- أنهاعبارة عن إحاطة المستفيدين من المكتبة بالجديد من مقتنيات المكتبة وقد يتخلل الأمر تمرير أعداد الدوريات أو تصوير صفحة المحتويات وتوزيعها على المستفيدين وذلك غالباً في المكتبات المتخصصة، ومن أشكالها أن بعض المكتبات تخصص عدة أرفف لوضع الجديد من الكتب عليها. *3
ولكى نقوم بهذه الخدمة لابد من الاعتماد على بعض المتطلبات لخدمةالإحاطة الجارية وهى العناصر الآتية
أ. مراجعة الوثائق او تصفحها او سجلات الوثائق في بعض الأحيان
ب. اختيار المواد او المحتويات وذلك بمقارنتها باحتياجات الأفراد الذين تمسهم هذه الخدمة
ج. أعلام هؤلاء الأشخاص بالمواد او معلومات عن المواد والوثائق التي لها صلة باختصاصاتهم

و من أهم ما تهدف اليه هذه الخدمة أنها توفر هذه الخدمة أمام المستفيدين فرص الاطلاع بصورة مستمرة على ما يبذله غيرهم من جهود وما توصلوا إليه من نتائج في موضوع اختصاصاتهم واهتماماتهم ، و يتم تقديم هذه الخدمة بمجرد تقديم السؤال لأول مرة ثم إجراء الإحاطة على فترات زمنية بمجرد إعادة طرح السؤال أو الطلب على القاعدة أو القواعد المراد بحثها بطريقة تلقائية من خلال الحاسب على فترات زمنية محددة حسبما يريدها المستفيد ويتم إخطاره بالنتائج في كل مرةمهما كانت المعدلات الزمنية متقاربة
وتشمل هذه الخدمة كذلك خدمة البث الانتقائي للمعلومات التي تعد صيغة متطورة لخدمات الإحاطة الجارية *4

كما تعتبر خدمة البث الانتقائي للمعلومات من خدمات الإحاطة الجارية حيث يتم عن طريق هذه الخدمة تزويد الباحثين بصفة دورية بجميع المعلومات التي تدخل ضمن نطاق إهتماماتهم،وهذه الخدمة مصممة وفق إحتياجات كل باحث حيث يتم تحديد المجالات الموضوعية لكل باحث مسبقًا، ويقوم أخصائي المعلومات ببحث الإنتاج الفكري المتوفر في المكتبة، وأيضًا من خلال قاعدة المعلومات الالية. ويتم تجميع المعلومات و إرسالها للباحث بصفة دورية *5

وتهدف هذه الخدمة إلى إبقاء الباحث أو المستفيد متمشيًا مع آخر التطورات والإنجازات في حقل تخصصه واهتماماته الموضوعية. ولا يمكن تقديم هذه الخدمة بدون استخدام الحاسب الآلي بسبب عدم إمكان السيطرة على المعلومات يدويًا في وقتنا الحاضر *6

وهناك أيضا وسائل وطرق أخرى عديدة لتمكين المستفيدين من الاستفادة من خدمات الإحاطة الجارية وهي
توزيع قوائم المقتنيات الحديثة التي تعرف ببعض المكتبات بقوائم الإحاطة الجارية
البث الانتقائي للمعلومات
تمرير الوثائق والدوريات على المستفيدين
عرض المطبوعات الحديثة نفسها او أغلفتها
بث البيانات والمعلومات عبر قنوات الاتصال التلفزيونية والهاتفية
الاتصالات الهاتفية بالمستفيدين
النشرة الإعلامية ونشرة الإحاطة الجارية
استنساخ قوائم محتويات الدوريات
التعريف بالبحوث الجارية *7
وذلك تعتبر خدمة الاحاطة الجارية من أهم الخدمات المتطورة داخل مراكز المعلومات و المكتبات و التى لا تستغنى عنها المكتبات لتقديم كل ما هو جديد فى مجال معين أو موضوع معين ، كما أنها تعتبر من الخدمات التى تقوم بها المكتبات عندما يتطلب ذلك من جانب المستقيدين لمعرفة شيء معين سواء فى مجال تخصصه أو فى أى مجال آخر يريد معرفة المزيد عنه

المصادر
أحمد السيد . المكتبات فى مجتمع المعرفة : مجتمع المعلومات ، مصادر المعلومات ، الانترنت ، خدمات المعلومات . (21/3/2008) . خدمة الاحاطة الجارية . متاح أون لاين على

دdina at 10:30 AM










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:28   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post الإطار الأخلاقي لأنشطة العاملين بالمكتبات ومؤسسات المعلومات

الإطار الأخلاقي لأنشطة العاملين بالمكتبات ومؤسسات المعلومات

إعداد
نجلاء محمود محمد خليل
مدرس بقسم المكتبات و المعلومات
كلية الآداب – جامعة المنوفية


تمهيد :
أي منظمة – صغيرة أو كبيرة ، بسيطة أو مركبة – تقدم خدمات للعامة من خلال موظفيها تكون عرضة للمشاكل وهذه الدراسة تتعلق بالمشاكل ذات الطبيعة الأخلاقية في المكتبات ومؤسسات المعلومات ، فالأخلاق لا تعلب مجرد دور صغير في مجال المكتبات والاعتبارات الأخلاقية لها دور بارز في عالم خدمات المعلومات ولذلك فقد ازدادت التزامات القائمين بأنشطة وخدمات المعلومات سواء من حيث عدد الخدمات أو من حيث تعقيدها ، وهذه المسائل الأخلاقية التي قد تصادف العاملين في المكتبات ومؤسسات المعلومات قد تؤثر علي أدائهم لعملهم وممارسته في إطار أخلاقي سواء في الخدمات مثل خدمة الإعارة ، الخدمة المرجعية ، التصوير أو الأنشطة الإدارية أو العمليات الفنية مثل التزويد أو تنمية المقتنيات .
وبالفعل ستركز هذه الدراسة علي هذه الخدمات والأنشطة والعمليات الفنية السابق ذكرها دون غيرها وذلك لظهور البعد الأخلاقي فيها بوضوح ووجود العديد من المواقف والمسائل الأخلاقية التي قد يتعرض لها الأمناء والعاملين في المكتبات ومؤسسات المعلومات أثناء القيام بهذه المهام .

أولا: الإدارة : Administration
عند الحديث عن أخلاقيات الإدارة في المكتبات و مراكز المعلومات لابد وأن نتحدث في البداية عن العدل والعدالة والمساواة بين العاملين لأنها تعتبر من أهم مقومات الإدارة السليمة وأحد عوامل شعور العاملين بالراحة النفسية في مكان العمل وذلك لأن شعورهم بعدم التمييز سينعكس بالتالي علي أداء العمل , وهذا بالتأكيد يتأتي من خلال تطبيق " سياسة الثواب والعقاب " في المكتبات ومؤسسات المعلومات وذلك لتحفيز المجدين ومجازاة المقصرين مع ضمان تطبيق هذه السياسة بعدالة حقيقية ودون أي تمييز, فمن يعمل بجد يكون له مكافآت تشجيعية وحوافز سواء مادية أو معنوية ومن يخطئ يعاقب وذلك لضمان الدقة وعدم الإهمال في العمل أو المهام المكلفين بأدائها والتأكد من قيام كل موظف بواجباته المنوطة إليه .
وهذا الحديث عن سياسة الثواب والعقاب ومدي العدالة في تطبيقها في المكتبات ومؤسسات المعلومات يجرنا إلي الحديث عن الرقابة علي أداء العاملين فالرقابة تعتبر الجهاز العصبي لأي تنظيم فالرقابة تتعرض لكل خلية من خلايا التنظيم تتأثر بها وتؤثر عليها والمفهوم الحديث للرقابة علي الأداء هو أن يعمل النظام الرقابي علي مساعدة المديرين والعاملين في آن واحد علي تحسين الأداء ورفع كفايته بما يحقق أهداف المنظمة .
وتعتبر الرقابة علي أداء العاملين في المكتبات ومراكز المعلومات الوسيلة الأساسية للتأكد من قيام هذه المكتبات بتحقيق أهدافها ، فهي من ناحية تعتبر من أهم الوسائل التي تعمل علي تحديد المعوقات التي تعترض سبيل هذه المكتبات في القيام بدورها بدرجة من النجاح كافية ومناسبة وتعمل في نفس الوقت علي القضاء علي تلك المعوقات وتساهم بدور فعال في تنمية وتحسين أداء العمل بالمكتبات .
ولذلك يجب أن تحرص إدارة المكتبة علي متابعة عمل الموظف للتأكد من قيامه بواجباته بالإضافة إلي اكتشاف أوجه القصور ، والجوانب الإيجابية والجوانب السلبية للنشاط الإداري وذلك لإدخال التعديلات التي تحقق لها المزيد من النجاح في تحقيق أهدافها الأمر الذي يبرر الحاجة إلي قياس أداء الموظف و تقييم أدائه الوظيفي .
وتعد الرقابة علي أداء العاملين في المكتبات أمرا ضروريا وذلك لأن الإدارة الرشيدة هي تلك التي تعمل علي تحقيق الأهداف المرسومة لمكتبة ما في حدود الإمكانيات المتاحة وبالكفاءة المطلوبة في الوقت المحدد لها (1) وتري الباحثة أن الرقابة علي أداء العاملين تمثل ضرورة في المكتبات ومراكز المعلومات ولكنها لن تؤتي ثمارها إذا لم تتوافر الرقابة الذاتية النابعة من أمين المكتبة ذاته كما في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم " من عمل منكم عملا فليتقنه " وأن يتقي العاملون الله في جميع أعمالهم لقول رسول الله " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "

* ومن الموضوعات ذات الطابع الأخلاقي والمرتبطة بالإدارة هي اتخاذ القرارات وتفسير هذه القرارات للعاملين ومدي مشاركة الأمناء والعاملين في عملية اتخاذ القرارات وإبداء الآراء والمقترحات المرتبطة بتحسين الأداء ومدي تقبل إدارة المكتبات لذلك .

أن القرارات الإدارية لها أبعاد أخلاقية وهذه القرارات قد تؤثر علي الإنسان ورفاهيته وإنجازاته بطريقة ما وأن القيادة والقيم الأخلاقية جزء لا يتجزأ من اتخاذ القرارات (2)،أنه لا يتم الوصول لقرار معين وفقا للمعلومات المتاحة أو المعايير الموضوعية فحسب و إنما يتأثر متخذ القرارات بعوامل أو اعتبارات أخري غير موضوعية لا تتعلق بأساس القرار في حد ذاته بشكل مباشر ولكنها تعكس قيم وأفكار وطريقة فهم متخذ القرار لما يواجهه من أمور . وأن متخذ القرار نفسه يعتبر ناتج لظروف البيئة المحيطة به سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو سياسية أو اقتصادية تشكل قيمة وعاداته وتؤثر بالتالي علي مدخله في اتخاذ القرار وعملية الاختيار بين البدائل المتاحة.(3)

أما عن مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات فإنها تعتبر أحد الالتزامات الأخلاقية حيث وضعها محمد مجاهد الهلالي ضمن تصوره المبدئي لدستور المهنة في علاقة الأمين بالإدارة .
وفي هذا المجال يقترح Mark Alfino في مقالة Information ethics in the workplace " نموج العمل الإداري الجماعي النموذجي " وهو يقصد به حركة المشاركة في التفكير الإداري وعدم حصر جميع الصلاحيات في يد فرد واحد وما يترتب عليه من سيطرة هذا الفرد الذي يطلق عليه ويعرف بـ " المدير " الذي يمتلك اللقب والمسئولية ، وهكذا يمكننا أن نستبدل شخص " مستبد " بمجموعة مما يترتب عليه انتشار القوة الإدارية وهذا يؤدي إلي التعرف علي القدرات القوية لدي بعض الأشخاص وأيضا الضعف في القدرات لدي الآخرين من العاملين وهذه التطبيقات تنمي وتطور المسئولية لصنع القرار الإداري وهذا بالتالي يساعد في رفع كفاءة المنظمة وجعل مكان العمل أكثر مرونة (4)واقتراح Alfino هذا يؤكد علي ضرورة مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات و ذلك لأن أفضل القرارات هي التي تكون ناتجة عن " مشاركة حقيقية " بين المدير مع مرءوسيه في تشخيص المشكلة ووضع حدود لها بالاتفاق معهم ويطرح معهم الحلول وهذا النمط من الإدارة يكون فعال .
ولا يتوقف الأمر علي مجرد اتخاذ القرارات وإصدارها فقط بل لابد من تفسير هذه القرارات والتعليمات الصادرة عن الإدارة للعاملين بشكل واضح لا لبس فيه وذلك لتفادي أي فهم خاطئ من جانب العاملين وما يترتب علي ذلك من تطبيق خاطئ لهذه القرارات والتعليمات فالإدارة الواعية المتميزة تهتم بشرح القرارات وتفسيرها للعاملين ، مع ضرورة تشجيع العاملين علي إبداء مقترحاتهم لتطوير العمل وحثهم علي الابتكار وتشجيع روح المبادأة لديهم(5) ، وهذا بالتأكيد يكون لصالح مصلحة العمل وتحسين الأداء وتطويره .

وفي نهاية هذا العرض لأخلاقيات الإدارة في المكتبات ومؤسسات المعلومات لابد وأن نؤكد علي أن الروح المعنوية العالية عنصرا حيويا وضروريا لتعاون العاملين معا وتعاونهم مع إدارة المنظمة أو الجهاز الأم الذي تتبعه المكتبة وذلك بغية تحقيق الأهداف بكفاية وتعميم الشعور بالرضا والروح المعنوية تعتبر شرطا للجماعة المتكاملة فنجاح المكتبة في تحقيق رسالتها مرتبطة ارتباطا مباشرا بارتفاع الروح المعنوية لهيئة العاملين بها (6)
كما نؤكد أيضا علي ضرورة اهتمام إدارات المكتبات ومؤسسات المعلومات بتدريب العاملين حيث يزيد التدريب وتنمية مهارات العاملين من ثقتهم في أنفسهم و يكسبهم معارف جديدة تمكنهم من إتقان أعمالهم وتؤهلهم للترقية وتحفزهم علي الخلق والابتكار (7)

ثانيا : الاختيار وتنمية المقتنيات Selection and collection development
من المواقف الأخلاقية الواضحة التي تصادف القائمين بعملية الاختيار هي وجود ضغوط خارجية تمارس علي القائمين بالاختيار لشراء مواد معينة التي يكون البعض في حاجة إليها ويضيف أن الاختيار الحكيم و تنمية المجموعات يتطلب أن الفرد يتجنب الضغوط الخارجية مثل التي تظهر في المكتبات الجامعية حيث أن هذه الضغوط التي تمارس من خلال أعضاء هيئة التدريس والباحثين تلعب دور هام في تنمية المجموعات حيث تمثل اهتمامات فردية للباحثين وأعضاء هيئة التدريب مما يؤدي إلي تطوير غير مناسب للمقتنيات والنتيجة تكون مجموعة غير متوازنة وسيئة ولا تعبر عن الاحتياجات الحقيقية لجميع المستفيدين من المكتبة (8)
فإن الاختيار يتخلص في أن تقرر الاختيار من بين عدد كبير من المواد في بعض الأحيان تكون مفيدة جدا ، فبناء المجموعة الممتازة في المكتبات العامة والأكاديمية والمتخصصة يتطلب عمل متوازن ودقيق في فحص المراجعات وعروض الكتب وأدوات الاختيار المتاحة لدي القائمين بالاختيار ويكون لديهم الفرصة لبناء مجموعة قوية تتجنب الآراء الشخصية مما يجعلهم ينجحون في خلق مجموعات رائعة (9) ، وأمناء المكتبات لديهم مسئولية مهنية ليكونوا عادلين في الدفاع عن حق كل مستفيد في أن يقرأ ويسمع ويري المواد والمصادر ، أن اختيار المواد في جميع الموضوعات والاحتياجات والاهتمامات لجميع المستفيدين في المجتمع الذي توجد به المكتبة ضرورة أخلاقية وتأكيد للحرية الفكرية ، فالحرية الفكرية هي جوهر العدل في خدمات المكتبة (10)
بمعني آخر أن الموضوعية من المبادئ الأخلاقية التي تحكم المكتبات وما يتضمن التعريف بالأمور الجنسية أو الدينية بطريقة خالية من الإثارة والرعب (11)، وضرورة إتاحة كل شئ لجميع الأفراد وأنه ليس هناك شئ منتج لا قيمة له أو لا طعم له وأنه ليس هناك شخص يمكن أن يساء إليه إذا ما قرأ أي شئ ، و علي الرغم من إنه شئ ضروري للأمناء أن يقاموا ضغوط الرقابة إلا أن واجبهم المهني يدعوهم إلي الاختيار الجيد للمواد المكتبية وألا تكون مهمتهم فقط في شرائها والحصول عليها(12)
ويؤكد محمد فتحي عبد الهادي علي هذا الرأي الذي لا يفرط في الحرية واعتبار المكتبات مؤسسات إعلامية تثقيفية تعليمية والواجب يقتضي مراعاة ظروف المجتمع الذي توجد فيه المكتبة وأن يحرص أمناء المكتبات علي الاختيار الجيد لمصادر المعلومات التي تحقق احتياجات المستفيدين دون الإخلال بالسلوك العام ودون حجر علي حرية الرأي السديد والنافع(13)
والباحثة مع هذا الرأي الذي يتطلب عدم ترك الحرية المطلقة ومراعاة ظروف المجتمع وخاصة في الموضوعات الشائكة والجدلية والمعالجة بطرق غير سوية و ذات تأثير سئ علي القارئ.
ومن هنا تظهر مشكلة الحياد الفكري فالمكتبة تتكون من مصادر معلوماتية ولضمان الحياد يمكن أن تكون مجموعات متوازنة في المكتبة تدور حول القضايا الشائكة بحيث تعرض لقضية من كل جوانبها من خلال كتب مختلفة وبذلك يمكن أن تصبح المكتبة مكانا محايدا حيث أنه سيكون هناك توازن بين الموقف الذي يتبناه كتاب ما و المواقف التي تتبناها الكتب الأخري .
وبطبيعة الحال فإن المجموعات المتوازنة الحقيقية ليست أمرا ممكنا فإن القدرة علي تحديد الموقف السياسي أو الاجتماعي أو الأخلاقي للكتاب أمر صعب فهناك العناوين المضللة التي لا تدل علي مضمون الكتب .
وعلي الرغم من أن التوازن مستحيلا إلا أن السعي نحو تحقيقه يعتبر إحدى القيم التي تطمح نحوها المكتبات . فعمليات الشراء تتم مع معرفة أنه لابد من عرض أكثر من جانب للقضية وأن اختيار كتب متميزة تغطي قطاعا عريضا من الموضوعات هو أفضل ما يمكن أن تقوم به المكتبة ليكون لديها مجموعة محايدة (14)
إن الحياد الفكري يتضح معناه في أن لا تتخذ المكتبة موقفا بالذات بين الآراء المتعارضة في موضوع جدلي أو شائك ، أي لا تتحيز المكتبة لجانب دون الآخر بل تمثل في مجموعاتها وجهات النظر المتعارضة بقدر الإمكان (15) ، و إذا المكتبة شكت في تأثير بعض كتبها علي القارئ وخاصة القارئ صغير السن أو محدود الثقافة فإنه يمكنها رغم اقتنائها لهذا الكتاب أن تمنع عرضه علي رفوف مفتوحة أو ذكره في قوائم قراءات منشورة ، وحين يطلبه القارئ يكون الجواب باستمرار هو أن هذا الكتاب مستعار وذلك لحمايته من الكتب التي تتوقع أن يكون لها تأثير سئ عليه ومثل هذه الرقابة جزء من المهمة التعليمية للمكتبة العامة (16)

ومن هنا تري الباحثة أن الحياد الفكري في مجموعات المكتبة أمر مطلوب وواجب في المواد التي تحمل آراء ووجهات نظر متعارضة في الموضوعات المختلفة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها ولكن المواد ذات التأثير السئ علي القراء والتي تحمل موضوعات شائكة وجدلية أو موضوعات دينية متطرفة يجب اتخاذ القرار من البداية بعدم شرائها وأن وجدت بالفعل داخل مجموعات المكتبة فإن من الصواب أن يتم حجبها عن القراء حتي لا يكون لها أي تأثير سلبي عليهم وخاصة صغار السن منهم .

وفي النهاية هذا العرض للمواقف الأخلاقية التي قد يتعرض إليها القائمين بعملية الاختيار في المكتبة ومؤسسات المعلومات يجب أن نذكر بعض الصفات و المهارات التي يجب أن يتحلي بها القائم بعملية الاختيار والمسئول عن التزويد ومنها أن يتحلي بثقافة واسعة وعلاقات طيبة مع كل المستفيدين من المكتبة والناشرين والمكتبات العامة ومراكز المعلومات مثل المؤسسات التي يصدر عنها الإصدارات المختلفة والمعلومات ويمتلك مهارة البحث في قواعد البيانات الببليوجرافية بشكل جيد حتي يستطيع اختيار أفضل مصادر المعلومات ويقترح الجديد في مجال دعم المكتبة .


الإعارة : Circulation
أما عن المشاكل الأخلاقية التي قد تواجه العاملين بخدمة الإعارة بالمكتبات ومؤسسات المعلومات نجد أن المشكلة الأخلاقية الأولي في الإعارة تكمن في حماية السرية و الخصوصية فكثير من المستفيدين عادة ما يطلبون ببساطة التعرف علي هوية هؤلاء الذين قاموا باستعارة أحد المواد ليس بغرض الاعتراض أو المحاكمة ولكن لمتابعة احتياجاتهم وما يقومون باسترجاعه.
ويري Robert Hauptman أن في أقل عهود الإدراك الأخلاقي قد يحدث موافقة علي الكشف عن مثل هذه المعلومات ولكن الآن عمليا لا يجب أن يحدث هذا ويضيف أن هناك العديد من المكتبات في الولايات المتحدة تشن حروبا طويلة ومقومات واشتباكات صعبة لاحترام هوية المستفيد .
كل الذي يبدو ظاهرا وضروريا أن سرية المستفيد يجب أن تحترم إلا إذا كان هناك أحد الأمناء قد اقتنع أن هذا الضغط قد يمثل ضرورة تحل محل الواجب المهني لحماية خصوصية الفرد(17).
وهنا يحاول Hauptman أن يؤكد علي أنه مهما كان الضغط لابد وأن يحاربه الأمناء بهدف حماية خصوصية المستفيدين حتي لا تنهك وتنكشف عاداتهم القرائية مما يؤثر علي هؤلاء المستفيدين ويؤدي إلي عدم إقبالهم علي استعارة بعض المواد .
ويضرب Hauptman مثلا بالصحفيين عندما يفضلوا أن يسجنوا علي أن يبوحوا بمصادرهم ويكشفوا عنها ويتساءل لماذا لا يكون أمناء المكتبات في نفس المرتبة من النضال والكفاح للحفاظ علي خصوصية وسرية المستفيدين وبالطبع هم لن يسجنوا ولكن كل المطلوب هو قول لا لمن يطلب الكشف و التعرف علي استعارات أحد المستفيدين (18)

وهناك مشكلة أخلاقية أخري تصادفنا في خدمة الإعارة وهي أن الشخص المسئول عن الإعارة يجب وأن يقدم الخدمات إلي جميع المستفيدين دون تمييزا وتحيز ، وهذا ليس أمر صعب في المكتبات العامة عندما يكون معظم المستفيدين لديهم هدف متساوي ولكن في المكتبة المتخصصة نجد أن العيب الظاهر هو أن طلب الرئيس للمادة يأخذ الصدارة أو يميز عن العامل أو الفني الصغير ، والوضع نفسه نجده في المكتبات الأكاديمية عندما احتياجات عضو هيئة التدريس الأستاذ ذو المكانة عادة ما نري أنها أكثر أهمية من مثيله المبتدئ أو الموظف بالكلية ، ومن العدل أن كل مستفيد يحتاج إلي أن يعامل بنفس الطريقة ودون اختلاف في أسلوب التعامل (19)
ولذا يجب وأن نؤكد علي أن الالتزام بقواعد المكتبة ولوائحها من أهم الأسس والالتزامات الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها أمناء المكتبات لأن التطبيق الجيد للقواعد لا يعطي فرصة لأي امتيازات بين المستفيدين .
ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أن نوعية المستفيدين التي تقدم لهم الخدمات قد تؤثر في تطبيق القواعد المعمول بها في المكتبات مما ينعكس علي الخيارات الأخلاقية والمواقف التي يتعرض لها أمناء المكتبات أثناء تأدية عملهم ويظهر ذلك جيدا في المكتبات الجامعية حيث يصعب تطبيق أي جزاءات أو غرامات علي أعضاء هيئة التدريس المتأخرين في رد الكتب المعارة لديهم وفي بعض الأحيان تلعب العلاقات الشخصية دور كبير في عدم توقيع أي جزاءات علي المتأخرين مما يعبر عن بعض التجاوزات الأخلاقية في تطبيق القواعد والتمييز بين المستفيدين في تقديم الخدمات .

خدمات التصوير
وعلي الرغم من أهمية هذه الخدمة وما تنطوي عليه من فائدة كبري للمستفيدين في توفير الوقت والجهد إلا أنها تتضمن العديد من المواقف الأخلاقية التي قد يحدث فيها بعض التجاوزات وأهمها التعارض بين إتاحة هذه الخدمة وحقوق المؤلف ، فهناك بعض المكتبات تتيح عملية التصوير بلا حدود أو قيود بما يتعارض مع حقوق المؤلف المادية والأدبية والاجتماعية وأن إتاحة تصوير أي عدد من النسخ للمقالة الواحدة أو الجزء من الكتاب يتعارض وقانون حق المؤلف فيجب مراعاة عدم إتاحة المفرطة ومراعاة التوازن بين حقوق المؤلفين والاستخدام المشروع للمستفيدين (20)
وهناك من المكتبات التي تعتمد علي الاستخدام الذاتي من جانب الفرد و من ثم فلا قيود علي النسخ أو التصوير (21)
ومن خلال المقابلة الشخصية والملاحظة للعديد من العاملين فى خدمات التصوير فى الأنواع المختلفة من المكتبات توصلت الباحثة إلي كثير من المعلومات و هى تتلخص فى : أن خدمات التصوير في معظم الأحوال تقدم من خلال عمال فنيين وليسوا من أمناء المكتبات المتخصصين أو حتي الأمناء غير المتخصصين وهؤلاء العاملون ليسوا علي دراية بأي من قوانين المكتبات أو تشريعاتها وليسوا علي وعي بأهمية ذلك فهم لا يدركون خطورة انتهاك حقوق المؤلفين أو التعدي علي لوائح المكتبة وغيرها .
وبالإضافة إلي ذلك فهم يعتبرون هذه المهمة ويتعاملون معها علي أنها مصدر للرزق والتربح خاص بهم وليس بالمكتبة ومن الممكن أن يتحايلوا علي أي قواعد بهدف هذا المكسب أو الرزق أو الدخل الخاص بهم .
أن هؤلاء العمال لا يقدمون خدماتهم فقط للمعارف بل هم يتطوعون وهذا بمعني الكلمة يتطوعون لخدمة أي متردد علي المكتبة طالما وجد ربح أو مكسب مادي .
وقد ثبت بالفعل عدم دراية ووعي القائمين علي هذه الخدمة بالقواعد والمعايير والإرشادات التي تحكم وتنظم هذه الخدمة ، وتحايل بعض الباحثين لتصوير المطبوع بالكامل في المكتبات التي تحدد عدد معين من الصفات يسمح بتصويره وذلك لعدم درايتهم بقانون حق المؤلف وعدم قيام بعض المكتبات بالتعريف بالقوانين والقواعد الخاصة بالتصوير ، كما أن هناك بعض المكتبات التي لا توجد بها ماكينات التصوير مما يؤدي إلي خروج المستفيد لتصوير الكتاب خارج المكتبة بلا قيود أو حدود.
كما ثبت عدم وجود اتفاق بين المكتبات حتي في النوع الواحد منها علي قواعد محددة لضبط عمليات التصوير من الكتب ، كما أن أعداد الصفحات المتاح تصويرها من الكتب غير محددا أو متفق عليها في المكتبات التي يوجد بها تعريف لحق المؤلف وكذلك عدد النسخ تركت بلا حدود .
وخلاصة القول أن هذه الخدمات تقدم بطريقة عشوائية ودون ضوابط في معظم المكتبات .
وفي دراسة فيدان عمر مسلم عن الاستخدام العادل بين الملكية الفكرية وحرية التداول وقامت بدراسة ميدانية عن خدمات التصوير في مكتبات جامعة القاهرة و قد طرحت بعض الحلول للمشاكل المتعلقة بالتصوير والتي يمكن تعميمها ومنها :
1- ضرورة وضع سياسات لخدمات التصوير تشتمل كل ما يتعلق بهذه الخدمة من تخطيط وتنفيذ ومتابعة ، هذا بالإضافة إلي تدريب القائمين علي هذا العمل وتوعيتهم بالقوانين والإرشادات الخاصة بهذه الخدمة .
2- توفير الإعداد المناسبة من أجهزة التصوير الحديثة والمتطورة مع الإهتمام الدائم .
3- تحديد مكافأة من عائد التصوير للقائمين علي العمل حتي تكون حافظا لهم للالتزام بالقواعد المنظمة لعمليات التصوير وكذلك الحفاظ علي المجموعات بالمكتبة وحمايتها(22)


وقد اقترحت فيدان عمر مسلم في دراستها عدد من التوصيات هي :
أ- توحيد الإرشادات والتعليمات واللوائح الخاصة بخدمات التصوير في المكتبات بما يتناسب مع أنواعها – علي أنها يراعي عند وضعها قوانين حق المؤلف وإرشادات الاستخدام العادل المعمول بها في العالم .
ب- رفع المستوي المعرفي لدي المكتبين ومسئولي خدمة التصوير بالمبادئ الأساسية لقانون حق المؤلف .
جـ- الإعلان عن لوائح التصوير في أماكن واضحة ليتعرف عليها المستفيد ويفصل وجودها في الأماكن المخصصة للتصوير أو بجانب أجهزة التصوير نفسها .
د- تحديد عدد الصفحات وعدد النسخ التي يمكن تصويرها من الكتب أو الدوريات أو أي مصادر أخري والاسترشاد دائما بما ورد في قوانين حق المؤلف وإرشادات الاستخدام العادل .
هـ- لابد من إضافة التشريعات والقوانين الخاصة بحقوق المؤلف وكذا الإرشادات التي صدرت بخصوص الاستخدام العادل ضمن المناهج الدراسية لطلبة أقسام المكتبات والمعلومات (23)
وبناء علي ما سبق لابد من التأكيد علي ضرورة إيجاد سياسة موحدة وقواعد محددة لعمليات التصوير وكذلك إجراءات محددة يمكن تطبيقها في جميع أنواع المكتبات لتقديم خدمات متوازنة ومتساوية لجميع المستفيدين دون تفرقة أو تمييز .


الخدمة المرجعية : Reference service
وتبدأ أخلاقيات الخدمة المرجعية من سلوك الأمين عند مكتب الخدمة المرجعية , فالسلوك الجيد للأمين والاستقبال الباسم لرواد هذه الخدمة مطلوب من الأمين ، فالرواد الذين يتركون المكتبة وهم مقتنعون بأنهم صدموا بمعاملة الأمناء الجافة وعزوفهم عن خدمتهم هؤلاء سيترددون كثيرا في الرجوع إلي المكتبة وسيعمل هؤلاء كدعاية ضد المكتبة وخدماتها .. وعلي العكس من ذلك فسمعة المكتبة تزدهر إذا شعر الرواد بأن احتياجاتهم للمعلومات حتي وأن كانت غير واضحة من البداية قد تم الاستجابة إليها بطريقة مرضية(24) , إن الآداب تشتمل الاحترام واللطف والبعد عن الأسلوب الفظ في التعامل مع المستفيدين فأمين المكتبة قد يكون مرهق أو منهك مما يجعله يظهر بشكل غير متعاون ويكون ذلك ذو تأثير سلبي في عرض المعلومات والإجابة علي الاستفسارات (25)
و نجد أن محمد مجاهد الهلالي قد وضع الكياسة واللطف في معاملة الرواد في أحد بنود تصوره المبدئي لأخلاقيات المهنة ، وأن الابتسامة المشرقة والترحيب يعد من أهم العوامل المساعدة علي خلق جو ملائم بالمكتبة ، كما يضيف أنه عندما يتولي أمين المكتبة الإجابة علي أسئلة واستفسارات الرواد فإنه ينبغي أن تكون إجابته مغلقة بالأدب وليس بالترفع أو التعطف(26)
ومن أجل ذلك فلابد أن يتدرب القائمون بالخدمة المرجعية علي الصبر مع تهيئة المناخ المناسب لتبادل المعلومات مع روادهم لتحديد أسئلتهم والاستجابة لاحتياجاتهم المعلوماتية بحماس واهتمام .. والأمناء حين يفعلون ذلك إنما يظهرون السلوك المهني والأخلاقي الجيد (27)

وبناء علي ما تقدم نجد أن هناك مجموعة من السلوكيات التي يجب أن يتحلي بها القائمون بالخدمة المرجعية يأتي في مقدمتها الصبر والتعاون وكذلك اللطف والبشاشة وأيضا القدرة علي التحمل والسماحة حيث قد تكون هناك بعض الأسئلة الغير لائقة سواء في مضمونها أو حتي في طريقة طرحها لذلك يجب أن يتعامل معها الأمناء بشئ من السماحة وسعة الصدر والاهتمام المخلص بالمستفيدين وأسئلتهم واستفساراتهم .

كما تقوم أساسيات أخلاقيات الخدمة المرجعية علي الخدمة المتساوية لجميع وراد المكتبة وأن جميع الاستفسارات التي توجه للأمين ذات أهمية واحدة ، أي أن القائم بالخدمة يجب أن ينظر إلي هذه الأسئلة بعيدا عن المؤثرات البيئية والشخصية والإدارية وأن كانت الممارسات الفعلية تخضع لبعض الأحكام الذاتية الخاصة بتفضيل بعض الأسئلة التي تأتي من الإدارة العليا للمؤسسة أو من كبار المسئولين من الشخصيات العامة في المجتمع ، وقد يبرر الأمين أولوية خدمة هؤلاء نظرا لأن المعلومات التي تقدم إليهم لا تخدمهم بصفاتهم الشخصية ولكنها تخدم اتخاذ قرارات تتصل بالآلاف بل ربما الملايين (28)

ومن المواقف الأخلاقية الأخرى التي يواجهها القائمون بالخدمة المرجعية أثناء تأدية عملهم مسألة المعتقدات الشخصية والخدمة العامة ، فالقائم بالخدمة المرجعية يجب أن يختفي كشخص له تحيزاته الخاصة وأن كانت شخصية ستظهر بالتأكيد علي عمله وأدائه (29)
ويري Foskett أن أمين المكتبة ما هو إلا صفحة بيضاء خالية من كل أنواع التحيز والمعتقدات والآراء الشخصية بحيث يستطيع أن يقدم أفضل خدمة للمستفيدين كما يؤكد علي أن المشاعر الشخصية ينبغي أن تطرح جانبا عند التعامل المباشر مع المستفيدين بحيث أن حماسة أمين المكتبة وتفاعله مع المستفيد لا يجب أن يؤثر علي موضوعية في الرد علي الاستفسارات (30)، فإذا كانت المعتقدات والآراء الشخصية للمسئول عن الخدمة المرجعية سوف تنعكس علي نتيجة كل استفسار يقوم بالإجابة عليه فإن هذا يمثل فوضي مهنة (31) ومن هنا نلاحظ اتفاق الآراء حول أن المعتقدات والآراء والمشاعر الشخصية لأمين المكتبة يجب أن تختفي تماما أثناء تأدية العمل بصفة عامة وتقديم الخدمة المرجعية بصفة خاصة وذلك للمحافظة علي الموضوعية لأن واجب أمين المكتبة هو الحياد .

ومن القضايا الهامة في أخلاقيات الخدمة المرجعية مدي أحقية أمين المكتبة أو مسئول الخدمة المرجعية في حجب المعلومات عن المستفيد ، ففي الحقيقية أن توفير المعلومات والإمداد بها ضرورة أخلاقية وهي في بداية الالتزامات الأخلاقية في مجال المكتبات والمعلومات وعرقلة الوصول إلي المعلومات عمليا لا يغتفر (32)
توجد دراستين هامتين قامتا حول هذا الموضوع وهما :
Robert Dowd ودراسة Robert Hauptman دراسة
ففي الدراسة الأولي وكانت بالتحديد عام 1975 تظاهر Hauptman بحاجته لمعلومات عن كيفية صنع قنبلة ضخمة تكفي لتفجير منزل وحاول أن يظهر بشكل مشكوك منه وقد شملت دراسته وطبقها في 6 مكتبات عامة و 7 مكتبات أكاديمية وطلب من أخصائيين المراجع في هذه المكتبات معلومات دقيقة عن التحضير الكيميائي لهذا المتفجر كما سأل عن مدي قوة صوت الانفجار الناتج عنها ، وكانت مفاجأة له لأنه تلقي إجابة كاملة لهذه الأسئلة من جميع أخصائي المكتبات موضع الدراسة ولم يتمهل أو يتردد أحد منهم في الإجابة علي أساس أخلاقي . ولقد تساءل Hauptman هل يجب علي أخصائي المراجع أن يحجب المعلومات لاعتبارات أخلاقية .؟ إذا كانت الوصول إلي المعلومات يأتي علي حساب المصلحة العامة , وإذا كان هناك توريطات قانونية قد تترتب علي الإمداد بمثل هذه المعلومات .
وفي رأيه أن الحرية يجب أن تقيد عندما تكون الممارسة تعيق حرية فرد آخر و إذا كانت النتيجة مؤذية . وقد أوصي Hauptman بأن المرجعي يجب ألا يكون متعاون أكثر مما ينبغي فعندما يدرك أن الإمداد بالمعلومات ستكون نتيجته الضرر فعليه أن يكبح المعلومات وفي مثل هذه الحالة المبادئ الأخلاقية وقوانين حماية الحياة تأخذ الأولوية علي التعهد بالإمداد بالمعلومات وتوزيعها(33)

أما عن دراسة Robert Dowd فهي تعكس موقف مغاير لموقف Hauptman وإن كانت تتبع نفس خطوات Hauptman ونفس عدد العينة من المكتبات و لكنها تمت في أواخر الثمانينات وبالتحديد عام 1989 وقد اختار Dowd موضوع كيفية التخلص من الكوكايين حيث كان هذا الموضوع هام جد ومنتشر في هذه الفترة كما كانت المتفجرات والقنابل والعمليات التخريبية هي الموضوع الرئيسي في السبعينات فترة دراسة Hauptman ، وبالطبع الكوكايين موضوع غير قانوني وخطر ومعادي للمجتمع وحاول Dowd تقمص سلوك فرد منحرف وحاول أن يظهر بمظهر التائه الذي بحاجة إلي مساعدة وفي نفس الوقت متردد في الوصول إلي مكتب الخدمة المرجعية . وقد وجد أن جميع الأمناء في المكتبات التي تمت بها الدراسة لم يقدموا أي معلومات وبعض منهم أعطوا مجرد توجيهات وأخصائي مراجع واحد فقط تظاهر بمحاولة الوصول إلي بعض المعلومات وفحص بطاقة فهرس تتعلق بهذا الموضوع ، واثبت Dowd في دراسته أن و لا واحد من هؤلاء الأمناء أو أخصائيين المراجع قد اتبع البرتوكول المعتاد للخدمة المرجعية ، فالخدمة المرجعية تشمل المقابلة المرجعية والإرشاد الببليوجرافي وتعليمات عن كيفية استخدام المكتبة ومصادرها وذلك حتي يستطيع المستفيد الوصول إلي ما يحتاج إليه من معلومات، وأكد Dowd علي أنهم قد أمدوا بالحد الأدنى من الخدمة في إيجاد المعلومات . وكان يعلم أنهم حجبوا المعلومات بسبب مظهره و طريقته ومن هنا استنتج Dowd أن الخدمة المرجعية يجب ألا تميز أو تقدم علي أساس طبيعة السؤال أو شخصية طالب المعلومات ومظهره . كما طالب بعدم تقييد الوصول للمعلومات وأن حرية كل مستفيد يجب أن تتاح من خلال الوصول إلي المعلومات ويضيف أن أي تحديد يوضع علي الوصول لمثل هذه المعلومات يعتبر انتهاء لاستقلال المستفيد(34)
وقد أطلقت Mary Jane Rootes علي هذا التقييد والكبح للمعلومات إذا حدث مصطلح الحرية السلبية وبررت ذلك بأن كل مستفيد لديه الحق في أن يطلب مصلحته الخاصة بطريقته الخاصة ولكن أمين المكتبة لديه مسئولية مهنية وواجب أخلاقي ليعطل مثل هذا الوصول عندما تكون الإجابة علي السؤال تهدد مصالح أو رفاهية الآخرين (35)
وفي النهاية تضيف أن دعم الوصول للمعلومات والإمداد بها لا يشير إلي موافقة الأمين علي كيفية استخدام المعلومات في حالة استخدام المستفيد لهذه المعلومات استخدام خاطئ(36)
ويتفق أحمد بدر مع هذا الرأي ويري أن أمين المكتبة قد يرفض الرد علي بعض الأسئلة لاعتبارات أخلاقية والتي لابد فيها أن يتدخل حكم الأمين حتي لا يقع في مشكلة الاشتراك في الجريمة كالذي يطلب معلومات عن كيفية فتح الأقفال والخزائن أو كيفية تحضير المتفجرات أو زراعة الحشيش أو أفضل الطرق للانتحار بلا ألم وتخضع هذه الأمور للتجريم القانوني في معظم البلاد(37)

وبناء علي ما سبق نجد أنه يجب مناقشة المستفيد حول دوافعه وأهدافه من هذه المعلومات وحاجته إليها ويعد ذلك أمر واجب ومن خلال هذه المناقشة يستطيع الأمين أن يحكم علي الغرض من طلب المعلومات والتحقق من نية الطالب وهل يستخدمها في أفعال يجرمها القانون أم لأغراض علمية وبحثية ويجب أن تتم هذه المناقشة بشيء من اللياقة واللطف حتي لا يستاء المستفيد ويشعر أن هناك شك في نواياه .

من الموضوعات الهامة في قسم المراجع ويمكن اعتبارها من الأمور الأخلاقية موضوع الكفاءة والدقة في الخدمة وفي استخدام المراجع والمصادر .
فكفاءة أخصائي المراجع يجب أن تكون عالية حتي يستطيع معاونة ومساعدة المستفيد في الحصول علي المعلومات التي يريدها في أقل وقت ممكن وبأقل مجهود ودقة متناهية .
ويجب العمل علي تحسين الدقة لخدمة المراجع في جميع أنواع المكتبات بشكل عملي ويذكر Thomas J.Froechlich أن الكثير من الدراسات قد أثبتت أن هناك تصور واضح في الموظفين الأكفاء في الإمداد بإجابات مقنعة ومرضية والإمداد بمعلومات غير دقيقة. ويضيف أن البعض يعتقد أن طالما الوصول مجاني لهذه المعلومات فإن التجهيز للمعلومات يمكن أن يكون غير صحيح أو غير متعلق بالموضوع .
ويرجع Froechlich ذلك القصور إلي تعليم المكتبات وعدم وجود التدريب الكافي علي استخدام المراجع وكذلك القصور في الميزانيات لصيانة الكفاءة وتنميتها من خلال التعليم المستمر بالإضافة إلي غياب العقوبة لمثل هذا القصور .
وقد ازدادت المشكلة تعقيدا مع وجود المراجع الإلكترونية " فالمستفيدين قد لا يستطيعوا التعامل مع المراجع في شكلها الحديث أو استخدامها في شكل CD- Rom إذا كانت متاحة في هذا الشكل ، بالإضافة إلي نمو وتعقيد قواعد البيانات ، لذا يحتاج الأمر إلي تدريب المستفيدين علي استخدام مثل هذه المصادر والتكنولوجيات الحديثة . ولذلك يمثل أمين المكتبة المرجعي دور كبير في إمداد المستفيدين بمثل هذه المعلومات من مصادرها الإلكترونية وهو ما يحتاج من المرجعي إلي كفاءة وتدريب وتأهيل وخبرة( 38)
هذا من ناحية ومن ناحية أخري تواجهنا مشكلة تقدير قيمة البحث وتكلفته التي في كثير من الأحيان تعوق وصول المستفيد إلي المعلومات التي يحتاجها .

أما عن الخصوصية في البيئة الإلكترونية وما يثار في المراجع التقليدية يثار في البيئة الإلكترونية فيجب احترام خصوصية المستفيد وعدم الكشف عن الموضوعات يتم بحثها لأحد المستفيدين من خلال البحث علي الخط المباشر أو أسئلة الخدمة المرجعية (39)

وفي نهاية هذا العرض للمشاكل والمواقف والورطات الأخلاقية التي قد تصادف أمناء المكتبات والعاملين بمؤسسات المعلومات أثناء تأدية عملهم والقيام بالأنشطة المختلفة وتقديم الخدمات المتنوعة يجب التأكيد علي ضرورة تدريس الجوانب الأخلاقية والسلوكيات اللازمة لتقديم أفضل الخدمات في المقررات الدراسية في أقسام المكتبات والمعلومات وكذلك الاهتمام بالتدريب والتعليم المستمر للعاملين بالمكتبات ومؤسسات المعلومات لأنها جميعا تعد أمور ضرورية وهامة لتحسين الأوضاع في المكتبات والارتفاع بمستوي الخدمات والأنشطة وتقديمها في إطار أخلاق سليم .

بعض التوصيات :

- يجب تطبيق سياسة الثواب والعقاب من جانب إدارات المكتبات ومؤسسات المعلومات وذلك لتحفيز المجدين من العاملين بها ومجازاة المقصرين منهم مع ضرورة تطبيق هذه السياسية بعدالة حقيقية دون تمييز أو مجاملة .
- يجب أن تحرص إدارة المكتبة علي متابعة عمل الموظف للتأكد من قيامه بواجباته بالإضافة إلي اكتشاف أوجه القصور والجوانب الإيجابية والسلبية للنشاط الإداري وذلك يساعد في إدخال التعديلات التي تحقق للمكتبة المزيد من النجاح في تحقيق أهدافها .
- ضرورة مشاركة العاملين في المكتبات في اتخاذ القرارات وأن أفضل القرارات التي تكون ناتجة عن " مشاركة حقيقية " بين المدير ومرءوسيه ، ولا يتوقف الأمر علي مجرد اتخاذ القرارات وإصدارها بل يجب تفسير هذه القرارات والتعليمات الصادرة عن الإدارة للعاملين بشكل واضح لا ليس فيه وضرورة تشجيع العاملين علي إبداء مقترحاتهم لتطوير العمل وتحسين الأداء .
- يجب علي الأمناء والقائمين بمهمة الاختيار وتنمية المقتنيات تجنب الضغوط الخارجية التي توجههم لشراء مواد لا تفيد إلا عدد محدود من المستفيدين وذلك حتي ينجحوا في بناء مجموعات قوية ومتوازنة وتمثل جميع الاهتمامات والاحتياجات لجميع المستفيدين.
- ضرورة معاودة جهود الرقابة علي الإنتاج الفكري مرة أخري ولكن رقابة نزيهة واعية لا تسيطر علي الأفكار ، لأننا في زمن قد تراجعت فيه القيم الدينية والأخلاقية وأصبحت جميع المعلومات متاحة ويسهل الوصول إليها مما يهدد شبابنا وأطفالنا ويعم الفساد في المجتمع ، ولذلك فإن وجود الرقابة تحد من وجود هذه المصادر التي تحمل موضوعات شائكة وجدلية أو مثيرة أو جنسية أو مهاجمة للأديان وغيرها هذا من ناحية ومن ناحية أخري فإن عدم وجود الرقابة يلقي بعبء كبير علي كاهل أمناء المكتبات والقائمين بالاختيار في مؤسسات المعلومات لوجود غزارة في الإنتاج الفكري ومصادر المعلومات متنوعة ومنها الجيد والسئ ويقع علي عاتقهم اختيار ما يناسب المستفيدين وما يناسب المجتمع الذي توجد به المكتبة وكذلك مراعاة القيم الأخلاقية والدينية فيما يتم اختياره ، فهي مسئولية معقدة ولذلك مع وجود الرقابة ستكون مهمتهم أكثر سهولة .
- يجب توعية جميع العاملين بالأنواع المختلفة للمكتبات بأهمية الخصوصية والسرية وأن المستفيدين لديهم كلا من الحق في الخصوصية والحق في السرية وأنه يجب احترام خصوصية الأفراد في استخدام مصادر المكتبة وعدم انتهاك خصوصية هؤلاء الأفراد بإعطاء معلومات شخصية عنهم أو عن ما يقدمون باستخدامه من مصادر المكتبة ، والعناوين والموضوعات التي يطلبها المستفيدون خلال البحث علي الخط المباشر أو أسئلة الخدمة المرجعية .. الخ .
- ضرورة إيجاد سياسة موحدة وقواعد محددة لعمليات التصوير وكذلك إجراءات محددة يمكن تطبيقها في جميع أنواع المكتبات لتقديم خدمات متوازنة ومتساوية لجميع المستفيدين دون تفرقة أو تمييز .
- ضرورة توعية القائمين بالخدمة المرجعية بأهمية عدم إبداء آرائهم الشخصية ومعتقداتهم وأفكارهم أثناء الرد علي الاستفسارات وتأدية عملهم بالخدمة المرجعية لأن القائم بالخدمة المرجعية يجب أن يختفي كشخص له تحيزاته الخاصة وذلك للمحافظة علي الموضوعية والحياد .
- ضرورة توعية أمناء المكتبات وخاصة القائمون بالخدمة المرجعية بمناقشة المستفيد حول الموضوعات والمعلومات التي يرغب في الحصول عليها لأن من خلال هذه المناقشة يستطيع الأمين أن يحكم علي الهدف من هذه المعلومات ويقرر بناء عليها أن يقدم المعلومات إلي المستفيد أم لا ، ويجب أن نؤكد علي أن تتم هذه المناقشة بلطف ولباقة حتي لا يشعر المستفيد أن هناك شك في نواياه .
- يجب تنمية وعي أمناء المكتبات والعاملين بمؤسسات المعلومات بالقواعد السلوكية اللازمة لممارسة المهنة وأهميها تقديم خدمات للمستفيدين دون امتيازات وكذلك توافر مجموعة من الصفات التي يجب التحلي بها منها الصبر والتعاون والبشاشة واللطف وقوة التحمل و يجب إدراج هذه الصفات ضمن الدستور الأخلاقي العربي لمهنة المكتبات .
- يجب علي أمناء المكتبات والعاملين بمؤسسات المعلومات ضرورة الالتزام بالقواعد واللوائح التي تحكم العمل في الأنواع المختلفة للمكتبات والحرص علي عدم اختراقها لأي سبب من الأسباب لأن ذلك يضمن سير العمل في إطار أخلاقي متوازن لا يخضع لأهواء شخصية أو مجاملات .
- نشر الوعي بالأبعاد الأخلاقية في ممارسة العمل المهني مما يحد من تكرار التجاوزات التي يقع فيها العاملين في مجال المكتبات وذلك عن طريق عقد دورات متخصصة من أجل مناقشة كافة المشكلات الأخلاقية التي تصادف العاملين للوصول إلي أفضل المستويات في تقديم الخدمات والارتفاع بمستوي الأداء ، بالإضافة إلي إدراجها ضمن أعمال المؤتمرات وورش العمل والندوات والمحاضرات التي تقيمها الجمعيات المهنية وأقسام المكتبات والمعلومات علي مستوي جمهورية مصر العربية .
- يجب محاسبة من يخرج عن الالتزام بالخلق المهني ولذلك لابد من وضع ضوابط وأسس وإجراءات تقلل من حدة ظاهرة السلوك اللاأخلاقي وأيضا لابد من تواجد سلطة أو جهة يكون لهاحق تطبيق الجزاءات في حالة الخروج عن الالتزام المهني وعلي ذلك يجب التأكيد علي دور جمعية المكتبات المصرية ودعمها لأنها هيئة ذات صفة اعتبارية لديها الصلاحية في إقرار معايير الممارسات المثالية وتطبيقها علي أصحاب المهنة حتي تتكون نقابة المكتبين وتكون هي الجهة المنوطة بذلك .

المراجع
1 - ثناء إبراهيم موسى فرحات . الرقابة على أداء العاملين فى المكتبات الجامعية بالقاهرة الكبرى . الإسكندرية : دار الثقافة العلمية ، 2000 . ص ص 25-24.










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:30   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post إدارة الجودة الشاملة فى المكتبات

إدارة الجودة الشاملة فى المكتبات

إعداد الطالب / عمرو عبدالحليم ناصف
طالب بالفرقة الرابعة قسم المكتبات جامعة المنوفية
إن مفهوم إدارة الجودة الشاملة يعتبر من المفاهيم الإدارية الحديثة التي تهدف إلى تحسين وتطوير الأداء بصفة مستمرة
تعريفات الجودة
يفهم كثيراً من الناس الجودة بأنها تعي النوعية الجيدة أو الخامة الأصلية ويقصد بها الكيف عكس الكم. و هذه مجموعة من التعريفات للجودة الشاملة :
الرضا التام للعميل و المطابقة مع المتطلبات.و دقة الاستخدام حسب ما يراه المستفيد درجة متوقعه من التناسق والا عتماد تناسب السوق بتكلفة منخفضة.
ونستنتج من هذه التعريفات بأن الجودة تتعلق بمنظور العميل وتوقعاته وذلك بمقارنة الأداء الفعلي للمنتج أو الخدمة مع التوقعات المرجوة من هذا المنتج أو الخدمة وبالتالي يمكن الحكم من خلال منظور العميل بجودة أو رداءة ذلك المنتج أو الخدمة . فإذا كان المنتج أو الخدمة تحقق توقعات العميل فإنه قد أمكن تحقيق مضمون الجودة . وحيث أننا قد وصلنا لهذا الاستنتاج فإنه يمكن الجمع بين هذه التعريفات
ووضع تعريف شامل للجودة على أنها تلبية حاجيات وتوقعات العميل المعقولة . وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعوبة بمكان تقديم تعريف دقيق للجودة حيث أن كل شخص له مفهومه الخاص للجودة . أما عن رأي الشخصي فإني أري الجودة بأنها هي الريادة والامتياز في عمل الأشياء فالريادة : تعني السبق في الاستجابة لمتطلبات العميل .والامتياز : يعني الإتقان ( الضبط والدقة والكمال ) في العمل .
تعريفات إدارة الجودة الشاملة
هناك تعريفات عديدة لمفهوم إدارة الجودة الشاملة ويختلف الباحثون في تعريفها ولا غرابة في ذلك فقد سئل رائد الجودة الدكتور ديمنع عنها فأجاب بأنه لا يعرف وذلك دليلاً على شمول معناها ولذا فكل واحد منا له رأيه في فهمها.وهنا مجموعة من التعاريف التي تساعد في إدراك هذا المفهوم وبالتالي تطبيقه لتحقيق الفائدة المرجوة منه لتحسين نوعية الخدمات والإنتاج ورفع مستوى الأداء وتقليل التكاليف وبالتالي كسب رضاء العميل . هي أداء العمل بشكل صحيح من المرة الأولى ، مع الاعتماد على تقييم المستفيد لمعرفة مدي تحسن الأداء أو هي شكل تعاوني لأداء الأعمال يعتمد على القدرات المشتركة لكل من الإدارة والعاملين ، بهدف التحسين المستمر في الجودة و الإنتاجية وذلك من خلال فرق العمل أو هي عمل الأشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة من المحاولة الأولى
و الإدارة : تعني التطوير والمحافظة على إمكانية المنظمة من أجل تحسين الجودة بشكل مستمر
.و الجودة : تعني الوفاء بمتطلبات المستفيد .
و الشاملة : تتضمن تطبيق مبدأ البحث عن الجودة في أي مظهر من مظاهر العمل بدأ من التعرف على احتياجات المستفيد وانتهاء بتقييم ما إذا كان المستفيد راضياً عن الخدمات أو المنتجات المقدمة له
وجميع هذه التعاريف وإن كانت تختلف في ألفاظها ومعانيها تحمل مفهوماً واحداً وهو كسب رضاء العملاء . وكذلك فإن هذه التعاريف تشترك بالتأكيد على ما يلي
: أ- التحسين المستمر في التطوير لجني النتائج طويلة المدى
.ب- العمل الجماعي مع عدة أفراد بخبرات مختلفة .
ج- المراجعة والاستجابة لمتطلبات العملاء .
وأخيراً أيها أضع هذا التعريف الشامل لمفهوم إدارة الجودة الشاملة :
فهي التطوير المستمر لأى نوع من للعمليات وذلك بمراجعتها وتحليلها والبحث عن الوسائل والطرق لرفع مستوى الأداء وتقليل الوقت لإنجازها بالاستغناء عن جميع المهام والوظائف عديمة الفائدة والغير ضرورية للعميل أو للمستفيد وذلك لتخفيض التكلفة ورفع مستوى الجودة مستندين في جميع مراحل التطوير على متطلبات و احتياجات المستفيد النهائي أهداف الجودة الشاملة وفوائدها
إن الهدف الأساسي من تطبيق برنامج إدارة الجودة الشاملة هو : تطوير الجودة للخدمات والعمليات مع إحراز تخفيض في التكاليف والإقلال من الوقت والجهد الضائع لتحسين الخدمة المقدمة للمستفيدين وكسب رضاءهمهذا هو الهدف الرئيسي للجودة يشمل ثلاث فوائد رئيسية مهمة وهي
أ- خفض التكاليف : إن الجودة تتطلب عمل الأشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة من أول مرة وهذا يعني تقليل الأشياء التالفة أو إعادة إنجازها وبالتالي تقليل التكاليف .
ب- تقليل الوقت اللازم لإنجاز المهمات للعميل : فالإجراءات التي وضعت من قبل المؤسسة لإنجاز الخدمات للمستفيدين ج- تحقيق الجودة : وذلك بتطوير العمليات والخدمات حسب رغبة المستفيدين ، إن عدم الاهتمام بالجودة يؤدي لزيادة الوقت لأداء وإنجاز المهام وزيادة أعمال المراقبة وبالتالي زيادة شكوى المستفيدين من هذه الخدمات .
وهذه جملة من أهداف وفوائد تطبيق برنامج إدارة الجودة الشاملة :
أ- خلق بيئة تدعم وتحافظ على التطوير المستمر .
ب- إشراك جميع العاملين في التطوير
ج- متابعة وتطوير أدوات قياس أداء العمليات
د- تقليل المهام والنشاطات اللازمة لتحويل المدخلات ( المواد الأولية ) إلى خدمات ذات قيمة للمستفيدين .
ه- إيجاد ثقافة تركز بقوة على المستفيدين
و- زيادة الكفاءة بزيادة التعاون بين الإدارات وتشجيع العمل الجماعي .
جودة الخدمة المعلوماتية:
أصبحت الجودة الشاملة في مجال المكتبات ذات علاقة وطيدة بمفهوم التخطيط الاستراتيجي والإدارة الذكية للمكتبات. تتضمن الجودة الشاملة مجموعة من القواعد الإدارية المنظومية الذكية يرافقها حشد من الآليات تهدف في مجملها إلى إعطاء المستفيدين أعلى جودة للخدمة المعلوماتية، في الوقت المناسب تماماً، وتكون الخدمة المعلوماتية أساساً خالية نقية من الأخطاء أو السلبيات، وبناء على هذا المفهوم يمكن توصيف جودة الخدمة المعلوماتية بأنها الملائمة الدقيقة لغرض الاستخدام، والتي تتميز بالتوجه نحو المستفيدين ويمكن أن يتحقق ذلك: ـ يتجنب الخطأ أو السلبية بدلاً من اكتشاف أو مداراة القصور أي الحصول والوصول للخدمة المعلوماتية الصحيحة من المرة الأولى. بتحريك بؤرة المراقبة من نقطة خارج الأفراد القائمين على الخدمة إلى نقطة داخلهم نابعة من ذواتهم. ـ بجعل كل من العاملين في نطاق المكتبة رقيباً ذاتيأً على أدائه وأن يكون معنياً فكراً وعملاً بضرورة الجودة. ـ بتنمية فكر وشعور بأن كل متردد على المكتبة العربية له شخص معاون من مسؤولي المكتبة يسدي له الخدمة المعلوماتية أو النصح أو المشورة.
تتطلب إدارة الجودة الشاملة استخدام آليات متعددة بعضها معقد و تحتاج تدريباً فكل خطوة في كل عملية مخصصة لتعطي أعلى فاعلية وكفاءة متوقعة وبأقل تكلفة ، إن أداء الكثير من معطيات المكتبات يصعب قياسه، فمن أجل قدر متزايد من المعلومات يلجأ المستفيد لقواعد البيانات المحتوية على المراجع الببليوجرافية أو النصوص الكاملة والتي يمكن الحصول عليها إلكترونياً، كما أن هذه المعلومات المطلوبة يمكن أن تعبأ وتجهز بوساطة سماسرة المعلومات حين يصعب على المكتبة تغطية كل مجالات المعرفة البشرية فتقع المكتبة في دائرة التهميش الحرجة مما يفقدها مقومات الوجود بل الحياة والتواصل مع المستفيدين. توجد بعض المساحات في نشاط المكتبة يمكن أن يطبق فيها أساسيات وطرق إدارة الجودة الشاملة مثل اختيار الكتب والدوريات والإصدارات الجديدة بدءاً من اختيار الموريدن وسرعة الطب ودقة التوريد واحتمال تغيير المورد في حالة التقاعس، وكذلك التأكد من ضم أوعية المعلومات للمكتبة وفهرستها وتر فيفها بأقصى سرعة وبأقل تكلفة، وأن تكون هذه العمليات التحضيرية مطابقة للمعايير الحديثة. إن التطبيق المناسب لآليات إدارة الجودة الشاملة يؤدي إلى تحسن تدفق الأشغال ونواتجها بمقدار 30 ـ 40 % عن ذي قبل، كما أن هناك مساحات أخرى من أنشطة المكتبة العربية تتلاءم للاقتراب من إدارة الجودة الشاملة مثل استرجاع أوعية المعلومات من المخازن المكدسة المغلقة والاستعارة وإعادة ترفيف أوعية المعلومات المتنوعة وكذلك عملية التجليد.
تهتم إدارة الجودة الشاملة في مجال المكتبات بتغيير المعتقدات الرئيسية والقيم الثقافية السائدة في عمل المكتبة سواء كان ذلك في تحضير وإعداد الخدمات المعلوماتية أو في النشاط المباشر مع المستفيدين والتوجه نحو المثالية في الأداء والعطاء بصورة صحيحة من المرة الأولى على أساس أن جودة الخدمة هو الأمر الذي يمكن أن يميز المكتبة عن منافسيها من المكتبات المماثلة. دوائر الجودة هي نقطة البداية والنهاية لإدارة الجودة الشاملة في المكتبات ،
لقد نجحت فكرة دوائر الجودة لأن الأفكار المطروحة خلالها تترجم لأفعال وتصرفات. إن كل العاملين في المكتبة قد تدربوا جيداً على أساليب الضبط الإحصائي للجودة وإن كل الأفكار التي يقترحها أعضاء دوائر الجودة يتم مناقشتها بصورة علمية وتتم الموافقة على تنفيذ الصالح منها في الحال. يتم قبول فكرة الضبط الإحصائي لأداء الخدمة المعلوماتية على نطاق واسع كأداة للتحقق من مدى مطابقة الخدمة للمعايير المطلوب توافرها ومن نتيجة هذا القياس والتحقق يكون المرء قادراً على تحديد سير الأمور كما هو مطلوب، كما يسمح أسلوب الضبط الإحصائي بمعرفة البيانات المتعلقة بالإجراءات التصحيحية.و تعتبر دوائر الجودة في حد ذاتها وسائل فعالة للاتصالات الأفقية بين العاملين في المكتبة .. التركيز على المستفيد: يعد الإعلام والإعلان والعلاقات العامة من الوسائل المهمة للترويج للخدمة المعلوماتية لكن الإدارة الذكية للجودة الشاملة وحدها هي القادرة على تلبية متطلبات المستفيدين من خلال إشراكهم في تصميم الخدمات الجديدة، وكذلك التعامل الراشد مع موردي أوعية المعومات والتأكد من عملهم بالتحسينات المرتقبة، فالإدارة الذكية للجودة الشاملة تعد بمنزلة وسيلة للمكتبة لتحقيق موقع تنافسي قوي، كما يجب أن ينظر إليها من وجهة اقتصادية واجتماعية أوسع، فالإدارة الذكية للجودة الشاملة تقوم على الاهتمام بالآخرين وبالتخطيط والتحفيز لتحقيق النجاح وتحسين الأداء والإنجاز المتميز من المرة الأولى، فيمكن لبعض المكتبات أن تقدم خدمات للمستفيدين دون سلبيات، ولكن الجودة ما تزال بعيدة نسبياً فالخدمة المعلوماتية الجيدة التي تسلم أو تقدم في غير موعدها يمكن أن تعطي أثراً سلبياً حاداً، كما أن عدم اهتمام القائمين على المكتبة بشكاوى المستفيدين وعدم إعطائهم الاهتمام اللازم يؤثر سلبياً على قيمة التعامل مع المكتبة مستقبلاً. إن الاستمرار في التعامل مع المستفيدين يتطلب تكريساً للجهود لأداء الأعمال والخدمات المعلوماتية بصورة صحيحة من أول مرة وفي كل مرة. انتقاء الأدوات: يتم تصميم أدوات إدارة الجودة الشاملة وتكييفها للاحتياجات ولدرجة النضج التي تمر بها المكتبة المتخصصة، ويقصد بمؤشر النضج ( Maturity Index (MI هو الاستغلال الواعي للوضع الحالي للمكتبة في ضوء الجودة قبل أن يتقرر أن سيكون مكانها خلال السنوات القريبة القادمة. تعتمد الأدوات اللازمة للإدارة الذكية للجودة الشاملة على الأسس الثقافية وعلى طرق الجودة المستخدمة ونمط العمل بالمكتبة ، كما تختلف المكتبات فيما بينها بالنسبة للتكنولوجيات المستخدمة وتاريخ المكتبة وخلفيتها العامة وطبيعة الخدمات التي تقدمها للمستفيدين وثقافة العاملين؛ و بهذا فأدوات تحسين الجودة يجب أن تستخدم بصورة مختلفة. الالتزام: الالتزام هو الركيزة الأساسية للإدارة الذكية للجودة الشاملة. إن التزام القيادة والعاملين بتبني إدارة الجودة الشاملة يجب أن يستمر دون نهاية. إن كل فرد من العاملين بالمكتبة له دور يجب أن يؤديه، كما تحتاج مبادرات الجودة لأن يكون الأفراد مبتكرين راغبين في التغيير، ولا يمكن التوقع أن يبدأ كل ذلك من اليوم الأول لتطبيق منهج الجودة الشاملة، ولكن بمرور الوقت سيكون لكل فرد في المكتبة مسؤوليته ودوره الخاص.

إن استخدام هذه الأساليب أو المبادرات هي خطوة أولية نحو التطوير الواسع للمكتبة وأن يتم كل ذلك في إطار ثقافة الإدارة الذكية للجودة الشاملة. في الوقت المحدد: يرتبط مبدأ في الوقت المحدد بتحسين كفاءة أداء الخدمة المعلوماتية وتقليل الفاقد ويتطلب ذلك استخدام الطرق التحليلية لتصبح المشكلات الناجمة أثناء أداء وتلبية الخدمة المعلوماتية ويساعد على ذلك تبني ثقافة إدارة الجودة الشاملة، فلا يتوقع أن تظهر نتائج الإدارة الذكية للجودة الشاملة في الأجل القصير علماً بأن هناك توقع بأن تكلفة إعادة أداء الخدمة المعلوماتية نفسها مرة ثانية بسبب الممارسات الخاطئة ستتلاشى لحد بعيد. تكلفة الجودة: لا يقدر معظم المسئولين عن المكتبات التكلفة الحقيقية للأداء الخاطئ أو قياس تكلفة عدم جودة الخدمة المعلوماتية، والسبب أن الغالبية لا يدركون من أي نقطة يبدؤون، فعندما تبدأ المكتبة في تطبيق حسابات تكلفة عدم الجودة فقد يندهش المرء أنها قد تصل الخسارة لنحو 40-50% من قيمة الخدمة المعلوماتية مما يدل على عدم اعتماد منهج علمي دقيق في الوصول للجودة المنشودة. يعد حساب تكلفة الجودة بمنزلة ممارسة واجبة في المكتبات إذا أرادت أن تحسن من مركزها التنافسي.










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:33   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post أعلام المكتبات - أ.د / عبد الستار الحلوجي -

أعلام المكتبات - أ.د / عبد الستار الحلوجي -

اعداد
دعاء محمد مصيلحي أبوعلي
طالبة بالفرقة الرابعة قسم المكتبات كلية الآداب جامعة المنوفية
الأستاذ الدكتور عبد الستار الحلوجي

المؤهلات
دكتوراه ، مكتبات – جامعة القاهرة ، كلية الآداب، 1969.
ماجستير ، مكتبات – جامعة لندن - إنجلترا ، 1963.
دبلوم خاص ، تربية - جامعة عين شمس ، 1960.
دبلوم عام ، تربية - جامعة عين شمس ، 1959.
ليسانس آداب ، لغة عربية - جامعة القاهرة ، 1958.


الوظيفة الحالية
أستاذ متفرغ - جامعة القاهرة - كلية الآداب ، قسم المكتبات ، 1998-


الوظائف السابقة
عميد - جامعة القاهرة - كلية الآداب (فرع بني سويف) ، 1998-1999.
وكيل كلية - جامعة القاهرة ، كلية الآداب ، 1994 - 1998.
رئيس قسم - جامعة القاهرة ، كلية الآداب ، قسم المكتبات ، 1982-1983 ، و 1984-
1985 ، و1990-1994.
أستاذ - جامعة القاهرة ، كلية الآداب ، قسم المكتبات ، 1980-
أستاذ مساعد - جامعة القاهرة ، كلية الآداب ، قسم المكتبات ، 1975-
مدرس - جامعة القاهرة ، كلية الآداب ، قسم المكتبات ، 1970-1975.
أمين- دار الكتب المصرية ، مركز تحقيق التراث ، 1968-1970.
رئيس قسم – دار الكتب المصرية ، قسم إرشاد الباحثين في المخطوطات ، 1967-1968.
رئيس قسم – دار الكتب المصرية ، قسم فهرسة المخطوطات ، 1964-1967.
درس لغة عربية – وزارة التربية والتعليم ، 1960-1961.


الخبرات المهنية
عضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية أعضاء هيئة التدريس في تخصص المكتبات والوثائق والمعلومات منذ عام 1981 وحتى الآن.

مقرر اللجنة العلمية الدائمة لترقية أعضاء هيئة التدريس في تخصص المكتبات والوثائق والمعلومات من 1990 حتى 1998.

عضو مجلس إدارة مركز النشر بجامعة القاهرة منذ 1990 ورئيس قسم النشر بالمركز منذ 1990 وحتى الآن.

مستشار جامعة القاهرة لشئون المكتبات الجامعية ، 1990-1992.

مستشار جامعة القاهرة لشئون النشر ، 1993.

عضو لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة، 1994-1998.

مستشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ، من 1999 حتى الآن

التدريس بجامعات القاهرة والإسكندرية والأزهر وطنطا بمصر ، وجامعات الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، والملك عبدالعزيز ، والملك سعود (قسم الطالبات) بالسعودية ، وجامعة أم درمان الاسلامية بالسودان
بقلم doaa at 5:19 PM










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:35   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post الفرق بين الفهرسة والتصنيف والتحليل الموضوعي

الفرق بين الفهرسة والتصنيف والتحليل الموضوعي

اعداد
دعاء محمد مصيلحي أبوعلي
طالبة بالفرقة الرابعة قسم المكتبات كلية الآداب جامعة المنوفية
سأوضح أولا الفرق بين الفهرسة الوصفية والفهرسة الموضوعية أو التحليل الموضوعي ثم يتم بعد ذلك عقد مقارنة
التصنيف ورؤوس الموضوعات
الفهرسة نوعان
الفهرسة الوصفية
وهي التي تختص بوصف الكيان المادي أو الملامح المادية لمواد المعلومات بواسطة مجموعة من البيانات مثل اسم المؤلف وعنوان مادة المعلومات وطبعتها ومكان نشرها واسم الناشر وتاريخ النشر وتعداد المادة وغير ذلك من الصفات التي تجعل من السهل التعرف على مادة المعلومات وتحديد ذاتيتها وتمييزها عن غيرها من المواد أو تميز طبعة معينة منها عن غيرها من الطبعات
الفهرسة الموضوعية
وهي التي تخص بوصف المحتوى الموضوعي لمواد المعلومات بواسطة رؤوس الموضوعات أو أرقام التصنيف بحيث يمكن تجميع المواد عن نفس الموضوع في مكان واحد
ثم يتم بعد ذلك عقد مقارنة بين التحليل الموضوعي أوروؤس الموضوعات وبين التصنيف
التصنيف
يرتب جزئيات المعرفة البشرية ترتيبا منطقيا يتداعى من الأعم إلى العام إلى الخاص فالأخص
يحافظ على صلات الرحم والعلاقات القربى بين جزئيات المعرفة ومن ثم لايحتاج إلى إحالات للربط بينها
يعبر عن موضوعات الأوعية وجزئيات المعرفة برمو قد تكون نقية على شكل حروف فقط أو أرقام فحسب وقد تكون مزيجا بين الاثنين ويكون لكل موضوع رقم واحد لا ينازعه فيه موضوع
آخر
الترتيب المنطقي لجزئيات المعرفة يؤدي بالضرورة إلى وجود كشاف هجائي لتيسير الوصول إلى أي منها داخل الجداول
يحتاج في تطبيقه إلى خبرة خاصة من جانب المفهرسين ويحتاج في استرجاع عناصره إلى ألفه من جانب المستفيدين
ويصعب على غير المتخصص استخدامه والإفادة منه
يؤدي استخدام التصنيف داخل المكتبات ومراكز المعلومات إلى أداة استرجاع معقدة هي الفهرس المصنف
يمكن بسهولة استخدام التصنيف لترتيب الأوعية على الرفوف بنفس ترتيب مداخل الفهرس المصنف
لا يمكن تصنيف الوعاء الواحد إلا برقم تصنيف واحد مهما تعددت الموضوعات التي يضمها الوعاء
يعتمد التصنيف أساسا على أداة سابقة تسمى خطة التصنيف ضمانا للتوحيد وسلامة الأداء
تتفاوت خطط التصنيف تبعا للنظر إلى المعرفة البشرية ولا تشكل لغة الوعاء أي مشكلة في استخدام أية خطة تصنيف
لأن الرمز لغة دولية تتخطى الحدود اللغوية وتتجاوزها
رؤوس الموضوعات
ترتب جزئيات المعرفة البشرية ترتيبا هجائيا بحيث تقف جميعا على قدم المساواة
تشتت وتبدد العلاقات الطبيعية بين جزئيات المعرفة تحت وطأة الترتيب الهجائي ومن ثم تحتاج إلى إحالات للربط بينها
تعبرعن موضوعات الأو عية وجزئيات المعرفة بكلمات أو ألفاظ ومن هنا قد تتعدد طرق التعبير وللتغلب على ذلك فلابد من إعداد إحالات انظر حيث تثبت صيغة واحدة ويحال إليها من الأخريات
الترتيب الهجائي لجزئيات المعرفة وإنفصلم عرى العلاقة بينها يؤدي بالضرورة إلى وجود شبكة إحالات مستفيضة كخطوط إتصال فيما بينها
لا تحتاج في استرجاع عناصرها إلا إلى التمكن من معرفة كيفية ترتيب حروف الهجاء وقواعد الترتيب ومن ثم في
استعمالها من جانب المستفيدين أمر سهلة
يؤدي استعمال رؤوس الموضوعات في المكتبات ومراكز المعلومات إلى أداة استرجاع سهلة وبسيطة نسبيا هي الفهرس
الموضوعي
من غير المألوف أو العملي أن ترتب الأوعية برؤوس الموضوعات على الرفوف بينما ترتب مداخل الفهرس الموضوعي بها
يمكن إعطاء الوعاء الواحد أكثر من رأس موضوع بحسب ما به من موضوعات مهما تعددت
تعتمد رؤوس الموضوعات أساسا على أداة سابقة الاعداد والتجهيز تسمى قائمة رؤوس الموضوعات لنفس الغرض
تتفاوت قوائم رؤوس الموضوعات بالدرجة الاولى حسب اللغات ومن هنا تشكل لغة الوعاء الأساس في استخدام القوائم إضافة إلى نوع وحجم المكتبة
المصادر
ربحي مصطفى عليان . أسس الفهرسة والتصنيف : للمكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات . عمان : دار الصفاء 1999
محمد فتحي عبد الهادي . المعالجه الفنية لأوعية المعلومات. القاهره
مكتبة غريب ، 1993
شعبان عبد العزيز . التحليل الموضوعي . القاهره : دار العربي ،1992
بقلم doaa at 4:07 AM










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:38   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post نظم إسترجاع المعلومات

نظم إسترجاع المعلومات

إعداد الطالبان / عمرو عبدالحليم ناصف
شريف حمدى محمود الخلفاوى
نظم استرجاع المعلومات
وهي أحد النظم الفرعية لأ نظامة المعلومات و وظيفته الأساسية هي اختزان واسترجاع المعلومات وفقاً لاحتياجات مجتمع المستفيدين، وسواء تم هذا داخل المكتبات أو خارجها فإنه مجرد وسيلة أو أداة يصل من خلالها الباحثين والمستفيدين إلى أوعية المعلومات التي يبحثون عنها،
و نظام المعلومات
هو مجموعة من العناصر المتداخلة التي تعمل مع بعضها البعض بغرض جمع و معالجة و تخزين و توزيع المعلومات بغرض تلبية احتياجات المستفيدين و إرشادهم نحو ما يحتاجونة من أوعية معلومات
أو أنها عبارة عن مجموعة من النظم الفرعية التى تعمل مع بعضها البعض بهدف تحقيق أو إنجاز هدف معين

و توجد العديد من نظم المعلومات المختلفة منها على سبيل المثال
نظم إدارة قواعد البيانات
نظم المعلومات الإدارية
نظم دعم اتخاذ القرار
نظم السؤال إجابة (نظم الحقائقية
-نظم المعلومات الجغرافية
-نظم استرجاع المعلومات أو نظام المعلومات الببليوجرافي

النشأة و التطور
بدأت تظهر نظم استرجاع المعلومات في نهاية خمسينات القرن العشرين الميلادي ، وكان الهدف الأساس من نشأتها هو محاولة استثمار إمكانيات الحاسب الآلي في تحسين عمليات الطباعة والنشر ، والحاجة إلى معالجة التسجيلات الببليوجرافية في شكل قابل للقراءة بواسطة الآلات لأغراض مراجعة الأخطاء ، والفرز، واستخدام الحاسب في عمليات الطباعة ، هذا فضلاً عن استخدام الأشرطة القابلة للقراءة عن طريق الآلات الناتجة عن هذا النشاط في إنتاج المزيد من النسخ وتقديم المزيد من الخدمات وبخاصة خدمة البحث عند الطلب . ومع أنه ليس هناك معلومات محددة ودقيقة عن معرفة تاريخ أو نظام استرجاع آلي ، إلا أن هناك تواريخ محددة تعد نقاط هامة في تاريخ نشأة هذه النظم وتطورها ، ومن أهم هذه التواريخ :
ـ 1959م : ظهور أول نظام استرجاع آلي في مختبرات مدفعية الأسطول في سلفرسبرنج في ولاية ماريلاند الأمريكية .
ـ 1960: ظهور نظام للاسترجاع الآلي أعدته جامعة وسترن رسيرف لحساب الجمعية الأمريكية للمعادن .
ـ 1962 : ظهور نظم استرجاع آلية أنشأتها وكالة المعلومات التقنية للقوات المسلحة الأمريكية والإدارة القومية للملاحة الجوية والفضاء ( ناسا )
ـ 1963 : ظهور نظام استرجاع وتحليل الإنتاج الفكري في الطب والأحياء ، المعروف باسم " مدلرز " ، الذي أعدته المكتبة القومية للطب في الولايات المتحدة الأمريكية . ( تطوير للكشاف الطبي المطبوع )
ـ 1965: ظهور نظام الاسترجاع الببليوجرافي المعروف بنظام " دايالوج " لشركة لوكهيد .
ـ ثم توالت نظم الاسترجاع في الظهور بعد ذلك ، وعبر مسيرتها مرت بمراحل تميزت كل منها بسما ت وخصائص محددة وفقاً للتطورات التقنية التي كانت سائدة في ذلك الوقت .
ويصور الشكل المعروض أمامكم مراحل تطور هذه النظم والتي يمكن حصرها في أربع مراحل متميزة على النحو التالي :
ـ المرحلة الأولى : نظم التجهيز على دفعات
ـ المرحلة الثانية : نظم التجهيز والاسترجاع على الخط المباشر
ـ المرحلة الثالثة : قواعد البيانات المحملة على الاسطوانات الضوئية المدمجة
ـ المرحلة الرابعة : قواعد البيانات المتاحة عبر الإنترنت



العوامل المؤثرة في عمليات استرجاع المعلومات

1: تقييم نظم استرجاع المعلومات
إن تصميم وتطوير نظام لاسترجاع المعلومات، يرتبط أساساً بتحقيق هدف أو مجموعة أهداف محددة ، والتي ينظر إليها على إنها غاية النظام ، وفي البدايات الأولى لنظم استرجاع المعلومات المحوسبة كانت قدرة النظام على استرجاع المعلومات هي هدفه الأول وغايته الأهم. ولكن بعد مرور مدة قصيرة من الزمن تبين أن استرجاع المعلومات كعملية مجردة وغير موجهه لا يمكن أن تكون هدفاً أوحداً للنظام ، طالما إنها لا ترتبط بحاجة موضوعية أو بحثية لمستفيد ما ، لذا فان حكم المستفيد بصلاحية المعلومات المسترجعة من النظام استجابة لمطلبه البحثي أصبحت في مقدمة أهداف نظم استرجاع المعلومات ، وترتبط بها مقاييس تقييم نظم استرجاع المعلومات التقليدية والآلية على حد سواء، وعلى أساسها تتم المفاضلة بين مختلف أنواع النظم . وتجدر الإشارة هنا إلى إن قدرة نظم استرجاع المعلومات على تجهيز المستفيد بالمعلومات المناسبة من بين الكم الهائل من المعلومات المخزنة في وسائطها الخزنية غاية صعبة المنال ولا يمكن مقارنتها مع قدرة تلك النظم على استرجاع المعلومات، بغض النظر عن ملاءمتها أو عدم ملاءمتها . وعليه فقد أصبح من ضروريات عمليات التقييم إشراك المستفيد صاحب الحاجة الفعلية للمعلومات في الحكم على صلاحية المعلومات المسترجعة من النظام ، فالمعلومات لا قيمة لها إذا لم ترتبط باهتمام أحد المستفيدين أو حاجته الموضوعية .
ولصعوبة قياس دوافع المستفيدين لطلب المعلومات بطرائق كمية ، وكذلك التباين الكبير بين مستفيد وآخر في الحكم على صلاحية نفس المعلومات المسترجعة استجابة للموضوع ذاته، أضحت عملية تقييم نظم استرجاع المعلومات معقدة في إجراءاتها وغير دقيقة في نتائجها ، لهذا اجتهد العديد من الباحثين والمختصين في ابتكار معايير وأساليب مختلفة ، الهدف منها إجراء تقييم شامل لمختلف أنواع نظم استرجاع المعلومات ، وتوجيه العمليات البحثية بشكل متوازن بين نوع وكم المعلومات التي يحصل عليها المستفيد ومقدار الجهد والوقت المبذولين لغرض الحصول على تلك المعلومات ، فضلا عن الكلف المادية التي قد يتحملها المستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الرسوم المترتبة على مؤسسات المعلومات مقابل اشتراكها في خدمات نظم استرجاع المعلومات .
ومنذ عام 1950 ظهرت في أدبيات الموضوع العديد من الدراسات التي تعالج مشكلة استرجاع المعلومات ، وتقييم نظم المعلومات ، ومن ابرز هذه المحاولات دراسات كرانفيلد عام 1957 التي كانت تهدف إلى وضع منهاج لقياس الكفاءة النسبية لمختلف لغات التكشيف وقياس التأثير النسبي للمداخل الكشفية باستخدام أساليب الاستدعاء والدقة
ومع التطور الكبير الذي حصل في صناعة نظم استرجاع المعلومات الآلية واتساع نطاق استخدامها وكذلك تنوع شرائح المستفيدين منها ، ظهرت العديد من أساليب ومقاييس تقييم نظم الاسترجاع والتي تهدف في مجموعها إلى قياس الكفاءة النسبية لهذه النظم .
2 : مستويات تقييم النظم
سبقت الإشارة إلى إن نظم استرجاع المعلومات المحوسبة تطورت بجهود المؤسسات التجارية التي وضعت الربح المادي في مقدمة أهدافها، والتي كانت تعمل بشكل متواصل إلى إيجاد مبررات لاستمرار خدماتها وزيادة عدد مستخدميها ، ومن المؤكد إن استمرار أي نظام لاسترجاع المعلومات يرتبط بقدرته على تلبية احتياجات المستفيدين من المعلومات الملاءمة لمتطلباتهم البحثية والموضوعية ، من جانب أخر فان الوصول إلى المعلومات بمدة زمنية قصيرة وبجهد أقل يبذله المستفيد سواء كان صاحب الحاجة الفعلية للمعلومات أم وسيط العملية البحثية ، وبكلفة اقتصادية أقل، تعد عوامل مضافة إلى صلاحية المعلومات المسترجعة عند إجراء عملية التقييم . وبشكل عام هناك ثلاث مستويات محتملة يمكن من خلالها وعلى أساسها تقييم نظم استرجاع المعلومات وهي :
أ‌- المستوى الأول . تقييم فاعلية النظام التي تتصل باعتبارات رضا المستفيد.
ب‌- المستوى الثاني . تقييم فاعلية التكلفة التي تتصل برضا المستفيد عن الكفاءة الداخلية للنظام .
ت‌- المستوى الثالث . تقييم عائد التكلفة المتصلة بأهمية النظام مقابل تكاليف تشغيله .
ويرى الباحث إن مستويات التقييم تتصل عموما بمقاييس التكلفة ، سواء تم حساب تلك التكلفة من جانبها المالي أو مقدار الجهد المبذول عند إجراء البحث ، أو كلاهما ، مع حساب الوقت المستنفذ في إجراء العملية البحثية من لحظة تقديم الطلب إلى حصول المستفيد على نتائج البحث . وطالما كان المستفيد هو الطرف الذي يتحمل تكلفة البحث ، فأن اعتبارات الجودة سيكون لها دور مهم في مستويات تقييم النظم خاصة تلك التي تتصل بحداثة المعلومات المتوفرة في النظام والتغطية الموضوعية والمصدرية له ، مع التركيز على تكامل المعلومات ودقتها . أما إذا نًظر إلى مقاييس التكلفة من وجهة نظر الإدارة التشغيلية فسنجد إنها تعتمد على الموازنة بين عائدات النظام التي تمثل ( إجمالي الإيرادات المالية المحصلة من تشغيل النظام خلال مدة زمنية معينة ) مقارنة بتكاليف تشغيله ( إجمالي المصروفات التي تتحملها الإدارة التشغيلية أو المؤسسة التمويلية في سبيل تشغيل النظام خلال المدة نفسها ) ، و معدل الفرق المقبول بين العائد والتكاليف يرتبط بسياسة المؤسسة التمويلية فيما إذا كانت مؤسسة ربحية أم غير ربحية ، وفي كل الأحوال فان استمرار عمل النظام مرتبط ببقاء معدل التكاليف دون معدل العائد من النظام إلا إذا كان هناك دعم من نوع ما لاعتبارات خاصة بالمؤسسة أو بنوعية المستفيدين من خدمات النظام . وعلى هذا الأساس يمكن النظر إلى مستويات التقييم بكونها مقاييس ، ترتبط بما يأتي :
-رضا المستفيد عن نتائج العملية البحثية (المخرجات) التي يحصل عليها والتي تتم مقارنتها بمعدل الجهد المبذول والوقت المستنفذ ، والكلفة المادية المدفوعة مقابل الخدمة.
-رضا مشغلي النظام من وسطاء ومنفذين عن إجمالي ما يحصلون عليه من مبالغ نظير خدماتهم مقارنة بحجم الجهد المبذول في المراحل المختلفة للعمليات البحثية.
-رضا المؤسسة التمويلية عن العائدات مقارنة مع تكاليف تشغيل النظام .
3: العوامل والمقاييس النوعية
في سبيل الوصول إلى تقييم موضوعي ودقيق لكفاءة نظم استرجاع المعلومات ، لابد من أن يكون للمستفيد دور مباشر فيه من خلال حكمه على نوعية المخرجات التي يحصل عليها بوصفها نتائج للعملية البحثية التي يقوم بها، وعلى هذا الأساس يرى لانكستر إن الإجابة على التساؤلات الآتية التي ترتبط بالمستفيد تشكل مقياساً نوعياً عن مدى كفاءة هذه النظم :
أ‌- هل يحصل المستفيد على ما يبحث عنه فعلاً أم لا.؟
ب‌- إلى أي حد يحصل عليه مكتملا أو دقيقاً.؟
وإذا كان التساؤل الأول يتصل بقدرة النظام على الاسترجاع (الاستدعاء) ، فأن التساؤل الثاني يتصل بقدرة النظام على استرجاع المعلومات المناسبة فقط واستبعاد ما عداها (الدقة) وفي كلا الحالتين يجب أن يكون هناك تقييم لمقدار الجهد الذي ينبغي أن يبذله الوسيط أو المستفيد للحصول على المعلومات المناسبة ، مع حساب مقدار الوقت المستنفذ ما بين صياغة الاستفسار وتلقي النتائج المناسبة .
وفي منتصف خمسينيات القرن الماضي تم وضع عدد من العوامل لتستخدم مقاييس نوعية عند إجراء عملية التقييم وهي
-عامل الاتفاق ويقصد به مجموعة التسجيلات التي يوجه النظام بهدف استرجاعها
-وعامل العزل ويقصد به مجموعة التسجيلات التي يوجه النظام بعدم استرجاعها.
-وعامل الملاءمة ويقصد به مجموعة التسجيلات التي استرجعها النظام وتبين بعد الاختبار ملاءمتها .
-وعامل التشويش ويقصد به مجموعة من التسجيلات التي استرجعها النظام و تبين بعد الاختبار عدم ملاءمتها .
-وعامل الاسترجاع ويقصد به مجموع التسجيلات التي قام النظام باسترجاعها فعلا من مجموع التسجيلات الموجودة في النظام .
-وعامل الحذف يقصد به مجموعة التسجيلات المناسبة في النظام والتي عجز النظام عن استرجاعها .
4: مقاييس الاستدعاء والدقة
ما تزال مقاييس الاستدعاء و الدقة تحظى بقبول واسع في مجال التقييم النوعي لنظم استرجاع المعلومات ، وذلك بسبب ارتباطيهما برضا المستفيد وطريقة حكمه على مخرجات العملية البحثية أولا ، و ترابطهما مع بعض ثانياً ، حيث يعد معدل الاستدعاء مقياس لقدرة النظام على استرجاع التسجيلات المتصلة بموضوع البحث ، بينما يعد معدل الدِقة مقياس لقدرة النظام على استبعاد التسجيلات التي ليست ذات صلة بموضوع البحث
لهذا فإن مقاييس الاستدعاء والدقة قد لا تعطي نتائج دقيقة عند تقييم نظم الاسترجاع المعلومات خاصة إذا كان المستفيد هو صاحب القرار الوحيد في الحكم على صلاحية أو عدم صلاحية المعلومات المسترجعة ، من ناحية أخرى فأن نسبة الاستدعاء قد لا يمكن قياسها بصورة دقيقة ، لصعوبة تحديد عدد التسجيلات ذات الصلة بموضوع البحث الموجودة في النظام ولم يتم استرجاعها .
5: مفاهيم الكفاءة
لاشك أن مفهوم الكفاءة هنا لا يرتبط بقدرة النظام على الاسترجاع فحسب ، وإنما في قدرته على إشباع حاجات المستفيدين من المعلومات ذات الصلة بموضوعاتهم البحثية أو ما يعرف اصطلاحا "اكتمال البحث" ، فليس من أهداف عمليات تقييم نظم استرجاع المعلومات قياس قدرتها على الاسترجاع باعتبارها عملية نهائية ، لان قدرة النظام على الاسترجاع تعد وسيلة المستفيد لاختيار التسجيلات التي يراها وثيقة الصلة بالموضوع ، ولا يمكن النظر إليها على إنها غاية النظام . فمفهوم كفاءة الاسترجاع هو مصطلح له دلالة أوسع ومعنى اشمل مما يبدو عليه ، ولعل السبب في ارتباط الكفاءة بمفهوم الاسترجاع جاء كنتيجة طبيعية لارتباط مقاييس التقييم التي أشرنا إليها سابقاً بمخرجات النظم التي يتم استرجاعها استجابة لمطلب بحثي محدد . لكن هذا لا يعني إن كفاءة الاسترجاع عملية منفصلة عن كفاءة النظام ككل ، فكل جزء من أجراء نظم استرجاع المعلومات سواء كان مادياً أم برمجياً أم تشغيلياً يؤثر ويتأثر بأجزاء النظام الأخرى ، ولضمان الدقة في التعبير لابد من الفصل في المعنى بين مفاهيم "كفاءة البحث" و "كفاءة الاسترجاع" و "كفاءة النظام" وكالآتي :
أ‌. كفاءة البحث : ترتبط بنتائج العملية البحثية التي يقوم بها المستفيد ويتم تقيمها وقياسها بشكل مستقل عن نتائج العمليات البحثية لمستفيدين آخرين في زمن سابق أو لاحق له، وسيكون المستفيد صاحب الحاجة الفعلية للمعلومات هو الحَكَم الفصل على كفاءة البحث ، والعامل المؤثر الأول فيها . وبشكل عام يمكن أن يسترجع المستفيد مجموعة من التسجيلات تضاهي إستراتيجية البحث التي تم بواسطتها استجواب النظام والتي يمكن تصنيفها مقارنة بموضوع البحث واعتمادا على رأي المستفيد إلى
-مجموعة من التسجيلات ذات الصلة الوثيقة بموضوع البحث (تطابق)
-مجموعة من التسجيلات ذات الصلة القريبة بموضوع البحث (تقارب)
-مجموعة من التسجيلات ذات الصلة البعيدة بموضوع البحث (تباعد)
-مجموعة من التسجيلات ليست ذات صلة بموضوع البحث (ضوضاء)




ب‌. كفاءة الاسترجاع : تقييم أشمل يحتاج إلى دراسة نتائج مجموعة من العمليات البحثية لعدد من المستفيدين وباستخدام المفاهيم البحثية نفسها ، ثم مقارنة النتائج للوصول إلى قرار بخصوص كفاءة أو عدم كفاءة الاسترجاع ، ويرى الباحث إن جوهر الاختلاف عن كفاءة البحث تكمن في تًحيّيد الرغبات والدوافع غير المعلنة للمستفيد في الحكم على صلاحية النتائج . ويعتبر دور الوسيط من العوامل المؤثرة في كفاءة الاسترجاع إلى جانب دور المستفيد بالنسبة للعمليات البحثية التي تجري بالوساطة، ويتم قياس كفاءة الاسترجاع عادة باستخدام مقاييس " الاستدعاء والدقة " ، والواقع إن معدل الدقة هو المقياس المستخدم في قياس كفاءة الاسترجاع ، فمن غير الممكن التحقق من معدل الاستدعاء في هذه المرحلة لصعوبة تحديد عدد التسجيلات ذات الصلة بالموضوع والتي لم يتم استرجاعها . وبشكل عام تزداد كفاءة الاسترجاع كلما اقترب الفرق بين العدد الكلي للتسجيلات التي تم استرجاعها وبين عدد التسجيلات التي حكم المستفيدون بصلاحيتها للموضوع من الصفر ،
ت‌. كفاءة النظام : من الصعب أحيانا الفصل بين كفاءة النظام وكفاءة الاسترجاع إلا في حدود قدرة النظام على تحقيق نتائج متطابقة لعمليات بحث مختلفة بغض النظر عن قدرة المستفيد أو الوسيط في إدارتها بالطريقة التي تؤدي إلى رفع كفاءة الاسترجاع ، وتشكل الكفاءة العلمية والعملية لنظام استرجاع المعلومات مقياساً لقابلية النظام للقيام بالوظائف التي صمم من أجلها على أساس إن من يستجوب النظام خبير في هذا المجال.
ففي الوقت الذي يتم فيه قياس كفاءة الاسترجاع بمقاييس نوعية ترتبط بمخرجات النظام ، فان كفاءة النظام تتأثر إلى جانب ذلك بعوامل المدخلات والتي من أهمها:
-نوع الوثائق التي يحتوي عليها النظام .
-إلى أي حد يمكن التعرف على المحتوى الموضوعي لهذه الوثائق.
-مدى صلاحية لغة النظام في التعبير عن المحتوى الموضوعي لهذه الوثائق.
-مرونة برمجيات البحث.
-سهولة التعامل مع واجهات المستفيد بالدرجة التي يقلل فيها النظام إلى أدنى حد ممكن تأثير خبرات المستفيد على نتائج العملية البحثية
وعلى الرغم من صعوبة تحقيق موازنة نسبية بين مستويات الاستدعاء ومستويات الدقة بالتخلص من التناسب العكسي بينهما والوصول إلى إمكانية استرجاع كل التسجيلات ذات الصلة بموضوع البحث، الموجودة في النظام والتي يقرر المستفيد ملاءمتها للموضوع ، فأن الحكم على كفاءة النظام.
6: العوامل المؤثرة في الكفاءة
بغض النظر عن نوع ومفهوم الكفاءة فيما إذا كانت كفاءة بحث أم استرجاع أم نظام فأنها تشترك جميعاً بوجود عوامل ذات تأثير مباشر على ارتفاع أو انخفاض مستوى هذه الكفاءة ، وبدأ برغبة المستفيد في البحث عن المعلومات لإشباع حاجاته الموضوعية المرتبطة بنشاطه البحثي والعلمي والعملي ، ومروراً باستخدامه لنظم استرجاع المعلومات المتاحة له ، وانتهاءً بحصوله على المعلومات التي يقرر صلاحيتها لموضوع البحث ، تكون هناك سلسلة طويلة من الأنشطة والفعاليات والعمليات والوظائف التي يرتبط قسم منها بالمستفيد صاحب الحاجة الفعلية للمعلومات ، وقسم آخر بالوسيط الذي يمثل حلقة الوصل بين النظام والمستفيد ، وقسم ثالث بأجزاء نظام استرجاع المعلومات كافة ، والتي لاشك سيكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على نتائج العمليات البحثية عموماً التي ستنعكس على كفاءة الاسترجاع .
وبغض النظر فيما إذا كان المستفيد هو نفسه من يقوم بأجراء عملية البحث أو يفوض أخصائي المعلومات بدلا عنه ، فان العوامل المشار لها في الشكل السابق تكاد تمثل الحالة العامة والشائعة للعمليات البحثية ، مع التأكيد على احتمال وجود تباين نسبي في العوامل المؤثرة في الكفاءة بين حالة وأخرى ، وهو ما يحاول الباحث استعراضه في الصفحات اللاحقة من خلال دراسة دور كل من المستفيد النهائي والوسيط والنظام وتأثيراتها على كفاءة الاسترجاع .


تأثير دور الوسيط على كفاءة الاسترجاع
دور الوسيط أو أخصائي المعلومات كان له وجود حقيقي في ميدان العمل التقليدي لمؤسسات المعلومات ، ولكن تحت مسميات مختلفة في أشكالها ومتماثلة في مضامينها، وطبيعة الدور المنوط بها ، فلقد كان مسؤول الخدمة المرجعية يقدم وساطة عالية المستوى ، فلم يكن دوره في تسهيل الوصول إلى المعلومات ، فقط ، وهو عمل يستطيع المستفيد المطلع القيام به ، و إنما يتعدى ذلك إلى استثمار كل خبرته في مجال مصادر المعلومات لتقديم إجابات منتقاة ، والعمل على توفير المعلومات الملاءمة لحاجة المستفيد ، وهو عمل ابعد في مداه من توفير مصادر هذه المعلومات . وبعد التطور الكبير الذي حدث في مجال بث المعلومات وتداولها باستخدام تقنيات الحواسيب وظهور خدمات البحث بالاتصال المباشر والبحث في قواعد البيانات على الأقراص المدمجة واستخدام شبكة الإنترنت ، شهدت العلاقة بين أخصائي المعلومات والمستفيد تحدي كبير ، بعد أن انتزعت منه سلطة امتلاك المصادر المرجعية لمصلحة المستفيد ، فسهولة استخدام الأجهزة الحديثة وبرامجها من خلال واجهات بحث بسيطة ومرنة وكذلك تنامي النشر الإلكتروني الذي يضع المعلومات مباشرة في خدمة المستفيد ، كل ذلك يوحي باحتمال ضعف وساطة أخصائي المعلومات للدرجة التي قد تؤدي إلى الاستغناء عن دوره نهائيا . لكن من المهم التأكيد هنا على أن الكمية الهائلة للمعلومات المتاحة بواسطة التكنولوجيات الحديثة وكثافة الكلمات الدالة التي تسمح بها أدوات البحث الآلية، تؤكدان من جديد إلى أهمية دور أخصائي المعلومات في طرح الأسئلة البحثية وبناء استراتيجيات البحث المتقدمة. ويبقى المستفيدون بوجود هذه التقنيات بحاجة إلى من يساعدهم في الحصول على المعلومات بسرعة ودقة أكبر مما لو نفذوا العملية بأنفسهم ، فواجهات النظم الصديقة، ومحركات البحث لم تكن وسائل كافية ليتمكن المستفيد من خلالها إنجاز العملية البحثية بالاعتماد المباشر على مهارته وخبراته في إدارة البحث ، فهذه الأدوات قدمت أنصاف الحلول ، واحتفظ أخصائي المعلومات بالنصف الآخر من الحل، المتمثل في قدرته على التعرف بوضوح اكبر على احتياجات المستفيدين والتعبير عنها بمفاهيم ومصطلحات دقيقة ، تضمن للمستفيد فرصة الحصول على نتائج بحثية ملاءمة مع تقليص كبير في الوقت والجهد المستنفد بإجراء التحاور مع نظم استرجاع المعلومات.
الوساطة في مجال العمل التقليدي
الوساطة في مجال المعلومات لها معنى قد يختلف من الناحية التطبيقية عن أنماط الوساطة في المجالات الأخرى ، فالوسيط خارج حدود عمل مؤسسات المعلومات يقوم بدوره بهدف تحقيق مكسب مادي أو معنوي يحصل عليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة . لكن مجمل المهام والوظائف التي تنجز من قبل العاملين في هذه المؤسسات لا تخرج عن كونها نمطاً من أنماط الوساطة. المكتبيون على سبيل المثال هم وسطاء بين مصادر المعلومات والمستفيدين، وتحقيق رضا المستفيد هو الهدف الأول للوسيط، ففي ظل أنماط النشر التقليدي للمعلومات كانت هناك حاجة ملحة إلى وسيط يعمل على اختيار وتنظيم المعلومات المنشورة في مختلف أنحاء العالم و إعدادها بالطريقة التي تحقق الاستفادة منها ، ومع التطورات المتلاحقة في عمل مؤسسات المعلومات، اتسع نطاق الوساطة ليشمل عملية الاستخلاص و التكشيف والتحليل بهدف تسهيل عملية البحث على المستفيد ، بعد أن أصبح الاتجاه السائد في أوساط المستفيدين يتجه نحو البحث عن المعلومات لا عن مصادرها ، كل ذلك أدى إلى ظهور وظيفة أخصائي المعلومات التي تنطوي تحتها مسميات الوظائف والمهام الآتية
أ‌- معالج المعلومات . وهو الشخص المسؤول عن رسم أطر المعلومات وتقديمها بشكل مناسب للمستفيد ، ويمتد دوره ليشمل مراقبة المعلومات العلمية والتقنية المنتجة من قبل مؤسسات المعلومات ودراستها وتحليلها وتقييم كفاءتها وإتاحة استخدامها عبر الأدوات والوسائل المعروفة في مجال العمل المكتبي .
ب‌- المدرب . وهو الشخص المسؤول عن تدريب المستفيدين على كيفية استخدام الأدوات والوسائل المساعدة في الوصول للمعلومات بأقصر وقت واقل جهد ممكن ، وهكذا يكون واحد من أهم أدواره مساعدة المستفيدين بغض النظر عن مستوياتهم وتخصصاتهم على امتلاك الأدوات الجديدة التي تسهل عليهم الوصول إلى المعرفة ، وقد يمارس المدرب دوره هذا من خلال الاتصال المباشر والآني بالمستفيد أو من خلال تنظيم الدورات التدريبية والتعريفية لهم وحسب البرامج التي تضعها مؤسسة المعلومات.
ت‌- الوسيط . وهو الشخص الذي توكل إليه مهمة قيادة العملية البحثية لصالح المستفيد ، خاصة في مراحلها الصعبة ، التي تتطلب بناء استراتيجية بحث منظمة تكفل الوصول إلى المعلومات بالدقة والسرعة المطلوبتين . ويعبر هذا المفهوم عن دور أخصائي المعلومات الحقيقي، فالوسيط في واقع الآمر هو مستفيد مفوض للعمل بجمع المعلومات واختيار المناسب منها لصالح مستفيد آخر ( المستفيد ) ، وهذا الدور يعتبر غاية في التعقيد ، حيث يتطلب إلى جانب الخبرة في إدارة العملية البحثية والمعرفة الواسعة بمصادر المعلومات ، تفهم لحاجات المستفيدين والقدرة على الاستنتاج بالطريقة التي يفكر بها المستفيد ، فضلا عن خبرة وإطلاع في مجالات موضوعية متعددة ، في الغالب معظمها يكون خارج تخصصه الموضوعي .
ث‌- أخصائي المراجع . تعتبر طريقة توزيع وتنظيم المعلومات في بعض أنواع المصادر المعروفة باسم الكتب المرجعية ، والتي تستخدم بهدف الحصول على معلومات محددة ومباشرة عن شئ ما ، وعادة ما توفر تلك الكتب وسائل وأدوات مساعدة ، مثل (الكشافات ، الفهارس … الخ ) والتي قد تكون منفصلة أو متصلة بها لتمكن المستفيد من الوصول إلى المعلومات دون الحاجة إلى قراءة الكتاب المرجعي بالطريقة التسلسلية التقليدية التي تقرأ فيها الأنواع الأخرى من مصادر المعلومات . وعادة ما يجهل المستفيد قليل الإطلاع كيفية استخدام هذه الوسائل أو الطريقة التي استخدمت في تنظيم المعلومات بين ثنايا الكتاب المرجعي ، والأهم من هذا أن معظم المستفيدين يجهلون أين يمكن أن يجدوا المعلومات المطلوبة ، وأي المراجع الأفضل من بين ما متوفر منها. كل هذه الأسباب توجد حاجة ملحة لتوفير مساندة يقدمها موظف المراجع للمستفيد لتخطي تلك الصعوبات ، ويفترض بهذا الشخص أن يمتلك الخبرة الكافية في استخدام المصادر المرجعية ، ومعرفة بالمحتوى الموضوعي لها وطريقة تنظيمها وترتيبها للمعلومات، ليتمكن من خدمة المستفيد في الحصول على المعلومات المناسبة بالحد الأدنى من الجهد والوقت .
الوساطة في مجال البحث الآلي
أن الوساطة في مجال البحث الآلي عن المعلومات كانت قد بدأت بشكل بارز مع بداية خدمات البحث بالاتصال المباشر ، التي تعتمد على شبكات الاتصالات للوصول إلى المعلومات ، وكما هو معروف فان هذه الخدمات كانت تقدم من خلال مؤسسات تجارية مقابل رسوم اشتراك، يحتسب جزء كبير منها على أساس الوقت المستنفد في إجراء عملية الاتصال . من هنا كانت مؤسسات المعلومات التي لديها اشتراك بهذه الخدمات تحرص دائما على أن تكون الرسوم المالية المترتبة عليها في حدود ميزانياتها، بغض النظر عما إذا كانت مؤسسات المعلومات ستتحمل نفقات البحث بشكل كامل أو إنها ستمرره إلى المستفيد. ففي الحالة الأولى سيكون لدى هذه المؤسسات حافز قوي لضبط النفقات والإصرار على أن يتولى أحد موظفيها مسؤولية إجراء البحث بالاتصال المباشر، والذي تتوسم فيه الخبرة والدراية في إدارة العملية البحثية بما يحقق هدفها في ضبط النفقات إلى أدنى حد ممكن ، أما في الحالة الثانية فقد يفضل المستفيد أن يستفيد من مهارات الوسيط وسرعته في إنجاز البحث لضغط النفقات المترتبة عليه شخصيا نتيجة الربط بالاتصال المباشر. فكل دقيقة إضافية يمضيها الباحث بالاتصال المباشر على الحاسوب المضيف تعني زيادة في رسوم الاتصال، وعلى هذا الأساس شجعت مؤسسات المعلومات الأبحاث السريعة والفاعلة التي تنجز من قبل الوسطاء خاصة أولئك الذين يمتلكون الخبرة والمهارة المكتسبة من الممارسة الفعلية لعمليات البحث، بدلاً من الارتباك والتردد والبحث البطيء التي يجريها المستفيدون العرضين، الذين قد لا يكونوا عارفين بقواعد البيانات أو وظائف نظم استرجاع المعلومات
وتجدر الإشارة إلى أن الوساطة في مجال البحث بالاتصال المباشر أسندت منذ البداية إلى المكتبيين ، حيث يعود سبب تفضيله على غيره من المتخصصين للقيام بدور الوساطة إلى المبررات الآتية
أ‌- كانت المكتبات من مؤسسات المعلومات السباقة في الحصول على خدمات البحث بالاتصال المباشر، لخدمة المستفيدين منها ، ومن البديهي وكما أشير سابقا أن توكل مهمة الوساطة في إجراء العملية البحثية لموظف المكتبة .
ب‌- كانت معظم قواعد البيانات المتاحة بالاتصال المباشر قد استخدمت ذات المفاهيم البحثية التي شاع استخدامها في مجال العمل المكتبي التقليدي ، مثل عناصر البحث البولي ولغات الأوامر ، وحتى مع وجود اختلاف وان كان بسيطاً فيما بين البحث بالأساليب التقليدية والبحث الآلي ، إلا أن تعلم لغات الأوامر وعناصر البحث البولي كانت بالنسبة للمكتبين جزء من وظيفتهم .
ت‌- كانت معظم قواعد البيانات المتاحة تجاريا من خلال البحث بالاتصال المباشر تقدم في العموم معلومات ببليوغرافية ولهذا وقعت مباشرة ضمن هيمنة المكتبة كمؤسسة والمكتبين كأشخاص.
ويعتقد الباحث إن ارتباط هذا الدور بالمكتبيين قد منحهم إحساسا بالحماس لتقبل إدخال التقنيات الحديثة إلى مجال العمل المكتبي ، ولقد آمنوا بان هذه التقنيات ستحسن من قدراتهم المهنية، كذلك ستساعد على رفع منزلة المكتبة والمكتبي في نظر الباحثين والمستفيدين .
إلا أن النمو المتزايد في بحث المستفيدين بأنفسهم شكل خطراً طويل الأمد لهذا الإحساس المتعالي بالقدرات المهنية ، فدخول المستفيد إلى مجال البحث المباشر والتخلي تدريجياً عن دور الوسيط ، قد يمس مواقف حساسة كثيرة تتراوح بين الشك بإمكانية المستفيد في إجادة تعقيدات البحث ، إلى الخوف من مستقبل لا تعود فيه حاجة لأخصائي المعلومات أبدا. خاصة بعد تطور وسائل النشر الإلكتروني وظهور تقنية الأقراص المدمجة وتنامي الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) مع ما يرافق ذلك من سهولة استخدام تقنية الحواسيب بالنسبة للمستفيد. كل هذا أوجد شعوراً لدى المكتبين بان هناك خطر يهدد وجود المهنة المكتبية عموماً ودور الوسيط خصوصاً ، على فرض أن الإنترنت ستكون أعظم من أي مكتبة في العالم فيما تحتويه من معلومات ، وطالما كان بإمكان كل مستفيد أن يكون لديه محطة عمل في منزلة أو مقر عمله يتصل من خلالها بالشبكة ، فلا تعود هناك حاجة لديه لزيارة المكتبة والاستفادة من خدماتها أو الاستعانة بخبرة الوسطاء في إنجاز العمليات البحثية . ونعتقد أن الشعور بالخوف هنا قد لا يكون مبرر طالما كان اختصاصي المكتبات قادرين على التحول بسرعة إلى متخصصين متمكنين في البحث وتطوير خبراتهم ومهاراتهم للدرجة التي تفوق قدرات المستفيدين في التعامل بكفاءة مع كل التطبيقات الحاسوبية وواجهات البحث ومواقع ومحركات شبكة الإنترنت .
ويمكن الإقرار بان الحاجة إلى الوسيط في مجال البحث الآلي عن المعلومات ستبقى قائمة طالما يظل أكثر فاعلية في إنجاز العمليات البحثية، ويتمتع بمهارات خاصة تمكنه من تحقيق نتائج بحث أفضل من تلك التي يتمكن المستفيد من تحقيقها بغض النظر عن المهارات والفروق الفردية بين مستفيد و آخر.
وفيما يلي تعرف الدراسة بمجموعة من العوامل ذات الصلة بدور الوسيط في إجراء البحث الآلي المفوض ، ويحتمل أن يكون لها تأثير في كفاءة نتائج العمليات البحثية.
التخصص والاهتمام الموضوعي
في البدايات الأولى لخدمات البحث بالاتصال المباشر كانت معظم عمليات البحث في مراكز تقديم الخدمة تجري بغياب المستفيد ، الذي كان يفوض لهذا الأمر أخصائي المعلومات ، وقد يكون سبب التفويض مبررا ببعد المستفيد عن موقع تقديم الخدمة ، أو بسبب صعوبة تحديد الوقت الذي تجري فيه عملية الاتصال بنظم استرجاع المعلومات العالمية . وفي كل الأحوال سيكون دور الوسيط ابعد بكثير من القيام بالاتصال بقواعد البيانات و تنفيذ البحث ببناء استراتيجية مناسبة بالاعتماد على مجموعة المصطلحات الموضوعية التي قدمها المستفيد في استمارة طلب الخدمة. لكن آلية البحث هذه تؤدي في معظم الأحيان إلى الحصول على نتائج غير متطابقة تماماً مع موضوع بحث المستفيد ، ولعل واحد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتيجة هو عدم قدرة الوسيط على تفهم موضوع البحث بالطريقة التي تمكنه من مطابقة النتائج المسترجعة مع حاجات المستفيدين الفعلية. وكما أشير سابقا إلى أن الطريقة التي ينظم بها المستفيدون معرفتهم بالموضوع قد تؤدي إلى إثارة أسئلة متباينة تماما في أذهان مختلف الأفراد ، مما يؤدي إلى تباين التصورات الشخصية للمستفيد عن تلك التي يفهمها الوسيط حول موضوع البحث. ومن الجدير بالذكر أن معظم مؤسسات المعلومات التي كانت تقدم خدمات البحث بالاتصال المباشر، أو تلك التي أصبحت فيما بعد تقدم هذه الخدمات من خلال البحث في قواعد البيانات على الأقراص المدمجة، أو من خلال الدخول على شبكة الإنترنت، تفوض موظفيها للقيام بدور الوساطة، والذين هم في الغالب من المختصين في مجالات المعلومات أو الحواسيب، فهذه المؤسسات لم يكن بإمكانها أن توفر وسطاء بحث بخلفيات موضوعية تتقارب مع الاتجاهات الموضوعية المتنوعة لقواعد البيانات المتوفرة أو المتاحة لها. خاصة عندما تكون هذه المؤسسات غير متخصصة و شاملة في خدماتها لتخصصات موضوعية متعددة. فضلا عن ذلك فان نظم استرجاع المعلومات ذاتها قد تكون شاملة في تغطيتها الموضوعية، على سبيل المثال يغطي النظام الدولي للمعلومات النووية نتاجاً فكرياً في موضوعات الفيزياء والهندسة وعلوم الحياة والبيئة والكيمياء فضلا عن موضوعات لها علاقة بالمظاهر الاجتماعية والاقتصادية والقانونية لمصادر الطاقة النووية وغير النووية. وعلى هذا الأساس لا يمكن للوسيط إن يكون متوازن الخبرة والمعرفة بكل هذه الاتجاهات الموضوعية، ولا يمكن لمؤسسات المعلومات إن تشغل عدد كبير من الوسطاء وبتخصصات تتلاءم مع التغطية الموضوعية لنظام استرجاع المعلومات أو قواعد البيانات المتوفرة.
وبشكل عام يمكن النظر إلى تباعد التخصص الموضوعي للوسيط عن موضوع البحث أو تخصص المستفيد باعتباره عاملاً مؤثراً في كفاءة الاسترجاع للاعتبارات الآتية :
أ‌- درجة توافق البنية الشخصية (الموضوعية) للوسيط مع تلك الخاصة بالمستفيد.
ب‌- مدى تعقد الموضوع المتداول ومدى إمكانية التعبير عنه بدقة.
ت‌- معرفة الوسيط بالمحتوى الموضوعي لنظام استرجاع المعلومات الذي يعمل عليه.
ث‌- عندما يفشل الوسيط في فهم العلاقة الموضوعية الرابطة بين المصطلحات أو يعجز عن التمييز بين المصطلحات الرئيسية والمصطلحات الفرعية.
ج‌- إدراك الوسيط لأهداف المستفيد ودوافعه البحثية والموضوعية .
ح‌- لغة الاسترجاع التي يستخدمها المستفيد للتعبير عن موضوعه البحثي .
التواصل مع المستفيد
يجد الكثير من المستفيدين صعوبة في صياغة طلب بحث يصف بشكل دقيق حاجتهم إلى المعلومات، ويجد البعض منهم صعوبة اكبر في التعبير عن هذه الحاجة لشخص آخر ، وكما هو معروف فان نجاح البحث يعتمد بشكل أساسي على وضوح وتكامل الطلب الذي ينبغي أن يكون تقديراً تقريبياً معقولاً للحاجة إلى المعلومات ، فكلما زاد التباين بين الطلب المقدم والحاجة إلى المعلومات انخفضت احتمالات نجاح البحث ، ولقد أثبتت بعض الدراسات أن هناك علاقة مباشرة بين فشل البحث وطريقة التفاعل غير الملائم بين الوسيط والمستفيد. فعندما لا يكون الوسيط متخصصاً في ذات المجال الموضوعي للمستفيد أو قريباً منه ، يكون بحاجة ماسة إلى إجراء المقابلة وبشكل مباشر مع المستفيد ، والتي يكون في مقدمة أهدافها التعرف بشكل دقيق على موضوع البحث وتداخلاته ، وهذه المقابلة هي تعبير دقيق عن معنى التواصل مع المستفيد . ولكي يتمكن الوسيط من تحقيق نتائج بحث تتناسب مع الاحتياجات الموضوعية للمستفيد، لابد من أن يتعرف أولا على تلك الاحتياجات ، لكن المشكلة في هذا الجانب تكمن في أن المستفيد قد يفشل في التعبير عن حاجاته الموضوعية كما هي لشخص آخر ، ومن المهم في مجال البحث عن المعلومات التمييز بين الاحتياجات إلى المعلومات والتعرف على تلك الاحتياجات أو التعبير عنها ، فنظم استرجاع المعلومات لا يمكن لها أن تستجيب إلى احتياجات المستفيدين إلى المعلومات كاحتياجات، و إنما تستجيب فقط لإعرابهم عنها بمصطلحات ومفاهيم بحثية محددة ، لكن ليس من السهل دائما على صاحب الحاجة إلى المعلومات أن يعرب عنها بوضوح ودقة إلى الشخص الذي يتولى مهمة البحث عن المعلومات والوسيط صاحب الخبرة يدرك أن هناك مستويات للحاجة. المستوى الأول منها تكون فيه حاجة المستفيد إلى المعلومات كامنة في اللاشعور، وفي هذه الحالة يكون من الصعب التعبير عنها، أو حتى الإقرار بوجودها أصلا، ويتعذر على الوسيط والحال هذه أن يصل إلى سبيل يدرك من خلاله الحاجات الكامنة في نفس المستفيد، لكنه يمكن له أن يقترب منها أو يدفع المستفيد إلى الإحساس بها من خلال التباحث معه حول خلفياته الموضوعية ودوافعه الحقيقية للبحث وتجاربه السابقة في هذا المجال …الخ ، ومن الجدير بالذكر أن الحاجة إلى المعلومات في هذا المستوى لن تكون الدافع الحقيقي الذي يوجه المستفيد نحو أحد مراكز تقديم الخدمة، لأنه لا يكون واعيا بها، لكنها قد تتحول إلى حاجة واعية في أي مرحلة من مراحل البحث، ويستدل على ذلك بالتغير المفاجئ الذي يحدث في مسار البحث، عندما يتحول المستفيد بمفاهيمه البحثية بطريقة تعطي الوسيط انطباعاً بان هناك تحول قد حصل في مسار البحث يدرك من خلاله أن المستفيد قد بدأ يدرك وبشكل تدريجي حاجاته إلى المعلومات . أما في المستوى الثاني فان المستفيد يكون واعياً بحاجته إلى المعلومات ولها تمثيل في ذهنه ، لكنها قد لا تكون محددة المعالم أو لم تصل إلى النضج المطلوب ليمكن التعبير عنها بدقة ، ودور الوسيط في هذه المرحلة هو إنضاج هذه الحاجة والتواصل مع المستفيد لرسم الأطر العامة والخاصة لها ليتمكن لاحقا من التعبير عنها بمفاهيم بحثية واضحة ومحددة تصل به إلى نتائج بحث مرضية. وفي المستوى الثالث يتمكن المستفيد من رسم شكل الحاجة و أبعادها في ذهنه ويحدد معالمها بدقة لكنه قد يعجز عن التعبير عنها للوسيط لقصور في لغته الموضوعية أو البحثية ودور الوسيط في هذا المستوى يبدأ في تقديم التسهيلات والأدوات المناسبة التي قد تمكن المستفيد من صياغة الطلب بالشكل الذي يعبر فيه بوضوح عن حاجاته إلى المعلومات.
أما الحاجة التي تكون قابلة للتسوية أو الحل الوسط فهي الطلب الذي يقدم فعلا إلى مركز المعلومات ومن الممكن التعبير عنها بشكل يعتبره المستفيد قابلاً للفهم من جانب أخصائي المعلومات إلا انه لا يعبر بدقة عن الحاجة الحقيقية للمستفيد ، وعلى الوسيط في هذا المستوى أن يعمل على تطوير طريقة التفاعل مع المستفيد للوصول إلى مفاهيم بحثية يمكن أن تحقق استجابة مناسبة من نظام المعلومات ، وبعبارة أخرى هي إعادة صياغة لمفردات المستفيد بلغة أكثر تعبيراً ، وهذه الحالة تمثل المستوى الرابع من مستويات الحاجة إلى المعلومات.
خلاصة القول أن الاتصال بين الوسيط والمستفيد يمكن أن يحقق نتائج جيدة في توجيه العملية البحثية الاتجاه الذي يحقق رضا المستفيد ، وهنا يحتاج الوسيط إلى جانب خبرته في مجال البحث إلى مواهب أخرى لها علاقة بالدراسات النفسية والتي يمكن أن تتطور مع الجهد المثابر للوسيط في تسجيل الخبرات السابقة ومتابعة سلوك المستفيدين قبل العملية البحثية وأثنائها وبعد إنجازها.
دور المستفيد في كفاءة استرجاع المعلومات

يتبع ...










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:39   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post نظم إسترجاع المعلومات

المستفيد بوصفه صاحب الحاجة الفعلية للمعلومات يؤدي دورا مهما في توجيه العملية البحثية، ومن المؤكد إن له تأثير مباشر على كفاءة الاسترجاع الآلي للمعلومات. فالعملية البحثية في مراحلها المتقدمة تبدأ أولاً بشعور المستفيد بأنه بحاجة إلى المعلومات لتحقيق أهدافاً معينة لديه ، وتنتهي بشعور المستفيد ذاته بالرضا عن النتائج التي توصل إليها، وبين البداية والنهاية هناك جوانب متعددة ترتبط بسلوك وقدرات ومهارات المستفيد في مختلف مراحل البحث ، والتي يتوقع لها أن تكون ذات تأثير مباشر على الكفاءة. من ناحية أخرى فان فاعلية وكفاءة أي نظام لاسترجاع المعلومات يتم قياسها بالاعتماد على أحكام المستفيدين وإذا استثنينا اعتبارات الجودة من عوامل التقييم ، فأن قدرة النظام على إشباع حاجات المستفيدين من المعلومات بأقل جهد وبأقصر وقت ، تعتبر مؤشرات موضوعية على كفاءة النظام .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحكم على كفاءة النظام قد تكون مسالة أكثر تعقيدا من الحكم على كفاءة الاسترجاع ، فالمستفيد معنّي بالدرجة الأساس بنتائج العملية البحثية الممثلة بعدد التسجيلات المسترجعة وملاءمتها لمطلبه البحثي، والتي يمكن قياسها باستخدام مقاييس الاستدعاء والدقة ، ويعتقد الباحث أن المستفيد يجب أن لا يكون الحلقة الوحيدة في عملية التقييم عندما يتعدى الأمر موضوع قياس كفاءة الاسترجاع إلى موضوع قياس كفاءة النظام ككل ، والسبب في ذلك يرجع إلى:
أ‌- إن أحكام المستفيدين تصلح للتعرف على مستويات الدقة من خلال الكشف عن حالة التوافق ما بين التسجيلات المسترجعة ومتطلباتهم البحثية.
ب‌- ما هو متوافق لمستفيد ما قد لا يكون كذلك لمستفيد آخر في الموضوع ذاته .
ت‌- ما يمكن أن يعتبره المستفيد متوافقاً في وقت ما قد لا يجده كذلك في وقت آخر.
ث‌- مفهوم الدقة من وجهة نظر المستفيد في الغالب يكون نسبي تؤثر فيه العوامل الخارجية المسيطرة على قراراته.
ج‌- تتأثر أحكام المستفيدين على دقة نتائج العملية البحثية ذاتها باختلاف اتجاهاتهم الموضوعية.
وعموماً يمكن النظر إلى دور المستفيد في توجيه العملية البحثية من خلال دراسة سلوكه قبل العملية البحثية و أثناءها وبعد إنجازها للتعرف بدقة على كل نشاط أو فعل يصدر عنه و يحتمل أن يكون له تأثير على كفاءة الاسترجاع .
الحاجة إلى المعلومات
أن البحث بوصفه نشاط علمي ينبع في الغالب من رغبة حقيقية لدى الباحث في اكتساب المعرفة ضمن مجالها العام و الخاص ، وقد يرتبط أيضا وبشكل لا يتعارض مع الحالة الأولى في إثبات أو نفي شئ ما ، وفي كلا الحالتين يجد الباحث نفسه بحاجة ماسة إلى المعلومات ، لأن الانطلاقة الحقيقية في ميدان البحث العلمي تبدأ دائما من حيث انتهى الآخرون ، خاصة وان كلفة البحث العلمي في الوقت الحاضر أصبحت عالية جداً وبشكل لا يمكن معه تبرير تكرار الجهود السابقة . وهذا الحال يقترب من نظرية "العناصر المشتركة" التي صاغها العالمان ثورنديك و ود ورث التي تفترض إن الباحث إذا جاء بعمل أو نشاط بحثي جديد ، فانه يستثمر أوجه الشبه الكائنة بين عمله والأعمال السابقة ، أي هي عملية نقل المعلومات من نشاط بحثي إلى آخر واستثمارها على أساس العناصر المشتركة فيما بينها ويُعتقد أن العناصر المشتركة لا تعكس بالضرورة أوجه الشبة فقط ، فربما يجد البعض أن العناصر المشتركة بين نشاطهم و أي نشاط آخر يكمن في أوجه الاختلاف، خاصة في تلك البحوث التي يحاول أصحابها نفي شئ معين . وبشكل عام ترتبط مجموعة من المحددات التي تؤثر في كفاءة العمليات البحثية بحاجة المستفيدين إلى المعلومات وكالآتي :


أ‌. دوافع المستفيدين .
إذا ما نظرنا إلى حاجات المستفيدين إلى المعلومات على أساس الدوافع المهنية فيمكن إيجازها بالآتي :
الحاجة إلى المعلومات للمساعدة في حل مشكلة معينة أو لتيسير اتخاذ القرار .
الحاجة إلى المعلومات الأساسية حول موضوع معين .
الحاجة إلى المعلومات حول التطورات الجديدة في مجال معين .
أما إذا كانت حاجات المستفيدين إلى المعلومات مرتبطة بدراساتهم ومشاريعهم البحثية وهذا المهم الآن ، فيرى الباحث إمكانية تقسيمها وفقاً لأسس عامة وشاملة لمجمل أنواع وميادين المشاريع البحثية في الحاجة إلى المعلومات :
أ‌- لصياغة مشكلة البحث وتحديد أبعادها وتداخلاتها الموضوعية.
ب‌- لبناء ثقافة موضوعية في مجال معين له علاقة مباشرة بموضوع البحث.
ت‌- للتعرف على النتائج التي توصل إليها الآخرون بدراسات سابقة في ذات الموضوع.
ث‌- للتعرف على العناصر المشتركة بين البحث الحالي والبحوث السابقة.
ج‌- لتأكيد أو نفي بعض الحقائق والأفكار المتعلقة بموضوع البحث.
ح‌- للتحقق واختبار النتائج التي توصل إليها البحث.
خ‌- لمقارنة النتائج التي توصل إليها البحث مع نتائج البحوث الأخرى.
وخلاصة القول إن هناك حاجة للمعلومات تظهر لدى المستفيدين في مرحلة سابقة للبحث ، وأخرى تظهر أثناء عملية البحث ، وثالثة تعقب مرحلة إنهاء البحث، ومن المؤكد إن طبيعة هذه الحاجة تختلف باختلاف المرحلة .
ب. التحديد الدقيق للاحتياجات الموضوعية
في بيئة نظم استرجاع المعلومات يُعبر المستفيدون عن حاجاتهم للمعلومات بصيغة طلبات أو استفسارات توجه إلى نظام ، وهي حالة تخاطب بين المستفيد والنظام ، فالمستفيد يخاطب النظام للتعريف باحتياجاته ، وهذه المرحلة من مجمل عملية الاسترجاع تكون حرجة ويمكن أن تتطور إلى مشكلة تصيب نظام المعلومات ، إذا عجز المستفيد عن بيان حاجته بوضوح ودقة ، فإذا قدم المستفيد استفسارا لا يمثل بصورة صحيحة حاجته إلى المعلومات ، فان الفشل سيكون على الأغلب من نصيب البحث اللاحق ، مهما كان التكشيف والمفردات وإستراتيجية البحث ملائمة. فالطريقة التي يدرك بها المستفيدون احتياجاتهم للمعلومات وأساليبهم في التعبير عنها تختلف من شخص إلى آخر تبعاً للخلفية المعرفية والطريقة التي ينظمون بها معرفتهم ، وهذا يعني إن المشكلة نفسها يمكن أن تؤدي إلى إثارة أسئلة متباينة في أذهان مختلف الأفراد باختلاف تصوراتهم الشخصية .
ب‌. التعبير الدقيق عن الاحتياجات
ويمكن النظر إلى مشكلة استرجاع المعلومات على إنها صعوبة في مضاهاة حالة معرفية غير مؤكدة لدى المستفيد مقابل حالة معرفية مترابطة منطقيا لدى المؤلفين في أعمالهم المنشورة ، وعليه فان الاحتياجات إلى المعلومات ستكون غير قابلة للتوصيف الدقيق من قبل المستفيد، خاصة في البحث المفوض الذي يتعين على المستفيد أن يعبر عن احتياجاته إلى المعلومات بشكل دقيق ومكتمل لوسيط العملية البحثية ، ويمكن هنا التعبير عن المشكلة بصورة أكثر وضوحا على إنها فشل المستفيد في تحويل الحاجة الكامنة لديه إلى المعلومات بصيغة استفسار أو طلب إلى أحد مراكز المعلومات لأغراض البحث والمضاهاة مع محتويات نظم استرجاع المعلومات المتاحة.
وبشكل عام يمكن القول إن فشل المستفيد في تنظير حاجته إلى المعلومات أو قصوره في التعبير عنها سيشكل العقبة الأولى التي تقف بطريق المستفيد للحصول على استجابة دقيقة واسترجاع تسجيلات (وثائق) مناسبة لإشباع حاجاته إلى المعلومات .
صياغة طلب البحث
تمت الإشارة فيما سبق إلى إن رغبة المستفيد في إشباع حاجاته إلى المعلومات مرتبطة بوجود صيغة من صيغ التخاطب بينه وبين والنظام ، ولكي يحصل الفهم المتبادل ، لابد من قيام المستفيد في ترجمة حاجته إلى استفسار أو مجموعة استفسارات موجه إلى النظام ، وقياسا مع التعاملات البشرية فان صياغة الطلب بصورة دقيقة وواضحة من خلال اختيار المفاهيم والمصطلحات المعبرة عن مضامينها الموضوعية ، وبشكل محدد ، غالبا ما تؤدي إلى تحقيق نتائج جيدة في الحصول على الجواب المناسب ، وإذا ما حدث العكس وكانت الطلبات قد تمت صياغتها بطريقة مبهمة ، باستخدام مفاهيم ومصطلحات عامة وغير محددة فأن النتيجة ولا شك لن تكون في صالح صاحب الطلب .
وفي مجال الاسترجاع الآلي للمعلومات تحتاج عملية صياغة الطلبات بالطريقة الملاءمة إلى جهد إضافي من المستفيد يبذل في سبيل الوصول إلى فهم مشترك بين حاجته الموضوعية والطريقة التي يعمل بها نظام الاسترجاع . ومساعدة المستفيدين في صياغة طلباتهم بصورة ملاءمة أصبحت من الوظائف المهمة لمرافق تقديم خدمات البحث الآلي في قواعد ونظم استرجاع المعلومات ، ويمكن لهذه المساعدة أن تتخذ عددا من الأشكال ، بدءاً بالإرشادات العامة حول خصائص النظام وإمكانيته ، باستخدام الموجز الإرشادي للمستفيدين وكذلك إعداد نموذج خاص باستمارة طلب البحث مصممة لمساعدة المستفيدين في التعبير الدقيق عن موضوعاتهم البحثية.
و فيما يأتي مجموعة من العوامل التي يتوقع لها إن تكون ذات تأثير في كفاءة عملية البحث ولها صلة وثيقة بالمرحلة التي تتم فيها صياغة طلب البحث، وعلى فرض إن المستفيد يقوم بالعملية البحثية بدون وساطة:
أ‌- درجة تعقيد الطلب . إذا كان الطلب بسيطاً وينطوي على عدد قليل من الأوجه، أمكن صياغة طلب البحث بالطريقة التي تؤدي إلى حصول المستفيد على نتائج بحث جيدة. وكلما زادت العلاقات بين المصطلحات البحثية ، تصبح عملية صياغة الطلب أكثر تعقيدا.
ب‌- مرونة لغة التكشيف . ينبغي أن يوفر النظام لغة تكشيف لها مرونة في التعبير عن موضوع الاستفسار بمستوى مناسب من التخصص. وكذلك ينبغي أن تكون اللغة مشتملة على العلاقات التفريعية والارتباطات الموضوعية بين المفاهيم والمصطلحات البحثية في محتوى قاعدة البيانات المبحوثة.
ت‌- التغطية المصدرية لقاعدة البيانات . عندما تكون التغطية المصدرية لقاعدة البيانات في مجال الموضوع الواحد شاملة ، تصبح لغة التكشيف غير دقيقة أو ضعيفة في الكشف عن العلاقات الزائفة والغامضة بين المصطلحات، بسبب التباين النوعي بين المصطلحات المستخدمة في الأنواع المختلفة لمصادر المعلومات.
ث‌- الخبرة العملية والإمكانيات اللغوية للمستفيد. كلما تقاربت لغة المستفيد مع لغة محتوى قاعدة البيانات المبحوثة، كلما أمكن صياغة الطلب بسهولة وسرعة كبيرتين، مع الأخذ بنظر الاعتبار الخبرة العملية السابقة في تنفيذ العمليات البحثية.
ج‌- دعم نظام استرجاع المعلومات . على تقديم وظائف مساندة للمستفيد في التحكم بالمصطلحات من خلال البتر واستكمال الحروف المفقودة وتضمين اللواحق اللغوية والتدقيق الإملائي للمصطلحات الموضوعي.
اختيار قاعدة البيانات
بعد أن ينجز المستفيد صياغة طلب البحث باختيار المفاهيم والمصطلحات الموضوعية التي يراها مناسبة للتعبير بدقة عن موضوعه ، وتحديد نوع العلاقة التي تربط فيما بين هذه المفاهيم، قد يترك العمل اللاحق للوسيط أو يقوم به بنفسه، وغالبا ما تكون المرحلة اللاحقة لصياغة طلب البحث اختيار قاعدة البيانات، التي يفترض بها أن تحقق له أفضل النتائج البحثية، وكان هذا القرار منذ ثلاثين عاماً بسيطاً نسبياً عندما كان عدد قواعد البيانات المتاحة من خلال نظم استرجاع المعلومات المعروفة قليل للدرجة التي يتمكن المستفيد أحياناً من البحث في معظم هذه القواعد مرة واحدة ومع الزيادة الكبيرة في عدد قواعد البيانات المتاحة بالاتصال المباشر أو المنتجة على الأقراص المدمجة وتعدد نظم استرجاع المعلومات ، أصبحت مسألة اختيار قاعدة البيانات تأخذ مساحة اكبر من اهتمام المستفيد ، وتشكل عقبة في طريق تحقيق نتائج جيدة للعمليات البحثية . ولكي ندرك حجم هذه المشكلة نشير إلى أن عدد قواعد البيانات الببليوغرافية كان عام 1987 (3288) قاعدة متاحة تجاريا من خلال البحث بالاتصال المباشر عن طريق (597) مركز خدمة معلومات في الولايات المتحدة و أوربا الغربية ، منها على سبيل المثال مركز خدمة دايلوك الذي تأسس عام 1960 بقاعدة بيانات واحدة ليصل عدد القواعد فيه عام 1988 إلى أكثر من (155) قاعدة بيانات تغطي مختلف المجالات الموضوعية، ثم ازداد عددها ليصل إلى من (600) قاعدة بيانات في نهاية عام 1999
وفي المقابل كان هناك نمو أكبر في قواعد البيانات على الأقراص المدمجة حيث كان عددها عام 1991 يصل إلى (2200) قاعدة موزعة على مختلف الموضوعات العلمية والإنسانية والعامة ، وفي عام 1999 حدث تطور مهم وزيادة كبيرة في إنتاج قواعد البيانات على الأقراص المدمجة ليزداد عددها إلى من (16000) قاعدة موزعة بنسب متباينة على مختلف المجالات على الأقراص المدمجة، في التخصصات العلمية خاصة ، والتي يتم استجوابها باستخدام نظامي استرجاع المعلومات.
من جانب أخر فان طريقة تناول الموضوع ونوع المخرجات التي تقدمها قاعدة البيانات تشكل عامل اختلاف آخر يضاف إلى ما تقدم ، وعليه فان موضوع اختيار قاعدة البيانات قبل إجراء العملية البحثية سيكون له تأثير على النتائج النهائية للبحث ، ويرى الباحث إن الأسباب التي تدعو إلى اختيار قاعدة البيانات هي :
أ‌- التغطية المصدرية . في بعض قواعد البيانات تكون التغطية شاملة لكافة أنواع مصادر المعلومات من كتب ودوريات ووقائع مؤتمرات ورسائل …الخ ، في موضوع محدد ، والبعض الآخر يتخصص في نوع محدد من المصادر ، على سبيل المثال قاعدة بيانات بالرسائل الجامعية أو بالدوريات أو أي نوع آخر ، ولكل من هذه الأنواع طريقته في تناول الموضوع التي قد تتوافق أو لا تتوافق مع توجهات المستفيد.
ب‌- التغطية الزمنية . في أحيان كثيرة تكون التغطية الزمنية لمحتويات القاعدة محدد بمدى زمني يطول أو يقصر حسب كمية النتاج الفكري المنشور في مجالها الموضوعي .
ت‌- التغطية اللغوية . قد تشتمل القاعدة على مصادر معلومات منشورة بلغات مختلفة أو قد تتخصص في لغة معينة .
ث‌- التخصص والشمول . بعض قواعد البيانات تحتوي على معلومات متفاوتة بدرجة تخصصها ، فقد تتخصص قاعدة بيانات طبية مثلاً بفئة عمريه أو بحدود نوعية معينة، أو قد تكون شاملة .
ج‌- المعالجة الموضوعية . الموضوع الواحد قد يتم تناوله من وجهات نظر متعددة ، وقد تكون قاعدة البيانات شاملة في تغطيتها للموضوع لوجهات النظر كافة، أو قد تقتصر على نوع محدد من المعالجة.
ح‌- نوع المخرجات . تختلف قواعد البيانات في الموضوع الواحد بنوع المخرجات التي تقدمها للمستفيد في نهاية العملية البحثية ، ما بين معلومات ببليوغرافية ، أو ملخصات أو النصوص كاملة.
وتبقى المشكلة في احتمال جهل المستفيد للتفاصيل الفنية والموضوعية لقواعد البيانات أو حتى مسميات هذه القواعد خاصة بالنسبة لقليلي الخبرة منهم.
استعراض النتائج وتنقية المخرجات
يستجيب النظام لطلب المستفيد باسترجاع مجموعة من التسجيلات التي تمثل جزء من محتوى قاعدة البيانات التي تم اختيارها من لدن المستفيد ، ويفترض بهذه التسجيلات أن تلبي حاجات المستفيد إلى المعلومات ، والتي عبر عنها باستخدام المفاهيم والمصطلحات الموضوعية عند صياغته طلب البحث. وسبقت الإشارة إلى أن هناك أربع مستويات يمكن على أساسها تقسم نتائج العملية البحثية ، حيث يمكن أن يتم استرجاع مجموعة من التسجيلات تتوافق تماماً مع موضوع البحث ، و أخرى لها علاقة قريبة بالموضوع ، وثالثة لها علاقة بعيدة بالموضوع ، والاحتمال الأخير هو أن يتم استرجاع مجموعة من التسجيلات ليست لها علاقة بالموضوع .
ومما لاشك فيه أن نجاح عملية التنقية تتأثر مباشرة بمستوى بيان الطلب، الذي يتم على أساسه التنبؤ بالاتصال بالموضوع . فإذا كان بيان الطلب تعبيرا قاصرا عن حاجة المستفيد من المعلومات، فانه من الممكن أن تستبعد تسجيلات يمكن أن يراها المستفيد ذات صلة بالموضوع . فالدقة إذن في بيان الطلب وفي قدرة المستفيد على تفسير احتياجاته إلى المعلومات هي من أهم العوامل المؤثرة في نجاح عملية التنقية أو فشلها. وتزداد أهمية هذه العملية لارتباطها المباشر بمقاييس الاستدعاء والدقة المستخدمة في تقييم نظم استرجاع المعلومات، اللذين يتم احتسابها على أساس عدد التسجيلات المسترجعة لمطلب بحثي معين، وعدد التسجيلات التي يجدها المستفيد ذات صلة بموضوع البحث، ويرى الباحث إن هناك مجموعة من المشكلات التي يتوقع أن يكون لها تأثير على كفاءة الاسترجاع وذات صلة مباشرة بدور المستفيد في تنقية المخرجات ما يأتي:
أ‌- أحكام المستفيد على نتائج عملية الاسترجاع تخضع لدوافع شخصية غير معلنة.
ب‌- في قواعد البيانات الببليوغرافية التي تقدم مستخلصات البحوث فقط قد لا يتمكن المستفيد، خاصة قليل الخبرة من اكتشاف التسجيلات الملاءمة لقلة المعلومات المتوفرة في المستخلص .
ت‌- عندما تختلف لغة قاعدة البيانات عن لغة المستفيد تصبح عائقاً أمامه للحكم بدقة على مدى صلاحية التسجيلات المسترجعة .
ث‌- ضيق وقت المستفيد في الغالب لا يمكنه من استطلاع التسجيلات المسترجعة كافة خاصة عندما يكون عددها كبير إذ يعمل على الإسراع في عملية الاستطلاع أو تجاهل استطلاع عدد من التسجيلات .
ج‌- في بعض الأحيان يكون لدى المستفيد قرار مسبق بعدد التسجيلات التي يرغب في الحصول عليها.
ح‌- الكلفة المادية لعمليات البحث قد تحدد المستفيد أحيانا بقبول عدد محدود من التسجيلات المسترجعة والاستغناء عن مجموعة أخرى حتى مع إقراره بملاءمتها.



الاتجاهات المستقبلية لنظم استرجاع المعلومات
من المؤشرات المهمة التي يمكن ملاحظتها عند استعراض الطرائق المختلفة لاسترجاع المعلومات آلياً ، إنها جاءت لتكمل بعضها بعضاً ولم يقصد منها استبدال طريقة بأخرى أو نظام بآخر ، ولا نجد هناك أسباب موضوعية للمقارنة بينها على أساس الأفضلية فلكل منها مميزاته ونقاط ضعفه وقد يرتفع أداء وكفاءة نظام البحث بالاتصال المباشر في زمان ومكان معينين مقارنة مع نظام البحث في الأقراص المدمجة ، وقد يحدث العكس أحياناً ، والمهم هنا التأكيد على نقطة جوهرية وهي أن أي من النظم سابقة الذكر وعلى الرغم من تعاقبها الزمني لم يلغي جديدها قديمها ، بل على العكس من ذلك قد يستفيد نظام بحث قديم من طريقة أو نظام بحث جديد ، نأخذ على سبيل المثال نظام البحث بالاتصال المباشر الذي توقع له العديد من الباحثين الزوال والاندثار بسبب ظهور شبكة الإنترنت وقبلها الأقراص المدمجة ، فما الذي حدث .؟ إن معظم المؤسسات المسؤولة عن إدارة نظم البحث بالاتصال المباشر قد حققت مكاسب كبيرة من الشبكة والسبب في ذلك يرجع إلى إن الاتصال من خلال الشبكة لا يترتب عليه كلفة مادية مباشرة وكما كان يحدث في السابق ، وهي كلف لم تكن هذه المؤسسات تستفيد منها لأنها تعود إلى شركات الاتصالات في البلد الذي تقدم منه الخدمة ، لذا كانت الجهات المشتركة في النظام تتحمل نفقات الاشتراك بالخدمة أولاً وكلفة عملية الاتصال ثانياً ، وفي الغالب يكون إجمالي المبلغ كبير نسبيا وخارج حدود إمكانيات المؤسسات الصغيرة في معظم دول العالم وحتى الكبيرة منها في الدول النامية ، وفي كل الأحوال خارج حدود إمكانية الأفراد .
عموما يمكن النظر إلى التباين بين نظم استرجاع المعلومات التي تم الحديث عنها على انه اختلاف في طريقة تفاعل المستفيد مع النظام أساساً، فالمكونات لا تكاد تختلف إلا في تفاصيل قليلة نسبيا. وعلى هذا الأساس يمكن لنا أن نتوقع أن مستقبل نظم استرجاع المعلومات الآلية وتطورها سيسير باتجاهات متوازية ومتكاملة لمختلف أنواع نظم المعلومات التي أشير لها سابقاً وبشكل عام سيرتبط تطور هذه النظم كلياً أو جزئياً بما يأتي :
تطور أجهزة الحواسيب وتقنياتها
يمكن النظر إلى تقنية الحاسبات باعتبارها تآلف بين المكونات المادية والتطبيقات البرمجية و وسائط التخزين الخارجية ، وما يرتبط بها من أجهزة ومعدات خارجية مثل الطابعات والماسح الضوئي ومعدات الاتصال والوسائط المتعددة … الخ . ، وسيتم التركيز هنا على ثلاث جوانب أساسية يعتقد الباحث بأنها سيكون لها تأثير على مستقبل نظم استرجاع المعلومات وهي :
1. التجارب والتوجهات الحديثة التي تهدف إلى تطوير جيل جديد من الحواسيب .
معظم البحوث والتجارب الجارية الآن في دول متقدمة في هذا المجال مثل الولايات المتحدة وأوربا واليابان والصين والهند وروسيا وكوريا الجنوبية ، تسير باتجاه تطوير نموذجين من الحواسيب غير الرقمية ، النموذج الأول منها يسمى الحواسيب الجزيئية (الحيوية) التي يعتمد مبدأ عملها على إنتاج دوائر إلكترونية على مستوى الجزيئات ، حتى يمكن تصغير أحجامها للدرجة التي يكون فيها ترانزستور السليكون الواحد المستخدم كعنصر إلكتروني في الحواسيب الرقمية أكبر 600000 مرة من مساحة الدوائر الجزيئية التي يراد استخدامها في هذا النوع من الحواسيب. ويستخدم تعبير الحواسيب الجزيئية للإشارة إلى كل من عمليات معالجة المعلومات في المنظومات الحيوية الجزيئية الطبيعية (مخ الإنسان ) ومعالجتها في المنظومات الاصطناعية التي تستخدم مواد وأفكار جزيئية.
أما النموذج الثاني فيطلق عليه الحواسيب الكمية الذي يعتمد على إعادة صياغة علم الحواسيب ونظرية المعلومات بشكل يتوافق مع الفيزياء الكمية ويتوقع من هذه الحواسيب القيام بعمليات حسابية أسرع بمعدلات أسية من الحواسيب التقليدية ، وتعتمد هذه الحواسيب على عنصر إلكتروني يسمى "ترانزستور النقطة الكمية" الذي سيستخدم في تطوير الذاكرات لتكون بسعة أكبر والمعالجات المايكروية لتكون بسرعة أعلى
التوجهات الحديثة نحو تطوير لغات البرمجة المتوازية غير تقليدية .
لقد عجزت لغات البرمجة التقليدية من مواكبة التطورات الكبيرة في مجال صناعة الحواسيب وتقنياتها ، وحدد الأسلوب التسلسلي لها في تنفيذ الايعازات والبرامج من مجالات استخدام الحواسيب في حل بعض المشكلات التي يصعب صياغتها بشكل محدد ودقيق لغرض تحويلها إلى مجموعة متسلسلة من الايعازات القابلة للتنفيذ ، فالبعض من هذه المشكلات تتطلب تفاعلاً آنيا مع الظروف المحيطة بها، وتطرح الشبكات العصبية الحلول البديلة لهذه المشكلات من خلال قدرتها على معالجة البيانات دون الحاجة إلى صياغة مسبقة أو هيكلية معينة، وتحاكي في عملها آلية عمل الجهاز العصبي لدى الإنسان . والشبكة العصبية هي مجموعة من القواعد والأساليب والنظريات المتعلقة بأنظمة معالجة البيانات المكيفة وغير المبرمجة والتي تعتمد على وجود عدد كبير من وحدات المعالجة البسيطة التي ترتبط بدورها بعدد أكبر من الخلايا المجاورة مما يعطيها القدرة على التعلم من خلال التكييف مع المحيط ، وآلية عمل الخلايا العصبية تبدأ عندما تنتقل المدخلات والمخرجات عبرها على شكل نبضات كهروكيميائية لتحدث تفاعلا كيميائياً في جسم الخلية ينتج عنه جهد كهربائي يولد نبضة كهربائية .
2. التوجيهات الحديثة لتطوير وسائط خزن عالية الكفاءة .
في عام 1997 بدأ استخدام تقنية الأقراص الفيديوية الرقمية كأحدث تقنيات الخزن الضوئي ، والذي يمكن استخدامه للاستعاضة عن الأقراص المدمجة الصوتية وأشرطة الفيديو والأقراص المدمجة من نوع . وتهدف هذه التقنية إلى إنتاج وسائل التسلية المنزلية وتخزين كمية هائلة من البيانات الحاسوبية ، وكذلك قدرتها الفائقة على توزيع الوسائط المتعددة ، وتتزايد أهميتها في قدرتها على تجميع محتويات عدد من الأقراص المدمجة في قرص واحد من نوع مما يتيح إجراء البحث الآلي المباشر في منظومة قواعد البيانات على الأقراص المدمجة لمرة واحدة دون الحاجة لتغيير الأقراص. أما في مجال تقنية التخزين المغناطيسي فهناك تركيز على تطوير جيل جديد من الأقراص الصلبة التي تعد الجزء الأكثر نشاطا في الحاسوب الشخصي ، ولقد تحققت إنجازات كبيرة في مجال زيادة السعة التخزينية للقرص الصلب لتصل إلى (10 ) جيجابايت وبسرعة وصول (330 ) مللي ثانية في منتصف تسعينيات القرن الماضي بعد أن كانت (10 ) ميغابايت وبسرعة وصول تبلغ (87 ) مللي ثانية في بداية الثمانينيات من نفس القرن، والشائع منها الآن تزيد قدرته التخزينية على 20 جيجابايت ، مع التأكيد هنا على إن زيادة القدرة التخزينية للقرص الصلب لم تصاحبها أي زيادة في حجم القرص بل على العكس قل حجم القرص في الحواسيب الشخصية الحديثة لأقل من ربع الحجم مما كان عليه في بداية الثمانينات. ويعتقد الباحث إن هذه التوجهات سيكون لها تأثير مباشر على نظم الاسترجاع الآلي للمعلومات ، أو تأثير غير مباشر من خلال استثمارها في تطبيقات وعمليات تخدم آلية عمل هذه النظم أو تزيد من كفاءة عملها ، وفي ما يلي عرض لأهم هذه التطبيقات .


ب. تطور النشر الإلكتروني لمصادر المعلومات
على الرغم من التطور الكبير الذي حصل في مجال الحواسيب وبرمجياتها و وسائط التخزين المستخدمة فيها وتأثير هذا التطور على خزن واسترجاع وبث المعلومات إلكترونيا، إلا إن الورق كوعاء من أوعية نقل المعلومات ، لا يزال يشكل حلقة مهمة ورئيسية من حلقات تبادل المعلومات، حتى بالنسبة لتلك المعلومات المعدة للنشر الإلكتروني، فمعظم قواعد البيانات المتاحة من خلال البحث بالاتصال المباشر أو على الأقراص المدمجة هي في حقيقتها بيئة خزن إلكترونية لمعلومات سبق نشرها ورقياً، على شكل مقالات دوريات أو كتب أو أي نوع آخر من مصادر المعلومات .
ولقد أوجز لانكستر الفرق بينهما من خلال تبنيه لاتجاهين فقط وهما :
أ‌- إن كل ما متوفر من مصادر معلومات المنشورة إلكترونيا سواء كانت قواعد بيانات متاحة على أشرطة ممغنطة أو مدمجة أو أي شكل آخر هي في الواقع بيئة خزن جديدة لمصادر المعلومات الورقية التي كنا وما نزال نتعامل معها . بعبارة أخرى إنها شكل إتاحة إلكتروني لمصادر ومطبوعات ورقية.
ب‌- أما مصادر المعلومات في الاتجاه الثاني فتمثل حالة انتقال المعلومات من منتجها إلى مصدرها بشكل إلكتروني دون أن يكون للورق كوعاء دوراً في إيصالها ، ولا يستخدم في أي مرحلة من مراحل إنتاجها ، والتي يمكن وصفها بأنها مصادر معلومات منشورة إلكترونياً .
إن الاتجاه الثاني هو ما يهمنا الآن ، وهو ما نعتقد بأنه سيكون له تأثير مباشر على نظم استرجاع المعلومات، خاصة وان عملية تحويل المعلومات المنشورة ورقياً إلى معلومات مخزنة بهيئة إلكترونية كانت من أهم معوقات بناء نظم استرجاع المعلومات بالنص الكامل حتى مع وجود أجهزة الماسح الضوئي ، و ذلك بسبب الكلفة العالية لعملية التحويل . وعندما نقول نظم استرجاع معلومات تقدم النص الكامل للمصدر فهذا يعني الشيء الكثير بالنسبة للمستفيد النهائي، فالمعلومات الببليوغرافية التي كان يحصل عليها عن مصادر المعلومات ، كمخرجات لنظم استرجاع المعلومات ، لم تكن كافية للوصول إلى قرار دقيق عن ملاءمة أو عدم ملاءمة نتائج عملية البحث ، لتغطية حاجاته الموضوعية ، وينطبق هذا الحال مع وجود مستخلص مع المعلومات الببليوغرافية . من جانب آخر فان حلقة مهمة أخرى سيمكن اختزالها وهي البحث عن مكان وجود مصادر المعلومات التي أقر المستفيد صلاحيتها ، تلك الحلقة التي كانت تستنفذ وقت وجهد كبيرين يتحملها الباحثين ، وبالتأكيد فان الوضع يصبح أكثر تعقيدا بالنسبة للدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة التي تتوفر في مؤسساتها المعلوماتية كل أو معظم مصادر المعلومات المتاحة من خلال مختلف أنواع نظم استرجاع المعلومات .
وتجدر الإشارة هنا إلى إن سهولة الوصول إلى مصادر المعلومات والنصوص الكاملة لن تكون المكسب الوحيد بالنسبة للمستفيدين ، فالنشر الإلكتروني يمكن أن يؤثر في نظم استرجاع المعلومات في نواحي عدة أخرى والتي من أهمها :
- دمج لقواعد المعلومات للتجوال والبحث في النصوص الكاملة .
- تغطية شاملة للتخصصات الموضوعية .
- إنشاء ربط بقواعد بيانات ببليوغرافية وقوائم المراجع ومستخلصات النصوص المرجعية .

ت. تطور أساليب البحث
بعد مرور فترة طويلة من الزمن لا تزال أساليب البحث في نظم استرجاع المعلومات معقدة على المستفيد. ولقد أمكن مؤخرا تطوير نظم بحث تعتمد على الترابط النصي ، والتي تمكن المستفيد من الانتقال من نص إلى نص آخر في نفس التسجيلة أو في تسجيلات أخرى ضمن نفس القاعدة أو في قاعدة أخرى في نفس بنك المعلومات أو في أنظمة أخرى متاحة من خلال نفس بيئة العمل . ويمكن أن نعرف النص المترابط بأنه نظام لإدارة وتنظيم المعلومات التي توجد فيما بينها علاقة موضوعية تكميلية أو توضيحية حيث يمكن من خلاله إعادة توزيع المعلومات في شبكة من المواقع وبواسطة روابط منطقية يطلق عليها النقاط الساخنة ، وبما يسمح بالإتاحة والاسترجاع السريعين للمعلومات . وفلسفة النص المترابط قائمة على فكرة تقليل الشرح والإسهاب النصي للموضوع إلى أقصى حد ممكن والاعتماد على المعلومات الأساسية المباشرة من خلال مجموعة من العقد النصية التي تكون بحجم شاشة الحاسوب كواجهة عرض. ولقد شاع استخدام هذه الآلية في البحث عن المعلومات على شبكة الإنترنت ، فمعظم محركات البحث في الشبكة تعمل بهذه التقنية ، وأهم تطبيق لها في خدمة (الويب) الشبكة العالمية العنكبوتية ، حيث تعتمد محركات البحث على كشافات تحتوي على الكلمات والمصطلحات الواردة في النصوص التي أصبحت ضمن مجال الشبكة ويتم اختيارها آليا بواسطة وسائل برمجة خاصة تسمى الروبوتات أو العناكب ، والتي تقوم بالتجوال الدائم عبر الشبكة لتقرأ كل ما يصادفها من نصوص من أجل اختيار الكلمات المناسبة وتنظيمها في كشافات خاصة مع الإشارة إلى المكان الذي وجدت فيه. ومقارنة مع الأسلوب التقليدي في عملية البحث للمعلومات الذي يعتمد على أدوات الربط البولياني فأن نظم البحث بالنص المترابط تقدم للمستفيد النهائي فوائد عدة من أهمها :
أ‌- المرونة العالية في استطلاع النص وانتخاب المعلومات المناسبة وبشكل مباشر دون الحاجة إلى تعديل في استراتيجية البحث .
ب‌- حرية مطلقة للمستفيد بين التوسع في البحث والحصول على معلومات أشمل أو التقييد بمجال محدد من موضوع البحث .
ت‌- سهولة التراجع والعودة لنقطة البداية ومن ثم الانطلاق مجددا إلى معابر أخرى للمعلومات بواسطة وسائل التصفح .
ث‌- وجود النقاط الساخنة يعطي المستفيد فكرة دقيقة عن الترابط الموضوعي بين المفاهيم والمداخل المختلفة مما يؤدي إلى فتح مجال البحث أمامه بشكل أوسع وأكثر دقة .

ث . تطور تطبيقات الأنظمة الخبيرة
النظام الخبير هو أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي والذي يمكنه أن يرشد ويحلل ويدلل ويتصل ويصمم ويشرح ويفحص ويعرف ويفسر ويحدد ويتعلم ويختبر ويمسح ويحفظ ، وهو بديل برمجي لحل المشكلات التي تحتاج خبراء لحلها وتستند النظم الخبيرة إلى تقنية تمثيل المعرفة والخبرة الإنسانية المتراكمة في حقل علمي أو تطبيقي محدد، حيث يقوم مهندس المعرفة ببناء نماذج للمعرفة المكتسبة من الخبراء في المجال وكتابتها ببرنامج أو بخوارزمية يستطيع الحاسوب تنفيذها وتلبية حاجات المستعمل غير الخبير منها لاحقاً .
والمكونات الأساسية لهذه النظم هي قاعدة المعرفة والذاكرة العاملة وآلة الاستدلال و واجهة المستفيد ومهندس المعرفة وخبير المجال والمستفيد النهائي.
واستنادا إلى ما تقدم يمكن تعريف النظم الخبيرة على إنها مجموعة من البرامج المكتوبة بلغات البرمجة الاستدلالية وتعمل على خزن المعلومات والمهارات المنقولة لها من تراكم خبرة مجموعة من المتخصصين في مجال أو حقل موضوعي معين ، ضيق نسبياً ، في قاعدة المعرفة ولها القدرة على معالجتها هذه المعلومات بطريقة استدلالية لتتيح استخدام هذه المعلومات لشريحة أكبر من المستفيدين الأقل خبرة ، وذلك لحل المشكلات التي قد تواجههم في تطبيق أو عمل معين .
ويعود تاريخ النظم الخبيرة إلى خمسينيات القرن الماضي ، حيث طورت أولى لغات التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل لغة البرمجة بر ولوك ولسب ، ومنذ عام 1965 حتى عام 1991 قدم "دوبونت" إحصائية تدل على وجود 350 نظام خبير يعمل فعليا في مختلف الجوانب العلمية والتطبيقية بالعالم. أما في مجال المكتبات والمعلومات فيمكن اعتبار عام 1967 مولد أول نظام خبير في مجال الخدمة المرجعية والرد على الاستفسارات ، وفي عام 1972 طبق نظام خبير آخر في مجال الاقتناء والتزويد في المكتبات ، ثم في مجال الاستخلاص عام 1977 ، وفي مجال التكشيف عام 1983 . وعلى الرغم من فشل بعض هذه الأنظمة ونجاح قسم آخر منها إلا المؤشر العام يدل على تنامي مجالات تطبيق الأنظمة الخبيرة في مجال المكتبات والمعلومات ، وهناك اعتقاد بأن هذه تطبيقات يمكن أن تعالج أربع قضايا في مجال خدمات المعلومات وهي :
أ‌- استخدامها في المراجع والعمل المرجعي .
ب‌- استخدامها في تحسين الوصول إلى فهارس الجمهور .
ت‌- استخدامها في البحث بقواعد البيانات وضبط المصطلحات .
ث‌- استخدامها في تحسين البحث في النصوص بالنسبة للمستفيد النهائي .
وتعد نظم استرجاع المعلومات بالاتصال المباشر من أول وأهم المجالات التي طبقت فيها النظم الخبيرة ويعود السبب في ذلك إلى إن هذه الخدمات في معظمها تجارية وهناك رغبة متزايدة بين مورديها إلى تحسين عمليات البحث فيها من أجل استقطاب اكبر عدد من المستفيدين ، مؤسسات وأفراد . وعموما فأن الاتجاهات الحديثة لنظم استرجاع المعلومات تتجه نحو الاستفادة من تطبيقات النظم الخبيرة وتطويرها بالطريقة التي تمكن المستفيد النهائي من التفاعل مع النظام دون الحاجة إلى وساطة في عملية البحث .
ويمكن تحديد الخصائص المهمة الواجب توفرها في أي نظام خبير يستخدم لأغراض الاسترجاع الآلي للمعلومات الآن وفي المستقبل بالآتي :

أ‌- القدرة على اختيار مصطلحات البحث التي تصف الموضوع من خلال الربط بمكنز أو مجموعة مكانز بحسب حجم ونوع وتخصص نظام الاسترجاع .
ب‌- القدرة على تمييز مصدر معين وتحديد المصادر المجهولة .
ت‌- القدرة على التعلم من الخبرة وإضافة مصادر جديدة لقاعدة المعرفة .
ث‌- تقديم المساعدة لبناء وصياغة استراتيجية البحث المناسبة للاستفسار .
ج‌- التعديل التلقائي لاستراتيجية البحث في ضوء النتائج المعروضة .
ويمكن أن نضيف إلى ما تقدم :
- القدرة على اكتشاف الأخطاء الإملائية في كتابة المصطلح البحثي .
- القدرة على تجميع كافة احتمالات لكتابة المصطلح البحثي لغوياً ونحوياً .
- القدرة على المفاضلة بين المصطلحات استنادا إلى تخصص الباحث واتجاهه الموضوعي .

ج. تطور تطبيقات الواقع الافتراضي
الواقع الافتراضي هو أحد أشكال التفاعل بين الإنسان و الحاسوب في بيئة ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع بالصورة والصوت واللمس ، أو هي عروض مرئية تتضمن صور ثلاثية الأبعاد يتم عرضها على شاشتين صغيرتين في جهاز يثبت على الرأس ، مضاف إليه تقنية تعمل على محاكاة الصوت واللمس في نظام متكامل مما يعطي الشخص المتلقي إحساسا بأنه يعيش داخل عالم تخيلي أو افتراضي يتاح له التحكم في بعض مكوناته.
وقد بدأ الاهتمام في الآونة الأخيرة بتطبيقات الواقع الافتراضي خاصة بعد التقدم الكبير الذي حدث في مجال الإنترنت والطريق السريع للمعلومات وتوزيعات الوسائط المتعددة في بيئة عمل الحاسوب الشخصي . والبدايات المبكرة لهذه التطبيقات هي تلك التي قامت بها الوكالة القومية لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة والخاصة بإنشاء محيط اصطناعي لمحاكاة الرحلات الفضائية ، وفي منتصف ستينيات القرن العشرين ابتكر "مورتون هيلج" نظام المحاكي الحسي ، وفي عام 1968 ابتكر "ايفان سذرلاند" أول نموذج لجهاز العرض المثبت على الرأس وهناك توجهات حديثة لتطوير برامج الواقع الافتراضي لتحاكي المكتبات العالمية المعروفة من خلال تمثيل بيئة عمل هذه المؤسسات ومجوداتها من مصادر المعلومات المختلفة والتي يفترض إن تكون مخزنة إلكترونيا ، بحيث يتمكن المستفيد الجالس في مكان مخصص له ويرتدي جهاز وقفاز البيانات بالتجوال في أروقة المكتبة والوصول إلى مخازنها والتقرب من المصادر للتعرف على المعلومات المسجلة على كعب الكتاب ثم تصفحه وقراءة المعلومات المتوفرة فيه والحصول على نسخة ورقية في حالة وجود رغبة في ذلك .
ولقد ساعد ظهور ثلاث تقنيات متطورة في تسعينيات القرن العشرين إلى زيادة إمكانيات نظم وجعلها أكثر فاعلية وزيادة درجة محاكاتها للواقع الحقيقي و يمكن القول إن هذه المدة تعد نقطة البداية الحقيقية لهذه النظم ، وهذه التقنيات هي:
أ‌- أجهزة العرض التلفزيوني باستخدام أنبوبة أشعة المهبط وأجهزة العرض باستخدام البلور السائل
ب‌- نظم توليد الصور بالاعتماد على حاسوب آلي ذا سرعة عالية ودرجة وضوح لجهاز العرض المرتبط به .
ت‌- نظم التعقب التي تقوم بتحويل وضع واتجاه الأشياء الموجودة في الواقع إلى إشارات ورموز يستطيع الحاسوب فهمها والتعامل معها ومن ثم صياغتها وعرضها في شكل صور ورسوم تظهر على الشاشة .
وتجدر الإشارة هنا إلى الفرصة الكبيرة التي يمكن أن توفرها هذه النظم لعمليات استرجاع المعلومات ، من خلال التخلص نهائيا من دور الوساطة في عمليات استجواب نظم استرجاع المعلومات ، ليصبح بإمكان المستفيد النهائي استجواب النظم بشكل مباشر مع فرصة لاستطلاع وتقيم نتائج البحث التي يحصل عليها من خلال قراءة نصوص مصادر المعلومات المتاحة في الغالب بنصها الكامل واتخاذ القرار بشأن صلاحيتها أو عدم صلاحيتها لموضوع البحث ، وبكل تأكيد ستوفر نظم استرجاع المعلومات التي تعمل في بيئة الواقع الافتراضي جهد ووقت المستفيد وتقدم مرونة في التعامل مع محركات البحث ، خاصة بالنسبة للمستفيدين الذين ليست لديهم الخبرة الكافية لتشغيل الحواسيب أو إدارة عملية البحث الآلي .
ح . تطور تقنيات الوسائط المتعددة
من التطورات المهمة في صناعة الحواسيب تجهيزها بمعدات خاصة تسمح لها عرض التسجيلات الفيديوية والصوتية، وساعدت هذه التطورات على فتح المجال واسعا لتطبيقات جديدة يمكن من خلالها المزج بين الصوت والصورة والرسوم المتحركة والنص ضمن بيئة عمل الحاسوب الشخصي ، وعليه فأن المفهوم الجديد الوسائط المتعدد لا يقصد منه وصف الأساليب والأوعية غير الورقية والتي استخدمت في خزن وبث المعرفة الإنسانية ، مثل التسجيلات الصوتية ، والصور والمجسمات والأشرطة الفيلمية … الخ . فالقدرة على المزج بين كل هذه الأوعية في إطار موضوعي متكامل وعرضها بطريقة تفاعلية تدخل تحت مفهوم أكثر حداثة وهو "الوسائط المترابطة" وهو أكثر دلالة من سابقه على الرغم من شيوع استخدام المصطلح الأول.
ويتركز مفهوم كلا المصطلحين في وصف تقنيات عرض النص المصحوب بالصوت ومجموعة لقطات حية من فيديو وصور وتأثيرات خاصة لزيادة قوة العرض ولكي يحصل المتلقي على فرصة أكبر لاستيعاب المعلومات مما لو كانت معلومات نصية فقط .
لقد ساعدت تقنية الأقراص المدمجة على انتشار تطبيقات الوسائط المتعددة وذلك للطبيعة الخاصة للبيانات الصوتية و الفيديوية والتي تحتاج إلى مساحة خزنية أكبر من البيانات النصية ، ويكفي أن نشير هنا إلى إن القرص المدمج من نوع بقدرته التخزينية التي تصل إلى تسمح لخزن ما يعادل 350000 صفحة من البيانات النصية، أو 74 دقيقة فقط من التسجيلات الفيديوية (صوت وصورة متحركة) .
وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي تحقق في إنتاج توزيعات الوسائط المتعددة لخدمة مجالات التعليم والطب وألعاب الحواسيب والاستخدامات التسويقية والتجارية ، إلا أن مجالات استثمارها في قواعد البيانات البحثية ما زال محدود جدا ، فقواعد البيانات كانت قد صممت في الأصل للنصوص والبيانات الببليوغرافية ، وتعد الصور الثابتة والمتحركة والتسجيلات الصوتية تحدياً جديداً لصناعة المعلومات ، بسبب اختلاف طبيعة العمليات كالتخزين والأرشفة و التكشيف والاتصال والاسترجاع بين الوسائط المتعددة والبيانات النصية . أضف إلى ذلك إن السعة التخزينية للأنواع الشائعة من وسائط خزن البيانات ما زالت غير كافية لبناء نظم استرجاع معلومات بتقنية الوسائط المتعددة وبحدود موضوعية وزمنية واسعة ، وعموما فان توزيع المعلومات بتقنية الوسائط المتعددة مفيد جدا في الأعمال الموسوعية والمعجمية وحيثما كانت العقد الصوتية والصورية الثابتة والمتحركة تستخدم لأغراض توضيحية وتكميلية وليست عناصر بحثية ، حيث تبقى المفاهيم والمصطلحات النصية هي المكونات الأساسية لعملية البحث الآلي عن المعلومات . ونرى أن المستقبل الحقيقي لنظم استرجاع المعلومات يكمن في التجارب الخاصة بتطوير أساليب وتقنيات جديدة تسمح بعملية البحث عن المعلومات واسترجاعها من خلال الصورة والصوت أو كلاهما ، ليتم استخدامها في نظم استرجاع المعلومات لتجاوز العديد من المشكلات التي تؤثر على كفاءة نظم استرجاع المعلومات والتي ترتبط للطبيعة الخاصة للنصوص ومفرداتها اللغوية .
حاولنا فى هذا المقال سرد معظم جوانب نظم إسترجاع المعلومات من تعريفة و أنواع نظم الإسترجاع ونشأة وتطور هذه النظم ثم العوامل المؤثرة فى عملية إسترجاع المعلومات و دورى أخصائى المكتبة و المستفيد فى عملية الإسترجاع و الإتجاهات المستقبلية لنظم إسترجاع المعلومات










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:42   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post مقتطفات نظــرية حول الفهرسة المقروءة آليا

مقتطفات نظــرية حول الفهرسة المقروءة آليا

اعداد
صفيناز محمود سامي
معيدة بقسم المكتبات والمعلومات
كليـــة الآداب – جامعة المنوفــية
- البريد الإلكتروني حذف من قبل الإدارة (غير مسموح بكتابة البريد) -


تمهيد

مما لاشك فيه أن المكتبات – على إختلاف أنواعها – قد تأثرت بشكل كبير بظهور الحاسب الآلي ، وتخلله في كافة المجالات الحياتية المختلفة ؛ حيث اهتمت تلك المؤسسات المعلوماتية بإستخدام الحاسب الآلي في أداء كافة العمليات والإجراءات والخدمات المكتبية بغرض أداء العمل المكتبي بشكل أكثر كفاءة وفعالية


ومن بين تلك العمليات المكتبية الفنية التي تأثرث بدخول الحاسب الآلي في المكتبات : الفهرسة الوصفية أو ما يطلق عليه أيضا الوصف الببليوجرافي لأوعية المعلومات ، حيث ظهرت قواعد للفهرسة الوصفية ولكن في الشكل المقرؤ اليا ، تلك التي عرفت بقواعد الفهرسة المقرؤة اليا

وتجدر الاشارة إلى أن هذه القواعد ليست وليدة فكر جديد وإنما هى إمتداد وإنعكاس لقواعد الفهرسة الأنجلوأمريكية


ماذا تعني الفهرسة المقرؤة أليا

الفهرسة المقرؤة اليا (فما) ، أو ، مارك
عبارة عن مجموعة من القواعد / المعايير تستخدم في الوصف الببليوجرافي لأوعية المعلومات ، وتطبق تلك القواعد في إطار النظام الآلي للمكتبة ، وهذا يحيلنا إلى أن مارك ليس نظاما – كما يخطىء البعض – وإنما قواعد تطبق في إطار نظام المكتبة


أهمية الفهرسة المقرؤة أليا

لقد أضحت الحاجة الماسة لاستخدام قواعد مارك في إنشاء التسجيلات الببليوجرافية لأوعية المعلومات التي تحويها المكتبات ؛ وذلك بغرض الاعتماد على قواعد ثابتة يمكن معها تبادل تلك التسجيلات الببليوجرافية بين مختلف أنظمة المكتبات على المستويين المحلي والعالمي ، مما يوفر على المكتبات الكثير من الوقت والجهد والمال


قوالب مارك

لايمكن النظر إلى مارك على أنه مجموعة من القوالب الببليوجرافية فقط ، وإنما هناك خمسة أنواع من البيانات هي


- قالب البيانات الببليوجرافية Bibliographic Data MARC
- قالب البيانات الاستنادية Authority Data MARC
- قالب بيانات المقتنيات Holdings Data MARC
- قالب بيانات المجتمع Community Information MARC
- قالب بيانات التصنيف Classification Data MARC



مكونات تسجيلة مارك

تتكون تسجيلة مارك من المكونات الثلاث التالية

- الفاتح Leader
- الدليل Directory
- الحقول المتغيرة Variable Fields



صيغة مارك للبيانات الببليوجرافية

تنحصر تيجان صيغة مارك الببليوجرافي في التيجان التالية

• 0XX معلومات الضبط
• 1XX المداخل الرئيسية
• 2XX فقرة العنوان (العنوان، الطبعة، بيانات النشر
• 3XX الوصف المادي
• 4XX بيانات السلسلة
• 5XX التبصرات
• 6XX حقول نقاط الوصول الموضوعية
• 7XX المداخل الإضافية غير الموضوع
• 8XX المداخل الإضافية للسلسلة
• 9XX حقول محلية


الخلاصة

تناولت هذه المقالة نظرة سريعة حول مفهوم الفهرسة المقرؤة اليا ، وكذلك أهمية هذه القواعد ، نشأتها ، أنواعها ، مكوناتها ، وكذلك تناولت بالسرد تيجان صيغة مارك الببليوجرافي










رد مع اقتباس
قديم 2015-09-14, 23:44   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
karim biblio
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Post التعاون بين المكتبات

10 APRIL, 2008
التعاون بين المكتبات



اعداد/عمرو عبد الحليم ؛سحر حمدى زهران

طلبة بقسم المكتبات والمعلومات جامعة المنوفية


اولا – تعريفه :
هو اتفاق مجموعة من الافراد او الهيئات او المنظمات على تحقيق هدف معين على ان يتحقق من خلاله منافع ومكاسب وفوائد لصالح المجموعة المتعاونة ومن ثم يكون التعاون بمثابة نشاط يتفق عليه بين اكثر من طرف لتيسير سبل الافادة من كافة الموارد المتاحة لدى جميع الاطراف المتعاونة اى ان يتمثل الاقتسام المفيد والمتبادل للموردين بين مجموعتين اواكثر

او هو تمكين مجموعة من المكتبات ومراكز المعلومات من الاستفادة من معطيات البيانات الببليوجرافية وماهو متاح ومتوافر لديها من الخدمات والامكانات المادية والبشرية والتكنولوجية

او هو اشتراك مجموعة من المكتبات المتشابهة او غير المتشابهة فى نشاط معين فى الاجراءات التى توجد بها داخليا من بناء وتنمية المجموعات واعداد فنى فى انشطتها الخارجية من خدمات مكتبية بجميع انواعها وذلك بهدف توفير الوقت والجهد والعمل على تيسير مهمة المستفيد فى الحصول على ما يريد بايسر الطرق كلما امكن ذلك


اهمية التعاون بين المكتبات واسباب لجؤ المكتبات اليه

يتسم العصر الحا لى بالتطور السريع وخاصة فى مجال العلوم والتكنولوجيا وحركة النشر الكتب والمقالات العلمية مما ادى الى ما يعرف معصر تفجر المعلومات نظرا للكم الهائل من الانتاج الفكرى المنشور وغير المنشور بالاضافة الى اختلاف موضوعاتها وتعدد لغاتها وتطور الاشكال اشكال النشر والاوعية مما يحتم على المكتبات التعاون والتنسيق فيما بينهم للاستفادة من امكانات كل مكتبة ومحاولة السيطرة غلى الانتاج الفكرى بوجه عام ومن اهم الاسباب التى دعت الى لجؤ المكتبات الى التعاون هى :

*- التوالد السريع للانتاج الفكرى وما نتج عنه من تضخم للانتاج الفكرى وتفجر المعلومات او المعرفة وما الى ذلك مما ادى الى الزيادة الهائلة فى العلوم والمعارف المختلفة

*- توسيع مجال النشر والتقدم التقنى واساليب او وسائل التكنولوجيا الحديثة فى مجال النشر مما ادى بدوره الى الزيادة فى حجم الانتاج الفكرى وتعقد المشكلة

*- تعدد اشكال اوعية المعلومات وتنوعها من تقليدى والكترونى

*- الحاجة الى تجهيزات خاصة فيما يختص بالاوعية الغير تقليدية مما يضاعف من اعباء المكتبة وميزانياتها

*- زيادة اعداد المستفيدين من المكتبات وخاصة العامة والجامعية وتنوع اهتمامات هؤلاء المستفيدين
وكل ذلك دعى المكتبات الى اللجؤ للتعاون فيما بينهم سواء فى تكتلات او شبكات مكتبية للتخفيف من الاعباء الواقعة على عاتق المكتبات


اشكال التعاون بين المكتبات

للتعاون بين المكتبات اشكال ومستويات مختلفة وناخذ عدة اشكال رئيسية هى :

*- التبادل : وتبز فكرة التبادل بشكل واضح فى تبادل المطبوعات او الاوعية بين المكتبات المختلفة فهناك مطبوعات كثيرة لايمكن الحصول عليها الا عن طريق التبادل فهو مصدر هام من مصادر التزويد او تنمية المقتنيات ويمكن ان يتم التبادل على المستوى المحلى او المستوى الدولى .فالتبادل بين المكتبات يساعد على خلق نوع من الترابط بين الهيئات والمؤسسات المختلفة الى جانب ذلك ظهر وجه جديد لفكرة التبادل فيما يخص الفهرسة مثل الفهرسة المركزية ؛الفهرسة المشتركة و الفهرسة التعاونية وما الى ذلك وكلها مسميات تعنى مع بعض الفروق فهرسة الكتاب الواحد لعدد من المكتبات مره واحدة وتشترك جميعها فى تكاليف الفهرسة بنسب متفق عليها .ثم ظهرت فى القرن العشرين فكرة توزيع البطاقات الجاهزة للكتب التى اعدتها مكتبة الكونجرس


تكتلات المكتبات

وفى هذه التكتلات يتم تحديد مستويات هذه التكتلات واحجامها فالهدف الرئيسى للتكتلات هو التعاون فى تقديم الخدمات او العمليات مثل الفهرسة والتصنيف او تدريب الموظفين والمستفيدين من خلال المشاركة فى المصادر ومن فوائد هذه التكتلات ما يلى :

*- الحصول على عروض جيدة من مصادر المعلومات مقابل تكاليف اقل
*- خدمة المستفيدين من داخل المكتبة وخارجها فيستطعيون الدخول على موارد التكتل من داخل المكتبة من بيوتهم عبر الانترنت
*- الحصول على فرص متساوية مع بقية المستفيدين من اعضاء التكتل
*- القدرة على البحث فى عدد كبير من قواعد المعلومات من خلال محرك بحث واحد وواجهة استخدامية موحدة مما يوفر فى عملية تدريب المستفيدين
*- بعض التكتلات تقوم بانشاء قواعد بيانات محلية تعالج موضوعات هامة فى محيط هذه المكتبات
*- توفير معلومات حول التقنيات الحديثة المتعلقة بادارة المكتبات والتكنولوجيا الحديثة
*- مشاركة موظفى المكتبات فى جميع المستويات فى تبادل المعلومات حول المشاكل التى يواجهونها واهتماماتهم المشتركة


انواع التعاون بين المكتبات

هناك نوعان اساسيان للتعاون بين المكتبات وهما:
*-النظام المركزى :
ويعتمد هذا التظام على وضع المبادئ والاهداف والعناصر المتعلقة بالنظام ككل وتنفيذ هذه المبادئ على بقية المكتبات المشتركة ويمكن تطبيقه فى دوله واحدة او فى مجموعة من الدول المتعاونة بتكوين وحدة مركزية تكرس جهودها لتلبية احتياجات المستفيدين فى الدول الاعضاء

*- التظام اللامركزى :
ويقوم هذا النظام على اسلوب التنسيق بين المكتبات المتعاونة وتوزيع المهام والادوار فيما بينهم لتغطية المجالات الموضوعية التى تقع فى دائرة اهتمام كل مكتبة


مستويات التعاون بين المكتبات

ويمكن ان يتم التعاون بين المكتبات على المستوى المحلى او الوطنى (الاقليمى) او الدولى على ان يتم التعاون بين مكتبيين او اكثر من دول مختلفة

مجالات التعاون بين المكتبات
تتعدد مجالات التعاون بين المكتبات بتعدد وظائف المكتبات فالوظائف الاساسية التى تقوم بها اى مكتبة هى تنمية المقتنيات والعمليات الفنية وخدمات المعلومات :

*- التزويد او تنمية المقتنيات التعاونى :
تنمية المقتنيات يمكن ان تتم تعاونيا بين المكتبات من خلال طرق التنمية او التزويد التى تندرج كالتالى :
*- الشراء التعاونى :ويتم الشراء التعاونى خصوصا فى الاوعية غالية الثمن وهذا الثمن وهذا الشكل غالبا مايتم داخل المكتبات الاكاديمية وبعض المكتبات المتخصصة فيتم الاتفاق على اقتناء مجموعة معينة من الاوعية ثم تتخذ ترتيبات معينة يصبح من حق كل مكتبة داخلة التكتل الاستفادة بشكل او باخر من هذه الاوعية وعادة ما تكون الاعارة المتبادلة بين المكتبات هى الشكل السائد فى الاستفادة من هذه الاوعية

*- الشراء المركزى للاوعية :
والشراء المركزى يناسب بعض المكتبات التى تكون داخله فى تكتل معين او تابعة لهيئة معينة فتقوم المكتبة المركزيةاو المركز الرئيسى للهيئة بشراء الاوعية وتوزيعها على باقى المكتبات الداخلة فى التكتل وغالبا ما يكون ذلك فى المكتبات العامة مثل :مكتبات قصور الثقافة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة

*- التعاون فى مجال العمليات الفنية :
وهناك اشكال جديدة للتعاون فيما يخص العمليات الفنية قهناك الفهرسة التعاونية والتصنيف التعاونى و التحليل الموضوعى و التكشيف وهكذا وتبرز الفهرسة التعاونية فى مقدمة هذه العمليات فالفهرسة هى سواء كانت وصفية او موضوعية هى من اهم العمليات الفنية على الاطلاق فالفهرسة التعاونية هى عملية انشاء التسجيلات الورقية ثم اعادة استخدامها وفق اسس تعاونية محددة والهدف هوتقليص حجم الفهرسة الاصلية التى يتم اعدادها داخل كل مكتبة فيمكن لمكتبة داخل التكتل ان تفهرس الوعاء وتوزعه على باقىمكتبات التكتل ولعل اشهر مثال عليها هى بطاقات الفهرسة الجاهزة التى كانت تنتجها مكتبة الكونجرس ثم ظهور تسجيلات مارك ثم تبادلها اليا على الانترنت

*- التعاون فى مجال خدمات المعلومات :
ان خدمات المعلومات هى الناتج الاساسى والهدف الاسمى لكل مكتبة وتقد تنوعت هذه الخدمات وتعددت على مر العصور فاصبحت هناك حاجة ملحة للتعاون بين المكتبات لتيسير تقديم هذه الخدمات فظهر لنا خدمات التصوير والاستنساخ وعن طريق التعاون يمكن تصوير مقالات دوريات وبحوث عديدة لايمكن الحصول على نسختها الاصلية بالاضافة الى توفير شراء الات واجهزة التصوير والاستنساخ

*- الاعارة بين المكتبات :
الاعارة بين المكتبات هى اجراء تعاونى يتبع للمكتبات المختلفة استعارة المواد المكتبية نت بعضها البعض من اجل استعمال اعضائها وروادها كما يتيح الحصول على نسخ مصورة كبديل للمواد المطلوب استعارتها والمواد التى لاتعار و المراجع والكتب الهامة وللاعارة بين المكتبات مميزات عدة فهى توفر الوقت والجهد للباحث وامين المكتبة على السواء وتؤدى الى تنمية المجموعات المكتبية وتوفير النفقات والاعباء المالية على المكتبات

*- الاشتراك التعاونى بالدوريات :
لايستطيع احد ان ينكر على الدوريات اهميتها فى مجال البحث العلمى فى كل التخصصات ومع ازدياد عددالدوريات الصادرة سواء تقليديا او اللكترونيا و ارتفاع اسعار الاشتراك بها لجات المكتبات فى الوقت الحالى الى الاشتراك التعاونى بالدوريات لتخفيف الاعباء

*- الخدمات المرجعية التعاونية :
حيث ان الاسئلة والاستفسارات المرجعية متكررة من جانب المستفيدين فيمكن لمجموعة من المكتبات او لمكتبة مركزية فى احدى الجامعات تكون هيئة او مركز للارشاد والتوجيه وللاجابة على هذه الاسئلة وهنا يمكن الاستفادة من الامكانات الوهيبة للانترنت فى تقديم هذه الخدمات

*- البريد الالكترونى :
مع ظهور وتطور وسائل الاتصال المختلفة كالتليفون والفاكسوما الى ذلك فقد اثرت هذه الوسائل على التعاونى بين المكتبات وبعضها البعض فى عملية التعاون بين المكتبات وتلقى الاسئلة والاستفسارات بين امناء المكتبات حول العمل المكتبى ومشكلاته واثرت ايضا فى تقديم الخدمات للمستفيدين فيمكن استخدامها فى تلقى الاسئلة والاستفسارات من المستفيدين وتقديم الخدمة المرجعية لهم وهكذا فان وسائل الاتصال الحديثة سهلت عملية التعاون بين المكتبات

*- متطلبات التعاون بين المكتبات :
*- الرغبة فى التعاون النابعة من ادراك قيمة هذه الانشطة واهميتها
*- وجود خططا تعاونية دقيقة وواضحة تحدد المسئوليات والادوار وتوزيعها على المكتبات المشاركة و توضح سبل تدفق المعلومات بينهم
*-توفير الامكانات التكنولوجية اللازمة اتنفيذ البرنامج التعاونى الى توفير القوى العاملة الكافية والقادرة على تنفيذ البرامج الموضوعة مع توفير فرص التدريب و التعليم المستمر لهم
*- قبول وموافقة قيادات المكتبات المشاركة فى هذه الخطط من اجل الدعم اللازم نحو هذه الخطط
*- ان تتمتع المكتبات المشاركة بالقدرة على تنفيذ البرامج الموضوعية والمسئوليا ت المنوطة بها باستقلالية كاملة و بالاعتماد على مواردها وامكاناتها الذاتية .

معوقات التعاون

*- اختلاف الاهداف من مكتبة لاخرى
*- مشكلات ادرية
*-مشكلات فنية :وتنتج نتيجة لعدم وجود تعاون فى التزويد والتبادل والاهداء
عدم وجود فهارس موحدة ولاقواعد ثابتة للوصف
عدم وجود خدمة اعارة متبادلة بين المكتبات
*-مشكلات مادية :ويكون من اهم معوقات التعاون فبعض الموارد المالية تنتج عن نقص فى الاوعية المزودةونقص فى الادوات الببليوجرافية ونقص الكوادر المؤهلة للتعاون
*- قلة المعلومات والخبرة :وتكون تعدم ادراك اخصائى المكتبة لاهمية التعاون بين المكتبات وفوائده العديدةبالاضافة الى قلة الخبرة فنجد ان مشكلة كعائق اللغة تواجه كثير من امناء المكتبات ممايكبل المكتبات الكثير من الخسائر


كان ظهور مركز مكتبات جامعة اوهايو علامة بارزة فى بداية المشاركة بين المكتبات اعتماد على النظم الالية ومع
) واكتسابه القدرة على تغيير ميثاقه بحيث اصبح يضم المكتبات العاملة خارج ولاية اوهايو فقد وجد oclc ) تطو
القائمون على مشروع ان المكتبات تفكر جديا فى التخطيط للجهود التعاونية على مستوى الولايات المتحدة باكملها
ومن ثم تشات شبكات تعاونية كثيرة بين المكتبات

نموذج شبكة المكتبات المصرية

وتعد اول فهرس موحد يضم مواقع المكتبات العاملة والمتخصصة والاكاديمية على مستوى محافظات مصر التى تستخدم النظم الالية على شبكة الانترنت ويالاضافة الى ربطها ببعض المكتبات الاجنبية الموجودة بمصر
وكان النظام المستخدم هو نظام الس والذى فرض على المكتبات الجامعية من جانب المجلس الاعلى للجامعات وقد ظهر فى الاونة الاخيرة تظام مكتبات المستقبل والذى والذى انشاته جامعة المنصورة ونظرا لتمييز النظام بعدد كبير من المميزات راى المجلس الاعلى للجامعات فرض هذا النظام على اغلب المكتبات الاكاديمية التابعة له وجارى الان التحول الى التظام الجديد لعمل فهرس موحد للمكتبات الجامعية فى مصر بالاضافة الى دليل المكتبات المصرية التابع لمجلس الوزراء المصرى والذى يضم عدد كبير من المكتبات العامة والاكاديمية والمتخصصة

نموذج مركز التمييز فى الخدمات المكتبية للجامعات الاردنية الرسمية (مركز مجره للتمييز )جاء هذا المشروع او المركز كاحد اركان مشروع تطوير التعليم العا لى بالاردن وكان من نتاج هذا المشروع :
*- وضع مواصفات لنظام معلومات متكامل يرتكز على مواصفات عا لمية لحوسبة نشطات المكتبات الجامعية
*- تاسيس تجمع مكتبى لادارة نظام المعلومات القادم
*- انشاء هيئة تضطلع بتنفيذ رؤى وخطط وبرامج التجمع
*- انشاء مركز مجره للتمييز على غرار مراكز التمييز فى الدول المتقدمة
ويهدف المركز الذى اخذ جامعة اليرموك على عاتقها انشاء هذا المركز يهدف الى المشاركةفى مصادر المعلومات المطبوعة والالكترونية الموجودة بمكتبات الجامعات الاردنية بالاضافة الى ترشيد وتوحيد اليات العمل وادواته بين المكتبات الاعضاء

الوظائف التى يضطلع بها هذا المركزهى:


*- ادارة نظام المعلومات مركزيا لتخفيف عبء الادارة على المكتبات
*- انشاء فهرس موحد لتسهيل الوصول الى مصادر المعلومات
*- تقديم المشورة والنصح فى مجالات اتمتة المكتبات ونظم المعلومات المتكاملة
*- تسهيل الاعارة المتبادلة بين المكتبات الاعضاء
*- تسويق الخدمات التى يقدمها المركز واعطاء دورات تدريبية فى مجال المكتبات والمعلومات وهكذا فيعد المركز نموذج فريد لفكرة التكتلات او الائتلافات المكتبية فى الوطن العربى ومما تقدم ندرك اهمية هذه التكتلات وضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف المكتبات للارتفاع بمستوى مكتباتنا لمسايرة الواقع وعدم التخلف عن ركب التقدم السريع والمتطور دائما
وهكذا فقد عرضنا لموضوع التنسيق والتعاون بين المكتبات وتعرضنا فى هذا المقال الى تعريف التعاون والمصطلحات التى تدل عليه او المرادفة له واهميته واسباب لجؤ المكتبات اليه ثم اشكال التعاون وانواع التعاون ومستويات التعاون بين المكتبات ثم مجالات التعاون بين المكتبات سواء فى التزويد او العمليات الفنية او الخدمات ثم عرضنا متطلبات التعاون ومعوقاته وقدمنا بعض النماذج مثل مشروع مركز مكتبات جامعة اوهايو ثم نموذج شبكة المكتبات المصرية ثم نموذج مركز التمييز للخدمات المكتبية للجامعات الاردنية


المصادر :
*- امكانيات التعاون بين مكتبات كليات الدراسات الانسانية والاجتماعية بجامعة طنطا / محمد عرفه عبد المحسن .- شبين الكوم :م.ع عبد المحسن ؛2007 .- اطروحة ماجستير .

*- التعاون والتنسيق بين المكتبات الجامعية المصرية و المكتبات غير المصرية بمنطقة القاهرة الكبرى :دراسة لواقعها والتخطيط لمستقبلها / امل حسين عبد القادر على : شبين :ا.ج .عبد القادر ؛2006 ؛ دكتوراه
بقلم sahar at 9:11 PM










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الببليوجرافيا, الكتاب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc