مساوئ الأخلاق ومذمومها - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مساوئ الأخلاق ومذمومها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-04-06, 10:11   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
AbuHossam
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية AbuHossam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جميل والله؛ جزاك الله خيرًا
تلوين بعض الجمل عن غيرها كان مميز حقًا
جزاك الله خيرا يا أخ عبد الرحمن









 


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-06, 15:45   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abuhossam مشاهدة المشاركة
جميل والله؛ جزاك الله خيرًا
تلوين بعض الجمل عن غيرها كان مميز حقًا
جزاك الله خيرا يا أخ عبد الرحمن

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-07, 05:28   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

النهي عن الغَضَب في السنة النبوية

- عن أبي هريرة رضي الله عنه

أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال:

((لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب))


[6518] رواه البخاري (6116).

قال الخطابي: (معنى قوله: ((لا تغضب)).

اجتنب أسباب الغَضَب، ولا تتعرَّض لما يجلبه)


[6519] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/520).

وقال ابن التين:

(جمع صلى الله عليه وسلم في قوله: ((لا تغضب))

. خير الدنيا والآخرة

لأنَّ الغَضَب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق

وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه

فينتقص ذلك من الدين)


[6520] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/520).

وقال البيضاوي: (لعله لما رأى أنَّ جميع المفاسد

التي تعرض للإنسان إنما هي من شهوته، ومن غضبه

وكانت شهوة السائل مكسورة

فلما سأل عما يحترز به عن القبائح نهاه عن الغَضَب

الذي هو أعظم ضررًا من غيره

وأنَّه إذا ملك نفسه عند حصوله

كان قد قهر أقوى أعدائه)


[6521] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/520).

- عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رجلًا

أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

((يا رسول الله علمني كلمات أعيش بهن

ولا تكثر علي فأنسى

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغضب))


[6522] رواه مالك في ((الموطأ)) (5/1331) (3362)

قال الباجي: (قول السائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

علمني كلمات أعيش بهن.

يحتمل أن يريد به أنتفع بها مدة عيشي

ويحتمل أن يريد به -والله أعلم - أستعين بها

على عيشي، ولا تُكثر عليَّ فأنسى

ولعله عرف من نفسه قلة الحفظ

فأراد الاختصار الذي يحفظه ولا ينساه

فجمع له النَّبي صلى الله عليه وسلم الخير في لفظ واحد

فقال له: ((لا تغضب))، ومعنى ذلك - والله أعلم -

أنَّ الغَضَب يفسد كثيرًا من الدين

لأنَّه يؤدي إلى أن يُؤذِي ويُؤذَى

وأن يأتي في وقت غضبه من القول والفعل

ما يأثم به، ويُؤثِم غيره، ويؤدي الغَضَب إلى البغضة

التي قلنا إنها الحالقة، والغَضَب أيضًا يمنعه كثيرًا

من منافع دنياه، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم:

((لا تغضب))، يريد -والله أعلم

- لا تُمضِ ما يبعثك عليه غضبك، وامتنع منه، وكفَّ عنه)


[6523] ((المنتقى شرح الموطا)) (7/214).

وقال ابن رجب في شرحه للحديث:

(فهذا الرَّجلُ طلب مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

أنْ يُوصِيه وصيةً وجيزةً، جامعةً لِخصال الخيرِ

ليحفظها عنه خشيةَ أنْ لا يحفظها؛ لكثرتها

فوصَّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ لا يغضب

ثم ردَّد هذه المسألة عليه مرارًا

والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يردِّدُ عليه هذا الجوابَ

فهذا يدلُّ على أنَّ الغَضَب جِماعُ الشرِّ

وأنَّ التحرُّز منه جماعُ الخير)


[6524] ((جامع العلوم والحكم)) (1/362).

- وعن سليمان بن صرد قال:

((استبَّ رجلان عند النَّبي صلى الله عليه وسلم

ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبُّ صاحبه مغضبًا

قد احمرَّ وجهه، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:

إنِّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد

لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

فقالوا للرَّجل: ألا تسمع ما يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم؟

قال: إني لست بمجنون))

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((ليس الشَّديد بالصُّرَعة

إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب))


[6526] رواه البخاري (6114)، ومسلم (2609).

قال ابن بطال: (أراد عليه السلام

أن الذي يقوى على ملك نفسه عند الغضب

ويردها عنه هو القوى الشديد والنهاية في الشدة

لغلبته هواه المردي الذي زينه له الشيطان المغوي

فدل هذا أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو

لأن النبي عليه السلام جعل للذي يتمكن من نفسه

عند الغضب من القوة والشدة

ماليس للذي يغلب الناس ويصرعهم)

[6527] ((شرح صحيح البخارى)) لابن بطال (9/296).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغَضَب









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-07, 18:42   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا يا دكتور احمد ربي يحفظك .









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-08, 04:50   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا يا دكتور احمد ربي يحفظك .
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-08, 05:14   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقسام الغَضَب

ينقسم الغَضَب إلى قسمين:

غضب مذموم، وغضب ممدوح.


1- الغَضَب المذموم:

وهو الذي نُهي عنه وذُمَّ في الأحاديث التي

وردت وهو خلق سيئ

(لأنه يخرج العقل والدين من سياستهما

فلا يبقى للإنسان مع ذلك نظرٌ

ولا فكرٌ، ولا اختيار)


[6547] ((مختصر منهاج القاصدين)) لابن قدامة (ص 232).

وقال ابن رجب: (وينشأ من ذلك – أي: من الغَضَب –

كثير من الأفعال المحرمة، كالقتل والضربِ

وأنواعِ الظلم والعُدوان

وكثير من الأقوال المحرَّمة، كالقذفِ والسبِّ والفحش

وربما ارتقى إلى درجة الكفر

كما جرى لجبلة بن الأيهم

[6542] هو ابن الحارث بن أبي شعر

واسمه المنذر بن الحارث

روي في أحاديث دخل بعضها في بعض

قالوا: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبلة

بن الأيهم ملك غسان يدعوه إلى الإسلام

فأسلم وكتب بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأهدى له هدية، ثم لم يزل مسلمًا حتى كان

زمن عمر بن الخطاب، فبينا هو في سوق دمشق

إذ وطئ رجلًا من مزينة، فوثب المزني فلطمه

فأخذه فانطلق به إلى أبي عبيدة بن الجراح

فقالوا: هذا لطم جبلة.

قال: فليلطمه. قالوا: أو ما يقتل؟

قال: لا، فقالوا: أفما تقطع يده؟

قال: لا، إنَّما أمر الله بالقود

قال جبلة: أترون أني جاعل وجهي ندًّا لوجه

جدي جاء من عمق؟

بئس الدين هذا! ثم ارتد نصرانيًّا

وترحل بقومه حتى دخل أرض الروم.


انظر: ((تاريخ دمشق)) (11/19).

وكالأيمان التي لا يجوزُ التزامُها شرعًا

وكطلاق الزوجة الذي يُعقِب الندمَ)


[6543] ((جامع العلوم والحكم)) (1/369).

2- الغَضَب المحمود:

وهو أن يكون لله عزَّ وجلَّ عند ما تنتهك حرماته

والغَضَب على أعدائه؛ من الكفَّار

والمنافقين، والطَّغاة، والمتجبِّرين

وقد ذكر القرآن ذلك للرُّسل الكرام في مواضع عديدة

ووردت أحاديث كثيرة تدل على

أن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب لله عزَّ وجلَّ

قال الله تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ

وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التوبة:73].

قال الكلاباذي في قوله تعالى حكاية عن موسى:

مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي [طه: 92 -93]

قال: (فكانت تلك الحدَّة منه

والغَضَب فيه صفة مدح له

لأنَّها كانت لله وفي الله

كما كانت رأفة النَّبي صلى الله عليه وسلم

ورحمته في الله ولله، ثم كان يغضب حتى يحمرَّ وجهه

وتذَرَّ عروقه لله وفي الله

وبذلك وصف الله تعالى المؤمنين بقوله:

أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح:29]

وقال تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة: 54])


[6548] ((معاني الأخبار)) (ص 358).

قال الباجي: (وأمَّا فيما يعاد إلى القيام بالحق

فالغَضَب فيه قد يكون واجبًا

وهو الغَضَب على الكفار والمبالغة فيهم بالجهاد

وكذلك الغَضَب على أهل الباطل

وإنكاره عليهم بما يجوز، وقد يكون مندوبًا إليه

وهو الغَضَب على المخطئ

إذا علمت أنَّ في إبداء غضبك عليه ردعًا له

وباعثًا على الحق

وقد روى زيد بن خالد الجهني

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لـمَّا سأله رجل

عن ضالة الإبل... وقال: ما لك ولها

. وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم

لـمَّا شكا إليه رجلٌ معاذَ بن جبل

أنَّه يُطوِّل بهم في الصلاة)


[6549] ((المنتقى شرح الموطأ)) (7/214).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغَضَب









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-09, 04:58   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

نماذج من غضب النَّبي صلى الله عليه وسلم

عندما تنتهك حرمات الله


النَّبي صلى الله عليه وسلم ما كان يغضب لنفسه

وما كان ينتصر لها

بل كان غضبه لله وحينما تنتهك حرماته.

وإليكم نماذج من غضب النَّبي صلى الله عليه وسلم

عندما تنتهك حرمات الله.

- عن عائشة رضي الله عنها قالت:

((دخل عليَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم

وفي البيت قرام فيه صور، فتلوَّن وجهه

ثم تناول الستر فهتكه، وقالت

قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: من أشد النَّاس

عذابًا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور))


[6565] رواه البخاري (6109)، ومسلم (2107).

- وعن أبي مسعود رضي الله عنه، قال:

((أتى رجل النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال:

إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان

مما يطيل بنا، قال:

فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

قطُّ أشد غضبًا في موعظة منه يومئذ

قال: فقال يا أيُّها الناس، إنَّ منكم منفِّرين

فأيُّكم ما صلى بالنَّاس فليتجوز فإنَّ فيهم المريض

والكبير، وذا الحاجة))


[6566] رواه البخاري (6110)، ومسلم (466).

- وعن عبد الله، رضي الله عنه

قال: ((بينا النَّبي صلى الله عليه وسلم يصلي

رأى في قبلة المسجد نخامة

فحكها بيده، فتغيَّظ


[6567] (فتغيظ) من الغيظ؛ وهو صفة

تعترض للرجل عند احتداده لمحركٍ لها.

((شرح أبي داود)) للعيني (2/392).


ثم م قال: إنَّ أحدكم إذا كان

في الصلاة فإنَّ الله حيال وجهه

فلا يتنخمنَّ حيال وجهه في الصلاة))


[6568] رواه البخاري (6111).

- وعن زيد بن خالد الجهني

أنَّ رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن اللقطة فقال: ((عرِّفها سنة

ثُمَّ اعرف وكاءها وعفاصها


[6569] الوكاء هو الخيط الذي يشد به الوعاء.

((شرح النووي على مسلم)) (12/21).

[6570] العفاص بكسر العين وبالفاء والصاد المهملة

وهو الوعاء التي تكون فيه النفقة

جلدا كان أو غيره. ((شرح النووي على مسلم)) (12/21).


ثُمَّ استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه.

قال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟

قال: خذها فإنَّما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب.

قال: يا رسول الله فضالة الإبل؟

قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم

حتى احمرت وج
نتاه

[6571] الوجنة: هي اللحم المرتفع من الخدين.

((شرح النووي على مسلم)) (12/24).


أو احمر وجهه، ثم قال: ما لك ولها

معها حذاؤها ، وسقاؤها ، حتى يلقاها ربها))


[6572] الحذاء بكسر المهملة بعدها معجمة مع المد أي خفها.

((فتح الباري)) لابن حجر (5/83).

[6573] يريد أنها تقوى على ورود المياه.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/170).


[6574] رواه البخاري (2436)، ومسلم (1722).

- وعن زيد بن ثابت، رضي الله عنه، قال:

((احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

حجيرة مخصفة


[6575] حجيرة مخصفة: ثوب أو حصير قطع به مكانًا

فى المسجد واستتر وراءه.

((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/295).


أو حصيرًا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم

يصلي فيها، فتتبع إليه رجال

وجاؤوا يصلون بصلاته ثم جاؤوا ليلةً فحضروا

وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم

فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم

وحصبوا الباب، فخرج إليهم مغضبًا

فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم

فعليكم بالصلاة في بيوتكم

فإنَّ خير صلاة المرء في بيته، إلا الصلاة المكتوبة))


[6576] رواه البخاري (6113)، ومسلم (781).

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه

((أنَّه قال: بينما يهوديٌّ يعرض سلعة له أعطي بها شيئا

كرهه أو لم يرضه، قال: لا: والذي اصطفى

موسى عليه السَّلام على البشر، فسمعه رجل

من الأنصار فلطم وجهه، قال: تقول: والذي

اصطفى موسى عليه السَّلام على البشر

ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟

قال: فذهب اليهوديُّ

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال: يا أبا القاسم، إنَّ لي ذمَّةً وعهدًا

وقال: فلان لطم وجهي

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لم لطمت وجهه؟

قال: قال يا رسول الله: والذي اصطفى

موسى عليه السَّلام على البشر، وأنت بين أظهرنا

قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم

حتَّى عُرف الغَضَب في وجهه.

ثمَّ قال: لا تفضِّلوا بين أنبياء الله

فإنَّه ينفخ في الصُّور

فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلَّا من شاء الله

ثمَّ ينفخ فيه أخرى، فأكون أوَّل من بعث

أو في أوَّل من بعث

فإذا موسى عليه السَّلام آخذ بالعرش

فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطُّور

أو بعث قبلي، ولا أقول: إنَّ أحدًا أفضل

من يونس بن متَّى عليه السَّلام))


[6577] رواه البخاري (3414)، ومسلم (2373).

وعن عائشة رضي الله عنها ((أنَّها قالت:

رخَّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر

فتنزَّه عنه ناس من النَّاس

فبلغ ذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم

فغضب حتَّى بان الغَضَب في وجهه

ثمَّ قال: ما بال أقوام يرغبون عمَّا رخِّص لي فيه

فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدَّهم له خشيةً))


[6578] رواه مسلم (2356).

- وعن أبي قتادة رضي اللّه عنه

أنَّه قال: ((رجل أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم

فقال: كيف تصوم؟

فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلمَّا رأى عمر رضي الله عنه غضبه

قال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّد نبيًّا

نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله.

فجعل عمر رضي اللّه عنه يردِّد

هذا الكلام حتَّى سكن غضبه))


[6579] رواه مسلم (1162).

- وعن أبي سعيد الخدري قال:

((كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدْرها


[6580] الخدر: ستر يمد للجارية في ناحية البيت.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (4/230).


فإذا رأى شيئًا يكرهه، عرفناه في وجهه

ولما بلَّغَه ابنُ مسعودٍ قَولَ القائل:

هذه قسمةٌ ما أريد بها وجه الله

شقَّ عليه صلى الله عليه وسلم، وتَغيَّر وجهه، وغَضِبَ

ولم يَزِدْ على أنْ قال:

قد أوذِيَ موسى بأكثرَ من هذا فصبر))


[6581] رواه البخاري (6102)، ومسلم (1062).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغَضَب









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-10, 05:03   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

نماذج من أحوال الصحابة عند الغَضَب

عمر رضي الله عنه:

روي أن رجلًا قال لعمر:

(إنَّك لا تقضي بالعدل، ولا تعطي الحق

فغضب واحمرَّ وجهه، قيل له: يا أمير المؤمنين

ألم تسمع أنَّ الله يقول:

خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199]

وهذا جاهل، فقال: صدقت

فكأنما كان نارًا فأطفئت)


[6582] رواه البخاري (4642).

معاوية رضي الله عنه:

(خطب معاوية يومًا، فقال له رجل: كذبت.

فنزل مغضبًا فدخل منزله

ثم خرج عليهم تقطر لحيته ماءً

فصعد المنبر فقال: أيها الناس

إن الغَضَب من الشيطان، وإن الشيطان من النَّار

فإذا غضب أحدكم فليطفئه بالماء

ثم أخذ في الموضع الذي بلغه من خطبته)


[6583] رواه ابن قتيبة في ((عيون الأخبار)) (1/405).

عبد الله بن عباس رضي الله عنه:

سبَّ رجل ابن عباس رضي الله عنهما

فلمَّا فرغ قال: يا عكرمة

هل للرجل حاجة فنقضيها؟

فنكس الرجل رأسه واستحى


[6584] رواه الثعلبي في ((تفسيره)) (9/80).

أبو الدَّرداء رضي الله عنه:

أسمعَ رجلٌ أبا الدرداءَ رضي الله عنه كلامًا

فقال: يا هذا، لا تغرقن في سبِّنا

ودع للصلح موضعًا

فإنَّا لا نكافئ من عصى الله فينا

بأكثر من أن نطيع الله فيه


[6585] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (252).

أبو ذر رضي الله عنه:

قال أبو ذر رضي الله عنه لغلامه:

(لِمَ أرسلت الشاة على علف الفرس؟

قال: أردت أن أغيظك

قال: لأجمعنَّ مع الغيظ أجرًا

أنت حرٌّ لوجه الله تعالى)


[6586] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (2/227).

نماذج من حال السلف عند الغَضَب

علي بن الحسين:

حُكيَ أنَّ جارية كانت تصبُّ الماء لعلي بن الحسين

فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجَّه

أي: جرحه، فرفع رأسه إليها

فقالت له: إنَّ الله يقول: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ

فقال لها: قد كظمت غيظي.

قالت: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ قال لها: قد عفوت عنك.

قالت: وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134]

قال: اذهبي فأنت حرَّة لوجه الله


عمر بن عبد العزيز:

(غضب يومًا عمرُ بن عبد العزيز

فقالَ لهُ ابنُه: عبدُ الملكِ رحمهما الله:

أنتَ يا أميرَ المؤمنين مع ما أعطاك الله

وفضَّلك به تغضبُ هذا الغَضَب؟

فقال له: أو ما تغضبُ يا عبدَ الملك؟

فقال عبد الملك: وما يُغني عنِّي سعةُ جوفي

إذا لم أُرَدِّدْ فيه)


[6587] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/366).

(وأسمعه رجل كلامًا، فقال له: أردتَ أن يستفزني الشيطان

بعزِّ السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غدًا

انصرف رحمك الله)


[6588] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/290).

دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة

فمرَّ برجل نائم فعثر به

فرفع رأسه وقال: أمجنون أنت؟

فقال عمر: لا. فهمَّ به الحرس، فقال عمر: مه

إنما سألني أمجنون؟ فقلت: لا


[6589] ((الطبقات الكبرى)) لابن سعد (5/397).

المهدي:

(قيل: غضب المهدي على رجل، فدعا بالسياط

فلمَّا رأى شبيب شدَّة غضبه، وإطراق الناس

فلم يتكلموا بشيء، قال: يا أمير المؤمنين

لا تغضبنَّ لله بأشد مما غضب لنفسه. فقال: خلُّوا سبيله)


[6590] ((مختصر منهاج القاصدين)) لابن قدامة (ص 236).

عبد الله بن عون:

(روي عن القعنبي قال: كان ابن عون لا يغضب

فإذا أغضبه رجل قال: بارك الله فيك)


[6591] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (6/366).

(وكان لابن عون ناقة، يغزو عليها ويحجُّ

وكان بها مُعجبًا. قال: فأمر غلامًا له أن يستقي عليها

فجاء بها وقد ضربها على وجهها

فسالت عينها على خدها

فقلنا: إن كان من ابن عون شيء فاليوم!

قال: فلم يلبث أن نزل

فلما نظر إلى الناقة قال: سبحان الله

أفلا غير الوجه

بارك الله فيك اخرج عني، اشهدوا أنه حرٌّ)


[6592] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (6/371).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغَضَب









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-10, 09:38   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
DINE1994
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية DINE1994
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2021-04-11, 04:50   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dine1994 مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير











رد مع اقتباس
قديم 2021-04-11, 05:16   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

تفاوت الناس في سرعة الغَضَب

إنَّ طبائع الناس تتفاوت في سرعة الغَضَب ورجوعهم عنه

ويمكن تقسيمها إلى أقسام أربعة:

(الأول: بطيء الغَضَب سريع الفيء

أي: سريع الرجوع إلى حالة الهدوء واعتدال المزاج

وهذا خير الأقسام.

الثاني: سريع الغَضَب سريع الفيء


وسرعة الغَضَب خلق مذموم

إلا أنَّ سرعة الفيء فضيلة محمودة، فهذه بهذه.

الثالث: بطيء الغَضَب بطيء الفيء

أما بطء الغَضَب فخلق محمود يدل على الحلم

لكن بطء الفيء خلق مذموم، يدل على الحقد

وعدم التسامح، فهذه بهذه


ويظهر أن هذا القسم معادل للقسم الثاني.

الرابع: سريع الغَضَب بطيء الفيء، وهذا شر الأقسام

لأنه جمع الدائيْن معًا، وما اجتمع الداءان إلا ليقتلا

فسرعة الغَضَب خلق مذموم، وبطيء الفيء خلق مذموم

ويا بؤس من تلجئه الضرورة إلى معاشرة هذا القسم من الناس)


[6593] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها))

لعبد الرحمن حبنكة الميداني (2/330).


قال الراغب: (الغَضَب في الإنسان بمنزلة نار تشعل

والناس يختلفون فيه، فبعضهم كالحلفاء


[6594] الحلفاء: نبت أطرافه محددة

كأنها أطراف سعف النخل والخوص

ينبت في مغايض الماء والنزوز

((لسان العرب)) لابن منظور (9/56).


سريع الوقود وسريع الخمود، وبعضهم كالغضى

[6595] الغضى: شجر من الأثل خشبه من أَصْلَب الْخشب

وجمره يبْقى زَمَانا طَويلا لَا ينطفىء واحدته غضاة

. ((المعجم الوسيط)) (2/655).


بطيء الوقود بطيء الخمود

وبعضهم سريع الوقود بطيء الخمود

وبعضهم على عكس ذلك

وهو أحمدهم ما لم يكن مفضيًا

به إلى زوال حميته وفقدان غيرته

واختلافهم تارة يكون بحسب الأمزجة

فمن كان طبعه حارًّا يابسًا يكثر غضبه

ومن كان بخلافه يقلُّ، وتارة يكون بحسب اختلاف العادة

فمن الناس من تعوَّد السكون والهدوء

وهو المعبر عنه بالذَّلول والهيِّن والليِّن

ومنهم من تعود الطيش والانزعاج

فيحتدُّ بأدنى ما يطرقه

ككلب يسمع صوتًا فينبح قبل أن يعرف ما هو)


[6596] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص 345).

الأسباب المعينة على ترك الغضب

1- تغيير الحال بالجلوس والاضطجاع:

فعن أبي ذر رضي الله عنه

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس

فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع))


[6553] رواه أبو داود (4782)

وقال ابن مفلح: (ويستحب لمن غضب أن يغير حاله

فإن كان جالسًا قام واضجع، وإن كان قائمًا مشى)


[6554] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/261).

2- الالتزام بوصية النَّبي صلى الله عليه وسلم

في عدم الغضب.

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

((قلت: يا رسول الله، دلَّني على عمل يدخلني الجنَّة.

قال: لا تغضب))


[6555] رواه الطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (8/73)

3- ضبط النَّفس عن الاندفاع بعوامل الغَضَب.

4- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:

فعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال:

((كنتُ جالسًا معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

ورجلانِ يَستَبَّانِ، فأحدُهما احمَرَّ وجهُه وانتفخَتْ أوداجُه

فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:

إني لأَعلَمُ كلمةً لو قالها ذهَب عنه ما يَجِدُ

لو قال: أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ، ذهَب عنه ما يَجِدُ))


[6556] رواه البخاري (3282).

وقال ابن القيِّم: (ولـمَّا كان الغَضَب والشهوة

جمرتين من نار في قلب ابن آدم، أمر أن يطفئهما بالوضوء

والصلاة، والاستعاذة من الشيطان الرجيم، كما قال تعالى:

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ

أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ [البقرة: 44-45] الآية.

وهذا إنما يحمل عليه شدة الشهوة

فأمرهم بما يطفئون بها جمرتها

وهو الاستعانة بالصبر والصلاة

وأمر تعالى بالاستعاذة من الشيطان عند نزغاته

ولـمَّا كانت المعاصي كلها تتولد من الغَضَب والشهوة

وكان نهاية قوة الغَضَب القتل

ونهاية قوة الشهوة الزنى

جمع الله تعالى بين القتل والزنى

وجعلهما قرينين في سورة الأنعام

وسورة الإسراء، وسورة الفرقان، وسورة الممتحنة.

والمقصود: أنه سبحانه أرشد عباده إلى ما يدفعون

به شر قُوتَي الغَضَب والشهوة من الصلاة والاستعاذة)


[6557] ((زاد المعاد)) (2/463).

5- السكوت:

قال ابن رجب عن السكوت:

(وهذا أيضًا دواء عظيم للغضب

لأنَّ الغَضبان يصدر منه في حال غضبه من القول

ما يندم عليهِ في حال زوال غضبه كثيرًا من السِّباب

وغيره مما يعظم ضَرَرُه

فإذا سكت زال هذا الشرُّ كلُّه عنه

وما أحسنَ قولَ مورق العجلي رحمه الله: ما امتلأتُ غيظًا قَطُّ


ولا تكلَّمتُ في غضبٍ قطُّ بما أندمُ عليه إذا رضيتُ

[6558] ((جامع العلوم والحكم)) (1/366).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغَضَب









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-12, 05:14   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الأسباب المعينة على ترك الغضب

6- (أن يذكر الله عزَّ وجلَّ فيدعوه ذلك إلى الخوف منه

ويبعثه الخوف منه على الطاعة له

فيرجع إلى أدبه ويأخذ بندبه:

قال الله تعالى: وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ [الكهف: 24]

قال عكرمة: يعني إذا غضبت. وقال سبحانه

: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف: 200]

ومعنى قوله ينزغنك أي: يغضبنك

فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت: 36]

يعني أنَّه سميع بجهل من جهل

عليمٌ بما يُذهب عنك الغَضَب...

7- أن يتذكر ما يؤول إليه الغَضَب من الندم ومذمة الانتقام.

8 - أن يذكر انعطاف القلوب عليه، وميل النفوس إليه

فلا يرى إضاعة ذلك بتغير الناس عنه

فيرغب في التألف وجميل الثناء


[6559] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (258- 260)، بتصرف.

9- (أن يحذر نفسه عاقبة العداوة، والانتقام

وتشمير العدو في هدم أعراضه

والشماتة بمصائبه، فإن الإنسان لا يخلو عن المصائب

فيخوِّف نفسه ذلك في الدنيا إن لم يخف في الآخرة.

10- أن يتفكَّر في قبح صورته عند الغَضَب.

11- أن يتفكَّر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام

مثل أن يكون سبب غضبه أن يقول له الشيطان:

إن هذا يحمل منك على العجز، والذلة والمهانة

وصغر النفس، وتصير حقيرًا في أعين الناس

فليقل لنفسه: تأنفين من الاحتمال الآن

ولا تأنفين من خزي يوم القيامة والافتضاح

إذا أخذ هذا بيدك وانتقم منك! وتحذرين

من أن تصغري في أعين الناس

ولا تحذرين من أن تصغري عند الله تعالى

وعند الملائكة والنبيين!

12- أن يعلم أن غضبه إنَّما كان من شيء جرى

على وفق مراد الله تعالى، لا على وفق مراده

فكيف يقدم مراده على مراد الله تعالى)


[6560] ((مختصر منهاج القاصدين)) لابن قدامة (ص 234) بتصرف.

13- أن يذكر ثواب من كظم غيظه:

قال سبحانه: الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ

الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134].

(قوله: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ

أي: إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم -

وهو امتلاء قلوبهم من الحنق

الموجب للانتقام بالقول والفعل-

هؤلاء لا يعملون بمقتضى الطباع البشرية

بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ

ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم)


[6561] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (1/148).

وقال تعالى: وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ

وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشورى: 37].

(أي: قد تخلَّقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم

فصار الحلم لهم سجية، وحسن الخلق لهم طبيعة

حتى إذا أغضبهم أحد بمقاله أو فعاله

كظموا ذلك الغَضَب فلم ينفذوه، بل غفروه

ولم يقابلوا المسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح

فترتب على هذا العفو والصفح

من المصالح ودفع المفاسد في أنفسهم

وغيرهم شيء كثير)


[6562] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (1/759).

وقال ابن كثير في تفسيره للآية:

(أي: سجيتهم وخلقهم وطبعهم

تقتضي الصفح والعفو عن الناس

ليس سجيتهم الانتقام من الناس)


[6563] ((تفسير القرآن العظيم)) (7/210).

وقال عزَّ وجلَّ: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ

مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف: 201].

قال سعيد بن جبير: (هو الرجل يغضب الغَضَبة

فيذكر الله تعالى، فيكظم الغيظ)


[6564] ((معالم التنزيل)) للبغوي (3/318).

اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


غالب من يتَّصف بسرعة الغَضَب

ذم الغَضَب في واحة الشعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-13, 04:48   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ الانتِقَام

معنى الانتِقَام لغةً:

الانتقام مصدر انتقم

وأصل هذه المادة يدلُّ على إنكارِ شيءٍ وعَيبه

يقال: لم أَرْض منه حتى نَقِمْت وانتَقَمْت

إذا كافأَه عقوبةً بما صنَع. والنِّقْمَةُ العقوبة

وانْتَقَمَ الله منه أي: عاقَبَه، والاسم منه: النَّقْمة

ونَقَمْت ونَقِمْتُ: بالَغْت في كراهة الشَّيء


[4486] انظر: ((الصحاح)) للجوهري (5/2045)

((مقاييس اللغة)) لابن فارس(5/464)

((لسان العرب)) لابن منظور (12/590)

((المصباح المنير)) للفيومي (2/623).


معنى الانتِقَام اصطلاحًا:

الانتقام هو: إنزال العقوبة مصحوبًا

بكراهية تصل إلى حدِّ السَّخط


[4487] ((نضرة النَّعيم)) (9/4007).

وقال أبو هلال العسكريُّ:

(الانتِقَام: سَلْبُ النِّعمة بالعذاب)

[4488] ((الفروق)) (ص 77).

- الفرق بين الانتِقَام والعقاب:

أنَّ الانتِقَام: سَلْبُ النِّعمة بالعذاب..

والعقاب: جزاء على الجُرم بالعذاب

لأنَّ العقاب نقيض الثَّواب، والانتِقَام نقيض الإنعام


[4489] ((الفروق)) (ص 77).

الانتِقَام في القرآن الكريم

- قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ

مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة: 194].

قال السعدي: (ولما كانت النُّفوس -في الغالب-

لا تقف على حدِّها إذا رُخِّص

لها في المعاقبة لطلبها التَّشفِّي -أي: الانتِقَام-

أمر تعالى بلزوم تقواه، التي هي الوقوف عند حدوده

وعدم تجاوزها

وأخبر تعالى أنَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة: 194]

أي: بالعون، والنَّصر، والتَّأييد، والتَّوفيق)

[4490] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص 89).

- قال الله تعالى: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشُّورى: 37].

قال ابن جرير الطَّبري:

(وقوله: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ يقول تعالى ذكره:

وإذا ما غضبوا على من اجترم إليهم جُرمًا

هم يغفرون لمن أجرم إليهم ذنبه

ويصفحون عنه عقوبة ذنبه)


[4491] ((جامع البيان)) (21/545).

وقال أبو إسحاق: (ولم يقل هم يقتلون

وفي هذا دليل على أنَّ الانتِقَام قبيح فِعْله على الكِرَام

فإنَّهم قالوا: الكريم إذا قَدِر غَفَر

وإذا عثر بمساءة ستر

واللَّئيم إذا ظفر عقر، وإذا أَمِن غَدَر)


[4492] ((غرر الخصائص الواضحة)) (ص 501).

بيَّن الله سبحانه وتعالى أنَّ العفو عن المعتدي

-والتَّغاضي عن خطئه- أفضل مِن الانتِقَام منه.

- قال تعالى:لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ

إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ 28

إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ

فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [المائدة: 28-29].

فهابيل كان أقوى وأقدر على الانتِقَام والبطش

لكن منعه خوف الله.


الانتِقَام في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت:

((ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم

بين أمرين إلَّا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا

فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه

وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه

إلا أن تُنتَهك حُرْمَة الله فينتقم لله بها))


[4494] رواه البخاري (3560)، ومسلم (2327).

- وعنها رضي الله عنها قالت:

(ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده

ولا امرأة، ولا خادمًا، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله

. وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتقم مِن صاحبه

إلا أن يُنْتَهك شيء مِن محارم الله

فينتقم لله عزَّ وجلَّ)


[4495] رواه مسلم (2328).

قال ابن عثيمين: (حديث عائشة رضي الله عنها

أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب أحدًا

-لا خادمًا ولا غيره- بيده

إلَّا أن يجاهد في سبيل الله

وهذا مِن كرمه صلى الله عليه وسلم

أنَّه لا يضرب أحدًا على شيءٍ مِن حقوقه هو الخاصَّة به

لأنَّ له أن يعفو عن حقِّه

وله أن يأخذ بحقِّه. ولكن إذا انتُهِكت محارم الله

فإنَّه صلى الله عليه وسلم لا يرضى بذلك

ويكون أشدَّ ما يكون أخذًا بها

لأنَّه صلى الله عليه وسلم لا يُقرُّ أحدًا على

ما يُغضِب الله سبحانه وتعالى

وهكذا ينبغي للإنسان أن يحرص على أخذ العفو

وما عفي مِن أحوال النَّاس وأخلاقهم ويعرض عنهم

إلَّا إذا انتُهِكَت محارم الله، فإنَّه لا يقرُّ أحدًا على ذلك)


[4498] ((شرح رياض الصالحين)) (3/606).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الانتِقَام









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-14, 04:28   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

آثار الانتِقَام

للانتقام آثارٌ سيِّئةٌ تعود على المنتقم نفسه

ومِن هذه الآثار:

1- أنَّ صاحب هذه الصِّفة لا ينال السِّيادة والشَّرف:

عن داود بن رشيد قال: قالت حكماء الهند:

(لا ظفر مع بغي... ولا سؤدد مع انتقام)


[4508] ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (4/358).

وعن ابن الكلبيِّ عن أبيه، قال:

(كان سلم بن نوفل الدِّيليُّ سيِّد بني كِنَانة

فخرج عليه ذات ليلة رجل مِن قومه

فضربه بالسَّيف، فأُخِذ بعد أيامٍ

فأُتِيَ به سلم بن نوفل، فقال: ما الذي فعلت؟!

أما خشيت انتقامي؟!

قال: له فلِمَ سوَّدناك إلَّا أن تكَظْم الغَيْظ

وتعفو عن الجاني، وتَحْلُم عن الجاهل

وتحتمل المكروه في النَّفس والمال. فخلَّى سبيله


[4509] ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (4/498).

3- أنَّ المنتقم لا يجب شُكْرُه ولا يُحْمَد ذِكْرُه:

قال الأبشيهي: (قيل: مَن انتقم فقد شَفَى غَيْظه

وأخذ حقَّه، فلم يجب شُكرُه

ولم يُحمَد في العالمين ذِكْرُه)


[4511] ((المستطرف)) (ص 197).

4- أنَّ الانتِقَام يعقبه النَّدامة:

قال ابن القيِّم:

(فما انتقم أحدٌ لنفسه قطُّ إلَّا أعقبه ذلك ندامة)


[4512] ((مدارج السالكين)) (2/303).

5- يُوَلِّد بين النَّاس الأحقاد والضَّغائن.

حُكم الانتِقَام

الانتِقَام جائزٌ إذا انتُهِك شيءٌ مِن محارم الله

وأمَّا في غير ذلك العفو والصَّفح أولى وأفضل

فعن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت:

((ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين

إلَّا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا

فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه

وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه

إلَّا أن تُنْـتَهَك حُرْمَة الله، فينتقم لله بها))


[4513] رواه البخاري (3560)، ومسلم (2327).

والله سبحانه وتعالى قد أذن لمن اعتُدي عليه

أن يردَّ بالمثل على مَن اعتدى عليه، قال تعالى:

فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى [البقرة: 194]

وقال أيضًا: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا [الشُّورى: 40]

ومع هذا فقد بيَّن سبحانه وتعالى أنَّ العفو

عن المعتدي والتَّغاضي عن خطئه

أفضل مِن الانتِقَام منه قال تعالى:

فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشُّورى:40]

وهذا فيما يتعلَّق بحقوق العباد مِن ضربٍ

وتعدِّي أو تجنِّي ونحو ذلك.

وأمَّا إن كان الاعتداء حاصلًا في شيء مِن حقوق الله

كالجور في الحكم بين الخصوم

أو الخيانة في الأهل ونحو ذلك

فإنَّ الاعتداء بالمثْل حينئذ لا يجوز.

فليس لك أن تجور في الحكم، ولا أن تخونه في أهله

لأنَّ ذلك اعتداء على حقوق الله وحدوده.

قال القرطبيُّ في تفسير قوله تعالى:

وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ

فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشُّورى: 40].

وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا

قال العلماء: جعل الله المؤمنين صنفين

صنفٌ يعفون عن الظَّالم

فبدأ بذكرهم في وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشُّورى: 37]

وصنفٌ ينتصرون من ظالمهم.

ثمَّ بيَّن حدَّ الانتصار بقوله

: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا

فينتصر ممَّن ظلمه مِن غير أن يعتدي.

قال مقاتل وهشام بن حُجَير: هذا في المجروح

ينتقم مِن الجارح بالقِصَاص دون غيره مِن سبٍّ أو شتمٍ)


[4514] ((الجامع لأحكام القرآن)) (16/40).

قال ابن رجب الحنبليُّ:

(وأما قوله: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ [الشُّورى: 39]

فليس منافيًا للعفو

فإنَّ الانتصار يكون بإظهار القُدْرة على الانتِقَام

ثمَّ يقع العفو بعد ذلك، فيكون أتمَّ وأكمل)


[4515] ((جامع العلوم والحكم)) (1/450).

قال الأبشيهي: (والذي يجب على العاقل

إذا أَمْكَنه الله تعالى أن لا يجعل العقوبة شيمته

وإن كان ولا بدَّ مِن الانتِقَام، فليرفق في انتقامه

إلَّا أن يكون حدًّا مِن حدود الله تعالى)


[4516] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص 197).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الانتِقَام









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-15, 05:43   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الوسائل المعينة على ترك الانتِقَام

مِن الوسائل المعينة على ترك الانتِقَام:

1- تذكُّر انتقام الله مِن أهل معاصيه:

قال تعالى: أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [إبراهيم: 5].

قال: (أيَّامه التي انتقم فيها مِن أهل معاصيه مِن الأمم

خوَّفهم بها، وحذَّرهم إيَّاها

وذكَّرهم أن يصيبهم ما أصاب الذين مِن قبلهم)


[4518] ((جامع البيان)) للطَّبري (13/597).

2- العفو والصَّفح:

الإنسان إذا عفا وأحسن

أورثه ذلك مِن سلامة القلب لإخوانه

ونقائه مِن طلب الانتِقَام وإرادة الشَّرِّ

وحصل له مِن حلاوة العفو ما يزيد

لذَّته ومنفعته عاجلًا وآجلًا


[4519] ((جامع المسائل)) لابن تيمية (1/170).

قال ابن حبَّان: (ولم يُقْرَن شيءٌ إلى شيءٍ أحسن

مِن عفوٍ إلى مَقْدِرة. والحِلْم أجمل ما يكون

مِن المقتدر على الانتِقَام
)

[4520] ((روضة العقلاء)) (ص 208).

وعن ابن السَّمَّاك أنَّ رجلًا مِن قريش -

عظيم الخطر في سالف الدَّهر- كان يطالب رجلًا بذَحْلٍ

وألحَّ في طلبه، فلمَّا ظفر به

قال: لولا أنَّ المقدرة تُذْهِب بالحفيظة

لانتقمت منك، ثمَّ عفا عنه


[4521] ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (3/429).

3- كَظْم الغَيْظ:

قال تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا

السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء

وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ

عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 133-134].

قال السعدي: (قوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ

أي: إذا حصل لهم مِن غيرهم أذيَّةٌ توجب غيظهم

وهو امتلاء قلوبهم مِن الحَنْق الموجب للانتقام

بالقول والفعل، هؤلاء لا يعملون بمقتضى الطِّباع البشريَّة

بل يكظمون ما في القلوب مِن الغيظ

ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم)


[4522] ((تيسير الكريم الرحمن)) (1/148).

4- تجنُّب السُّخرية والاستهزاء بين أفراد المجتمع:

فشيوع أمثال هذه الأخلاق يبْذُر بذور العداوة والبغضاء

بين الناس، ويوَلِّد الرَّغبة في الانتِقَام.


5- الخوف مِن ضياع الزَّمان والعمر

وتفرُّق القلب وفَوْت المصالح:


أن يعلم أنَّه إذا اشتغلت نفسه بالانتِقَام وطلب المقَابَلة

ضاع عليه زمانه، وتفرَّق عليه قلبه

وفاته مِن مصالحه ما لا يمكن استدراكه


[4523] ((جامع المسائل)) لابن تيمية (1/170).

6- التَّفكير بأنَّ في الانتِقَام زيادة شرِّ الخصومة:

فإذا انتقم لنفسه، تسبَّب إلى زيادة شرِّ خصمه.

7- فراغ القلب مِن الاشتغال به والفِكْر فيه:

وأن يقصد أن يمحوه مِن باله كلَّما خطر له

فلا يلتفت إليه، ولا يخافه

ولا يملأ قلبه بالفِكر فيه


[4524] ((بدائع الفوائد)) لابن القيِّم (2/465).

8- الإقبال على الله والإخلاص له

وذلك في كلِّ وقت وحين.

9- دفع أسباب الانتِقَام: ومنها الغضب

: ولا يأتي إلَّا عند هيجانه

فلا بدَّ مِن معرفة العلاج للغضب عند هيجانه

حتى يتسنَّى للمرء التَّخلُّص مِن هذه المعضلة

وقد ذكر الغزَّالي أسباب علاج الغضب

فقال: (وإنَّما يُعَالَج الغضب عند هيجانه بمعجون

العلم والعمل، وأمَّا العلم فهو أمور:

الأوَّل: أن يتفكَّر فيما ورد في فضل كَظْم الغَيْظ

والعفو والحِلْم والاحتمال، فيرغب في ثوابه

وتمنعه الرَّغبة في الأجر عن الانتِقَام

وينطفئ عنه غيظه.

الثَّاني: أن يخوِّف نفسه بعقاب الله لو أمضى غضبه

وهل يأمن مِن غضب الله يوم القيامة

وهو أحوج ما يكون إلى العفو.

الثَّالث: أن يحذِّر نفسه عاقبة العداوة والانتِقَام

وتشمُّر العدو لمقابلته، والسَّعي في هدم أغراضه

والشَّماتة بمصائبه، وهو لا يخلو عن المصائب

فيخوِّف نفسه بعواقب الغضب في الدُّنيا

إن كان لا يخاف مِن الآخرة.

الرَّابع: أن يتفكَّر في قُبْح صورته عند الغضب

بأن يتذكَّر صورة غيره في حالة الغضب

ويتفكَّر في قُبْح الغضب في نفسه

ومشابهة صاحبه للكلب الضَّاري والسَّبع العادي

ومشابهة الحليم الهادي التَّارك للغضب للأنبياء

والأولياء والعلماء والحكماء

ويخيِّر نفسه بين أن يتشبَّه بالكلاب والسِّباع

وأراذل النَّاس، وبين أن يتشبَّه بالعلماء

والأنبياء في عادتهم؛ لتميل نفسه إلى حب

الاقتداء بهؤلاء إن كان قد بقي معه مُسْكَةٌ مِن عقل.

الخامس: أن يتفكَّر في السَّبب الذي يدعوه إلى الانتِقَام

ويمنعه مِن كَظْم الغَيْظ، مثل قول الشَّيطان له:

إنَّ هذا يحمل منك على العجز والذِّلَّة

وتصير حقيرًا في أعين النَّاس. فيقول لنفسه:

(ما أعجبك! تأنفين مِن الاحتمال الآن

ولا تأنفين مِن خزي يوم القيامة، ولا تحذرين مِن

أن تصغري عند الله والملائكة والنَّبيين).

فمهما كَظَم الغَيْظ فينبغي أن يكظمه لله

وذلك يعظِّمه عند الله، فما له وللنَّاس؟!

السَّادس: أن يستشعر لذَّة العفو، فلو علم النَّاس

أنَّ لذَّة العفو خيرٌ مِن لذَّة التَّشفِّي

لأنَّ العفو يأتي بالحمد، والتَّشفِّي يأتي بالنَّدم

لو علموا هذا ما انتقم لنفسه إنسان

لأنَّه لو فعل كلُّ إنسان هذا، وانتقم لنفسه لانحطَّ

عالم الإنسان إلى دَرْك السِّباع والوحوش.

وأمَّا العمل: فأن تقول بلسانك:

أعوذ بالله مِن الشَّيطان الرَّجيم

وإن كنت قائمًا فاجلس، وإن كنت جالسًا فاضطجع

ويُستحبُّ أن يتوضأ بالماء البارد

فإنَّ الغضب مِن النَّار، والنَّار لا يطفئها إلا الماء


[4525] ((موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين))

للقاسمي (ص 208) وما بعدها، بتصرُّف وزيادة.


اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


أقوال السَّلف والعلماء في الانتِقَام

الحِكَم والأمثال في الانتِقَام

ذم الانتِقَام في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc