.
الشهيد: بن الضيف البشيربن علي ..الشهيد الذي ظلمه التاريخ .
نقلا عن الدكتور عبد الحميد عباسي..(منطقة بن سرور..جهاد متصل من الحركة الوطنية الى ثورة التحرير)
[IMG][/IMG]
المعلومات المتوفرة عن سيرة هذا البطل الشهيد قليلة جدا على الرغم من أهميته كقامة جهادية كبيرة بوصفه قائدا ومربيا ومنظما ومُعِدا للرجال ،وبالنظر لحيوية الدور الثوري الكبير الذي قام به قبل الثورة وأثناءها حتى استشهاده رحمه الله ، وكل ما نعرفه عن هذا الرجل أنه يسمي بن الضيف البشير بن علي ولد سنة 1910 بوادي الشعير دائرة بن سرور ،ينتمي إلى أسرة بن الضيف المعروفة في المنطقة ،استدعي للخدمة في الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية ،عرف بالفطنة والذكاء وسعة الاطلاع وكان مثقفا من الطراز الأول.
كان الشهيد مناضلا سياسيا من الرعيل الأول، وكان على تواصل دائم مع النشطاء السياسيين الأوائل بالمنطقة أمثال :عبد القادر بن حميدة ، سي محمد بن معاش ، فكاني لعموري ،عباسي محمد بن لخضر ، ، دحماني أحمد ،وعيسى بسكر وغيرهم، وأثناء إقامته بالجزائر العاصمة تعرّف على المناضل الكبير الرئيس الراحل محمد بوضياف وبعض رفاقه من مجموعة 22 المفجرة للثورة ، ،وكان موضع ثقة الرئيس الراحل بوضياف واحترامه ومن خلصائه المقربين .
حضر استقبال الوفد السياسي الذي زار مدينة بن سرور سنة 1946 برئاسة فرحات عباس ،وكان ضمن الوفد صديقه محمد بوضياف وآخرون ،وقبيل اندلاع الثورة بسنة واحدة أرسله المرحوم بوضياف إلى منطقة بن سرور للإشراف على تكوين مجموعة من الشباب الواعي وتحضيرهم حتى يكونوا على استعداد لهذا الحدث ، وبالفعل فقد أشرف الشهيد سنة 1953 على إعداد وتحضير مجموعة من خيرة شباب المنطقة نذكر منهم : لقريشي عامر(شهيد)، العيشي لزهاري(شهيد)، ناصر عامر(شهيد)، بن المداني بلقاسم(شهيد)،حبيب أحمد(مجاهد)، خير الدين طرفاية(شهيد)، زروقي حميد بن ثامر (مجاهد)،خير الدين جنيدي (شهيد)،مجيدي أحمد(مجاهد)، قاسمي بن سعيد(مجاهد)، وكان لهذه المجموعة شرف إطلاق الرصاصات الأولى بمدينة بن سرور ليلة أول نوفمبر 54 ،حيث أرسل الشهيد شخصين ملثمين مسلحين من المجموعة إلى المدينة ليلا،وعند منتصف الليل تماما باغتا الحارس الليلي للمدينة وكان وقتها"الشهيد بن دحمان بلقاسم" وأطلقا الرصاص في الهواء وانسحبا في هدوء(01).
كان الشهيد من الشخصيات الثورية المعروفة ،صاحب تاريخ مرصع بالمجد والفخر ، يحظى باحترام وتبجيل لدى الصف الأول من قادة الثورة والشخصيات الوطنية،ويروي المجاهد عامر دحماني أن مجموعة من ضباط ومجاهدي منطقة بوسعادة منهم : خير الدين الشريف، بن المداني عبد الجبار ، السعيد حيقون ، عيسى ناجم ، عامر دحماني وغيرهم قاموا بزيارة إلى الرئيس فرحات عباس بمنزله بسطيف لتهنئته بمناسبة عودته من البقاع المقدسة، فراح يسألهم عن بعض رجال المنطقة ومن بين من سأل عنهم وذكرهم بالاسم: بن الضيف البشير وسي محمد بن لخضر عباسي.
استشهد رحمه الله مطلع العام 1957 في جبل الميمونة في ظروف مأساوية غامضة لم تتكشّف ملابساتها حتى اليوم ، وقيل إن سي الحواس تألم جدا لفقده وقرر تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف استشهاده غير أن استشهاده مع رفيقه سي عميروش في 29مارس 1959 أوقفت هذه المبادرة،كما سأل عنه الرئيس بوضياف أيضا بعد عودته إلى الجزائر سنة 1992 واستلامه لزمام الأمور في البلاد ، وبعث برسالة إلى أسرته بهذا المعنى ، وكان يريد معرفة الكثير عن ظروف استشهاده بمناسبة إشرافه على الاحتفالات المخلدة لذكرى الاستقلال التي كانت مقررة في مركز قيادة الثورة بالزعفرانية بوادي الشعير ، ولكنه اغتيل رحمة الله عليه قبل ذاك الموعد بأسبوع واحد فقط.