من مقامات النبوة: أخرجني الجوع - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من مقامات النبوة: أخرجني الجوع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-02-09, 14:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 من مقامات النبوة: أخرجني الجوع



الحمدُ لله الذي انْعم علينا بالإسلام، وَ رزقـنَـا هذه الهداية بعد الجهْل والضَـلال،
وصلّى الله على سيّدنا محمّد الهادي البشير، وَ السّراج المنـير،
وعلى آله وصحْبه، ومَنْ تَبعه إلى يوْمِ الدين ..
وبـعْـد ..

السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و برَكاته
أخوتي و أخَواتي في الله

أتمنى مِنْ الله عز و جل أن تكونوا جميعاً بأفضل حال

سلسلة: من مقامات النبوة: أخرجني الجوع

الكـاتب : نايف محمد اليحيى



في يوم قَائظ شديْد الوَهَج والحرَارة، أشعَلت فيه حَرَارة الشَّمس جنبَات المدينة وأرضَها، وبعْد الزوال حين قَام قَائم الظَّهيرة، إذا برسول الله يخْرج في هذه الأثناء على غَير عادته، فبينما هو يمشي إذا بصِديق هذه الأمة أبو بكر ومعه عمر - رضي الله عنهما - قد لقيَاه في بعض الطُّرق، فتعَجب كل منهم من صَاحبه وخُروجه في هذا الوقت، فقال: ((ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟)) قالا: الجوع يا رسول الله،، قال: ((وأنا، والذي نفسي بيده، لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا))، فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة، قالت: مرحبا وأهلا، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أين فلان؟)) قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، قال: فانطلق، فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إياك، والحلوب))، فذبح لهم، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر، وعمر: ((والذي نفسي بيده، لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم))[1].
فتَأمل مَنْ هَؤلاء الجَوعى الذين أخرجهم الجُوع فلم يجدوا طعَاماً يأكلونه، ولا شَيئا يسُد مخمصَتهم!! إنهم من لَو وزن إيمان كل واحدٍ منهم من غير صاحبيه لوزَن كل إيمان هذه الأمة بعلمَائها وعُبَّادها وشهَدائها وصَالحيهَا!!.
مَضَت حياته - صلى الله عليه وسلم - بسيطَة تضرِب أروع الأمثلَة في الزهْد وشَظَف العَيش، وخُلو اليَد من حطَام الدنيا، يأكل يوماً ويجُوع أياماً، وهو سَيد الخَلق الذي كانت تجبى له الأموال فلا يبقي منها شيئاً في يده.
وَراودَته الجبَال الشُّم من ذَهَبٍ *** عن نفسِه فأرَاهَا أيمَا شَمَمِ
وأَكدَ الزهْد فيهَا من ضَرورَته *** إن الضَّرورَة لا تعْدو على العِصَمِ
دخَل عليه ذاتَ يوم عمَر بن الخطَّاب في غُرفة له، فوجَدَه مضطَجعاً على حصير بالٍ أكل الفَقر أطرَافه، قد أثر في جَنبه، وتحْت رأسه وسَادة محشُوة ليفَاً، وفي ناحية الغُرفة قبضَة من شعير نحو الصَّاع، فانخرَطت دموع ابن الخطاب وغَلبه البُكاء لرِقة حاله - صلى الله عليه وسلم -، فقَال - عليه الصلاة والسلام - وهو ينظُر إلى دمُوع عمر: ((ما الذي يُبكيْك يا ابن الخَطَّاب؟)) فقال عمر: يا نبي الله وما لي لا أبكي، وهَذا الحصِير قَد أثر في جَنبك، وهذه خزَانتك لا أرى فيها إلا ما أرَى، وكسْرى وقَيصَر على سرُر الذهَب وفُرش الديبَاج والحَرير، وفي الثمَار والأنهَار وأنت نبي الله وصَفوته!! فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أولَئك قوم عُجلَت لهم طَيباتهم، أما تَرضى أن تَكون لهَم الدُّنيا ولنا الآخرَة؟!)) فقال: بلَى ولكن لو اتخَذت فراشَاً ألين من هذا؟ فقال: ((مَالي وللدُّنيا ما مثَلي ومثَل الدنيَا إلا كَرَاكِب سَار في يوم صَائفٍ، فاستَظَل تحْت شجَرَة سَاعة ثم رَاح وتَركَها))[2].
وهذه عائشَة أم المؤمنيْن -رضي الله عنها- دعَاها عُروة ابن الزبَير ابن أختها للغَداء فلمَّا قدم ونظَرت إليه، التَفتت ناحيَة الجدَار وأجهَشَت بالبكَاء، فقال لها عُروة: ما بك يا أماه فقَد كَدَّرت علينا الطعَام، فقالت: يا ابن أخْتي إن كنا لنَنْظر إلى الهِلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثَة أهِلة، وما أوقدَت في أبيَات رسول الله نار، وما شَبع ثلاثَة أيام من طعَام بُر حتى فارَق الدُّنيا، فقال عروة: فما كان عَيشُكم؟ قالت: الأسْودَان التمر والماء [3].
يقول عُقبة بن الحَارث: صلى بنا رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - العَصر فأسرَع وأقبَل يشق الناس من سُرعته، ودخل إلى بيَته، ثم لم يكن بأوشَك من أن خرَج فقال: "ذكرت شيئا من تبر كان عندي فخشيت أن يحبسني فقسمته"[4]، هذا الذي قسَم التبْر بين الناس هو الذي تقُول عائشَة عن حال أهْله: ما شَبع آل محمَّد من خُبز البُر ثلاثا حتى مضَى لسَبيله، وما أكَل آل محمدٍ أكلتَين في يومٍ واحدٍ إلا إحدَاهما تمَر، ويقول أنس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لقَد أخفْت في الله ما لم يخَف أحد، وأوذيْت في الله ما لم يؤْذ أحَد، ولقد أَتى علي ثلاثون ما بين يومٍ وليلَة، ومالي ولبِلال من الطعَام إلا شيءٌ يوارِيه إبِطُ بِلال "[5].
كان سَيد العَرب، ومالك الجَزيرَة يملؤ بالأموَال صَحْن المسجِد، فيقسمها على الناس إلى آخرِ درهَم، فإذا دَخَل إلى بيته نام على جِلْد محشوٍ بليْف كما تقول عائشَة، كان فراشه من أدمٍ حشْوه ليْف.
يقول السِّير وليم مُوير: كانَت السهُولة صُورته من حَياته كلهَا، وكان الذَّوق والأدَب من أظهَر صفَاته في معَامَلته لأقل تابعيْه، فالتواضُع والشفَقَة، والصبْر والإيثَار، والجود، صفَات ملازمَة لشَخصه، وجَالبة لمحَبة جميع من حَوله، فلم يعرَف عنه أنه رفَض دعوَة أقَل الناس شَأناً، ولا هديةً مهمَا صغُرت، وما كان يتعَالى ويبرز في مجلسِه، ولا شَعر أحَد عنده أنه لا يختصه بإقبَاله وإن كان حَقيراً.
ولسنَا في سيرة رسول الله بحَاجة إلى أحَد فقد اختَصه الله من بين الرسُل بوضوح حيَاته وجَلائها من جميْع النواحي، وإنما ذلك لبيَان تلك العظَمة وذلك السمُو الذي بهَر الأعداء قبل الأصدقَاء، حتى أقَرت به أقلامهُم ونطقَت بذلك ألسَنتهم، وذلك يحفِز العَزائم، ويثير الكَوامن، لدرَاسة سيرَته ليكون حَياً في قلوبنا كما كان حياً بين أصحَابه، وليعيْش المؤمن في كل حَركة ونبضَة وفكْرة من حيَاته وفق ما عاشَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، متبعاً مقتفياً آثاره وسنتَه، كما قال أبو علي الرَّوذَباري: رَوائح نسِيم محَبة الرسُول تفُوح من المحبين وإن كتمُوها، وتغْلب عليهم دلائلهَا وإن أخفَوها، وتدل عليهم وإن سَتروهَا [6].
فإن فضْل رسول الله ليس له *** حدٌّ فيعـرب عنه ناطـقٌ بفَـم
كالشمس تظهر للعينين من بعدٍ *** صغـيرةً وتكل الطرف من أمـم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقَته *** قومٌ نيامٌ تســلوا عنه بالحلـمِ
أكـرم بخَلق نبيّ زانـه خُلقٌ *** بالحســن مشتمل بالبشر متَّسم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ *** والبحر في كـرمٍ والدهـر في همَم
______________________
[1] أخرجه مسلم (3 / 1609).
[2] أخرجه أحمد (2744)، قال ابن كثير: إسناده جيد. البداية والنهاية (5/248).
[3] أخرجه البخاري (6094) مسلم (2972).
[4] أخرجه البخاري (1163).
[5] أخرجه أحمد (12233) وصححه ابن القيم. عدة الصابرين (ص299).
[6] طبقات الأولياء (1 / 58).












منقول




















 


رد مع اقتباس
قديم 2014-02-09, 19:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي

صلى الله عليه وسلم سيد الخلق
شكرا بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-09, 21:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل الفضاء مشاهدة المشاركة
صلى الله عليه وسلم سيد الخلق
شكرا بارك الله فيك
صلى الله عليه وسلم سيد الخلق
شكراااااااااااااااااااااا على مرووووووووورك اخي الكريم









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-11, 00:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كلمات مبعثرة
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كلمات مبعثرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مَالي وللدُّنيا ما مثَلي ومثَل الدنيَا إلا كَرَاكِب سَار في يوم صَائفٍ، فاستَظَل تحْت شجَرَة سَاعة ثم رَاح وتَركَها

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيرا على هدا الموضوع الجميل والمؤثر اين نحن من اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ناس تاكل وتشبع وتريد المزيد

اللهم احسن خاتمتنا










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-11, 12:36   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلمات مبعثرة مشاهدة المشاركة
مَالي وللدُّنيا ما مثَلي ومثَل الدنيَا إلا كَرَاكِب سَار في يوم صَائفٍ، فاستَظَل تحْت شجَرَة سَاعة ثم رَاح وتَركَها

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيرا على هدا الموضوع الجميل والمؤثر اين نحن من اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ناس تاكل وتشبع وتريد المزيد

اللهم احسن خاتمتنا
شكرااااااااااااااااااا على مروووووووووووووورك اختي الكريمة









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أخرجني, مقالات, الجوع, النبوة:


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc