رحلة عبر حاجز الزمن... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية

قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رحلة عبر حاجز الزمن...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-10, 15:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حيدر الحسني
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية حيدر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي رحلة عبر حاجز الزمن...

مختارات من منشورات
نشر هذا المقال في جريدة الوطني
]

رحلة عبر حاجز الزمن...



وقف شيخ كالثلج شعره بياضا ،وتجاعيد جبهته تنبئ بمرور أحداث تعودت فيها عيناه على الانفتاح دهشة واستغرابا ،فجعلته يؤمن أن الصمت هو خير وسيلة يقابل بهاهذا الوجود الذي طالما أخرس الجميع بأهواله،كان يحاول ألا يفزع الفتى المار من زقاق مظلم لا تتسرب اليه سوى انوار باهتة من قمر متلألئ ، فتقدم نحوه بهدوء وهو يردد عبارات الطمأنينة علها تبعثالى قلبه الثبات ، -لا تخف يا أخي، -أخوك؟ أنت بمثابة جدي أيها الشيخ، رسم على شفتيه ابتسامة تجريدية تحمل أكثر من معنى ،وقال في هدوء أكبر،-كلانا على صواب وليس فينا مخطئ، لكن دعك من هذا فغايتي ليست دراسة الأعمار ،ولكن ما يمكن ان تحمله لنا أعمارنا من سعادة، -سعادة؟ هيهات أن نفهمها أو نلمسها ونحن أسرى القيود الزمنية، مادام هناك ماض نتحسر عليه ، ومستقبل نخافه فنحن تائهون وهل للتائه سعادة؟، و كأنه لا يصر إلا على الابتسام الذي يحمل الألحان المضطربة ، ليتراقص قلب الفتى دون اتزان أو وتيرة محددة،ثم يرد بصوته المبحوح مصطنعا الهدوء دوما،-يبدو عليك يا أخي-أو يا بني- أن لك فلسفتك الخاصة التي تزن بها ماحولك، وأنت بجوابك هذا تذكرني بشخصي الذي كان يؤمن أن السعادة نملكهاحين نتطلع إلى الغيب ونكسر حاجز المستقبل،أما الآن...، ثم صمت بعد تلعثم وكأنه يسترد عبارة تائهة ،أو كأن وعيه ينسج عبارة أخرى عكس ما كان ينسجه لاوعيه،ثم استطرد قائلا،-أما الآن فقد صرت أكثر يقينا أن السعادة يملكها المرء حين يطل على مستقبله ،-أكثر يقينا؟ ،أيمكن أن أفهم أنك حصلت على سعادتك؟،تجمدت شفتاه على صورة اللامعنى الذي يحمل كل معنى تاركة عيناه تبتسمان قائلا،-أنا قد حصلت عليها بحصة أوفر،لم أر مستقبلي فقط وإنما معه مستقبل الانسانية جمعاء ،وكم هي سعادتي كبيرة،مستقبل الانسانية؟، أرجوك لا تخبرني أنك ماركسي المذهب ،تجعل الانسان كقطعة صابون يخرجها صانعها بالشكل الذي عليه قالبها،فلا هو التاريخ ولا هوالمجتمع له الحكم المطلق على مصائرنا يا سيدي، اجاب الشيخ – لا لست ماركسيا ولا عرافا ولا حكيما ثاقب البصيرة ،ولكني حققت سعادتي بهذا الكتاب الذي أهداني اياه شيخ حين كنت في مثل سنك، وقد دار بيننا نفس الحوار الذي يدور بيني وبينك الآن، فكأن الزمن يصر على أن يعيد نفس القصةبأسماء مختلفة،-و ما حكاية الكتاب؟،-حكايته أعجب من ان تصدقها فيستحيل وصول حقيقتها، لذلك سأخفي عنك حقيقته حتى تكتشفه وحدك، كما اكتشفته أنا من قبل وحدي،هاك كتابي هذا،اقراه بتمعن وإياك إياك أن تلقي به جانبا قبل أن تتمه لأنك ستضيع سعادة لو يعلمها الناس لتقاتلوا عليها بالسيوف والرماح،-تقصد بالدبابات والمدافع،-أجل بالدبابات والمدافع، واعلم يا أخي أنك ستجد موضوع الكتاب تافها لاعلاقة له بالسعادة ولا مستقبل،قد تجد فيه قصة مملة،لا عليك أكلمها،أوتجد وصفات للطبخ،أيضا أكملها،ليس الغاية فيما تفهم،الغاية فيما تقرأ،سلم الشيخ الغامض الكتاب للفتى وأصر أن يختفي بين المنازل متجاهلا نداءات الحيرة التي وضعها فجأة على قلب ساذج يبحث عن سعادة، بعدها رجع الفتى الى داره وعلامات الحرية مرسومه على جبينه ، ثم أغلق باب الغرفة عليه بإحكام ،وجلس على كرسيه فاتحا الكتاب بكل اهتمام، لينهل من حكمته كما نهل الشيخ، كان كما أخبره الرجل، الكتاب أكثر من ممل، بل يكاد يقتل مللا والأدهى، أنه لا يحمل أية رسالة ولا أي معنى، حتى انه كاد يلقيه جانبا، لولا علمه أن النجاح دوما نصله عند اجتياز العقبات، وقد تكون هذه احدى عقبات الوصول الى السعادة، وكم من أمور تافهة لو اهتممنا بها حققت سعادتنا، هكذا كان تفكيره الساذج الذي تعلمه في صباه،"خذ الدواء المر لكي تبرأ"،تحامل على نفسه إلى أن وصل الى منتصف الكتاب ،وحينها أحس بشعور مريب أوجس منه خيفة،وجد نفسه واقفا بجانب منزل بسيط في قرية ،وانتبه إلى هذا الكتاب العجيب وهويحمله بيسراه ،ثم تناهى إلى سمعه صوت، يحمل في نبراته ضجر الأزمنة كلها ،وهويقول :هيا أيها الأشقياء ادخلوا
ثم اخذ يضرب رجله على الأرض ويزمجر " تبا لهذه المهنة المتعبة"، في أول الامر شعر الشاب بخوف الاقتراب من هذا الرجل العنيف ،ولكنه لم يجد غير التقدم سبيلا ، فهو في أرض غريبة لم يرها من قبل ،ولا يدري كيف وصل إليها ،ولا كيف يخرج منها وليس أمامه سوى ذلك الرجل ،وأولائك الفتيان الذين دخلوا إلى المنزل،فتقدم نحوه مرتعد الفرائص وقبل أن يتكلم بادره الرجل بالتعنيف،أنت تلميذ جديد في الفصل؟ ،وتحضر متأخرا؟ ،تعسا لك أيها العلم مع هؤلاء الجهلاء، حاول مقاطعته لتوضيح الامر، لكن الرجل ظرب بقدمه على الأرض مرة أخرى مكملا تعنيفه ،أدخل الآن حتى لا نتأخر عن الحصة ،وسنكمل حديثنا بعد حين ،قالها وهو ينظر إليه نظرة احتقار ،لمنظر ملابسه البهلوانية المرقعة والمزركشة ،وشكل شعره الذي يتخد شكل عرف الديك ،فهذه الهيأة ليست ببعيدة عن هيأة مهرج سوق القرية، هكذا قال الفتى بينه وبين نفسه،دخل الشاب واتخذ له مكانا بين الفتيان، وحاول الانسجام مع موقفه الذي أصابه بدهشة ،جعلته لا يبدي أية ردة فعل ،فقد جلس مطبق الصمت لا يفهم ما حوله، حين شرع الرجل في تعليمه، للحظة وقعت في خاطره فكرة المستقبل ،وأثناء صمته كان يتابع ما يدله على أن الفكرة التي طرأت عليه ليست جنونا، الملابس ليست بالأشكال الغريبة التي عودته عليها أفلام الخيال العلمي، إنها ملابس بسيطة أشبه بملابس القرويين البسطاء، و كانت في أركان الغرفة شموع تنم عن عدم وجود خصائص الكهرباء ، وجرار الماء كانت في احد اركان الغرفة ،و غرفة الدراسة هذه في أبأس حالاتها،فلا طلاء على جدرانها ولانوافذ راقية ، كأنه في قبيلة من قبائل إفريقية ،فاستخف بفكرة الانتقال إلى المستقبل،قاطع المعلم تفكيره بهذه العبارة ، هذا اليوم سيكون درسنا في التاريخ، وكم كان الشاب يعشق تاريخ عروبته ،فأحب الانتباه للدرس لعله يحدثهم عن حضارة العباسيين وقوة بغداد في عصرهم، -وعنوان الدرس هو استخدام الأسلحة المتطورة في الحرب العالمية، لم يسمع ما قاله بعد هذه الكلمة الاخيرة ،فالتاريخ إذن ليس بالبعيد وإنما هو تاريخ جنون العالم في 1937،-سنحاول معرفة كيف اندثرت الحضارة،لم يستطع مقاومة دهشته فنهض معارضا هذا الموقف، -عن أي اندثار تتحدث؟،-اندثار أعظم ما وصل إليه الانسان من رفاهية،-ولكننا نحن لم نصل بعد إلى الرفاهية، ولازال العلم يبحث فكيف تتحدث عن اندثار شيء وصلناه ونحن لم نصله بعد؟، -أنا أحدثك عن التاريخ يا غبي وليس عن حاضرنا، فعلمنا هذا مهما حاول الوصول إلى ما وصل إليه أجدادنا فلن يفلح،لأننا نحن الآن في الفصل الاخير، لقصة اسمها الانسانية على هذه الأرض ،اصمت الآن ولا تقاطعني ،زاد استغراب الشاب وتملكه شعور غريب بالهجوم على معلمه ونعته بالجهل ،فرد الشاب عن أي تاريخ ستحدثنا إذن؟،تاريخ سقوط بغداد وكل تواريخ السقطات المتتالية بما فيها تاريخ سقوط أمريكا، كأن الخرس أصابه ولم يستطع قطع صمته إلا بعد وقت طويل بعبارة واحدة،في أي زمن أنا؟، يتبع في الاسبوع القادم في مثل هذا اليوم ...





يتبع...








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-06-10, 15:37   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حيدر الحسني
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية حيدر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي تكملة الحلقة الثانية

احداث الحلقة الماضية، بعد أن اعطى الشيخ الكتاب للفتى ، وقال له أن السعادة الحقيقة هي في فهم المستقبل، وسر السعادة هي في قراءة هذا الكتاب العجيب، وحين بدأ الفتى في القراءة وجد نفسه في مكان بداءي لا توجد فيه أي معالم للحضارة والتحضر، لكنه وبعد حوار مع معلم التاريخ اكتشف انه في المستقبل ، لتبدأ هنا احداث الحلقة الثانية والأخيرة




المعلم لم يصدمه قول الفتى ولا ردة فعلة، فهو يتوقع أي شيء؟، وقبل أن يتأثر بحدوثه يضرب قدمه على الأرض، طلب المعلم من الفتيان الخروج دون هذا الشاب المزعج فخرجوا،ثم طلب منه الاقتراب والجلوس ففعل،- أنت مثلهم أردت أن تروي ظمأ فضولك،-لم أفهم، تابع المعلم حديثه غير مبال بالشاب،-معرفة مصيرك لن تزيدك ان لم تنقصك، إن علمك بمرضك في مستقبلك لن يزيدك سوى خوف وحزن انتظارا مرضك الذي تتوقعه، -أنا في مستقبلي؟، نظر المعلم إلى الشاب نظرة استخفاف بعقله ونظرة اتهام وكأنه تطفل على عالمه لكي يسرق منه شيئا،-أجل أنت في حاضري، فقال مدافعا عن نفسه، -أنا يا سيدي لم اطمح الى معرفة مستقبلي فقط ،وإنما مستقبل الانسانية وهذا فضول أعظم،الفرد صورة مصغرة للمجتمع، والتطلع الى مستقبل مجتمعك أعظم تهورا ،ان كان بوسيلة تنافي الطبيعة،-كيف تكون محاولة كشف الغيب تهورا؟، -ألم يقل فولتير في روايته"كانديد" على لسان مارتان"، لنعمل دون تفكير، ذلك خير سبيل لجعل الحياة محتملة"؟، صدقني يا بني،لو اطلعت على الغيب لاخترت الواقع فلا تبحث عن تغيير ما يجب أن يكون، -ولكن الإنسانية لا تنام في طمأنينة خوفا من مستقبلها، أنا أريد أن أنام قرير العين فلا تلمني،-أترى أن معرفة مستقبلك ستجعلك سعيدا؟ كم أنت ساذج يا بني،-فليكن، ولكني مقتنع برأيي،-المرء حين يشنق نفسه تكون نهايته الموت أليس كذلك؟، -ما في الامر شك،-هل تقدمون لأنفسكم في زمنكم غير الشنق؟،- هل تسمي الراحة شنقا؟، لم يجبه هذه المرة، فإنه كما يقولون إذا أردت أن تفحم عالما فأحضر له جاهلا، فقفز به الى نهاية المراد لكي يرحل عنه في أقرب وقت، -تريد أن تعرف مستقبل الانسانية؟،-نعم،- ضحك في سخرية وقال ،-تذكرني بجهلاء قومنا يقصدون دوما العرافين لكي يكشفوا لهم الغيب، -العلم عندنا ما عاد يصدق خزعبلات العرافين يا سيدي، -والدليل هو أنت أليس كذلك؟،-كيف؟،-لو كنت تؤمن بما يقوله العلم عندكم حقا إذن لرميت بهذا الكتاب قبل ان تصدق ما قاله لك ذلك الشيخ، وفهم الشاب أن المعلم يقصد أن اهتمامه بالكتاب العجيب كاهتمام الجاهل بعرافه،لا فرق بينهما،اكمل الرجل كلامه الأخير مع ضحكه الساخر على العرافين،-أتريد معرفة نهاية حرب الحضارات التي تعيشونها خلف ستار حوار الحضارات؟، سكت الشاب كأنه بدأ يفهم ماذا يقصد المعلم المنهمك في حديثه ،-وانتشار التقنية، وسيطرة العولمة، وفساد الأخلاق، والتلاعب بالقانون،وتغيير الطبيعة تمردا عليها؟، -لكل سجادة جميلة حواشي وأنت يا سيدي تنظر إلى الحواشي فقط، -بل لكل زبالة متعفنة صندوق قمامة نظيف من الخارج، -طمحتم إلى قمة الهرم العلمي الذي تتسلقونه من أجل إعلان ألوهيتكم؟،إنكم تتسلقون الهرم المقلوب فتصعدون بعلمكم الى سفح الجهل ، ويا له من تناقض يا بني حين يصير العلم جهلا لتفاهة استغلالكم له، -لماذا تتجاهل أبنيتنا الفخمة؟،-وما تجاهلت القلوب المحطمة الساكنة فيها، -لماذا تنكر مدننا المتحضرة؟،-وما أنكرت بؤر الجرائم فيها، -ومصانعنا العظيمة..؟،-وهواؤكم الدخاني ومياهكم السوداء ما نسيتها، -قد صعدنا إلى قمة المادة ووجدناها،-وجلستم على مقابر الروح وأضعتموها، قد مات الانسان فيكم يا بني، وما انتشار الامراض النفسية بينكم بسبب فراغكم الروحي إلا صورة لهدم التلاحم الانساني بينكم، عدل المعلم من جلسته مرة أخرى ، لأنه كان منسجما غاية الانسجام في الموضوع فعاد يقول ضاحكا :-خدعوك يا بني في أفلامهم الامريكية حين صوروا لك أن العالم في قمة سعادته حين يصير سيد المادة، فإن المرء حين يموت لا فائدة من قلادته العاجية ولا من خاتمه الذهبي ولا لباسه الحريري،الانسان فيكم يموت فما الفائدة من أن تمشط له حتى شعره؟، -يكفــــــي قالها الشاب في تذمر فرد عليه المعلم في هدوء، -اغماض عينيك لن يوقف السيارة من الاصطدام بالشجرة، -ولكني لا أصدق المستقبل عاد كما ماضينا،الانترنت الدبابات القنابل الذرية الكهرباء السيارات،كل ما انتجه العقل البشري ،قاطعه المعلم مكملا ، -سينجلي،-كيف يمكنني ان أصدق أننا سنكون كحضارة أطلنتك المجهولة التي وصل فيها علماؤها الى أوج ما يمكن الوصول اليه من علمهم وذكائهم ،ثم طواها الفيضان الأعظم وتفرق العلماء حينها في كل بقاع الأرض ونشروا حضارتهم بنسب متفاوتة، تبسم الرجل في حسرة وقال :-إن كانت قصة أطلنتك حقيقة فعذرهم أن قوة خارجية دمرتهم أما قصتكم انتم فهي أعجب، حيث تصرون على قتل أنفسكم، يا بني عد الى زمانك فقد صدق تنبؤ اينشتين حين قال "لو قامت الحرب العالمية الثالثة فستكون الحرب التي تليها بالرماح والسيوف"،قد عادت البشرية الى خيولها وسيوفها، وبعد صمت حاول الشاب اجترار كل ما قيل وكل ما عاشه ابتدأ الأمر يتضح له بجلاء ثم قال ،-الآن علمت أن الشيخ الذي حرضني على المجيء قد كذب حين أخبرني أنه تيقن من أن السعادة في التطلع الى المستقبل، -من المفرح أن تتعلم بسرعة،-أتعلم يا سيدي أني تعلمت اليوم أن السعادة ليست في العلم وإنما في فهم هذا العلم وحسن استغلاله، فكاذب العالم ان ادعى ان علمه سيسعد البشرية مهما تقدم الزمن ان لم يحسن استعماله المستعمل،-صدقت،-و العلم مخطئ بخياله ان ادعى انه سيجلب السعادة، لأن السعادة ليست غاية ،وإنما طريق نمضي فيها في كل خطوة، نحتاج فقط الى وعي ما حولنا وعيا صحيحا لنعي سعادتنا، تبسم الرجل تبسم الأب الراضي عن ابنه ثم قال،-أحسنت،و بعد ان علمت كل هذا وجب عليك الرجوع الى زمنك وحاول ألا ترسل احدا الى هنا كما فعل من سبقك ،لأن من سترسله الى هنا سيكون ضحية كما كنت انت ضحية، -ضحية؟ كيف؟،-حين ستعود الى زمنك ستجد نفسك شيخا ولن تجد فرصة الرجوع الى شبابك ،هذا إلا بعد ان تقتنص فتى في مثل عمرك وتقنعه بقراءة الكتاب لتعود انت الى شبابك ،ويدخل هو المغامرة التي دخلتها أنت ومن سبقك، لم يصدق ما سمع ففتح الكتاب الذي صاحب رحلته الزمنية وأخذ يكمل قراءة الكتاب في ريبة من أمره فوجد مكتوبا ما أخبره به المعلم، وحينها اختفى هو وكتابه، و نادى الرجل الفتيان أن ادخلوا لأكمل لكم درس حضارة انتحرت،
****وقف شيخ كالثلج شعره بياضا حين أقبل نحو فتى يقول له،-لا تخف يا أخي،-أخوك؟ أنت بمثابة جدي أيها الشيخ،رسم على شفتيه ابتسامة تجريدية تحمل أكثر من معنى ، وقال في هدوء أكبر،-كلانا على صواب وليس فينا مخطئ، لكن دعك من هذا فغايتي ليست دراسة الأعمار ولكن ما يمكن ان تحمله لنا أعمارنا من سعادة، خذ هذا الكتاب واقرأه وستكتشف ما تبحث عنه، سلم الشيخ الكتاب للفتى وأصر أن يختفي بين المنازل متجاهلا نداءات الحيرة التي وضعها فجأة على قلب ساذج يبحث عن سعادة، تفحص الفتى الكتاب جيدا من غلافه وكأنه يعرفه مسبقا وتبسم في خبث قائلا،-مصائب قوم عند قوم فوائد، الحمد لله أني نجوت من الشبكة سالما وعدت إلى شبابي، وقد حان لهذا الكتاب أن ينتهي سره، وابتعد عن المكان مسرعا وفي نيته أن يقدمه للنيران كي تقرأه...؟



وسحقاً لكل سراق النصوص الأدبية









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-12, 20:44   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ممتعة بل ماتعة المعاني و العبر هي قصتك في مقالك أخي الفاضل حيدر ...
ثم لو أدرك الناس الغيب لبوؤوا أنفسهم الآلام قبل وقتها و حدوثها
و لله فيه تحققها في زمانها حكمة غابت عن العقول القاصرة ... و ما صورة ذلك الشاب امامها إلا نموذج لذلك الشكل الغريب في هروب الناس الى ما ينتظرهم في غيب مستقبلهم يتفاؤلون بما فيه و يطمحون الى التجديد في حياتهم , و لم يعلموا أن التجديد في أنفسهم و من دواخلهم منبعه لا ما تهبه لهم ازمان لاحقة , و لو كان الزمان يهب السعادة في حياتهم لتعايشوا ضمن إنتظار و تحقيق لمنتظرهم من حياتهم ... شكرا جزيلا لك على ما اطربت به مسامعنا من لحن فلسفي شجي الأنوار ... ربما أعاود القراءة مرة أخرى و أخرى لمقالك الكريم .









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-21, 06:06   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
القدس تنادينا
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية القدس تنادينا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-17, 22:08   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
حيدر الحسني
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية حيدر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي رد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر القلب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ممتعة بل ماتعة المعاني و العبر هي قصتك في مقالك أخي الفاضل حيدر ...
ثم لو أدرك الناس الغيب لبوؤوا أنفسهم الآلام قبل وقتها و حدوثها
و لله فيه تحققها في زمانها حكمة غابت عن العقول القاصرة ... و ما صورة ذلك الشاب امامها إلا نموذج لذلك الشكل الغريب في هروب الناس الى ما ينتظرهم في غيب مستقبلهم يتفاؤلون بما فيه و يطمحون الى التجديد في حياتهم , و لم يعلموا أن التجديد في أنفسهم و من دواخلهم منبعه لا ما تهبه لهم ازمان لاحقة , و لو كان الزمان يهب السعادة في حياتهم لتعايشوا ضمن إنتظار و تحقيق لمنتظرهم من حياتهم ... شكرا جزيلا لك على ما اطربت به مسامعنا من لحن فلسفي شجي الأنوار ... ربما أعاود القراءة مرة أخرى و أخرى لمقالك الكريم .
اطلالة رائعة من طاهر القلب

ولك الشكر على الفهم

مودتي

حيدر الحسني









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-04, 01:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
Jood Sulaibi
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي رحلة البحث عن حيدر

حيدر علاء؟

امجد










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-11, 00:55   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نسائم الشوق
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية نسائم الشوق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نصك لا نخدشه بردنا
لا تعليق فالروعة ثابتة
الفاضل حيدر بوركت









رد مع اقتباس
قديم 2013-08-07, 03:41   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابراهيم سوفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابراهيم سوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الزمن..., داحس, رحلة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc