التصوف أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التصوف أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-01, 20:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
essarab
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B2 التصوف أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر

لسنا بصدد رمي أتباع التصوف بالجهل والغفلة أو التجني عليهم بغير حق. فالتصوف ليس وقفا على نفوس المسلمين، بل يوجد لكل دين ومذهب متصوفوه، وقد يكون أحيانا الجانب الإيجابي الذي يمثل الزهد والتقوى إذا كان قائما على مبادئ صحيحة، وقد يكون الجانب السلبي الذي يمثل الانحراف في ذلك الدين أو العقيدة إذا كان يستمد أفكاره من عقائد سقيمة ومنحرفة. وإنما نقصد هنا فئة معينة تخلت عن المقاصد التي شرعها الله لعباده، ولبست مسوح الرهبان، وادعت في نهاية الأمر التصوف وتضليل الناس، وانصرفت إلى عبادة وساوس الشيطان وتبنت دينا آخر يقوم على ما يسمى بالحقيقة الوهمية. وهي الفئة التي يقول فيها الدكتور (زكي مبارك) في كتابه (التصوف الإسلامي): " فقد اقتنعت بأن الصوفية أرباب ظواهر، وإن ادعوا أنهم أرباب قلوب ".

لا نقصد في موضوعنا هذا لا من قريب ولا من بعيد، لا بإشارة ولا بعبارة أصحاب القلوب الطاهرة والعقول النيرة والنفوس الزكية والعبّاد والزهاد وأصحاب الفضاءات الواسعة، موضوعنا يخص هؤلاء الذين ضللوا الناس وغرسوا في نفوسهم حب عبادة العباد وعقيدة وحدة الوجود والحلول وادعاء الإلوهية، هؤلاء الذين زعموا أنهم أخير الأخيار ومكانتهم أرفع درجة من الأنبياء الأبرار، يحكمون البشر أحياءا وأمواتا. فهم فئة كفرها علماء هذه الأمة ووصفوا أصحابها بالزنادقة والدراويش، وهم الفئة التي يقول فيها ابن حزم: " ادعت طائفة من الصوفية أن في أولياء الله تعالى من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل، وقالوا من بلغ الغاية القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من الصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك، وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك. واستباحوا بهذا نساء غيرهم، وقالوا إننا نرى الله ونكلمه. وكلما قذف في نفوسنا فهو حق. ورأيت لرجل منهم يعرف (بابن شمعون) كلاما نصه أن لله مائة اسم وأن الموفي مائة هو ستة وثلاثون حرفا ليس منها في حروف الهجاء شيء إلا واحد فقط، وبذلك الواحد يصل أهل المقامات إلى الحق " !!

وقال أيضا: " أخبرني بعض من رسم لمجالسة الحق أنه مد رجله يوما فنودي ما هكذا مجالس الملوك ، فلم يمد رجله بعدها ، يعني أنه كان مديما لمجالسة الله تعالى… ". الملل والأهواء والنحل

لا نجامل أحدا في قول الحقيقة، وإذا قلنا أنه لم يكن في ما مضى شيئ اسمه الصوفية في الجزائر، ولا في المغرب الكبير ككل، ولا الذين فتحوا هذه البلاد حملوا معهم الفكر الصوفي، وإنما جاءت بعد انهيار دويلات أمراء الطوائف في الأندلس التي شاع فيها التصوف إلى حد كبير. وقد كان المذهب المالكي هو المذهب الوحيد السائد في بلادنا منذ الفتح الإسلامي، غير أن سقوط ممالك الطوائف أجبر أهل هذا المذهب على الفرار إلى هذه البلاد حيث وجدوا فيها مستقرا آمنا. ثم بدأت أفكار التصوف تنتشر بين الناس وتمتزج عقيدته بالمذهب المالكي السني، وعندئذ بدأت العقليات تتغير وكل شيء يتراجع، كما بدأت ملامح النكوص ومظاهر التخلف تبرز. كل ذلك كان نتيجة للأفكار التي زرعها ابن عربي الداعية إلى التكاسل والخذلان في قوله:" فأعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال، فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله ". فصوص الحكم

ومعظم الصوفية أيدوا فكرة ابن عربي على أن الكون توهم لا وجود له على الحقيقة ومنهم أبو عبد الله الملقب بشكثل الذي قيل له ذات مرة ما الذي منعك عن الكلام؟، فقال: يا هذا، الكون توهمٌ في الحقيقة، ولا تصح العبارة عما لا حقيقة له، والحق تقصُرُ عنه الأقوالُ دونه! فما وجه الكلام؟

إذن، فما فائدة الدفاع عن الوطن وطلب العلم والبناء والتشييد ومقاومة الأعداء ما دام أن الوجود كله يعد خيالا ؟ وما الفائدة إذا كان وجودنا يعني الهيام في بيداء الخيال ؟ فابن عربي وجد في الأندلس أرضا خصبة لزرع أفكاره، ولما استحوذت أفكاره على الرئيس والمرؤوس كانت نتائجها سقوط هذا البلد في يد الأسبان. ولما فر هؤلاء من الأندلس إلى بلاد المغرب الكبير وجدوها أرضا أكثر خصوبة فزرعوا فيها ما شاءوا من الأفكار وحولوا أهلها إلى عبدة قباب وأضرحة فكان ذلك سببا في جلب جحيم الاحتلال.

لا شك أن هذا البلد كان بعد الفتح الإسلامي على منهاج النبوة والسنة الصحيحة، وأن الفكر الصوفي كان غريبا عن هذه الأوطان، لأن جذوره تمد إلى عمق الديانات الوثنية الذي جاء به الحلاج.

إن الصوفية في الجزائر وجدت في المذهب المالكي الصدر الرهب عندما احتضنها أول مرة، ثم انتشرت على حسابه وحساب أتباعه، واستطاعت أن تحول المذهب المالكي إلى مذهب صوفي وأتباعه إلى صوفية رغم أن هذا المذهب في حد ذاته لا يحمل نزعة صوفية ولا فكرة من هذا النوع على الإطلاق. ومن أثاره السلبية التي تركها في حياة الناس وأخلاقهم أنه كان إلى وقت قريب إذا سمعوا اسم عبد القادر الجيلاني اقشعرت نفوسهم وقالوا كما هو معروف بالعامية (أحنا مسلمين ومكتفين لسيدي عبد القادر)، فكانت عقيدة الشيخ هي العقيدة السائدة في البلد وبدون ذكر اسمه كان يعتقد أنه لا يستقر حال الأمة.

أعظم انجاز حققه أقطاب التصوف تمثل في تحويل الناس من مذهب سني إلى مذهب صوفي وبناء قباب لأضرحة شيوخهم في كل تابة من تباب هذا الوطن. هذا هو الحكم الفيصل بالنسبة للتاريخ الصوفي في الجزائر بعيدا عن كل مزايدة وبعيدا عن كل الأهواء والمنطلقات والخلفيات.

فالتصوف كان عاملا في عودة الأمة إلى الوراء، وكاد أن يجعل منها أمة لا تصلح للنضال، بل وضع الحرب ضد الأعداء موضع الجدل والخلاف. وحول الإنسان إلى مخلوق ضعيف ورسخ فيه عقيدة تصرفه عن الاستعداد للمكاره والخطوب. وكان من أخطاء أمراء دويلات الأندلس أنهم زرعوا في بلادهم مذهب الضعفاء من الناس، لأنهم لا يعرضونهم للنيل والقال، ولأنهم يعرفون أن الأقوياء يدخلونهم في مضايق ومجاهل السياسة، فكان انتهاج هذا النوع من السياسة أنها أنجبت المقاتل المرتاب الذي لا يصلح للدفاع عن الوطن ولا يصلح للنضال.

لقد كان المسلمون أقوياء يوم كان شعارهم القرآن فاستطاعوا أن يفتحوا الأوطان ويرهبوا الإمبراطوريات ويهزموا جيوشها في كل موقعة ويقارعوا أي عدوان، ولما تخلوا عن شعاره ورفعوا شعارات هؤلاء الشيوخ أصابهم الخذلان ومنيّوا بالنكسات تلو النكسات وأدى بهم ذلك إلى الانحطاط ومعاطب الهلاك .

لقد سمعنا في الفترات الأخيرة كلاما كثيرا عن عودة الاتجاهات الصوفية إلى الواجهة ـ صوفية إسلامية ويهودية وهندوسية ـ وغيرها أمام تقهقر الحركات السلفية وانهيار بعض الحركات القومية التي سيطرت على المجتمعات طيلة عقود من الزمن. غير أنه من الثابت يقينا أن الحركات السلفية الإسلامية لم تحكم مجتمعا ولا دولة منذ الخلافة الأولى، والذين كانوا يحكمون المجتمعات الإسلامية سلاطين يشهد التاريخ أنهم لم تكن لهم علاقة لا بالسلفية ولا بتطبيق الشريعة وهم الذين جلبوا التنويم الصوفي إلى المجتمعات الإسلامية ومهدوا طريق الأعداء إلى غزو الأوطان الإسلامية واستعانوا بالصليبيين والتتار على إخوانهم.

ووفقا لما ذكرته مصادر تاريخية عديدة فأن شيوخ بعض الزوايا الصوفية كانوا يتعاونون مع الجيش الفرنسي في السر والعلن ضد المقاومة الجزائرية، ومن هؤلاء الذين ذكرتهم تلك المصادر أتباع الزاوية التيجانية التي تعاونت بإخلاص مع إدارة المغتصبين ضد المقاومة وساعدت في احتلال فرنسا لبعض الدول الإفريقية واستعانت بجيشها ضد جهاد الأمير عبد القادر معتبرة وقوفها إلى جانب المحتل الفرنسي موقف بطولي.

فالتيجانية كطريقة دينية ليست لأي كاتب ضغينة ضدها أو ضد غيرها وإنما مشكلتها كطريقة عقدية مع القرآن والسنة النبوية وتفسيراتها الباطنية التي غيرت جميع مفاهيم القرآن والسنة والدين بصفة عامة وجعلت مرتبة الشيخ في بعض الحالات فوق مرتبة الإله يحكم البشر حيا وميتا.

وأما كونها كزاوية متهم رجالها بتعاونهم مع الاحتلال ضد مقاومة ثارت في وجه الاستعمار، فمشكلتها مع التاريخ الذي سجل أحداثا وقعت سواء كانت لأشخاص كانوا قادة أو لمواقفهم من قضية من القضايا.

يقول صاحب كتاب (دراسات في التصوف) الأستاذ إحسان إلهي ظهير: " ونريد أن نذكر في آخر هذا المبحث الخدمات الجليلة التي أداها التيجانيون لدعم الاستعمار الفرنساوي الصليبي... لقد ذكر المؤلف التيجاني صاحب الفتح في الباب السابع تحت عنوان (ذكر كرامات شخينا t) منها: إخباره باستيلاء فرنسا على بلاد الجزائر، وكان كثيرا ما يشير إلى ذلك بما يفيد التحقق بوقوعه تصريحا وتلويحا...

... وعلى ذلك قام التيجانيون في الجزائر والمغرب بالدفاع عن الاستعمار الفرنسي، وتحريض المسلمين على الخنوع والخضوع أمامهم وتسليم البلاد بأيديهم بدون قتال ولا جدال، ومنعهم عن المحاربة والوقوف أمامهم، ففي خطبة ألقاها محمد الكبير شيخ التيجانية في وقته يذكر فيها بعض الخدمات التي قدمها لفرنسا بكل اعتزاز وافتخار، فيقول كما نشرتها مجلة الفتح العدد 275 القاهرة يوم 16 صفر سنة 1350هـ بعنوان ( صاحب السجادة الكبرى يلقي بين يدي فرنسا خطبة الإخلاص)، وهذا نصها:

نشرت جريدة ( لابريس ليبر la presse libre) وهي جريدة فرنسية استعمارية يومية كبرى تصدر في عاصمة الجزائر... خطبة طويلة ألقاها الشيخ (سيدي) محمد الكبير صاحب السجادة الكبرى... بين يدي الكولونيل سيكوني الذي ترأس بعثة من الضباط قامت بنزهة استطلاعية في الجنوب الجزائري، ومهدت (لابريس ليبر) للخطة بكلمة جاء فيها:

وبعدما طافت هذه البعثة العسكرية في مدينة الأغواط، سافرت إلى عين ماضي المركز الأساسي للطريقة الصوفية الكبرى ملبين دعوة رئيس هذه الطريقة المحترمة المبجلة سيدي محمد الكبير، وبعدما طافوا على المدينة وعلى الزاوية ذهبوا إلى القصر العظيم الذي شيد بإيعاز من السيدة الفرنسية مدام أوريلي التيجاني، وفي ردهات هذا القصر الرائعة الجميلة أقيمت مأدبة فخمة فاخرة كبرى لهؤلاء الضباط ولنواب الحكومة العسكرية المحلية بالأغواط وعين ماضي، وفي أثناء شرب الشاي قام حبيبنا حسني سي أحمد بن الطالب، وتلا باسم المرابط سيدي أحمد محمد الكبير صاحب السجادة التيجانية الكبرى خطبة عميقة مستوعبة للخدمات الجليلة الصالحة التي قامت بها الطائفة التيجانية لفرنسا وفي سبيل فرنسا في توطيد الاستعمار الفرنسي، وفي تسهيل مهمة الاحتلال على الفرنسيين، وفي إشارات التعقل كانت تسديها هذه الطريقة لمريدها من (الأحباب).

ثم قالت مجلة الفتح نقلا عن الجريدة الفرنسية الصادرة في الجزائر التي أوردت جانبا كبيرا من الخطبة كلها ثناء لا يحصى ولا يعد على فرنسا المحتلة، فوصفها الخطيب بأنها " أم الوطن الكبرى"، وانهال عليها مدحا وشكرا بما لا يخرج عن معنى ما نسمعه دائما من دعاتها المأجورين، إلى قال: " حتى الأرذال الأوباش أعداء فرنسا الذين ينكرون الجميل، ولا يعترفون لفاضل بفضل، قد اعترفوا لفرنسا بالمدنية والاستعمار، وبأنها حملت عنا ما كان يثقل كواهلنا من أعباء الملك والسيادة، وحملت الأمن والثروة والرخاء والسعادة والهناء ".

ونقلا عن مجلة الفتح يقول صاحب كتاب " دراسات في التصوف: " ولكن المهم من الخطبة هو الجانب الأخير منها، لأنه يحتوي على اعترافات خطيرة مثبتة بتواريخها، ونحن ننقل هذه الاعترافات حرفيا، ونعرضها على صفحات الفتح المجلة التي يثق بها المسلمون جميعا، ولكل مسلم أن يحكم على هذه الاعترافات بما يشاء.

قال الشيخ سيدي محمد الكبير صاحب السجادة الكبرى وهو خليفة الشيخ أحمد التيجاني مؤسس الطريقة، وهذا (الخليفة) يسيطر على جميع أرواح (الأحباب) المريدين التيجانيين في مشارق الأرض ومغلربها: ... إنه من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا ماديا وأدبيا وسياسيا، ولهذا فإني أقول لا على سبيل المنّ والافتخار، ولكن على سبيل الاحتساب والتشرف بالقيام بالواجب... أن تصل بلادنا، وقبل أن تحتل جيوشها الكرام ديارنا.

يقول الشيخ: " ففي سنة 1838م كان جدي سيدي محمد الصغير ـ رئيس التيجانية يومئذ ـ أظهر شجاعة نادرة في مقاومة أكبر عدو لفرنسا، الأمير عبد القادر الجزائري، ومع أن هذا العدو ـ يعني الأمير عبد القادر ـ حاصر بلدتنا عين ماضي، وشدد عليها الخناق ثمانية أشهر، فإن هذا الحصار تم بتسليم فيه شرف لنا نحن المغلوبين، وليس فيه شرف لأعداء فرنسا الغالبين، وذلك أن جدي أبى وامتنع أن يرى وجها لأكبر عدو لفرنسا، فلم يقابل الأمير عبد القادر ".

" وفي سنة 1864م كان عمي سيدي أحمد ـ صاحب السجادة يومئذ ـ مهّد السبيل لجنود (الدوك دو ماك)، وسهل عليهم السير إلى مدينة بسكرة، وعاونهم على احتلالها.

وفي سنة 1870م حمل سيدي أحمد تشكرات الجزائريين للبقية الباقية من جنود (التيرايور) الذين سلموا من واقعة (ريش ـ هوفن) وواقعة (ويسانبور)، ولكي يظهر لفرنسا ولاءه الراسخ وإخلاصه المتين، وليزيل الريب وسوء الظن اللذين ربما كانا بقيا في قلب حكومتنا الفرنسية العزيزة عليه ـ يعني: من حيث كونه مسلما ولو بالاسم فقط ـ برهن على ارتباطه بفرنسا ارتباطا قلبيا، فتزوج في أمد قريب بالفرنسية الآنسة أوريلي بيكار، وبفضل هذه السيدة ـ نعترف به مقرونا مع الشكر ـ تطورت منطقة كوردان وهي ضاحية من ضواحي عين ماضي من أرض صحراوية إلى قصر منيف رائع، ونظرا لمجهودات مدام أوريلي التيجاني المادية والسياسية فإن فرنسا الكريمة قد أنعمت عليها بوسام الاحترام من رتبة جوقة الشرف ".

وكان الشيخ أحمد الخليفة على السجادة تزوج سنة 1870م بفرنسية مسيحية كاثوليكية تسمى (أوريلي)، وهو أول جزائري تزوج بأجنبية مسيحية، وذكرت بعض المصادر التاريخية أنها كانت إحدى العيون الفرنسية في الجنوب بعد احتلالها للجزائر سنة 1830م. لقد كتبت كتابا بالفرنسية أسمته ( أميرة الرمال) تعني نفسها، ملأته بالمطاعن والمثالب على الزاوية التيجانية، وأهم ما ذكرت فيه أن الشيخ أحمد التيجاني الحفيد تزوجها على يد الكاردينال (لافيجري) وفقا لطقوس الديانة المسيحية باعتبار قانون الزواج الفرنسي كان يومذاك دينيا مسيحيا وليس مدنيا، ولما توفي زوجها الشيخ أحمد التيجاني، تزوجها بعده خليفته على السجادة أخوه سيدي علي التيجاني. ولما كرمت سلطة الاحتلال الفرنسي السيدة (أوريلي) بوسام الشرف نظرا للمجهود العظيم الذي خدمت بها فرنسا في تكريس الاحتلال، والأهداف التي تحققت على يدها ، ما لم يستطع تحقيقها الرجال، قالت الحكومة الفرنسية وقتذاك في بعض تقاريرها الرسمية كما ذكر في كتاب (دراسات في التصوف) ما نصه: " لأن السيدة قد أدارت الزاوية التيجانية الكبرى إدارة حسنة كما تحب فرنسا وترضى، ولأنها كسبت للفرنسيين مزارع خصبة ومراعي كثيرة، لولاها ما خرجت من أيدي العرب الجزائريين (التيجانيين)، ولأنها ساقت إلينا جنودا مجندة من أحباب هذه الطريقة ومريديها يجاهدون في سبيل فرنسا صفا كأنهم بنيان مرصوص".

يقول صاحب الكتاب كما ورد في المجلة ونقلا عن الجريدة الفرنسية على عهد الاحتلال: واليوم تعيش هذه السيدة في مزرعة كبرى لها في ضواحي مدينة بلعباس، عيشة المترفين ذوي الرفاهية والنعيم، وهي الآن لم تقطع بالزاوية التيجانية، بل لا تزال تسيطر عليها، وتقبض على أزمتها، ومع أن الأحباب التيجانيين يتبركون بهذه السيدة ويتمسكون بآثارها ويتيممون لصلواتهم على التراب الذي تمشي عليه، ويسمونها " زوج السيدين" فإنها لا تزال مسيحية كاثوليكية إلى هذه الساعة، ومن العجيب أن إحدى وستين سنة قضتها كلها في الإسلام وبين المسلمين، لم تغير من مسيحيتها شيئا، وهذا دليل على ما كانت عليه تكنه في قلبها لهؤلاء (الأحباب) الذين حكموها في رقابهم وأموالهم". عن كتاب دراسات في التصوف للأستاذ إحسان إلهي ظهير

وهذا دليل قاطع على أن الشيخ لم يتزوجها وفقا للشريعة الإسلامية ولم تنطق بالشهادتين رغم مزاعم أحد أحفاده الذي حاول تزييف الحقائق التاريخية عند تدخله في حوار مباشر مع أساتذة جامعيين على قناة عربية مدعيا أنه تزوجها وفقا لقوانين الشريعة الإسلامية، وذلك لسبب بسيط وهو أن العقائد الصوفية على العموم تعتبر جميع الديانات دينا واحدا على حد سواء لا فرق بين ما هو وثني وكتابي، ولا تؤمن بشريعة ترى أنها خاصة بعمل أهل الظاهر الذي يخالف أحكام أهل الحقيقة (الباطن). فضلا عن أن السيدة أوريلي كما ذكر الأساتذة في تدخلاتهم في موضوع خاص بتاريخ الأمير عبد القادر أنها لما رحلت إلى سيدي بلعباس أعادتها السلطات الفرنسية إلى عين ماضي لتكون لها عينا دائمة على الجنوب الجزائري.

وتظهر هذه المصادر بعض اعترافات الشيخ محمد الكبير بأن الموت في سبيل فرنسا كان يعتبر شهادة في سبيل الله كما قال: " في سنة 1881م كان (مقاديمنا) سي عبد القادر بن حميدة مات شهيدا مع (الكولونيل فلانير) حيث كان يعاونه على احتلال بعض النواحي الصحراوية...يتبع









 


قديم 2010-12-25, 13:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي




















قديم 2015-10-01, 08:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
M-N-NADJIB
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية M-N-NADJIB
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أشكرك جزيل الشكر علي هذا الموضوع القيم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
للجزائر, أثناء, الاحتلال, التصوف, الفرنسي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc