مقالة المقارنة بين الذاكرة والخيال
المقدمة وطرح المشكلة
من المسائلالنفسية المعقدة التي أراد بها الإنسان إدراك العالم الخارجي ؛ نجد الذاكرة والخيالبحيث تعد الذاكرة ملكة الاسترجاع لماهو ماضي الذي عاشته وتريد استحضاره أما الخيالفهو إبداع لصور من الواقع ويعرف كذلك بالقدرة على بعث الأفكار الجديدة بالذهن ؛ وفيذلك تباينا واتفاقا بينهما بل وتداخل ولضبط كل من الآليتين نتجه إلى مقارنتهما فكيفيتم ذلك ؟
التحليل ومحاولة حل المشكلة
الجزء الأول .. أوجهالاختلاف
الاختلاف بين الذاكرة والخيال تحدده جملة من الفرو قات وعلى رأسهاظاهرة التخزين لمختلف المعلومات السابقة وهذا الدور تقوم به الذاكرة ولا يقوم بهالخيال الذي هو في الأصل إبداع لصور جديدة من شانها أن تقوي في الذات بعد التصور ؛وتتصل الذاكرة بالشعور كما ترتبط بالمجتمع أو حتى الجوانب الفزيولوجية للدماغ أماالخيال فيريد تجاوز الواقع رغم الخصوبة التي يتميز بها ففي ذلك اندفاع داخل الخيالكما أن الذاكرة ترتبط بمدركات وأحداث سابقة ويبقى التخيل مرتبط بالخيال في بعضالجوانب كما أن الخيال متميز بالحرية وهناك حالات نفسية لا يمكنها أن تكون تذكراوالحالة التي يكون عليها المتخيل ليست هي الحالة التي يكون عليها المتذكر هذامايطرح اختلافا جوهريا بينهما
الجزء الثاني .. أوجه التشابه
تتفق الذاكرة معالتخيل في نقاط كثيرة منها أنهما يتعلقان بالماضي فالذاكرة تعود إلى الماضي كذلكبالنسبة للتخيل فالتذكر يقوم بحفظ الأفكار وفق ترتيب معين وما يستقر في الذاكرة يتمتخيله مما يشير إلى وجه الشبه بينهما والاسترسال النفسي موجود على مستوى الذاكرةكما هو في التخيل ومن هنا تتضح معالم التشابه بينهما والذاكرة شبيهة بالتخيل فيالاستدعاء والاسترجاع فهناك استمرارية للماضي الذي يعينه التخيل بمعنى القولبالتذكر أو التخيل قد يشير إلى الشيء الواحد فالذات المتخيلة هي الذات المتذكرةوالصور تنزل إلى الشعور داخل الذاكرة وداخل التخيل وإعادة الذكرى إلى نصابها فقدتعني تخيلها .
الجزء الثالث ..
أوجه التداخل
بعد عرض أوجه الاختلافوالتشابه يتبين أن هناك تداخل بين الذاكرة والخيال بحيث يقوم اثر الذاكرة عظيم علىمستوى الخيال تماما كما كان يفعل البطل الأسطوري " الدونكيشوت"
الذي كان يستعينبالذاكرة وهذا بتذكر أمجاد الفرسان الذي قرأ لهم وتأثر بهم ويهيم بخياله فالماضيمهيأ يقوم الخيال بإعادة بعثه في الواقع فلا ذاكرة بدون خيال ولا خيال بدون ذاكرةففي ذلك تأثر وتأثير فالذاكرة تعود إلى الماضي والخيال يقوي ملكة التذكر ففيه قوةإبداع تجعل الذاكرة قوية كما أن الخيال وضع نفسي يقود إلى التذكر في مناسبات كثيرةفالذاكرة تستعيد الماضي ليستمر التخيل في بعث الصور المتنوعة الخاتمة وحلالمشكلة
يمكن القول في الختام أن الذاكرة والخيال آليتين نفسيتين تخدم الإنسان ؛فالذاكرة أداة الوعي أما الخيال استمتاع بالفكر والصور إبداعية كانت أو عاديةفالحقيقة النفسية تبنى بهاتين العمليتين في النهاية ومهما يكن فإدراك العالمالخارجي لا يكون بالأمر الهين داخل ذات تصارع من اجل التكيف كما أنها تريد في نفسالوقت أن تتخيل .
أرجوا من الذين يستفدوا من هذه المقالات الدعاء