الأحاديث الصحيحة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأحاديث الصحيحة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-06-26, 04:55   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت أن أبا هريرة كان يتعوذ من سنة الستين؟

السؤال :

روى عن الحاكم وغيره ، عن الأصم ، عن العباس بن الوليد بن زيد ، عن أبيه ، عن جابر، عن عمير بن هانئ أنه حدثه أنه قال : كان أبوهريرة يمشي في سوق المدينة وهو يقول: " اللهم لا تدركني سنة الستين ، ويحكم تمسكوا بصدغي معاوية ، اللهم لا تدركني إمارة الصبيان"

أرجو كلام أهل العلم في صحة هذا الأثر ، وترجيحكم إذا كان علي صحته خلاف ؟


الجواب :

الحمد لله

روى أبو العباس الأصم ، كما في "مجاميع الأجزاء الحديثية- 3" تحقيق نبيل سعد الدين الجزار (ص 94):

قال، أخبرنا العباس بن الوليد، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ عُمَيْرِ بن هانئ أنه حدثه، قال: ( كان أبو هريرة يمشي في سوق المدينة وهو يقول: اللَّهُمَّ! لا تُدْرِكُنِي سَنَةُ السِّتِّينَ، وَيْحَكُمْ تَمَسَّكُوا بصُدْغَي مُعَاوِيَةَ، اللَّهُمَّ لا تُدْرِكْنِي إِمَارَةَ الصِّبْيَانِ ).

ورواه البيهقي عن الحاكم بهذا الإسناد في "دلائل النبوة" (6 / 466).

وهذا إسناد ظاهره الحسن، والوليد بن مزيد قد تابعه في رواية هذا الحديث صدقةُ بنُ خالدٍ عن ابن جابر، روى هذا أبو زرعة في "تاريخه" (1 / 230 - 231) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ عُمَيْرِ بن هانئ قَالَ: ( كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: تَشَبَّثُوا بِصِدْغِي مُعَاوِيَةَ، اللَّهُمَّ لَا تدركني سنة ستين ).

وقد أشار البيهقي إلى صحته عنده؛ في قوله بعد روايته لهذا الحديث من طريق الحاكم:

" وهما – يقصد عليا في خبر له، وأبا هريرة في حديثه هذا- إنما يقولان مثل هذا الشيء ، سمعاه من النبي صلى الله عليه وسلم "

انتهى، من "دلائل النبوة" (6 / 466).

وقد استشهد به الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1 / 216)؛ حيث قال:

" وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ، ولا يصرح به ؛ خوفا على نفسه منهم، كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين ، وإمارة الصبيان .

يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية ، لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة ، فمات قبلها بسنة " انتهى.

وهذا يدل على تصحيحه له.

وينظر أيضا للفائدة : "الأجوبة المرضية" للسخاوي ، مسألة رقم (280) .

ولم نقف على من نص على ضعف هذا الأثر .

والله أعلم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-06-26, 04:59   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كان صلى الله عليه وسلم لا يحب أن تزيد غنمه على المائة

السؤال :

قال ابن القيم في زاد المعاد : وكان له مائة شاة ، وكان لا يحب أن تزيد على مائة ، فإذا زادت بهمة ذبح مكانها أخرى (1/153) ، لمَ كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك؟

الجواب :

الحمد لله

عَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ، قَالَ: ( كُنْتُ وَافِدَ بَنِي الْمُنْتَفِقِ - أَوْ فِي وَفْدِ بَنِي الْمُنْتَفِقِ - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نُصَادِفْهُ فِي مَنْزِلِهِ، وَصَادَفْنَا عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَأَمَرَتْ لَنَا بِخَزِيرَةٍ فَصُنِعَتْ لَنَا، قَالَ: وَأُتِينَا بِقِنَاعٍ -

وَلَمْ يَقُلْ قُتَيْبَةُ (راوي الحديث): الْقِنَاعَ، وَالْقِنَاعُ: الطَّبَقُ فِيهِ تَمْرٌ - ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلْ أَصَبْتُمْ شَيْئًا؟ أَوْ أُمِرَ لَكُمْ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ، إِذْ دَفَعَ الرَّاعِي غَنَمَهُ إِلَى الْمُرَاحِ، وَمَعَهُ سَخْلَةٌ تَيْعَرُ، فَقَالَ: مَا وَلَّدْتَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: بَهْمَةً،

قَالَ: فَاذْبَحْ لَنَا مَكَانَهَا شَاةً، ثُمَّ قَالَ: لَا تَحْسِبَنَّ، وَلَمْ يَقُلْ: لَا تَحْسَبَنَّ، أَنَّا مِنْ أَجْلِكَ ذَبَحْنَاهَا، لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ لَا نُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ، فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً، ذَبَحْنَا مَكَانَهَا شَاةً، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي امْرَأَةً، وَإِنَّ فِي لِسَانِهَا شَيْئًا - يَعْنِي الْبَذَاءَ - قَالَ: فَطَلِّقْهَا إِذًا،

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَهَا صُحْبَةً، وَلِي مِنْهَا وَلَدٌ، قَالَ: فَمُرْهَا يَقُولُ: عِظْهَا، فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ، وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ أُمَيَّتَكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي، عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا )

رواه أبو داود (142)، والحاكم في "المستدرك" (4 / 110) وقال: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ" ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (142).

وهذا الحديث بيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يملك مجموعة من الغنم، وكان لا يتركها تتكاثر حتى تفوق المائة.

فأمّا عدم تركها تتكاثر؛ فالذي يظهر أنّ سبب ذلك راجع إلى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان معرضا عن الدنيا، ولم يكن يتملك منها إلا ما له حاجة إليه، وما سوى ذلك ينفقه في سبل الخير.

عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا يَسُرُّنِي أَنْ لاَ يَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاَثٌ، وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ )

رواه البخاري (2389) ومسلم (991).

وعن أَبي ذَرٍّ، قَالَ: ( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرَّةِ المَدِينَةِ عِشَاءً، اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ! مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبًا، تَأْتِي عَلَيَّ لَيْلَةٌ أَوْ ثَلاَثٌ عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - وَأَرَانَا بِيَدِهِ - ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَقَلُّونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا )

رواه البخاري (6268).

وأما اقتصاره صلى الله عليه وسلم على العدد مائة؛ فحكمة ذلك علمها عند الله تعالى؛ ويمكن أن يقال: إن هذا العدد غير مقصود لذاته، وإنما هذا العدد كان فيه الكفاية ، ولم يكن محتاجا إلى أكثر من ذلك.

جاء في "المنهل العذب المورود" (2 / 87):

" قوله ( لنا غنم الخ) جملة مستأنفة كالتعليل للذبح؛ أي لا نريد زيادتها على المائة؛ لأن هذا القدر كاف لما تدعو إليه الحاجة ، والزيادة عليه ربما جرت إلى الاشتغال بالدنيا ، وهو صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وإن كان معصوما لكنه مشرّع " انتهى.

وقال العظيم آبادي في "عون المعبود" :

"لأن هذا القدر [يعني المائة] كافٍ لإنجاح حاجتي " انتهى .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-26, 05:03   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

كلمة مقحمة في صيغة استغفار وارد عن النبي صلى الله عليه و سلم.

السؤال :

صيغة الاستغفار التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم أن من يقولها يغفر له وإن كان قد تولى من الزحف هل ورد فيها لفظ العظيم أم لم يرد ؟

نرجو التحقيق في ذلك حيث تنشر تلك الصيغة أحيانا ، وفيها لفظ العظيم

وأحيانا بدونه، وتعلمون فضل تلك الصيغة ، وبالتالي أهمية الإتيان بها كما ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم.


الجواب :

الحمد لله


أولا:

أخي الكريم قد أصبت في سعيك للتأكد من ألفاظ هذا الاستغفار؛ لأنه ينبغي للمسلم أن يحافظ على ألفاظ الذكر والدعاء الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يزيد فيها ولا ينقص ، ولا يغير فيها كلمة.

عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ.

قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ.

قَالَ: لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ) رواه البخاري (247) ومسلم (2710).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" واختار المازري وغيره أن سبب الإنكار : أن هذا ذكر ودعاء ، فينبغي فيه الاقتصار على اللفظ الوارد بحروفه ، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف . ولعله أوحي إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات ، فيتعين أداؤها بحروفها .

وهذا القول حسن " انتهى. من "شرح صحيح مسلم" (17 / 33).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" وأولى ما قيل في الحكمة في رده صلى الله عليه وسلم على من قال الرسول بدل النبي : أن ألفاظ الأذكار توقيفية، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به، وهذا اختيار المازري "

انتهى من "فتح الباري" (11 / 112).

ثانيا:

عن أَبِي عُمَر بْن مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ ابْنَ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ مولى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ ) رواه الترمذي (3577).

وقد وردت لفظة "العظيم" في النسخة المطبوعة لسنن الترمذي التي بدأ تحقيقها الشيخ أحمد شاكر ولم يكملها.

لكن لم تثبت هذه اللفظة في النسخ المخطوطة التي اعتمد عليها في تحقيق سنن الترمذي، وإنما وردت في نسخة مخطوطة متأخرة - فرغ منها ناسخها في سنة 1242 هـ - كما أرشد إلى ذلك عصام موسى هادي ، محقق سنن الترمذي طبعة دار الصديق في الصفحة (1058).

ولا نعلم : هل الناسخ أثبت هذه اللفظة اعتمادا منه على نسخة موثوقة لسنن الترمذي، أم كان تصرفه هذا مجرد وهم وسبق قلم؟

ولذا لم يثبتها بشار عواد معروف في تحقيقه لسنن الترمذي (5 / 536). وكذا لم تثبت في طبعة الرسالة (6 / 174).

ومما يؤكد عدم ورودها في سنن الترمذي، أن شيخ الترمذي الذي روى عنه هذا الحديث وهو محمد بن إسماعيل البخاري، قد روى هذا الحديث في "التاريخ الكبير" (3 / 379 - 380) ولم يذكر فيه لفظة "العظيم".

وكذا رواه أبو داود في "السنن" (1517) و ابن سعد في "الطبقات" (7 / 66) وابن أبي خيثمة في "التاريخ" (2 / 692 السفر الثاني) بنفس إسناد البخاري ولم يثبتوا لفظة "العظيم".

فالحاصل :

أن لفظة "العظيم" ليست ثابتة ، في هذا الذكر ، في سنن الترمذي.

لكن وردت في حديث عبد الله بن مسعود في النسخة المطبوعة لمستدرك الحاكم جاء فيها عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثًا، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ ) "

المستدرك" (1 / 511).

لكن الحاكم أخرجه في مكان آخر في المستدرك من غير هذه اللفظة وذلك في (2 / 117 – 118).

ولهذه القرينة ، ولقرائن أخرى رجح الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بأن لفظة "العظيم" مقحمة من بعض النساخ وليست ثابتة في الحديث؛ حيث قال:

" (تنبيه) : لفظة "العظيم" المشار إليها بنقط في حديث الترجمة لم ترد عند السيوطي في "الجامع الكبير"، وقد عزاه للحاكم، فينبغي التثبت منها، لاسيما ولم أرها في شيء من الروايات الأخرى على ضعفها.

... وأما لفظة "العظيم"، فقد بدا لي أنها مقحمة من بعض النساخ للأمور

التالية:

أولا: أنها لم تذكر في "الجامع الكبير" كما تقدم.

ثانيا: لم تذكر أيضا في " الرياض "، وقد عزاه للحاكم كما تقدم.

ثالثا: أنها لم تذكر أيضا في الموضع الثاني من " المستدرك ". والله سبحانه وتعالى أعلم "

انتهى. "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6 / 511 - 512).

وكذا لم يثبتها الحافظ ابن حجر في "اتحاف المهرة" (10 / 438)، ولم ترد كذلك في نسخة "المستدرك" ، طبعة دار التأصيل (3 / 43).

ومما يؤكد أنها مقحمة، أن البيهقي روى هذا الحديث عن الحاكم ، من هذه الطريق ، في كتابه "الدعوات" (1 / 235) ولم يثبتها؛ حيث قال رحمه الله تعالى:

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ الصَّيْرَفِيُّ، بِمَرْوَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثَلَاثًا، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ ) .

وكذا لم ترد في كتاب "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك الحاكم" لابن الملقن (1 / 416).

فالحاصل؛ أن لفظة "العظيم" غير ثابتة في نص هذا الاستغفار.

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 15:32   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



من أوصاف الصراط الواردة في الأحاديث النبوية

السؤال:

ما صحة هذا الحديث - سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نزول (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) أين سنكون. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: سنكون على الصراط. وقت المرور على الصراط لا يوجد إلا ثلاث أماكن فقط: جهنم، الجنة، الصراط.

يقول الرسول صل الله عليه وسلم: يكون أول من يجتاز الصراط أنا وأمتي. أول أمة ستمر على الصراط أمة محمد. تعريف الصراط: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات) لن يكون هناك سوى مكانين: الجنة والنار. ولكي تصل إلى الجنة يجب أن تجتاز جهنم. ينصب جسر فوق جهنم اسمه "الصراط" بعرض جهنم كلها

إذا مررت عليه ووصلت لنهايته وجدت باب الجنة أمامك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف يستقبل أهل الجنة. يا رب جنتك.

مواصفات الصراط: 1- أدق (أرفع) من الشعرة.

2- أحد من السيف

. 3- شديد الظلمة، تحته جهنم سوداء مظلمة (تكاد تميّز من الغيظ).

4- حامل ذنوبك كلها مجسمة على ظهرك، فتجعل المرور بطيئا لأصحابها إذا كانت كثيرة والعياذ بالله، أو سريعا كالبرق إذا كانت خفيفة.

5- عليه كلاليب (خطاطيف) وتحتك (شوك مدبب) تجرح القدم وتخدشها تكفير ذنب الكلمة الحرام والنظرة الحرام...الخ

6- سماع أصوات صراخ عالٍ لكل من تزل قدمه ويسقط في قاع جهنم. الرسول عليه الصلاة والسلام واقف في نهاية الصراط عند باب الجنة

يراك تضع قدمك على أول الصراط، يدعو لك قائلا: (يا رب سلم. يا رب سلم) حبيبي أنت يا رسول الله. يرى العبد الناس أمامه، منهم من يسقط، ومنهم من ينجو ولا يبالي. وقد يرى العبد والده وأمه لكن لا يبالي بهما أيضا، فكل ما يهمه في تلك اللحظة هو نفسه فقط.


الجواب :

الحمد لله

الوارد في السؤال ليس بحديث نبوي شريف بنصه ولفظه، وإنما هو شرح وتوضيح للصراط الذي هو إحدى محطات الآخرة، مجموع من أحاديث عديدة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن صحابته الكرام.

ومن تلك الأحاديث ما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال – في جزء من حديث طويل -:

(ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ.

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الجَسْرُ؟

قَالَ: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ [أي موضع الزلل]، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ، وَكَلاَلِيبُ،

وَحَسَكَةٌ [نبات له ثمر خشن يتعلق بأصواف الغنم وربما اتخذ مثله من حديد وهو من آلات الحرب]

مُفَلْطَحَةٌ [فيه اتساع ، وهو عريض]

لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ، تَكُونُ بِنَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ.

المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ وَالرِّكَابِ.

فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا.

فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الحَقِّ، قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ)

رواه البخاري في "صحيحه" (رقم7439)، ومسلم في "صحيحه" (رقم183)

زاد مسلم: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: (بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ). وبيان معاني الكلمات نقلناه

عن "فتح الباري" (13/429)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو)

رواه البخاري في "صحيحه" (رقم806)، ومسلم في "صحيحه" (رقم182)

وعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ. قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ

وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ. حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحْفًا، قَالَ: وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلاَلِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ بِهِ

فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ. وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا) رواه مسلم في "صحيحه" (رقم401-402)

يقول الإمام القرطبي رحمه الله ، في الرد على من تأول ما ورد في وصف الصراط :

" ... القادر على إمساك الطير في الهواء ، قادر على أن يمسك عليه المؤمن ، فيجريه أو يمشيه، ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا عند الاستحالة، ولا استحالة في ذلك، للآثار الواردة في ذلك، وثباتها بنقل الأئمة العدول (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)" انتهى من "التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص: 758)، وفي طبعة دار المنهاج،

تحقيق الدكتور الصادق بن إبراهيم (2/757-758)

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"إن هذا هو الصراط المستقيم؛ الذي هو أحد من السيف؛ وأدق من الشعر ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور"

انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/375)

ويقول الإمام السخاوي رحمه الله:

".. وعلى كل حال، فنقل أبي سعيد المشار إليه قد ورد تصريح الرفع عن غيره، من طرق متعددة، يقوي بعضها بعضًا، بل أورد الحاكم في مستدركه على الصحيحين بعضها، فأخرج البيهقي وابن المبارك وابن أبي الدنيا وغيرهم جميعًا من حديث عبيد بن عمير رفعه مرسلاً

: (الصراط على جهنم مثل حرف السيف)، وكذا أخرج البيهقي وشيخه الحاكم عن ابن مسعود مرفوعًا: (والصراط كحد السيف) والبيهقي وحده من حديث زياد النميري عن أنس مرفوعًا: (الصراط كحد الشعرة أو حد السيف). ومن حديث يزيد الرقاشي عن أنس رفعه أيضًا: (إنه أدق من الشعرة، أحد من السيف) ولأبي يعلي وابن منيع في مسنديهما عن أبي هريرة مرفوعًا: (الصراط كحد السيف). ولأحمد بن حنبل في مسنده من حديث القاسم عن عائشة في حديث مرفوع

أصله عند أبي داود من حديث الحسن البصري عنها: (ولجهنم جسر، أدق من الشعر، وأحد من السيف)، ولابن أبي الدنيا من حديث رجل من كندة عنها مرفوعًا في حديث: (أن الصراط يستحد حتى يكون مثل شفرة السيف، ويسجر حتى يكون مثل الجمرة). ومن حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أنه قال: (يوضع الصراط يوم القيامة وله كحد الموس)، وحكمه الرفع ... "

انتهى باختصار من "الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية" (3/ 905-907)

والخلاصة :

أن ما ورد في السؤال ثابت المضمون المجمل، صحيح المعاني ، وبعض الألفاظ، وليس بجميع الكلمات والسياقات

وبيان ذلك في الأحاديث النبوية التي سقناها من صحيحي البخاري ومسلم، فمن يقرؤها يدرك ما يكفي إن شاء الله لتصور العظة والعبرة عن "الصراط" الذي هو إحدى محطات الآخرة.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 15:43   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث (لا يزال أهل الغرب ظاهرين)

السؤال:


ما صحة هذا الحديث ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة)؟


الجواب :


الحمد لله

أولا:

الحديث المقصود في السؤال ثبت عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ) .

رواه الإمام مسلم في "صحيحه" رقم (1925) .

، والبزار في "البحر الزخار" (4/57)

وأبو يعلى في "المسند" (2/118)

ونعيم بن حماد في "الفتن" (2/601)

وابن الأعرابي في "المعجم" (1/174)

والشاشي في "المسند" (1/204) .

جميعهم من طريق داود بن أبي هند ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

وهذا إسناد صحيح ، لم نقف على مطعن فيه من قبل أحد من المتقدمين أو المتأخرين .

ولكن الرواة اختلفوا في لفظ الحديث على داود بن أبي هند:

فروي بلفظ (أهل الغرب) – كما سبق تخريجه من الكتب - عن:

1. (نعيم بن حماد، ويحيى بن يحيى) كلاهما عن هشيم، عن داود بن أبي هند

2. (نعيم بن حماد، محمد بن المثنى، محمد بن إسماعيل) ثلاثتهم عن عبد الوهاب، عن داود بن أبي هند.

3. (عمرو بن حكام) عن شعبة، عن داود .

4. عمر بن حبيب ، عن داود .

وروي بلفظ (أهل المغرب)

أخرجه أبو عوانة في "المستخرج" (15/474)

وأبو العرب التميمي في "طبقات علماء إفريقية" (ص10)

وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/75) ، رووه بهذا اللفظ عن:

1. (خضر بن محمد، سعيد بن منصور، سعيد بن سليمان، محمد بن الصباح) أربعتهم ، عن هشيم ، عن داود.

2. نعيم بن حماد ، عن عبد الوهاب ، عن داود .

3. عمرو بن حكام، عن شعبة، عن داود .

4. عمر بن حبيب، عن داود.

يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله:

"وقد روى الدارقطني في "فوائده" حديث سعد بن أبي وقاص ، وقال فيه: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة) ، ورواه عبد بن حميد الهروي، وقال فيه: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة، أو يأتي أمر الله) ورواه بقي بن مخلد في "مسنده" كذلك: (لا يزال أهل المغرب)" انتهى من "المفهم لما

أشكل من تلخيص صحيح مسلم" (3/763) ولم نقف على هذه الروايات فيما وقفنا عليه من الكتب التي سماها.

وهكذا نجد الأمر مشتبها بين اللفظين، يصعب الترجيح فيه بينهما، لما نراه من تشارك وتشابه كبيرين في الرواية عن الرواة أنفسهم، واختلاف التلاميذ في الطبقات المتأخرة يصعب معه الترجيح بين الألفاظ والأوجه.

إلا أن العلماء يميلون إلى الوجه الأول (أهل الغرب)، والسبب فيما يبدو اشتهار هذا اللفظ في كتب أصول السنن الأقدم والأكثر، كصحيح مسلم، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى، وغيرها، بل إن نعيم بن حماد في كتابه "الفتن" يرويه بلفظ (الغرب)، في حين أن من يروي الحديث من طريقه يحكيه عنه بلفظ (المغرب)! الأمر الذي يدل على خطئه.

يقول ابن حجر رحمه الله:

"وقع في بعض طرق الحديث (المغرب) بفتح الميم وسكون المعجمة، وهذا يرد تأويل الغرب بالعرب.

لكن يحتمل أن يكون بعض رواته نقله بالمعنى الذي فهمه، أن المراد الإقليم، لا صفة بعض أهله"

انتهى من "فتح الباري" (13/295) .

ويقول العلامة المعلمي رحمه الله:

"أما ما يحكى أن بعضهم قال "المغرب" فخطأ محض" .

انتهى من "آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني" (12/ 181) .

ثانيا:

وقد اختلف العلماء في بيان (أهل الغرب) هؤلاء، وتحديد هويتهم والتعريف بهم، وذلك على أقوال:

القول الأول:

هم العرب، والعرب يوصفون بأنهم "أهل الغرب"، أي المشهورون باستعمال الدلاء الكبيرة في حاجاتهم المعيشية للمياه، والغرب هو الدلو الكبير. وقد نُقل هذا القول عن الإمام علي بن المديني.

قال يعقوب بن شيبة ، عن علي بن المديني: "الغرب هنا الدلو المذكورة، وأراد العرب؛ لأنهم أصحابها، والمستقون بها، وليست لأحد إلا لهم ولأتباعهم" .

انتهى من "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" (2/ 130) .

القول الثاني:

هم المجاهدون، ومعنى (أهل الغرب) على هذا أي: أهل الحِدَّة، فالغرب هي الحدة هنا، أو كما نقل القاضي عياض: "أهل الغرب: أهل الشدة والجلد. وغرب كل شيء : حَده" .

انتهى من "إكمال المعلم" (6/348) والمجاهدون أهل جلد ومثابرة.

يقول ابن العربي المالكي رحمه الله:

"وقال قوم: هم المخصوصون بالجهاد، المثابرون عليه، [الذين] لا يضعون أسلحتهم، فهم أبداً في غرب، وهي الحدة. خرّج ذلك مسلم، وهذا يكون بجوْب القفار، وخَوْض البحار، تحقيقاً للموعد الحق المذكور حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نَاسٌ مِنْ أُمَّتي عُرضوا علىَّ يرْكبُون ثَبَجَ هذَا الْبَحْرِ الأخْضَرِ غُزاةً في سَبِيلِ الله)، وهذا يدل على طلب تحقيق الموعد من وراء البحار، وقد علم صلى الله عليه وسلم بلوغ الدين هنالك"

انتهى من "القبس في شرح موطأ مالك بن أنس" (ص586).

ويقول العلامة المعلمي رحمه الله:

"قد قيل وقيل، وأقرب الأقوال أن المراد بالغرب الحدة والشوكة في الجهاد، ففي حديث جابر بن سمرة: (لا يزال هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة الخ). وفي حديث جابر بن عبد الله: (...طائفة من أمتي يقاتلون) ونحوه في حديث معاوية، وحديث عقبة بن عامر" .

انتهى من "آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني" (12/ 181).









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 15:46   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

القول الثالث:

هم أهل الشام؛ لأن أهل المدينة كانوا يطلقون على الشام غربا؛ بحكم أن معظم بلاد الشام لا تسامت شمال المدينة في خط مستقيم مباشر، بل لا بد من الميل تجاه الغرب لبلوغ معظم أراضي بلاد الشام، كما أن العراق تميل إلى الشرق عن شمال المدينة المباشر.

واستدلوا عليه بأدلة ثلاثة:

1. حمل كلمة (أهل الغرب) على ظاهرها الغالب الاستعمال الذي يتحدث عن الاتجاه، وأنها غرب الأرض، أولى من حمله على معان أخرى كالحدة ونحوها.

2. الرواية الصريحة التي جاءت بلفظ (أهل المغرب) تدل على أن المقصود هو الاتجاه أيضا.

3. الأحاديث النبوية الأخرى التي تتحدث عن الطائفة الظاهرة إلى قيام الساعة، وهي أحاديث صحيحة مروية في الصحيحين، وقد جاء تفسيرها عن بعض الصحابة والتابعين بأن المقصود بهم أهل الحق في بلاد الشام أو في أكناف بيت المقدس، ففي هذا دليل على تفسير حديث (أهل الغرب) هذا، فالحديث يفسر بعضه بعضا.

قال الإمام أحمد بن حنبل – في تفسير (أهل الغرب)-:

"هم أهل الشام"

انتهى من "مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود- ت رضا" (ص: 228) .

ويقول ابن قدامة رحمه الله :

" ففسر أحمد الغرب في هذا الحديث بالشام ، وإنما فسره بذلك ؛ لأن الشام يسمى مغربا، لأنه مغرب للعراق ، كما يسمى العراق مشرقا، ولهذا قيل: ولأهل المشرق ذات عرق.

وقد جاء في حديث مصرحا به: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله . وهم بالشام) وفي الحديث، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، قال: وهم بالشام. رواه البخاري في "صحيحه". وفي خبر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال طائفة بدمشق ظاهرين) أخرجه البخاري في "التاريخ" . وقد رويت في الشام أخبار كثيرة"

انتهى من "المغني" (9/205) .

تنبيه : حديث أبي هريرة في ذكر "دمشق" : لا يثبت .

وأما قوله في الحديث : " وهم بالشام " ، فليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هو من كلام معاذ بن جبل ، رضي الله عنه .

هذا وقد زاد بعض العلماء من أصحاب هذا القول فقالوا: المقصود أهل الشام، وما وراء بلاد الشام من الغرب كله من أهل الحق والخير. واقتصر آخرون على ذكر بلاد الشام.

يقول القاضي عياض رحمه الله:

"قيل: إنه على ظاهره، وإنما أراد غرب الأرض، قال معاذ في الحديث: "وهم بالشام"، وقد جاء مفسرًا في حديث رواه الطبري: (ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس). وقيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك"

انتهى من "إكمال المعلم" (6/348) .

ويقول الطيبي رحمه الله:

"قيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك، وفيه معجزة ظاهرة؛ فإن هذا الوصف لم يزل بحمد الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلي الآن، ولا يزال حتى يأتي أمر الله تعالي" .

انتهى من "شرح المشكاة" (8/ 2632).

ويقول ابن رجب رحمه الله:

"وقد فسر الإمام أحمد أهل الغرب في هذا الحديث بأهل الشام؛ فإن التشريق والتغريب أمر نسبي، والنبي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا قال هذا بالمدينة، وقد سمى النبي صلّى الله عليه وسلم أهل نجد والعراق : أهل المشرق، فلذلك كانوا يسمون أهل الشام أهل المغرب؛ لأن الشام تتغرّب عن المدينة، كما أن نجدًا تتشرّق عنها. وكانوا يسمون البصرة هِندًا، لأنها من جهة الهند، ومنها يُسلك إِلَى الهند، ولهذا قال خالد لما عزله عمر عن الشام: إن عمر أمرني أن [آتي] الهند. قال الراوي: وكانت الهند عندنا البصرة.

وفسرت طائفة أخرى الغرب المذكور في هذا الحديث بالدلو العظيم، وقالوا: المراد بهم العرب؛ لأنهم يستقون [بالغرب]، وهذا قول علي بن المديني وغيره.

وقد وردت الأحاديث أن [العرب تهلك] في آخر الزمان، فلا يبقى منهم بقية إلا بالشام، فيرجع الأمر إِلَى تفسير الحديث بأهل الشام ... وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التصريح بأن هذه الطائفة المنصورة بالشام"

انتهى باختصار من "مجموع رسائل ابن رجب" (3/ 204) .

ويقول أبو العباس القرطبي رحمه الله:

"وقد روى الدارقطني في "فوائده" حديث سعد بن أبي وقاص، وقال فيه: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة)، ورواه عبد بن حميد الهروي، وقال فيه: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة، أو يأتي أمر الله) ورواه بقي بن مخلد في "مسنده" كذلك: (لا يزال أهل المغرب) كذلك.

قلت: وهذه الروايات تدل على بطلان التأويلات المتقدمة، وعلى أن المراد به أهل المغرب في الأرض، لكن أول المغرب بالنسبة إلى المدينة - مدينة النبي صلى الله عليه وسلم - إنما هو الشام، وآخره: حيث تنقطع الأرض من المغرب الأقصى وما بينهما، كل ذلك يقال عليه: مغرب.

فهل أراد المغرب كله، أو أوله؟ كل ذلك محتمل، لا جرم قال معاذ في الحديث الآخر: (هم أهل الشام). ورواه الطبري وقال: (هم ببيت المقدس).

وقال أبو بكر الطرطوشي - في رسالة بعث بها إلى أقصى المغرب، بعد أن أورد حديثا في هذا المعنى – قال: هل أرادكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أراد بذلك جملة أهل المغرب؛ لما هم عليه من التمسك بالسنة والجماعة، وطهارتهم من البدع والإحداث في الدين، والاقتفاء لآثار من مضى من السلف الصالح" .

انتهى من "المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم" (3/763-764) .

ويقول ابن تيمية رحمه الله:

"النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بهذا الكلام بمدينته النبوية، فغربه ما يغرب عنها، وشرقه ما يشرق عنها؛ فإن التشريق والتغريب من الأمور النسبية؛ إذ كل بلد له شرق وغرب؛ ولهذا إذا قدم الرجل إلى الإسكندرية من الغرب يقولون: سافر إلى الشرق. وكان أهل المدينة يسمون أهل الشام: أهل الغرب، ويسمون أهل نجد والعراق: أهل الشرق، كما في حديث ابن عمر قال: (قدم رجلان من أهل المشرق فخطبا) وفي رواية (من أهل نجد)، ولهذا قال أحمد بن حنبل: أهل الغرب: هم أهل الشام .

يعني : هم أول الغرب ، كما أن نجدا والعراق : أول الشرق، وكل ما يشرق عنها فهو من الشرق، وكل ما يغرب عن الشام ، من مصر وغيرها فهو داخل في الغرب.

وفي الصحيحين: أن معاذ بن جبل قال: في الطائفة المنصورة: (وهم بالشام). فإنها أصل المغرب، وهم فتحوا سائر المغرب، كمصر، والقيروان، والأندلس وغير ذلك.

وإذا كان غرب المدينة النبوية ما يغرب عنها ، فالبيرة ونحوها على مسامتة المدينة النبوية، كما أن حران والرقة وسميساط ونحوها على مسامتة مكة، فما يغرب عن البيرة فهو من الغرب الذين وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم لما تقدم. وقد جاء في حديث آخر في صفة الطائفة المنصورة أنهم بأكناف البيت المقدس ، وهذه الطائفة هي التي بأكناف البيت المقدس اليوم.

ومن يتدبر أحوال العالم في هذا الوقت يعلم أن هذه الطائفة هي أقوم الطوائف بدين الإسلام: علما وعملا وجهادا عن شرق الأرض وغربها؛ فإنهم هم الذين يقاتلون أهل الشوكة العظيمة من المشركين وأهل الكتاب ، ومغازيهم مع النصارى ومع المشركين من الترك ومع الزنادقة المنافقين من الداخلين في الرافضة ، وغيرهم كالإسماعيلية ونحوهم من القرامطة : معروفة معلومة قديما وحديثا.

والعز الذي للمسلمين بمشارق الأرض ومغاربها هو بعزهم، ولهذا لما هزموا سنة تسع وتسعين وستمائة دخل على أهل الإسلام من الذل والمصيبة بمشارق الأرض ومغاربها ما لا يعلمه إلا الله. والحكايات في ذلك كثيرة ليس هذا موضعها"

انتهى من "مجموع الفتاوى" (28/531).

ويقول أيضا رحمه الله:

"كل بلد له غرب وشرق، والاعتبار في لفظ النبي صلى الله عليه وسلم بغرب مدينته، ومن الفرات هو غرب المدينة، فالبيرة ونحوها على سمت المدينة، كما أن حران والرقة وسميساط ونحوها على سمت مكة.

ولهذا يقال: إن قبلة هؤلاء أعدل القبل، بمعنى أنك تجعل القطب الشمالي خلف ظهرك، فتكون مستقبل الكعبة، فما كان غربي الفرات فهو غربي المدينة إلى آخر الأرض، وأهل الشام أول هؤلاء"

انتهى من "منهاج السنة" (7/58).

ويقول السيوطي رحمه الله:

"ومما يؤيد أن المراد بالغرب من الأرض رواية عبد بن حميد، وبقي بن مخلد: (ولا يزال أهل الغرب) ورواية الدارقطني: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة)

قلت: لا يبعد أن يراد بالمغرب مصر؛ فإنها معدودة في الخط الغربي بالاتفاق، وقد روى الطبراني والحاكم وصححه عن عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي) قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر

. وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر، وزاد فيه: (وأنتم الجند الغربي). فهذه منقبة لمصر في صدر الملة، واستمرت قليلة الفتن، معافاة طول الملة، لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار، وما زالت معدن العلم والدين، ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة، ومحط الرحال، ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر" .

انتهى من "شرح السيوطي على مسلم" (4/ 514) .

القول الرابع:

هم العلماء.

يقول الإمام القرطبي رحمه الله :

" سمعت شيخنا الأستاذ المقرئ النحوي المحدث أبا جعفر أحمد بن محمد بن محمد القيسي القرطبي المعروف بابن أبي حجة رحمه الله، يقول في تأويل قوله عليه السلام: (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) إنهم العلماء.

قال: وذلك أن الغرب لفظ مشترك، يطلق على الدلو الكبيرة، وعلى مغرب الشمس، ويطلق على فيضة من الدمع. فمعنى (لا يزال أهل الغرب) أي: لا يزال أهل فيض الدمع من خشية الله عن علم به وبأحكامه ظاهرين، الحديث. قال الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر: 28].

قلت [أي القرطبي]: وهذا التأويل يعضده قوله عليه السلام في صحيح مسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة)، وظاهر هذا المساق أن أوله مرتبط بآخره. والله أعلم" .

انتهى من "تفسير القرطبي" (8/ 297) .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 16:08   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

إشارات إلى كتب الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم

السؤال :

ما الكتب التي تعرض الأحاديث المتفق عليها، ومفردات البخاري، ومفردات مسلم، وتشرح غريب الألفاظ، غير "الجمع بين الصحيحين" للشيخ يحيى اليحى؟

الجواب :


الحمد لله


أولا:

فكرة "الجمع بين الصحيحين" تعني العناية بالمتفق عليه بين الشيخين، البخاري ومسلم، وكذلك العناية بمفردات كل منهما، كما صنع أكثر المؤلفين فيه. فالمتفق عليه جزء من "الجمع بين الصحيحين" وليس مساويا له.

وقد عني جماعة من الأئمة السابقين والباحثين المعاصرين بالتصنيف في هذا الباب، نورد هنا أولا أسماء خمسة من أشهر المصنفين الذين لاقت مصنفاتهم قبولا واشتهارا بين العلماء وطلبة العلم، ثم نتبعها بسرد المصنفات الأخرى. وكثير من هذه المصنفات تشتمل على بيان "غريب الحديث"، وشرح المفردات والكلمات المشكلة.

المصنِّف الأول:

الحميدي، وهو محمد بن فتوح أبي نصر، المتوفى سنة (488هـ)، واسم كتابه "الجمع بين الصحيحين"، وهو من أفضل الكتب للباحث المتخصص في الجمع بين أحاديث الصحيحين، خاصة وأن مؤلفه من العلماء المدققين في العلم، له مؤلفات عديدة تشهد على تحريره وعنايته، أندلسي الأصل من قرطبة، ورحل إلى المشرق للحديث، وكان مختصا بصحبة ابن حزم الظاهري يحمل عنه كتبه، وصفه الذهبي بأنه من "كبار الحفاظ"

كما في "تاريخ الإسلام" (10/617)، وانظر ترجمته عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/79)

وقد أثنى العلماء على كتابه هذا من جهات عدة، أهمها حسن ترتيبه، فقد رتبه على "مسانيد الصحابة"، وليس على الأبواب والموضوعات، ومن المعلوم أن الحفظ على المسانيد أيسر وأسهل منه على الأبواب، وفي داخل كل مسند من مسانيد الصحابة يبدأ بالمتفق عليه بين الشيخين، ثم ما انفرد به البخاري، ثم يورد ما انفرد به مسلم.

ومن جميل صنعه وتسهيل كتابه على الحفاظ والطلاب أنه كان يجمع الأحاديث المتفقة المعنى ، وإن اختلفت ألفاظها ورواياتها قليلا أو كثيرا، الأمر الذي أدى إلى تقليل أعداد الأحاديث المرقمة بالنسبة لكتب الأطراف مثلا. ولكن لزم عن ذلك أنه كان يجعل بعض الأحاديث من "المتفق عليه"، في حين أن غيره كان يعدهما حديثين مختلفين وإن اتفق الصحابي.

ومن أهم ميزاته عنايته ببيان الفرق بين الروايات، والتنبيه على الزيادات المتنية المهمة، وملاحظته للطائف إسنادية من قبيل الأفراد ونحوها.

يقول الحميدي رحمه الله – في مقدمة كتابه -:

"لم أذكر من الإسناد في الأكثر إلا التابع عن الصاحب، أو من روى عنه مما يتعلق بالتراجم للمعرفة به، ولا من المعاد إلا ما تدعو الضرورة إليه لزيادة بيان، أو لمعنى يتصل بما لا يقع الفهم إلا بإيراده.

وربما أضفنا إلى ذلك نبذا مما تنبهنا عليه من كتب أبي الحسن الدارقطني، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر الخوارزمي، وأبي مسعود الدمشقي، وغيرهم من الحفاظ الذين عنوا بالصحيح مما يتعلق بالكتابين، من تنبيه على غرض، أو تتميم لمحذوف، أو زيادة في شرح، أو بيان لاسم أو نسب، أو كلام على إسناد

أو تتبع لوهم بعض أصحاب التعاليق في الحكاية عنهما، ونحو ذلك من الغوامض التي يقف عليها من ينفعه الله بمعرفتها إن شاء الله تعالى"

انتهى من "الجمع بين الصحيحين" (1/74-75)

ويقول محقق الكتاب الدكتور علي البواب:

"الحميدي إذا نقل حديثا عن الصحابي قدم الرواية التي للشيخين، أو التي : الاختلاف بينهما فيها قليل، وهو ينقل الحديث بلفظ أحد الشيخين إن اختلفا، ويميل إلى الرواية الأتم، وقد ينبه على صاحب الرواية، ثم يتبعها بعد ذلك بما جاء في الحديث نفسه من الروايات الأخر عن الراوي نفسه بزيادة أو نقصان أو اختلاف. ثم ما جاء من الحديث عن رواة آخرين، ومع التنبيه إذا كانت الرواية لهما أو لأحدهما، ويسكت أحيانا"

انتهى من "الجمع بين الصحيحين" (1/13)

ويقول أيضا:

"يسعى الحميدي إلى إتمام الحديث ، أو إيراد روايته بالسند الذي جاء ، مختصرا أو مدرجا.

وقد رجع الحميدي في ذلك إلى كتب : المستخرج على الصحيحين للإسماعيلي، والبرقاني، وخلف، وأبي مسعود وغيرهم من المحدثين. ويمتلئ كتابه بأمثله ذلك، منها: أخرج البخاري طرفا منه عن ... لم يزد على هذا. قال الحميدي: وهو بتمامه عند البرقاني من حديث ... وذكره.

وأشير هنا أيضا إلى أن كثيرا من الروايات التي ذكرها الحميدي تختلف عما في طبعتي البخاري ومسلم، كما أنه يشير كثيرا إلى الخلاف في الروايات، وقد يكون بعضها المثبت في الصحيحين عندنا"

. انتهى من "الجمع بين الصحيحين" (1/19)

فتأمل هذه الميزات العديدة، والتحريرات المفيدة للجمع بين أحاديث الصحيحين، التي دفعت الإمام ابن الجوزي رحمه الله أن يقول:

"صار كتابه – لقدره في نفسه – مقدَّما على جميع جنسه"

انتهى من "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (1/6)
وقال ابن الأثير:

"فإنه أحسن في ذكر طرقه، واستقصى في إبراز رواياته، وإليه المنتهى في جمع هذين الكتابين"

انتهى من "جامع الأصول" (1/55)

وقال الذهبي:

"رتبه أحسن ترتيب" كما في "سير أعلام النبلاء" (19/121)

وقد توسع ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (1/300 -311) في الحديث عن منهج الحميدي في كتابه، يمكن الرجوع إليه.

ولا نخلي هذا الثناء هنا عن ملاحظة مهمة أوردها العلماء على عمل الحميدي، كي يكون طالب العلم منها على بينة.

يقول الإمام السخاوي رحمه الله:

"الحميدي ربما يسوق الحديث الطويل ناقلا له من مستخرج البرقاني أو غيره، ثم يقول: اختصره البخاري، فأخرج طرفا منه، ولا يبين القدر المقتصر عليه، فيلتبس على الواقف عليه، ولا يميزه إلا بالنظر في أصله، ولكنه في الكثير يميز ، بأن يقول بعد سياق الحديث بطوله: اقتصر منه البخاري على كذا، وزاد فيه البرقاني مثلا كذا.

ولأجل هذا وما يشبهه، انتقد ابن الناظم وشيخنا دعوى عدم التمييز، خصوصا وقد صرح العلائي ببيان الحميدي للزيادة، وهو كذلك، لكن في بعضها ما لا يتميز كما قررته"

انتهى من " فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" (1/ 61)

وأورد الشيخ صالح أحمد الشامي مجموعة مهمة من الملاحظات، كتفويت بعض "الأحاديث" من أصلها، وإيراد معلقات دون التنبيه عليها، ونقص بعض الروايات، ودمج أخرى دون الإشارة لذلك. يمكن مراجعة هذه الملاحظات في مقدمة "الجامع بين الصحيحين" لصالح الشامي (1/6) الطبعة الثانية.

المصنِّف الثاني:

ابن الخراط، عبدالحق بن عبدالرحمن الإشبيلي، المتوفى سنة (582هـ)، واسم كتابه "الجمع بين الصحيحين"، طبعته دار المحقق في الرياض، سنة 1999م، بتحقيق الدكتور حمد الغماس ، ثم طبعته دار الغرب الإسلامي ، بتحقيق : طه أبو سريح .
عُرف عبدالحق الإشبيلي بالحفظ والإمامة في الحديث والفقه، وخاصة من خلال كتبه "الأحكام الكبرى"، و"الأحكام الوسطى"

و"الأحكام الصغرى" التي ظهرت فيها صنعته الحديثية النقدية، ومعرفته بالعلل وعلوم الإسناد.

اعتمد في جمعه هنا بين الصحيحين "صحيحَ مسلم" كأساس، فابتدأ بحذف الأسانيد والمكرر منه، ثم أتبعه بالنظر في "صحيح البخاري" مقارنة بها، وبيانا للمتفق عليه، وزوائد كل من البخاري ومسلم، يوردها في بابها منبها عليها، وزيادات الروايات بعضها على بعض ، يتحرى الدقة البالغة فيها، غرضه – كما قال – "أن يخف به الكتابان على من أعياه حفظ الأسانيد، واعتمد في العلم بها على التقليد".

قدم كتابه بمقدمة ضافية استغرقت سبع صفحات، كما في المطبوع (1/ ص1-7) وضّح فيها منهجه وطريقته في العرض، وهي طريقة أدق في نظرنا وأرتب من طريقة الحميدي، لأنه التزم ألفاظ صحيح مسلم وترتيبه على الموضوعات، وأضاف ما رآه مناسبا من أبواب البخاري، على خلاف الحميدي الذي كان يذكر ما يراه أوفى باللفظ من الكتابين ، في كل حديث على حدة، ورتب كتابه على المسانيد.

قال محقق الكتاب في مقدمته:

" من قرأ كتابه علم أنه ما ترك شاذة ولا فاذة من روايات الصحيحين إلا اكتنزها في كتابه هذا" (ص/24)

وقال أيضا:

"ومن تحريره أن الحديث إذا كان عند أحد صاحبي الصحيح عن صحابي، وعند الأخر عن صحابي غيره، بين ذلك في موضعه... وهذا من الإمام عبد الحق كاشف للبس الذي يقع فيه البعض من ذكر الحديث متفقا عليه، في حين أنه عند كل من صاحبي الصحيح عن صحابي غير الصحابي الذي عند الآخر" (ص25)

وقال أيضا: "وعلى هذا فنسخة من كتاب الجمع بين الصحيحين للحافظ عبد الحق هي في الواقع نسخة محررة موثقة لمتون الصحيحين، تولى حافظ متقن محقق مدقق تفلية كلماتها، وتوثق من جملها، وروى أصولها عن مؤلفيها بحدثنا وأخبرنا، ثم انتظمها في كتابه هذا ، كما تنتظم درر الجواهر في أسلاك الذهب" (ص26-27)

ولهذه الميزات قال ابن ناصر الدين رحمه الله:

"إن عبد الحق أحسن من جمع بين الصحيحين"

انتهى من "التبيان" (ق135)،

نقلا عن مقدمة محقق كتاب "الجمع بين الصحيحين" للإشبيلي (1/34)

وقال الذهبي:

"عمل الجمع بين الصحيحين بلا إسناد، على ترتيب مسلم، وأتقنه وجوده"

انتهى من "سير أعلام النبلاء" (21/199)

المصنِّف الثالث:

محمد فواد عبدالباقي، المتوفى سنة (1967م)، واسم كتابه "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان"، من أيسر كتب الجمع وأسهلها، وأقربها إلى نفوس المبتدئين من طلبة العلم

ومن اشتغل بالحفظ، اعتمد في إيراد المتن على ألفاظ البخاري، ولكنه رتب الأحاديث على أبواب صحيح مسلم رحمه الله. كما قال في مقدمته الموجزة جدا: "لهذا كان ترتيب صحيح مسلم هو الترتيب الذي توخيته وارتضيته, فأخذت منه أسماء كتبه وأبوابه مع أرقامها، وأخذت من صحيح البخاري نص الحديث الذي وافقه مسلم عليه. وبينت عقب سرد كل حديث موضعه من صحيح البخاري، بذكر اسم الكتاب، وعنوان الباب، مع أرقامها"

ولعل كون مؤلفه من أبناء العصر المتخصصين في الاشتغال بالفهرسة والجمع والترتيب لكتب السنة النبوية - ساعد على تيسير كتاب "اللؤلؤ والمرجان" للقراءة والحفظ، خاصة وأنه أخلاه من إيراد اختلاف الروايات والتنبيه على الفروق بينها، كما لم يتطرق إلى المفردات، ولم يخض في اختلاف نسخ الصحيحين

وهكذا جاء كتابه مقتصرا على تجريد المتفق عليه، خاليا من فوائد كتابي الحميدي والإشبيلي، يمكن أن يكون أساسا للمبتدئ في طلب العلم إذا أراد قراءة المتفق عليه أو حفظ ما يتمكن من حفظه من هذا الكتاب، لكن سيفوته الكثير من الألفاظ والروايات ولا شك؛ لأن المؤلف لم يعتن بسياقها أو التنبيه عليها، والحافظ المبتدئ لا يضره هذا الفوت إن شاء الله.









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 16:09   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المصنِّف الرابع:

صالح أحمد الشامي، باحث معاصر، اسم كتابه "الجامع بين الصحيحين"، طبعته دار القلم في دمشق في العام 1993م في مجلدين، وقد سبقت طباعته طباعة كل من جمع الحميدي والإشبيلي محققين، وكتب مقدمة نبه فيها على العديد من المسائل المهمة في هذا الباب.

رتب كتابه على أبواب موضوعية خاصة به، وقد كان منهجه في مفردات البخاري ومسلم اختيار الرواية الأعم والأشمل، وفي المتفق عليه يقول فيه (1/26-27):

"كانت طريقتي أن أضع أمامي روايات البخاري للحديث، وكذلك روايات مسلم له، ثم أختار النص الذي اتفقا عليه. فإن كان هذا النص هو الأعم والأشمل اكتفيت به، وإلا أشرت إلى الزيادات والفروق في الروايات الأخرى في كل منهما. وحيث كان الحديث متفقا عليه فإني أثبت لفظ البخاري، فإن كان في لفظ مسلم أو سياقه زيادة فائدة، فإني أثبته أيضا أو أشير إلى ذلك حسب مقتضى الحال".

ثم اختصر كتابه هذا بـ "الوافي بما في الصحيحين" ليناسب طلبة العلم الراغبين في حفظ الكتاب بعيدا عن تطويل الروايات وتنوعها.

المصنِّف الخامس:

فضيلة الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى حفظه الله، واسم كتابه "الجمع بين الصحيحين للحفاظ"، مثل مشروعا عمليا – وليس بحثيا – لجمع الأحاديث المتفق عليها، ثم مفردات كل من البخاري ومسلم، بأسهل طريقة، وأيسر عبارة، تقريبا لمن يرغب بحفظ الكتابين، تداوله طلبة العلم مصورا قبل أن يصير الشيخ إلى طبعه، فطبعته دار ابن الجوزي الطبعة الأولى في العام 1424هـ، بين في مقدمته الموجزة جدا منهجه باختصار قائلا:

"المتن هو لفظ البخاري، وكله متفق عليه، إما على لفظه أو على معناه، ما عدا الموضوع بين قوسين ( ) فهو من مفردات البخاري.

كل ما في الحاشية من مفردات مسلم فقط.

كل أبوابه هي أبواب البخاري في صحيحه إلا ما أشرت إليه بنجمة، هكذا:

الشواهد والمتابعات التي ليس فيها أحكام جديدة لم أثبتها هنا إلا يسيرا، ولكن أثبتها كلها في كتاب "الجمع بين الصحيحين للباحثين" انتهى.

ويتضح من هذه المقدمة أن المؤلف قصد الاختصار فعلا على الحافظ كي لا يشق الأمر عليه، وأحال تفصيل الروايات والتنبيه عليها إلى كتاب في طور التأليف جعله "للباحثين"

وقد سجل الباحثون العديد من الملاحظات المهمة على نسخة "الحفاظ" هذه، من قبيل فوات أحاديث برأسها، وإدخال السياقات ببعضها دون تنبيه، وقد روجع الكتاب بعد ذلك من قبل القائمين على المشروع، وصوبت العديد من الملاحظات والحمد لله.

ثانيا:

لدينا مصنفات أخرى مطبوعة في "الجمع بين الصحيحين"، ولكن ما سبق هي الأشهر والأوسع انتشارا، وبعضها عليه مؤاخذات أضعفت منهجيتها البحثية، منها:

1. الجمع بين الصحيحين، للحسن بن محمد الصاغاني، المتوفى سنة (650هـ)، والمسمى "مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية". اقتصر الكتاب على الأحاديث القولية فقط، ويلاحظ عليه أنه رتب الأحاديث فيه على كلمات في أبواب النحو، مبتدئا بمن الموصولة، ثم الاستفهامية، وهكذا، في ترتيب غريب يشق معه على الباحث الوصول إلى الحديث. فضلا عما زاده فيه من أحاديث "مسند الشهاب" للقضاعي وغيره ممزوجا بالصحيحين.

2. "الجمع بين الصحيحين" للموصلي، أبي حفص الموصلي، عمر بن بدر الكردي الحنفي (ت622هـ)، طبعه المكتب الإسلامي (1995م)، بتحقيق صالح أحمد الشامي، لخصه من "جامع الأصول" لابن الأثير، وقد وقع في أخطاء بسبب النقل عن كتاب الحميدي دون التنبه للتفرقة بين ما زاد الحميدي من كتب أخرى، وما هو في الصحيحين حقا، كما لم ينبه على الجمع بين الروايات، وقد بذل المحقق جهدا في سبيل بيان ذلك.

3. "مسند الصحيحين وسنن الصحيحين"، لعبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي، المتوفى سنة (1394هـ)، وقد قسمه إلى قسمين: القسم الأول: مسند الصحيحين، رتبه على مسانيد الصحابة. القسم الثاني: مسند الصحيحين أو مصنف الصحيحين، ورتبه على الأبواب على ترتيب صحيح مسلم. ويسوق الحديث بإسناده، ويعزوه إلى الكتاب والباب في أصله.

4. "زاد المسلم فيما اتفق عليه البخارى ومسلم" لمحمد حبيب الله الشنقيطي، طبعته دار إحياء الكتب العربية في خمسة مجلدات، رتب مؤلفه أحاديث على حروف المعجم، ولم يبين منهجه في جمع الروايات والاختيار بينها.

5. "الجمع بين الصحيحين برواية الإمام مسلم"، ياسر بن إبراهيم السلامة، طبعته دار الوطن في الرياض، (1999م)، وهو كتاب متقن، قدم له الدكتور إبراهيم اللاحم، سرد فيه المؤلف الأحاديث سردا من غير تبويب، والتزم إيراد لفظ مسلم للحديث، وعد من المتفق عليه ما اتفقا على متنهما وإن اختلف الصحابي.

قال في مقدمته (ص12):

"ثم أتبعت كل حديث اتفقا عليه بذكر زيادات الشيخين أو أحدهما في روايات أخرى للحديث، ولا أذكر من الرايات ما كان المعنى فيه موافقا للمعنى المثبت في الأصل، والتغاير إنما هو في التعبير، وإنما اقتصرت على الروايات التي تستقل بمعنى جديد... ثم أذكر الشواهد للحديث إن وجدت" انتهى.

6. "كفاية المسلم في الجمع بين صحيحي البخاري ومسلم" لمحمد أحمد بدوي.

7. "هدي الثقلين في أحاديث الصحيحين" لمحمد لقمان السلفي، دار الداعي، (ط1 عام 2000م)

8. "إرشاد القاري إلى أفراد مسلم عن البخاري" لعبد الله بن صالح العبيلان، طبعته دار غراس في مجلدين، (2002م).
9، 10. "أفراد البخاري" لأبي عمرو عبد الكريم الحجوري، و"أفراد مسلم" له أيضا.

هذا وننبه أخيرا إلى أن المؤلفات في "الجمع بين الصحيحين" كثيرة في تاريخ علوم الحديث عبر القرون، وإنما أوردنا هنا ما نعلمه مطبوعا منها، وأما الآخرون الذين تبين أن لهم مصنفات في "الجمع بين الصحيحين" لكنها في عداد المخطوط أو المفقود، فهم:

الجوزقاني (388هـ)

أبومسعود الدمشقي (401هـ)

ابن الفرات (414هـ)

والقراب (414 هـ)

البرقاني (425هـ)

عمر بن علي الليثي (466هـ)

البغوي (516هـ)

محمد بن حسين الأنصارى الحوضي (532هـ)

عبد الرحمن بن يحيى الإشبيلي (580هـ)

أبوعبدالله محمد بن حسين المري – بوزن غني – (582هـ)

ابن الجوزي (597

ابن زرقون (621

هـ)، أبوجعفر أحمد القرطبي المعروف بابن حجة (643هـ)

المنذري (656هـ)

ابن حجر العسقلاني (852هـ)

ينظر مقدمة تحقيق "الجمع بين الصحيحين" للإشبيلي (1/11-15) وغيرها.

وأما كتاب "جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق" لأبي نعيم عبيد الله بن الحسن الحداد الأصبهاني (517هـ)، طبعته دار النوادر في خمسة مجلدات، فهو في حقيقته مستخرج، وليس جمعا للمتفق عليه مع المفردات.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 16:17   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حَدِيثِ : ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ). رواية ودراية.

السؤال:

جاء في الحديث عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ) ، فما صحة هذا الحديث ؟

وأين ذكر؟


الجواب :

الحمد لله


هذا حديث صحيح ، وله طرق :

فرواه الإمام أحمد (21733)

والفسوي في " المعرفة " (2/290)

والبزار "كشف الأستار" (3332)

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِه ِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي ، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ ) .

وقال البزار : " لا نَعْلَمُهُ رَوَاهُ إِلا أَهْلُ الشَّامِ ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَوَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَهَذَا أَحْسَنُ أَسَانِيدِهِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَرُوِيَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ " انتهى .

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 57):

" رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ ".

وقال محققو المسند : " إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح ".

ورواه أحمد (17775)

والطبراني في " مسند الشاميين "(1357) من طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عن عَمْرو بْن الْعَاصِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي ، أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلَا فَالْإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ

وإسناده ضعيف ، لضعف عبد العزيز بن عبيد الله ، ضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم .

انظر : "التهذيب" (6/348) .

ورواه الطبراني في " الكبير" (14514)

" الأوسط " (2689)

من طريق مُؤَمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّهُمْ أَخَذُوا عَمُودَ الْكِتَابِ فَعَمَدُوا بِهِ إِلَى الشَّامِ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ فَالْأَمْنُ بِالشَّامِ).

مؤمل بن إسماعيل : قال الحافظ في " التقريب " (ص 555): "صدوق سيء الحفظ" .

وقد رواه الطبري في تفسيره (18/ 469):

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال: وحدثنا أبو قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره مرسلا ، وهذا أصح .

ولكن رواه الحاكم (8554)

والطبراني في " الكبير " (14561)

وفي "مسند الشاميين " (308)

والحارث في مسنده (2/944)

وأبو نعيم في " الحلية "(5/252) من طريق سَعِيد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا به مرفوعا .

وقال الحاكم : "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ" ووافقه الذهبي .

ورواه الطبراني في " الكبير " (14545) عن ابن عمرو أيضا ، وفي إسناده ابن لهيعة ، وفيه مقال معروف ، وبعض أهل العلم يحسن حديثه

وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/ 58):

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِأَسَانِيدَ، وَفِي أَحَدِهَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ ، وَقَدْ تُوبِعَ عَلَى هَذَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ ".

ورواه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر والمغرب " (ص296)

والفسوي في " المعرفة " (2/291)

وابن عساكر في " التاريخ " (1/105) عن مدرك بن عبد الله الأزدى- أو أبى مدرك- قال:

" غزونا مع معاوية مصر، فنزلنا منزلا، فقال عبد الله بن عمرو لمعاوية: أتأذن لي أن أقوم في الناس؟ فأذن له ؛ فقام على قوسه ؛ فحمد لله وأثنى عليه ، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: ( رأيت في منامي أن عمود الكتاب حمل من تحت رأسي ، فأتبعته بصرى ، فاذا هو كالعمود من النور يعمد به إلى الشأم ، ألا وإنّ الإيمان إذا وقعت الفتن، بالشأم) ثلاث مرّات ".

ومدرك الأزدي مجهول ، كما في " ميزان الاعتدال "(4/ 86) .

ورواه الطبراني في "الكبير" (7714)

وابن عساكر في " التاريخ " (1/111) من طريق الْوَلِيد بْن مُسْلِمٍ، عَنْ عُفَيْرِ بْنِ مَعْدَانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: (رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ هَوَى بِهِ ، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، وَإِنِّي أَوَّلْتُ أَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ أَنَّ الْإِيمَانَ بِالشَّامِ) .

وعفير بن معدان متروك الحديث ، انظر " الميزان " (3/83) .

وقال الهيثمي في " المجمع " (10/ 58):

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وفِيهِ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ ".

ورواه الطبراني في " مسند الشاميين " (601)

من طريق هِشَام بْن عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ السَّلَامِ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ ، عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَمُودًا أَبْيَضَ ، كَأَنَّهُ لُؤْلُؤَةٌ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ، قُلْتُ: مَا تَحْمِلُونَ؟ قَالَ: عَمُودُ الْإِسْلَامِ أُمِرْنا أَنَ نَضَعَهُ بِالشَّامِ .

وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ الْكِتَابَ اخْتُلِسَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَخَلَّى مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي ، فَإِذَا هُوَ نُورٌ بَيْنَ يَدَيَّ حَتَّى وُضِعَ بِالشَّامِ ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ ، وَلْيَسْتَقِ مِنْ غُدُرِهِ , فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ ).
وهشام بن عمار :

قال الحافظ في " التقريب " (ص 573):

" صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن ".

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب "(4/ 32):

" رواه الطبراني ورواته ثقات ".

ورواه الفسوي في "المعرفة" (2/ 311)

وابن عساكر في "التاريخ" (1/109) من طريق نصر بن محمد بن سليمان عن أبيه مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ السُّلَمِيّ قَالَ: حدثني عبد الله بن أبي قيس قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( رَأَيْتُ عَمُودًا مِنْ نُورٍ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي سَاطِعًا حَتَّى اسْتَقَرَّ بِالشَّامِ ).

ونصر هذا : قال أبو حاتم: ضعيف لا يصدق ، وذكره ابن حبان في الثقات .

" ميزان الاعتدال " (4/ 251).

وقد صحح هذا الحديث البيهقي في "دلائل النبوة" (6/447)

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 31):

" رواه أحمد ورواته رواة الصحيح ".

وصححه أيضا : الحافظ ابن حجر في "الفتح" (12/403)

والألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (3092) ، ومحققو المسند - كما تقدم -

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" قَوْلِهِ (رَأَيْت كَأَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ- وَفِي رِوَايَةٍ - عَمُودَ الْإِسْلَامِ أُخِذَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي فَأَتْبَعْته نَظَرِي فَذُهِبَ بِهِ إلَى الشَّامِ) وَعَمُودُ الْكِتَابِ وَالْإِسْلَامِ مَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ ، وَهُمْ حَمَلَتُهُ الْقَائِمُونَ بِهِ.

وَمِثْلُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ) .

وَمِثْلُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَة ُ). وَفِيهِمَا أَيْضًا عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : (وَهُمْ بِالشَّامِ)" انتهى

من "مجموع الفتاوى" (27/ 42)

والله تعالى أعلم
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 16:20   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ورد ما يدل على أن الحيوانات تستعد يوم الجمعة خوفاً من قيام الساعة ؟

السؤال :

ما الذي يحصل يوم الجمعة بعد الفجر ! شيء مفزع! يا رب لاتقم علينا الساعة ونحنُ غافلين منذ مدة انتشرت رسالة بالواتس ؛ فيها أن الحيوانات تستعد من يوم الجمعة خوفا من يوم القيامة فيا ليت تتأكدون من صحتها ؟

الجواب :


الحمد لله


ما ورد في هذه الرسالة صحيح ، وقد جاء في أحاديث صحاح ، فمنها :

ما رواه النسائي في " السنن " (3/ 127)

وابن حبان في صحيحه ( 2772 )

والحاكم في " المستدرك " (1030 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : " أَتَيْتُ الطُّورَ فَوَجَدْتُ ثَمَّ كَعْبًا ، فَمَكَثْتُ أَنَا وَهُوَ يَوْمًا : أُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُحَدِّثُنِي عَنْ التَّوْرَاةِ .

فَقُلْتُ لَهُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ؛ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ ، إِلَّا ابْنَ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا ؛ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ )

فَقَالَ كَعْبٌ : ذَلِكَ يَوْمٌ فِي كُلِّ سَنَةٍ .

فَقُلْتُ : بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ ..." الحديث .

قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

والحديث صححه الألباني في " إرواء الغليل " برقم : (773)

وفي " التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان " برقم : (2761 )

وفي " الجامع الصغير وزيادته "(5645) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 16:25   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يحتوي كتاب "حصن المسلم" على أحاديث ضعيفة ؟

السؤال:

هل يحتوي حصن المسلم على أحاديث ضعيفة ؟

الجواب :

الحمد لله

كتاب " حصن المسلم " للدكتور سعيد بن علي القحطاني من الكتب المصنفة في باب الأذكار ، وهو كتاب مختصر جامع مفيد ، خفيف الحمل ، غزير الفائدة ، جيد في بابه .

وعامة ما ورد فيه ثابت بالأسانيد الصحيحة والحسنة ، وقد اجتهد مؤلفه في الاقتصار على الصحيح الثابت ما أمكنه ، واعتمد في ذلك على تصحيح أهل العلم بالحديث ، إلا أنه - كأي كتاب - لا يخلو من بعض الأحاديث الضعيفة ، أو المختلف فيها ، وهي نادرة بالنسبة لمجموعه .

فمن هذه الأحاديث :

- زيادة : " إنك لا تخلف الميعاد " الواردة في آخر ذكر الأذان ، رواها البيهقي (1933

وهي زيادة شاذة

كما في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (11/ 293) ،

و "الإرواء" (1/160) ، والحديث ثابت بدونها ، كما رواه البخاري (614) .

- حديث : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ يُمْسِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَعْتَقَ اللَّهُ رُبُعَهُ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَعْتَقَ اللَّهُ نِصْفَهُ، وَمَنْ قَالَهَا ثَلَاثًا أَعْتَقَ اللَّهُ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِهِ، فَإِنْ قَالَهَا أَرْبَعًا أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ) .

رواه أبو داود (5069) ، وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" .

وقد روي الحديث بلفظ : ( مَنْ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَأُشْهِدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، مَنْ قَالَهَا مَرَّةً أَعْتَقَ اللَّهُ ثُلُثَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَعْتَقَ اللَّهُ ثُلُثَيْهِ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ قَالَهَا ثَلَاثًا أَعْتَقَ اللَّهُ كُلَّهُ مِنَ النَّارِ) رواه الحاكم (1920) وصححه بهذا اللفظ ، وبدون التقييد بالصباح والمساء .

وينظر : "السلسلة الصحيحة" (267) .

- حديث : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ ، لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ ) رواه أبو داود (5073) وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" .

- حديث : ( إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ فَتْحَهُ، وَنَصْرَهُ، وَنُورَهُ، وَبَرَكَتَهُ، وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، ثُمَّ إِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ ) رواه أبو داود (5084) وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" .

- حديث حَفْصَةَ، رضي الله عنها: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ ، عِبَادَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ ) رواه أبو داود (5045) ، وهو صحيح دون قوله : (ثلاث مرار) ،

وقد رواه الترمذي (3398) من حديث حذيفة ، وابن ماجة (3877) من حديث ابن مسعود ، وأحمد (18472) من حديث البراء ، بدونها .

وانظر : "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6/ 589) .

- (بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره) . ويرد عليه المهنأ فيقول: (بارك الله لك وبارك عليك ، وجزاك الله خيرا، ورزقك الله مثله، وأجزل ثوابك) .

وليس لهذا أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ذكره النووي رحمه الله في " الأذكار" (ص 289): فقال :

" يُستحبّ تهنئة المولود له ، قال أصحابنا: ويُستحبّ أن يُهَنَّأ بما جاءَ عن الحسن رضي الله عنه أنه علَّم إنساناً التهنئة فقال: قل: باركَ الله لكَ في الموهوب لك، وشكرتَ الواهبَ ، وبلغَ أشدَّه ، ورُزقت برّه .

ويُسْتَحَبُّ أن يردّ على المهنئ فيقول: باركَ الله لك ، وبارَك عليك ، وجزاكَ الله خيراً ، ورزقك الله مثلَه ، أو أجزلَ الله ثوابَك ، ونحو هذا " انتهى .

والمصنف اعتمد على ذلك ، ولم يذكره على أنه حديث مرفوع .

ومع ذلك : فهذه الأحاديث وغيرها مما تُكلم فيه من أحاديث الكتاب : قد صحح غالبها أو حسنه بعض أهل العلم ، كابن باز وعبد القادر الأرناؤوط وغيرهما ، فالخطب فيها يسير ، وللمصنف حجته في إثباتها ، سواء كان مجتهدا في النظر بنفسه في هذه الأحاديث وأسانيدها ، أو كان مقلدا لغيره من أهل العلم المعتبرين ، وتابعه في تصحيحها ، فالخلاف في مثل ذلك مفهوم ، سائغ ، ليس جديدا في مثل هذه الأمور الاجتهادية ، ولا إنكار في مثل ذلك .

فمن ترجح عنده ما ذهب إليه مصنف الكتاب ، أو وثق في حجة المصادر التي اعتمد عليها ، فلا حرج عليه في مثل ذلك .

ومن ترجح عنده ضعف شيء مما أشرنا إليه ، أو غيره ، فترك الالتزام به ، فالأمر واسع أيضا إن شاء الله ، وليأخذ العاقل ما صفا له ، ويدع ما كدر من ذلك الكتاب ، أو غيره .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-29, 16:43   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

يستهزئ ببعض الأحاديث النبوية

السؤال :

عندي سؤال متعلق بالأحاديث ، فقد لاحظت أن هناك بعض الأحاديث السخيفة ، بل إن منها ما هو موجود في " صحيحي البخاري ومسلم "

مثل حديث إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أعطي قوة ثلاثين رجلاً . وأنّ التثاؤب من الشيطان

و الشيطان يبيت على خياشيم الرجل . فعلى الرغم من دعوى أنّ هذه الأحاديث صحيحة

ولكنها في الحقيقة تتعارض مع القرآن الكريم

. يوجد حديث نهى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكذب عليه .

فكيف يمكن لنا القول بأنّ هذه الأحاديث صحيحة ؟

وكيف لنا أن نعلم الصحيح والمكذوب منها ؟


وهل يأمرنا الله أن نتبع صحيحي البخاري ومسلم ؟


الجواب :


الحمد لله


أكثر ما يؤلمنا في مثل هذه الأسئلة ليس هو الشبهة نفسها ، فأفكار الناس كثيرة ، وما يوحيه شياطين الإنس والجن أكثر وأكثر ، ولكن المؤسف حقا أن يتجرأ الناس على النقد وكأنهم من كبار النقاد الذين أفنوا أعمارهم في دراسة الأحاديث والآثار النبوية

وشابت رؤوسهم وهم يدرسون اللغة العربية ، ويتعرفون إلى التاريخ الإسلامي في عصر الرواية ، فأصبحوا مختصين في الحكم على الروايات ، ولا يتورعون عن وصفها بالصدق أو بالكذب ، أو بأنها " أحاديث سخيفة " .

وللأسف هذا ما وقع في السؤال .

والواقع المقابل

أن كل هؤلاء لا يجرؤ أحدهم على الحديث في تاريخ الحضارة الرومانية القديمة مثلا ، ولا يُقدم على التكلم حول خصائص شعب التبت مثلا ، ولا يطرح رأيه فيما يسمعه من أساطير حضارة الفراعنة أيضا ،

فضلا أن يتحدث عن هذه الأمور بروح " الناقد " الذي يستبعد عقله " الفذ " !! صدق بعض الروايات أو كذبها حول هذه القضايا التاريخية ، كل ذلك خوفا أن يفضح نفسه فينكشف جهله وعواره بين المختصين ، والعلماء في هذه المجالات .


أما حين يتعلق الأمر بالتاريخ الإسلامي ، وبالحقبة النبوية المشرفة والمطهرة ، وبعلم هو من أدق العلوم على وجه الأرض ، وهو علم النقد والعلل ، ويرافقه علم اللغة العربية العميق ، فتراه يخوض ويفصل ويطرح رأيه وكأنه إحدى المسلمات ، متجاوزا كل أسباب المنهجية العلمية في البحث والنقد

ومن أهمها دراسة التخصص ، والعناية بكل الظروف المحيطة في الفترة التاريخية التي ينقد مروياتها ، والاطلاع على تفاصيل المناهج النقدية لدى المختصين في هذا الفن ، وهم المحدثون وعلماء العلل.

ونحن نعلم أن كثيرا من الذين ينفثون وساوسهم لا يلبثون أن يقرؤوا بدايات الردود عليهم ، حتى يدركوا أنهم كانوا في جهالة تامة عن أمور مسلمة بديهية في العلوم الشرعية واللغوية ، ولكن شياطين النفوس هي التي تحول بينهم وبين التأني والموضوعية والاعتدال .


فمثلا ، لعل السائل لا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخبر عن نفسه أنه أعطي قوة أربعين أو ثلاثين رجلا ، وإنما هذا تقدير بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من عند أنفسهم ، لما يرونه من قوة بدنية له عليه الصلاة والسلام

قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلاَثِينَ ) رواه البخاري (268) .

فهو كلام بعض الصحابة الكرام من تقديرهم

وهم بشر يخطئون ويصيبون ، ولم ينسبوه إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم ينقلوه عنه ، إنما تحدثوا بذلك على سبيل التقدير أو الاجتهاد الذي يحتمل الصواب والخطأ من عند أنفسهم ،

ومن اعتقد بخطئهم أو مبالغتهم أو اعتقد أن كلامهم لا ينطبق على جميع الأحوال فلا تثريب عليه ، فقد ثبت عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها قَالَتْ : ( إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ ثُمَّ يُكْسِلُ هَلْ عَلَيْهِمَا الْغُسْلُ ؟ وَعَائِشَةُ جَالِسَةٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَأَفْعَلُ ذَلِكَ ، أَنَا وَهَذِهِ، ثُمَّ نَغْتَسِلُ ) رواه مسلم (350) .

ومن اعتقد بصواب تقديرهم فلا تثريب عليه أيضا ، ولكن لا ينسبه أحد إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام .

ثم أين هو التعارض مع القرآن الكريم في هذا الحديث !! فقوته البدنية عليه الصلاة والسلام لم تخرج عن إطار البشرية . وإذا كنتَ تستبعدُ صحة مثل هذا التقدير من بعض الصحابة الكرام فاعلم أن في الناس اليوم من أعطي قوة عشر رجال وأكثر في جماع النساء في اليوم الواحد ، وهي حالات موجودة ومثبتة طبيا وواقعيا ، عرضت علينا وعلى كثير من المفتين ، فلماذا تستغرب هذا التقدير من بعض الصحابة الكرام !!

وإذا كنت تؤمن بنبوته صلى الله عليه وسلم ، وأنه يأتيه الوحي من السماء ، في أمر معجز لا يفسره العلم الحديث ، ولا يؤمن به الماديون الملحدون ، فلماذا تستغرب أمرا يسيرا كهذا ، أن يمنحه الله سبحانه قوة بدنية زائدة !!

ألم تقرأ قول الله عز وجل – عن نبي الله الملك طالوت - : ( وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة/247.

ألم تسمع وتشاهد رجالا خارقي القوى يمارسون بعض التحديات التي يعجز عنها الجمع من الرجال !! وكلها أمور مشاهدة ومنتشرة عبر وسائل العلم اليوم .

حين يدعي أحد من البشر أن خبرا ما يتناقض مع العلم فعليه أولا أن يثبت حقيقة التناقض ، فالعلم الحديث لا يتسرع بالنفي كما يفعل عامة الناس اليوم ، بل يفترض أن المجهول عنده أكثر من المعلوم

وأن النفي مزلة ومظنة للخطأ .

وهكذا الأحاديث الأخرى الواردة في السؤال ، نستغرب أن يدعي أحد معارضتها للقرآن الكريم ، ويبلغ به الحال أن يستهزئ بها ، وهو لا يعلم أساليب اللغة العربية في الدلالة على المعاني

وكأنه لم يقرأ أبدا في بيان العرب وبلاغتهم كيف يشبهون كل سيء بالشيطان وينسبونه إليه، حتى في القرآن الكريم وقع التشبيه على مقتضى بيان العرب . وفي الشعر العربي قول ابن دريد: يبيتُ على مثلِ جمرِ الغضا *** وإنْ باتَ فوقَ مهادٍ وطيِّ . كناية عن شدة الحرقة والألم أو الغضب .

ألا يعلم هذا المستهزئ أن بعض علماء الحديث قالوا إن مبيت الشيطان على خيشوم الإنسان المقصود به تشبيه الأذى والقذر الذي يجتمع في الفم والأنف عقب النوم بالشيطان الذي هو رمز الأذى والقذر.

يقول الإمام القرطبي رحمه الله :

" يحتمل أن يكون ذلك عبارة عما ينعقد من رطوبة الأنف وقذره الموافقة للشيطان ، وهذا على عادة العرب في نسبتهم المستخبث والمستشنع إلى الشيطان ، ، كما قال تعالى : ( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ) الصافات/65. وكما قال الشاعر : ومسنونة زرق كأنياب أغوال . وهي الشياطين .

ويحتمل أن يكون ذلك عبارة عن تكسيله عن القيام إلى الصلاة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( يعقد الشيطان على قافية رأي أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد )، ويكون أمره بالاستنثار أمرا بالوضوء ، كما جاء مفسرا في غير كتاب مسلم : ( فليتوضأ وليستنثر ثلاثا ، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه )"

انتهى من " المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم " (1/483)

ويقول القاضي عياض رحمه الله :

" يحتمل أن يكون هذا على الحقيقة ؛ لأن الأنف أحدُ منافذ الجسم الذي يتوصل إلى القلب منها ، لا سيَّما وليس من منافذ الجسم ما ليس عليه غلق سواه وسوى الأذنين ، وفى الحديث : ( إن الشيطان لا يفتح غلقاً )، وجاء في التثاؤب الأمر بكظمه من أجل دخول الشيطان في الفم حينئذ.

أو يكون على طريق الاستعارة ، فإن ما ينعقد من الغبار ورطوبة الخياشيم من القذارة وضد النظافة التي توافق الشيطان - وهي منه - وأمره بذلك إشارة إلى القيام للوضوء للصلاة ، كما جاء في الآية ، وكما جاء في غسل اليد قبل إدخالها الإناء ، وقد جاء مبينًا في غير كتاب مسلم : ( فليتوضأ وليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه ) "

انتهى من " إكمال المعلم بفوائد مسلم " (2/ 31)

وانظر النووي في " شرح مسلم " (3/127)

والعراقي في " طرح التثريب " (2/53) .

ويقول المناوي رحمه الله :

" أي حقيقة ، أو مجازا عن الوسوسة بالكسل والكلال ... فإذا قام من نومه وترك الخيشوم بحاله استمر الكسل والكلال ، واستعصى عليه النظر الصحيح ، وعسر الخضوع والقيام بحقوق الصلاة وأبوابها "

انتهى من " التيسير بشرح الجامع الصغير " (1/ 72)

ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :

" من أَقرب ما قيل فيها أَن الإِنسان إِذا نام طاف به الشيطان ، وحرص على أَذاه كما جاء في الاستنثار . وأَيضًا هو يحب أَن يضر الإِنسان ، فهو يحرص على قلبه وحواسه ... وعلى خياشيمه ، ولا يمنع أيضًا أَنه تعبدي "

نتهى باختصار من " فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم " (2/59).

فأين هذا المستهزئ من كل هذه السعة اللغوية ، والبيان البلاغي !!

وعلى فرض ترجيح حمل الحديث على ظاهره ، فهل يتصور السائل الشيطان وهيئته التي خلق عليها أصلا ، كي يستنكر شيئا من صفاته وأحواله ، وهل يمكن لأحد أن يتعرف على طريقة مبيت الشيطان في بيته ، حتى يستنكر مبيت الشيطان على خيشوم الإنسان !!

إذا سلمت معنا أن ذلك كله من عالم الغيب الذي لم نطلع على حقيقته ، فلماذا تخوض في أمر لا تملك أدوات الخوض فيه ، وما حالك إلا كمن جلس على شفير بحر هدار ، وأخذ يخمن ما في هذا البحر من عجائب الخلق التي لم يشاهدها ولم يسمع عنها ، فهل تراه سيخرج بنتيجة ولو مكث على حاله مئات السنين !! وهل ترى أحدا يقبل إنكاره كل ما في هذا البحر من العجائب بدعوى أنه لا يتصورها !!

إذن فالعقل السليم يقضي باحترام الحدود التي يضيع إذا تجاوزها ، ويهدر طاقته إذا لم يقف عندها، بل ويقضي أن عالم الغيب له قواعده الخاصة التي تحكمه ، فمن الجهل الواضح محاكمة عالم الغيب بقواعد عالم الشهادة ، والصواب مراعاة الفوارق الهائلة بين العالمين .

ولهذا قال بعض العلماء :

" الحق الأدب دون الكلمات النبوية التي هي مخازن الأسرار الربوبية ، ومعادن الحكم الإلهية ، أن لا يتكلم في هذا الحديث وأخواته بشيء ، فإنه تعالى خص رسوله بغرائب المعاني ، وكاشفه عن حقائق الأشياء ما يقصر عن بيانه باع الفهم ، ويكل عن إدراكه بصر العقل "

انتهى من " التيسير بشرح الجامع الصغير " (1/ 72)

والخلاصة

أن حديث ( أعطي قوة ثلاثين ) من كلام الصحابة

وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم

فلا حرج على من لم يقتنع بما ورد فيه

وأما حديث ( التثاؤب من الشيطان )، وحديث ( يبيت على خيشومه ) فالمقصود منها التنفير عن الكسل الذي يحدثه التثاؤب

والأذى الناتج بعد النوم

ومن فهمها على ظاهرها لم يخالف العقل ولا المنطق .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 04:25   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




درجة حديث صلاة ست ركعات بعد المغرب والمقارنة بين أحكام السيوطي والألباني على الأحاديث

السؤال:

تصاميم دعوية أكتب بها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، السؤال هو : عندما أجد حديثا قال فيه المحدث الألباني " ضعيف ". وقال فيه المحدث السيوطي " صحيح " ماذا أفعل .

هل يجوز نشر هذا الحديث والعمل به

. فهل يجوز العمل بـالحديث التالي : ( مَن صلَّى بعدَ المغربِ ستَ رَكعاتٍ لم يتَكلَّم بينَهنَ بسوءٍ عَدَلنَ عبادةَ ثِنتي عشرةَ سنةً ) [الراوي: أبو هريرة المحدث: النووي – المصدر : الخلاصة - الصفحة أو الرقم: 1/542.

خلاصة حكم المحدث: ضعيف] عندما أقوم بنشر حديث ما أكتب بعده هل أكتب اسم الراوي أم حكم المحدث ما هو الأفضل ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

الحديث الوارد في السؤال يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيمَا بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ عُدِلْنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً )

رواه الترمذي في " جامعه " (435)

وابن ماجه في " السنن " (1167)

ومحمد بن نصر المروزي في " قيام الليل " (87)

وأبو يعلى في " المسند " (10/413)

وابن خزيمة في " الصحيح " (2/207)

والطبراني في " المعجم الأوسط " (1/250)

وابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " (32)

وغيرها من الكتب والأجزاء .

جميعهم من طريق : زيد بن الحباب ، قال : حدثنا عمر بن أبي خثعم ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة به مرفوعًا .

قال الطبراني :

" لم يَروِ هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عمر بن عبد الله ، تفرد به زيد بن الحباب " انتهى .

وهذا حديث ضعيف جدا ، بسبب عمر بن عبد الله بن أبي خثعم :

لذلك قال الإمام الترمذي – عقب روايته الحديث -:

" حديث أبي هريرة حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب ، عن عمر بن أبي خثعم . وسمعت محمد بن إسماعيل – يعني الإمام البخاري – يقول : عمر بن عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث ، وضعفه جدا " انتهى.

وقال أبو زرعة الرازي :

" واهي الحديث ، حدث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث ، لو كانت في خمسمائة حديث لأفسدتها "

انتهى من " الضعفاء لأبي زرعة في أجوبته على أسئلة البرذعي " (2/543) .

وقال ابن حبان :

" كان ممن يروي الأشياء الموضوعات عن ثقات أئمة ، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب "

انتهى من " المجروحين " (2/83).

وقال ابن عدي :

" منكر الحديث "

انتهى من " الكامل " (6/126)

وانظر " تهذيب التهذيب " (7/468).

ثانيا :

لذلك اتفق أئمة الحديث على تضعيف هذا الحديث ورده ، فأورده أكثر من ترجم لعمر بن عبد الله بن أبي خثعم ضمن أمثلة أحاديثه المنكرة ، وضعفه الإمام الترمذي

كما سبق في قوله : " غريب " . وقال ابن العربي : " منكر لا يلتفت إليه "

كما في " عارضة الأحوذي " (1/432)

وضعفه النووي في " الخلاصة " (1/542)

وحكم عليه ابن القيم في "المنار المنيف" (40) بأنه " موضوع "

وضعفه العراقي في " تخريج الإحياء " (1/233)

وقال الشيخ الألباني : " ضعيف جدا "

إذن فالحديث حكمه النكارة والضعف الشديد ، ومثله لا يستدل به حتى في فضائل الأعمال .

ثالثا :

الضعف الشديد لهذا الحديث لا يعني المنع من التطوع بالصلاة بين المغرب والعشاء ، بل الصواب استحباب التنفل المطلق بين العشاءين ( المغرب والعشاء ) وذلك لأدلة عديدة :

الدليل الأول
:
حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، وفيه : ( فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعِشَاءِ )

رواه أحمد في " المسند " (38/353)

والترمذي (3781)

وقال : حسن غريب من هذا الوجه . وصححه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة . والشيخ الألباني في " صحيح الترمذي ".









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 04:26   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الدليل الثاني :

عمل الصحابة والتابعين ، وحرصهم على التنفل في هذا الوقت ، حتى عقد ابن أبي شيبة رحمه الله في " المصنف " (2/14) بابا بعنوان : " في الصلاة بين المغرب والعشاء "، روى فيه عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن عمه ، قال : ساعة ، ما أتيت عبد الله بن مسعود فيها إلا وجدته يصلي

ما بين المغرب والعشاء ، وكان يقول : هي ساعة غفلة .

وروى عن عبد الله بن عمر ، قال : صلاة الأوابين ، ما بين أن يلتفت أهل المغرب ، إلى أن يُثَوَّب إلى العشاء .

الدليل الثالث :

أن الليل يبدأ بغروب الشمس ، فكل تطوع بعده ينال فضل " قيام الليل "

وقد روى ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/15)

عن أنس رضي الله عنه أنه كان يصلي ما بين المغرب والعشاء ، ويقول : هي ناشئة الليل .

الدليل الرابع :

ليس هذا الوقت من أوقات النهي عن الصلاة ، فالأصل جواز الصلاة فيه ، ولا حرج .

الدليل الخامس :

اتفقت مذاهب الفقهاء المعتمدة على استحباب الصلاة في هذا الوقت ، وأنه من أوقات التنفل المعهودة لدى الصالحين .

جاء في " مراقي الفلاح " من كتب الحنفية (ص390):

" ندب ست ركعات بعد المغرب " انتهى.

ويقول النفراوي المالكي رحمه الله :

" ... التنفل بين المغرب والعشاء مرغب فيه ، أي حض عليه الشارع ؛ لما قيل : من أنها صلاة الأوابين ، وصلاة الغفلة "

انتهى من " الفواكه الدواني " (1/198).

ويقول الماوردي رحمه الله :

" روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بين المغرب وعشاء الآخرة . وكان الصالحون من السلف رحمهم الله يصلونها ، ويسمونها صلاة الغفلة ، أي الناس غفلوا عنها وتشاغلوا بالعشاء والنوم ، وهذا كله مختار ، والمداومة عليها أفضل "

. انتهى من " الحاوي الكبير " (2/287).

وجاء في " منار السبيل في شرح الدليل " (1/ 113):

" إحياء ما بين العشاءين من قيام الليل ، قال الإمام أحمد : قيام الليل من المغرب إلى طلوع الفجر ، وعن قتادة عن أنس في قوله تعالى : ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) قال : كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء " انتهى.

ثالثا :

ليست لدينا قاعدة مطلقة في المقارنة بين السيوطي والألباني في الحكم على الحديث ، فالحَكَم بينهما هو الدليل ، والتخريج العملي للحديث مع دراسة أسانيده وأحوال رواته .

ولكن يمكننا إرشاد غير المختصين إلى بعض الأمارات الظنية في الترجيح بينهما فنقول :

إذا سكت السيوطي على الحديث في " الجامع الصغير "، ولم يرمز له بالتصحيح أو التضعيف . وفي الوقت نفسه ضعفه الشيخ الألباني صراحة ، فالأخذ بكلام الشيخ الألباني أولى من حيث الأصل ، ذلك أن سكوت العالم على الحديث ليس تصريحا منه بحكمه ، لا تصحيحا ولا تضعيفا

وكثيرا ما يكون سبب السكوت هو إجراء الحديث على السلامة الأصلية ، أو الاعتماد على النظرة الظاهرية الأولى ، من غير بحث شديد ولا تحرير ، فيقع الخطأ الكثير بسبب ذلك .

أما حكم الشيخ الألباني على الحديث نفسه بالضعف الصريح ، وخاصة في كتبه التي توسع في دراسة الأحاديث فيها ، مثل " سلسلة الأحاديث الضعيفة "

فإنما يطلق الحكم فيها بعد دراسة خاصة ، وبحث شديد وتأمل ، فهو أولى بالصواب ممن حكم على الحديث من حفظه وبادي رأيه . ويتأكد ذلك أيضا إذا كان حكم الألباني على الحديث بالضعف الشديد ، وليس بالضعف اليسير فحسب ، فذلك أدعى للاحتياط في الحديث ، وعدم الاعتماد على سكوت السيوطي عليه في " الجامع الصغير ".

أما إذا وقع الاختلاف في الحكم على الحديث تصريحًا من كل من الإمامين ، السيوطي والألباني ، فتقليد غير المختص للشيخ الألباني ، فيما يبدو لنا : أقرب من تقليد الإمام السيوطي رحمه الله ؛ لما للشيخ الألباني رحمه الله من عناية بالغة بأمر الصنعة الحديثية ، والانكباب على علوم الحديث ، درسا ، ونقدا ، وتخريجا ، وتحقيقا .

ثم ، مع ذلك كله : قرب مأخذ تراث الشيخ الألباني في ذلك .

هذا مع إقرارنا ، بأمر لا يخفى على منصف ، وهو أعلمية السيوطي وتبحره في العلوم كلها ، وتمكنه من كثير من العلوم حفظا وفهما وتصنيفا ، ولا نظن أحدا من المتأخرين يتردد في تقديم السيوطي على الألباني في سعة العلوم ، ليس تعصبا لأي منهما ، ولكن موضوعية في الطرح العلمي المقارن ، وإلا فكل منهما من العلماء الأجلاء المشهود لهم بالعلم والتقوى .

لكن الفضيلة العامة ، والتقديم العام للإمام السيوطي ، لا يمنع أن يكون تراث الشيخ الألباني ، وجهوده ، في جانب معين : أولى وأجدر بالقبول ، على الأقل بسحب ما ظهر لنا من تصانيف الرجلين .

رابعا :

لا بأس بكتابة اسم الراوي أولا بعد نص الحديث ، أو قبل نص الحديث ، كما لا حرج في تقديم حكم المحدث عليه أو تقديمه ، فكل ذلك الأمر فيه واسع ، ومستعمل في الكتب ومتنوع فيها ، ولم نر للمحدثين تفضيلا لصيغة محددة على أخرى .

على أننا ننبه السائل ، أخيرًا ، إلى أن ما في الصحيح المتفق عليه ، على الأقل بين السيوطي والألباني ، وما الجامع الصغير وغيره ، من الصحيح المليح ، ما يسد الثغرة في الجانب الذي تطلبه ، ويغنيك عن الدخول في تلك المضايق
.
والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 04:31   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماذا يفعل المسلم مع اختلاف العلماء في التصحيح والتضعيف ؟

السؤال:

ماذا نفعل إذا اختلف علماء الحديث في تصحيح وتضعيف حديث ما يتعلق بالعبادة ؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

لا فرق عند أهل العلم بين اختلاف العلماء في مسائل الحديث تصحيحا وتضعيفاً وبين اختلافهم في مسائل الفقه ؛ وذلك لأن تصحيح الحديث وتضعيفه خاضع للاجتهاد ، وفيه تفاوت بين العلماء في العلم بأحوال الرجال وطرق الحديث ، فما يعرفه بعضهم من حالٍ للراوي قد يخفى على غيره

وما يقف عليه آخر من شواهد ومتابعات قد لا يتيسر لغيره ، فيختلف حكمهم على الحديث الواحد تبعاً لذلك ، وأحياناً يقف كل واحد منهم على ترجمة الراوي وطرق الحديث ، ويختلف ترجيحهم تصحيحاً وتضعيفاً تبعاً لاجتهادهم في الراجح من حال الرواي ، وفي الراجح من خلو طرق الحديث من الشذوذ والعلة .

قال الإمام الترمذي :

وقد اختلف الأئمة من أهل العلم في تضعيف الرجال كما اختلفوا في سوى ذلك من العلم .

" سنن الترمذي " ( 5 / 756 ) وهو كتاب " العلل " في آخر " السنن " .

وفي بيان أسباب اختلاف العلماء قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

السبب الثالث : اعتقاد ضعف الحديث باجتهاد قد خالفه فيه غيره ، مع قطع النظر عن طريق آخر ، سواء كان الصواب معه أو مع غيره ، أو معهما عند من يقول : كل مجتهد مصيب ؛ ولذلك أسباب :

منها : أن يكون المحدث بالحديث يعتقده أحدهما ضعيفا ؛ ويعتقده الآخر ثقة ، ومعرفة الرجال علم واسع ؛ ثم قد يكون المصيب من يعتقد ضعفه ؛ لاطلاعه على سبب جارح ، وقد يكون الصواب مع الآخر لمعرفته أن ذلك السبب غير جارح ؛ إما لأن جنسه غير جارح ؛ أو لأنه كان له فيه عذر يمنع الجرح .

وهذا باب واسع وللعلماء بالرجال وأحوالهم في ذلك من الإجماع والاختلاف مثل ما لغيرهم من سائر أهل العلم في علومهم .

ومنها : ألا يعتقد أن المحدث سمع الحديث ممن حدث عنه ، وغيره يعتقد أنه سمعه لأسباب توجب ذلك معروفة .

ومنها : أن يكون للمحدث حالان : حال استقامة ، وحال اضطراب ؛ مثل أن يختلط أو تحترق كتبه ، فما حدث به في حال الاستقامة صحيح ، وما حدث به في حال الاضطراب ضعيف ؛ فلا يدري ذلك الحديث من أي النوعين ، وقد علم غيره أنه مما حدث به في حال الاستقامة .

ومنها : أن يكون المحدث قد نسي ذلك الحديث فلم يذكره فيما بعد ، أو أنكر أن يكون حدثه معتقدا أن هذا علة توجب ترك الحديث ، ويرى غيره أن هذا مما يصح الاستدلال به ، والمسألة معروفة ... إلى أسباب أخر غير هذه .

" مجموع الفتاوى " ( 20 / 240 – 242 ) باختصار
.
ثانياً :

أما موقف المسلم من هذا الاختلاف الحاصل بين أهل العلم في التصحيح والتضعيف للحديث الواحد : فهو الموقف ذاته من اختلافهم في الفقه ، فإن كان مؤهلاً للترجيح بين أقوالهم رجَّح ما يراه صواباً من أحد الحكمَين

وإن كان غير مؤهل فواجبه التقليد ، وعليه أن يأخذ بترجيح من يراه أكثر ديناً وعلماً في هذا الباب ، ولا ينبغي أن يغتر بكونه فقيهاً أو أصوليّا أو مفسِّراً ، بل ينبغي أن يكون المقلَّد في التصحيح والتضعيف من أهل هذه الصنعة وهذا الفن ، وهو فن علم الحديث ، ولا حرج عليه فيما يترتب على تقليده

فإن كان الحديث صحيحاً عنده وقلَّده فيه ، وكان يحوي حكماً فقهيّاً فالواجب عليه العمل به ، ولا حرج عليه إن ترك العمل به إن كان الحديث ضعيفاً .

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :

وإذا اختلفت العلماء عليه في الفتيا ، أو فيما يسمع من مواعظهم ونصائحهم مثلاً : فإنه يتبع من يراه إلى الحق أقرب في علمه ودينه .

" لقاء الباب المفتوح " ( اللقاء " 46 " ، سؤال 1136 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
امي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc