وصايا أب لابنته في زمن العولمة والتكنولوجيا

[قنون المربي والأستاذ]

[CENTER]

أيْ بُنيتِي هاكِ وصايا جمعتها وأخرى علمتني أياها التّجربة
بنيتي اِعلمي أن الهاتف الذي بين يديك صغير في حجمه ولكنه حصر العالم داخله بكل سلبياته وإيجابياته.
هو شر إن أسأت استخدامه...يعود عليك بالنفع إن أحسنت استخدامه

بنيتي اِعلمي أن الأنترنت محيط كبير تياراته جارفة... أغواره ساحقةٌ كلًا من لايعرف السباحة...فكوني كالفلك يمخر عبابه ليصنع المِخرتَ وهو الطريق الصحيح البيِّنُ
بنيتي أياك وفتح كل الروابط، فإنَّ بعضها فخ وتدبير، جوْسَسة خبير، هكرٌ وتهكير فدمار وتدمير
أياك وأياكِ ووضع ملفاتك الشخصية بذاكرته، فقد يكون هاتفك مخترق من هِكرٍ فيعمل طواعية لصالحه

بنيتي لاتردِّي على أرقام غير أرقام معارفك، ثم أياك أن تعطي رقم هاتفك لمن لاثقة فيهنَّ
إن أحسست أن شخصا ما وجه هاتفه نحوك وتظاهر بالتحدث فأياك والنظر إليه فقد يلتقط لك صورة وتصبحين فريسة ابتزاز
ثم اِحذري إظهار زينتك في الحفلات ولو كانت لذي القربى من الأهل، فقد تندس غريبة وتفعل فعلتها

بنيتي اِحذري مواقع التواصل مااستطعت، فبعض أصحابها أنشأوها وبأسماء مستعارة، فهم لايثقون في أنفسهم وعليه فلا ثقة فيمن لايثق في نفسه
بنيتي أُعيد وأقول: إن الأنترنت عالم كبير، فاعلمي أن المعظم لايقدم سلعته مجانا، فهنناك مُفسد الطباع والخلائق وهناك من يريد عرض فكره المشبوه...وطالب شهرةٍ، وهنالك، هنالك لمصلحون وهم قلة
فآخر نصيحتي أنْ كوني كالنحلة تطير وتطير لتقف على أشهى الزهرات لتصنع دواءً تشفي به المرضى...فهكذا كوني حيث لاتقعين إلّا على أطيب الصفحات، تُشفيْن وتُشفِينَ
ولا تكوني كالذبابة لاتقع إلّا على الخبائث فتمرض وتُمرض
فهل تعلمت شيئا من هذه النصائح؟
رمضانك مبارك وكل عام وأنت إلى الله أقرب