من أعلام ناحية بن سرور

[hichamabassi]

- المجاهد محمودي محمد بن محمد بن معاش:

نقلا عن كتاب " منطقة بن سرور ..جهاد متصل من الحركة الوطنية الى ثورة التحرير" للدكتور عبد الحميد عباسي
[IMG][/IMG]
ولد الشيخ الإمام محمد محمودي المدعو محمود خلال سنة 1935 بمدينة بن سرور لأبيه الشيخ الشهيد محمد بن السعيد بن معاش وأمه بختة بنت عبد الرحمن ،وكان أكبر أبناء الشيخ الشهيد وكافلهم بعد استشهاده.
تتلمذ على يدي والده الشهيد ورفيق والده الشهيد محمد بن لخضر عباسـي ،وتمكن من حفظ قسط وافر من القرآن الكريم ، كما تهيأ له أن يدرس مبادئ اللغة والتفسير والفقه وأصول الدين وعلم المواريث وبعض المتون الفقهية القديمة ،وكانت لديه في البداية رغبة في الالتحاق بالمدرسة الفرنسية إذا ما سمحت له السلطات الفرنسية بذلك بطبيعة الحال،غير أن والده لم يجاريه في هذه الرغبة بل منعه من ذلك منبها إياه أن اللغة الفرنسية والنظام التربوي الفرنسي سائران إلى الزوال من الجزائر بزوال الاستعمار البغيض إن عاجلا أو آجلا.
أما الوالد فكانت رغبته أن يُعد ابنه الأكبر ويهيئه لمرحلة ما بعد طرد الاستعمار التي كانت تباشيرها تلوح في الأفق القريب، لكن استشهاد الوالد في منتصف سنة 1957 فرض على الابن محمد وضعا جديدا باعد بينه وبين طموحه حيث وجد نفسه فجأة الكافل والعائل لأمه وإخوته، فانطلق لكسب عيشه وعيش عائلته بكد يمينه وعرق جبينه، غير انه لم يلبث أن اعتقل بعد سنة واحدة من وفاة والده من طرف القوات الاستعمارية التي زجت به في غياهب سجن وادي الشعير البغيض سنة 1958 ، ثم نقل إلى سجن "بول غزال" وحوكم بثلاث سنوات سجنا نافذا ومنه نُقل إلى سجن "سركاجي" المعروف، ورب ضارة نافعة كما يقال ،ففي رحاب هذا المعتقل الملئ بالقادة والعلماء واصل الشيخ محمود تعليمه وتحصيله على يد أحد نشطاء جبهة التحرير الذي كان واسع المعرفة والاطلاع في علوم اللغة والفقه وغيرهما .

أطلق سراح الشيخ في جوان 1961 ، ويُنسب له بُعيد ذلك شرف رفع العلم الوطني لأول مرة على الشجرة المقابلة للمسجد العتيق، بعد أن حمله له المجاهد بوذراع المغزي وبقي العلم في عهدة والدته التي تمنطقت به عدة أيام في انتظار اللحظة المواتية،وفي ليلة الفاتح نوفمبر 1961 وفي ساعات الصباح الأولى وفي ظل حضر التجوال المفروض على المدينة تسلل إلى الشجرة وتمكن من وضع العلم في مكانه، وشهد مع رفاقه وأبناء بلدته فرحة الاستقلال العارمة بمسقط رأسه بن سرور يوم الخامس من جويلية 1962 ،وفور عودته من المعتقل اتصل بالعقيد شعباني بجبل الزعفرانية الذي أكرمه وأعطاه بعض المال وطلب منه فتح مدرسة قرآنية ببن سرور وهذا ما حصل ،وظل مُدرسا وإماما بالمسجد العتيق ببن سرور ردحا من الزمن ثم انتقل إلى مدينة "عين الحجل" للمهمة ذاتها ، وختم مشواره العملي بولاية تيبازة التي التحق بها إماما خطيبا عام 1994 وبقي هناك حتى وفاته بها فجر السبت 27 نوفمبر 2004 حين فاضت روحه إلى بارئها ونُقل ليدفن بمسقط رأسه بن سرور في جنازة مهيبة حضرها جمع حاشد من من الرفاق والأصدقاء والمحبين من منطقته والمناطق المجاورة وأدى الصلاة عليه الشيخ الوقور عبد القادر العثماني شيخ الزاوية العثمانية بطولقة .رحم الله الفقيد وجعله إلى جوار الصديقين والشهداء والصالحين.