أصحــاب النبــي صلى الله عليه وسلم للتثبـــيت - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أصحــاب النبــي صلى الله عليه وسلم للتثبـــيت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-11-28, 18:43   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي عباد بن بشر - معه من الله نور

عباد بن بشر - معه من الله نور

عندما نزل مصعب بن عمير المدينة موفدا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليعلم الأنصار الذين بايعوا الرسول على الاسلام، وليقيم بهم الصلاة، كان عباد بن بشر رضي الله عنه واحدا من الأبرار الذين فتح الله قلوبهم للخير، فأقبل على مجلس مصعب وأصغى اليه ثم بسط يمينه يبايعه على الاسلام، ومن يومئذ أخذ مكانه بين الأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.. وانتقل النبي الى المدينة مهاجرا، بعد أن سبقه اليها المؤمنون بمكة. وبدأت الغزوات التي اصطدمت فيها قوى الخير والنور مع قوى الظلام والشر. وفي تلك المغازي كان عباد بن بشر في الصفوف الأولى يجاهد في سبيل الله متفانيا بشكل يبهر الألباب.

بطولته :
ولعل هذه الواقعة التي نرويها الآن تكشف عن شيء من بطولة هذا المؤمن العظيم.. بعد أن فرغ رسول الله والمسلمين من غزوة ذات الرقاع نزلوا مكانا يبيتون فيه، واختار الرسول للحراسة نفرا من الصحابة يتناوبونها وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة. ورأى عباد صاحبه عمار مجهدا، فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظا يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو. ورأى عباد أن المكان من حوله آمن، فلم لا يملأ وقته اذن بالصلاة، فيذهب بمثوبتها مع مثوبة الحراسة..؟! وقام يصلي..

واذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن، احترم عضده سهم فنزعه واستمر في صلاته..! ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته.. ثم ركع، وسجد.. وكانت قواه قد بددها الاعياء والألم، فمدّ يمينه وهو ساجد الى صاحبه النائم جواره، وظل يهزه حتى استيقظ.. ثم قام من سجوده وتلا التشهد.. وأتم صلاته.

وصحا عمار على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له: " قم للحراسة مكاني فقد أصبت".
ووثب عمار محدثا ضجة وهرولة أخافت المتسللين، ففرّوا ثم التفت الى عباد وقال له: " سبحان الله.. هلا أيقظتني أوّل ما رميت"؟؟
فأجابه عباد: " كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها. ووالله، لولا أن أضيع ثغرا أمرني الرسول بحفظه، لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها"..!!

كان عباد شديد الولاء والحب لله، ولرسوله ولدينه.. وكان هذا الولاء يستغرق حياته كلها وحسه كله. ومنذ سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول مخاطبا الأنصار الذين هو منهم: " يا معشر الأنصار.. أنتم الشعار، والناس الدثار.. فلا أوتيّن من قبلكم".

نقول منذ سمع عباد هذه الكلمات من رسوله، ومعلمه، وهاديه الى الله، وهو يبذل روحه وماله وحياته في سبيل الله وفي سبيل رسوله.. في مواطن التضحية والموت، يجيء دوما أولا.. وفي مواطن الغنيمة والأخذ، يبحث عنه أصحابه في جهد ومشقة حتى يجدوه..! وهو دائما: عابد، تستغرقه العبادة.. بطل، تستغرقه البطولة.. جواد، يستغرقه الجود.. مؤمن قوي نذر حياته لقضية الايمان..!!

فضائله :
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
" ثلاثة من الأنصار لم يجاوزهم في الفضل أحد:
" سعد بن معاذ..
وأسيد بن خضير..
وعبّاد بن بشر...

كرامة لعباد بن بشر :
وعرف المسلمون الأوائل عبادا بأنه الرجل الذي معه نور من الله.. فقد كانت بصيرته المجلوّة المضاءة تهتدي الى مواطن الخير واليقين في غير بحث أو عناء.. بل ذهب ايمان اخوانه بنوره الى الحد الذي أسبغوا عليه في صورة الحس والمادة، فأجمعوا على ان عبادا كان اذا مشى في الظلام انبعثت منه أطياف نور وضوء، تضيء له الطريق..

وفي حروب الردة، بعد وفاة الرسول عليه السلام، حمل عباد مسؤولياته في استبسال منقطع النظير.. وفي موقعة اليمامة التي واجه المسلمون فيها جيشا من أقسى وأمهر الجيوش تحت قيادة مسيلمة الكذاب أحسّ عبّاد بالخطر الذي يتهدد الاسلام.. وكانت تضحيته وعنفوانه يتشكلان وفق المهام التي يلقيها عليه ايمانه، ويرتفعان الى مستوى احساسه بالخطر ارتفاعا يجعل منه فدائيا لا يحرص على غير الموت والشهادة..

استشهاده وصدق رؤيته :
وقبل أن تبدأ معركة اليمامة بيوم، رأى في منامه رؤيا لم تلبث أن فسرت مع شمس النهار، وفوق أرض المعركة الهائلة الضارية التي خاضها المسلمون.. ولندع صحابيا جليلا هو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يقص علينا الرؤيا التي رآها عبّاد وتفسيره لها، ثم موقفه الباهر في القتال الذي انتهى باستشهاده.. يقول أبو سعيد: " قال لي عباد بن بشر يا أبا سعيد رأيت الليلة، كأن السماء قد فرجت لي، ثم أطبقت عليّ.. واني لأراها ان شاء الله الشهادة..!!
فقلت له: خيرا والله رأيت..واني لأنظر اليه يوم اليمامة، وانه ليصيح بالأنصار: احطموا جفون السيوف، وتميزوا من الناس..
فسارع اليه أربعمائة رجل، كلهم من الأنصار، حتى انتهوا الى باب الحديقة، فقاتلوا أشد القتال..
واستشهد عباد بن بشر رحمه الله..
ورأيت في وجهه ضربا كثيرا، وما عرفته الا بعلامة كانت في جسده..

هكذا ارتفع عباد الى مستوى واجباته كؤمن من الأنصار، بايع رسول الله على الحياة لله، والموت في سبيله.. وعندما رأى المعركة الضارية تتجه في بدايتها لصالح الأعداء، تذكر كلمات رسول الله لقومه الأنصار: " أنتم الشعار..
فلا أوتيّن من قبلكم"..
وملأ الصوت روعه وضميره..
حتى لكأن الرسول عليه الصلاة والسلام قائم الآن يردده كلماته هذه..
وأحس عباد أن مسؤولية المعركة كلها انما تقع على كاهل الأنصار وحدهم.. أو على كاهلهم قبل سواهم..
هنالك اعتلى ربوة وراح يصيح:
" يا معشر الأنصار..
احطموا جفون السيوف..
وتميزوا من الناس..
وحين لبّى نداءه أربعمائة منهم قادهم هو وأبو دجانة والبراء ابن مالك الى حديقة الموت حيث كان جيش مسيلمة يتحصّن.. وقاتل البطل القتال اللائق به كرجل.. وكمؤمن.. وكأنصاري..

وفي ذلك اليوم المجيد استشهد عباد..
لقد صدقت رؤياه التي رآها في منامه بالأمس..
ألم يكن قد رأى السماء تفتح، حتى اذا دخل من تلك الفرجة المفتوحة، عادت السماء فطويت عليه، وأغلقت؟؟
وفسرّها هو بأن روحه ستصعد في المعركة المنتظرة الى بارئها وخالقها..؟؟
لقد صدقت الرؤيا، وصدق تعبيره لها.
ولقد تفتحت أبواب السماء لتستقبل في حبور، روح عبّاد بن بشر..
الرجل الذي كان معه من الله نور..!!

يتبــــــــــــــــع..............









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-11-28, 18:48   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 سالم مولى أبي حذيفة - بل نعم حامل القرآن

سالم مولى أبي حذيفة - بل نعم حامل القرآن

فضائله :
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوما، فقال: " خذوا القرآن من أربعة: عبدالله بن مسعود..
وسالم مولى أبي حذيفة..
وأبيّ بن كعب..
ومعاذ بن جبل.."

ولقد التقينا من قبل بابن مسعود، وأبيّ،ومعاذ.. فمن هذا الصحابي الرابع الذي جعله الرسول حجّة في تعليم القرآن ومرجعا..؟؟
انه سالم، مولى أبي حذيفة..

كان عبدا رقيقا، رفع الاسلام من شأنه حتى جعل منه ابنا لواحد من كبار المسلمين كان قبل اسلامه شريفا من أشراف قريش، وزعيما من زعمائها..
ولما أبطل الاسلام عادة التبني، صار أخا ورفيقا، ومولى للذي كان يتبناه وهو الصحابي الجليل: أبو حذيفة بن عتبة..
وبفضل من الله ونعمة على سالم بلغ بين المسلمين شأوا رفيعا وعاليا، أهّلته له فضائل روحه، وسلوكه وتقواه.. وعرف الصحابي الجليل بهذه التسمية: سالم مولى أبي حذيفة.
ذلك أنه كان رقيقا وأعتق..
وآمن باله ايمانا مبكرا..
وأخذ مكانه بين السابقين الأولين..

وكان حذيفة بن عتبة، قد باكر هو الآخر وسارع الى الاسلام تاركا أباه عتبة بن ربيعة يجتر مغايظه وهموهه التي عكّرت صفو حياته، بسبب اسلام ابنه الذي كان وجيها في قومه، وكان أبوه يعدّه للزعامة في قريش.. وتبنى أبو حذيفة سالما بعد عتقه، وصار يدعى بسالم بن أبي حذيفة..
وراح الاثنان يعبدان ربهما في اخبات، وخشوع.. ويصبران أعظم الصبر على أذى قريش وكيدها..
وذات يوم نزلت آية القرآن التي تبطل عادة التبني..
وعاد كل متبني ليحمل اسم أبيه الحقيقي الذي ولده وأنجبه..

عدالة الإسلام في المساواة بين الناس :

فـزيد بن حارثة مثل، الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام قد تبناه، وعرف بين المسلمين بزيد بن محمد، عاد يحمل اسم أبيه حارثة فصار زيد بن جارثة ولكنّ سالما لم يكن يعرف له أب، فوالى أبا حذيفة، وصار يدعى سالم مولى أبي حذيفة..

ولعل الاسلام حين أبطل عادة التبني، انما أراد أن يقول للمسلمين لا تلتمسوا رحما، ولا قربى، ولا صلة توكدون بها اخاءكم، أكبر ولا أقوى من الاسلام نفسه.. والعقيدة التي يجعلكم بها اخوانا..!!
ولقد فهم المسلمون الأوائل هذا جيدا..
فلم يكن شيء أحب الى أحدهم بعد الله ورسوله، من اخزوانهم في الله وفي الاسلام..
ولقد رأينا كيف استقبل الأنصار اخوانهم المهاجرين، فشاطروهم أموالهم، ومساكنهم، وكل ما يملكون..!!
وهذا هو الذي رأينا يحدث بين أبي حذيفة الشريف في قريش، مع سالم الذي كان عبدا رقسقا، لا يعرف أبوه..
لقد ظلا الى آخر لحظة من حياتهما أكثر من اخوين شقيقين حتى عند الموت ماتا معا.. الروح مع الروح.. والجسد الى جوار الجسد..!!
تلك عظمة الاسلام الفريدة..
بل تلك واحدة من عظائمه ومزاياه..!!

لقد آمن سالم ايمان الصادقين..
وسلك طريقه الى الله سلوك الأبرار المتقين..
فلم يعد لحسبه، ولا لموضعه من المجتمع أي اعتبار..
لقد ارتفع بتقواه واخلاصه الى أعلى مراتب المجتمع الجديد الذي جاء الاسلام يقيمه وينهضه على أساس جديد عادل عظيم...
أساس تلخصه الآية الجليلة: " ان أكرمكم عند الله أتقاكم"..!!
والحديث الشريف: " ليس لعربي على عجمي فضل الا بالتقوى".. و" ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل الا بالتقوى"..

في هذا المجتمع الجديد الراشد، وجد أبو حذيفة شرفا لنفسه أن يوالي من كان بالأمس عبدا..
بل ووجد شرفا لأسرته، أن يزوج سالما ابنه أخيه فاطمة بنت الوليد بنت عتبة..!!
وفي هذا المجتمع الجديد، والرشيد، الذي هدّم الطبقية الظالمة، وأبطل التمايز الكاذب، وجد سالم بسبب صدقه، وايمانه، وبلائه، وجد نفسه في الصف الأول دائما..!!
أجل.. لقد كان امام للمهاجرين من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء..
وكان حجة في كتاب الله، حتى أمر النبي المسلمين أن يتعلموا منه..!!
وكان معه من الخير والتفوق ما جعل الرسول عليه السلام يقول له: " الحمد لله، الذي جعل في أمتي مثلك"..!!
وحتى كان اخوانه المؤمنين يسمونه: " سالم من الصالحين"..!!

ان قصة سالم كقصة بلال وكقصة عشرات العبيد، والفقراء الذين نفض عنهم عوادي الرق والضعف، وجعلهم في مجتمع الهدى والرشاد أئمة، وزعماء وقادة..
كان سالم ملتقى لكل فضائل الاسلام الرشيد..
كانت الفضائل تزدحم فيه وحوله.. وكان ايمانه العميق الصادق ينسقها أجمل تنسيق.
وكان من أبرز مزاياه الجهر بما يراه حقا..
انه لا يعرف الصمت تجاه كلمة يرى من واجبه أن يقولها..
ولا يخون الحياة بالسكوت عن خطأ يؤدها..

بعد أن فتحت مكة للمسلمين، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض السرايا الى ما حول مكة من قرى وقبائل، وأخبرهم أنه عليه السلام، انما يبعث بهم دعاة لا مقاتلين..
وكان على رأس احدى هذه السرايا خالد بن الوليد..
وحين بلغ خالد وجهته، حدث ما جعله يستعمل السيوف، ويرق الدماء..
هذه الواقعة التي عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم نبأها، اعتذر الى ربه طويلا، وهو يقول: " اللهم اني أبرأ اليك مما صنع خالد"..!!
والتي ظل أمير المؤمنين عمر يذكرها له ويأخذها عليه، ويقول: " ان في سيف خالد رهقا"..
وكان يصحب خالد في هذه السرية سالم مولى أبي حذيفة مع غيره من الأصحاب..
ولم يكد سالم يرى صنيع خالد حتى واجهه بمناقشة حامية، وراح يعدّد له الأخطاء التي ارتكبت..

وخالد البطل القائد، والبطل العظيم في الجاهلية، والاسلام، ينصت مرة ويدافع عن نفسه مرة ثانية ويشتد في القول مرة ثالثة وسالم مستمسك برأيه يعلنه في غير تهيّب أو مداراة..
لم يكن سالم آنئذ ينظر الى خالد كشريف من أشراف مكة.. بينما هو من كان بالأمس القريب رقيقا.
لا.. فقد سوّى الاسلام بينهما..!!
ولم يكن ينظر اليه كقائد تقدّس أخطاؤه.. بل كشريك في المسؤولية والواجب..
ولم يكن يصدر في معارضته خالدا عن غرض، أو سهوه، بل هي النصيحة التي قدّس الاسلام حقها، والتي طالما سمع نبيه عليه الصلاة والسلام يجعلها قوام الدين كله حين يقول: " الدين النصيحة.. الدين النصيحة.. الدين النصيحة".

ولقد سأل الرسول عليه السلام، عندما بلغه صنيع خالد بن الوليد.. سأل عليه السلام قائلا: " هل أنكر عليه أحد"..؟؟
ما أجله سؤالا، وما أروعه..؟؟!! وسكن غضبه عليه السلام حين قالوا له: " نعم.. راجعه سالم وعارضه"..
وعاش سالم مع رسوله والمؤمنين..
لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن عبادة..
وكان اخاؤه مع أبي حذيفة يزداد مع الأيام تفانيا وتماسكا..

جهاده وبطولته :
وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى..
وواجهت خلافة أبي كبر رضي الله عنه مؤامرات المرتدّين..
وجاء يوم اليمامة..
وكانت حربا رهبة، لم يبتل الاسلام بمثلها..
وخرج المسلمون للقتال..
وخرج سالم وأخوه في الله أبو حذيفة..
وفي بدء المعركة لم يصمد المسلمون للهجوم.. وأحسّ كل مؤمن أن المعركة معركته، والمسؤولية مسؤوليته..
وجمعهم خالد بن الوليد من جديد..
وأعاد تنسيق الجيش بعبقرية مذهلة..
وتعانق الأخوان أبو حذيفة وسالم وتعاهدا على الشهادة في سبيل الدين الحق الذي وهبهما سعادة الدنيا والآخرة..
وقذفا نفسيهما في الخضمّ الرّهيب..!!
كان أبو حذيفة ينادي: " يا أهل القرآن.. زينوا القرآن بأعمالكم".
وسيفه يضرب كالعاصفة في جيش مسيلمة الكذاب.
وكان سالم يصيح:" بئس حامل القرآن أنا.. لو هوجم المسلمون من قبلي"..!!
حاشاك يا سالم.. بل نعم حامل القرآن أنت..!!
وكان سيفه صوّال جوّال في أعناق المرتدين، الذين هبوا ليعيدوا جاهلية قريش.. ويطفؤا نور الاسلام..
وهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها.. وكان يحمل بها راية المهاجرين بعد أن سقط حاملها زيد بن الخطاب...
ولما رأى يمناه تبتر، التقط الراية بيسراه وراح يلوّح بها الى أعلى وهو يصيح تاليا الآية الكريمة:
( وكأيّ من نبي قاتل معه ربيّون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)...
ألا أعظم به من شعار.. ذلك الذي اختاره يوم الموت شعارا له..!!

استشهاده رضي الله عنه :
وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل.. ولكن روحه ظلت تتردد في جسده الطاهر، حتى انتهت المعركة بقتل مسلمة الكذاب واندحار جيش مسلمة وانتصار المسلمين..
وبينما المسلمون يتفقدون ضحاياهم وشهداءهم وجدوا سالما في النزع الأخير..
وسألهم: ما فعل أبو حذيفة..؟؟
قالوا: استشهد..
قال: فأضجعوني الى جواره..
قالوا: انه الى جوارك يا سالم.. لقد استشهد في نفس المكان..!!
وابتسم ابتسامته الأخيرة..
ولم يعد يتكلم..!!
لقد أدرك هو وصاحبه ما كانا يرجوان..!!
معا أسلما..
ومعا عاشا..
ومعا استشهدا..
يا لروعة الحظوظ، وجمال المقادير..!!

ثناء سيد الخلق عليه :
عن عائشة قالت:أبطأت على عهد رسول الله ليلة بعد العشاء ثم جئت فقال:"اين كنت؟" قلت: كنت استمع قراءة رجل من أصحابك لم اسمع مثل قراءته و صوته من احد قالت:فقام وقمت معه حتى استمع له ثم التفت الي فقال:"هذا سالم مولي ابر حذيفة, الحمد لله الذي جعل في امتي مثل هذا".

ثناء سيدنا عمر بن الخطاب عليه :
وذهب الى الله، المؤمن الكبير الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يموت: " لو كان سالم حيّا، لوليته الأمر من بعدي"..!!


يتبــــــــــــــــع............










رد مع اقتباس
قديم 2007-11-28, 18:55   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 ثانياً : المسلمات الأوائل رضي الله عنهن

ثانياً : المسلمات الأوائل رضي الله عنهن

حليمة السعدية رضي الله عنها - مرضعة رسول الله صلى الله عليه و سلم



نسبها رضي الله عنها :
هي حليمة بنت أبي ذؤيب و اسمه الحارث بن عبد الله بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن قبيصة بن سعد بن بكر بن هوازن
و هي من قبيلة بني سعد أو هوازن.
و كان زوجها ابن عم لها و هو الحارث بن عبد العزيز بن رفاعة بن ملان ابن ناصرة بن قبيصة و هو أبو رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاع

بركة النبي صلى الله عليه و سلم :

كانت من عادة أشراف العرب إرسال أطفالهم المولودين حديثاً للبادية للرضاعة و تعلم الفصاحة من أهلها و كانت السيدة حليمة رضي الله عنها ممن يخرج التامساً للرضعاء للاستعانة بما يتلقين من الأجر وقد روت رضي الله عنها قصتها فقالت :
" خرجت من منازلنا أنا وزوجي وابن لنا صغير نلتمس الرضعاء في مكة ، وكان معنا نسوة من قومي بني " سعد " قد خرجن لمثل ما خرجت إليه . وكان ذلك في سنة قاحلة مجدبة … أيبست الزرع … وأهلكت الضرع فلم تبق لنا شيئاً . وكان معنا دابتان عجفاوان مسنتان لا ترشحان بقطرة من لبن فركبت أنا وغلامي الصغير إحداهما … أما زوجي فركب الأخرى ، وكانت ناقته أكبر سناً وأشد هزالاً .

وكنا ـ والله ـ ما ننام لحظة في ليلنا كله لشدة بكاء طفلنا من الجوع ، إذ لم يكن في ثديي ما يغنيه … ولم يكن في ضرعي ناقتنا ما يغذيه … ولقد أبطأنا بالركب بسبب هزال أتاننا وضعفها فضجر رفاقنا منا … وشق عليهم السفر بسببنا.

فلما بلغنا مكة وبحثنا عن الرضعاء وقعت في أمر لم يكن بالحسبان … ذلك أنه لم تبق امرأة إلا وعرض عليها الغلام الصغير محمد بن عبد الله … فكنا نأباه لأنه يتيم ، وكنا نقول : ما عسى أن تنفعنا أم صبي لا أب له ؟! وما عسى أن يصنع لنا بجده ؟ !

ثم إنه لم يمض عليا غير يومين اثنين حتى ظفرت كل امرأة معنا بواحد من الرضعاء … أما أنا فلم أظفر بأحد … فلما أزمعنا الرحيل قلت لزوجي : إني لأكره أن أرجع إلى منازلنا وألقى بني قومنا خاوية الوفاض دون أن آخذ رضيعاً فليس في صويحباتي امرأة إلا ومعها رضيع . والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم، ولآخذنه .
فقال لها زوجها : لا بأس عليك ، خذيه فعسى أن يجعل الله فيه خيراً فذهبت إلى أمه وأخذته … ووالله ما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غلاماً سواه .

فلما رجعت به إلى رحلي وضعته في حجري ، والقمته ثديي ، فدر عليه من اللبن ما شاء الله أن يدر بعد أن كان خاوياً خالياً فشرب الغلام حتى روي ثم شرب أخوه حتى روي أيضاً ، ثم ناما … فأضجعت أنا وزوجي إلى جانبهما لننام بعد أن كنا لا نحظى بالنوم إلا غراراً بسبب صبينا الصغير . ثم حانت من زوجي التفاته إلى ناقتنا المسنة العجفاء … فإذا ضرعاها حافلان ممتلئان … فقام إليها دهشاً ، وهو لا يصدق عينيه وحلب منها وشرب . ثم حلب لي فشربت معه حتى امتلأنا رياً وشبعاً . وبتنا في خير ليلة .

فلما أصبحنا قال لي زوجي : أتدرين يا حليمة أنك قد ظفرت بطفل مبارك ؟ !
قلت له : إنه لكذلك وإني لأرجو منه خيراً كثيراً .

ثم خرجنا من مكة فركبت أتاننا المسنة …وحملته معي عليها ؛ فمضت نشيطة تتقدم دواب القوم جميعاً حتى ما يلحق بها أي من دوابهم . فجعلت صواحبي يقلن لي : ويحك يا ابنة أبي ذؤيب ، تمهلي علينا … أليست هذه أتانك المسنة التي خرجتم عليها ؟ !!
فأقول لهن : بلى … والله إنها هي.
فيقلن : والله إن لها لشأنا.

ثم قدمنا منازلنا في بلاد بني " سعد " ، وما أعلم أرضاً من أرض الله أشد قحطاً منها ولا أقسى جدباً . لكن غنمنا جعلت تغدو إليها مع كل صباح فترعى فيها ثم تعود مع المساء … فنحلب منها ما شاء الله أن نحلب ، ونشرب من لبنها ما طاب لنا أن نشرب وما يحلب أحد غيرنا من غنمه قطرة. فجعل بنو قومي يقولون لرعيانهم : ويلكم … اسرحوا بغنمكم حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب . فصاروا يسرحون بأغنامهم وراء غنمنا ؛ غير أنهم كانوا يعودون بها وهي جائعة ما ترشح لهم بقطرة.

ولم نزل نتلقى من الله البركة والخير حتى انقضت سنتا رضاع الصبي … وثم فطامه …

رجاء حليمة أن تود بالنبي صلى الله عليه و سلم :

وكان خلال عاميه هذين ينمو نمواً لا يشبه نمو أقرانه … فهو ما كاد يتم سنتيه عندنا حتى غدا غلاماً قوياً مكتملاً . عند ذلك قدمنا به على أمه ، ونحن أحرص ما نكون على مكثه عندنا ، وبقائه فينا لما كنا نرى في بركته ، فلما لقيت أمه طمأنتها عليه وقلت : ليتك تتركين بني عندي حتى يزداد فتوة وقوة … فإني أخشى عليها وباء مكة … ولم أزل بها أقنعها وأرغبها حتى ردته معنا … فرجعنا به فرحين مستبشرين.

حادثة شق بطن الرسول صلى الله عليه و سلم :

لم يمض على مقدم الغلام المبارك غير أشهر معدودات حتى وقع له أمر أخاف السيدة حليمة رضي الله عنها وهزها هزاً. و تحكي السيدة حليمة رضي الله عنها ما حدث فتقول :
خرج ذات صباح مع أخيه في غنيمات لنا يرعيانها خلف بيوتنا ؛ فما هو إلا قليل حتى أقبل علينا أخوه يعدو ، وقال : الحقا بأخي القرشي ، فقد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه … وشقا بطنه …

فانطلقت أنا وزوجي نغدو نحو الغلام ، فوجدناه ممتقع الوجه مرتجفاً … فاكرمته و التزمه زوجي ، وضممته إلى صدري … وقلت له : مالك يا بني ؟!! فقال : جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني ، وشقا بطني ، والتمسا شيئاً فيه ، لا أدري ما هو ثم خلياني ، ومضيا.

فرجعنا بالغلام مضطربين خائفين. فلما بلغنا خباءنا التفت إلي زوجي وعيناه تدمعان ، ثم قال : إني لأخشى أن يكون هذا الغلام المبارك قد أصيب بأمر لا قبل لنا برده … فألحقيه بأهله ، فإنهم أقدر منا على ذلك.

فاحتملنا الغلام ومضينا به حتى بلغنا مكة ، ودخلنا بيت أمه ، فلما رأتنا حدقت في وجه ولدها، ثم بادرتني قائلة: ما أقدمك بمحمد يا حليمة وقد كنت حريصة عليه ؟! شديدة الرغبة في مكثه عندك؟ فقلت : لقد قوي عوده واكتملت فتوته وقضيت الذي علي نحوه ، وتخوفت عليه من الأحداث ؛ فأديته إليك فقالت آمنة رضي الله عنها : اصدقيني الخبر فما أنت بالتي ترغب عن الصبي لهذا الذي ذكرته ثم مازالت تلح علي ولم تدعني حتى أخبرتها بما وقع له ، فهدأت ثم قالت : وهل تخوفت عليه الشيطان يا حليمة ؟
فقلت : نعم .
فقالت : كلا ، والله ما للشيطان عليه من سبيل … وإن لابني لشأناً … فهل أخبرك خبره ؟
فقلت : بلى …
قالت : رأيت ـ حين حملت به ـ أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من أرض الشام ثم إني حين ولدته نزل واضعاً يديه على الأرض ، رافعاً رأسه إلى السماء
ثم قالت دعيه عنك ، وانطلقي راشدة وجزيت عنه وعنا خيراً.

فمضيت أنا وزوجي محزونين أشد الحزن على فراقه … ولم يكن غلامنا بأقل منا حزنا عليه ، وأسى ولوعة على فراقه.

منزلتها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم :

ولقد آمنت السيدة آمنة رضي الله عنها وصدقت بالكتاب الذي أنزل على ابنها البار الذي أرضعته و قد كان لها رضي الله عنها ذات مكانة في قلب الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم .

فعندما غنم رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوة الطائف الكثير من المغانم و كان معه من سبي هوازن ستة آلاف من الذراري و النساء و كذلك من الإبل و الشياه الشئ الكثير .

و قد اتاه وفد هوازن ممن اسلموا و قالوا له : يا رسول الله غنما في الحظائر عماتك و خالاتك و خواصك. فوقعت الكلمة في قلب رسول الرحمة صلى الله عليه و سلم فهم قد تشفعوا بأمه التي أرضعته رضي الله عنها فلم يرد الرسول صلى الله عليه و سلم شفاعتهم و لكن الغنائم حق للمسلمين فلابد ان يرودوه لهوازن عن طيب نفس منهم فقال لوفد هوازن : " أما ما كان لي و لبني عبد المطلب فهو لكم و إذا أنا صليت الظهر بالناس فقوموا و قولوا : إنا نستشفع برسول الله الى المسلمين و بالمسلمين الى رسول الله في ابنائنا و نسائنا فسأعطيكم عند ذلك و أسأل لكم .

و لما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناس الظهر قام رجال هوازن و تكلموا بالذي أمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " أما ما كان لي و لبني عبد المطلب فهو لكم " و قال المهاجرون : و ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم و قال الانصار : و ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم فردوا لهوازن الغنائم كلها عرفانا منه صلى الله عليه و سلم لأمه رضي الله عنها .

و قد روى أبو داوود عن أبي الطفيل بن عامر بن واثلة الكناني قال : "رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم لحماً بالجعرانة و أنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور إذ أقبلت امرأة دنت الى النبي صلى الله عليه و سلم فبسط لها رداءه فجلست عليه
فقلت : من هي ؟
فقالوا : هذه أمه التي أرضعته .

و هكذا فلقد عاشت حليمة السعدية رضي الله عنها حتى بلغت من الكبر عتياً ثم رأت الطفل اليتيم الذي أرضعته ، قد غدا للعرب سيداً وللإنسانية مرشداً وللبشرية نبياً .

يتبـــــــــــــــــــــــــع..................










رد مع اقتباس
قديم 2007-11-28, 19:01   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 أم أيمن رضي الله عنها - حاضنة الله صلى الله عليه و سلم بعد أمه

أم أيمن رضي الله عنها - حاضنة الله صلى الله عليه و سلم بعد أمه


نسبها رضي الله عنها :
هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمر ابن النعمان الحبشية.
و قد كانت رضي الله عنها جارية لعبد الله بن عبد المطلب وورثها ابنه محمد صلى الله عليه و سلم و كانت له بمثابة الأم بعد موت أمه .

و قد عاصرت النبي صلى الله عليه و سلم طفلاً و صبياً ثم زوجاً للسيدة خديجة رضي الله عنها.
و قد اعتقها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم زواجه بالسيدة خديجة رضي الله عنها وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن المهاجر الشهيد يوم حنين و به كانت تكنى .

إسلامها و هجرتها رضي الله عنها :


تعتبر أم أيمن من آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم فقد قال صلى الله عليه و سلم عنها : هذه بقية من أهلي .

و قد أسلمت أم أيمن رضي الله عنها في أول العهد بالإسلام مع من أسلم من بيت النبي صلى الله عليه و سلم فكانت من السابقين الأولين وقد كانت رضي الله عنها من الذين هاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم .

زواجها من زيد بن حارثة رضي الله عنه :

استشهد زوجها عبيد الخزرجي ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه و سلم فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بـ "حب رسول الله صلى الله عليه و سلم" . وكان الرسول صلى الله عليه و سلم قد قال في أم أيمن :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه راضي الله عنه فحظي بها زيد بن حارثة رضي الله عنه .

هجرتها المباركة رضي الله عنها الى المدينة :

ومما رواه ابن سعد عن عثمان بن القاسم أنه قال : لما هاجرت أم أيمن ، أمست بالمنصرف دون الروحاء ، فعطشت ، وليس معها ماء ؛ وهي صائمة ، فأجهدها العطش ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فأخذته ، فشربته حتى رويت . فكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر ، فما عطشت .

جهادها رضي الله عنها :

كانت ام أيمن رضي الله عنها لا تفارق الرسول صلى الله عليه و سلم في جهاده و كانت لها مواقف مشهودة و منها :
في غزوة أحد خرجت لتسقي الجرحى و بينما كانت تقوم بمهمتها إذا بسهم بن العرقة يصيبها فأوقعها أرضاً فضحك عدو الله ضحكاً شديداً فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فناول سعد بن أبي وقاص سهماً لا نصل له و قال له : ارم فأصاب السهم حبان فوقع مستلقياً و بدت عورته فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه و قال : استقاد لها سعد أجاب الله دعوتك و سدد رميتك .

و لما خالف الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم و انهزم بعض المسلمون لقيتهم أم أيمن و حثت في وجوههم التراب و هي تقول لبعضهم : هاك المغزل فاغزل به و هلم سيفك ثم اتجهت نحو الرسول صلى الله عليه و سلم تستطلع أخباره حتى اطمأنت على سلامته صلى الله عليه و سلم فاطمأن قلبها .

صبرها رضي الله عنها :


بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم زيداً لغزوة مؤتة فرزقه الله تعالى الشهادة فاحتسبته عند الله تعالى ثم رزق الله تعالى ابنها أيمن في غزوة حنين و كان من الفئة التي صبرت حول رسول الله صلى الله عليه و سلم .

مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم :

كانت رضي الله عنها عظيمة المكانة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و كفاها انه كان يناديها "يا أمه" فكفاها هذا التشريف .

و ذكر النووي في "تهذيب الأسماء و اللغات" أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقول : "أم أيمن أمي بعد أمي" .

و في قصة طريفة أوردها صاحب السيرة الحلبية عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قال : شرب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً و أم أيمن عنده فقالت : يا رسول الله اسقني.
فقلت لها : ألرسول الله صلى الله عليه و سلم تقولين هذا ؟
قالت : ما خدمته أكثر
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : "صدقت" فسقاها

ويروي أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول : ذهبت مع النبي صلى الله عليه و سلم الى أم أيمن نزورها فقربت له طعاماً أو شراباً فإما كان صائما و إما لم يرده فجعلت تخاصمه أي كل (رواه مسلم) و في رواية فأقبلت تضاحكه و كان المصطفى صلى الله عليه و سلم يبتسم لتصرفات أم أيمن

و كانت رضي الله عنها تتدلل عليه صلى الله عليه و سلم تدلل الأم على ابنها فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن الرجل كان يعطي من ماله النخلات أو ما شاء الله من ماله النبي صلى الله عليه و سلم حتى فتحت عليه قريظة و النضير فجعل يرد بعد ذلك فأمرني أهلي أن آتيه فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه و كان النبي صلى الله عليه و سلم أعطاه أم أيمن أو كما شاء قال : فسألته فأعطنيهن فجاءت أم أيمن فلوت الثوب في عنقي و جعلت تقول : كلا و الله لا إله إلا هو لا نعطيكهن و قد أعطانيهن.
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يا أم أيمن اتركي كذا و كذا.
و هي تقول لا والله حتى أعطاها عشرة أمثال ذلك أو نحوه و في لفظ الصحيح –كلا والله حتى أعطى عشرة أمثاله- (متفق عليه) .

رخصة نبوية :

كانت أم أيمن رضي الله عنها عسراء اللسان لا تستطيع نطق بعض الكلمات نطقاً سليماً و قد دخلت مرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالت : سلام لا عليكم.
و كانت تريد أن تقول : سلام الله عليكم فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم ذلك اختصر لها السلام إلى قولها : السلام و ذلك تيسيراً لها

ممازحة النبي صلى الله عليه و سلم لها :
جاءت أم أيمن يوما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالت له : يا رسول الله احملني
فقال صلى الله عليه و سلم : أحملك على ولد الناقة
قالت : إنه لا يطيقني و لا أريده
فقال صلى الله عليه و سلم : لا أحملك إلا عليه
و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمازحها بذلك حيث أن كل الإبل صغيرها و كبيرها ولد النوق

أم أيمن رضي الله عنها و آل البيت رضي الله عنهم :

كانت أم أيمن من أقرب المقربين إلى آل البيت فعندما وقعت حادثة الإفك سألها رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي امرأة تعلمين عائشة قالت : حاشا سمعي و بصري أن أكون علمت أو ظننت بها إلا خيراً .

و عندما تزوجت السيدة فاطمة رضي الله عنها كانت أم أيمن رضي الله عنها ممن جهزها لزوجها علي بن ابي طالب رضي الله عنه هي و أسماء بنت عميس رضي الله عنها .
و لما توفيت السيدة زينت رضي الله عنها كانت أم أيمن رضي الله عنها ممن غسلها ومعها السيدة سودة بنت زمعة و السيدة أم سلمة رضي الله عنهن جميعاً .

حزنها على وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم :

حزنت أم أيمن رضي الله عنها لوفاة الرسول صلى الله عليه و سلم حزن الأم على ابنها ورثته بشعر معبر و قد بكت عليه صلى الله عليه و سلم أمام الصديق و الفاروق رضي الله عنهما عندما زاراها إكراما لها كما كان يفعل النبي صلى الله عليه و سلم فقالا لها : ما يبكيك ؟
فقالت : ما أبكي أني لا أعلم ان الرسول صلى الله عليه و سلم سار إلى خير مما كان فيه و لكن أبكي لخبر السماء انقطع عنا فجعلا يبكيان معها .

وفاتها رضي الله عنها :

توفيت رضي الله عنها في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ولكن بقيت ذكراها في نفوس المؤمنين فقد ذكر الزهري قال : حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد انه بينما هو جالس مع ابن عمر إذ دخل الحجاج بن أيمن فصلى صلاة لم يتم ركوعها و لا سجودها فدعاه البن عمر و قال : أتحسب انك قد صليت ؟ إنك لم تصل فعد إلى صلاتك فلما ولى قال ابن عمر : من هذا?.
فقلت : الحجاج ابن أيمن ابن أم أيمن
فقال : لو رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحبه

وروى ابن ابي الفرات مولى أسامة بن زيد خاصم الحسن بن أسامة بن زيد حفيد أم أيمن و نازعه فقال له ابن ابي الفرات في كلامه : يا ابن بركة –يريد أم أيمن
فقال الحسن بن أسامة : اشهدوا.
و رفع الأمر إلى قاضي المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم –قاضي عمر بن عبد العزيز- و قص عليه القصة فقال أبو بكر لابن أبي الفرات : ماذا أردت إلى قولك يا ابن بركة ؟.
فقال : سميتها باسمها.
قال أبو بكر : إنما أردت بذلك التصغير بها و حالها من الإسلام حالها و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لها : يا أمه و يا أم أيمن و تقول له يا ابن بركة لا أقالني الله إن أقتلك فضربه سبعين سوطاً .

رحم الله أم أيمن أم الرسول صلى الله عليه و سلم بعد أمه و ألحقها بابنها صلى الله عليه و سلم إن شاء الله في الجنة .


يتبــــــــــــــــــع...............










رد مع اقتباس
قديم 2007-11-28, 19:04   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 فاطمة بنت أسد رضي الله عنها - أم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكفالة

فاطمة بنت أسد رضي الله عنها - أم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكفالة

نسبها رضي الله عنها :
هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية أول هاشمية تلد هاشمياً فهي زوجة أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أم أولاده طالب و عقيل و جعفر و علي و هي أول ثلاث نسوة هاشميات ولدن خلفاء فهي أم الخليفة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ومن بعدها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ولدت الحسن عليه السلام ثم زبيدة امرأة الرشيد ولدت الأمين .

وهي أم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكفالة فلما مات عبد المطلب ما كان يشغله إلا أحب أبنائه إليه محمد صلى الله عليه و سلم فأوصى به من توسم فيه الخير من أبنائه في حسن رعايته لما عرف عن أبي طالب من حب لابن أخيه و لكون امرأته تعتبر عمة هذا اليتيم فكفله أبو طالب و أحبه و أحبته زوجته أكثر من أبنائها و كانت له أماً بعد أمه .

ولقد أحبها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أحب أبنائها و اعتبرهم صلى الله عليه و سلم أخوته .

إسلامها رضي الله عنها :

لما نزل قول الله تعالى : "وأنذر عشيرتك الأقربين" دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قومه الأقربين للإيمان بالله تعالى و كانت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها من المسارعين للإجابة و كانت رضي الله عنها تخفف عن الرسول صلى الله عليه و سلم بعد موت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها و أرضاها .

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر زيارتها ، ويقيل في بيتها .

و قد فرحت فاطمة رضي الله عنها بزواج ابنها علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعاشت مع ابنها علي وزوجه في الدار ، وقال علي لأمه : لو كفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة ، وكفتك في الداخل الطحن والعجن ؟ فتراضوا على ذلك .

وفاتها رضي الله عنها :

توفيت رضي الله عنها في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم و قد حزن عليها صلى الله عليه و سلم لوفاتها و كفنها صلى الله عليه و سلم في قميصه وصلى عليها ، وكبر عليها سبعين تكبيرة ، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه وبسوي عليها ، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان ، وكان قد جثا في قبرها .

ولما ذهب اقترب منه عمر بن الخطاب وقال : يا رسول الله ! رأيتك تفعل لهذه المرأة شيئاً لم تفعله على أحد من قبل فقال صلى الله عليه وسلم : يا عمر ، إن هذه المرأة كانت بمنزلة أمي التي ولدتني ، إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة ، وكان يجمعنا على طعامه ، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فأعود به .

من كراماتها رضي الله عنها :

روت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم ستة و أربعون حديثاً واتفق لها الشيخان على حديث واحد .
رحم الله تعالى فاطمة بنت أسد و أكرمها الله تعالى بجنته كما أكرمت النبي صلى الله عليه و سلم في الجنة .

يتبــــــــــــع..........










رد مع اقتباس
قديم 2007-11-28, 19:08   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 الشيماء رضي الله عنها - أخت رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة

الشيماء رضي الله عنها - أخت رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة


نسبها رضي الله عنها :
هي أخت رسول الله صلى الله عليه و سلم من الرضاعة و أسمها حذافة ابنة الحارث و غلب عليها اسم الشيماء حتى صارت لا تعرف إلا به غالباً
امها : حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية مرضعة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و أبوها : الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن بكر بن هوازن .

الشيماء و طفولة النبي صلى الله عليه و سلم :
و لم تكن الشيماء اخت النبي صلى الله عليه و حسب بل كانت تحضنه وتراعيه ، فتحمله أحياناً إذا اشتد الحر ، وطال الطريق ، وتتركه أحياناً يدرج هنا وهناك ، ثم تدركه فتأخذه بين ذراعيها وتضمه إلى صدرها ، وأحياناً تجلس في الظل ، فتلعبه وتقول :


يا ربنــــا أبق لنا محمداً حتى أراه يافـــعاً وأمـــردا
ثم أراه سيداً مســــوداً واكبت أعاديه معاً والحســـدا
وأعطه عزاً يدوم أبـــــــداً

قال محمد بن المعلى الأزدي : وكان أبو عروة الأزدي إذا أنشد هذا يقول : ما أحسن ما أجاب الله دعاءها .

إكرام النبي صلى الله عليه و سلم لها :
ذكر الإمام ابن حجر في الإصابة أن الشيماء لما كان يوم هوازن ظفر المسلمون بهم ، وأخذوا الشيماء فيمن أخذوا من السبي ، فلما انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، إني لأختك من الرضاعة. قال : وما علامة ذلك قالت : عضة عضضتها في ظهري ، وأنا متوركتك .

فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة ، فبسط لها رداءه ، ثم قال لها : ههنا ، فأجلسها عليه ، وخيّرها ، فقال : إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة ، وإن أحببت أن أمتعك فارجعي إلى قومك ، فقالت : بل تمتعني وتردني إلى قومي و أسلمت رضي الله عنها ، فاعطاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أعبد و جارية و اجزل لها العطاء ثم ردها إلى قومها.

ولم يتوقف إكرام النبي صلى الله عليه وسلم للشيماء عند هذا فحسب ، بل شمل ذلك بني سعد جميعهم ، ومعلوم أن بني سعد من هوازن ، وذلك أنه لما انتصر عليهم يوم حنين وغنم أموالهم ونسائهم وذراريهم ، عند ذلك جاءه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا، فقالوا : يا رسول الله ، إنا أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟
فقالوا: يا رسول الله ، خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا ، بل أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ما كان ولي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا فقولوا : إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين ، وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا ، فإني سأعطيكم عند ذلك ، وأسأل لكم .

فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم.
فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم

قال ابن كثير : ولقد كان هذا سبب إعتاقهم عن بكرة أبيهم ، فعادت فواضله عليه الصلاة والسلام قديماً وحديثاً ، خصوصاً وعموماً
رضي الله تعالى عن الشيماء و سائر أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و جمعهم معه في الجنة إن شاء الله تعالى .



يتبــــــــــــــع.........










رد مع اقتباس
قديم 2007-11-28, 19:14   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 أم الفضل رضي الله عنها

أم الفضل رضي الله عنها


نسبها رضي الله عنها :

يقول الإمام الذهبي : هي أم الفضل بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية الحرة زوجة العباس عم النبي صلى الله عليه و سلم و أم أولاده الستة .

أسمها : لبابة الكبرى لأن لها أختاً اسمها "لبابة" وهي أم خالد بن الوليد سيف الله.
أمها : هند بنت عوف بن الحارث و قيل عنها أكرم الناس أصهاراً .

فرسول الله صلى الله عليه و سلم زوج أختها ميمونة .
و العباس رضي الله عنه زوج لبابة
و جعفر ثم أبو بكر الصديق ثم علي رضي الله عنهم أجمعين ازواج أختها أسماء بنت عميس
و حمزة بن عبد المطلب زوج أختها سلمى بنت عميس و من بعده شداد بن الهاد.
و الوليد بن المغيرة زوج أختها لبابة الصغرى .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن أبيه عن كريب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت ميمونة بنت الحارث وأم الفضل بنت الحارث وأخواتها لبابة الصغرى وهزيلة وعزة وأسماء وسلمى ابنتا عميس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأخوات لمؤمنات
( من كتاب الطبقات الكبرى الجزء الثامن المؤلف : أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع من موقع : نداء الإيمان باب المكتبة الإسلامية) .

و هي أم عبد الله بن عباس حبر الأمة و خالة سيف الله المسلول خالد بن الوليد و خالة أبناء جعفر و خالة محمد بن ابي بكر .

و قد ولدت للعباس رضي الله عنه ستة رجال و هم : الفضل (وكان العباس يكنى به رضي الله عنه) , عبد الله, معبد, عبيد الله, قثم و عبد الرحمن وولدت له بنتاً أسمها أم حبيب .

و قد مات كل واحد من أولادها في بلد بعيد عن الآخر و قيل : ما رأينا مثل بني أم واحدة أشراف ولدوا في دار واحدة أبعد فبوراً م بني أم الفضل

إسلامها رضي الله عنها :
قيل أنها رضي الله عنها لم يسبقها الى الإسلام من النساء سوى خديجة رضي الله عنها و في البخاري ما يدل على انها من المسلمات الأوائل إذ يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : " كنت أنا و أمي من المستضعفين من النساء و الولدان " .
و قد قال عنها الإمام الذهبي رضي الله عنه : كانت أم الفضل من علية القوم .

كرامتها رضي الله عنها :
يروى انها رضي الله عنها كانت حبلى بأبنها عبد الله عندما كان النبي صلى الله عليه و سلم محاصراً في الشعب مع بني هاشم فجاءه العباس رضي الله عنه و قال : "يا محمد أرى أم الفضل قد اشتملت على حمل".
فقال صلى الله عليه و سلم : "لعل الله أن يقر أعينكم" .


شجاعتها رضي الله عنها :

كانت لأم الفضل رضي الله عنها وقعة شهيرة يوم بدر يرويها أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب و كان الإسلام قد دخلنا أهل البيت و أسلمت أم الفضل و أسلمت و كان أبو لهب –عدو الله- قد تخلف عن بدر فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبثه -أذله- الله و اخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة و عزاً.

وكنت رجلاً ضعيفاً أعمل القداح أنحتها في حجرة زمزم و عندي أم الفضل جالسة و قد سرنا ما جاء من أنباء نصر الله للمسلمين فجاء أبو لهب و لم يصدق أنباء النصر و جاء أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقال أبو لهب : إلي يا ابن أخي ما خبر الناس ؟.
فقال : ما هو إلا لقينا رجال حتى منحناهم أكتافنا و لقينا رجال على خيل بلق بين السماء و الأرض.
فقلت : تلك الملائكة
فلطمني أبو لهب لطمة شديدة و طفق يضربني فقامت أم الفضل الى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فشجت رأسه شجة منكرة و قالت : تستضعفه أن غاب عنه سيده فقام مولياً ذليلاً فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتله .

مكانتها من آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم :

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقيل عندها وذات مرة أخبرته بحلم رأته فقالت : يا رسول الله رأيت كأن عضواً من أعضائك في بيتي فقال صلى الله عليه و سلم : خيراً رأيت تلد فاطمة غلاماً و ترضعيه بلبان ابنك قثم
فولدت فاطمة رضي الله عنها الحسين رضي الله عنه و أرضعته أم الفضل مع أخيه قثم رضي الله عنه و الذي كان يشبه النبي صلى الله عليه و سلم .

أم الفضل الراوية :
كان قرب أم الفضل رضي الله عنها من النبي صلى الله عليه و سلم سبباً في أنها استطاعت جمع حصيلة ثرية من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم يقول الذهبي : "خرجوا لها في الكتب الستة" و اتفق الشيخان على حديث واحد وانفرد كلا منهما بحديث كما روى عنها عدد من الصحابة و التابعين .

وفاتها رضي الله عنها :
يقول الذهبي رحمه الله : أحسبها توفيت في خلافة عثمان و قد ماتت قبل زوجها العباس رضي الله عنه.
رحمها الله تعالى و جمعها مع أحبائها في الجنة ان شاء الله تعالى .


المراجع
من كتاب رجال حول الرسول للأستاذ/ خالد محمد خالد
من كتاب صور و مواقف رجال و نساء حول الرسول صلى الله عليه و سلم - جمع و ترتيب الأستاذ/ هاني الحاج
جزاهما الله و علماء المسلمين جميعا خيرا و رزقهما صحبة نبيه في الجنة

انتهى بعون الله ....... يرجى التثبيت










رد مع اقتباس
قديم 2007-11-30, 17:51   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أين هي الردود سبحــان الله










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc