و لنا فى محنه الامام احمد وقفات !
دعا المأمون الناس إلى القول بخلق القرآن، وعُذِّبَ الأئمة الأعلام في عهد المعتصم!!، وقُتل بعضُهم في عهد الواثق!!
دون أي شيءٍ يقاتلون؟! أحمد بن حنبل، أحمد بن نصر الخُزاعيّ، أبو نُعَيم، البويطي، في أَضْرَابٍ لهم من الأئمة الأعلام.. دون أي شيءٍ يقاتلون؟!!
دون هذه العبارة ؟!! القرآن مخلوق !!
لو قالوها سَلِمُوا !!
لكنهم قاتلوا دونها .. القرآنُ كلامُ الله غَيْرُ مخلوق.. صفته، وصفاته كذاته
عُذِّبوا !! ودِيسوا بالأقدام !! وحُدِّدت إقاماتهم !! ومُنعت رواتبهم مما كان يُجرى عليهم من بيت المال !! ومُنعوا من الخطابة والتحديث والتعليم حتى من تعليم القرآن في المكاتب !! وعلا المبتدعةُ رؤوسَ المنابر !!
والمنابرُ في ذلك الزمان كـ ( قنوات الضلال ) في هذا الزمان !
ما هو موطن النزاع ؟!!
ان الخلاف بين الحاكم و علماء السنه حينها كان امرا شرعيا كفريا و انكروا عليه انكارا شرعيا دون التعريض او التحريض
و مع ذلك لقد جاء الفقهاء إلى الإمام أحمد ابن حنبل يستأذنونه في الخروج على الواثق .. فمنعهم و حذرهم
فقال لهم الإمام احمد : اتقوا الله واصبروا واحذروا الفتنة
قالوا : يا إمام وأي فتنة هي أشد مما نحن فيه؟
قال : انها الفتنة العامة تقطع فيها السبل وتنهك الأعراض وتسفك فيها الدماء
هذا من محنه الامام احمد رحمه الله
لم نسمع ان الامام كان ينتقد و يعلق على قرارات و تحركات الحاكم ( الواثق ) داخليا او خارجيا ........
لم نسمع ان احد من علماء السلف اباح نقد الحاكم علنا دون ذكر اسمه مع ذكر مصطلحات يكررها الحاكم المنوط به نقده او التلميح و يقال اننا ننكر منكرا !!!
مع العلم ان الفيسبوك و الشبكات العنكبوتيه تدخل من ضمن المجالس العامه
و هل التحركات من اجل وقف مخططات القوم مثل سد النهضه من الامور التى تعود بالنفع على العباد صار منكرا ينكر !!!!
فلا يوجد عاقل يقول ان مرسي متساوى مع القياده الحاليه او التى سبقت مرسي كمبارك فهذا قياس عجيب !!
لم نسمع ان احدا من علماء السلف الحاليين انشغل بالتعليق على الحاكم بكل تحركاتها المبذوله من اجل اقتصادها و حرب المياه التى نخوضها مع دول حوض النيل و غيرها من الملفات التى لا يوجد بها امر يستدعى التعليق او خلاف شرعي مثلا او بدعه او معصيه يدعو لها الحاكم !!!!!!
و لما تكلم الامام المجاهد محمد بن سعيد رسلان حفظه الله عن سد النهضه تكلم من باب التحذير عن مخططات القوم لكي تنتبه القياده وقتها و كان ذلك من باب النصح و لم يكن الشيخ يتكلم من اجل التفاخر او من اجل انه ينشر الاحباط و كسر عزائم القاده و احباطا للعوام و انما حذر كعادته حتى يتخذ كل السبل لمنع هذه المخططات ....
فالإنكار على الولاة علنا يسقط هيبة الحاكم أو يهزها في أعين عامة الناس , وإسقاط هيبة الحاكم له أبعاد خطيرة جداً على المجتمعات , لا يماري في هذا إلا جاهل أو مكابر
لذا فالواجب التسليم والإلتزام بضوابط الشرع في إنكار المنكر أو نصح الحاكم
فالبعض لا يلتزم بالضوابط الشرعية في إنكار المنكر , فإذا وقع الشر نتيجة عدم التزامه تبرأ منه , مع أنه هو المتسبب فيه ابتداءا
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
فاجعل هذا ميزانا لك في كل أقوالك ، وكذلك في كل أفعالك
واذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى
" يسر ولا تعسر ، وبشروا ولا تنفروا ، وتطاوعا ولا تختلفا "
فنقول للأخوة الذين يأخذهم الحماس، ونظن منهم الصلاح إن شاء الله تعالى عليهم أن يتريثوا وأن نقول لهم رويدا فإن صلفكم وشدتكم تربي شيئا في القلوب تربي القلوب الطرية التي لا تعرف إلا الاندفاع كما أنها تفتح أمام أصحاب الأغراض أبوابا ليتكلموا وليقولوا ما في أنفسهم إن حقا وإن باطلا
وأنا لم أكتب لك ذلك لغرض سوى النصيحة لك, وللأمير, ولكافة الجماعة, ولإمام المسلمين . والله ولي التوفيق . والسلام عليكم
منقول لتعم الفائدة