في هذه الأيام الخالدة ما قبل إندلاع الثورة التحريرية من سنة 1954، فقد حسم الأمجاد ال20 أو ال21 في أمر الحرب، والست الخالدون وهم مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، كريم بلقاسم، رابح بيطاط، العربي بن مهيدي ومحمد بوضياف، بمعية مساعدهم كل بإسمه في تأسيس جبهة التحرير الوطني وذراعها العسكرية جيش التحرير الوطني وفي تاريخ تفجير الثورة في الفاتح من نوفمبر 1954.
هذه الجبهة التي أسسها المجاهدون الأبطال وإنتسب إليها وحرب تحت لوائها الشهداء الأخيار، من يدخلون الجنة من أبوابها الواسعة.
حالها اليوم يرثى لها.
إن الجبهة اليوم، جسد بلا روح، هيكل بلا معنى.
حائرة عن السبيل الذي ستتخذه، خاصة أن السلطة المدنية الحاكمة ما بعد انتخابات 2019/12/12 أدارت ظهرها لها.
خاصة أن الجبهة معتادة أن تكون الجهاز الذي تحكم به السلط الحاكمة من بن بلة إلى بومدين إلى الشاذلي إلى بوتفليقة.
إستثاءا فقط عهدة المجلس الأعلى للدولة وعهدة اليمين زروال، الذي كانت فيه الجبهة تحت زعامة المفكر عبد الحميد مهري بمعية مولود حمروش، إنتبذت لنفسها مكانا خارج حضن السلطة، فكادت أن تستهوي الشعب كله لولا الإنقلاب العلمي على مهري الذي تزعمه عضو اللجنة المركزية وسفير الجزائر بتونس يومذاك عبد القادر حجار بالتواطىء مع السلطة.
إن الجبهة كحزب ملك لمناضلها الأوفياء، وعليها الشروع في تجديد هياكلها حتى وإن تقلصت أعدادهم بفعل الحراك الشعبي الذي فضح أفعال العصابة في ظل حكم "الكادر" لبوتفليقة، من القاعدة إلى القمة.
وفي ظل القيادة الجديدة، عليها تبني سياسة تنبظ بنبضات الشعب فب إنشغالاته ورغباته وأماله.
تدلي بدلوها عند كل المحطات والمواعيد، لا تنتظر إشارة من السلطة، أو الخوف من غضب السلطة عند إبداء موقف مخالف.
وسترون ذلك الرضى والقبول من الشعب.
بقلم الأستاذ محند زكريني