من فوائد الإمام الترمذي في الجرح و التعديل

[التوحيد الخالص]

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .


أما بعد :


فإن الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله المولود سنت 210هـ المتوفى سنة 297 هـ من كبار علماء الحديث الذين حفظه الله بهم هذا الدين ، وقد تواتر توثيق العلماء الربانيون له حتى قال الإمام الذهبي كما في ( ميزان الاعتدال ) : ثقة مجمع عليه .


وقال عمران بن علان : مات محمد بن إسماعيل البخاري ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والورع بكى حتى عمي .


وقال أبو الفضل البيلماني سمعت نصر بن محمد الشير كوهي يقول سمعت محمد بن عيسى الترمذي يقول :


قال لي محمد بن إسماعيل : ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي .


وكلا الأثرين في تهذيب ابن حجر رحمه الله .

ولتعميم فوائده رحمه الله تعالى وأحسن إليه أحببت نشر ما تسنى لي من ما وقع لي من كتبه رحمه الله على قدر ما يسر الله لي من فهم وعلى فترات .

وأبداها بقوله رحمه الله في كتاب العلل الصغير الملحق بالسنن ( ص 1488 من طبعة دار المعرفة ) :

وقد عاب بعض من لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال ، وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلموا في الرجال منهم : الحسن البصري ، وطاووس تكلما في معبد الجهني .


وتكلم سعيد بن جبير في طلق بن حبيب , وتكلم إبراهيم النخعي , وعامر الشعبي في الحارث الأعور .


وهكذا روي عن أيوب السختياني ، وعبد الله بن عون ، وسليمان التيمي ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، والأوزاعي ، وعبد الله بن المبارك ، ويحيى بن سعيد القطان ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من أهل العلم أنهم تكلموا في الرجال وضعّفوا .


وإنما حملهم على ذلك عندنا ـ والله أعلم ـ النصيحة للمسلمين لا يظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعف هؤلاء لكي يعرفوا لأن بعضهم من الذين ضعفوا كان صاحب بدعة وبعضهم كان متهما في الحديث وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطأ فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم شفقة على الدين وتثبيتا ، لأن الشهادة في الدين أحق أن يثبت فيها من الشهادة في الحقوق والأموال . اهـ .


.


فها هو رحمه الله يرد على المميعة ، والطاعنين على العلماء الذين يحبون التكتيل والتجميع لتكثير السواد ، والله المستعان .


ولنا وقفات أخر إن شاء الله تعالى و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

__________________

قال الإمام الحسن البصري : إن المؤمن جمع إحساناً وخشية ،
والمنافق جمع إساءة و امنا .
وقال شيخ الاسلام : من تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق .