بإنتظارك أخي ( 4 )
صوتك يهدر في دمي...
صوتك يصل كل أرجاء تلك البلدة التي أحببتها لحب وُلِدَ فجأة فيك...
صراخ من أجل العلم والثقافة والحرية...
قهقهات لم تكن في يوم ما عبثا... بل من أجل الفرح...
لقد كنت يومها محاربا ومحاربا بحق وحقيقة...
وكنت تأمل بأن تصل الى عالم أفضل مما تراه حولك...
وكنت مدير مدرسة بإمتياز ولكن أهواك كانت غير هواهم...
ثقافتك كانت غير ثقافتهم...وضميرك غير ضمائرهم...
أبصرت أشياءا كثيرة تخالف معتقداتك...
وتصرفاتهم خلقت فيك إعصارا لم تستطع أن تخرجه من عالمك...
وعلى من سوف تتمرد والحقيقة يؤمنون بأن الفساد حقهم وقانونهم...
هنا بِبُطْءٍ يموت الظل...وتسرح الريح...وتهمس في الذات وماذا يبقى من العمر...
وتمضي في هذه الحياة فتفتح بابا فيدخل العذاب منه بدل الهواء...
وتوصد بابا هناك فتشعر بأنك بحاجة الى الشمس...
ببطء وأمام الزمن يموت الفرح في عالمك ويولد شيئ غريب...
قدمان هنا وهناك...حجرات بالأفكار الخبيثة الغير مهذبة...
أصفاد مليئة بالعذاب تهوي على أجساد لا تعرف الحقد ولا البغض...
وبالرغم من اليقين بأن فرج الله قريب وقريب جدًا يحتقن اليأس في عالمك...
ويضج الغريب في دارك وتحن أنت الى خطوات كنت تحبها...
وتحاول أن تنفض عن أكتافك الغيوم وهنا تحتار مع الغيوم هناك الأحزان...
ومع الأحزان هناك رماد السنين ...
وتحاول أن تلتقط بعض الذكريات الشاردة وتحاول الوصول الى النجوم البعيدة...
وتهمس في ذاتك...ليت صوت الأب والأم ما إختفى من عالمنا...
وكأن الصدى يقترب منك بهدوء...
ماضيك ذهب وابتعد...فما بالك تطارد ذلك الماضي لتعيد إلي عالمك بعض الأحزان...
أعرف في عينيك كثير من الجراح...وفي عالمك رموز لن تزول مع الأيام...
وكنت أراك تغوص في مواضيع كثيرة...في الحقيقة مواضيع باكية تجرحك أنت...
وكم كنت أتمنى منك لو أنك وقفت صارخا الى جهنم هذه الأفكار...
وأخبرتك يومها بأن العدو الحقيقي للإنسان نبض يعذبه...
ولكن أنت ماذا أقول كنت تجري وراء كل ماض مؤلم ...
حقيقة كنت تدوس على أجمل الذكريات وتدفن ثقافتك وإنجازاتك من أجل لا شيء...
نعم أنت إنسان على هذه الأرض...وأنت حي...ولكن قلت لي لا أستطيع...
وتمضي الأيام والحقيقة أني كنت أفر من كل ذكرى تؤلمني...
واليوم أكاد برؤيتك أعيش في أجمل ذكرى مرت في حياتنا...
نقشت حبك على عظامي وأخبرت الشمس أنك قوي للغاية...
واليوم جئت أهديك أجمل صورة في الحياة...
من جديد عليك أن تحمل الصحة والعافية...
نعم تستطيع وعليك أن تنهض وتعود الى الحياة لتحمل على كتفيك الجميل...
سوف تمتص ما أنت فيه اليوم...
وتبني ستارا منه تلمس فيه الروح التي أحببناك فيها...
أنا على يقين بأن الفرح لن يموت فيك أخي الأستاذ...
شكرا لكل ما زرعته في قلوبنا قبل أن تزرعه في بستانك وفي أرضك...
وأيضا لم تَنْسَ أن تزرع في أرضنا أيضا شجرا مثمرا وزيتونا...
لا تنسى أنك أنت لحننا ومعك إكتشفنا الحياة الجميلة في منزلنا...
وبفضلك واهتمامك اليوم لنا في الوطن ركن جميل نستريح فيه...
لن نزعجك بعد الآن بثرثراتنا وسوف نمزق كل حرف لا تحبه فينا...
ألا تحن الى رؤيتنا أيها الحبيب الغالي أخي...
بإنتظارك والأمل بالله عظيم...
رمضان كريم
تحياتي