في محل صغير يتواجد بمدينة الميلية بولاية جيجل (شرق الجزائر) وبإمكانيات بسيطة جدا لا تتجاوز بعض آلات النجارة ووسائل يدوية للحرفيين، انطلق الفنان الشاب ''جلال بوعكاز'' في خطواته الإبداعية الأولى في عالم التصاميم ،مفضلا حصر أعماله في مختلف النماذج عدا ''الحيوانات والإنسان'' لأنه كما قال متأثر بالفنان الإيطالي ''ليوناردو ديفانشي'' صاحب اللوحة الشهيرة للـ''موناليزا''·
[align=center][/align]
وقد كشف الفنان بأنه بدأ أعماله الفنية والإبتكارية سنة 2004 بتصميم مجسم لسفينة ''التيتانيك'' بطول 45,2 متر أي ما يعادل 130/1 من حجمها الحقيقي ''وذلك بعدما أعجبت بقصة الفيلم وارتباطي الكبير بالبحر منذ الصغر، حيث كنت أقضي أغلب أوقات فراغي على متن السفن برفقة أبي في القاعدة البحرية بجيجل''·
وأكد بأن إنجاز تصميم السفينة بكل تفاصيلها الدقيقة والذي استغرق أزيد من ستة أشهر، جاء بعد الأبحاث العديدة التي قام بها في الكتب والأنترنيت حول خبايا هذه السفينة، وهي الأبحاث التي مكّنته من التوصّل إلى اكتشاف 60 مخططا لها بما في ذلك المخطط الذي اعتمد عليه المخرج ''جيمس كامرون'' في تصوير فيلم تيتانيك، وقال بوعكاز بأنه راسل الجمعية العلمية الفرنسية ''التيتانيك'' وقدم لها صورا عن هذا الإنجاز، حيث أبدى أعضاؤها إعجابهم بالمبادرة قبل أن يمنحوه صفة العضوية في هذا التنظيم منذ حوالي سنة، وأصبح بعدها يتلقى كل ثلاثة أشهر وثائق ومنشورات تبرز الجديد عن التيتانيك، والتي تصب -حسبه- في كون ما حدث في شهر أفريل من سنة 1912 ليس قصة حب وإنما هو تحدي الإنسان للبحر·
ويعتزم الفنان عرض هذا التصميم خلال الأشهر المقبلة بكل من فرنسا وانجلترا بطلب من أعضاء الجمعية بعدما كان قد عرض في السابق بكل من الصالون الدولي للسياحة والأسفار بالعاصمة الجزائرية وكذا في إحدى المعارض بمدينة قالمة·
واعتبر بوعكاز أن نجاحه في تجسيد ''التيتانيك'' وإرضاء المهتمين بهذه السفينة وقصتها، هو الذي دفعه للخروج عن ''الكلاسيكية'' في إنجاز التصاميم، كونه سبق له وأن خاض هذا العالم عبر القيام بنماذج لمشاريع عمومية، من أهمها مرافق كلّيتي الطب والعلوم الإنسانية بجامعة وهران والملعب الجديد بمدينة جيجل·
وقد جسد ذلك التواصل الإبداعي من خلال إنجازه لتصميم خاص بطائرة عسكرية مقاتلة، قبل أن يلجأ إلى ابتكار طائرة ''هيليكوبتر'' بطول ثلاثة أمتار مزوّدة بأربعة محركات كهربائية تفرز أثناء تشغيلها حركات ارتدادية، وهو العمل الذي دفعه للتفكير في خوض أول تجربة لإدخال تقنية ''الخدعة السينمائية'' في الأفلام الجزائرية، مثلما يجري العمل به في أفلام الهوليوود وأفلام الحرب، حيث يعتزم في هذا الإطار تصوير عيّنة عن هذه التجربة بنفق خراطة بولاية بجاية قريبا، وذلك عن طريق وضع الطائرة المذكورة فوق سيارة والسير بها بسرعة داخل النفق، على أن تكون الصورة الملتقطة تشمل الطائرة فقط، وتكتمل الصورة عند الخروج من النفق بشكل يبدو للمشاهد وكأن الطائرة تحلّق لوحدها، خاصة وأن اختيار نفق خراطة -يضيف المتحدث- هو لتفادي إعادة إدماج أصوات تتلاءم مع الصورة، والإعتماد على الصوت الذي يفرزه النفق والذي يشبه إلى حد قريب دوي الطائرات·
والأكثر من هذا، مثلما يؤكد الفنان، أنه بإمكان تصوير معركة بهذه التقنية التي لم تدخل بعد السينما العربية والجزائرية بصفة خاصة، وقال ''سأقوم بعرض هذه الصور على السينمائيين وسأعمل على إدخالها في الأفلام الجزائرية بالنظر لأهميتها في ربح الوقت وإثارة المشاهد''·
موازاة مع ذلك، كشف بوعكاز أنه بصدد الشروع في تركيب سيارة من طراز ''هامر'' الأمريكية بطول خمسة أمتار وعرض ثلاثة أمتار، بعدما انتهى من القيام بالمخطط التفصيلي لتركيبتها، وهي السيارة التي قال أنها شبيهة بـ''هامر أش أ''، باستثناء المحرك الذي سيكون-حسبه- محركا جزائريا· وأرجع ميولاته الكبيرة لهذا النوع من النماذج لكونه مولع بكل ما يحمل أشكال عدوانية·
عن جريدة الخبر (03 أفريل 2007)