لماذا وعد محمد بن سلمان الغرب بأن يصل بالسعودية إلى الحياد الصفري عام 2060؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لماذا وعد محمد بن سلمان الغرب بأن يصل بالسعودية إلى الحياد الصفري عام 2060؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-11-02, 14:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B2 لماذا وعد محمد بن سلمان الغرب بأن يصل بالسعودية إلى الحياد الصفري عام 2060؟

لماذا وعد محمد بن سلمان الغرب بأن يصل بالسعودية إلى الحياد الصفري عام 2060؟




يعلم أنها "خرطي في خرطي" لذلك غط في نوم عميق

أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن هدف المملكة العربية السعودية للوصول إلى الحياد الصفري من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060.

حتى هنا في روسيا يعرفون كتاب نصر الدين خوجة، الذي تنسب له شخصية جحا التي اشتهرت بالنكات في آسيا الوسطى وتركيا وإيران وكثير من الدول العربية.

وكما هو معروف في إحدى الأمثال أن جحا وعد والي بخارى بأن يعلّم الحمار القراءة والكتابة خلال عشرين عاماً لقاء 100 قطعة نقدية ذهبية، وإلا سيقطع الوالي رأسه. وأمام شك وارتياب أصدقاء جحا من قدرته على تعليم الحمار، قال لهم جحا بابتسامة الحكيم، إنه في غضون 20 عاماً حتماً سيموت أحد ثلاثة، فإما يموت جحا، أو الوالي، أو الحمار. ولم يكتف جحا بألّا يكترث بمستقبله فحسب، بل إنه فوق ذلك حصل على حمار جيّد، وأموال كثيرة.

خلال القرنين الماضيين من هيمنة الغرب على العالم، نجح في تحقيق طفرة في التنمية مستنداً إلى نهبه للمستعمرات، التي ضمنت له القدرة على الانتقال إلى مستويات تكنولوجية جديدة ومتقدمة وأكثر كفاءة قبل الجميع، وهو ما احتفظ للصناعة الغربية بالمزايا التنافسية مرة تلو أخرى، بينما تُركت دول أخرى لدورها الملحق بالغرب، لتوفير المواد الخام الضرورية لصناعته.

في الوقت نفسه، حدث الانتقال التكنولوجي إلى مستوى أعلى تلقائياً، بينما أصبحت التقنيات الجديدة أكثر كفاءة وربحية واقتصادية.

أما الآن فقد أصبح الوضع مختلفاً، فالغرب يفقد قيادته، ويتم نقل الصناعة تدريجياً من الدول الغربية إلى الدول النامية، وفي المقام الأول إلى آسيا.

على سبيل المثال، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، كان ما يسمى بوظائف التصنيع Manufacturing jobs قد بلغت 19.2 مليون وظيفة لعام 2000، أما في عام 2020 لم يكن هناك سوى 13.9 مليون وظيفة، على الرغم من حقيقة أن عدد سكان البلاد خلال هذا الوقت قد زاد بمقدار 49 مليون شخص.

إن الغرب يفقد ميزاته بسرعة، والعالم يقترب من حدث تاريخي، ألا وهو التغيير في الحضارة المهيمنة، والتي، من بين أمور أخرى، تهدد الغرب بانخفاض كبير جداً في مستويات المعيشة، وزعزعة الاستقرار السياسي، والتحول من حيوان مفترس إلى ضحية، بكل ما يحمله ذلك من تداعيات.

على خلفية هذه الظروف، يتمسّك الغرب بأي فكرة، حتى أكثر الأفكار عبثية، من أجل إطالة أمد الوضع الحالي قدر الإمكان بشكل مصطنع.

بما في ذلك رغبته في خلق حالة انتقال إلى مستوى تكنولوجي جديد بشكل مصطنع. فالغرب لديه المال لذلك، والآخرين لا يملكون، وكما في الأوقات السابقة، فإن هذا الانتقال يهدف إلى الحفاظ على هيمنة الغرب، وترك الدول الأفقر في وضع متخلف وتبعي.

وتكمن المشكلة الوحيدة في أنه لا توجد تقنيات ثورية جديدة قادرة على ضمان هذا التحوّل.

لهذا الغرض، تم اختيار ما يسمى بـ "الطاقة الخضراء"، والتي ربما في وقت ما في المستقبل، قد تصبح مربحة، ولكن على المستوى التكنولوجي الحالي فهي بالتأكيد أقل كفاءة، وأكثر تكلفة، والأهم من ذلك، فهي أقل موثوقية بكثير من الكربون.

وقد أثبتت أزمة الغاز التي اندلعت في أوروبا مؤخراً، والانقطاع التام للتيار الكهربائي في تكساس، على نحو مقنع، أن توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تعتمد بشكل كبير على الطقس، ولا يمكن أن توفر مصدراً ثابتاً للطاقة، ولا يمكن أن تكون سوى إضافة، وليس أساساً لتوليد الطاقة الكهربائية على مستوى الدولة.

ومع ذلك، فلا خيار أمام الغرب، فهو يفقد الأرض ويضطر إلى فرض هذه المبادرة الفاشلة وغير الفعّالة على العالم بأسره. وكل الضجيج في الصحافة الغربية حول "الطاقة الخضراء"، وغريتا تونبرغ على منصة الأمم المتحدة، وغيرها من المؤتمرات رفيعة المستوى، التي تتبنى أولوياتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ليس سوى طرق لإثبات الحق الأخلاقي من الناحية الأيديولوجية للغرب لفرض رسوم إضافية على السلع التي يزعمون أنها "قذرة الطاقة" من الدول النامية، التي تتطور صناعاتها بشكل أسرع وأنجح على خلفية فقدان الغرب لصناعته.

ليس هذا سوى شكل جديد من أشكال الاستعمار، حيث يريد الغرب إعادة توزيع ثروة العالم لصالحه تحت لافتة "بيئية" جميلة.

لكن، يؤسفني أن أحبط العواصم الغربية مؤكدّاً موت هذه الفكرة بالفعل، على الرغم من مولدها منذ بضع سنوات فحسب.

بادئاً ذي بدء، وعلى خلفية أزمة الطاقة الحالية، التي سببتها، من بين أمور أخرى، محاولات فرض "الطاقة الخضراء"، فقد تمت إعادة تشغيل أقذر محطات الطاقة العاملة على الفحم والمازوت في الغرب. على سبيل المثال، فقد زاد استهلاك الفحم لتوليد الطاقة هذا العام في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 23%.

تسبب الغرب كذلك في إلحاق أضرار جسيمة بنفسه وبصناعته بهذه المغامرة. وينبغي أن يضاف إلى ذلك الإسهام الحالي والمستقبلي للتعريفات الجمركية على الطاقة "الكربونية" والسلع "القذرة كربونياً" في زيادة التضخم.

إن محاولة الهروب بمساعدة "الطاقة الخضراء" لا تؤدي سوى إلى تسريع سقوط الغرب.

تكتسب تلك الحقيقة صحتها بشكل خاص فيما يتعلق باستحالة فرض هذه القواعد على العالم بأسره.

فخارج نطاق الغرب، يكرّر اللاعبون الرئيسيون العبارات الإنشائية الجميلة حول "التحول الأخضر"، و"الحياد الكربوني"، لكنهم في الواقع يتجاهلون كل هذا الهراء. حيث قالت الصين إن انبعاثات الكربون ستبلغ ذروتها عام 2030، مع خطط للوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2060. وهو ما يمكن قوله، بذات الثقة، وإطلاق الوعود بتحقيقه بحلول عام 3060، على خلفية أن العالم الآن يقف على عتبة تغييرات جذرية، لا يعلم أحد ما قد يحدث بعد 5 سنوات، ولا نقول بعد 40 عاماً .. إنها نفس الفترة حتى 2060 التي أعلنها الرئيس بوتين بشأن روسيا، خلال حديثه إلى قمة مجموعة العشرين. وهو ما أعلنه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مستخدماً نفس المصطلح، بكونه هدفاً للسعودية.. جميعاً يضحكون على الغرب.

يبدو لي أن أقرب الثلاثة في هذا المثلث "الأخضر" الذي يضمّ جحا، وحماره "حيادي الكربون"، والوالي، للعبور إلى العالم الآخر هو آخرهم: الوالي أي الغرب.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

المصدر: أر تي عربية








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc