استوقفني* الأسبوع الماضي* تصريح والد اللاعب المحترف نبيل فكير لوسائل الإعلام الجزائرية عندما قال بأنه* ينتظر اتصالا من رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم* "للتفاوض*" بشأن التحاق ابنه بالمنتخب الجزائري،* ثم استوقفني* بعد ذلك بساعات تصريح نبيل فكير نفسه لوسائل الإعلام الفرنسية بقوله بأنه* يصعب عليه رفض استدعاء من المدرب الفرنسي* ديدي* ديشان،* الذي* لم* يبدِ* بدوره حماسا لاستدعاء اللاعب المعني* في* الوقت الراهن حسب تصريحاته الأخيرة*!
تصريحان* غريبان للوالد وابنه* يحملان بعض التناقض وعلامات الاستفهام،* لأن اللاعب تحدث عن ديدي* ديشان من الجانب الفرنسي* إدراكا منه بأن أمر استدعائه لمنتخب الديكة* يعود للمدرب دون* غيره ودون أية اعتبارات أخرى،* ولكن الوالد تحدث عن رئيس الاتحادية الجزائرية وقال بأنه* ينتظر اتصالا منه في* إشارة بأنه* يريد أن* يفاوض ويساوم على انضمام ابنه إلى الخضر وكأنه مناجير* يريد التفاوض مع مسيري* نادٍ* لا مسؤولي* منتخب*! علما أن الفاف تواصلت مع اللاعب منذ مدة وطلبت منه التوقيع على التعهد باللعب للجزائر لإصدار جواز السفر الجزائري* وتقديم ملفه إلى الفيفا وعندها* يصبح بإمكان المدرب* غوركوف استدعاءه،* ولكن اللاعب طلب مهلة للتفكير قبل اتخاذ قرار اللعب لأحد المنتخبين وهو من حقه*!
لقد انتابني* الشك في* بداية الأمر حول صحة ما نشر على لسان الوالد،* لكنني* سرعان ما تأكدت بأن في* الأمر تحايلا وتقاسما للأدوار وتلاعبا بالعبارات وبمشاعر الناس،* وتأكدت منها وربطتها بتصريحات سابقة لوالد اللاعب لإحدى القنوات الجزائرية الخاصة عندما قال* "بأنه* يتمنى رؤية ابنه* يحمل الألوان الوطنية،* لكن القرار الأول والأخير* يبقى بيد اللاعب ذاته*"،* وتأكدت بأن الرجل* يريد مساومة الجزائر للحصول على مزايا مادية،* ومساومة فرنسا للحصول على ضمانات لابنه باللعب في* المنتخب الفرنسي* باستمرار إذا اختار أن* يلعب لفرنسا*.
صحيح أن اللاعب بإمكانه أن* يحمل الجنسيتين ويلعب لأحد المنتخبين،* ولا أحد بإمكانه أن* يحرمه من حقه في* اختيار البلد الذي* يلعب له،* ومن حقه التفكير والتخطيط لمشواره الكروي* والمهني،* ومن حقه الحصول على مزايا مادية نظير ممارسته كرة القدم،* لكننا لن نقبل ازدواجية اللغة وازدواجية الشروط والمطالب،* ولا أحد* يقبل بأن* يشترَط على الجزائر الحصول على مزايا مادية لأجل اللعب للمنتخب،* بينما* يشترط مجرد دعوة من الناخب الفرنسي* للدفاع عن ألوان فرنسا*.
أما حديث الوالد عن ضرورة تواصل رئيس الاتحادية الجزائرية معه فهو أمر* غريب* يعطي* الانطباع للرأي* العام المحلي* والدولي* بأن رئيس الاتحادية هو من* يستدعي* اللاعبين،* ويقودني* إلى التساؤل* "هل اتصل به رئيس الاتحادية الفرنسية عند استدعاء ابنه لمنتخب الآمال*" منذ أشهر؟ وهل سيطلب اتصالا شخصيا منه إذا أراد ديدي* ديشان استدعاءه؟
قد* يتفهم الجزائريون تردد اللاعب وحرصه على القيام بالخيار الصائب لمشواره الكروي،* وقد* يتفهمون أن* يشترط من ناديه ليون ما* يشاء من المزايا،* وربما* يتقبلون مطالبه بكل أنواع الضمانات من* غوركوف أو ديدي* ديشان،* ولكن الجزائريين لن* يتقبلوا مساومات والده ولهجته المزدوجة باسم ابنه الذي* يملك قدرات فنية لا نشك فيها،* لكنها لم تقنع المدرب الفرنسي* بعد حسب ما جاء في* تصريحه الأخير،* ولن تكفي* هذه القدرات مهما كانت لكي* تسمح له بأن* يكون أساسيا في* المنتخب الجزائري* وتمنح لنا لقبا قاريا بعد سنتين وتأهلا ثالثا على التوالي* إلى نهائيات كاس العالم سنة* 2018*!*