على التّلميذ أن يعالج أحد الموضوعين على الخيــــــــــار
الموضوع الأول :
قال د. عز الدين اسماعيل ( الشعر العربي المعاصر ):
" فكرة الالتزام في الأدب فكرةٌ حديثةٌ هي وليدة عصرنا، و لم يعْـرفْها النّظر النّقدي في العصور المــاضية. و المصطلحُ نفسُه ( أعني الالتزام ) مصطلحٌ جديدٌ في ميدان الأدب ، لم يستخدمْهُ الأقدمون و لم يعرفُـــوه. و الواقـع أنّ مفهوم الالتزام قد ارتبط إلى حدٍّ بعيدٍ بمفهوم الأدب نفسه، و مدى علاقته بالحياة، و الدّور الذي يقوم به الأدب في توجيه هذه الحياة.
و الحديثُ عن العلاقة بين الأدب و الحياة، شيءٌ لم يعرفْهُ النّقد القديم، أو هو لم يعرفْه في صورةِ نظريّة مبلورةٍ. و ربّما كانت أوّل عبارةٍ في تاريخ النّظر النّقدي ، قد أحكمت الرّبطَ بين الأدب و الحيــاة، هي العبــارة المأثورة عن النّــاقد و الشـاعر الإنجليزي المشهور كولردج، التي يقرّر فيها ( أنّ الأدب نقدٌ للحياة )، فإذا قلنا إنّ الرومانتكيين قد أحدثوا تحوّلاً خطيراً في ميدان الأدب، فإنّ ذلك يرجعُ إلى إدخالهم هذا المعيار الجديد، الذي يجعلُ روعةَ الأدب و قيمتَه رهناً بمدى ما يتحقّق فيه من نقدٍ للحياة. فالنّقد يقتضي أوّلاً الفهمَ، و من ثمّ صار الأديبُ مطالَباً بأنْ يتفهّم الحياة قبلَ أن يكتبَّ مــا يكتب ، و هو لن يستطيعَ تفهّمها إلاّ من خلال تجربته و معاناته الصّميمة لها، و انخراطه في هذه التّجربة، و هذه المعاناة إلى أبعد مدى، حتّى يدرك دقــائق الحياةِ و تفصيلاتها، و حتّى يقف فيها على هذه العناصر الجوهريّة الكامنة في أغوارها ، و المسبّبة لوجودها . و من شأن الأدبِ بعد ذلك أن يكشف كل هذه الخبرات و ينقلها إلى الآخرين . و من ثمّ تتحوّل القيمة إلى نوعٍ من الخبرة بالحياة، فــإذا العمل الفنّي القيّم هو ذلك الذي ينمّ عن خبرة صـــاحبه، و الذي يُضيفُ إلى خبراتنا القديمة مزيداً من الخبرة... و من ثمّ يتحدّد الالتزامُ في الأدب بمدى ارتباط الأديبِ بقضايا النّاسِ في مجتمعه، و ما يتقدّم به من حلولٍ لهذه القضايا أو بمجرّد التّنبيه إليها.
و الذين يُعادون هذه الفكرةَ يحسبون أنّ التزام الأديبِ بقضــــايا مجتمعه يعني بالضّرورةِ اشتغــاله بالمشكلاتِ اليوميّة المعايشة، و أنّ هذا من شأنه أن يحطّ من جلال الأدب ، و أن يهبط بالفنّ من عليائه. و هذا التّصوّرُ خاطئٌ بطبيعة الحال. فالفنّ لا يستمدّ جلاله و روعته من جلال الموضوعات و روعتها، و إنّما تتحدّد قيمةُ العمل الفنّي بالأثرِ الذي يتركه في نفوس النّاس، أيّاً كان الموضوع الذي يتحدّثُ فيه. ثمّ إنّ أحداً لم يقلْ إنّ المشكلات اليوميّة تافهةٌ و لا تستحقّ من الأديبِ الاهتمام بها، لأنّ المشكلات اليوميّة البسيطة تُشكّل في مجموعها آخر الأمر صورة الحياة التي يحياها النّاس. إن كان المفروض في الأدب و الفنّ بعامّة أن ينفي هذه الصّورة من الشّوائب أو يعمل على تنقيتها ، و أن يتطوّر بها إلى صورةٍ أرقى يمارس فيها الإنسانُ حياةً كريمةً تسودها العدالة و يعمّها الخيرُ فإنّــه بذلك يكونُ قد حقّق أجلّ الغايات. "
أوّلاً- البناء الفكري : ( 08 نقاط )
1. ماهي القضيّة التي يعالجها الكاتب ؟ و ما الهدف من إثارتها؟ وضح.
2. بم ارتبط مفهوم الالتزام في نظر الكاتب؟ و كيف ؟ وضّح.
3. يرى الكاتبُ أنّ العلاقة بين الأدب و الحياة شيءٌ لم يعرفه النّقد القديم. بم فسّر ذلك ؟ و ما رأيك ؟
4. بسط الكاتبُ حجّة من يُعادون الالتزام في الأدب. حدّد حجج الكاتب في الرّد عليهم.
5. حدد النمط المهيمن للنص بالتعليل؟
6. إلى أيّ فنّ أدبيٍّ ينتمي النّص؟ علّل.
ثانياً- البناء اللّغوي : ( 09 نقاط )
1. كوّن حقلاً دلاليــاً من المفردات التي تنتمي إلى مجال النّقد.
2. أعرب ما تحته خط و بيّن محلّ ما بين قوسين من الإعراب.
3. صغ الأمر من الفعلين ( أحْكمتْ ـ تستمدّ ) و بيّن نوع الهمزة في أوّله مع التّعليل و الضبط بالشّكل التّام.
4. حدّد نوع الأسلوب و غرضه الأدبي في النّص.
5. استخرج أهمّ الرّوابط التي حقّقت الاتّساق فيها.
6. قلّت في النّص الصّور البيانيّة . لماذا ؟ ادرس صورةً وردت في الفقرة الأخيرة.
ثالثاً- التقويم النقدي : ( 03 نقاط )
فكرة الالتزام في الأدب هي حصيلة النظريات النّقدية الحديثة.
مــــا مفهومها ؟ و ما مدى التزام الأديب الحديث بها ؟دعّم إجابتك بأمثلة ممّــا درست.
الموضوع الثــــــاني :
قال محمود درويش ( أنا يوسفٌ يا أبي):
01 ـ أَنــا يوسفٌ يـــا أَبي.
02 ـ يا أَبي، إخْــوتي لا يحبُّوننـي،
03 ـ لا يريدونَنِـي بيْنهم يا أَبي.
04 ـ يَعتدُون عليَّ و يرمُونني بالحصى والكلامِ
05 ـ يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني
06 ـ وَ همْ أَوصدُوا باب بيتك دوني
07 ـ وَ همْ طـردُوني من الحقْــلِ
08 ـ همُ سمَّمُوا عنبِـي يا أَبي
09 ـ وَ همْ حطَّمُوا لُعبي يا أَبي
10 ـ حين (مرَّ النَّسيمُ ) ولاعب شعرِي
11 ـ غَـاروا وثَـارُوا عليَّ وثاروا عليك،
12 ـ فماذا صنعتُ لهم يـــا أَبي ؟
13 ـ الفراشات ( حطَّتْ على كتفيَّ ) ،
14 ـ وَ مالت عليَّ السَّنابلُ،
15 ـ وَ الطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ
16 ـ فماذا فعَلْتُ أَنــا يا أَبي ؟
17 ـ وَ لمـاذا أَنــا ؟
18 ـ أَنتَ سمَّيتني يُـوسُفًا ،
19 ـ و هُمُو أَوْقَـعُــونيَ في الجُبِّ، واتَّهمُوا الذِّئب ;
20 ـ والذِّئبُ أَرحمُ مِن إخوتي..
21 ـ أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ : إنِّي
22 ـ رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُـــهُم لي ساجدين؟
""الأسئـــــــــــــــلة"" :
أوّلاً- البناء الفكري : ( 08 نقاط )
1. يعتمد الشاعر قصّة يوسف رمزاً و قناعاً لتمرير رسالته. ما الرّسالةُ التي يريد الشاعر إيصالها ؟ وضّح.
2. " يوسف " شخصيّة محوريّةٌ في النّص. بيّن على ضوء قراءتك : علاقة يوسف بإخوته و علاقته بأبيه.)
3. إذا كان العنوان أوّل عتبة لفهم النص. ماذا فهمت منه ؟ وضّح.
4. ركّز الشاعر في قصة يوسف على جانبٍ واحدٍ . ما هو ؟
5. اعتمد الشاعر نمطي السّرد و الحوار. لماذا ؟ استخرج مؤشرين للسّرد مع التّمثيل.
6. كوّن حقلاً دلاليا ينتمي إلى مجال الطّبيعة.
ثانياً- البناء اللّغوي : ( 09 نقاط )
1. من الرّموز التي وظّفها الشاعر في هذه القصيدة : (يوسف ـ الإخوة ـ الذئب) . حدّد دلالاتــها.
2. أعرب ما تحته خط و بيّن محلّ ما بين قوسين من الإعراب.
3. حدّد الغرض البلاغي للاستفهــام في النّص.
4. ادرس الصورة البيانية في ( مرّ النّسيم و لاعب شعري )، من حيث نوعها وشرحها مبينا أثرها في المعنى.
5. صغ الأمر من الفعلين ( أوصدوا ـ طردوني ) و بيّن نوع الهمزة في أوّله مع التعليل و الضّبط بالشّكل التّام.
6. اكتب السّطر الرّابع كتابة عروضية ، حدّد التّفعيلة المعتمد و بحرها.
ثالثاً- التقويم النقدي : ( 04 نقاط )
عكستْ القصيدةُ مظاهر التّجديد في الشعر العربي المعاصر.
ـ أبرز مظهرين يتعلّقان بالشّكل ومظهرين آخرين للمضمون بالتعليل و التّمثيل من النص.