*** بيت الفتى اليتيم (الجزء الثالث) ***

[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، اللهم صل عليه عدد ما نعلم وعدد مالا نعلم وعدد ما خط القلم ، وعدد ما أنعمت من نعم ، وعدد ما سبق به علمك ، وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت أيها الأحبة لما فتح الولد اليتيم الورقة وجد بها ألغازا صعبة حيث كانت تقول( لا تتنازل عن هذا المنزل مهما كانت الضر وف وارفع رأسك شامخا وأحفظ ماء وجهك عند الخصام وأدعو ربك والناس نيام واستفد من صحبة والدك فإن السر سوف يتضح مع الأيام ،لا تجادل في فراغ ، ولا تعادي من هو شجاع ومقدام ، حلمك ووعيك وحبك أساس قوتك ، لا تقل إنك صغير ، فبالعلم أنت لنفسك تقرر المصير )، عجب الولد لهذه الكلمات وما تحويه من معان لن يفهم معناها وهو لا يزال صغير ، بل هي توجيه لسلك الطريق الصحيح ، وهنا تأكد لهذا اليتيم بضرورة ملازمة حارس الحديقة الشيخ الطيب .
حرق الورقة بعدما رسخت معانيها والخط الذي كتبت به في ذهنه ثم قال في نفسه إن الأحداث توالت علي هذه الأيام فلابد من أخذ هذه الألغاز بعين الاعتبار مع المحافظة على دراستي وكسب قوتي بعرق جبيني وسأكشف سر بيتي يوما ما .
خرج الولد اليتيم من المنزل وهو لا يحمل لا إبريق الشاي ولا قفة الفستق وجلس على أحد كراسي الحديقة القريبة من المنزل ،التي كثر بها الزوار هذا اليوم ،لكن حارس الحديقة لم يحضر ومع أن بيت الفتى اليتيم مغطى بالأشجار إلا أن الرياح عصفت بقوة وبان الجزء العلوي منه وانتبه أحد زوار الحديقة فقال لمجموعة من الشباب المرافقين له تعالوا معي لقد رأيت شيئا عجيبا لم أره من قبل واقتربوا من مخرج الحديقة حيث يوجد منزل الولد اليتيم ، فوقف الولد من على الكرسي ثم انطلق مسرعا إلى بيته ، وفي هذه الأثناء ظهر حارس الحديقة الشيخ الطيب ، ووقف أمام هؤلاء الشباب وقال لهم إن هذا المكان غير مسموح للتواجد به ولابد لكم من إذن مسبق من مسئول المدينة،فرجعوا لكن ذلك الزائر كان مصرا على رؤية المنزل وبعد محاولات عديدة تركه الحارس من رؤيته بشرط أن يلتزم بالمشاهدة من الخارج فقط ، وعندما رأى هذا الزائر الزخرفة وهندسة البناء تعجب وقال أيعقل أن يكون بهذا المكان شيء كهذا ، ثم قال للحارس لمن هذا السكن فقال له إنه لصبي يتيم ماتا أبواه وهو الوريث الوحيد له ، فقال هذا الزائر لقد أعجبني هذا المنزل وأريد أن أقتنيه ، فقال له حارس الحديقة إنه ليس للبيع وما عليك إلا المغادرة وأنسى كل ما أريت ، ، وبعد ذهاب هذا الزائر ، خرج الولد اليتيم من المنزل وكان قد شاهد كل ما حدث بين الوفد السائح والزائر وحارس الحديقة ، وتقدم إلى الحارس وقال له السلام عليك يا عماه ، ما الذي يحصل ولماذا لم أراك قبل أن يحدث ما حدث لكنك جئت بالوقت المناسب ، فاحكي لي يا عماه كل ما تعرف عن والداي وما هو السر الذي يخفيه هذا البيت، عندها قال له حارس الحديقة الطيب اجلس يا ولدي على هذا الكرسي وسأروي لك كل ما أعرف وسأزيد نصيحة بأن لا تفرط في هذا البيت مهما كان الحال .
بدأ حارس الحديقة الشيخ الطيب بالحديث عن والدي الطفل اليتيم وبدأ القول بنفسه أولا : وهذا ما سنعرفه بالجزء الربع من قصة بيت الفتى اليتيم ،وللقصة تتمة أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.