-
لِسَانُكَ أَلْثَغٌ وَخُطَاكَ غَدْرُ ـ ـ ـ فَلَا سَمْحٌ أَبُوكَ وَ لَا أَغَرُّ
مَرَرْتَ بِهَا عَلَى جُثَثِ الضَّحَايَا ـ ـ ـ وَ قُلْتَ لَنَا انْظُرُوا إِنِّي أَمُرُّ
وَ مَنْ رَضَعَ النَّذَالَةَ فِي صِبَاهُ ـ ـ ـ فَكُلُّ فِعَالِهِ نَزَقٌ وَ شَرُّ
أَظُنُّكَ قَدْ سَمِعْتَ صُراخَ طِفْلٍ ـ ـ ـ تَقَسَّمَ مُقْلَتَيْهِ بُكًا وَ ذُعْرُ
وَ نَدْبًا لِلْأَرَامِلِ وَ الثَّكَالَى ـ ـ ـ وَ تَكْبِيرًا لِكُلِّ فَتًى يَخِرُّ
أَصَرَّ عَلَى الْحَيَاةِ فَمَا ارْتَضَاهَا ـ ـ ـ إِذَا سَنَوَاتُهَا ذُلٌّ وَ قَهْرُ
سَيَحْضُنُ جِسْمَهُ بَلَدٌ طَهُورٌ ـ ـ ـ وَ يَحْمِلُهُ إِلَى الْفِرْدَوْسِ نَسْرُ
تَأَمَّلْ مَا اسْتَطَعْتَ بِهَا مَلِيَّا ـ ـ ـ وَ فَكِّرْ مُطْرِقًا ، أَلَدَيْكَ فِكْرُ؟
أَلَمْ تَسْمَعْ ضَجِيجَ رُكَامِهَا ارْحَلْ ـ ـ ـ فَيَا عَجَبًا أَفِي أُذُنَيْكَ وَقْرُ ؟
أَيَتْرُكُ هَؤُلَاءِ سُدًى دِمَاهُمْ ـ ـ ـ وَ يَبْرُدُ بَعْدَهَا فِي الْقَلْبِ جَمْرُ ؟
لَقَدْ هَزَمَتْكَ أَنْفَاسُ التَّحَدِّي ـ ـ ـ وَ أَنَّكَ تَائِهُ الْخُطُواتِ غِمْرُ
فَلَا قَلْبًا مَلَكْتَ وَلَا سَبِيلًا ــ ـ ـ ضَمَنْتَ بِهِ النَّجَاةَ فَلَا مَفَرُّ
سَتُنْبِئُكَ اللَّيَالِي فَاخْتَبِرْهَا ـ ـ ـ وَ تَلْعَنُكَ الْحِبَالُ بِهَا تُجَرُّ
وَ يَرْكُلُ وَجْهَكَ الجولانُ غَيْظاً ـ ـ ـ فَمنذو أَرْبَعِينَ طَوَاهُ أَسْرُ
يُعَدُّ السوءُ إنْ شَتَمُوا وَ لَكِنْ ـ ـ ـ خَبُثْتَ فَمَا لِسُوءِكَ بَعْدُ حَصْرُ
تَقُولُ بَأَنَّهُ التَّطْهِيرُ بَغْيًا ـ ـ ـ أَبَطَّةُ إنَّ طُهْرًا مِنْكِ عُهْرُ
هُنَا الشَّرَفُ الْقَدِيمُ هُنَا النَّشَامَى ـ ـ ـ فَكُلُّ فَجيعَةٍ في الْحَقِّ نَصْرُ
وَسُورِيَةٌ تَقُولُ لِعَاشِقِيهَا ـ ـ ـ لِأَجْلِ وِصَالِكُمْ فَالْعُسْرُ يُسْرُ
أَيُسْلِمُهَا بَنُو الْإِنْسَانِ زُهْدًا؟ ـ ـ ـ وَ يَخْذُلُهَا الْمُكَابِرُ وَ الْمُقِرُّ؟
سَأَكْتُبُ مَا سَلِمْتُ لَهَا الْقَوَافِي ـ ـ ـ وَ أَبْذُلُ مُقْلَتَيَّ لِبَابَ عَمْرُو
ـــــــ الشاعر الموريتاني الشيخ ولد بلعمش