تقرير التربص عن :المشاركة في القسم ، الاسباب و الدوافع

bouguesri · 2014-11-13, 19:11

المقدمة :
في إطار العملية التكوينية التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية من اجل تكوين المعلمين و تحسين مستواهم ، وارتقاء بهم أكاديميا ، لمسايرة المستجدات ، و مواكبة تحديات الإصلاح التربوي ، و الشروع في التربص التطبيقي للأساتذة التعليم الابتدائي الذي سطرته الوزارة وفق برنامج زماني ومكاني ، يتتبعه المكون لاستفادة منه عمليا ، الكل حسب تخصصه وهذا حسب الأتي :
[b]اسم ولقب المكون[/b]: ………………..
الإطــار الزمـاني : ………………………….
الإطــار المكـاني : …………………………….
التخصص : لغة عربية
و من خلال تربصي التطبيقي بذات المؤسسة ، و بمحضى خبرتي المهنية في الميدان ، ارتأيت أن أتناول ظاهرة تربوية تلازم أبنائنا المتعلمين في حجرات الدراسة، وهي عدم مشاركتهم شفويا و بصفة فعالة داخل القسم ، وتمثل هذه الظاهرة عائقا كبيرا أمام تقدم التعليم و تنوع أساليبه وطرقه ، كما تثبط من حماس المعلم للتدريس و تبعث في نفسه خيبة الأمل و التذمر.
وتتجلى هذه الظاهرة التربوية في كون عدم استجابة المتعلمين لأسئلة المعلم المباشرة و عدم قيامهم بالأنشطة الصفية الشفوية و عدم مناقشة أقرانهم، لذا حاولت قدر المستطاع تجميع وتدوين كل المعلومات و المعطيات التي أرى أنها تساعدني أثناء معالجة هذه المعضلة التربوية وطرق معالجتها .
إن تناول ظاهرة تربوية معينة بالدرس والتحليل، أمر يفتح أمام رؤساء المؤسسات التعليمية والمعلمين على حد سواء الباب على مصراعيه لاكتساب طرق العمل ويعينهم على تعلم أساليب البحث العلمي وتقنياته، ومهارات تجعلهم يتتبعون عن كثب الظواهر التربوية واقتراح بعض الحلول المناسبة لها. و مشكلة عدم المشاركة المتعلمين في القسم كما يعنيها الكثير هي عامة ، يعاني منها التعليم في مدارسنا على اختلاف مراحله .

التعريف بالمؤسسة التعليمية

ابتدائية الشهيد........................ر مؤسسة تربوية لها تاريخ ليس بالقصير وإنما أنشأت أجيالا من التلاميذ الذين هم الآن يصنعون أسماءهم كما أنها أكثر مؤسسة انضباطا و تنظيما.
فتحت هده المدرسة أبوابها للتلاميذ سنة ..............على إدارتها أسماء تركت بصمتهم في التــــاريخ المؤسسة ، وحاليا يديرها السيد : ................. الذي يسعى دائما بتقديم خدمـات للموظفـين و التلاميـذ على الســـــــواء حتى يسودها الاستقرار و النظام اللذان يساعدان على تحقيق نتائج تربوية و تعليمية جيدة.
و هذه المؤسسة تتكون من (...........) حجرات دراسية ، وتتسع لأكثر من .............تلميذ، وطاقمها التربوي من المعلمين والمعلمات تعداد هم (............)، يعملون في تناسق و انسجام مما جعل المدرسة تحقق نتائج جيدة في الامتحانات الرسمية لسنوات متتالية ، حيث حققت نسبة ...........% في السنة الماضية . وتقدر مساحتها الإجمالية بـ ...............م2
و تعد التربية باعتبارها استثمارا إنتاجيا واستراتيجيا من الأولوية الأولى للمدرسة التي تسهر جماعتها التربوية و الإدارية على تجنيد الكفاءات والوسائل الضرورية لخدمة أبنائنا المتعلمين.

ال

مشاركة في القسم ، الأسباب والدوافع

تمهيد
أن المتعلم هو المستهدف من العملية التربوية التعليمية والركيزة الأساسية فيها والمعلم منّا يثلج صدره وتسعد أيامه يوم أن يلقى متعلمين نجباء يفهمون بأدنى إشارة ويستجيبون لأقرب نداء ، وينزعج ويضيق ذرعاً يوم أن يجد في قسمه متعلمين قد شغلتهم أنفسهم وحبب إليهم جهلهم وصعب عليهم الارتقاء بعقولهم … ومع مرور الساعات والأيام يذوبون داخل فصولهم فلا هم ممن يشارك فيلتفت إليهم ولا هم من يستحقون في – نظر البعض – استفراغ الجهد والطاقة والتمتع بقضاء الأوقات حتى تسمو نفوسهم وتتسع مداركهم وهذه الفئة وإن كانت قليلة إلا أنها فئة من المجتمع المدرسي لم تعط العناية اللازمة والدراسة الممحصة لذا فهي جديرة بالبحث والدراسة ، لأن هذه الظاهرة التربوية لها آثار سلبية على مخرجات العملية التربوية التعليمية ويشكل هدراً مادياً بل إن بعض الميدانيين يتعاملون معها على أنها أمر عادي ومألوف ولا شك أن ذلك مع مرور الوقت سيكون له أثره البالغ فإذا كان العزوف عن المشاركة وعدم التفاعل مع الدروس سلوكاً محبباً لدى المتعلم فإنه سوف يفرز لنا متعلم سلبياً أو متسرباً عن المدرسة ومن هنا يكمن الخطر وتهدر الجهود وتصبح العملية التربوية عملية آلية وقد استحق هذا الأمر الوقوف والتقويم والمراجعة بغرض الإصلاح والتطوير من خلال دراسة يسيرة انتظمت بعض التوصيات و المقترحات التي نأمل أن يستفيد منها الزملاء في الميدان وما هذه الدراسة إلا محطة توقف وتقويم ومراجعة وإصلاح وتطوير. معتمدا في ذلك على ما توفر لدي من مراجع لها علاقة بالموضوع وإني أسأل الله أن أكون قد وفقت في ملامسة الموضوع المرصود حتى نستطيع سويا أن نحارب هذه الظاهرة التي تلازم حجراتنا الدراسية ..
لأن المتعلمين الذين لا يشاركون شفويا وبصفة فعالة داخل القسم لا يعني أنهم متخلفون في مستواهم الدراسي، إذ نجد بعضهم يحصل على نتائج جيدة في الفروض الكتابية.
إذن لا بد أن تكون وراء هذا الغياب عوامل متعددة ومتنوعة.فمنها ما هو نفسي يرتبط بنفسية المتعلم، وما هو اجتماعي يرتبط بالوسط الاجتماعي الذي نشأ فيه، ومنها ما هو يتعلق بظروف العملية التعليمية- التعلمية.

المنبهات ( العوامل ) المحتملة :
1- العوامل النفسية:
إن الحديث عن هذه العوامل يجرنا إلى الحديث عن الأزمات التي تزخر بها مرحلة التلميذ المنخرط بالمستوى السادس من التعليم الأساسي وهي أزمات كثيرة لا يسمح لنا الوقت في هذا الحيز الضيق أن نتناولها بشكل مستفيض، بل سنقتصر على ذكر بعضها:
- فهناك الانطوائية والخوف والخجل وعدم الثقة بالنفس.
- لشعور بالخجل الذي قد يمنع بعض المتعلمين من المشاركة أو يبطئ منها.
- خوف البعض من انتقاد أقرانهم لإجابتهم أو نوع مشاركتهم أو السخرية منها .
- عدم معرفة البعض لكيفية المشاركة الصفية و طبيعتها.
فهذه كلها أزمات تحد من نشاط المتعلم داخل جماعة الفصل ويستحيل تمييز بعضها عن البعض الآخر فهي "حلقات في سلسلة واحدة .
إن من شأن هذه الأزمات أن تساهم في كبح جماح نشاط المتعلم داخل القسم وتجعله يلزم الصمت مخافة أن يجابه برفض ما قد طرحه، وغالبا ما يلوذ بالصفوف المتأخرة لتقيه شر الظهور والمشاركة أو تجعله منكمشا غير راغب في البوح بمكوناته والتعبير عن أفكاره مخافة عدم قدرة الآخرين على التجاوب مع آرائه عند محاولته المشاركة داخل جماعة قسمه.
2- العوامل الاجتماعية:
إن الأزمات النفسية التي تطبع شخصية التلميذ تعود بطبيعة الحال إلى المحيط الاجتماعي الذي أفرزه وترعرع فيه، فالتربية التي تلقاها في سنواته الأولى تغرس فيه مجموعة من القيم واللبنات التي تساهم في تكوين شخصيته استقبالا، بحيث لا يجب أن ننكر ما للتربية الأولى في الأسرة من أثر عميق في تحديد هذه الشخصيات وتشكيلها.
- معاناة بعض المتعلمين من مشاكل أسرية أو خاصة ، مما قد يشوش تركيزهم و انتباههم العام و يضعف من رغبتهم في آراء الغير و التعليق عليها
وخلاصة القول، إن غياب مشاركة بعض التلاميذ الشفوية داخل الفصل مرده لأسباب متعددة ومتداخلة ترتبط بوشائج قوية يستحيل الفصل بينها إلى حد كبير.
غير أن هذه العوامل ليست وحدها التي تعيق نشاط هؤلاء المتعلمين، بل هناك أسباب أخرى تساهم في هذه المشاركة وإعاقتها، وهي أسباب ترتبط أساسا بظروف العملية التعليمية- التعلمية.

3- العوامل التربوية:
إن العملية التعليمية من أكثر الظواهر الإنسانية تشابكا وتعقيدا، وذلك بسبب تعدد العوامل والمؤثرات المحيطة بها، فهناك شخصية المعلم التي ترتبط بمجموعة من الشروط تتوفر عند البعض ويفتقر إليها البعض الآخر، إذ لكل واحد ميولا واتجاهات خاصة ومنظومة قيمية تميزه عن غيره والتي تحدد انتماءه الاجتماعي والثقافي ونمط تكوينه التربوي والعلمي، مما يميز تدريسه ويطبعه بطابع متفرد ، وانطلاقا من هذا التصور يمكن أن نميز بين صنفين من المعلمين، فهناك المعلم المرح الذي يخلق بحضور شخصيته جوا مشوقا، وهناك المعلم الذي يأبى إلا أن يظهر أمام متعلميه بمظهر وقور وجدي إلى أبعد الحدود.
إن هذا النوع من المعلمين يخلف دون أدنى شك رواسب جد سلبية في نفسية المتعلم حيث تتولد لديه الأزمات السالفة الذكر. كما أن لطبيعة بعض المواد المدرسة وطرق التدريس المتبعة وحالة القسم الأثر الكبير فيما يخص مشاركة المتعلمين الشفوية أو عدم مشاركتهم. وهذه حسب التربويين :"إن العملية التعليمية عملية جد معقدة نظرا للعديد من الصعوبات المتشابكة، ومن ضمنها ما يرتبط بصفة عامة بمحتويات التعليم ومواده، وكذا بالمصادر الديداكتيكية والتكنولوجية المتوفرة والمستعملة في كل قسم، وبالظروف السيكولوجية التي تحيط بالمدرسة وأنواع التنظيمات ...والتي تجعل من ظاهرة القسم ظاهرة معقدة تتفاعل داخلها عوامل متشعبة وتنصهر فيها متغيرات شديدة التباين.."
كما أن لحالة القسم دورها في هذا الغياب فالاكتظاظ الذي تعرفه المؤسسات يؤثر سلبا على العملية التعليمية، كما أن بعض الأقسام في العالم القروي يتميز بكونه يحتوي على مستويات متعددة مما يدفع المعلم أن لا يتعامل مع جميع المتعلمين ويوزع الكلمة بينهم توزيعا عادلا، وغالبا ما نجده يركز على مستوى واحد ويغيب المستوى الآخر أو المستويات الأخرى (بعض الأقسام تتضمن أكثر من مستوى: الأول + الثاني+ الثالث عربية).
كما أن لظاهرة فارق السن- والتي تظهر جليا بالمستوى الثالث - الأثر البالغ في هذا الغياب. فهناك متعلمين يبلغون من العمر ست سنوات في مقابل آخرين يبلغ سنهم عشر سنوات.
إن من شأن هذا الفارق في السن أن يؤدي بالمتعلم الذي يفوق سنه سن باقي زملائه الانزواء إلى الوراء إحساسا منه بالخجل والضعف وعدم الثقة بالنفس.

الخاتمــــة

والذي ينبغي أن نؤكد عليه، فسبب إحجام بعض المتعلمين عن المشاركة الشفوية داخل جماعة القسم أمر يستدعي منا - باعتبارنا فاعلين تربويين- التدخل توا لمحاربة هذه الظاهرة التي تنعكس خطورتها سلبا على حياة هؤلاء الأبرياء مستقبلا، وقد تترتب عنها سلوكات ورواسب من شأنها أن تعيقهم في الاندماج وتصاحبهم في حياتهم المهنية والاجتماعية عموما.
وحتى لا تفوتني الفرصة أتقدم للسيدات والسادة الأساتذة ببعض الاقتراحات التي من شأنها أن تساعد على محاربة الظاهرة الخطيرة التي تلازم حجراتنا الدراسية ، ومن جملتها :
1- على المتعلم أن يتفهم شخصية الطفل ويتعرف أيضا على اهتماماته وانشغالا ته.
2- ضرورة انفتاح المدرسة على محيطها الخارجي وربط العلاقة بينها وبين الأسرة.
3- استغلال المنهاج التعليمي الذي يساير خصوصيات الطفل المغربي.
4- اعتبار المتعلم الفاعل الحقيقي والمحور الأساسي في العملية التعليمية- التعلمية.
5- محاولة المعلم توزيع المتعلمين الخجولين على مجموعات الفصل ، مع تعمد جمعهم بمن يفضلون من الأقران.
6- تعرف المعلم على مشكلة المتعلم الأسرية أو الخاصة و محاولته الاستجابة لها علميا موضوعيا و إنسانيا.
7- تعزيز المعلم و تحفيزه لتعلم المتعلمين للمادة ، و ذلك باستعماله أي إجراء يراه مناسبا لعلاج عدم تعلم المتعلمين للمادة و لنوع و درجة و سرعة هذا التعلم.
8- استعمال المعلم لأكثر من إجراءات التعزيز السلبي ، و ذلك للحد من سلوك بعض المتعلمين الساخر من إقرانهم ، و لتوفير بيئة صفية بناءة و مشجعة.
9- تعليم المتعلمين لمهارة المشاركة ، مستعملا في ذلك الأساليب و الإجراءات المناسبة كالنموذج التالي:
10- يختار اثنين من المتعلمين الذين يفتقدون مهارة المشاركة أولا و يدربهم عليها بالأسئلة و الأجوبة و التعليق ، ثم يضيف لهما تلميذا آخر و هكذا حتى يتكون منهم مجموعة عادية قادرة على المناقشة الجماعية و المشاركة بالخبرات و الأنشطة الصفية المطلوبة.
11- تنويعه لأساليب وأنشطة التدريس وعدم اعتماده على المحاضرة أو الإلقاء إلا عند الضرورة ، كما هي الحال في كون المعلومات جديدة كلياً على التلاميذ او صعبة جداً أو توضيح خبرة شخصية لديه .
12- مقابلة المتعلم و التعرف على مشكلته الشخصية أو الأسرية ومحاولته الاستجابة لها إنسانيا وموضوعياً.

13- تعرف المعلم على مواطن الصعوبة التي يواجهها المتعلم في المادة الدراسية والاستجابة لها حسب مقتضيات الموقف التعليمي وحاجة المتعلم وقدراته العامة.
هذه باختصار جملة من الاقتراحات، أتمنى أن تلامس جانبا من الصواب، والله أسأل العون وبلوغ القصد.

المراجـــع

1- تصريحات السيد مدير مدرسة ……………………
2- تصريحات معلمي مدرسة ………………………
3- تصريحات أولياء التلاميذ.
4- الملف الطبي للمتعلمين.
5- كشف النقاط للمتعلمين.
6- كتاب إرشادات الطفل و توجهيه للدكتورة ليلى الخضري.
7- كتاب أصول علم النفس للدكتور احمد عزت.