عباد الله: دين الإسلام، دين عظيم، جاء لتطهير القلوب من الشرك والكفر، وتطهير الجوارح من المعصية والفجر، ومع ذلك أيضا جاء لتطهير الأبدان والأثواب والأماكن من النجاسة والقذر، فهو دين النظافة والبهاء، فرض الوضوء والاغتسال وأرشد إلى آداب الاستنجاء، وغيرها من مظاهر الطهارة والنقاء، فالحمد لله رب الأرض والسماء .
فما بالنا عباد الله نسير عكس تيار ديننا، نتنكب طريق شريعتنا، ونضيع آداب إسلامنا، فها هي شوارعنا وطرقاتنا لا تطيق صبرا على أن تبقى نظيفة لبضع أيام، وها هي منتزهاتنا وحدائقنا على قلتها وندرتها ما وجدنا أحسن من تلك النفايات والقمامات لنزينها به، شواطئنا وسواحلنا يستحي الواحد من النزول عندها، أما غاباتنا لو تكلّمت أشجارها وهوامها لأخجلتنا بلومها وعتابها .
علب وأكياس، فناجين القهوة الورقية، بقايا السجائر، حفاظات الصبيان، وغيرها من الأوساخ والقاذورات منتشرة في كل مكان، ولعل أسوأها على الإطلاق قارورات الخمر والمسكرات التي أضحت تزين أغلب شوارعنا وطرقاتنا، هدى الله شاربيها .