من أخبار الأمير عبد القادر في دمشق

[زهرة الجزائر 07]

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي

[rejoule]

الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق

رجال حول الأمير
في وثائق محاكم دمشق الشرعية العثمانية



بقلم د. فواز منير الرجولة
باحث في مركز الوثائق التاريخية بدمشق

تشير وثائق محاكم دمشق الشرعية العثمانية إلى مجموعة من الشخصيات المقربة من الأمير عبد القادر الجزائري خلال الفترة الدمشقية من حياته.
وسنذكر في هذا البحث أهم هذه الوثائق مع ملخصات ومقاطع منها تبين الأشخاص المذكورين فيها وطبيعة علاقتهم بالأمير.
لن نتطرق هنا إلى عائلة الأمير إلا إذا تطلب السياق ذكر بعضهم.

الأمير يوكل ابنه الأمير محمد باشا:

"الأمير عبد القادر الجزائري، الحاضر بالمجلس، يوكل ابنه الأمير محمد.
الشيخ محمد أفندي بن المرحوم الشيخ محمد أفندي الخاني النقشبندي الخالدي والسيد سعيد آغا بن السيد قاسم آغا الرجولة، شاهدان." وثيقة78لعام1297/1880سجل655

الأمير ورجال التجارة والأعمال:

" دين لتحصيله من أبو خليل الأشرم بمعرفة الأمير علي 3285قرش1.
دين وارده من عبد الغني بيضون تتمة ثمن أغلال من قرى شفاعمرو 3525قرش.
صافي ثمن أغلال بمعرفة عبد القادر بشير2 23507.5قرش.
دين لصالح سعيد آغا الرجولة الثابت بالبينة الشرعية والحلف 65754.5قرش.
دين لصالح السيد محي الدين الهاشمي باعتراف الورثة 1638.5قرش.
مصارفات تعميرات عن يد الأمير عبد الله وعبد القادر بشير2 والحاج ضاهر النجار25360.5 قرش.
إلى فرج العبد المدفوع له من الورثة 7661.5قرش
إلى الحافظ الساعاتي 300قرش" وثيقة106لعام 1302/1885سجل811

الأمير يعين الأوصياء على أولاده القاصرين:

"مخلفات الأمير عبد القادر الجزائري...
وبمباشرة صاحب الفضيلة خاني زادة الشيخ محمد أفندي والسيد سعيد آغا بن المرحوم قاسم آغا الرجولة الوصيان الشرعيان على القاصرين المرقومين أعلاه وبموجب حجة ثبوت الوصاية المختارة السابقة على تاريخه بنظارة حضرة الأمير محمد باشا المشار إليه أعلاه." وثيقة106لعام1302/1885سجل811

"صاحب الفضيلة الشيخ محمد أفندي بن المرحوم افتخار الصلحاء العارفين، مرشد الإخوان والمريدين، الشيخ الكامل محمد أفندي الخاني النقشبندي وعمدة الأماجد والأكارم العظام السيد سعيد بن السيد قاسم الرجولة... وأقامهما أيضاً وصيين شرعيين على أولاده القاصرين الذكور والإناث . لتعاطي مصالحهم و تسوية أمورهم ، بحيث لا ينفرد أحدهما عن الآخر بتصرف ما." وثيقة258لعام 1300/ 1883سجل756.

الأمير يعين الأوصياء على تنفيذ وصيته:

"70000قرش الوصية الثابتة بالبينة الشرعية بموجب حجة والوصي على تنفيذها كل من فضيلتلو الشيخ محمد أفندي الخاني وسعيد آغا الرجولة.
يخرج عشرة آلاف من أصل المبلغ الوصية الموصى بذلك إلى الشيخ محمد أفندي الخاني وسمح بها إلى التركة" وثيقة106لعام1302/1885سجل811

"قدوة العلماء العظام، ونخبة الفضلاء والمرشدين الفخام، شيخ سجادة الطريقة النقشبندية الشريفة بدمشق حالاً، صاحب الفضيلة الشيخ محمد أفندي بن المرحوم افتخار الصلحاء العارفين، مرشد الإخوان والمريدين، الشيخ الكامل محمد أفندي الخاني النقشبندي وعمدة الأماجد والأكارم العظام السيد سعيد بن السيد قاسم الرجولة. وقدوة الأمراء العظام، صاحب السعادة الأمير السيد محمد باشا، نجل الأمير الكبير، والعلامة النحرير، فريد العصر، ووحيد الدهر، المندرج بالوفاة إلى سعة رحمة الله تعالى، السيد عبد القادر بن السيد محي الدين الحسني المغربي الجزايرلي يطالبون بتنفيذ وصية الأمير رحمه الله.
وأقام على تنفيذ ذلك جميعه، المدعيين الأول والثاني المشار إليهما وأقام المدعي الثالث، ولده المشار إليه، ناظراً عليهما، بحيث أنهما لا يمضيان أمراً ما إلا بإذنه، واطلاعه، وعلمه، وإجازته وأنه توفى وهو مصر على ذلك. وأن المدعين الثلاثة ، قبلوا منه ذلك.
وأوصى بمبلغ عشرة آلاف قرش إلى المدعي الأول ومبلغ عشرة آلاف قرش إلى المدعي الثاني..." وثيقة258لعام 1300/ 1883سجل756.

الشهود والمزكون المذكورون في وصية الأمير:

"...فأحضر المدعون، للشهادة بذلك، كلاً من قدوة الموالي العظام، السيد محمد أسعد أفندي بن افتخار العلماء الأعلام، سلالة آل طه ويسين العظام، الحسيب محمد نسيب أفندي بن السيد الشريف حسين أفندي الحمزاوي والسيد الشريف أحمد بن السيد الشريف محي الدين الحسني الجزايرلي والأخوين السيد محمد الطيب أفندي والسيد محمد المبارك بن السيد محمد المغربي الجزايرلي والسيد محي الدين بن السيد مصطفى بن السيد محي الدين الحسني الجزايرلي.وشهدوا، بمواجهة المدعى عليه المومى إليه بمعرفتهم المتوفى المشار إليه، المعرفة الشرعية. وأنه في رابع ربيع الأول الأنور سنة ستة و تسعين و مائتين و ألف، حال حياته، قبل وفاته، أشهد على نفسه الإشهاد الشرعي أنه إذا نزل به الحادث المحتوم ، في اليوم المعلوم ، الذي كتبه على عباده، يخرج من ثلث ماله...
ذلك، ويشهدون به شهادة شرعية مقبولة شرعاً. مشمولة بتزكية كل من فضلتلو الشيخ محمد بن المرحوم الشيخ حسن أفندي بيطار زادة ومكرمتلو السيد الشريف محمد طاهر أفندي بن السيد الشريف محي الدين أفندي بن السيد الشريف محمد نسيب أفندي الحمزاوي وابن عمه السيد عبد الكريم أفندي بن فضيلتلو السيد محمد سليم أفندي الحمزاوي. سراً، بموجب ورقة مستورة. وبتزكية كل من رفعتلو سعيد بك بن المير علي بن المير فندي الشهابي والسيد مصطفى بن السيد إسماعيل بن السيد مصطفى الدكدك.وذلك كله بعد أن أبرز المدعون من أيديهم، الصك الشرعي، المحرر بخط المتوفى، المشار إليه. المشهور والممضا بإمضائه المشهورة. المتضمن لدعوى المدعين المؤرخ بالتاريخ المذكور أعلاه." وثيقة258لعام 1300/ 1883سجل756.

معرّفان ذكرا في مخلفات الأمير:

" السيد محي الدين بن مصطفى الحسني الجزايرلي وعبد القادر بن بشير المغربي عرّفا بالسيدة خيرة بن السيد علي أبو طالب زوجة الأمير التي ولت ابنها الأمير محمد باشا." وثيقة106لعام1302/ 1885سجل811



موظفو المحكمة الشرعية المذكورون في وصية ومخلفات الأمير:

ورد في مخلفات الأمير "...كاتبه الفقير عبد الحميد الاسطواني المولى المأذون له من قبل الحاكم الشرعي..." وثيقة106لعام1302/1885سجل811

وورد في وصية الأمير "صاحب الفضيلة مكي زاده السيد الشريف محمد أبو الخير أفندي سر كاتب المحاكم الشرعية بدمشق الشام، المولى المأذون له، توجه إلى دار المرحوم الأمير عبد القادر الحسني الجزايرلي الكائنة باطن دمشق بمحلة العمارة الجوانية بزقاق النقيب، وصحبته كاتب الحروف الفقير عبد الحميد الاسطواني والحاج أحمد الموصلي المحضر." وثيقة258لعام 1300/ 1883سجل756.

قرى دمشقية آلت ملكيتها إلى الأمير:

نورد هنا بعض الوثائق المتعلقة بقرى قرحتا والبويضة وأشرفية صحنايا التي آلت ملكيتها لاحقاً إلى الأمير عبد القادر وقد ذكرها الأمير محمد باشا في تحفة الزائر3 وورد بعضها في مخلفاته4.

"اشترى مفخر الأماثل والسادات الأشراف الفخام السيد سعيد آغا بن المرحوم عمدة الأماثل الكرام السيد قاسم جلبي الرجولة جميع الحوش الكائن بقرية قرحتا تابع المرج القبلي، المعروف بحوش صالح بك يوسف باشا، والبستان التابع له والمواشي والمزروعات...
وفرغوا له عن جميع مشد مسكة أرض البستان الحامل للغراس وجميع مشد أراضي الحانوت وجميع مشد مسكة القرية المذكورة وأراضي المزرعة الكائنة تابع المذكور. مساحة ذلك كله 12فدان روماني هم جملة فِدان القرية المرقومة والمزرعة، وشرب ذلك كله من نهر الخلدون النابع من أرض قرية شبعا ومن نهر الأعوج.
الثمن 1665ليرة ذهب مجيدية و25قرشاً.
البائعون هم ورثة صالح بك بن الحاج أحمد بك بن يوسف باشا. وثيقة11لعام1286/1896 سجل615.

"مجلس شرع في حوش سعيد آغا بن المرحوم السيد قاسم الرجولة، الكائن في قرية قرحتا الكائنة بالمرج القبلي، حضره مختار القرية وجماعة من أهالي القرية وأقرّوا بملكية القرية المذكورة للسيد سعيد آغا الرجولة المذكور." وثيقة52لعام1286/1896سجل614.

"مفخر الأماثل الكرام السيد سعيد جلبي بن المرحوم مفخر الأماثل الكرام السيد قاسم جلبي الرجولة اشترى، بالولاية الشرعية على أولاده القصّر الثلاثة هم السيد عبد المجيد والسيد عبد الغني والسيد محمد عطا الله، حوش بوادي العجم يعرف بحوش البويضة مع العمارة داخله والغراس حوله والأراضي التابعة له ويحدها قبلة أراضي قرية الأشرفية وشرقاً نهر الدرخبية وشمالاً مسيل الثلج المعروف بالخليج وتمامه أراضي قرية جونه وأراضي قرية كوكب وغرباً نهر الداراني.
البائع هو الشيخ محمد بن الشيخ أحمد نجيب أفندي قلعي زاده.
الثمن 45000قرش." وثيقة440لعام1274/1857سجل496.

"استأجر السيد سعيد بن قاسم الرجولة، بالأصالة عن نفسه وبالولاية على أولاده الثلاثة القصّر عبد المجيد وعبد الغني ومحمد عطا الله، تتمة حوش البويضة المذكور في الوثيقة440 السابقة وتوابعه الجاري ذلك في وقف بنظارة بيت القلعي." وثيقة443لعام1274/1857سجل496.


يتبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
1- هذه المبالغ تعتبر كبيرة بتاريخه فعلى سبيل المثال كان ثمن دار فخمة وواسعة في أرقى أحياء دمشق 5000قرش كما تبين وثائق المحاكم الشرعية.
2- هو السيد عبد القادر بن بشير المغربي.
3- تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر. الأمير محمد بن الأمير عبد القادر الحسني الجزائري. الاسكندرية1903م. ج2 ص86
4- مخلفات الأمير عبد القدر محفوظة تحت رقم106 لعام1302من السجل811 من سجلات المحاكم الشرعية العثمانية.

[ابن ادريس الاصغر]

والله ياأخي لقد صدمت بتصرف هذا الأمير عبد القادر بموالاته لأعدائه الفرنسيين بعد أن كان مجاهدا لهم هاهو الآن يصبح صديقا لهم ويدافع عن رموزهم الكفرية من قساوسة ورهبان ويموت على مثل هذا الحال نسأل الله العافية ونعوذ بالله من الحور بعد الكور

[rejoule]

سيدي الكريم ابن إدريس الأصغر حفظه الله،

الأمير عبد القادر رحمه الله لم يوالي الفرنسيين يوماً. وقد تابع جهاده بدمشق علمياً وسياسياً ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وفضله على أهل الشام أقر به القريب والبعيد. فدوره في رد غزو الفرنج ومنعهم من قصف دمشق في فتنة الستين الطائفية أساسي وجليّ واضح. وكان دائماً في دمشق تحت مراقبة الأجهزة الفرنسية الذين كانوا يخشونه حتى آخر لحظة من حياته.
أما موقفه من الأبرياء والعزل من أهل الذمة، فهو الموقف الشرعي كما تبينه العهدة العمرية الواردة سابقا. وهو لم يكن متفرداً في ذلك فقد أيده في موقفه هذا أعيان دمشق وأكابر علمائها كالشيخ محمود الحمزاوي والشيخ أحمد مسلم الكزبري وغيرهم. وكذلك أيده في موقفه هذا شيخ المجاهدين الأمير شامل الداغستاني رحمه الله.
وإن كان رؤساء وقادة ومفكري الفرنج قد أعجبوا بموقفه فهذا لا يقتضي ترك الأمر الشرعي. بل استثمر الأمير عبد القادر ذلك بخبرته وحنكته السياسية لمصلحة مواطنيه وشعبه. ولا أرى ما الخلل في ذلك؟!
وإليك اقتباساً متن العهدة العمرية الواردة أعلاه:
العهدة العمرية:- ...أن أبا عبيدة حضر بيت المقدس، فطلبت أهلها منه أن يصالحهم على صلح مدن أهل الشام، وأن يكون المتولي للعقد عمر بن الخطاب، فكتب إليه ذلك، فسار عن المدينة بعد أن استخلف عليها علياً، وخرج ممداً لهم أي لعسكر الشام. وفيما يلي نص المعاهدة كما أوردها الطبري: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم ، وصلبانهم ، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها: أنه لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقض منها، ولا من حيزها، ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوت( اللصوص ) فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه، وماله حتى يبلغوا مأمنهم، و من أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه، وماله مع الروم، ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان؛ فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله، وذمة الخلفاء، وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضر سنة خمس عشرة.»

[ع.أسامة18]

جزاك الله خيرا

[فريدرامي]

[ابن ادريس الاصغر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rejoule

سيدي الكريم ابن إدريس الأصغر حفظه الله،

الأمير عبد القادر رحمه الله لم يوالي الفرنسيين يوماً. وقد تابع جهاده بدمشق علمياً وسياسياً ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وفضله على أهل الشام أقر به القريب والبعيد. فدوره في رد غزو الفرنج ومنعهم من قصف دمشق في فتنة الستين الطائفية أساسي وجليّ واضح. وكان دائماً في دمشق تحت مراقبة الأجهزة الفرنسية الذين كانوا يخشونه حتى آخر لحظة من حياته.
أما موقفه من الأبرياء والعزل من أهل الذمة، فهو الموقف الشرعي كما تبينه العهدة العمرية الواردة سابقا. وهو لم يكن متفرداً في ذلك فقد أيده في موقفه هذا أعيان دمشق وأكابر علمائها كالشيخ محمود الحمزاوي والشيخ أحمد مسلم الكزبري وغيرهم. وكذلك أيده في موقفه هذا شيخ المجاهدين الأمير شامل الداغستاني رحمه الله.
وإن كان رؤساء وقادة ومفكري الفرنج قد أعجبوا بموقفه فهذا لا يقتضي ترك الأمر الشرعي. بل استثمر الأمير عبد القادر ذلك بخبرته وحنكته السياسية لمصلحة مواطنيه وشعبه. ولا أرى ما الخلل في ذلك؟!
وإليك اقتباساً متن العهدة العمرية الواردة أعلاه:
العهدة العمرية:- ...أن أبا عبيدة حضر بيت المقدس، فطلبت أهلها منه أن يصالحهم على صلح مدن أهل الشام، وأن يكون المتولي للعقد عمر بن الخطاب، فكتب إليه ذلك، فسار عن المدينة بعد أن استخلف عليها علياً، وخرج ممداً لهم أي لعسكر الشام. وفيما يلي نص المعاهدة كما أوردها الطبري: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم ، وصلبانهم ، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها: أنه لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقض منها، ولا من حيزها، ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوت( اللصوص ) فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه، وماله حتى يبلغوا مأمنهم، و من أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه، وماله مع الروم، ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان؛ فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله، وذمة الخلفاء، وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضر سنة خمس عشرة.»

اخي الكريم رجولة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على امثالك من الجهود التي قام بها الامير عبد القادر لكن كما تعرف فإن الاعمال بالخواتيم كما قال صلى الله عليه وسلم أما الشروط العمرية التي ذكرتها نعم ولكن هذا الصلح والامان لم يعد له جواز بعد سقوط الخلافة الراشدة وحكم المسلمين ففي هذا الوقت كان حكم الاستعمار الكفري سائدا كما قرأت ذلك في مقالتك ولأن في هذا الزمن الذي كان الامير يدافع عن النصارى كانت هناك حركة جهادية في الشام فكان هو سببا في اجهاضها لأن هؤلاء الكفار لو كانوا أهل ذمة كما ذكرت هل كانت الدولة آن ذاك وهل كان الأمير عبد القادر يأخذون منهم الجزية عن يد وهم صاغرون كلا وألف كلا فمن أين أعطي لهم الأمان والذمة ومعذرة على الإختصار وشكرا لك على صبرك وحسن خلقك في المعاملة والنقاش

[أبو إدريس]

إلى الأخ المتسمي بابن إدريس الأصغر

السلام عليكم ورحمة الله

أخي الكريم إنّ الكلمة مسؤولية ، وكل شهادة تتلفظ بها سيسألك الله عنها؛

قال تعالى : ((ستُكتب شهادتهم ويسألون))

ويبدو أخي أنّك لست محيطًا بالقدر الكافي من تفاصيل تلك الحقبة

فكان يكفيك أن تسأل عنها أهل الاختصاص قبل الخوض في أعراض الناس!

وهذا من الدين الذي تنشده! ونحن هنا للتناصح والإفادة إن شاء الله.

وما كتبه الدكتور الرجولة، مبني على وثائق ومعلومات تاريخية ثابتة ومتفق عليها!

وهو من الدارسين لتلك الحقبة.

فالذي يبتغي الحق عليه أن يأخذ بكلامه ونتائج بحثه

(وهي طبعًا موافقة لما عليه أئمة هذا الشأن).

والذي يريد رفض تلك المعلومات فعليه أن يبيّن أدلّّته الدامغة والواضحة،

حتى نناقشه فيها. أمّا مجرّد إلقاء الكلام على عواهنه،

واتهام أئمة هذه الأمّة (ومشاهير آل البيت أحفاد سيدنا إدريس الأكبر)،

فهذا ليس من خلق المسلم المؤمن الذي يخشى الله والآخرة، ونحن هنا في هذا المنتدى الطيب، للإرشاد وتبادل النصح والإفادة،
لا للتشهير والتكفير واللعن والسب والشتم!! ولسنا على استعداد للخوض في الحديث مع من هذا دأبه وغرضه.
فليس من صفات المؤمنين أنهم ((يخوضون مع الخائضين)).

ونحن نحسِّن الظن بك أخي ونربأ بك أن تكون من هؤلاء، لذلك أقول لك باختصار:

إن الخلافة العثمانية لم تسقط في بلاد الشام إلاّ بعد سنة 1918م.

أمّا في سنة 1860م (أيام فتنة النصارى) فكانت الخلافة حاضرة وقوية في الشام

وكان الخليفة هو عبد المجيد خان ، وكانت النمسا وبعض الدول الأوربية المجاورة تدفع ضرائب لدولة الخلافة!
وكانت بعض الدول الأوربية تدفع للخلافة مبالغ كبيرة ، وعندما يدخل سفراؤها إلى الخليفة يجلسون بين يديه بكل صغار.
فما بالك بالنصارى النازلين تحت الحكم العثماني؟
وكانت الجيوش الإسلامية العثمانية تخوض حروبًا مع روسيا وغيرها.

وفتنة النصارى إنما كانت حيلة من الدول الأوربية لإضعاف الخلافة العثمانية ، وذلك باقتحام الجيوش الفرنسية والإنكليزية لبلاد الشام
بحجة الدفاع عن الأقلية المسيحية. وقد استخدموا لتنفيذ حيلتهم تلك طائفة الدروز الموجودة في لبنان والشام.

فما كان من كبار علماء الشام ومشايخها ومفتيها إلاّ أنهم تفطَّنوا لهذه المكيدة وهبّوا للتصدي لها،
وكان الأمير عبد القادر الجزائري أكبر معين لهم لما يملكه من خبرة عسكرية وقيادية وسياسية، فعمل الجميع على إطفاء تلك الفتنة،
التي كان الضحية فيها هم النساء والأطفال وكبار السن والرجال العزّل (من مسيحيي دمشق)
الآمنون في بيوتهم والنازلون تحت حكم الدولة العلية العثمانية، والخاضعون للخليفة العثماني، والمقدمون الطاعة له!

فقام هؤلاء العلماء بما توجبه عليهم الشريعة الإسلامية أحسن قيام، فشكرهم الخليفة العثماني ومنحهم كتب شكر وأوسمة،
وشكرهم علماء المسلمين في المشرق والمغرب، وسُجِّل موقفهم في كتب التاريخ وعُدَّ من مآثرهم الكريمة.

فالعجب كل العجب منك أخي ابن إدريس الأصغر كيف تزعم أنه كان هناك حركة جهادية في الشام والأمير أحبطها!!!
هذه دعوى لا أصل لها وأنت أول مبتدع لها!!

وكيف تزعم أنه صار يوالي الكفار ويدافع عن رموزهم الكفرية!!!

هذه والله كبيرة!!! ألا تخشى الله؟ ألا تتقي الله؟

من أين لك هذا الكلام؟ وما هو برهانك؟ قال تعالى : ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)).

يا أخي لماذا تورد نفسك هذه الموارد؟

إنّ فتاوى الأمير التي دوِّنت وطُبِعت ونُشِرَت بعد الفتنة وإلى آخر أيام الأمير كان يصرِّح فيها بكل وضوح وقوة،
بأنّ النصارى كفَّار ، وأنهم على الباطل ، ويدعوهم إلى الإسلام، بل إنّه كتب كتابًا كاملاً وأرسله إلى مجمع علماء فرنسا يبيّن لهم فساد معتقدهم ،
ويبرهن لهم بأنّ رسالة الإسلام هي آخر الرسالات السماوية، ونبيها محمد عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء قطعًا. ويدعوهم للإسلام،
واسم رسالته ((ذكرى العاقل وتنبيه الغافل)) وهي مطبوعة.

أنصحك أخي أن تراجع مسألة فتنة النصارى سنة 1860م من مصادرها العلمية، وأن تتدبرها بإمعان،
وبعد ذلك أعتقد أنّك ستغير رأيك ، وسترجع عن كلامك الخطير الذي تكلّمت به.

وإذا أردت بحثًا موثَّقًا مختصرًا عنها فإليك هذا الرابط

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=77797

ختامًا أرجو من جميع الإخوة أن يكون كلامنا في هذا المنتدى مدعومًا بالأدلة والوثائق، بعيدًا عن التهور الفوضوية والأهواء.

[rejoule]

أشكر أستاذنا وسيدنا الأخ الدكتور أبو إدريس على مداخلته وأوافقه في كل ما جاء فيها جواباً على تساؤلات أخينا السيد ابن إدريس الأصغر.
فالشريعية الإسلامية كانت قائمة في الشام خلال فتنة الستين الطائفية. أحيلك إلى الموضوع الذي ذكرت أعلاه عن المحاكمات التي جرت لأهل الشام حيث كانت التهمة الموجهة إليهم هي التقصير بتطبيق ما تمليه عليهم الشريعة، التي كان يخضع لها كافة أهل الشام بما فيهم أهل الذمة.
والفتنة أشعلها الأوروبيون وغذوها ليجدوا لأنفسهم الذريعة للتدخل وتحقيق مشاريعهم الإستعمارية في المشرق. ولا علاقة لها بأي حركة جهادية. بل لا علاقة لأهل الشام بها أصلاً فهي بدأت بين طائفتي الدروز والموارنة في جبل لبنان ثم حاول الأوروبيون وعلى رأسهم فرنسا توسيعها. فهم الذين أشعلوها وهم الذين غذوها. وبفضل فطنة الأمير عبد القادر رحمه الله وعلماء دمشق وأعيانها الذين التفوا حوله أمكن إجهاض مخططات الفرنجة الخبيثة في حينه.

[ع.أسامة18]

بارك الله فيك

[kouzoumohamed]

السلام عليكم ورحمة الله

[لقاء الجنة]

[ضرغام عبد القادر]

شكرا جزيلا و بارك الله فيكم