|
تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
اول رصاصة لحرب التحرير بمستغانم
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2013-10-31, 23:10 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
اول رصاصة لحرب التحرير بمستغانم
اول رصاصة لحرب التحرير بمستغانم ....حادثة سيدي علي
حادثة سيدي علي ليلة 31 اكتوبر الى 1 نوفمبر1954 بقلم الاستاذ فاضل عبد القادر ما ا حدث بسيدي علي كاسني ليلة 31 أكتوبر الى 01 نوفمبر 1954 كما رواها المعمرون مقتل فرانسوا لوران شهادة أندري سبيتري تلك هي واقعة لذاكرة جسدت فحواها شهادة حية لم تروى من ذي قبل لجون فرانسوا منديز رفيق القتيل لوران يروي القصة حيث يقول (( منذ ذلك التاريخ ونحن نسعى للبحث من أجل التعريف بتلك الأحداث و من أجل وضع نقطة نظام عن طريق الفيغارو وشهادات الأقدام السوداء لماض وحاضر ... الصدى الوحيد الذي أثار هذه القضية ، هو ما حمله العائدون من الجزائروأصدقاء السيد غوري الذي نشر قصة تلك الليلة المأساوية تحت رقم 81 بتاريخ جويلية 1997 بحثنا كثيرا بدون جدوى عن أولياء أو أصدقاء مقربين لهذه المأساة لقاؤنا ليس بالبعيد بالسيد منديز ـ رفيق القتيل فرانسوا لوران صاحب 22 ربيعا أما منديز يصغره بسنتين أي صاحب 20 ربيعا .نهاية أفريل 2002 من خلال جمعية عامة لهواة البحث عن النسب والشجرة العائلية والتي تخص معمري الجزائر ، المغرب وتونس إكتشفنا في ألبوم جمع الصور للهواة .السيد جيل و السيد بلوتان ، صورة لمبنى الدرك بكاسيني ، عندها شرحنا لمراسلينا أسباب اهتمامنا بهذه الوثيقة أي الصورة التاريخية ، في شهر ماي وأثناء تجمع كاسيني الساحلي السيد فرانسوا منديز في هذه الصورة يظهر بنفس الملامح التي لاتغيب عن الأذهان اثنين من هواة جمع الصور التذكارية واللذان نشكرهما جزيل الشكر بحيث مكننا من ربط علاقة حدث تاريخي هام ( الضحية بالشاهد ) وساعدنا بذلك على تجسيد الحقيقة ليلة 31أكتوبر الى 1نوفمبر 1954 (( أنا وزوجتي قضينا أمسية 31 أكتوبر عند أصدقائي عائلة كوارال والتي يشغل ربها نائبا اداريا بالبلدية المختلطة كاسيني وعلى وجه الخصوص مكلف بالقضايا الأمنية . ونحن منهمكين في لعب الورق نتجاذب أطراف الحديث قاطعتنا زيارة قايد ويليس ( الذي سيلقى حتفه على أيدي مجاهدي المنطقة )، أطلعنا على الوضع الأمني الذي لم يكن يبعث على الإستقرار ، بحيث وصله خبر وجود أشخاص غرباء بالقرية وقبل مغادرته منزلنا سألنا فيما إذا نملك أسلحة فأجابت الزوجة دون تردد ـ أسلحة مطبخ ؟، خرج لنقضي مابقي من تلك الليلة كان الفاتح نوفبر على الأبواب أستيقضنا على اثر سماعنا لطلقتي رصاص متتابعتين ،احتمال يتعلق بإشتباك بين عناصر من أهالي المنطقة ، لكن صخب الشارع الذي ارتفع شيئا فشيئا دفعنا مباشرة الى نافذة مكتبي المطلة على أحد الشوارع الرئيسية . قبالة بابنا يقطن السيد رو دريغاز عامل بمصلحة الطرقات والجسور ، كان في تلك اللحظة يحمل بندقية صيد (هذا الرجل سيختتطف فيما بعد من قبل عناصر من جبهة التحرير ) السيدـ هو ـ جاره البنكي بالوكالة الجزائرية شاب في مقتبل العمر ، وفي أعالي البرج صديقنا كوارال يطلب من السكان الدخول الى منازلهم على أرضية الطريق بالقرب من نافذتنا المطلة على الشارع نفتحها لنسمع صوتا غريبا يخاطبنا عليكم بفعل شيئ عليكم باليقضة ، هو ذلك الحارس الليلي الذي سيصرع بعد لحظات ويجرد من سلاحه ، وأنا في فترة نقاهة لم أشفى بعد من عملية جراحية ونحن نمر بأيام عصيبة مرعبة زادتني ارهاق .عدنا الى فراشنا يعود الهدوء تدريجيا ، فنسمع صوت محرك سيارة من نوع فلوريد الوحيدة في القرية انها ملك للطبيب جيلبير تسلقت الطريق نحو مقر الدرك المتواجد على بعد 100 متر من منزلنا ، وككل صباح ننهض على أمواج قصيرة لأذاعة مونتي كارلو ونحن نستمع ، فإذا بموجات اتصال لاسلكي تتداخل مع الموجات الإذاعية ـ هنا تانغو فكتور آلفا تانغو فارم دي جونسون ...آلفا تانغو مزرعة دي جونسون هوجمت ، فكانت تلك الترددات متبوعة بمعلومات حرفية مشفرة رقميا و الإستقبال كان عبرموجات طويلة لفرقة الدرك القريبة فتيقنا حقيقة الخطر الذي يحف بنا تلك حوادث ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 التي أثارت مخاوف صديقنا النائب الإداري المكلف بالمسألة الأمنية إنه السيد كوارال والى حد هذه القصة نسعى لنروي شهادة جون فرانسوا منديز كما استقيتها وإستقاها بدوره الصحفي ـ ليو بالاسيو الذي نشرها بمسائية صدى وهران بتاريخ 9.11.1954 فرانسوا لوران المعمر الفرنسي البالغ من العمر 22 سنة ، شاب مقبل على انها الخدمة العسكرية وصديقه جون فرانسوا منديز عشرون سنة من منطقة بيكار القرية الساحلية شرق مستغانم وتعرف اليوم ـ خضرة ( ـ منداز ولوران على متن سيارة ـ كات شوفو ـ أربعة أحصنة وصورتهما بحوزتنا فغير طريقهما عبر كاسيني والسيارة في طريقها وعند مفترق طريق ـ جي . دي ويت أي ثمانية قرب مزرعة مونسو نيغو تفاجآ المعمران منديس ، ولوران برجل غريب يقف في وسط الطريق وكأنه يطلب منا النجدة مثل ما يروي منديز رجل يردي ثياب داخلية قميصا وثبانا ، توقفنا ، صديقي جون فرانسوا منديس الذي كان يقو دالسيارة يفتح الباب فإذا بعيارين ناريين يصيب احدهما رأس فرانسوا لوران ، فجأة يختفي الرجل الذي كان واقفا في وسط الطريق وسط بساتين الكروم ، حليت محل صديقي لوران ماسكا المقود لننطلق بالسيارة مرسعين بعد أن حطم نافذة السائق عن آخره ، تسرع السيارة ذات الأربع أحصنة نحو كاسيني ، مباشرة الى مقر الدرك توقفنا على بعد أمتار عن باب المبنى لوران يطرق الباب دون توقف جون فرانسوا يضغط على زر الجرس ، هدوء يخيم على القرية الفارقة في سبات عميق فجأة دوى صوت صوت رصاصة أولى معلنة حالة طوارئ لوران واقف أمام مصباح السيارة ينزف مصاب في الجمجمة يصرخ ثم ينهار على البسيطة ، طلقتان أخريان تصيب إحداهما لوران الذي كنا ينزف دما . السجن المجاور يوقد حراسه الأنوار ويبدو في هذه اللحظة أن الجماعة الإرهابية انكشفت ـ حسب رواية منديز ـ وتمكنت من الفرار . جون فرانسوا منديز يركض مسرعا نحو القرية طالبا النجدة يمر بالغابة المحيطة بالنصب رالتذكاري للأموات ليجد نفسه وجها لوجه مع رودريغاز الذي ارتدى قندورته أي الجلابة يحمل بندقية صيد بعد أن ارتدى رودريغازقندورته ـ وللإشارة فإن المعمرين تأثروا ببعض العادات في الملبس والمأكل وحتى اللهجة بين سكان القرى ـ ، إثنان من الحرس الليلي ، حضر أحدهما وارتكز أسفل نافذتنا رودريغاز الذي سيتعرض للإختطاف من قبل عناصر من جبهة التحرير ـ يصطحب جون فرانسوا لوران الى السيد جيلبير طبيب بالمنطقة لتقدم له الإسعافات الأولية إصابته تبدو بليغة يتلقى اسعافات أولية ريثما ينقل الى مستشفى مستغانم لكن دون جدوى ، باب مقر الدرك يفتح على مصرعيه في وقت عاد الطبيب جيلبير سيارة الكات شوفو أي ذات الأربعة أحصنة زجاجها محطم من جهة السائق ... فرانسوا لوران جثة هامدة على وشك الموت يؤخذ الشاب فرونسوا لوران على جناح السرعة الى مستشفى مستغانم لكنه لفظ أنفاسه في الطريق، شيعت جنازته في بيكار و كأن أي شيئ لم يحدث شخصيات من المجلس البلدي تغيب عن مراسيم الدفن حسب رواية الناجي رفيق القتيل .. وخلال هذه الفترة ببلدة ويليس يتبادل اثنان من الحرس البلدي الفرنسي السيدان جيرفيرو ـ ومنجيني يتبدلان طلقات نارية مع جماعة من الإرهابيين الذين تسللوا هاربين حيث كانوا يستعدون لغرس متفجرات داخل حفرة بالقرب من المحول الكهربائي الذي يغذي الظهرة لو نجحت العملية لتاهت بلدة ويليس وبوسكي وبيكار وكاسيني في ظلام دامس ولحسن الحظ تنبه الحرس لخطة الإرهابيين عندما اكتشفوا سلالم مسندة على جدار خارجي لمبنى الدرك ببلدية كاسيني ، حيث كانوا ينتظرون من زملائهم قطع التيار الكهربائي بعد أن تمكنوا من قطع الخط الهاتفي للهجوم على مقر الدرك ولو تم ذلك لإستولوا على الأسلحة وإقترفوا مجزرة في حق المدنيين العزل ان هذه المخططات التي أعدها الإرهابيون اجهضت بفعل الوعي والتعبئة والتجنيد الذي امتاز به أولائك الذين يستحقون شهادتنا الأبدية لاأعرف ان تمت مكافأة أبطال الحرس البلدي ، جون فرانسوا منديز تلقى ميدالية الشرف والشجاعة لوران فرانسوا منح وسام شرف من الضحايا الأوائل أما بالنسبة لنا نشهد بأنه أول ضحية في حرب الجزائر ))كما علقت الصحف في 1.11.1954قبل التوقيت المحدد لحرب الجزائر أطلقت أول رصاصة وأول فرنسي يسقط قتيلا على الساعة 23سا 45 دقيقة 31أكتوبر الى 1 نوفمبر1954 ، ويظيف الصحفي وهنا الخيال يسبق الحقيقة على أن السجن المدني ومركز البريد ومقر مؤسسة الكهرباء والغاز تعرضت للتخريب .))كانت تلك شهادة أحد المعمرين عن أول عملية عسكرية بالغرب الوهراني وبالضبط بسيدي علي كاسيني .للإشارة فإن أول شهيد بالأوراس الشهيد مزوجي أحمد المدعو قرورو عمر بسريانة سقط بالضبط في المكان الذي إستشهد فيه منطقة ثنية العابد ولاية باتنة لازال النصب التذكاري من الشواهد المادية التاريخية المجد و الخلود لشهدائنا الابرار
|
||||
2013-11-01, 18:59 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
بارك الله فيك وشكرا على الموضوع |
|||
2013-11-04, 20:10 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
|
|||
2013-11-16, 13:14 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2013-11-17, 01:12 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
ih fakertina fi mostaaaaaa, twahachtha wallah |
|||
2014-11-04, 21:46 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
شهداء مستغانم .... أسرار أول شهيد في الثورة ابن عبد المالك رمضان
شهداء مستغانم .... أسرار أول شهيد في الثورة ابن عبد المالك رمضان
أسرار أول شهيد في الثورة يكشفها رفيقه المجاهد بلحميتي محمد لـ''الخبر'' سي عبد الله استشهد بطلا وبيده مسدسه ولم يستسلم لجيش العدو ابن عبد المالك رمضان كان ضحية ''الجرارة'' مكتشفي آثار المشي النصب التذكاري للشهيد رمضان تحيط به أكوام القمامة لايزال المجاهد والمناضل السياسي بلحميتي محمد، المدعو ''بن ذهيبة''، رغم بلوغه 80 سنة من العمر، يتمتع بذاكرة قوية، إذ يعد موسوعة تاريخية وذاكرة حية لتاريخ الحركة الوطنية بمنطقة الظهرة، معقل الثورة وقبلة المجاهدين بولاية مستغانم، وهو عنصر فعال ساهم في اندلاع أكبر ثورة تحريرية ضد إحدى أكبر القوى الاستعمارية الاستيطانية في القرن العشرين. كان شاهد عيان على ليلة الحسم، ليلة أول نوفمبر 1954 للمستعمر وللمعمرين في الجزائر، وعايش أول شهيد في الثورة التحريرية، ابن عبد المالك رمضان، الذي استشهد في الرابع من نوفمبر 1954 . ارتمى بلحميتي في أحضان حزب الشعب في مطلع الأربعينيات، منذ نعومة أظافره، وواكب أزماته ومخاضاته العسيرة وولاداته القيصرية التي أنجبت جيلا من الشباب الثائر. لم يكن مصاليا ولا مركزيا، لم يكن يؤمن سوى بالعمل المسلح ضد مستعمر مستبد وجائر وبتحرير الشعب من قيود العبودية. زارته ''الخبر'' في بيته المتواضع تواضع مدينة ''سيدي علي''، لكشف جوانب خفية من المسيرة النضالية للشهيد ابن عبد المالك رمضان، ابن مدينة الجسور المعلقة وعاصمة الشرق الجزائري، الذي كتبت له الشهادة في اليوم الرابع من ثورة نوفمبر المجيدة. البطل ابن عبد المالك رمضان الذي قال أثناء اجتماع تنظيمي تحضيري لاندلاع الثورة بمنطقة الظهرة لأحد المجاهدين: ''قدمت من الشرق من قسنطينة لأستشهد من أجل الجزائر في الغرب''، فرد عليه رفيق الدرب في النضال السياسي الشهيد، فؤاد سبع: ''وأنا قدمت من الغرب، وبالضبط من مستغانم، وأتمنى الشهادة في الشرق''. وتحققت أمنية الشهيدين فعلا. وكان ذلك أمرا مقضيا بأن ابن عبد المالك رمضان سقط شهيدا بغرب البلاد، وفؤاد سبع مات تحت التعذيب في سجن لامبيز دائرة تازولت حاليا التابعة لولاية باتنة بشرق البلاد. الحديث عن النضال السياسي مع المجاهد بن ذهيبة حديث مشوق. حاولنا التركيز معه على الفترة الحاسمة في مسار الحركة الوطنية بعد تأسيس المنظمة الخاصة ''لوس'' سنة 1947، واكتشاف أمرها بمدينة تبسة في شهر مارس 1950 والأزمة التي عصفت بحركة انتصار الحريات والديمقراطية التي كادت أن تعصف بالتحضير والاستعداد لثورة مسلحة، بعد وعود فرنسا الكاذبة أثناء الحرب العالمية الثانية ومجازر 8 ماي 1945 التي كانت القطيعة النهائية مع إدارة المستعمر الفرنسي. لقد أدركت النخبة والشعب، وقتها، أن فرنسا لا تفهم إلا لغة القوة ولغة السلاح. في هذا الزخم من الأحداث التاريخية المتسارعة، والصراعات والخلافات التي دبّت في صفوف حركة انتصار الحريات، قرر المناضلون في ولاية مستغانم، حسب المجاهد بلحميتي الذي كان في الـ22 من عمره، عقد اجتماع طارئ بمنطقة الحشم الواقعة شمال شرق مدينة مستغانم على بعد 5 كلم وانتهاج مبدأ الحياد والانتظار، مع مواصلة العمل السياسي والاستعداد للثورة، فكلف، بعد أيام، من قبل الشهيد برجي عمر، بالسفر إلى الجزائر العاصمة لحضور مؤتمر بلكور الشهير كملاحظ وذلك أيام 12، 13، 14 جويلية 1954، حيث جلس بجواره، دون أن يدري، شاب وسيم اسمه بن عودة ''ابن عبد المالك رمضان''، دخل بمفرده وتبادل معه أطراف الحديث لدقائق، فسأله عن الجهة القادم منها وعن الوضع السياسي والاجتماعي في المنطقة وموقف المناضلين من أزمة ''لوس''. فرّ ابن عبد المالك رمضان بعد أن تمكن، رفقة مجموعة من مناضلي المنظمة، من الإفلات بأعجوبة من قبضة المخابرات والبوليس السري والدرك الفرنسي بعد اكتشاف أمر المنظمة الخاصة وتفكيكها من طرف المستعمر الفرنسي، في ظرف زمني قصير وقياسي والزج بالمئات من المناضلين في غياهب السجون. فرّ إلى منطقة الغرب الجزائري لمواصلة النضال والتحضير لثورة مسلحة إلى غاية يوم الحسم، فعقد اجتماعا هاما من أجل انطلاق العمل المسلح في الغرب الجزائري ليلة 30 أكتوبر 1954 بمنزل المدعو بوحو بشارع المسجد بحي الدرب بوهران، حيث تم توزيع المهام بعد استحداث 5 مناطق عملية. المنطقة الأولى أوكلت مهمتها لعبد الحميد بوصوف المدعو مبروك. المنطقة الثانية أوكلت مهمتها لفرطاس محمد المدعو إبراهيم. المنطقة الثالثة أوكلت مهمتها للحاج بن علا المدعو منصور. المنطقة الرابعة أوكلت مهمتها لابن عبد المالك رمضان المدعو عبد الله. المنطقة الخامسة أوكلت مهمتها لأحمد زبانة المدعو حميدة. مسؤول العمليات العربي بن مهيدي المدعو الصادق. والمعروف أن معظم مفجري الثورة كانوا من مناضلي المنظمة الخاصة التي تبنت برنامجا تكوينيا سياسيا وعسكريا، تمحور حول ''التدرب عسكريا على حرب العصابات'' التي كانت قاعدة الكفاح المسلح. أما التحضير للثورة في منطقة الظهرة، فيقول عنها بلحميتي: ''تواصل عملنا بتعبئة المواطنين استعدادا للكفاح المسلح. ففي شهر جوان 1954 اتصل ابن عبد المالك رمضان بمناضل اسمه طهرات الحاج من منطقة الحشم. ثم اتصلنا فيما بعد بواسطة الشهيد برجي عمر، المسؤول على المنظمة في منطقة الظهرة، للاستعداد للعمل المسلح''. كيف عرفت الشهيد ابن عبد المالك رمضان؟ كان ابن عبد المالك رمضان مبعوثا من اللجنة المركزية لحركة الانتصار، أرسل في مهمة بمنطقة الغزوات قبل الاتصال بمناضلي منطقة الظهرة بمستغانم التي بقيت محايدة ووفية لفكرة الكفاح المسلح. اتصل الشهيد برجي عمر بالشاب بلحميتي الذي خلف المناضل صحراوي المسؤول المكلف بالاتصال في التنظيم، بعد الزّج به في السجن، وأخبره بعقد لقاء هام مع ابن عبد المالك رمضان بمدينة مستغانم. وبعد أيام، التقوا به لمدة ساعة في مقهى الأثرياء بوسط المدينة ودار الحديث حول التحضير والاستعداد للثورة، كان ذلك في شهر سبتمبر .1954 ويذكر المجاهد بلحميتي أنهم بعد أن افترقوا عقب اجتماع ''الحشم''، انصرف ابن عبد المالك رمضان إلى جهة غير معلومة، قد تكون مدينة وهران. وتذكر بلحميتي أن الشخص الذي كانوا رفقته خلال الاجتماع ليس بالغريب عليه، ولم يتذكره إلا بعد أيام، فكان هو نفس الشخص الذي تبادل معه أطراف الحديث في العاصمة بحي بلكور، ووطأت أقدامه لأول مرة منطقة الظهرة في شهر أوت 1954، وهو ابن عبد المالك رمضان. أول من صادفه ابن عبد المالك رمضان، في طريقه، كان ابن أخ الشهيد برجي عمر، وهو الشهيد برجي قدور، فطلب منه أن يدله على مكان تواجد برجي عمر، فرد عليه بأنه كان غائبا. كان الوقت مساء، وطلب منه برجي عمر انتظار التعليمات الصارمة، بعدم استقبال أي غريب يبحث أو يريد مقابلة برجي عمر. ثم انصرف ليعلمه بوجود شخص غريب (ابن عبد المالك رمضان) يريد مقابلته. وبعد مدّ وجزر استقبله في بيته، وعرض عليه تناول وجبة العشاء، إلا أن ابن عبد المالك رفض قائلا: ''لم أجئ للأكل، وإنما جئت للعمل والنضال العسكري نحن بصدد التحضير للثورة''. فوجئ الشهيد برجي عمر، وفهم مراد ابن عبد المالك الذي قدم نفسه باسم سي عبد الله من مدينة وهران، وجاء من أجل مهمة نبيلة تتطلب تضحيات جسيمة. دار بعد تلك اللحظة الحاسمة والتاريخية حديث حول التحضير والاستعداد للعمل المسلح، وطلب ابن عبد المالك من برجي أن يقدم له عرض حال عن الوضع التنظيمي في منطقة الظهرة وأخبره أنه بصدد البحث عن رجال قليلي العدد بإمكانهم القيام بعمل جاد وجيد ومقنع، ولا يكون ذلك إلا في إطار منظم. وغادر ابن عبد المالك دوار أولاد الحاج، في الصباح الباكر، عائدا إلى وهران، وكان ذلك أول لقاء في إطار العمل السياسي والنضالي. وفي ذات اليوم، وبطلب من الشهيد برجي عمر، تنقل المجاهد بلحميتي صباحا على دراجته الهوائية في غياب وسائل النقل من سيدي علي إلى دوار أولاد الحاج، وأخبره عن وجود استعدادات للثورة. وكان ذلك بمثابة بداية سلسلة من الاجتماعات السرية، أغلبها جرت في الغابات وبمغارة سيدي يوسف بعيدا عن أعين المستعمر وعملائه في المنطقة. كما حل يوم 2 أكتوبر العربي بن مهيدي بحجاج، في مهمة للم الشمل وجسّ نبض المناضلين ومدى استعدادهم. رتّب الشهيد برجي عمر لقاء بين الشهيد ابن عبد المالك رمضان والمجاهد بلحميتي بمستغانم، بمقهى بجوار محطة القطار وسط المدينة. حمل معه جريدة بيده يلامس بها رجله، كدلالة للتعارف، فدنا منه ابن عبد المالك، وناداه باسمه ''سي ابن عودة''. كان ذلك خلال شهر سبتمبر .1954 دام اللقاء أكثر من ساعة خارج المقهى وتمحور حول التنظيم والاستعداد للعمل المسلح، باعتباره الشغل الشاغل للمناضلين. فطلب منه جمع المال في أقرب وقت، على أن يتم تكليف أحد المناضلين بالتوجه للمغرب لاقتناء الأسلحة اللازمة. كما أخبره أن العدد الإجمالي لرجال المنظمة المسلحة في منطقة الظهرة، يصل إلى 350 مناضل، ثم عاد إلى وهران. التحضير للعمل المسلح ترك مناضلو الظهرة الخلافات جانبا استعدادا للعمل المسلح بجمع 700 ألف فرنك فرنسي، وجمع وشراء بعض الأسلحة منها مسدسات، بنادق موزير، وبنادق صيد من صنع إيطالي. كما استفادوا من خبرة المناضل الحاج علي، المختص في صناعة البارود والقنابل بواسطة أنابيب الماء. بعدها انطلقوا في التدرب على حرب العصابات. وتم تكوين ثلاثة أفواج كل فوج يضم 10 مناضلين، 10 منهم بمنطقة بحجاج وعشرة آخرين بدوار أولاد الحاج و10 بسيدي علي. شرع هؤلاء في التحضير للثورة المسلحة التي بدأت بوادرها تلوح في الأفق، مع التكثيف من عقد الاجتماعات السرية المتواصلة مع ابن عبد المالك رمضان الذي وفد إلى الجهة منذ سنة .1953 ومن بين المناضلين الذين أوكلت لهم مهمة الإشراف على التدريب العسكري، المجاهد دوار الميلود الذي أصيب بجروح بليغة يوم استشهاد ابن عبد المالك رمضان. في بداية 1954، توجه كل من ابن عبد المالك رمضان، برجي عمر، دوار الميلود، فرطاس عمر والميهوب إلى وهران لإحضار السلاح وقضوا الليلة في أحد الفنادق، بعد أن انصرف كل من برجي عمر وفرطاس محمد وابن عبد المالك الذي رجع في الصباح. ويروي بن ذهيبة: ''أمرنا بالعودة إلى سيدي علي، قائلا: سنحضر لكم السلاح. وفي اجتماع لاحق قال برجي عمر: يا جماعة كل واحد يدبر سلاحه''. وأضاف: ''وفعلا اهتدى كل واحد لطريقته الخاصة للتسلح، منا من باع ما يملك من دواب وادباش لشراء بندقية صيد''. مساء يوم 31 أكتوبر1954 على الساعة السادسة عقد اجتماع سري انتهى بتوزيع الأفواج، وكان ابن عبد المالك رمضان ضمن فوج حجاج لمهاجمة مزرعة المعمر ''مونسينيغو'' الواقعة بين ويليس وبوسكي على الطريق الولائي رقم 8 المعروف بعدائه وكراهيته للجزائريين، والهجوم على مزرعة جنسون الواقعة بين بوسكي وشاطئ البحر. وكان فرحي الجيلالي ضمن الفوج المكلف بقطع أسلاك الهاتف وتحطيم الأعمدة بين حجاج وسيدي علي. أما المجاهد بلحميتي، فكان ضمن الفوج الذي انقسم إلى فوجين صغيرين: الأول أوكلت له مهمة مهاجمة ثكنة الدرك الفرنسي بسيدي علي ''كاسين''، اعتمادا على خبرة باشا حبيب وهو دركي سابق. كاد الأمر ينكشف كان الجو مساء يوم الأحد 31أكتوبر 1954 باردا وكانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة. كان من المقرر أن يتوجه ابن عبد المالك رمضان إلى عشعاشة، حيث كان في انتظاره 13 مناضلا، لم يعط لهم أمر الانطلاق في مرحلة العمل المسلح، كون مركز إقامة القيادة لابن عبد المالك رمضان لمراقبة ومتابعة العمليات العسكرية عن قرب، تقرر أن يكون بغابة عشعاشة، إلا أنه حدث ما لم يكن في الحسبان، فتغير مسار ابن عبد المالك رمضان الذي كان رفقة دوار الميلود ويوسف الزين. كانوا ينتظرون على قارعة مفترق الطريق بجوار مزرعة جنسون. في انتظار وصول الحافلة ومعهم مناضلون من مجموعة عشعاشة لضمان سلامته وإيصاله إلى عشعاشة. فجأة وقف أماهم ''الشمبيط''، وبلهجة تهديد واحتقار وجّه كلامه لدوار الميلود، فقال له: ''أنت محل بحث، لأنك لم تسدد بعد الغرامة''. فرد عليه بدوره بلهجة المتحدي، وقال: ''لا أسدد، لتذهب إلى حاكمك ولتخبره بذلك.. أن الميلود يقول لك لم ولن أدفع الغرامة ابتداء من اليوم''. ثم التفت ''الشمبيط'' إلى ابن عبد المالك رمضان سائلا: من هذا الغريب عن المنطقة؟ فطلب منه بطاقة التعريف، وهو يحدق فيه، فرد عليه ابن عبد المالك، قائلا: ''اسمع وسّعنا خيرلك.. روح وسّعنا''. وأردف دوار الميلود قائلا لـ''الشمبيط'' الذي تعجب من تحديهما له: ''لسنا في بلادكم نحن في تراب حجاج، وأبناء حجاج لا يخضعون ولا يركعون لفايد مثلكم''. فما كان على ''الشمبيط'' غير المصدق إلا أن ذهب مهرولا إلى ويليس ليخبر الفايد بما حدث من تطاول على شخصه. وعلى التّو قرر ابن عبد المالك رمضان ورفاقه مغادرة المكان، وإلغاء سفره إلى عشعاشة تحسبا لأي طارئ قد يحدث، بعد ما وقع ما وقع مع ''الشمبيط''. وبعد لحظات قبل مغادرة المكان، وصل شاب على دراجة هوائية، سألوه عن سر مجيئه، فرد أنه مرسول من طرف الفايد للتعرف على هويتهم، قائلا: ''سأعود وأقول للفايد إني لم أجد شيئا'' وانصرف عائدا. إلا أن ابن عبد المالك رمضان كان حذرا وغير مرتاح، ولم يصدق كلام الشاب، فقرر إلغاء التوجه إلى عشعاشة وأشرف بذلك على آخر اجتماع تحضيري لانطلاق العمل المسلح في المكان المسمى شجرة الزيتون بغابة أولاد سيدي العربي. كانت ليلة شديدة البرودة، خيم عليها ظلام دامس. وصلوا إلى مكان الاجتماع عند الساعة 11 ليلا، فوجدوا المناضلين في انتظارهم يتقدمهم برجي عمر. فقام ابن عبد المالك رمضان بتقسيمهم إلى 3 أفواج. الفوج الأول تحت مسؤولية دوار الميلود مزود بمسدس موزير رفقة ابن زكار لخضر وخديم حمو مسلحين ببندقيتي صيد، وابن عبو امحمد. أما خميني عفيف وزتوني حمو (16 سنة)، فكانا غير مسلحين. أما الفوج الثاني، فقد أوكلت مهمته لنجاري شارف، ويضم 12 مناضلا مهمتهم الهجوم على مزرعة المير ديجانسون. في حين كلف الفوج الثالث بقطع أسلاك الهاتف وقطع الأعمدة بين حجاج وسيدي علي، ويتألف من مناضلين فقط. وقبل رفع الجلسة والانتقال إلى المرحلة الحاسمة، وهي مرحلة العمل المسلح، ضبط التوقيت بالساعة الواحدة صباحا من يوم الاثنين، وكان موعد اللقاء غابة الراية لتقييم الوضع بعد تنفيذ العمليات المسطرة. فزع وهلع وذعر بعد انطلاق الرصاصة الأولى توجّه كل فوج لتنفيذ مهمة ''الهجوم'' التي كلف بها، بضرب أهداف حساسة تصيب المستعمر في العمق. وحددت الضربات والهجوم عند الساعة الواحدة من صباح يوم الاثنين وكان يوم راحة بمناسبة عيد جميع القديسين ''توسان''، إلا أن الأجواء الاحتفالية بالمناسبة تحوّلت في رمشة عين إلى فزع وهلع وذعر، عندما اخترق سكون الليل دويّ صوت أولى رصاصات المجاهدين إيذانا بذلك بثورة مسلحة ضد المستعمر الفرنسي الغاشم في منطقة الظهرة، قبل الوقت المحدد في حدود الساعة 11 ليلا، بعد أن حدث ما لم يكن متوقعا. ويروي بلحميتي تفاصيل تلك الليلة، قائلا: ''وإذا بمسيّر مزرعة مونسينيغو الواقعة بالطريق الولائي رقم 8 الرابط بين ويليس وبوسكي، يخرج عاريا من الباب الخلفي للمزرعة، فيعدو متوجها نحو الطريق بعد انطلاق الهجوم. وبالصدفة يلتقي بمعمّرين عائدين من مستغانم على متن مركبة فأوقفهم فأدركوا ما يجري، فأمر دوار الميلود المناضل الذي كان قريبا منهم بإطلاق النار عليهم، إلا أن المناضل أخطأ الهدف، ولم يصب أحدا منهم. انطلقت المركبة بسرعة جنونية في اتجاه سيدي علي لإطلاع الدرك بما حدث. لم يكن الدرك يعلم أن الثكنة مطوّقة من طرف مناضلي سيدي علي، الذين تفاجأوا بوصول المركبة للثكنة. وتلقى مسؤول الفوج سي الميلود تعليمات بعدم إطلاق النار، إلا في حال توقفها أمام الثكنة، وهو ما حدث فأطلق عيارا ناريا أردى أحدهم قتيلا، ويدعى لوران، وكانت عقارب الساعة تشير إلى 11 و45 دقيقة. يؤكد المجاهد بلحميتي الذي كان في عين المكان رفقة 4 مناضلين، أن الفوج انسحب في جنح الظلام سالما لا غانما بعد فشل محاولة الاقتحام والهجوم على ثكنة الدرك. ضربوا موعدا صباح يوم الثلاثاء في المكان المسمى حجرة سي احمد بالطريق المؤدي إلى تازفيت لتقييم الوضع، ثم التوجه فيما بعد إلى غابة سيدي سليمان الواقعة في منطقة بني زنطيس، التابعة حاليا لولاية غليزان، لتقديم عرض مفصل حول ما وقع. أما ابن عبد المالك رمضان الذي بقي مع فوج حجاج الذين أوكلت لهم مهمة مهاجمة مزرعة مونسينيغو وما حدث عند مهاجمة مزرعة ديجانسون، مخلفا جرح أحد الحراس وأمام ضيق الوقت، انصرف المناضلون دون استيلائهم على الأسلحة عائدين نتيجة سوء تفاهم، والتحقوا بابن عبد المالك رمضان الذي كان يتابع العمليات من غابة الراية، فأخبروه بفشلهم، فرد عليهم قائلا ''لقد نجحتم حين عدتم جميعا''. وعندما حضر أفراد الأفواج الثلاثة، قام بتقسيمهم إلى فوجين، الفوج الأول بقيادته وكان ضمنه دوار الميلود الذي سيرافقه إلى لحظة استشهاده، والفوج الثاني بقيادة نجار الميلود، بعدها توجه ابن عبد المالك رمضان شرقا ونجار غربا. غادر ابن عبد المالك دوار أولاد سيدي العربي، في الليلة الثانية، متوجها إلى جبل تاكور. وأرسل في المساء كلا من بلغشام احمد والباي محمد إلى غابة سيدي سليمان على أساس الالتقاء مع شخص قادم من وهران، تكون يده اليسرى ملفوفة بمنديل أبيض وحدد لهما ساعة اللقاء عند منتصف الليل. أثناء مغادرتهما الغابة، التقيا في الطريق بكل من بلحميتي المدعو بن ذهيبة وصحراوي المدعو بالميهوب من سيدي علي. كانا في طريقهما للقاء ابن عبد المالك رمضان لحمايته ومرافقته إلى غاية وصوله إلى غابة عشعاشة، إلا أن المناضلين الأربعة لا يتعارفون، وكان كل طرف حذر من الطرف الآخر في حين أن الهدف واحد، وهو السهر على سلامة ابن عبد المالك رمضان حتى لا يقع في قبضة المستعمر. وبينما كان الطرفان بصدد جسّ نبض بعضهما البعض، صادفتهما دورية عسكرية كانت متوجهة إلى بيت القايد محمد بسيدي علي الذي دعاهم لتناول العشاء، فألقي القبض على هؤلاء يوم الثلاثاء 2 نوفمبر 1954 وتم تسليمهم إلى عناصر الدرك الفرنسي، لينقطع بذلك اتصال ابن عبد المالك بمبعوثيه دون أن يعلم. وانتظر عند منتصف الليل ساعة موعد العودة في المكان المحدد، دون أن يظهر أي خبر عليهما، فقرر العودة إلى دوار أولاد الحاج بويليس عند برجي عمر وقضيا الليلة في غابة أولاد البارودي حيث تاه في ليلة صقيعية مظلمة كثيفة الضباب، بعد أن قطع مسافة تفوق 20 كلم مشيا في دروب وعرة وشعاب عميقة وجبال مرتفعة ووديان فائضة. ويستمر محدثنا في تقديم شهادته: ''عندما لاحت خيوط الفجر، أمر مرافقه دوار الميلود بالبحث عن الطعام، فوجد فلاحا يحرث أرضه، فطلب منه طعاما، ومن باب الحيطة أمره بتكليف ابنه بإحضار الأكل وأن يبقى هو في الحقل. وبعد دقائق عاد الطفل من البيت يحمل إبريق القهوة وخبزا، فطلب منه إحضار زجاجتين لملئهما بالقهوة، فبادر الفلاح بالكلام قائلا للميلود: ''أنت خائف مني سأقدم لك معلومات والله هو العالم''، فأخبره أن كلا من الباي وبلغشام وبلحميتي والصحرواي قد وقعوا في قبضة العسكر والقوات الفرنسية تستعد للقيام بعملية تمشيط لمنطقة الظهرة انطلاقا من الأصنام، فأسرع عائدا لإخبار ابن عبد المالك رمضان بما قاله الفلاح بالتفصيل، فأخرج من جيبه بوصلة وخريطة وقال ''لا بد من الوصول عند برجي عمر''. القدر أراد أن يستشهد ابن عبد المالك رمضان في غابة بجوار أولاد سيدي العربي وأولاد خليفة قضى ابن عبد المالك رمضان ليلة الأربعاء إلى الخميس، مشيا على الأقدام، عائدا إلى ويليس. تاه بين شعاب ووديان جبال الظهرة الكثيفة الضباب وراح يسابق ظلام الليل، إلى أن فاجأه شروق صباح يوم 4 نوفمبر بغابة محاذية لدوار أولاد سيدي العربي ودوار أولاد خليفة. إلا أن القوات الفرنسية كانت تترصد له وقد جندت أرمادة من عملاء المنطقة من فياد وحاشيتهم وعملاء فرنسا، يتقدمهم مقتفي آثار، إلى أن وصلوا للغابة التي كان يختبئ بها ابن عبد المالك رمضان الذي طلب ممن كانوا رفقته عدم إطلاق النار، إلا بإشارة منه، إلا أنهم انسحبوا من المكان، ولم يبق بجانبه سوى دوار الميلود. وفي هذه الأثناء، تم تطويق الغابة فوقع اشتباك عنيف بين ابن عبد المالك رمضان والفرنسيين، وجرى إطلاق نار كثيف إلى أن سقط شهيدا وبيده مسدسه، ولم يستسلم للعدو الفرنسي، وكان أول شهيد لثورة نوفمبر الغراء وتحققت أمنيته بالاستشهاد في الغرب الجزائري، وحوّلت جثته الطاهرة إلى ثكنة الدرك بسيدي علي وألقي بها أرضا أمام أعين الموقوفين الأربعة الذين كان من المفروض أن يرافقوه ويحموه حتى يصل إلى غابة عشعاشة. وقد قال لهم أحد الدركيين: ''هذا رئيسكم قد قتلناه''. أما دوار الميلود، فقد أصيب بجروح خطيرة وعانى من بطش وعذاب جلادي المستعمر، وحكم عليه بالمؤبد و20 سنة أشغالا شاقة إلى غاية سنة 1962، ووافته المنية منذ سنوات فقط. أما المجاهد بلحميتي، فقد سجن بمستغانم ووهران والبروافية والحراش، وحكم عليه بالمؤبد ليطلق سراحه سنة .1962 الشهيد ابن عبد المالك رمضان، ابن مدينة قسنطينة، يرقد بمقبرة الشهداء بمدينة بسيدي علي المجاهدة. وأقيم له نصب تذكاري بمكان استشهاده، إلا أنه يوجد في حالة يرثى لها بسبب الإهمال والتخريب، تحيط به أكوام من القمامة. تبقى جوانب خفية من المسار النضالي والتاريخي لأول شهيد في ثورة نوفمبر، فيما يخص الظروف التي استشهد فيها، إذ هناك من يجزم بأنه راح ضحية وشاية وقتل على يد عملاء فرنسا، قبل أن يسلم إلى الدرك. https://www.elkhabar.com/ar/autres/dossiers/308201.html - |
|||
2014-11-12, 15:39 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
|
|||
2014-11-13, 07:45 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2014-11-13, 08:55 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
بارك الله فيكم أخي |
|||
2014-11-13, 14:22 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
اول رصاصه فى مستغانم و ليست فى جبل الاوراس |
|||
2014-11-18, 15:12 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
|
|||
2014-11-22, 15:51 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
بارك الله فيك..... شكرااااااااا |
|||
2014-11-27, 08:39 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
بارك الله فيك وشكرا على الموضوع |
|||
2014-11-29, 23:50 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
مشكـــــور على الموضوع |
|||
2014-12-02, 16:22 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
أحداث نوفمبر في عيون مجاهدي دوار أولاد الحاج بمستغانم
أحداث نوفمبر في عيون مجاهدي دوار أولاد الحاج بمستغانم مهما كتبنا وتحدثننا عن جيل الثورة التحريرية الذي صنع ملحمة النصر الكبرى ، وقدّم النفس والنفيس لتحرير هذا الوطن فإننا لن نعطي هؤلاء العظماء حقهم وعزاؤنا الوحيد أن نتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يجزي الأحياء منهم خيرا وأن يسكن الشهداء فسيح جنانه وأن ينزلهم منزلة عباده الصالحين . هذا ما نفتتح به موضوع بحثنا المتواصل حول أحداث شهر نوفمبر الذي ما يزال مرتبطا بانتصارات الجزائريين ، وبعودتنا إلى ذاكرة الشعب الجزائري إبّان الثورة التحريرية العظمى من خلال سرد روايات من حملوا السلاح ووقفوا على جبهات القتال ، نعود مرة أخرى لنكتشف أحداثا تاريخية تزعزع ما تعلمنا ه وتضيء محطات أخرى ربما لا تزال خافية على الكثيرين. 3 أفواج لبّت نداء بيان نوفمبر بمستغانم رحلتنا هذه المرة ، حطت في أرياف مدينة مستغانم وتحديدا بدوار أولاد الحاج الكائن بضواحي بلدية بن عبد المالك رمضان " ويليس " سابقا و الذي كان شاهدا على معارك نوفمبر التي صنعها قادة الولاية الخامسة ، يتقدمهم أول شهيد في الثورة التحريرية بن عبد المالك رمضان الذي توفي في 4 نوفمبر 1954 ، حيث يعتبر أول قائد عسكري يسقط في ميدان القتال بعد أربعة أيام من انطلاق حرب التحرير الكبرى وذلك خلال اشتباكات وقعت بمنطقة سيدي علي . وللعلم فإن هذه المنطقة استبقت أحداث الفاتح نوفمبر بحوالي ربع ساعة عن موعد إطلاق أول رصاصة في ساعة الصفر وذلك لظروف قاهرة حتّمت على الأفواج التي جندت للقتال في هذه المنطقة مواجهة الاحتلال قبل الأوان بعدما فضح أحد المعمرين مخططاتهم الهجومية خلال قيام بعض المجاهدين بتقطيع الأسلاك الكهربائية والكوابل الهاتفية بكل من منطقة "رواونة " و دوار أولاد الحاج وهي الفرقة التي كان يقودها الشهيد البطل البرجي أعمر . ولمعرفة حقيقة ما حدث عشية اندلاع الثورة بعاصمة الظهرة ، تنقلت بعثة الجمهورية من وهران إلى مستغانم لتقصي الحقائق التي كانت وراء تعجيل الهجوم على معاقل العدو ببلديات سيدي علي , بن عبد المالك رمضان ودوار أولاد الحاج . البطل بن عبد المالك رمضان شهيد الرصاصة الأولى ولهذا الغرض قصدنا مقر منظمة المجاهدين الكائن بوسط مدينة مستغانم ، حيث استقبلنا الأمين الولائي عمّار بصدر رحب وحضّر لنا موعدا مسبقا مع صنّاع الكفاح الثوري بهذه المدينة .وما أن وصلنا حتى وجدنا بعض المجاهدين في انتظارنا وهم يحملون في جعبتهم الكثير من مآسي المستعمر التي يحتفظون بها في ذاكرتهم على مرّ الزمن , رغم ثقل السنين, لكننا وجدناهم على أتم الاستعداد لرواية الأحداث التي عايشوها لحظة بلحظة بدليل أننا لمسنا لدى الكثير منهم تمتعهم بالحماس الشديد إلى درجة أنه لو طلب منهم حمل السلاح مجددا من أجل الوطن لن يترددوا أبدا في تلبية نداء الواجب. وهو ما استهل به المجاهد حمو بن زيان ولد عبد القادر من دوار أولاد الحاج حديثه ل "الجمهورية," فالحاج حمو كان من بين الناشطين في حزب الشعب قبل التحاقه بصفوف جبهة التحرير تحت قيادة الشهيد البطل البرجي أعمر قائد فوج أولاد الحاج ، حيث قال الشيخ حمو :" مازلت أحتفظ بذاكرة قوية والحمد لله وحتى إن كان بوسعي حمل السلاح مجددا فأنا جاهز ولن أتردد أبدا في ذلك " ثم عرج محدثنا للتطرق إلى بدايته مع الحركة وكيف تمت عملية تجنيده حيث كان مناضلا في حزب الشعب الذي كان يلّقب بالحزب الواحد آنذاك ، قبل أن ينخرط في صفوف المنشقين عن تنظيم ميصالي الحاج بعد الاجتماع الذي انعقد في جوان 1954 في بلجيكا والذي أسفر عن تكوين أعضاء مجموعة 22 المكونين للثورة ، إذ تبيّن انه لا جدوى من الحل السياسي ما دام أن فرنسا لن تتراجع عن مواقفها ، وأضاف الحاج حمو أن التحضير للعمل المسلح انطلق مباشرة بعد اجتماع بلجيكا لأجل الخروج من السياسة والاستعداد للكفاح المسلّح . التحضير للهجوم بعد اجتماع القادة في بلجيكاوبما أنني كنت مسئول خلية مكونة من 12 مناضلا من حزب الشعب ، اتصل بي القائد البرجي أعمر في هذه الفترة لعقد اجتماع طارئ مع بقية المناضلين والتقينا حسب ما أذكر في منطقة تدعى "واد ايرس" التي تبعد بحوالي 3 كلم عن دوار أولاد الحاج . واتصل البرجي رحمه الله بحوالي 170 مناضلا من اجل الالتحاق بالثورة مع العلم اننا في بادئ الأمر لم نكن نعلم بموعد الفاتح نوفمبر وإنما كان الحديث يدور حول اللجوء إلى حمل السلاح وإعلان الحرب على فرنسا لكن متى ؟ وأين؟ لم نكن وقتها ندري ، واقترح برجي اعمر الذي كان على اتصال دائم بالقائد بن عبد المالك رمضان أحد الأعضاء الفاعلين ضمن لجنة 22 من بعض المناضلين الانضمام للثوار وترك لهم الخيار بين الالتحاق بالجبهة أو البقاء في الحزب شريطة الالتزام بالكتمان , والاحتفاظ بالسر ثم وجه نداءه للمناضلين الميسورين من الناحية المادية حيث اتصل بالمجاهد جواد السبع رحمه الله ,والمجاهد دوال ميلود ومجاهدين آخرين من أجل المساعدة في تمويل الثورة قصد شراء الأسلحة . المجاهد الحاج حمو يكشف أسرار مهمّة عن فوج دوار الحاج ابراهيم واستطرد الحاج حمو قائلا: " لقد قدمنا كل ما نملك لشراء الأسلحة . فهناك من أضطر لبيع مصدر قوته ورزقه لاقتناء بندقية ,أو مسدس ، وكل واحد منّا باع كل ما كان يملكه سواء كانت لديه مركبة أو عربة أو حصان وحتى بقرة أو قطعة أرض إلا وقدمت فداءا للوطن وعلى هذا المنوال قامت الجبهة بتسليح المجندين ,وتكفلنا بتسليح أنفسنا حيث اشترينا مسدسات من حر مالنا للمشاركة في الكفاح , وقام جواد السبع الذي باع عربته وحصانه المفضل لشراء رشاش من نوع " مات 49 "بينما كان يملك قائد فوجنا برجي اعمر سلاح من نوع" ستان" أمريكي الصنع والبقية استنجدت بالمسدسات الالية والسكاكين والسواطير . قصة المعمر "فرنسوا لورون "التي أخلطت الحساباتوقبل تنفيذ الهجوم ، أسندت لكل واحد منا مهام خاصة فقد كلّفت رفقة المجاهد بوشارب من منطقة حاسي مماش بتقطيع الأسلاك الكهربائية والكوابل الهاتفية امتدادا من دوار أولاد الحاج إلى غاية منطقة شعايبية تحسبا لقيام المجموعة الثانية المرابضة لمنطقة سيدي علي (كسال سابقا) ودوار "رواونة "بالسطو على مقر قيادة الدرك الفرنسي لكن المعمر فرنسوا لورون من مزرعة ديجانسون تفطن للتحركات لما كان عائدا في نفس الاتجاه يقود سيارة من نوع 4 أحصنة .اشترينا الأسلحة من حر مالنا والبقية ضحت بمصدر رزقهاوفي هذه الاثناء حاول المجاهدون استدراج الحارس للخروج من مقر القيادة الذي كان يحرسه بحجة نشوب حريق في إحدى مزارع المعمرين لكنه رفض أن يفتح الباب وهرب مسرعا ليصاب بطلق ناري على مستوى الذراع من مجموعة دوال ميلود وعلمنا أن المجاهد بن سكارة لخضر هو من أصابه لكنه تابع طريقه مسرعا نحو الكنيسة المتواجدة بسدي علي لدق الجرس قبل أن يرديه زميلي بوقنين الطيب قتيلا ، وكانت عقارب الساعة تشير إلى 11 و45 دقيقة وهو أول معمر يسقط قتيلا عشية تفجير الثورة ، ثم انسحبنا بعد ذلك لنختبئ بالقرب من منطقة "الفنار" وتسللنا نحو الغابة وقضينا الليلة هناك .الشهيد البرجي أعمر قاد كتيبة المسبّلين المكلفين بقطع الكوابل الهاتفيةوفي صبيحة الغد تفاجئنا بمحاصر ة عساكر فرنسا المكان برّمته ، حيث وجدنا صعوبة في التنقل وكنا نتحيّن الفرص للخروج وتغيير المكان في كل مرة اذ علمنا أن فرنسا كثفت من حملات التفتيش ولم تترك منزلا إلا واقتحمته بحثا عنا ، واضطررنا للانتشار في الغابة وهكذا بقينا مختبئين في المغارات وفي وسط الجبال هروبا من العدو و لفترة قاربت الشهرين وكنا خلالها نقوم بعمليات تخريب للأسلاك الهاتفية و حرق أراضي المعمرين ثم ألقي علي القبض في ال 29 من شهر ديسمبر رفقة أربعة من زملائي في مغارة سيدي يوسف. وأحيطكم علما أن قائد الفوج المجاهد البرجي أعمر تعرض للوشاية من قبل عملاء فرنسا حيث القي عليه القبض رفقة البرجي قدور في ال 22 من نفس الشهر قبل أن ينكشف أمري بعد ذلك ,. وعلمت أنه كان ضحية " الخونة " الذين لاحقوه وهو بصحبة بعض المجاهدين ."قابلت الشهيد بن عبد المالك رمضان مرة واحدة بطلب من قائدي" قال عمي حمو أنه قابل القائد بن عبد المالك رمضان مرة واحدة عندما كان بصحبة ابن عمه الذي يقطن بوهران بينما زيارته لمستغانم كانت مخصصة لعقد جلسات سرية مع مسئول الفوج البرجي اعمر حيث كان هذا الأخير بمثابة الخيط الذي يربطهم بقادة المناطق والأفواج الثلاثة على مستوى عاصمة الظهرة ويتعلق الأمر بكل من صحراوي عبد القادر المدعو سي ميهوب الذي كان مشرفا على العمليات الهجومية بدوار البرايكية و بلحميتي محمد المدعو بن ذهيبة بن احمد الذي عيّن في منطقة سيدي علي تحت قيادة مسئول المنطقة الرابعة الشهيد بن عبد المالك رمضان والبرجي اعمر الذي قاد المجموعة 12 بدوار أولاد الحاج وفي ذات السياق أضاف الأمين الولائي عمار متحدثا لل "للجمهورية "أن كتيبة المجاهدين الذين اشعلوا فتيل الحرب ضد العدو بمستغانم عشية الفاتح نوفمبر كانت متكونة من 3 أفواج بقيادة الاسماء السالفة الذكر ولم يتم تقسيم المجموعة اعتباطا وإنما اسندت لكل فوج المهام المنوطة به ، حيث كلف فوج سي البرجي بتقطيع الكوابل الهاتفية وتخريب المحولات الكهربائية وكانت مهام الفصيلتين المتبقيتين هي تنفيذ الهجوم في المناطق التي عيّنها القادة من أجل اقتحام قيادة الدرك والاستيلاء على الأسلحة لتموين جيش التحرير بالذخيرة الحية . لمجاهد صحراوي ما يزال يعاني من مخلفات التعذيببحكم طبيعة عملي في المنظمة يضيف الأمين الولائي تمكنت من معرفة بعض الاشياء عن ثوار المنطقة لاسيما الاحياء منهم فهناك مجاهدين كبار سبقوني في النظام ويعلمون الكثير عن أسرار الثورة أفادوني ببعض المعلومات من بينهم سي صحراوي المدعو سي ميهوب الذي يعاني حاليا من الأسقام بفعل تقدمه في السن ومازال متأثرا بمخلفات التعذيب التي افقدته السيطرة على ذاكرته ويتعذر عليه الكلام نتيجة الكدمات التي تعرض لها على مستوى الرأس خلال جلسات الاستنطاق والبحث التي كانت تنتهجها الإدارة الفرنسية لترهيب السجناء,. وكان المجاهد صحراوي -يضيف محدثنا - من بين قادة الأفواج الثلاثة بمنطقة سيدي علي الذي لايزال يملك المزيد من المعلومات التي تستحق التوثيق لكن في بعض الاحيان يصعب عليه استحضار ذكريات الكفاح المسلح كلما عاودته الأسقام , ولا يفوتني ذكر المرحوم سليمان باربار أحد رواد الحركة الوطنية بمستغانم الذي كنت أجالسه رفقة المجاهد بوقدادرة لمعرفة المزيد عن الثورة وكنت أتبادل معهما أطراف الحديث للإلمام بأكبر قدر من الأخبار التاريخية ولعلمكم أن المجاهد سليمان باربار هو أول من أنشأ فوج البطالين بالميناء رفقة عيسات أيدير الذي تحوّل بعد ذللك إلى فرع نقابي ."سي بن عودة" تستر تحث العباءة و"كمبوش" لملاقاة البرجي بشعايبية وواصل المجاهد حمو في سرد مسيرته الثورية التي مكنته من ملاقاة كبار القادة الذين كانوا ينشطون في الغرب الجزائري وأكد أن زيارة الشهيد عبد المالك رمضان لولاية مستغانم جاءت بعد فترة الانشقاق التي عرفها حزب الشعب مضيفا "التقيت به بطلب من البرجي أعمر الذي أخبرني باصطحابه إليه عند قدومه إلى مستغانم واستقبلته رفقة ابن عمي الذي كان يسكن بوهران في منطقة الشعايبية بالقرب من النخلة ثم تستر تحت العباءة و"الكمبوشّ"حتى لا يتبع العدو أثره خصوصا وانه كان مطلوبا لدى البوليس الفرنسي الذي صنفه من بين الخارجين عن القانون. وفي هذه الأثناء تدخل الأمين الولائي لتوضيح بعض الأمور حول تفاصيل زيارة المجاهد عبد المالك رمضان إلى مدينة مستغانم حيث كان يريد ملاقاة البرجي أعمر للتحادث في أمور سرية تتعلق بالعمل المسلح والتحضير للثورة وبمجرد أن وطأت قدماه عاصمة الظهرة بعدما مر عبر ولايات من الغرب نزل في المحطة البرية الكائنة بمنطقة تيجديت ثم سأل أحد المواطنين عن الحافلات التي تتوجه نحو مناطق سيدي علي العشعاشة وسيدي علي وما إن حاول البحث على من يرشده إلى مكان البرجي حتى لمحه ابن شقيقه المجاهد البرجي ميلود الذي رافقه إلى بيت عمه , وركبا الاثنان في نفس الحافلة التي أقلتهما نحو دوار أولاد الحاج وطلبا من السائق التوقف بالقرب من الغابة المؤدية إلى مكان تواجد البرجي وعندما وصل عبد المالك رمضان إلى دوار أولاد الحاج طلب منه قريب البرجي الانتظار في مكان يبعد حوالي 500م عن المحل التجاري الذي كان يملكه المجاهد البرجي أعمر . في بداية الأمر لم يولي هذا الاخير أهمية للموضوع لأنه كان يجهل عبد المالك رمضان الذي قدم نفسه لابن شقيقه باسم سي عبد الله , ولما مر الرجلان بالقرب من متجره نادهما البرجي واستفسر عن هوية الضيف ولما أخبره الشهيد بن عبد المالك رمضان عن سبب قدومه بأنه جاء من أجل العمل المسلح رحّب البرجي بضيفه , واتفقا في أمور سرية دارت بينهما لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .ا جتماعات سرية بمغارة سيدي يوسف وحسب بعض المعلومات يؤكد محدثنا أن البرجي طلب من عبد المالك رمضان ملاقاة المجاهد بلحمتي المعروف ببن ذهيبة بن أحمد في مقهى عمي بن مهل المحاذي لسنيما "كوليزيه " . ف في اليوم الموالي توجه المجاهد بلحميتي صباحا على مثن دراجته الهوائية من سيدي علي إلى دوار أولاد الحاج، وأخبره عن وجود استعدادات للثورة. وكان ذلك بمثابة بداية سلسلة من الاجتماعات السرية، أغلبها جرت في الغابات بمغارة سيدي يوسف بعيدا عن أعين المستعمر وعملائه في المنطقة ورتّب الشهيد برجي عمر لقاء بين الشهيد ابن عبد المالك رمضان والمجاهد بلحميتي بمستغانم، بذات المقهى بجوار محطة القطار , ودله على علامات التعارف بينهما حيث سيجد بن عبد المالك رمضان حاملا الجريدة وهو يقوم بتلويحها باتجاه رجليه وبهذه الطريقة بإمكانه ان يتعرف عليه لكن بلحميتي سبق له وأن صادف الرجل في احدى الملتقيات السرية التي انعقدت في حسين داي بالعاصمة وما إن لمح بن عبد المالك رمضان حتى ناداه باسمه الثوري "سي بن عودة " والتقيا المجاهدان للتحضير والاستعداد للثورة وحسب علمي أنهما قصدا منزل المجاهد بوجمعة محمد ثم بعد ذلك زار القائد العربي بن مهيدي المنطقة و أشرف على الاجتماعات السرية التي سبقت حرب التحرير, والتي كانت تتم بحضور القادة البارزين على غرار محمد فرانسيس ، بن علا الحاج ، حمادو حسين والعقيد سي عثمان ومن ثم صدر بيان الفاتح نوفمبر لتفجير الثورة في عدة مناطق من بينها مستغانم التي أشرف عليها قادة ثلاث أفواج وللعلم أن التنظيم العسكري كان محكما و عملية تجنيد الثوار تم الترتيب لها مسبقا خصوصا وان المجاهدين الذي أقحموا في الهجومات معظمهم من شريحة الوطنيين الذين تجدرت في قلوبهم روح الوطنية باعتبارهم مناضلين ناشطين في صفوف الحركة الوطنية . ومنخرطين ساهموا في تسديد الاشتراكات والبقية منهم عملوا على توزيع جريدة الجزائر الحرة التي كانت تصدر في تلك الفترة لذا كان من السهل على قادة الجبهة استدراجهم للقيام بالعمل المسلح في ظرف وجيز بعد حدوث الانشقاق السياسي بين مناضلي حزب مصالي الحاج وساهمت السرية أيضا في نجاح التنظيم رغم القاء القبض علي جميع المجاهدين الذين دشنوا الهجوم على العدو في ليلة أول نوفمبر. الشهيدان سقطا ضحية الخونة والثوار ثأروا بالتصفية الجسديةوبخصوص التنظيم العسكري الذي تبنته الجبهة فقد وقع الاختيار على الأفراد الموثوقين فيهم لتكوين الأفواج فعلى سبيل المثال هناك 120 مجاهدا مسجلا بمستغانم لكن العمل المسلح اشرف عليه مسئولو الأفواج بينما الجميع غرق في مركب واحد وقبض عليهم دفعة واحدة وما كنت أقصده أن القادة الذين حرروا الوطن كانوا يتمتعون بقوة الملاحظة و حسن تقدير الأمور وتحليهم الحكمة في اختيار الأصلح للدفاع عن الوطن وهذا هو سر تفوق التكتيك الثوري على جنرالات فرنسا . لكن الثوار اصطدموا بالخونة وبعض القادة راحوا ضحية " البياعة " الذي كانوا وراء سقوط الشهيد بن عبد المالك رمضان الذي خطط للعمليات التي تلت الهجوم بمنطقة عشعاشة إلى غاية غابة تنس لكنه استشهد قبل انتهاء المهمة التي جاء من أجلها إلى مستغانم وكشف المجاهد حمو بمناسبة الحديث عن هذا البطل أن الخونة كانوا معروفين في هذه المنطقة بحكم طبيعة عملهم لدى الحاكم مشيرا أن العميلان ميلود جلول وقريبه عبد القادر بن جلول من دوار بواشرية كان وراء سقوط الشهيد البطل بن عبد المالك رمضان حيث قاما بتعقب تحركاته رفقة الفوج الذي كان يقوده خصوصا وأن الحركي ميلود بن جلول المشهور انداك بكبير الدوار من منطقة أولاد خلوف كان يعرف كل كبيرة وصغيرة تحدث في المنطقة لان مهمته نقل أخبار المجاهدين للعدو وبهذه الطريقة الدنيئة وقفت عساكر فرنسا على مجموعة الشهيد البطل في وسط غابة سي العربي وهم حاملين أسلحتهم . وعندما حاول الشهيد بن عبد المالك رمضان إطلاق النار على الجنود تلقى رصاصة أردته شهيدا في نفس المكان الذي ألقي القبض فيه على بقية المجاهدين الذي اعتقلوا أحياءا منهم دوار الميلود الذي كان يحمل سلاح ماد 49 وكان بحوزة الشهيد بن عبد المالك رمضان رشاش من صنع أمريكي .بعض العملاء وقعوا في كمين بمزرعة أولاد بن شيبان لم تمر أيام قليلة على هذه الواقعة يضيف المجاهد حمو حتى وقع الخونة في يد المناضلين بعدما انتشر خبر استشهاد قائد فوج منطقة "ويليس " المرحوم بن عبد المالك رمضان وعلم أن هؤلاء العملاء وقعوا في كمين نصب لهم في مزرعة أولاد بن شيبان عندما أرغم نسيب بن جلول الذي كان متزوجا بابنته على استدراجه إلى منطقة العشعاشة بحجة أن أولاد بن شيبان يعرضون ماشيتهم للبيع وفعلا سقط" الخونة" في الفخ و قام المجاهدون بتكبيلهم ثم إعدامهم ليصبحوا عبرة لمن يعتبر . واستشهد البرجي أعمر رفقة البرجي قدور بعد تعرضهما للخيانة ووقعا في اشتباك مع العدو ليلتحقا بالشهيد بن عبد المالك رمضان وبعد وفاة قائدي البرجي يصرح عمي حمو تم توقيف جميع الافواج التي كانت تنشط في مناطق الرواونة . زريفة ، عشعاشة وعصاصقة ولم يبق من عناصر فوج دوار أولاد الحاج سوى أربعة مجاهدين كنت خامسهم حيث قمنا بعمليات تخريبية للأعمدة الكهربائية والكوابل الهاتفية في تلك الفترة ثم نعود للاختباء في مغارة سيدي يوسف وكما هو معلوم أن مستغانم تملك تضاريس جبلية متشعبة وهو ما ساعدنا على التخفي إلى غاية سقوطنا في قبضة الغزاة في شهر ديسمبر كما أسلفت الذكر وبعد سقوط الشهيد بن عبد المالك رمضان انقطع حبل الوصال الذي كان يجمع جميع الخطوط ولم يتمكن فوج دوار أولاد الحاج من الانضمام الى فوج عشعاشة بعد فشل خطة الاستيلاء على السلاح بمقر قيادة الدرك .قافلة سي جبلي التي أعدمت 7 من" الحركى" بدوار قواويةوتزامنا مع ذاك مرت أفواج من المجاهدين عبر أرياف الظهرة على غرار القافلة التي قدمت من منطقة الحدود بقيادة سي جبلي الذي كان يشرف على عمليات الهجوم في المناطق الشاغرة لغرض توسيع نطاق العمل الثوري وبخصوص هذا الموضوع أثرى الأمين الولائي معلومات بحقائق أخرى تتعلق بقيام بعض المجاهدين بعمليات التصفية الجسدية للخونة فعلى سبيل المثال قام المجاهد جبلي الذي قاد العمليات في مناطق متفرقة وحط بمستغانم مرورا ببوزجار تم غابة تنس وكان فوج آخر من المجاهدين مرابضا لطريق الشلف ثم غليزان وأثناء مرور قافلة سي الجبلي عبر مستغانم باتجاه عشعاشة بلغ إلى مسامعه نشاط العملاء وسمعنا أنه قضى على سبعة منهم وعند بلوغه منطقة قواوية تعرض للخيانة من طرف شخص يدعى جقدان . علما أن المنطقة عرفت نشاطا ثوريا كبير بفعل تواجد الأعراش والأقسام والنواحي بقيادة مجموعة من القادة في صورة العقيد سي عثمان وكانت مهمة القافلة التي مرت من هنا هي تنظيم الشعب وتحقيق الاستجابة لنداء الوطن خصوصا وان البعض من الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير كانت تجربتهم كافية لحمل السلاح فمنهم من جند من قبل للحرب الصينية والبقية تكونوا في الجيش الفرنسي وأذكر منهم عبد الكريم العياشي الذي هرب في سنة 56 من الإدارة العسكرية واستشهد عندما كان يشغل منصب قائد منطقة ونفس القول ينطبق على المجاهد واضح محمد الذي كان قائدا وغيرهم كثيرون من عظماء الكفاح الثوري المسلح الذين اختاروا الجهاد ولم يأبهوا للتعليم ولا للشهادات العليا ." لولا الخونة و"المراندين" لأخذنا الحرية في سنة 56 "وصدق الحاج حمو الذي ختم حديثه ل" الجمهورية "حينما قال بصريح العبارة " لولا الخونة و "المراندين" ( الذين تراجعوا عن الثورة تحث طائلة التعذيب ) لأخذنا الحرية في سنة 56 وأثناء جلوسنا مع المجاهد القدير الحاج حمو حضر جمع من رفاق دربه لكنهم غادروا القاعة لارتباطات صحية وأخرى عائلية فمنهم من لم يكن قادرا على المكوث لفترة طويلة خصوصا وأن الحاج حمو أخد زمام المبادرة وكان له نصيبا كبير ا في الحديث عن المسار الثوري وأحداث نوفمبر بحكم معايشته للحدث وقربه من قائد الفوج الشهيد البرجي أعمر.ا لمجاهد الحاج بلعربي يتحدث عن نشاطه الثوري رفقة العقيد سي عثمان"كلّفت بجمع المعلومات عن العدو وتموين الجيش بالأسلحة " وبقي بصحبتنا المجاهد بالعربي الذي اختصر مساره الثوري في سطور لكونه من جماعة 55 حيث كان من بين المناضلين الذين كانوا يسربون أخبار الجنود الفرنسيين لقادة الجبهة وكان ينشط ضمن فوج العقيد عثمان بمنطقة الخضرا و بحكم المنصب الذي كان يشغله هذا المجاهد كسكرتير عام بمكتب المير استطاع أن ينقل أخبار العدو للمجاهدين وساهم عمي العربي في نشر النظام الثوري بمنطقة فرندة رفقة سي العثمان حيث يقطن بعض من انسابه بعد هروبه من عشعاشة في سنة 54 وجاءت بعدها فترة تولي سي عثمان قيادة المنطقة الرابعة للولاية الخامسة في سنة 55قادمامن بوزجار ثم عين الباردة وأشرف على عمليات هجومية بمعسكر ثم قدم إلى غليزان وواد ارهيوأمّنت ل "سي عثمان "مركزا سريا ببني زنطيش وقال محدثنا أنه في هذه الفترة كان سي عثمان بحاجة إلى مخبأ سري للمجاهدين بمنطقة بني زنطيش واتصل بي نسيبي لترتيب مكان من أجل فتح مركز للمجاهدين وتوليت العملية حيث كنت أعمل مع سي عثمان في نقل الأخبار عن منطقة الخضرا وكنت استعين بخيط لتوصيل كافة المعلومات وهو سي سعيد الذي كان مسئولا على الفوج الذي عملت فيه ومهمتي هي تحذير المجاهدين ورصد تحركات العساكر فضلا على جمع الاسلحة للتموين الحركة بحيث كانت بحوزتي كل القوائم التي حصلت على التراخيص للحصول على الأسلحة وبعد مقتل المير على يد" لواس " وتكثيف عمليات المراقبة والتفتيش وقع احد اصحاب المتاجر الذي كان يعرفني وعلى وقع التعذيب افشى جميع الاسرار ليتم توقيفي في مقر عملي رفقة شقيقي الشهيد بلعربي عبد القادر الذي أسس الاتحاد العام للطلاب المسلمين . اعتقلت رفقة شقيقي الشهيد بلعربي عبد القادر مؤسس" لوجيما"وكان متفوقا في الدراسة حيث نال الدكتوراه في العلوم الاقتصادية وتحصل على شهادة الليسانس في الحقوق و حولت بعدها إلى معتقل سيدي رفقة بركان بومدين أين تعرضت الى أبشع طرق التعذيب وكلما اتذكر هذه المرحلة من حياتي اشعر بالرعشة من شدة الصدمات الكهربائبة التي زلزلت بدني حيث قام السجان بتعذيبي بقسوة شديدة داخل غرف مظلمة مخصصة لتعليق السجناء على الجدار وتركهم لمدة طويلة على هذا الحال فضلا على استعمال أجهزة دوران يوضع بداخلها الاسير وتقوم بحركة دائرية تجعله يفقد صوابه وغيرها من الأساليب المشينة التي يصعب الحديث عنها والحمد لله عشنا لنحيا مجددا في زمن الحرية والاستقلال وأرجو أن يثمن الجيل الحالي ما صنعه الثوار من اجل تحرير البلاد والعباد من الهيمنة الفرنسية. www.eldjoumhouria.dz |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مجرب, التحرير, بمستغانم, رصاصة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc