يذكرني ما يحدث اليوم في الجزائر بأحداث الفيلم الكوميدي "كرنفال في دشرة" للفنان عثمان عريوات , الذي لعب بطولته رفقة صالح أقروت و العديد من الفنانين سنة 1994 , و لطالما اضحكتنا شخصية مخلوف البومباردي الانسان الفقير الذي يسكن في "الدشرة" و الذي قرر بعض من اعيان الدشرة الخبثاء ترشيحه ليصبح "ميرا" , فقبل الرجل الفقير و راح من حوله يقيمون له "كرنفال" او حملة بمفهومنا "الراقي" حتى يكسبوا عدد كبير من سكان الدشرة الى صفهم بطرق "تهريجية" و هكذا تتسلسل الاحداث في قالب هزلي كوميدي .
ما صوره لنا "سي مخلوف البومباردي" في 94 , ما هو الا صورة عما نعيشه في واقع جزائر 2014 غير أن الاختلاف يكمن في أن "كرنفال" عثمان عريوات كان في دشرة صغيرة في ولاية بسكرة , وكل الجزائريين أحبوا الكرنفال وأصبح له صدى واسع و أضحينا نتمتع عندما يعرض على التلفاز ,و الاهم من ذلك هو مجرد "تمثيل" , أما "كرنفال" رئاسياتنا اليوم تحدث في بلد اسمه الجزائر و هو واقع مس كل الجزائريين بطله مجموعة من الفاسدين , و للأسف من هم يستمتعون و "يتفرجون فينا" ويضحكون هم الذين يتم تسميتهم أعداءنا في الخارج .
مخلوف البومباردي , صالح أقروت , لخضر بوخرص , مصطفى هيمون و غيرهم ..., قالوا كلمتهم و رأيهم على طريقتهم في الاحداث التي شهدتها الساحة السياسية في التسعينات و رغم الازمة أنذاك و صعوبة الموقف الا انهم لم يهابوا ولم يخضعوا , و عارضوا بموهبتهم الفنية , أما اليوم و أقصد اليوم : الاحد 30 مارس 2014 , أطلقت أغنية لمجموعة كبيرة ممن يسمون أنفسهم فنانون , تتغنى وتمجد الرئيس بوتفليقة و لا أحد غير بوتفليقة الطريح (و من خلفه طبعا) ,كرجل حمل الجزائر على اكتافه و غمرها بأفضاله, و الأدهى من كل ذلك أن الاغنية سميت "تعاهدنا مع الجزائر" ,و بذلك اختزل "عارتيست خليدة ", الجزائر و طنا , و تاريخا ,و شعبا في شخص رجل مريض لا يقوى على النطق بكلمتين سليمتين , (اللهم لا شماتة ), ولو قام هؤلاء الفنانين بالغناء للجزائر كاملة و "معليش أ سيدي" الانتخابات و التحسيس بأهمية الانتخاب لدافعت أنا بنفسي عليهم , و لو تم تسمية الأغنية "تعاهدنا مع بوتفليقة عوض مع الجزائر " لخرست و لما فتحت فاهي , ولكن أن تصدح حناجرهم بنغمة الاستغباء فهذا ما لا نطيق , و ما لا يطاق أيضا أنهم بعد ان باعوا أنفسهم من أجل لقمة لطالما تمرغوا في الملاهي حتى يؤمنوها , باعوا الجزائر العروس الشابة و زفوها الى شيخ معاق دون ولي .
هذا هو كرنفال في الجزائر 2014 , هم تهتز حبالهم الصوتية غناءا لشخص , و نحن نرفع أيدينا دعاءا للوطن.
خدمة صغيرة لعاشقي بوتفليقة : أوبيريت تعاهدنا مع الجزائر
وللعلم وصل عدد المشاهدين 1363 عدد المعجبين 675 عدد الذين لم تعجبهم : 4847